شمس أوستن

By 4BOUNA

36.8K 2.5K 1.2K

لَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح... More

المقدمة
الفصل الاول : أمُّ المصائب
الفصل الثاني : الجنية الغريبة
الفصل الثالث : لنتزوّج !
الفصل الرابع : زوجة بالإيجار
الفصل الخامس : زفاف مثالي ، لكن ..
الفصل السابع : ولـيـمـة غـنـيـة بالوجوه !
الفصل الثامن : يُطبخ بعناية !
الفصل التاسع : الارشيدوق
الفصل العاشر: أميرة عالقة
الفصل الحادي عشر: قرار ترحيل
الفصل الثاني عشر : سيدي حامل السيف المقدس
الفصل الثالث عشر : ابكي بشكل جميل !
الفصل الرابع عشر : مهمة زوجتي العزيزة
الفصل الخامس عشر : مُلاحِقَةُ الثّنائيات !
الفصل السادس عشر : أنا اعرفك !
الفصل السابع عشر : حفلة الشاي
الفصل الثامن عشر : كانت كذبة!
الفصل التاسع عشر: استمتعي بالبكاء ، سينا!
الفصل العشرون: لحن آخيليس الحزين
الفصل الحادي و العشرون : مظهر جديد
الفصل الثاني و العشرون : مجدداً و لكن
الفصل الثالث و العشرون : ذلك اليوم من الصيف الحزين
الفصل الرابع و العشرون : حربُ الأفئدة
الفصل الخامس و العشرون : تمثيل!
الفصل السادس و العشرون: ما أريد و ما يجب!
الفصل السابع و العشرون: بداية جديدة
الفصل الثامن و العشرون : كل شيء و لا شيء!
الفصل التاسع و العشرون: أنا معجبٌ بك!
الفصل الثلاثون : العدو الأكبر
الفصل الحادي و الثلاثون : اعتراف و إدراك
الفصل الثاني و الثلاثون: أفرغي قلبك لي، سينا
الفصل الثالث و الثلاثون : ضائع
الفصل الرابع و الثلاثون: توقعات بلهاء!
الفصل الخامس و الثلاثون: القرار
الفصل السادس و الثلاثون: لا شيء كالحلم
الفصل السابع و الثلاثون: أحبكِ!
الفصل الثامن و الثلاثون: خبئني!
الفصل التاسع و الثلاثون: المسني لتعرفني!
الفصل الاربعون: قبلني كيران!
الفصل الحادي و الأربعون: المصمم الأفضل على الإطلاق
الفصل الثاني و الاربعون : موعد كزوج و زوجة.
الفصل الثالث و الاربعون: الطريقة لقتل روح
الفصل الرابع و الاربعون : لأنكِ سيناي.
الفصل الخامس و الأربعون: مجرد امرأة.
الفصل السادس و الأربعون: حياة سابقة؟
الفصل السابع و الأربعون : دعيني أتركك.
الفصل الثامن و الأربعون : لعبة الخديعة.

الفصل السادس : لن اخسر ، سوف اتسلق !

959 88 41
By 4BOUNA

" سيدتي ارجوك افتحي الباب "

تناوبت الخادمات على طرق الباب و نداء سينا التي احتجزت نفسها داخل الغرفة تأبى الخروج

" لن اخرج بهذا الفستان على جثتي .."

صرخت بانفعال تضيف :

" انا ابدو كـالليمونة بهذا المظهر! "

ذلك الوغد اللعين هل تعمد فعل ذلك ؟ لم اعترض على اختياره فستان الزفاف لأنه كان مثاليا لكن هذا؟! مؤكد يحاول جعلي ابدو فضيعة امام الحضور

" سيدتي أرجوك ، الضيوف ينتظرون "

" فليكن! انا لن انزل بهذا الشكل "

حسنا بما انها لن تخرج بإرادتها يتعين علـي استعمال الطرق القذرة

سحبت ماري نفسا عميقا ثم قالت بأعلى صوتها قائلتا:

" سيدتي ، البارون كروسا لبى الدعوة أيضاً "

مـ موريس! لكن ما الذي-

لقد نجحت خطة ماري؛ اذ فور اندفاع سينا لفتح الباب و التحقق من الخبر اقتحمت الخادمات الغرفة تحاصرنها

" نعتذر على هذا التصرف الهمجي لكننا مجبرون على ذلك ، اسمحي لي بأن اصفف شعرك الان! "

كاد قلبي يقفز من مكانه ، كيف صدقت كلامهن بحق السماء؟!

 ذلك لن يحدث ابدا ، كم انا ساذجة!

تنهدت سينا باستسلام ترد :

" كما لو ان لدي خيار اخر ، مكبلة كالمجرمين يكفي ان تقوموا بجري الى المقصلة "

ومضت عيناه عندما ثبت بصره عليها و تباعدت شفتاه

بدت مشرقة جدا بذلك الفستان

اعترف في نفسها بينما ينظر إليها تقبل نحوه بخطى ثقيلة تتمايل في مشيتها بضجر

إنها  تستمر في جعلي اشعر بالندم لسبب مجهول ، ذلك الشعور يثير اعصابي ، انا لا اريد ان اجبر احدا ، انا فقط اريد ..

"  سيدي؟ "

انتبه الحارس بجانبه للتغير في ملامحه  لكنه سرعان ما تراجع عن ما كان يريد قوله

" لماذا بحق السماء يجب علي ارتداء المشد؟ هذا غير مريح "

" سيدتي ، توقف عن العبوس ، ابتسمـي "

" انا اختنق ولا استطيع التنفس كيف لي ان ابتسم وانا على هذه الحال ماري ؟ "

رفعت رأسها لا اراديا

 لاحظت وقوفه  على بعد أمتار  قليلة من بقعة وقوفها

اوه ! كيران ، هل خرج لمرافقتي ؟

" كيـ - "

مـ ما خطبه ؟ لما دخل القاعة ولم ينتظرني ؟

تساءلت للحظة ثم امسكت بطرف فستانها و هرولت مسرعة للحاق به

"انتظر!"

هذا تصرف غير لائق ابدا كيران كينجي ، ايها الزوج الفاشل

توقفت فجأة أمام البوابة عندها سحبت نفسا عميقا ثم زفرته

كي أتفادى تكرار جنون تلك الليلة المشؤومة علي التركيز على البقاء مشغولة لأطول فترة ممكنة

اخرجت زجاجة صغيرة من حقيبتها الفضية، فتحتها ثم تجرعت السائل داخلها دفعة واحدة

لست اعلم الى متى سيدوم مفعول هذا السائل لكن ..

فتح الباب في وجهها فجأة فابتلعت اللعاب

مهما حصل يجب عليّ الاستمرار

 

إلتفات الرؤوس نحوهما فجأة أربك سينا ، هرولت مسرعة للحاق بكيران الذي كان يتقدمها بخطوتين ، لكنها لم تستطع مواكبة وتيرته بسبب حذائها و فستانها الطويل و لإيقافه مدت يدها وتشبثت بكمه طقمه الاسود

" أبْطِئ رجاءً "

ترجته أن يفعل عندها انتبه كيران أخيراً و سحبه صوتها من ضجيج أفكاره

ما الذي كنت افكر فيه بحق الـ -

راجع نفسه ثم امسك بيدها و اكمل المسير جنبا الى جنب

الثنائي الفريد ، اللقب الذي اطلق عليهما منذ اللحظة التي تمت اذاعة خبر زواجهما

 انت لن تستطيع رؤية الشمس و القمر معا يتوسطان السماء ، يا لها من مصادفة! لقد كان ذلك شعار المعارضين للزواج و لانهم كانوا يثرثرون و يسخرون لم يفكروا قط بأنه يمكن للقمر و الشمس ان يكونا معا لان كلاهما مرتبط بالآخر ، ان اختفى احدهما سيفنى الاخر حتما ، منظر فاتن و غريب نوعا ما ، و لان العين لم تعتد على مثل هذه المناظر فتحت على مصراعيه

جميل جدا!

 كان الفستان الذي ترتديه حيويا و مناسبا لفصل الصيف ، تصميمه فريد و بدون اكمام ، الجزء العلوي من الدانتيل المخرم اصفر اللون اما السفلي فـمصنوع من الساتان الابيض، يفصل بينهما شريط من الحرير الازرق يحيط منطقة الخصر برقة ولإضفاء لمسة حيّة على الساتان الفضفاض تم رشه بألوان صيفية تنبض بالحياة و كأنها ضربات عشوائية من ريشة فنان

سينا التي اعتقدت انها ستكون محط سخرية بسبب فستانها الفوضوي تراجعت عن اعتقادها ذاك عندما انهالت عليها الاسئلة حول المصمم و المدائح عن مدى جمالها

« سمو الدوقة الفستان فاتن كما لو انه صمم خصيصا لك »

« الدوقة ارجوك اخبريني ، كيف اصبح شعرك بهذا الطول و الكثافة ؟ »

« وجهك نضر جدا، ما الذي تستعملينه ؟ »

« التصميم الداخلي للقاعة مبهر حقا »

لكن ذلك لم  يعني ان الجميع اعجبوا بها، لأنه و فور  أن يتواروا خلف ظهرها  تعلو اصوات النوايا الحقيقة  الحاقدة البعيدة في أذنيها

« خاتم من الالماس هل يحبها بذلك القدر حقا ؟ »

« النجم الوردي ، حتى الاميرة لا تملك مثل هذا الخاتم ! »

كان علي ان لا اعلق آمالا كبيرة على ذلك الترياق ، اوه! مهلا لحظة! مـ ماذا قالت ؟ الـنجم- النجم الوردي! بهذا الخاتم يمكنني شراء بلد بأكمله ، كم تبلغ ثروة ذلك الشخص بحق الجحيم ؟

رفعت يدها تنظر الى الخاتم الذي استوطن اصبعها البنصر بذعر

لحظة!  لقد وفى بوعده حقا

ارتفعت زوايا فمها و غرزت عميقا في خدها

لكن ماذا عن الخاتم الاول ؟ هل يعني ذلك انه اصبح ملكا لي ؟

تبسمت بخبث

يا ترى كم تقدر قيمته ؟

و لأن سينا اعتادت على ذلك القدر المهول من النوايا لم تهتم كثيرا لما تلتقطه اذناها من اصوات للنفس البشرية المضطربة و اكتفت بشرب شرابها، الاسماء بلباقة و إلقاء التحية و المراقبة للتعرف على المساندين و العارضين من خلال نواياهم ترد عليهم في داخلها

' الجو جميل اليوم '

حقا انه كذلك

' هل حصل لنفسه على زوجة خادمة !'

لست خادمة بل شريك مثالي

' شعر برتقالي و عينان صفراوان ، هذا المنظر يؤلم عيناي بشدة ! '

وجهت سينا نظرها نحو مصدر ذلك و رأت الشابة التي تداري ضحكتها المستهزئة خلف مروحتها

سأحرص على تذكر شكل تلك و الظهور امامها الى ان تصاب بـالعمى

' كما لو انها خرجت من السيرك ، غريبة ! '

احب السيرك ، لهذا انا مجبرة على حضور هذا السيرك الاستثنائي

' خطيبته السابقة ، كانت المناسبة له بلا منازع '

انا اتفق معك تماما في هذا

' معجباته غير راضيات على الاطلاق ، يتطاير الشرر من اعينهـن '

اشعر بنظراتهن تخترق ظهري الان

' ساحرة ، اتمنى موتها الان وفي هذه اللحظة! '

ما هذا ؟!

التفتت سينا خلفها بتفاجؤ تبحث عن مصدر ذلك ثم أدركت زوج من الأعين اللتين تنظران إليها من بين الحشد بحنق

هل تمنت للتو موتي ؟

صاحبة الفستان الاسود البراق و الهالة المظلمة الواقفة في الزاوية رمقت سينا بنظراتها الساخطة التي انطلقت كـالسهم نحوها

اوه! يا إلهي ! انا لا أريد أن اكون كأس النبيذ الذي بين يديها

سرت قشعريرة باردة على طول عمودها الفقري  

يبدو انها من معجبات كيران

 لم اكن اعلم ان هذا سيحدث ؟ أرجوك يا فتاة لا تنظري الي بتلك الطريقة ، انا معجبة ايضا و اعرف جيدا شعور أن تكون معجبا بشخص لا يعلم بوجودك من الأساس

 رباه ! لقد تحركت ، ما الذي عليّ فعله الان

راقبت سينا تحركات تلك المرأة متأهبة لما سيحدث

لما تستمر في الاختفاء خلف الجموع ، هل تخطط لشيء ما ؟

تقدمت ببطء تتبعها بناظريها لكن فجأة ..

" سعادة الدوقة ، مبارك "

" تهاني الحارة سمو الدوقة "

« شكرا جزيلا »

ردت سينا بلباقة تبحث بناظريها

الى اين اختفت؟

و بسبب تجمع السيدات حولها  اضاعت سينا اثر تلك المرأة نهائيا

 اين ذهبت ؟

التفت حولها بارتباك تبحث ببصرها في جميع الاتجاهات

هل تخطط لـ

ثم فجأة! ارتفعت خلفها  اليد الرفيعة الممسكة بكأس زجاجي انعكست عليه شكل الثُّرية الكرستالية الكبيرة تهوي به على ظهر سينا

مـ مؤلم!

انا لا ارى سوى السواد ، هل انا ميتة ؟

ما هذا الذي ارتطمت به ، لا استطيع الحراك ، يطوق جسدي و ..

" هل لي ان اعرف ما كنتِ تحاولين فعله ، آنسة بليجر ؟ "

هذا الصوت المألوف

فتحت سينا عينيها ثم رفعت رأسها

" كيران ؟! "

لكن ما الذي يحدث هنا ؟! ما خطب هذا الجو الملبد الان و ايضا ..

ما خطبه يعانقني هكذا؟! أفلـ - مهلا لحظة !

تلتفت خلفها بفزع

تـ تلك المرأة الحانقة !

لحظة ارتطامه بالأرض و تحطمه الى قطع تعالت الضوضاء و فتحت الافواه و الاعين على مصراعيها ثم اختلطت الهمسات بعضها ببعض ، لقد كان الجميع يرتدون نفس القناع ، قناع الدهشة والصدمة

 إلهي ! كانت تحاول قتلي ؟! الا تعلم أن ذلك قد يتسبب في نزاع داخلي اخر ، ما هذا الـ-

على صوت ارتطام الزجاج بالأرضية استفاقت سينا من دوامة صدمتها و اندفعت اصوات الجميع داخل أذنيها، راقبت الغاضبة وهي تغادر القاعة و الشيء الوحيد الذي كانت تفكر فيه هو

الا يجب عليها أن تدفع ثمن الكأس الذي كسرته ؟

" هل انت بخير ؟ هل تأذيت؟! "

سأل كيران بقلق يتفحصها بناظريه

نظرت نحو كيران الذي لا يزال يعانقها بقوة ثم اومئت برأسها تقول :

"  بخير  "

 باعدت شفتيها تتبع بنبرة منخفضة

" يمكنك افلاتي الآن ، اكاد اختنق "

امتثـل لطلبها ، ارخى كيران ذراعيه ببطء ثم تراجع ، ارجع خصلات شعرها نحو الخلف ثم اشار الى احد حراسه بعد ان خاطب الحضور بصوت جهوري :

" زوجتي لا تشعر بأنها بخير ، سننهي احتفالنا في هذه الساعة ، أشكركم على تلبية الدعوة "

ماذا انا ؟

قبض على معصمها يجرها خلفه

" ا-الى اين تأخذني "

سينا التي تجر من قبل كيران وسط الحشود اكتفت  لوحت بيديها مودعة ثم فور خروجهما فكت  أصابعه  عن معصمها

" ما الذي تعتقد نفسك فاعلا كيران كينجي ؟ "

سألت بانفعال

" خذي قسطا من الراحة بعدها سنناقش ما تبقى "

" مهلا توقـ- "

آخ ! سـأجن ، يطلب مني التصرف بوضوح ولا اثير الشكوك حولنا ثم يغادر دون قول كلمة واحدة ، سأفقد اعصابي بسببه .


بعد الانتهاء من أعباء الحفل اتخذ كلاهما مقعدا بحيث يواجه احدهما الاخر ، تبادلا النظرات الجادة لثوان ثم شرع الاثنان في كتابة تفاصيل العقد الذي ستسير وفقه علاقتهما المزيفة

مقارنة بها لقد كانت شروط كيران واضحة ، مرتبطة بالخطوط العريضة و الامور المالية التي تم الاتفاق عليها في المعبد فهو لم يهتم كثيرا بالتفاصيل، عكس سينا التي اهتمت بالتفاصيل و شرحها المفصل ايضا ، اذ كتبت حوالي خمس صفحات و سحبت ورقة اخرى

لم يعتقد كيران ان سينا ستكون مطلعة على مثل هذه الامور، اعتمادها اسلوب شخص متخصص في المجال جعله يراجع توقعاته

راقب بصمت الجالسة امامه تحركاتها التفاصيل الصغيرة ، كيف كانت تفرقع اصابعها تارة و تلف خصلات شعرها خلف أذنها تارة اخرى ، كانت شديدة الانغماس في عملها منقطعة تماما عن الواقع من حولها رغم ان كيران كان يحدق فيها طوال الوقت الا انها لم تنتبه به ، لقد نسيت تماما ان هناك رجلا وسيم يجلس امامها ، يحدق فيها

بعد حوالي الساعة رفعت رأسها اخيرا ثم هتفت بحماس:

" لقد انهيت! "

تنهد كيران ثم اعتدل في جلسته يقول :

« هل نبدأ الان ؟ »

جمعت سينا الاوراق ثم استوقفته للحظة ، نزعت فردة حدائها ثم وضعتها فوق الطاولة بعدها ابتسمت ترد :

" يمكنك ان تبدأ الان "

قاوم رغبة السؤال عن سبب وضعها لفردة حذائها على الطاولة ، دفع الورقة نحوها ثم تراجع واسند ظهره الى الكرسي واضعا الساق على الاخرى ثم استأنف

 قبل الطلاق ، ستحصل سينا على مرتب شهري يقدر ب 50000 قطعة ذهبية و يتم خلال الفترة تعديل الراتب عن طريق الزيادة او الخصم و ذلك في حالات يتم الاتفاق عليها كل على حده

بعد الطلاق ، تم الاتفاق على أن تمنح سينا قصرًا متوسط الحجم في العاصمة و العديد من المباني وسط العاصمة و 10000 قطعة ذهبية نقدًا شهريا للمعاش

في حال قامت الشريك بمخالفة احد الشروط المتفق عليها يتم تلقائيا خصم نسبة معينة من المبلغ الاجمالي للمكافأة

على الطرفين أن لا يتدخلا في الشؤون الخاصة لبعضهما البعض الا ان سمح الطرف الاخر بذلك في حال تدخل احدهما دون موافقة الاخر سيتم تلقائيا خصم مقدار النصف من المكافأة الاجمالية

ان وقع احد الطرفين في حب الاخر عليه مجبرا الانسحاب فورا من الشراكة مع الابقاء على نصف المكافأة المتفق عليها

" الا تزال تعتقد أن وقوعنا في الحب امر وارد ؟ "

قاطعته

" لما لا ؟ ألم يقل ذلك الكاهن اننا متوافقان ، انت تصدقين تلك الامور صحيح ؟ "

" بالطبع كان سيقول ذلك لان شخصا مثلك كان يقف أمامه "

اطلقت سينا تنهيدة طويلة بعدها كتفت ذراعيها امام صدرها و  رمقته بنظرة ساخرة

" كيف لبرجين يقتل احدهما الاخر الاول ناري و الثاني مائي أن يتفقا ؟! "

" هل ذلك مهم جدا ؟ "

سأل كيران بعفوية

" ماذا في رأيك ؟ الماء مسالم لكن النار متقلبة في حالة ثوران واشتعال دائم هل تعتقد أن الماء سيتحمل تلك العلاقة ، قطعا لا "

انا عن نفسي لا اعلم كيف سأتحمله طوال الستة الاشهر هذه

 على اي حال سوف- مهلا لحظة! كيف-

" منذ متى اصبحت تهتم بهذه الامور ؟ "

كيف لشخص مثله لا يؤمن بوجود الاله ان- مهلا! أيعقل أن ما تم تداوله من شائعات مجرد اكاذيب ؟ وارد .

بروسبر كيران كينجي ، الشيء الوحيد المعروف عن هذا الشخص هو اسمه ، اما التفاصيل الاخرى فهي مجرد اشاعات ملفقة ، لا احد يعلم مدى صحتها ، سواء كان ذلك متعلقا بعقيده او اي شيء اخر ،

" كوني لا أؤمن بهذه الامور لا يعني انني لا استطيع تمثيل ذلك "

" ها !؟ "

الان فهمت ، لهذا السبب لا احد يعلم عنه شيئا ، تبين انه ممثل بارع ، لا احد يستطيع تخمين اي الشخصيات التي يستعملها هي الحقيقية ، لا بأس ..

ضحكت بمكر

يا ترى كم ستدفع دور النشر مقابل المعلومة الواحدة ؟

عكس سينا التي كانت تفكر في طرق اخرى للحصول على الكثير من المال كان الدوق يفكر بضمير حي ..

حتى ان كان ما تقوله غير صحيح لن تحب امرأة رجلا اراد استغلالها من البداية

زفر انفاسه براحة

ادارت سينا الورقة على الجانب الاخر ثم استفسرت :

« هل هذا كل شيء »

أومئ كيران برأسه يقول :

" دوركِ "

طهرت سينا حلقها ثم نظمت الاوراق فوق الطاولة و شرعت تقرأ شروطها :

ان تعرض سينا للاساءة الجسدية او اللفظية يسمح لها في تلك الحالة اتخاذ الاجراء الذي تراه مناسبا

 بالنسبة للملامسة الجسدية لا يسمح للطرفين بذلك ابدا ان خالف احد الطرفين الشروط سيتم خصم او دفع ضريبة اللمس و قدرها خمسون قطعة ذهبية مقابلة اللمسة الواحدة

رفعت ناظريها نحوه

" هل لديك ما تضيفه "

اومئ كيران برأسه ثم كتف ذراعيه فوق الطولة يقول :

" الا في حال وجود تجمعات رسمية ، حفلة ، مأدبة ، مؤتمر صحفي ، سنكون ضيوفا لدى الكثير من الشخصيات المرموقة كما انه علينا عقد مؤتمر صحفي لتوضيح بعض الامور و الحقائق حول علاقتنا ، بقائك بعيدة عني سيثير الشكوك الا تعتقدين ذلك ؟ "

ما قاله صحيح ، الارستقراطيون يملؤون فراغاتهم عن طريق تصيد الشائعات و نشرها سيكون من الصعب الخروج من دوامة القيل و القال بسهولة ، هم يتعطشون للحصول على معلومات موثوقة عن حياة بروسبر كيران كينجي ، وكرد لا اعتقد ان كيران سيرحم الاشخاص الذين شاركوا في نشر الشائعات عنه ، علي ان اكون اكثر حذرا

" حسنا ، لا بأس لكن على الطرف الاخر ان يوافق اولا "

" بالطبع "

" جيد ، أن كان الامر كذلك لأنتقل الى التفاصيل الثانوية ، المهمة ايضا "

 ان كنت سأمثل دور زوجتك المحبوبة و الموهوبة لمدة ستة اشهر ، انت ملزم بإحضار باقة من الزهور لي مرتين في الاسبوع

" باقة ورود ! "

اومئت برأسها تتفرس ملامحه تترقب ردة فعله

ما خطب ردة الفعل هذه الان ؟

قلبت سينا عينيها ثم قالت بعد أن تنهدت بيأس :

"حسنا ، حسنا ان كان ثمن باقة الزهور يؤرقك يمكنك خصمه من الميزانية "

" انا لم اقل ذلك ؟ "

" لكن ملامحك قالت ذلك ، عليك أن تشكر الرب على شريك متفهم مثلي ، كما أن هذا التصرف سيحسن من صورتك المشوهة ، الا توافقني الرأي ؟ "

ابتسمت بتكلف تضيف :

" انا احاول أن أقوم بواجبي على اكمل وجه "

" حسنا ، التالي "

_ علينا السير وفق مبدأ : في الخارج نحن عاشقان مولعان ببعضنا لكن في الداخل لسنا سوى شريكين ، هل فهمت ما اعنيه ؟

" حسنا ، انا موافق لكن عليك .."

شابك كيران اصابعه فوق الطاولة يردف :

" بالإضافة الى اللقب على الزوجة أن تقوم بواجباتها كدوقة و سيدة منزل و شريك بغض النظر عن العلاقة المزيفة المتجسدة على الورق فقط "

اومئت سينا برأسها تقول :

_ الشرط الاخير ، مستقبلا ، يسمح بتغير بعض الشروط بعد اتفاق الطرفين دون المساس بالأساسيات ، انتهى

 

« هل لديك اعتراض على ما قدم ؟ »

نفى برأسه

" حسنا اذا ، ما دمنا متفقين .."

دفعت الكرسي بقدمها ثم استقامت واقفة ، بصقت في كفها ثم مدت يدها

" لنتصافح ! "

كيران الذي صدم من تصرفها عجز عن رفع يده و مصافحتها ، حدق فيها لثوان محاولا فهم طريقة تفكيرها و ايجاد سبب مقنع لتصرفها

« ألن نتصافح ، ان لم نتصافح فلن يكون بيننا شراكة»

رمشت ببراءة مصطنعة  تتبع :

" اوه!  هل يزعجك اللعاب ؟! "

مدت شفتها السفلى ترمقه بنظراتها المشفقة تقول :

"عليك ان ترضى بشروط شريكك أن كنت ترغب بأن تكون علاقتكما متزنة ، كيران كينجي "

فقط افعلها ، ليس لديك حل اخر

استسلم كيران اخيرا للأمر الواقع و للصوت في داخله ، رفع يده ثم صافح خاصتها

حتى ان كانت اهدفنا غير معروفة لكلينا ، لنكن متفقين على اننا في علاقة نستخدم فيها بعضنا البعض للأفضل

بعد أن فصلت سينا يدها عن خاصته القت بجسدها على الكرسي تزفر انفاسها براحة

" بما اننا انتهينا .." نزعت فردة حذائها الاخرى ثم اضافت : " هل ستستحم اولا ؟ "

نفى كيران برأسه يرد : " يمكنكِ الذهاب اولا "

" سمعا و طاعة "




" آه! مؤلم "

بعد خروجها من الحمام اطلقت سينا سلسلة من التأوهات تضع يدها اسفل ضهرها

كان علي ان اكون اكثر حذرا ، مؤلم

" ما خطبك ؟ "

خاطبت كيران

" لا تنظر الى بتلك الطريقة ، لست هنا لاستعراض مفاتني عليك "

غطت صدرها بيديها ترمقه بنظراتها  المحذرة و لأن الثوب الاحمر الحريري الذي كانت ترتديه قصيرا بالكاد يصل الى الركبة بحمالات رفيعة  جعلها تشعر بعدم الارتياح و الاحراج ايضا

" اقتربي "

اشار لها بيده

" عذرا ؟! "

ما الذي يخطط لفعله ؟ ماضيه ليس بالمشرف و-

قاطع تفكيرها اقترابه منها

" علينا فعلها "

" هاه؟! "

اعتقد انه علي الشعور بالخوف الان ؟

استرسل قلبها يدب بعنف و معه وتيرة انفاسها المتسارعة

" اا توقف مكانك! سوف أصرخ!  "

تراجعت خطوة نحو الخلف ثم اتخذت وضعية دفاعية تصرخ بارتباك محذرة

" سوف اركلك ان اقتربت اكثر»

لا استجابة ، واصل كيران الاقتراب منها غير مبال بتحذيراتها

" ألم تسمع ما قلته ، انا أحذر- "

أطلقت صرخة عالية مغلقة عينيها ما جعل كيران يسارع في وضع يده على فمها عندها فتحت سينا عينيها على نطاق واسع و رأته يشير  بأصبعه نحو الباب و يهمس في اذنها :

" نحن مراقبون "

اتسعت عيناها دهشة و تصلب جسدها في مكانه

« سأرفع يدي الان ، لا تفزعي »

اومئت سينا برأسها ردا عليه فأبعد كيران يده

« كان عليك أن تخبرني من البداية ؟ »

" لقد علمت للتو سينا "

« من قام بإرسالهم ؟ »

انحنت تراقب من فتحة الباب النسوة الثلاث على الجانب الاخر اللواتي  يتنصتن بانزعاج ، اما عن كيران فقد استند على الباب 

« لما قد تفعل الامبراطورة شيئا كهذا ، انت حتى لست مقبلا على التتويج او شيء من هذا القبيل في مثل تلك الحالات يتم وضع مراقبين للتحقق من مرور الليلة الاولى دون حوادث او مشاكل ، لكنك .. "

مهلا لحظة سينا ، هذا الشخص هو كيران كينجي كلب الامبراطورة كما يقال ، يدها اليمنى

" ك-كيف علمت ؟! " سأل كيران بدهشة

" ماذا ؟ لقد خمنت ذلك ، في البداية كنت افكر بأن الفاعل احد الإثنان ، اما معجب سري وهذا ما لا افنده لأن رؤيتك على هذه الحال عاجزا تدل على أن الشخص الذي نتعامل معه لديه سلطة عليك ما يقودنا الى الشخص الثاني ،الامبراطورة ، لكن ما يثير فضولي هو .."

لما قد تفعل هذا ان كانت تثق به حقا ؟ انا لا اعرف شيئا عن علاقتهما الحقيقية لكنني متأكدة من انه حدث شيء ما ، اختلاف ربما .. آه رأسي يؤلمني ، تهاني سينا تبين ان العقبة الاولى في رحلة الستة اشهر ستكون على ما يبدو الامبراطورة ، مبهج جدا !

بعثرت خصلات شعرها المجفف تتأفف بانزعاج  تقول بتذمر :

" ماذا الآن ؟ ما الذي سنفعله ؟ "

القت جسدها على السرير تضيف :

" لا تقل أن علي البقاء مستيقظة الى أن يغادر مبعوثو الامبراطورة ؟! "

" ذلك ما كنت اريد قوله من البداية "

رائع !

" سأخرج للحظة وسأعود ، ابقي هنا "

 استغلت سينا فترة ذهاب كيران الى الحمام في القاء نظرة على الغرفة ، كانت غرفة كبيرة ، كان هناك توازن جيد بين الالوان المختارة ، الازرق و الابيض و الذهبي كانت تلك الالوان الثلاث المسيطرة على حلة القصر بأكمله

كل شيء في غرفة النوم كان ضخما و فاخرا ، كان السرير المغطى بالحرير المطرز بخيوط من الذهب ووسائد من الريش ضخما يتسع لحوالي خمسة اشخاص ، على الجدار المقابل للسرير علقت ثلاث لوحات متفاوتة الاحجام بالرغم من ان سينا لم تفهم ما تحاول اللوحة الكبيرة ايصاله و كذا اللوحات متوسطة الحجم الا انها احبت التنسيق في الغرفة

على الجانب الايسر ، كانت هناك شرفة كبيرة على طول الجدار تطل على الحديقة الشرقية للقصر تكسوها ستائر زرقاء اللون

كما أن هناك خزانة متوسطة الحجم تحوي داخلها العديد من زجاجات النبيذ مصنفة حسب النوع و الحجم ، لقد بدا الامر غريبا بالنسبة لسينا ، ان تحتوي غرفة النوم على زجاجات من النبيذ الفاخر

لكن مهلا لحظة ، انا داخل قصر بالتحديد داخل احدى غرف قصر بروسبر كيران كينجي اله الخمور، ان لم تكن هناك زجاجة داخل قصره هذا حتما سيكون شخصا ينتحل شخصيته

سينا لم تكن خبيرة بأشكال النبيذ و انواعه لكنها تذكرت نوع النبيذ الذي كان يتناوله والدها بالتبني و لحسن حظها لقد تعرفت عليه من شكل الزجاجة

قفزت سينا بفرح و عندما كانت على وشك اخراجها ترددت للحظة

كيران لن يعترض ان ارتشفت القليل منها ، أليس كذلك ؟

لا لن يفعل ! رد صوتها الداخلي

اخرجت الزجاجة الفاخرة ثم تفحصت العلامة التجارية

" لم اكن اعلم بأنه مصنوع في مصانع كينجي "

جانبا ، وضعت طاولة صغيرة لشخصين وفوقها عدد من الكؤوس و فتاحة لكن سينا لم تهتم للهفتها ، شحذت اسنانها بلسانها ثم ألصقت فمها بالزجاجة ، بعد ثواني قليلة استطاعت فتحها

كانت الزجاجة ثقيلة ما دفع سينا لاحتضانها بكلتا يديها حتى تتمكن من ارتشاف القليل منها

رغم حرصها على امساكها بقوة انزلقت الزجاجة من يدها دون وعي و تحطمت الى قطع فور ملامستها الأرضية الرخامية

 تراجعت غريزيا 

يا رجل! ما الذي فعلته ؟

" انا حتى لم ارتشف الكثير ، ما هذا الحظ العاثر!"

حدقت في قطع الزجاج المتناثرة على الارض بفاه فاغر دون حراك ثم عبست في اللحظة التالية و جثت على ركبتيها تبكي زجاجة النبيذ التي انكسرت الى قطع مختلفة الحجم

" سيدة زجاجة ! "

استرسلت تبكي و تنتحب بدرامية

« كان علي أن اكون حذرة ، بسبب تهوري خسرت حياتك و سالت دمائك على هذه الارض بإسراف ، كله بسبب تسرعي .. »

سحبت ماء أنفها ثم تنهدت بتحسر تقول :

" سيدة زجاجة ، انا جد آسفة ، بسببي لن تكون لديك فرصة لملامسة شفتي كيران المثيرتين كرفيقاتك .."

تربت على صدرها و تمسح دموعها المزيفة

" لا اعتقد انني سأستطيع مواصلة العيش وهذا الإثم يطاردني ، انا حقا بائسة ! "

كيران الذي دخل الغرفة قبل لحظات راقب المشهد رافعا احد حاجبيه باستغراب ،عندها شعرت سينا بالهيئة الضخمة الواقفة خلفها فالتفتت

" ليست لدي نية في مقاطعة عزائك ، اكمل ما كنت تفعلينه ؟! "

نظفت حلقها ثم تبسمت ببلاهة تقول:

" عـ عدت !؟"

تنهد كيران بقلة حيلة يدنو منها

" هل انت ثملة ؟ "

نفت برأسها ثم باعدت شفتيها للرد لكنها فوجئت بتصرفه المباغت فشهقت!

" ما الذي- ضعني أرضا حالاً ! "

لف ذراعه حولها ثم رفعها فوق كتفه تماما كتلك المنشفة التي استعملها لتجفيف شعره

حاولت لكم ضهره و شد شعره لعله بذلك ينزلها لكن بلا جدوى

اجلسها كيران برفق فوق السرير يقول بعد أن استقام واقفا :

توقف عن هذا ، قدمك لم تشفى بعد! "

رفعت يدها تشير بأصبعها السبابة نحوه تقول بانفعال :

" لا تقم بإلقاء الأوامر علي! "

" انا لم افعل "

ضحكت ببراءة ما جعل عيناها تتقوسان و هي تحرك  أرجلها  

" حسنا "

 

 

 

 

 

 

 

" اا يكفي ، هذا مؤلم ، انت تغش! "

مررت راحة يدها على جبينها بعبوس تقول متأوهة:

" تملك اصابع من الفولاذ ، اتسمي هذه نقرة على الجبهة ، مؤلم! "

كتم كيران ضحكته يقول :

" فقط ان استعملت عقلك ستفوزين "

رمقته بسخط ثم استقامت واقفة

" لقد ضقت ذرعا من هذه اللعبة ، لنجرب شيئا اخر "

" هل لديك اقتراح ؟ "

ابتسمت سينا بمكر

حتما سأفوز هذه المرة بلا شك

عندها اقترحت سينا شيئا غريبا

شروط اللعبة على اللاعب أن يخطو فوق البلاط وفق توجيهات اللاعب المنافس وفي حال داس اللاعب على حدود البلاط تتم معاقبته ويتم اختيار العقاب من قبل الطرف المعاكس ، كما أن الوجهة او ما يسمى نقطة الانطلاق سيتم اختيارها من قبل الطرف الاخر في حال كان متفوقا بفارق كبير عن بقية اللاعبين

تحتاج اللعبة الى التركيز وتصفية الذهن وتعتمد ايضا على حاسة السمع ، اذ يمكن للاعب أن يباغت خصمه في اي لحظة و يتراجع في ثانية عن ما قاله سابقا

صرخت تردد "توقف .. توقف !"

بعدها انتفضت من مكانها تهرول نحوه

" لقد دست على الخط! "

" لم افعل !" رد بإنكار

" لقد رأيتك بأم عيني تفعل ذلك ، وفور اقترابي قمت بسحبها .. هيا اعترف "

" هل لديك دليل ملموس ، شاهد ربما ، لا ، وعليه فإن اتهامك باطل .." قال بثقة يتراجع نحو الخلف ، جلس واضعا الساق فوق الاخرى يراقب ملامح وجهها المنزعجة باستمتاع بعدها صفق بيديه يقول :

" دوركِ .. انا اختار تلك البقعة هناك "

رفعت اصبعها السبابة ثم اشارت الى المكان الذي اختاره بفاه فاغر مقطبةً حاجبيها دون أن تقول كلمة ، لم تكن بحاجة لذلك لان ملامحها قالت بالفعل كل شيء ، شيء مثل: هل تمزح معي !؟

اومئ كيران برأسه يخفي خلف قناع البراءة و اللامبالاة ابتسامة النصر التي تَلوح في كل مرة تشيح فيها سينا ناظريها عنه ، استنشقت الهواء بغضب ثم زفرته ألقت، سترتها الخفيفة على السرير بعدها رمقت ذلك المستمتع حانقة ثم اتخذت مكانها حيث البقعة المختارة

تتقدم بحذر شديد متبعةً توجيهاته ، تتخطى في كل مرة أحد البلاط

الاول ثم الثاني فالثالث وصولا الى الرابع و الخامس و نظرها ثابت على خطواتها ، وبينما هي على وشك أن تطأ بقدمها على السادس ، اصطدم رأسها بحاجز صلب

" آه ! مؤلم ! "

رفعت رأسها

" اوهاه ! "

كان يرتدي قميصا اسود من الحرير مضغوطا بإحكام طرزت اكمامه و ياقته بخيوط من ذهب و شعره المجفف حديثا زاد مظهره جاذبية

حتى ان لم اكن ثملة ، وسامة هذا الشخص و مظهره يجعلوني كذلك

لم تنتبه سينا لوجهها الذي اصبح احمر و كذا ابتسامتها التي اصبحت اكثر اتساعا ، نظرت اليه من رأسه و حتى اخمص قدميه ثم قالت بدهشة عارمة :

" إلهي ! انت شاهق الطول حقا .."

تراجعت خطوة نحو الخلف تقول :

" اوهاه ! انت حقا .. واو ! بالكاد استطعت رؤية وجهك قبل قليل ، دعني اجرب هذا ايضا .."

وقفت على أطراف اصابعها ثم رفعت ذراعيها نحو الاعلى

"أنظر ! حتى بعد إن فعلت هذا لم استطع الوصول إليك ، حقًا .. واو ! "

ربتت على صدره تتمتم بحرج مضيقة عينيها بخبث: "زوجي المزيف رجولي جداً " لتطلق بعدها ضحكة صامتةً تغطي وجهها المحرج بيديها

استقرت كفها على صدره ثم راحت تستكشف كل شبر منه بفضول تتمتم :

" لما انجذب بشدة الى هذا الجسد يا إلهي ما الذي يحدث لي ؟ "

هذا القدر الكبير من الطاقة غير المتجانسة يفقدني صوابي ، أيعقل أن يكون هذا تأثير الثمالة ؟

ابتلعت ريقها بسرعة ثم رفعت يدها بصعوبة تصارع الرغبة بداخلها التي تبقيها ملتصقة بجسد هذا الشخص

صفعت خديها ثم جبهتها لعلها بذلك تعود الى وعيها

"لماذا توقفتِ ؟ انا لم اطلب منك التوقف بعد "

"ماذا ؟!"

نظرت حولها تقول بانزعاج :

" كيف تتوقع مني المرور بينما جسدك يصد الطريق؟"

رفع كيران كتفيه بلامبالاة

" افهم من كلامك انك تعترفين بالخسارة "

" في احلامك! أنا لم اقل هذا "

نظرت حولها تراجع الوضع تفكر في طريقة للوصول الى الجانب الاخر دون لمس منطقته حيث يقف

حسنا سينا فكري ، انا اقف الآن هنا المناطق على اليمين و اليسار ملك له و التي يقف عليها الآن اصبحت ملكه ايضا ، سيكون من الصعب المرور ، ما الذي كنت افكر فيه عندما تحديت شخصا يعتمد التكتيكات الحربية للفوز في لعبة بسيطة ؟!

الطريقة الوحيدة للمرور هي من خلاله ، لأفكر في حيلة ما

تفحصت هيئته للحظة ثم ابتسمت بمكر ، عقلها كان مشوشا وعلى ما يبدو لقد بدأ الخمر يأخذ مفعوله

مدت ذراعيها ثم ارتمت في احضانه تعانقه بقوة ، لفت ساقيها حوله كمن يحاول تسلق شجرة

" مـ ما الذي تفعلينه ؟! "

تصلب جسده! كيران العاجز عن الحركة يحدق بصدمة متفاجئ من حركتها

ابتسمت ابتسامة النصر بينما لا تزال ملتصقة به كالقرد تقول :

" انا لن اخسر امامك! سوف اتسلق هيكلك المثير للوصول الى الجانب الاخر "

 ختمت قولها بضحكة شريرة عندها تنهد كيران محاولا مسايرتها

" حسنا سأسمح لك بذلك لكن عليك لاحقا أن تدفعي ضريبة اللمس ام علي ان اخصم من راتبك ، أيهما ستختارين ؟ "

رفعت سينا رأسها تنظر اليه بعدم فهمت تقول :

" ما الذي تقولك ، انا لا افـ -"

فتحت عينيها على نطاق واسع ، ابتلعت الحروف المتبقية ثم افلتته و تراجعت نحو الخلف بسرعة الى أن اصطدم ظهرها بالجدار

ما الذي فعلته ، واه !

" يـ يمكنك ا-الفوز " ضحكت بارتباك تضيف :

" دعنا لا نفتح سيرة المال الآن "

" جيد "

احسنت يا انا ، حقا رائع ، وضعتِ قاعدة عدم اللمس ثم اخترقتها ، واو حقا ، انا معجزة !

" هل ستبقين ملتصقة بالحائط كالصرصور ، ألن تخلدي للنوم ؟ انتِ ثملة "

انتشل كيران سترته من فوق السرير يتبع :

" يمكنك النوم الآن ؟ لقد غادر المبعوثون على ما يبدو ، ارتاحي جيدا "

بعدها اتجه نحو الباب للمغادرة ما جعل سينا تنتهز الفرصة و تهرول مسرعة إلى السرير ثم انزلقت أسفل البطانية تراقبه بعينيها الكبيرتين كالبومة

 هي حقا تبدو كالصرصور المذعور

ضحك كيران على حالها ضحكة صامتة

" امم .. ايها الزوج المزيف ، هل ستقتل شخصا ما الليلة ايضا ؟ "

ابتسم كيران بخفوت على التعابير التي كانت تصنعها بملامحها ، كيف كانت تحاول مكافحة النعاس و ابقاء عينيها مفتوحتين

" هل ستدفعين إن اجبتك ؟ " رد كيران

سحبت سينا العطاء ثم دفنت رأسها أسفله تقول بانفعال طفيف :

" انسى الامر ، افعل ما يحلو لك "

قبل ان يدير مقبض الباب ، سحب كيران ساعة فضية اللون دائرية الشكل من جيبه ، حدق فيها لثوان ثم اعادها و غادر

___________
نقطة.

لا تنسوا التعليق و التقييم 😌

Continue Reading

You'll Also Like

37.1K 819 18
تعمل ليلي البالغة من العمر 18 عامًا في مكتبة صغيرة وسط المدينة ومع كل يوم يمر تكافح ليلي للعثور على الاتجاه الصحيح في حياتها حتى تلتقي بأوليفيا المرأ...
32.1K 4.7K 43
بعد إستيقاظي من صدمة أنني أصبحت تودوروكي ري والدة كل من دابي وشوتو، وضعت هدفا نصب عيني... الهرب من تودوروكي إنجي ومن الزواج منه. لم أكن أهتم إن كان ش...
3.1K 160 6
الكُل يَسأَل عن تِلك الفَتاة.. تِلك التّي عادَت مِن المَوت، التي دُفِنت تَحت الرّماد ونُسيَ أَمرُها ولكنّها عادت! عادت لتُذَكِّرَهم أن الوحيد الذي ي...
2.9K 185 4
.. حصريا ✨أُظْفُرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرْبَتْ يِدَاكَ✨️ .. ليالٍ هادئة ، مشاعر صاخبة ، قلوب تائهة بينما في...