بارِيس.
دَولة الإبىّ وصاحِبةِ النِفوذ المُرَسخ على كافَةِ العالَم. شَعبُها طاغٍ بالكِبرياءِ والغرور. نِسائَها قواماتٌ رَفيعات، ورِجالِها مترَعرعيّن ما بَين السَلطنةِ والرَزانه، أطفالُها بديعينَ الخلقِ وسَويّين المقام، وَشَوارِعها مُزكرشة بالأشجارِ والمَنازِل العَتيقه.
" الفَن .. الفَنُ هو بارِيس. "
دِيسمبر حيثُ تعصف الثلوج الميدان في بارِيس، وتلاعب الأمطار تهللاتِ الأرض، تهترئُ الشَمس ليجريّ مكانها قمرٌ مظلِم جديد ومستَبد، محاوِر السَرقة في الأسواقِ من الصَعيقِ البارِد والمِظلاتِ تغطيّ على أرصفةِ الشَوارِع، الملابسّ صوفيّه وأخرى مَخمليه، بَراقَة، معتِمة.
الموسِيقى الكِلاسِيكية، النِظام الهادِئ، القيّم المَرسوخه، والقوانِينِ الصارِمه.
" هكذا أجل .. ساقيكَ وَنهديكَ وبارِيس ."
النَشوةُ المُتَهيجَة محضُ شعورٍ متجزئ لما يَشعرُ الفرد من مُتعه.
- قَصرُ الكاردِينال -
الألوانُ المتشَعِبة في المَقامِ الأول، حجراتٌ بِالأبيضُ والبُني المرصع بجوهرِ الكِرستالِ الأحمر وأخرى، بِالرَماديّ والزُمردِ المّخملي. ستائِر مطرَزة بالذّهبي وكنائبٌ لَوزيةُ اللون وسَجاداتٌ سَوداء.
الحَجم الهائِل والمساحةُ الشاسِعه، الحجراتُ المَنكَبية، والحَدائقُ المرأفَة بأدقِ الزِهور. الدِيكور الكارزميّ الذِكوري، والأثاث العَتيقِ. الأوانيّ الفُضيّه، والأضواءُ الخافِته. الرائِحة الإرجوانيّه والمائِداتُ المُمتَلِئه.
الخَدم المبَهرج، الزوارُالمُهيمنين، الأميراتُ والأمراء.
-
فِي الباحِةِ الداخِلية حيثُ يرتكزها حجرةٌ شاسِعه بمسبحٍ داخليّ، مطلٌ على بارِيس ومَنثور بالزِهور. مياهٌ دافِئه، ورائحةٌ زَكية. حراس مُتزِنين.
يستوطنِ المياهُ عُريه، المَلكُ كِيم تايهيُونق.
"مذاقُكِ شَهي. "
تحدثَ وسطَ ما مَرر يَديهِ على فخذِها الناصِع وأخذَها بقُبلة وَسط المِياه.
رَفعَ ساقِيها ليَبرزَ على مابَينِهما.
" جلالَتك يَجب أن تنتهي حالاً، الضِيوف سَيصلونَ بعد أقلِ من عشرِ دَقائِق. "
قوطعَ وسطَ ما بدأ، نَظر إليها بِرحُب معنياً بأنَ عليهِ القِيام.
حارِسانِ لِبوابةِ المَسبحِ، والوَزيرُ جونغ، وإضافةً لِجيون جونقكوك، جَميعهُم يَقفون في حجرةِ المَسبَح وأمامِهم فيهِ؟ المَلك يرتحبُ المضاجَعه مع فَتياتهِ.
كل شخصٍ من الواقِفين رَقيبٌ على عَيناه عَداه .. يَنظرُ بِتمعن كيف يَمتصُ نِهودهُنَ أمامَه، يمارسُ معهنَ بِحميميّة، يداعبُ مناطِقهنُ بكلِ وَقاحَه.
" لا مجالَ للتأخرِ أكثَر سِموك، خمسُ دَقائِقٍ فَحسب. "
إستقامَ من بَينِهِن بكامِلِ عُريه، شعرهُ الرماديّ، وقَوامهُ الذيّ يَميل الى الضئوله، جسده المُسمَر وإنحناءاته المتباينه، ملامحه الخلآبة وعيناه البُندقِيه.
" رَوبُكَ سِمُوَك. "
لآفَت حديثهُ بكلِ إتزان غريراً لقلبه الهائِج.
بِكلِ وطأة إرتدى رَوبهُ من بَينِ يَديّ الفَحميّ ورَمى بِرصاصاتِ رَمقاتهِ داخِل عينيه. يلاعبّ مشاعرهُ، ويدعك هِدوئه، يثير المَكبوت في دواخله.
خرجَ بإستقامه متوجهاً لحجرتهِ وعلى عُريهِ الروُب الحَليبيّ فَحسب، يحركُ رأسهُ بِعشوائِيه ليسقطَ تِلك القَطرات العالِقه وثغره مبسمٌ ضيّ، آية بديعيةُ التَسويه ومنظر براق وباهِر. دَخل إليها والوزير إنتهت خطواته عِند الباب ليتقفى واقفاً ومُنتَظِراً في حينَ إن الفَحميّ دخلَ سلفاً للحُجرة خلفَ المّلك.
" جون أحظِر ليّ ملابسي. "
أمرهُ وإستولى على الأريكةِ بِجسدهِ، فرجَ على فُخذاه وأزاحَ الرُوب من على كَتفِيه ورَصاصاته غلفت الذيّ فتحَ الخِزانةِ المَلكية ليقوقعَ عيناه حتى يختار ما يَرتديهِ مَلِكُه في هذا الإجتماعِ إذاً؟
أرتقى الإختيار على واحِد مغلوب به السَماويّ على الأحمر ومن بَقيعِ الحَريرِ الخالِص. تَقرب بِه أزاءَ الرَمادي، تكللَ لِحظرتهَ أن يَشرد في مَنظرِ حجرتهِ المُطلة على بارِيس.
قدمهُ لَه ثم أبتعدَ عن أغلفةِ نظرهِ الموجه ناحِيته الى خارجِ الحجرة حيث يقبع جونغ .. أغلقَ البَابَ خَلفه.
" أقامَ بِطردكَ إذًا؟. "
تصدحَ جونغ بحديثهِ الى الفَحمي، توجهَ معه الى آخرِ الرِواق، لم يطأ فَمه حديث واحد ولا أفكاره إنسدَلت على ما يرغبّ، ظل يلاعب وِجدانه بأشياء تعرقل مَسيرته الروحيه.
" لا، بارِيس كانَ شاردًا فحسب عندما غادَرت. "
نَزلَ السَلالِم وملامحه رصينه جِديه، يَنظر الى دِيكورِ القَصر في غالبِ الوقت، الروح الإلهيه، التشبعُ المختَلف، اللمسةُ الأنيقة. أبعدَ الستائِر ونثرَ العِطر الجوهريّ ولازالَ يداعب فِكره بِبارِيس.
فَتحَ باب القَصر الأول وأشدقَ نظره على أبياتِ السلمِ الفُضيه القَليلة، وطِرازِه القَديم، الحراسُ المتجمهرين والجواريّ المزكرشه.
" بارِيس أنت .. بارِيسٌ رَماديّة "
__
مرحبا.
الفَصل الاول،تَم، لِنبتدأ باريس الرَماديّة بكامل الحب.
رأي؟
إستمتعوا.