دخلت إلى الغرفة بعدما اتخذت قرارها، ذلك القرار الذي أجبرتها عليه الظروف.. قرار تغيير الهوية. فاستقرت أمام المرآة، تطالع شكلها المعتاد للمرة الأخيرة. ثم أخذت تحسس على شعرها الطويل و وجهها الناعم، تودع ما يضج فيهما من جمال و أنوثة. لتبدأ أولى خطوات التغيير بنزع القلادة الهلالية التي تطوق رقبتها، حينذاك شعرت و كأنها تنتزع أحد نياط قلبها، فقد تذكرت أمها و تذكرت ذلك الموقف المحفور بذاكرتها، فمنذ أن ألبستها القلادة و هى لم تخلعها طيلة السنوات الماضية،و لكن جاء اليوم كي تتخلى عنها دونا عن إرادتها، قائلة في نفسها: سامحيني يا أمي.. لابد أن أفعل هذا،حتى و ان خلعت قلادتك، سأظل أحبك دائما..
1 part