كيف نظرت شعوب العالم القديم لنهايات ومستقبل العالم؟ كانت الديانات القديمة تنظر إلى أن هناك دوراً واحداً للعالم يتكون من أربعة عصور، وقد طوّر البابليون، بشكل خاص، واستناداً إلى نظرية تنجيمية تقضي بانتشار الكواكب في أبراجها الأربعة ابتكروا فكرة العصور المتتابعة. وكان السومريون ينتظرون نهاية العام لكي يغسلوا خطاياهم في العام الذي سينتهي ويبدأون عاماً خالياً من الخطايا. ولذلك تميزت أعياد رأس السنة السومرية في الربيع بالبهجة وإشاعة الخصب والحضور الرمزي لقوتي الحب والخصب (إنانا وديموزي) ممثلتين في شخصيتي (الكاهنة العليا والملك). وبالإضافة الى الأمل كان هناك دافع ميثولوجيّ أعمق يتمثل بالعودة إلى الخالق وفردوسه، فالإنسان يحنّ للعودة إلى عالمه المثالي الذي انحدر منه وتلوّث بالعالم الذي يعيش فيه، إنه يحنّ للفردوس ويتوق للعودة له، ويسري هذا الحنين في كل المثولوجيات والأديان القديمة، فقد كان قدماء الشامانيين، أنفسهم، ممثلين للإنسانية الساقطة. يبذلون الجهد من أجل إعادة الالتحاق بالشرط الفردوسي الذي كان قبل «السقوط». أما الرؤية العلمية السومرية لنهاية العالم، فتكمن في دورات السار والساروس التي تتنبأ بذلك فلكياً.