تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٢٦

27.4K 1.9K 2.8K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

فِي لمحِ البَصر يحدُث وَ ان تتلاشى الأنفَاس وَ تغرق الأنفُس ، وَ في لحظةٍ مَا يستَشعر المَرء شعوراً مُثقلاً بالحُب بعدَ حروبٍ داخليَة مُشكـكةً بمَصادقيَة مُحافظة القَلوب على رونق شعورِ الحُب الأوَل فـ يُخلد في العَقل تسائلٌ غريب ؛ كيفَ للأفئدةِ ان تتلوى شوقاً بعدَ مضيّ كُل تلكَ السنواتِ اللئيمَة وَ كيف للأجسَاد ان تسخُن رغبةً بمالكهَا ؟!

قَد يكُون تايهُيونغ صادقاً فيمَا قالهُ .. وَ أن الأحبَة يزدادونَ عشقاً ان كانَ الفُراق هُو العنصر الرَئيسي المُتربع على عرش الأسبَاب ، وَ لابُد ان يُصاب المُحب بالهَوسِ بـ خليلهِ فيُصبح الحبَ داءً وَ وباءً مُنتشراً في ثغراتِ القلوبِ ، كفرٌ حُلو وَ ما اسمَاهُ !

اعيُن ابَت التَزحزح عن بعضهَا .. لامعَة وَ براقَة تضخُ بالحُب و الأشتياقِ ، ثملينَ بأحاسيسهِم مُتغاضينَ على العالمِ وَ تحديقاتِ العابرينَ عند مُرورهم بـ جانبهِم ، ابتساماتٌ صغيرَة خجولَة وَ دمعاتُ فرحٍ مُتلألأةً ؛ خيوطُ عشقهم تشابَكت وَ نسجت وشاحاً دافئاً بمَشاعرهما

يَد جونغكُوك امتَدت على الطاولةِ ببطئٍ شديد بعدَ ان كانت تُسند فكهُ ، وَ بكثيرٍ من الرقةِ تَلمس اناملُ تايهُيونغ الدافئَة بعدَ ان انخفضَ ناظريهُما بشكلٍ مُتزامنٍ عندمَا تشابَكت اصابعهُم ببعضهَا مُغلقين بذلكَ كل تلكَ الفراغاتِ بينهَا لأوَل مرةٍ بعد كُل تلك السنواتِ

تنَهد جونغكُوك بخفةٍ وَ اثر ذلكَ تايهُيونغ عاوَد النظرَ ناحيتهُ .. قلبهُ صاخب وَ عقلهُ يكاد لا يستَوعب انهُ بـ جانبِ مَن سُميت كُل مَعزوفاتهِ بكُنيتهِ ، عيناهُ تَرُق شوقاً وَ يدهُ تشد بقوةٍ على خاصةِ خليلهِ ..

جونغكُوك لطالمَا كانَ عميقَ التفكيرِ وَ حريصَ الأفعالِ وَ بأضعافِ بهجتهِ في هذهِ اللحظةِ قلبهُ نبضَ خوفاً عندمَا لمَح ذلكَ الخاتمَ الفضيّ في الأصبَع البُنصرِ من يَد تايهُيونغ ؛ لَم يُبدي ردةَ فعلٍ على ملامحهِ .. اكتفى بفكِ يدهِ وَ تحريرها من عبوديَة اناملِ الأسمَر الذي استَغرب الامرَ في البدأ

لكنهُ ابتَسم بخفةٍ عندمَا عاوَد جونغكُوك مُمرراً اصبعهُ السبابَة على مَعدن خاتمهُ الباردِ ، الغُرابي اقشعَر بدنهُ بخفةٍ لفكرَة ان تايهُيونغ باتَ خليلاً لأحدٍ غيرهُ وَ مئاتاً من الافكارِ عادت تتسَلل بـ طريقةٍ لعوبةٍ لعقلهِ ، الطِفل شبيهُـه وَ الآن رابطَة الحبِ بينَ اناملهِ وَ الذي نُقش عليهَا بوضوحٍ اسمهُ!

رَفع عيناهُ القاتمَة حيث خاصَة تايهُيونغ وَ تفاجئ قليلاً بتموضعِ تلكَ الأبتسامةِ الصغيرةِ على شفاهـهِ ثمَ بيدهِ التي عادَت لتُشابكَ اناملهُم معاً فوقَ الطاولةِ وَ جهراً امامَ الحاضرينَ ..

" أخليلٌ لسوَاي ؟! "

نبسَ جونغكُوك بنبرةٍ هادئةٍ مُثقلة وَ مليئةً بالحيرةِ وَ الأرهاقِ من كُل تلكَ الأفكارِ العقيمةِ ..

" ألَم تتعَلم في امريكَا عن انسبِ الطُرق لرفضِ عروضِ الأرتباطِ ؟ "

كانَ ردُ الأسمَر لعوباً ، تساؤلاً بنبرةٍ جديدة لم يحفظهَا جونغكُوك عنهُ وَ هنا ادرَك ان عمتهُ قد تكون محقةً قليلاً بشأن تغير تايهُيونغ الطفيف بشخصيتهُ ، فَقد بدى شديدَ الثقةِ بأبتسامتهِ الصغيرَة تلكَ ..

" مَازلتُ مُحتاراً "

انقَلبت الادوارُ قليلاً وَ بات شعور القلقِ المستَمر وَ الترددِ ينتابُ جونغكُوك لا تايهُيونغ الذي رمَش بهدوءٍ مُنزلاً انظارهُ الى حيث انامل الغرابي .. يحدقُ بها طويلاً وَ يتنهد براحةٍ ظاهرَة

" ارى انكَ لم تتلقى اي عرضٍ للارتباطِ هناكَ .. "

همسَ بهدوءٍ وَ راحت يدهُ الأخرى تُمرر على كفِ جونغكُوك المُشابكِ لخاصتهُ ، اصابعهُ سببت قشعريرَة قويةً ضربت اوصالَ الغرابي عندمَا اخذَ يمَررها على عروقهِ البارزَة حتى توقفت عند البُنصرِ ناطقاً عندمَا عاودَت عيناه تنظر بعمقٍ لخاصَتهِ المُضطربةِ

" ارتداءُ الخواتمِ المزيفةِ .. الطفُ طريقةِ لرَدع المواعيدِ المُدبرةِ صحبَة الغرباء "

رغمَ اتضاحِ معنى تلكَ الكلمات من فاهِ تايهُيونغ الا ان جونغكُوك لا يزالُ خائفاً وَ قلقاً بعضَ الشيءِ ، وَ قبل ان يتمَكن من السؤالِ اقتَرب ذات الفتى شبيهَ تايهُيونغ منهُم راكضاً وَ الابتسامَة ذاتها حطت على شفتيهِ ، الاسمَر التَفت ناحيَة الطفل وَ ابعد يده سريعاً عن جونغكُوك مُحتضناً الصغير عندمَا بدى ان يحاول الاختباء

" لقد سرقتهَا من ديمُوس .. "

نطَق وَ راح يضحك بخفةٍ عندمَا قام تايهُيونغ بدغدغتهِ ناطقاً بمزاحٍ صحبَة ضحكاتهِ الخافتةِ

" فوبُوس ايهَا المشاغب اعدهَا لها هيَ لن تدَعك و شأنكَ "

قاصداً قطعَة الحُلي الصغيرَة التي سرقهَا الفتى من الأخرى المَجهولةِ بالنسبةِ لجونغكُوك وَ الذي اكتفى بالتحديقِ بهدوءٍ بهمَا ، وَ بمقدارِ خوفهِ من الشبهِ الذي جمعهُما هو كان مُطمئناً بسببِ تفسير تايهُيونغ لهُ قبلَ قليلٍ عن سببِ ارتدائهِ لخاتمِ زواج مُزيف

وَ لكن .. شيئاً ما في دواخلهِ المُضطربةِ كان يشعُر بالغرابةِ ؛ هذهِ الأسماء ، ديمُوس فوبُوس .. ليسَت بغريبةٍ على مسامعهِ!

لمَح طفلةً صغيرَة بذاتِ عمرِ الفتى تقتربُ راكضةً ناحيتهُم وَ هنا الطفلُ الذي تموضعَ بأحضانِ تايهُيونغ راحَ يختئ وَرائهُ حيث المَقعد ..

" لقَد سرقهَا وَ هي المُفضلة لديّ "

صرَخت بصوتهَا وَ حاول تايهُيونغ كتمَ ضحكاتهِ عندمَا امسكها قبلَ مُحاولتها للوصولِ الى مَن يقبعُ خلفَ المقعدِ خائفاً رغمَ ابتسامتهِ الماكرَة ..

جونغكُوك بدى هادئ المَظهر لكن دواخلهُ كانت تعجُ بالأفكارِ العديدةِ وَ المشاعر الجياشةِ ، الطريقة التي كانَ تايهُيونغ يُلاطف بها الطفلينِ كانت وديعةً للغايَة ، وَ لحظتها فكَر بأنهُ سيكون اباً رائعاً ذلكَ اذا ما كانَ هو كذلكَ الآن ، اجَل جونغكُوك عادَ يُشكـك بأن تايهُيونغ لايزال لهُ!

" فوبُوس اعطني اياهَا .. "

مَد تايهُيونغ بيدهُ للخلفِ بعدَ ان تمسَك بالطفلةِ جيداً وَ لمحَ جونغكُوك من مكانهِ الطفلَ الآخر يمد ذراعهُ مُسلماً قطعة الحُلي الزهريَة بيأسٍ وَ عبوسٍ طفيفٍ ..

تايهُيونغ استلم القلادَة منهُ وَ جعل الطفلة تلتفُ لتواجهَ جونغكُوك وَ اخذ واضعاً اياهَا حولَ رقبتهَا ، بتلكَ الاثناء لمَح جونغكُوك بعض الشبه الطفيف بينَ الفتاةِ وَ المدعو فوبُوس وَ الذي همَ راكضاً بعيداً عنهُم ، وَ عندَ انتهاء تايهُيونغ من وضع الحلي حولَ عنقهَا همسَ لها شيئاً في اذنهَا فـ أومأت بطاعةٍ وَ رحلت راكضةً

عادَت اعيُن جونغكُوك تنظر ناحيتهُ بعدَ ان تتَبعت الطفلة حتى اختفَت عن ناظريهِ ، وَ رغم خفقانِ قلبهِ لحلاوةِ اللونِ في مُقلتي تايهُيونغ وَ ارتجاف دواخلهُ لتلكَ الأبتسامةِ منه الا انهُ نطقَ بصوتٍ ثابتٍ هادئٍ

" ديمُوس ، فوبُوس ؛ تلكَ اقمَار المَريخ ان لم اكُن مُخطئاً "

ابتَسم تايهُيونغ بخفةٍ وَ انزل ناظريهِ مُلتمساً الخاتمَ الذي عانق اصبعهُ بيدهُ الأخرى ، وَ ذلكَ ما دفعَ جونغكُوك للنَظر ناحيتهُ لامحاً لمعَة الفضةِ البراقةِ فيهِ قبلَ ان ينطقً الأسمر بـ هدوءٍ شديد صحبَة تنهيدةً ابتدأ حوارهُ بهَا ..

" عجزَوا عن إيجَاد مُسمياتٍ جميلةٍ لهُمَا وَ بين جميعِ الأقتراحاتِ كانَ خاصتي هُو الأسمَى "

رَفع مُقلتيهِ ناحيتهُ وَ شعرَ كما لو ان الفَ زهرةَ اقحوانٍ تُنبت في قلبهِ للمعةِ الحبِ في اعينِ جونغكُوك ، فـ شعر بالراحةِ لان كلماتهُ مفهومةً الى حدٍ ما وَ مُبتغاه يصلُ سريعاً الى عقلِ الغرابي

" ديمُوس وَ فوبُوس ؛ تؤامُ عميَ الأصغَر وَ ليسَا بـ طفلايّ "

ضحكَ جونغكُوك بخفةٍ عندمَا عقدَ تايهُيونغ حاجببهِ بخفةٍ لمَا فسَر كُل تلكَ الشكوكَ له وَ وضحهَا ليكُف عن القلقِ الواضحِ في رسمةِ ملامحهِ ، ثمَ عاد قلبهُ ينبض مجدداً لتلكَ الفكرَة التي تجرأ تايهُيونغ وَ قالها بعدَ بُرهةٍ دونَ ترددٍ او خشيةٍ

" لقَد اسميتهُما بهذهِ الطريقةِ لأراكَ بهُما ، تلكَ الكُتب الفلكيَة العتيقةِ لم تكن كافيَة بالنسبةِ إلي وَ فكَرت بأنني وَ ان لن اتمَكن من لُقياكَ مُجدداً ستكُون تحتَ عَيني عندمَا انظر اليهَما "

عادَت الاجسادُ ترتعشُ بخفةٍ حضرَة كل تلكَ الأحاسيسِ وَ الاعيُن ابَت التَزحزح عن بعضهَا ؛ جونغكُوك كانَ سعيداً لأن الأمورَ لم تكُن معقدةً الى حدٍ مَا وَ بدأت سلاسلُ الغموضِ تتكًسر بحلقاتهَا الثقيلةِ .. بـ لحظةٍ ما وَقعت عينهُ على بونَـا التي مَرت من امامهِ مُلوحةً لهُ صحبَة زوجهَا مُغادرينَ الحفل كـ حال الأغلبيةِ

وَ هُنا فكَر جونغكُوك بالأختلاءِ لبعضِ الوَقت صحبَة تايهُيونغ عندمَا عاودَ النظرَ ناحيتهُ بالكَثير وَ الكثير من الرغبَة لفعلِ عدَة امورٍ صحبتهُ وَ قبلَ ان يعرضَ عليهِ المُغادرَة لمحهُ يقف عندَ اقتراب والدهِ منهُ صحبَة نتالي ..

وَ بالرغم من ان جونغكُوك لم ينتبه لقدومهَما كـ تايهُيونغ الا انهُ وَ عندَ وقوفهِ سريعاً تقدَم وَ احتضن عمتهُ بأبتسامتهَا اللطيفةِ تلكَ ..

" ارى ان امنيتَي ستَتحققُ قريباً "

همَس بجانبِ اذنهَا وَ شعرت بالخَجل اثرَ ذلكَ فـ هو سيتَمكن وَ اخيراً من لمحهَا كـ سيدةٍ مُتزوجةٍ وَ ليس كمَا اعتادَ عليها مُنذ وقتٍ طويل ؛ عزباءٌ شقيَة ، ابتعدت ناظرةً لمحياهُ بعيناهَا اللامعةِ ، تمَسكت بـ كتفيهِ جيداً قبل ان تنظر ناحيَة تايهُيونغ الذي يقف بجانب والدهِ ينظران ناحيتهمَا بأبتسامةٍ صغيرَة

" انهُ يحبـكَ تايهُيونغ فأرجـوكَ حافظ عليهِ لأنه اثمَـن ما املك "

خفقَ قلب المَعني وَ شعر بـ تحديقاتِ والدهِ ناحيتهُ ، مُحرجٌ كانَ من المَوقف وَ بدى في حيرةٍ من امرهِ ؛ أيكتفيّ بذات ابتسامتهِ الصغيرَة كـ جوابٍ ام ينظر الى حيث والدهُ المُتبسمِ بسعادةٍ او حيث جونغكُوك الذي يحدق بهِ بلهفةٍ شديدةٍ ؟!

شعَر بوكزٍ صغيرٍ على كتفهِ من قبلِ والدهِ ثمَ ابتسامَة دافئة منهُ ، ابتسَم بأحراجٍ طفيفٍ وَ لم يقل شأناً عن حالِ جونغكُوك .. فـ عمتهُ تمَكنت من بوحِ سرَ مشاعرهِ بحديثهَا وَ هو لايزالُ عاجزاً عن قول تلكَ الكلمةِ لمَالك قلبهُ ، لايزَال عديمَ الجرأةِ وَ صدقت بُونـا عندَ هذهِ النقطَة ..

" حسناً نحنُ سنُغادر الآن "

سمَع جونغكُوك والدَ تايهُيونغ ينطقُ وَ بيدهِ سحبَ عمتهُ من جانبهِ وَ هنا تايهُيونغ نظرَ ناحيتهُما بريبةٍ وَ ابتسمَ بمكرٍ ناطقاً ..

" الى .. ؟ "

" اهتَم بشؤنكَ بُني "

اجابهُ سريعاً وَ غمزَ نهايَة حديثهِ بأبتسامةٍ عندما وقعت عيناهُ بُغتةً ناحيَة جونغكُوك ، ضحكَ تايهُيونغ بخفةٍ وَ عندما سحب والدهُ نتالي مُشابكاً اياديهُما معاً لوَحت لـ جونغكُوك وَ ارسلت لهُ قبلةً صغيرَة قبلَ ان تغادِر ..

بقيً جونغكُوك ساكناً في مكانهِ وَ يداهُ تموضعت بهدوءٍ داخلَ جيوبهِ بوقفتهِ المهيبةِ تلكَ ، الحضورُ بدؤا يرحلونَ تدريجياً وَ عندمَا اختفتَ هيئَة عمتهُ عن ناظريهِ عادَ مُحدقاً بـ تايهُيونغ الذي انزَل رأسهُ رامياً بـ توترهِ ناحية بلاطِ الأرضيةِ اللامعِ وَ شاداً على اناملهِ خفاءً عندمَا اختلى براحةٍ صحبةَ الغرابي

" إذاً ؟ "

همَس جونغكُوك بعدَ ان فكرَ عميقاً في اتخاذِ خطوةٍ مُبادرةٍ ، وَ ها هيَ اقدامهُ تقتربُ بخـُطاً مُتقاربةً ناحيةَ تايهُيونغ الذي رفعَ رأسهُ مُحدقاً بمعالمهِ عن كثبٍ وَ كيف انها ازدادَت حدةً عن ذي قبلٍ

تَنقلت حدقتيهِ البنيةِ بـ خاصةِ جونغكُوك ، يُحدق بكُل واحدةٍ منهمَا طويلاً قبلَ ان ينتقلَ لنظريتهَا ؛ يسقي شوقهُ وَ حنينهُ الى المَاضي .. يرغبُ بأن يغدقهُ الشاحبُ حباً وَ ان يهمس لهُ حتى الشروقَ بتهويداتِ عشقهِ لهُ لا ان يكُون كتوماً هكذا صحبتهُ!

" لنعُد للمَنزل "

همَس بخمولٍ وَ يكاد لا يُطيق صبراً حتى يتمَكن من حبسِ ذاتهِ صحبَة جونغكُوك داخل جدرانٍ تستُر جرأتهُما الحلوةِ اذا مَا أفتِعلت وَ كانا هُما المُبادرين بهَا ..

مَسح جونغكُوك بأناملهُ على خدِ تايهُيونغ برقةٍ وَ الكثير من التأني عندَ لمحهِ تلكَ الهالةُ الهائمةُ بهِ وَ ما كانت رَسمة تلكَ الخطوطِ على بشرتهِ الحنطيَة سوى وقوداً زادَ من شعلةِ الحرارةِ بأجسادهمَا وَ لم يطيقانِ صبراً حتى المُغادرةِ سريعاً ، فأمسَك جونغكُوك برسغ تايهُيونغ اثرَ ذلكَ سائرينِ الى الخارجِ

تفادَى الأجسَاد التي تترَاقص في عدةِ زوايَا وَ الاخرَى التي اكتَفت بالوقوفِ و الحديث ، خطاهُ سريعَة الى حدٍ مَا وَ بدى مُتحمساً للغايةِ بأعيُن تايهُيونغ التي غدَت حبيسةً لمَتانةِ كتفيهِ وَ جمَالهُ الخلاب من الخَلف الذي هَز له عرشَ فؤادهِ

جونغكُوك تلَفت يميناً و شمالاً عندمَا خرجَا من القاعةِ حيث الباحةِ المُمتلأةِ بالسيَاراتِ ، اخرَج المَفاتيح من جيب سُترتهِ وَ سارَ مجدداً الى حيث سيارَة عمتهِ المَركونةِ ؛ يدهُ لم تتخلى عَن معصم تايهُيونغ السَميك وَ فورَ ان وصل الى حيث بابَ السيارةِ اخذَ مُشرعاً اياهُ لهُ

فعلةٌ بسيَطة كانت .. لكِن تايهُيونغ لبِث الكَثير لأجلهَا وَ ان يراهَا تحدث امَام ناظريهِ وَ مَع اكثَر مَن تمنى ان يُمضي بقيَة حياتهِ معهُ كان هذا كافياً بالنسبةِ له ؛ عيناهُ تكاد تسقط دمَعاتها البرَاقة مُجدداً ، لكنهُ فكَر بأنهُ لن يُعكر لحظاتهم الحلوَة بسبب بعض الحزنِ الذي يكبتهُ في دواخلهِ منذ ازمنةٍ طويلةٍ

الطَقس كانَ بارداَ وَ لأجلِ ذلكَ قامَ جونغكُوك بتشغيَل التدفئةِ قبلَ ان يعود بظهرهِ الى الخَلف قليلاً مُلتقطاً انفاسهُ كمَا لو انهُ ركض لمئاتِ الأميَال ، وَ ما كان سبب تعالي نبضهُ سوى ان تايهُيونغ معهُ .. بجانبهِ ، وَ عطره يعانق حواسهُ اجمَع

يتنفسَان ذات الهواء بمُحيطٍ ضيق ، صوت شهيقهُما الخافت وَ يليه الزَفير ؛ صدى نقرِ اصبع جونغكوك على المقوَد وَ نظرات تايهُيونغ ناحيَة الفراغ المتلهفةِ وَ المترقبةِ للقادمِ ..

جونغكُوك التَفت بُغتةً ناحيَة تايهُيونغ وَ ذلك مَا دفعهُ للنَظر ناحيتهُ بعمقٍ ، ثوَاني مَرت وَ كان الصمتُ سائداً بخلافِ لغةِ العيونِ التي كتبت رسائلاً طويلَة عندَ تحديقهُما بـ بعضٍ ، مُتلهفينِ للحديث الطَويل لكن لا احَد منهمَا يتدارَك الطريقَة الانسَب ، ليسَا خجولانِ او يكسيهُما البرود ؛ بَل لا توجد طريقةٌ مثاليَة لرَسم الحنين الذي تملكاهُ

" ازدَت فُتنةً وَ ما هذا سوَى عذابٌ لي "

همَس تايهُيونغ عندمَا كاد ان يذوبَ في سحرِ تلكَ الملامحِ الحادةِ البالغةِ مِن قبلِ جونغكُوك ، فـ ليسَ من الطبيعي ان ينقبضَ قلبهُ حباً لمُجرد ان يمِعن النظر عميقاً في ندبةٍ على خدِ الغرابي .. او ان يعُد شُعيرَات حواجبهِ الفاتنةِ واحدةً تلوَ الأخرى ؛ كانَ فاقداً لهُ بحق!

" وَ انت ازدَت جُرأةً وَ ما كانَ هذا سوى لصَالحي "

بادلهُ الهَمسة الخافتةِ وَ اختَتمها مُقترباً بتأنَي حيثُ شفاهُ تايهُيونغ مُحتضناً اياهَا بينَ خاصتهُ ، العيُون اغلقتَ وَ القلوبُ تعالتَ صخباً .. تراقصًت الأيادي على الأجسادُ بتحركاتهَا الجريئةِ وَ الانفاسُ تلاشَت

حَاوط جونغكُوك خَد الأسمر بكفهِ مُستشعراً حرارتهُ ، جفونهُ تنفرجُ عن بعضهَا صدفةً كلمَا شعر بـ جرأةِ افعالِ تايهُيونغ تجاهـهُ .. يثلمُ لهُ طرف شفتيهِ وَ يتلذَذ بحلاوتهَا كمَا لو انها آخر جرعةِ نبيذٍ لهُ ، الوَضع بينهم يزدادَ حرارَة وَ الشوق تجاهَ بعضهم يلتهمهُم ببطئ مُهلك

جونغكوك تنَفس بعمقٍ وَ بادَر بالشدِ على عنقِ تايهُيونغ ساحباً شفتيهِ عميقاً داخلَ ثغرهِ الساخن ، مُشتاقاً وَ محتاجاً للتأكدِ من ان هذا ليسَ وهماً او حُلماً كـالذي حضيّ بهُـن لسنواتٍ .. هيكلُ السيارةِ كان يتحركُ بخفةٍ لحركةِ اجسادهم وَ شدهما ناحيَة بعضهما بـ تلهفٍ

انينٌ حلوٌ خافتٌ مليئ بالخَجلِ وَ الطلبِ بالمَزيد تحَرر من شفتيّ تايهُيونغ المَسحوقةِ من افعالِ نظيرتهَا من جونغكُوك ؛ جسدهُ تحركَ اكثَر برغبةٍ غريبَة اسفَل الغرابي وَ اثراً كان ذلكَ لتموضع كفِهِ المَتين على خصرهِ .. يرغبانِ بالغرقِ اكثَر فقَط لو لا ضيقَ التنفسِ كانا ليُفضلان المَوت وسطَ هذهِ القبلة

افرَج تايهُيونغ عن عيناهُ اولاً وَ بكثيرٍ من الخمولِ على محياهُ ابتَسم للأرهاقِ المُرتسم بجماليةٍ على وجهِ جونغكُوك القريب ، مُتعباً كانَ ظاهراً وَ مهلكاً من عمقِ احاسيسهُ الجياشةِ لقُربهم عندمَا فصلَا ملحمَة عشقهَم ببطئٍ مُهلك لـ قلوبهم ، الغرابي لم يتمكن حتى من فتحِ عيناهُ وَ ابصار توهانِ الأسمرُ بحُسنهِ

قبلَ ان يستَشعر لمسةُ تايهُيونغ الرقيقةِ الهادئةِ على طولِ فكِه و التَي دفعتهُ لرَفع رأسهِ بخفةٍ وَ النظر ناحيتهُ بالكَثير من الرغبةِ بتقبيلهِ مجدداً وَ مجدداً حتى يُفنى بينَ ذراعيهِ ، انزَل نظرهُ تزامناً عندما فعلَ تايهُيونغ مُحدقين بقربِ اجسادهم وَ بعثرةِ ثيابهَم .. كانَ الوضعُ جريئاً

" أهلَكتني ألن تقولهَا ؟! "

نبسَ تايهُيونغ بعدَ ثوانيٍ من تغاضي النظر لبعضهُما رغمَ كل المسافةِ المعدومةِ بينهمَا ، انفاسهُ المتقطعةِ الدافئَة لمَست بشرَة جونغكُوك المَعني وَ الذي تدارَك مقصدهُ منذ اللحظةِ التي باتَ يشد بها حولَ عنقهِ بقبلَتهم .. كمَا لو انهُ لا يُدرك مدى عمق محبتهِ له وَ ان حياتهُ متوقفةً عندَ سمَاعه لتلكَ الكلمة الصغيرَة منه

احبك .. أليسَت كلمةً وضيعَة وَ شبه خاليَة من جوهر الحُب الحقيقي ؟! احبك .. تُقال للعَابرين فقَط ؛ الأحبَة نَتلوا عليهَم آيَات العشقِ وَ نقبلهُم حتى تحترقَ صدورنَا

" بحقِ روحي الخاويَة من دونكَ ، وَ بحقِ كُل دمعةٍ سقطَت شوقاً لمَحياك أنَني لأحبكَ بَل وَ اقدسكَ كدينٍ خُلق لأجلي ، وَ ايا ليتنَي مُت منحوراً قبل ان أهلككَ الأنتظار "

عميقاً جداً في متاهاتِ النظراتِ تلكَ غابَا عن مُحيطهمَا وَ تمسكَ جونغكُوك اكثَر بخصرِ الأسمَر الخاملِ كـ ريشةِ صغيرَة تَتداعبُ بجماليَة وسط الفراغِ ، يجذبهُ ناحيتهُ بشدةٍ حتى التَسق صدرهُ بالآخر

" سأحبكَ حتى تُفنى الكواكبُ وَ تحترق النجُوم ، سأحبكَ حتى تتساقطُ المجرات وَ يموت العاشقونَ ؛ انا زُحلكَ وَ انتَ قمريَ وَ صغيري تِيتَان مَا دام قلبي ينبضُ لأجلك وَ تُتمتم شفتايَ بحُسن مَلفظ أسمِك "

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

1.7M 98.4K 34
"وأننِي لَـ نظرتُ للأعمَاق باحِثاً عن وريداً ينبُض بالحُبِ أسَماً ,وكان الوريد ينبُض بكَ وحيداً" "أنا أرفُضكَ أرعن..!" 𝚃𝙾𝙿 : 𝙹𝙺 ~ بَـارتات طويل...
2.1M 156K 32
حيث يُلاحظ سكان سيؤول أن الفتيان و الفتيات يُهلوسون برؤيتهم لـ شبحاً بمنازلهم، و يتعرضون له لمدة أربعة أيام و مِن ثم يُنشر خبر موتهم في اليوم التالي،...
1.3M 80.6K 55
"هو مجرد طفل لعين صغير توقف عن التحديق به بتلك الطريقة !!" "هل قامت الملائكة بتقبيلك كثيرًا اثناء ولادتك ؟" يتعرض كيم تايهيونق ذو الثامنة عامًا للخطف...
2.4M 138K 33
حين تنقلب حياة تايهيونغ رأساً على عقب فور رؤيته لـ نسختان من نفس الشخص و لكن بطباعٍ مختلفة فـ ماذا سوف يفعل؟ • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمت...