Chapter 3

276K 12.1K 3.2K
                                    

"إطمئنوا الجحيم يتسع للجميع ، فلا داعي لهذه المنافسة الشرسة على من يكون الاسوء "
🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

"فايو ، هيا أخبريني ما الذي فعلتيه اليوم مع ذلك الرئيس وماذا تعلمتي ؟" ، أردفت آنا وهي تسير بجانب فايو التي كانت تسير هي الاخرى ببطئ وتعب وبعيونٍ شبه مغلقة .

" لا شيء" تنهدت فايو بعمق وهي تجيبها لتخرج الهواء المحبوس داخل صدرها ، "هه! ماذا تعنين بلا شيئ، تكلمي بلغة افهمها "

،أغمضت فايو عيناها لانها لا تستطيع إيقاف ثرثرتها المستمرة لتهدر بها صارخة " لا شيء بالمعنى الحرفي ، لم أتعلم شيءً ؛ لقد إستمر بطلب القهوة مني، وكتابة عدة أوراق بيدي " أنهت جملتها الاخيرة رافعة كلتا يداها أمام الاخرى لكي تُريها أصابعها المحمرة أثرة الكتابة المستمرة ،

بينما نال الاستغراب من آنا بسبب حالة صديقتها الهستيرية التي دخلت بها ، ثم اكملت

" وأيضاً إستمر بتوبيخي على أقل الأخطاء وكأني السكرتيرة الخاصة به ، ااااه سحقاً لحظي ، سأخذ سيارة أجرة وأذهب لمنزلي لن أستطيع الصمود هكذا "

اومئت آنا لها محركة رأسها سريعاً ملوحة بيدها لها لتردف بداخلها " سحقا لقد جُنت من أول يوم تدريب! ".

بعد مرور نصف ساعة وصلت فايو لمنزلها ، فتحت الباب لتدلف الى الداخل حيث الدفئ الذي غلفها بالكامل ،مدت يدها الى زر الانارة مشغلة الاضاءة لتقول بداخلها " مرحبا ، لقد عدت !"

اردفتها وهي تتخيل أمها تأتي لتحييها وتقبلها من وجنتها لتزيل التعب ومن ثم تعود للمطبخ لاعداد الطعام ، دلفت الى الصالة لتنظر الى الاريكة الخالية المقابلة الى التلفاز المطفئ لتتخيل اباها جالس يشاهد نشرة الاخبار التي لم تستهويها ابداً، سارت قليلا الى الامام وهي تنظر الى السلم ،صعدت لاول باية منه لتتخيل اخاها يركض بكل سرعته أتجاهها وهو يصرخ عليها لكي تبتعد ليمر من جانبها ، اكملت سيرها نحو غرفتها ،دخلت اليها فوقفت امام المرأة وهي تنظر لنفسها ،أنزلقت دمعة من عيناها لتقوم بمسحها بسرعة وهي تردف بداخلها

"لقد مر فايوليت لقد مررتي بالاسوء بعد رحيلهم " ؛ توجهت بعد ذلك الى الاستحمام لعل المياه تأخذ تعبها او ربما تأخذها معه!! .

بعد إن إنتهت من الاستحمام ، سارت وهي تقوم بتنشيف شعرها المبلل ،وقعت أنظارها على الكمان الذي وضعته فوق الطاولة الصغيرة

،اتجهت نحوه لتحمله واضعة أصابعها الصغيرة فوق أوتاره الرقيقة لتبدأ بعزف لحنٍ حزين وهي تتذكر ما حدث معها من مأساةٍ حقيقة لن يستطع أحدهم تحملها ثم ما لبثت الى إن صارت تعزف سريعاً وبشكل هستيري لم تتوقف الى إن أنقطعت أحد أوتار الكمان وقامت بجرح أصابع يدها ، لتقع على الارض بخمول وأقدام هلامية لم تحملانها لتتكئ على الجدار خلفها بأرهاق .
______________________________________

متدربة الرئيسWhere stories live. Discover now