تِيتان | TK

bunxji द्वारा

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " अधिक

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٢٧

29.2K 1.8K 1.3K
bunxji द्वारा

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

لَن يعُود احدٌ الى الصِبا يوماً بعَد ان تثمرُ العقول وَ تنضج بالفكرِ العقلاني .. بعيداً كُل البُعد عن طَيش المُراهقةِ الجَميل وَ سخافة النكاتِ في حوارَاتهِ ، فالعُمر يَمر دونَ عودةٍ وَ تذبلُ المحبَة وَ تَخفت ناحيَة عدةِ امُور ، لكِنها قَد تعود ايضاً للحظةٍ اثرَ فعلةٍ ؛ حركةٍ صغيرةٍ رُبمَا ..

جونغكُوك وَ تايهُيونغ عَادا إلى صباهِما وَ طيشهُما عندمَا ترجلا مِن السيَارةِ بأبتسامةٍ واسعةٍ .. كانت تلكَ مُبادرةٌ من الأسمَر الذي ازدَهر قلبهُ وَ انتشى اثرَ سعادتهِ بوجودِ محبوبهِ صحبتهِ ، كَم اشتاقَ وَ اشتاق لاعادةِ رسمِ كُل افعالهم الصبيانيَة البسيطَة وَ لم يُردع تلكَ الرغبَة التي تدفعهُ لفعلهَا وَ الآن

شَد تايهُيونغ بكفهِ حولَ معصمِ جونغكُوك عندمَا توقفت السيَارةُ امَام مَنزلهِ وَ الذي لمَح الغرابي مِن مقبعهِ اختلافُ لونهِ وَ تصميم النوافذِ كذلكَ السور الخارجي .. كَانت لدى تايهُيونغ رغبةٌ جليلَة بـ جعلِ جونغكُوك يُبصر كُل ما فعلهُ لأجلهِ طوال السنواتِ الماضيةِ ، لقَد فكرَ طوال الطَريق بأنها اللحظَة الأبهى ؛ وَ لم يمتلك صبراً اكثَر من ذلك

" اسرِع لأريكَ شيءً "

نبسَ تايهُيونغ بأبتسامةٍ مُتشوقةٍ ساحباً جونغكُوك معهُ بقوةٍ ، وَ رغمَ جهلِ جونغكُوك عَن ما ينتظرهُ الأ انهُ كان سعيداً وَ صاخباً في دواخلهِ وَ هو يلمحُ تغيرُ الامور الى الافضلِ ؛ تَحسُن تايهُيونغ وَ مُبادرته .. حماسهُ الشديد وَ الذي اعادهُ الى الوراء بالذكرياتِ ، كُل هذه الامور رسمَت ابتسامةً جميلةً على شفتيهِ

دَفع تايهُيونغ بـ بابِ المَنزل وَ لشدةِ حماستهِ وَ سعادتهِ هو لم يُبادر بأنارةِ الزوايَا المُظلمةِ .. بَل وَ لم يسمح لـ جونغكُوك بأن يخلع حذائهُ ؛ كِلاهمَا صعدا الى الأعلى حيثُ السلالمُ وَ كانت تلكَ المرَة الأولى التي يرى فيهَا جونغكُوك تصميمَ المَنزل الداخلي ، وَ رغمَ عتمةِ المكان الا انهُ كانَ هادئاً وَ دافئاً للغايَة

حَول انظارهُ الى حيث تايهُيونغ الذي يسحبهُ من معصمهِ كـ طفلٍ وَديعٍ يَرغب بالتباهيَ بأنجازاتهُ الصغيَرة امامَ الملأ ، رمَش بهدوءٍ وَ قلبهُ كان يتراقص بسعادةٍ اقسَم انهُ لم يشهدهَا من قبلٍ ، تَوقف تايهُيونغ بُغتةً امامَ غرفتهِ وَ التفتَ حيث جونغكُوك قَبل ان يدخلَا ..

حَدق عميقاً داخلَ عيناهُ وَ كم كانت الطَريقة التي رفعَ بها رأسهُ ناحيَة الغرابي لطيفَة ، طُولهما تفاوَت عن ذي قَبلٍ وَ كان الأسمر الأقصرُ قامةً بشكلٍ جميلٍ مُهلكٍ لفؤادِ جونغكُوك الهائمِ بكلماتهِ عندما نَطق

" قَبل ان تُبصر ما صنعتهُ لأجلكَ .. اريدكَ ان تعلَم انني وَ ان أفقتكَ وَ اغفيتكَ على كلمةِ احبكَ سأكونُ مقصراً بحقِ شعوريَ المُثقل ناحَيتك "

اتَسعت ابتسامةُ جونغكُوك وَ رمشت عيناهُ برقةٍ قليلاً وَ تحرَكت اناملهُ تخُط بنعومةٍ حيث وَجنةُ تايهُيونغ هامساً بهدوءٍ اهلَك الأسمَر ..

" وَ ان خانكَ التَعبير وَ ان بتَ ماقتاً لي في يومٍ مَا ، سأكون سعيداً مُكتفياً بنبضِ قلبي المَختوم بمُلكيتك "

لَم يجد تايهُيونغ في الحَديث كلماتٍ تَصف مَكنوناةِ فؤادهِ وَ صخبهِ بأسمِ الآخر ، كانَ يرتجفُ سعادةً وَ بعدمِ تصديقٍ لمَا يدورُ حولهُ .. كَم لبثَ لأجلِ هذهِ اللحظةِ ؟! وَ كم تحمَس لجعَل جونغكُوك يُبصر ما صنعهُ لأجلهِ وَ ما كانَ نابعاً من عُمق المَكانةِ التي خَلدها في فؤادهِ طيلَة تلكَ السنواتِ ..

اكتفى بأدارةِ المِقبض وَ التنحي جانباً سامحاً لـ جونغكُوك برَسمِ خُطاه حيثُ داخلِ جُدرانِ غرفتهِ الهادئةِ ، تَنفس الغرابي بهدوءٍ هوائهَا البارد النقي ، كانت تنبعثُ من زوايَا جُدرانها عطرٌ خفيفٌ ناعم كانَ يُشبه مَالكهَا ؛ عيناهُ لم تُبصر شيئاً حتى ضغطَ تايهُيونغ على مفاتيحِ الأنارةِ الذي انارَ فؤادَ جونغكُوك قبلَ ان يتعالى بنبضاتهِ لمَا شهدتهُ عيناهُ

في زاويةٍ مَا وَ بين القيَتار الذهبي المَركون وَ البيانو الصَغير هُناك مَكتبةٌ خشبيَة ضَمت داخلهَا سلسلةٌ مُتراصَة بَدت كـ الكُتيباتِ خلفَت بأتزانهَا بجانبِ بعضهَا اسم " زحَل " بشكلٍ مُتسلسلٍ ، كَانت تواجهُ الغرفةِ عند اقتحامِ اي احدٍ اليهَا وَ ذلكَ كانَ السببُ في جعلِ اعيُن جونغكُوك تقعُ عليهَا

قلبهُ كان يتعالى صخباً داخل صدرهِ وَ لم يكُن يعلمُ بأيُ شيءٍ عساهُ ان يتفاجئ ، مَوجةٌ من الصدمةِ وَ الحبِ العميق عبرَت عليهِ وَ خلفت قُشعريرةً في اوصالهِ لأدراكهِ انهُ المَقصود بذلكَ اللَقبِ .. كانَ يجهلُ ماهيَة تلكَ الحاجياتِ التي نقشَت اسمهُ

تسائلَ في نفسهِ عمَا اذا باتَ تايهُيونغ كاتباً وَ نسج قصَة حبهم على شكلِ سلسلةٍ من الكُتيباتِ الصغيرَة ، ام انهُ امسى موسيقاراً لتموضعِ بعضِ الآلاتِ هُنا وَ هناكَ ؟!

حملهُ فضولهُ بخطواتٍ ثقيلَة هادئَة ناحيَة المكتبةِ تلكَ ، وَ بأناملهِ راحَ يلتَمسُ لقبهُ فوقَ تلكَ السلسلَة المُتراصة بأنتظامٍ بجانبِ بعضهَا ، لازالَ جاهلاً بعضَ الشيءِ حتى توقفَت اناملهُ للحظةِ عندَ نهايَة لقبهِ وَ تداركَ سريعاً ماهيَة هذهِ الحاجياتِ ، كانت اغلفةً زُجاجيَة تضُم داخلها اسطواناتٍ مُوسيقيَة

عقلهُ أبى تصديقَ تلكَ الفكرةِ فـ أمعَن النظرَ جانباً حيث القيتَار المَركون قبلَ ان يتجرأ وَ يسحب احدى الأسطواناتِ من الاطرافِ بحذرٍ قارئاً مَا كُتب على غلافهَا .. حيثُ عنوانُ هذهِ السلسلةِ المُوسيقيَة وَ الذي حركَ شيئاً فيهِ ..

' مَجرةٌ من الألحَان '

عيناهُ لمَعت وَ كادت ان تَذرف عبراتهَا ، عندمَا لمحَ عمقَ جمال تصميم المُغلف رغمَ بساطتهِ ، صورةٌ لِزحل وَ بجانبهِ تِيتَان الصغيَر وَ كان من اللطِيف ان طوقَ المجراتِ الذي يُحيط زُحل استبدِل برسماتٍ للنوتاتِ المُوسيقيَة .. كانَ تايهُيونغ يُحاول جَمع شغفهُ معهُ بشتى الطُرق ..

" مَجرةٌ مِن الألحَان ؛ أولى اعمَالي كـ مُلحنٍ "

اردَف تايهُيونغ بأبتسامةٍ خافتةٍ وَ عندما هَـم جونغكُوك ناظراً ناحيتهُ بعيناهُ اللامعةِ لَمح دمعةً تسقُط على خدِه وَ تتمَرد برسمِ خطٍ واضحٍ ورائهَا ، اقتَرب تايهُيونغ منهُ بخطواتهِ مُقترباً اكثَر حتى سحبَ الأسطوانَة من يدِ جونغكُوك مُديراً اياهَا لتَقع اعيُن جونغكُوك حيث العبارة المَنقوشة اسفَل المُغلف

' بين النجومِ كنتَ تقبَع ، لامعاً تضيئ حَياتي ؛ كنتَ زحلاً وَ ما خولتَني سوى لأمسي بمَثابةِ قمرُك البعيد الخَافت .. ان كُنت انتَ زحَل فأنا قمرُك تِيتَان '

اغمَض جونغكُوك عيناهُ لوهلةٍ مُتنفساً بعمقٍ هندمَا نزلت دموعهُ وَ انقبض قلبهُ لكُل مَشاعرهُ الغريبَة التي لازمَت فؤادهُ ، وَ لم يتمكن من رسمِ فعلةٍ اخرى حتى عندمَا همَس تايهُيونغ مُجدداً

" كنت اعمَل عليهَا مُنذ عاميَن وَ لم اشأ طرحَها حتى تكُون اول المُستمعين إليهَا "

رفعَ جونغكُوك رأسهُ بهدوءٍ حيث عيونِ تايهُيونغ الخاملةِ وَ ابتسامتهِ الهادئةِ ، كانَ مُحرجاً من نفسهِ و لأول مَرة شعَر انهُ لا يستحقُ تايهُيونغ .. مُفكراً بأنه لم يُجازيهِ سوى بالغيابِ لسنواتٍ طويلَة في حينِ انهُ كان مُنهمكاً في تأليفِ مقطوعاتٍ تحملُه بينَ نوتاتهَا

" تتألف مِن إثنانِ وَ تسعونَ اسطوانةٍ حَيث عدد الأيامِ التي امضيتهُا معكَ .. وَ اقسمُ لكَ يا زُحلي ان كُل مقطوعةٍ فيهَا رسمَت حدثاً شهدناهُ وَ عشناهُ معاً "

رَجفت اطرافُ جونغكُوك حباً وَ دونَ التأني للحظةٍ اخرى هلَم يسحبُ تايهُيونغ سريعاً ناحيَة حضنهِ ، دفنَ رأسهُ بتجويفِ عنقهِ وَ بطريقةٍ ما كانَ جسدهُ يضُخ دفئاً غَرق فيهِ وَ تداعى ، كانَ رقيقاً وَ ناعماً كما شهدهُ وَ عرفهُ ..

اناملُ الأسمَر رسمَت بحركتهَا لمساتٍ هادئة وَ حنونَة على ظهرِ جونغكُوك ، يمسَح عليهِ برقةٍ وَ يغدقهُ حباً .. يَسقي ضمأ اشتياقهِ لهُ وَ يرتوي عميقاً من شَدهِ القوي لهُ ؛ دَفن نفسهُ بينَ كتفِ حبيبهِ وَ صدرهِ مُستنشقاً عبقهُ الجميل المُسكر .. كمَا لو انهُ زهرةً من القَمر ، اغمَض عيناهُ بهدوءٍ وَ خملت اوصالهُ عندما سمع همسةُ جونغكُوك الهادئةِ بجانبِ اذنهِ

" ادمَنتك أنا ؛ وَ بحثت بَين ثَنايا نفسي عَن اكتفاءٍ منك فَلم أفلَح ، فَهَل لا نفذَت وَ هرَبت من بينِ يَداي ؟! "

رَاح تايهُيونغ يمَيل برأسهُ اقَرب حيث شِفاه جونغكُوك القريبَة من مسامعهِ .. مُغمض العينَين ؛ عائمَ النَفس وَ مُرهق الحِس .. لَم يحمل في نفسهِ ذرةً من الطاقةِ لاجابتهِ ، فَراحت يداهُ تلتَمس المَتانة في كتفي خليلهِ ، يشدُ عليهَا بخفةٍ وَ يتمايل جسدهُ مع نسمات الرياحِ الخفيفةِ من النافذةِ

وَ في دُجى الليلِ غفى للمَرةِ الاولى بعدَ مضيّ كل تلكَ الفترةِ المُهلكةِ لقلبهِ قبل روحهِ .. بينَ و وسطَ اذرعِ جونغكُوك ، غفى مُبتسماً لا باكياً .. غفى اثر حقيقَة ان جونغكُوك بالفعل يُداعب له خُصلاته الكستنائيَة وَ لم يكُن خيالاً كما اعتاد سابقاً .. غفى و الأبتسامةُ الجميلَة الخافتةَ لم تُفارق شفتيهِ الخفيفَة

وَ التي راحَ جونعكُوك يُمعن النظر بهُما عميقاً .. ثمَ يُعيد بصرهُ الى ملامحِ تايهُيونغ المُسالمَة ، عيناهُ تلمع وَ قلبهُ يتراقصُ سعادَة بنغمٍ كان هو المُتسبب بهِ ؛ بأذرعهِ مَسح على طولِ خصرِ حبيبهِ الأسمَر مُتحسساً طراوَة جسدهِ اسفَل القُماش وَ رغمَ ظُلمة المَكان الا انهُ استطاعَ لمح تلكَ الخُصلات المُتمردةِ على مَوضع الفُتنة في وجهِ تايهُيونغ فـ هَم بأناملهِ الخفيفَة يُبعدها برويةٍ

دافئينِ وَ هادئين .. كَانا تِيتَان وَ زحَل

رُبما غفوَة تايهُيونغ المُبكرةِ كانت من شدةِ ارهاقِ فؤادهِ الصاخب بحضرةِ جونغكُوك صحبتهِ وَ اخيراً ، او لعَل السبب ايضاً كان نابعٌ من حَماسةٍ منهُ للغَد الجَميل بصُحبةِ العديد وَ العديد من الأمور التي يـوَد فعلهَا وَ تخليدها بذكراهُ بجانبِ وَ مع الغُرابي الى الأبَد

مَهما كان ذلكَ السَبب هُو غفى سعيداً دافئاً وَ هنيئاً وَسط حضنِ جونغكُوك المُريح .. الأمرُ بدى كمَا لو انهُ مُغتربٌ عن وطنهِ وَ عاد بعدَ ان ذاق من مرارةِ البُعد ذرعاً

جونغكُوك تنَهد براحةٍ للمَرة التي غَفل عن عدهَا مُنذ سهوتهِ بالهدوءِ الذي حَط مُتموضعاً على ملامح الغَافي بينَ يداه ، ثُم لسعةٌ من البرودةِ ضربت اوصالهُ فـ رُفعت عيناهُ حيث النافذةِ وَ اثر الريَاح الخفيفَة تداعبَت الستائرُ الفضفاضةِ مسببةً تطايُرها بشكلٍ طفيفٍ

بكَثير من الحِرص و التانٌي سَحب نفسهُ من بَين اذرعِ تايهُيونغ مُتمسكاً بكفيهِ مُبعداً اياهُما عن خصرهِ ، ثمَ اخذَ مُقرباً احدهُما ناحيَة شفتيهِ وَ بكثير من عمقِ شعورهِ الجَميل اخذَ يطبَع قُبلاً ناعمَة مُتتاليَة على طولِ اناملهِ مُقرباً اياهَا ناحيَة خدهِ بعدَ ذلك ؛ يَستشعرُ دفئ بشرتهِ وَ لا يرغب بُمفارقتهِ البتَة

مَسح بيدهِ الاخرى على وجنةِ تايهُيونغ .. وَ بدت طَرية و ناعمَة كـ خيطٍ من الحَرير ؛ هو كان يرغبُ بالأستقامَة لكنهُ وجد من نفسهِ يسرُح مُجدداً بالاسمَر وَ كأن شعورهُ يتجددُ بعمقٍ كُل لحظةٍ تمُر ، رَمش بهدوءٍ وَ اقترب طابعاً قبلةً طويلَة على خدِ تايهُيونغ حيثُ المَوضع الذي داعبتهُ اناملهُ بخفةٍ منذ برهةٍ

دَس بكفهِ يَد تايهُيونغ اسفَل الأغطيَة الناعمةِ وَ قلبه ينبضُ حباً لهيئتهِ الملائكيَة .. رَفع اصابعهُ حيث قميصهُ الابيض مُحلاً بعضَ ازرارهِ حتى مُنتصف صدرهِ وً اتجهت خُطاه حيثُ النافذةِ يُغلقهَا وَ يحجب الريَاح وَ افعالهُا الخبيثَة حتى لا تزعجَ حبيبهُ الغافِي

بُغتةً عيناهُ وَقعت على اصيصِ نباتاتِ الظِل المُتموضعةِ بتفرقٍ في زوايَا مُتعددةِ من الغرفَة ، وَ بعضها كان فوقَ الرفوفِ بجانبِ النافذةِ ؛ عندهَا فقط استذكرَ ازمَة تايهُيونغ ناحيَة تنفسهِ وَ علم سبب نَقاوة الهواء وَ خفتهِ في هذا المُحيط

ابتَسم جاراً خطاه لعدةِ زوايَا ؛ الاضاءةُ خافتةٌ وَ تنفسهُ منتظمٌ .. كانَ مُرتاحاً اكثَر من اي وقتٍ مَضى ، اناملهُ التَمست برودَة المفاتيح الداكنةِ من البيانو الصَغير جانباً وَ مجدداً حطت عيناهُ على القِيتار المَركون فأخذ مُقترباً لامحاً وجودَ شيئٍ يُشبه العصى بجانبهِ مَحفوظاً كان بُعلبةٍ شفافةٍ ثقيلةَ ، وَ عند النَظر عميقاً تدارَك انهُ نايٌ خشبي قَديم

ابتَسم بشكلٍ اوسَع وَ عيناه انتقلت حيثُ جسد تايهُيونغ الغارقُ بينَ اقمشةِ السرير ثمَ راودهُ شعورٌ عجزَ عنهُ ؛ كَان غايَة في الجمالِ ان خليلهُ باتَ موهوباً الي هذا الحَد .. انخَفض بُبنيتهِ وَ بأصبعهِ السبابَة التَمس اوتار القيتَار وَ بدت انعَم مما تَخيل ؛ اصدَر احداهُن صوتاً فسَحب يدهُ سريعاً عنها ناظراً مجدداً الى حيث تايهُيونغ خشيَة انهُ ايقضهُ

لَم يلبث حتى قادتهُ رغبته بالأستماعِ الى احدى الأسطواناتِ التي عمَل عليها تايهُيونغ فأخذ ساحباً الاولى منهَا ناظراً الى عددِ الكُتب الهائل فوقَ مكتبهِ وَ على رفوفهِ .. جميعهُا تحمل اسمائاً غريبَة وَ على الاغلب كانت تخصُ الموسيقى ، نزَل السلالمَ بعد ان تاكد من ان تايهُيونغ بخيرٍ وَ ينعم بالهدوء في منامهِ

لَم يكُن يدركُ شيءً عن خريطَة المَنزل فـ داعب شعرهُ مُعيطاً اياهُ الى الخلف عندمَا اتزن وَسط غرفةِ المعيشةِ ، جانباً يوجد المَطبخ وَ في زاويةٍ اخرى ابوابٌ تموضعَ بجانب كل واحدةٍ منهَا اصيصٌ من النباتاتِ داكنةُ الخضارِ ..

سَار في عدةِ مقابع وَ حصل على كأسٍ من الماء قبلَ ان تقع عيناهُ على مُرادهِ حيث جهاز تشغيلِ الأسطواناتِ الكلاسيكَية بجانبِ احدى الارائكِ ، كان يُدرك وجودهُ لكنهُ احتارَ في موضعهُ .. وَ ما ان عثر عليهِ حتى اغلق الانوارَ وَ سارَ جالساً علي الاريكةِ الصغيرَة ؛ بحذرٍ فَتح علبَة الاسطوانةِ مُمعناً النظر بها بأبتسامةٍ قبل ان يتركها جانباً وَ يضع الأسطوانةَ في موضعها المحدد

لَم يكُن يُدرك كيف يشغل ذلكَ الجهاز لذا وَ بعشوائيَة ضغطَ على الأزرارَ وَ تفاجئ من كونِ المُوسيقى قد بدأت تنتشرُ ببطئٍ في الارجاءِ .. تنفسَ بعمقٍ وَ فك ازرار مَعصميهِ سامحاً لنفسهِ بأخذِ حقهَا من الراحةِ ، للمَرة الاولى هو اغمَض عيناهُ مُرتاحَ البالِ وَ صافي الذهن بقلبٍ اسَر لروعَة الألحان الخافتةِ

لوهلةٍ شعَر بالغيرَة من ان احداً اخر سيَتمكن من سماع هذهِ النغمات ، ارادَها ان تكون لهُ وحدهُ بمَا اعادَت لهُ من الذكريات في نوتَاتها ؛ كان من المُخيف ان البيانو فيهَا بدى ناطقاً و اخذَ من احاديثهم قبلَ سنينٍ يرسُم لحناً خَملت اعصابهُ اثرها وَ اعاد برأسهِ للخلفِ مُغلقاً اجفانهُ ببطئٍ شديد

لمسةٌ ناعمَة وحدهُ يَعلم صاحبهَا .. بطيئَة وَ هادئَة تشبهُ مَنبعها سارَت ترتسمُ على طولِ عنقهِ حتى عظامَ ترقوتيهِ البارزتينِ ، وَ فوق ثمالتهِ برونقِ لحن صباهُم اخذَ يَسكُر بلمَسات تايهُيونغ ناحيتهُ عندمَا تقدم اكثَر مُسنداً برأسهُ على كتفهِ المَتين

ابتَسم وَ كانت شفتاهُ هي العضلةَ الوحيدَة التي تَمكنت من العَمل وسط خدر جسدهِ ، عُطر الزهور الذي تضرَع من جسدِ الاسمَر وَ هالتهُ الدافئَة كادَت ان تحبسهُ في حلمٍ ابَدي وَ كم لبث لهَذه اللحظَات

" احفَظني في رُوحكَ .. بَين ضلمَة سمَاء عينيكَ وَ حمرَة الخَمر في شَفتيك "

نَطق تايهُيونغ بهدوءٍ ؛ همساً كان بجانبِ اذنِ جونغكُوك الذي أقشعَر بدنهُ بخفةٍ عندمَا سحبَه الأسمَر من حيث وَجنتهِ المُحمرة سُخونةً ليُقابلهُ بأعينٍ خاملةً قَبل ان تَنغلق اثرَ قبلَة ناعمَة نسَجت بآثارهَا نبضاتٌ قاسيَة وَ ذكرى تخلدت

" أحبُك "

هَمس جونغكُوك مُجدداً عندمَا ابتَعد لأنشاتٍ آخذاً لـ تايهُيونغ من معصمهِ يسحَبه حتى التَف حولهُ كـ فراشةٍ خفيفةٍ او يراعةٍ داعبَت الظُلمة بنورهَا الخافتِ ، جالساً على اقدامهِ وَ معانقاً خصرهُ المَتين وَاضعاً برأسهِ حيث صَدرهِ .. بينَ المُوسيقى الهادئةِ وَ نبض جونغكُوك الذي كان يضرب لهُ بشرتهِ هو تاهَ

اغمَض عيناهُ مجدداً وَ تنفس براحةٍ قَبل ان تُداعب همستهُ اذآن الغرابي الصَاغيةِ وَ تتناسق بلَعوبٍ مع النوتاتِ الجميلَة

" كيفَ هيَ الأنغَام ؟ "

" ابداعُ اناملكَ فكَيف عساهَا ان تكُون ؟! "

ضحكَ تايهُيونغ بخفةٍ قبلَ ان يشد جونغكُوك بيداهُ مجدداً حول جسدهِ ساحباً اياهُ اعمَق ناحيتهُ ، وَ بين نفسِ الأسمَر كانت عدةُ مشاعر تلازمهُ .. مُمتناً وَ سعيداً ايضاً .. يشعُر بالثُقل وَ التقصير ، فقَد بدى جونغكُوك محتاجاً وَ فاقداً لهُ حد الجنون ، وَ كان ذلكَ ما سبب العَجز لهُ فهو لَم يكُن يدرك الطَريقَة الامثل لرَوي ذلكَ الشوق في فؤادِ الغرابي

سُوى قبل ان تسقط عيناهُ البنيَة على عُري عنقِ خليلهِ مجدداً مُتنفساً بهدوءٍ فوقهَا وَ مُتحركاً بخفةٍ طابعاً قبلاً ناعمةً على طولهَا .. جَسدٌ ارتجف وَ آخر سَخُن ، كلاهمَا مُفتقداً وَ محتاجاً بطريقةٍ غريبَة ؛ لكن .. كلاهُما اكتفيَا عند هذهِ النقطةِ .. حيثُ بعض القُبل الخفيفَة الناعمَة بينهمَا ، وسطَ الظُلمة وَ على لعب مفاتيح البيانُو

وَ بعدَ مضيّ سنينٍ ضوئيَةٍ مُهلكَة كانَ الأوانُ قَد حَل ليَجتمع الكَوكب بـ فقيدهِ من الأقمَار ، زحَلٌ وَ تِيتَان عَادا لبعضهُما وَ للأبدِ رُبمَا .. عميقاً للغايةِ وسطَ ظلمةِ الفضاءِ

________________________

पढ़ना जारी रखें

आपको ये भी पसंदे आएँगी

1.3M 80.6K 55
"هو مجرد طفل لعين صغير توقف عن التحديق به بتلك الطريقة !!" "هل قامت الملائكة بتقبيلك كثيرًا اثناء ولادتك ؟" يتعرض كيم تايهيونق ذو الثامنة عامًا للخطف...
1M 79.1K 30
"من أنتَ ؟!" تَسائل بِنَبرة كانت مُهتزة خائِفة فَشعور ما راودهُ أن سؤالهُ لِلعدم سَيتلقى إجابة وَ بِالفعل .. كانت ثَواني حتى أتتهُ هَمسة بارِدة مُقش...
2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...
583K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee