تِيتان | TK

bunxji tarafından

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " Daha Fazla

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

١٩

27K 2.1K 3.5K
bunxji tarafından

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

كَاد تايهُيونغ ان يَسقُط بُغتـةً لَو لا تَمسكه الشديدِ في آخرِ لحظةٍ بشُرفة الشُباكِ ، قلبهُ كَان يدقُ خوفاً وَ قلقاً من السقوطِ بعَد ان لمَح ارتفاعهُ عن الارضِ ؛ لكنهُ تمالكَ نفسهُ بشدةٍ وَ حرص على كَبت أنينهُ عندمَا تسلقَ الحافةَ دالفاً بجسَده حيث عَتمة غرفةِ جونغكُوك

تَلفت في الأرجاءِ بهدوءٍ وَ لظُلمة الزَوايا لَم يتمَكن من لَمح هيئَة جونغكُوك النائمَة على سريرهِ بعمقٍ ، حَدق في السَقف حيث المُلصقات البَراقة وَ التي خَف توهُجها اثر اقتَحام بعض النور الخَافت من خلالِ النافذةِ ؛ مَر نسيمٌ بارِد وَ أقشعر جسد تايهُيونغ بخفةٍ

وَ اثر ذلك اصدَرت الاجراسُ الصغيرة صوتاً عذباً تَزامن مع التطَامها مَع مُجسمات الكَواكب الصَغيرة وَ التي لطالمَا احبهَا تايهُيونغ .. شيءً فشيء عندمَا اقتَرب تايهُيونغ منهَا اتَضحت رؤياهُ وَ بالكاد سيطَر على نبض قلبهِ عندمَا لمحَ جونغكُوك نائماً على يمينهِ بسُكون

نفسهُ ضَاق وَ شعر بالمٍ شديد يُلازم امعائهُ وَ كأنهَا المرةُ الأولى التي يُلاقي بهَا جونغكُوك ؛ اقتَرب منهُ بهدوءٍ شديدٍ جاثياً بجانبِ سريرهِ وَ بكثيرٍ من الرقةِ وَ الدفئ رَفع ذراعهُ الساقطَة مُحتضناً اياهَا بينَ كفوفِ يديهِ الساخنةِ وَ الرطبةِ من شدةِ توترهِ

وَ ليس الأمرُ وَ كأن جونغكُوك لم يَستشعر تلك الحركَة لكنهُ وَ بين عقلهُ اللاواعي خَمن انهُ في طيفٍ عابرٍ او انهَا عمتهُ .. قد جاءَت مُطئنةً على حالهِ

لمَعت اعيُن تايهُيونغ بشدةٍ وَ كان لمن الغَرابة ان تتَجمع فيهُما بعض الدمُوع ، رُبما كانت مَشاعره الأولى ارَقُ من ان تحتَمل اضطراباتهُ الداخليةِ او هيجان قَلبهُ مَما يراهُ من مظهرٍ وَديع بمَنام جونغكُوك ، هو احب حجم كف جونغكُوك بينَ خاصتيهِ

وَ كانت اناملهُ تمُر فَوق اورِدتهُ بهدوءٍ مُتلمساً اياهَا بحرصٍ شديد مُستشعراً نبضاتِ قلبهِ عندَ نهايَة معصمهِ ؛ وَ كأنه كان يُحاول مُجاراة خفقاتِ قلب جونغكُوك الهادئ عَل قلبهُ يهدئ ايضاً ، لكنهُ كان العَكس تماماً ..

فـ بعَد ان رَفع احدى كفيهِ بهدوءٍ مُلتمساً نعومَة خصلاتهِ القاتمةِ ادرَك انهُ يروق لهُ بَل و بات يشَكل سبباً عظيماً في تسارع نبضاتِ فؤادهِ بكُل ما في هذا العالمِ من صدق ، رَفرَف بجفنيهِ وَ سقطت احدى دمعاتهُ بهدوءٍ عندمَا ابتَسم اثَر تحُرك جونغكُوك الطفيف اسفَلهُ وَ انعقاد حاجبيهِ المُنزعج

" الكَواكبُ لا تَنام ؛ بَـل تحرصُ اقمَارها الصغيَرة "

هَمس عندمَا اخذَ مُخللاً اناملهُ بعمقٍ بين ثنايا خصَل جونغكُوك وَ الذي كَاد ان يتَوقف قلبهُ مَا ان افرَج عن قاتمتيهِ لامحاً صورَة تايهُيونغ المُشوشةِ امَامهُ بأبتسامتهِ الحزينةِ وَ عيناهُ الدامعةِ ؛ رَمش مُجدداً وَ مُجدداً مُنتظراً اختفاء الاسمَر عن ناظريهِ ظناً منهُ حلمٌ عابر

لكن الطَريقة التي اخذ تايهُيونغ يقترب بهَا ناحيتهُ شَلت اعصابهُ وَ تجمد مكانهُ بأستثناء قَلبهُ الهائج بقوةٍ مَن افعالِ الأسمر الجريئةِ ، الذي مَا ان خَملت عيناهُ من اختلاطِ انفاسهُم هَمس بهدوءٍ ضرب قُشعريرةً حادةً في اطرافهِ

" ان كُنت انتَ زحَل ؛ فأنا قمُرك تِيتَان "

كأنهُ يخبرهُ بتلكَ الكلمات انهُ لا يمتلك اي أحقيَة بمُناداة احدهم بهذا اللَقب يوماً ؛ كـ مَن يُريد ايصال مَشاعره بأكثر الطُرق أماناً .. انا لك وَ انت لي ؛ قَد يكُون هذا مَقصدهُ المعنَوي لجُملتهِ التي اختَتمها ..

بقُبلةٍ فوق شفتَي جونغكُوك الذي وَسع عيناهُ بخفةٍ وَ شدت اصابعهُ على كف تايهُيونغ ، لا يزَال يحَاول تدارك حقيقَة ان الأسمَر امامهُ ليسَ طيفاً وَ كان من الصعب عليهِ استيعَاب ما اقدَم تايهُيونغ عليهِ

تايهُيونغ الذي لا يَعلم ما اصابهُ فجأةً وَ بدلاً من ان يُفكر بطريقةٍ تفَسر فعلتهُ السابقةِ وَجد من نفسهِ تكررَها الآن!

سَقطت دَمعةٌ حارة منهُ على وَجنةِ جونغكُوك وَ اثرها رَمش بخفةٍ لامحاً انعقادِ حاجبيّ تايهُيونغ الذي اكتفى بتلامسِ انسجةِ حَمراوتيهُما الطفيف دون ان يجرأ عن اتخاذِ خطوةٍ اخرى ، ليسَ وكأنهُ يمتلك قُدرةً لفعلِ ذلكَ من الأصل!

اغمَض جونغكُوك عيناهُ بهدوءٍ وَ بأذرعهِ المَتينةِ رَاح يسحَب تايهُيونغ ناحيَته حتى تمَدد فوقهُ بالكَاملِ .. مُمرراً بعد ذلكَ اناملهُ بهدوءٍ على وَجنتهِ ماسحاً دمعاتهُ وَ مستشعراً سخونتَها عندمَا حركَ شفتيهِ ثالماً بخفةٍ خاصَة الاسمَر الساخنةِ بالكَثير من الأحاسيسِ التي خَدرت اوصالهُ

عجز جونغكُوك بقسَوة عن فَهم سبب بكَاء الأسمَر ، فـ في كُل مَرة يمسَح دمعةً تسقط اخرى وَ لعل ذلكَ كان بسببِ ما يشعُر بهِ من نبضٍ مؤلم اكثَر من كونهِ صاخب في قَلبهِ ؛ جسدهُ كان يسخن بشدةٍ كلمَا بادَلهُ تايهُيونغ بعمقٍ مُداعباً ثغرهُ بتلهفٍ شديد ، وَ لأول مَرة في حياتهِ شعَر بأعضائهِ تعَمل كما لو انهَا غَدت آلاتاً مُعطلةً في الماضي

وَ مَا قَـل تايهُيونغ حالاً من جونغكُوك ، لمَسات الغرَابي البريئةِ بطريقةٍ دافئةٍ وَ حلاوةِ ثغرهِ المُدمنةِ كَانت تسلب منهُ آخـر ذرةِ قوةٍ تملكهَـا وَ ما وجدَ من ذاتهِ حتى تخورُ بوهـنٍ وَ سقطت ذراعيهِ اثـرَ ذلكَ على جانبي رأس شاحب البَشرة الذي سحبهُ ناحيتهُ اكثَر كما لو انهُ باتَ حبيساً لطَراوةِ شفتيهِ وَ لأنينهِ الخجول مِما يراودهُ من شعورٍ حاد غريبّ في صَدرهِ

اعتَلاهُ بكثيرٍ من الحرصِ خوفاً من افتعالِ امرٍ يُعكر انسجام مَشاعرهُما مَعاً ، مُفكراً عندما تَمسك تايهُيونغ بعنقهِ بشدةٍ عمَا اذا كان بأمكانه ان يَدعوه بـ "صديقي" بعدَ الآن ، على الرَغم من كونهُ لم يعتبرهُ يوماً كذلكَ المُسمى الا انهُ قد تأكد الآن بالكَامل ان تايهُيونغ فَاق كل المُسميات التي يمتلكها لأجلهِ مَما يسبب لهُ من مشاعرٍ

اناملهُ اكتَسبت رجفةً طفيفةً فالشعُور بلُطف تحركاتِ تايهُيونغ افقدَته صوابهُ ؛ انفاسهُ المُتقطعةِ وَ شدهُ الشديد حول عنقهِ اهلكهُ حد الجَنون ، الطَريقة التي كان الأسمَـر يسحبهُ بهَا ناحيتهُ كلمَا قَرر جونغكوك الأبتعادَ حياءً كانَت تعزز لعقلهِ فكرَة ان الأسمر يحتاجهُ وَ دفئ جسدهِ كـ حاجة الضمئانِ الى عذُوبةِ مَاء يرويـهِ

لذا وَ بأكثر الطُرق لُطفاً ابتعَد الغرَابي عن شفتيّ الأسمَـر مُتنفساً بهدوءٍ مُحدقاً بمعالمهِ الخاملةِ وَ بعيناهُ الذابلةِ التي حمِل داخلهَا مئاتاً من الأحاسيس المُترجيةِ لمُبتغاً مجهُول ، اقتَرب جونغكُوك مجدداً وَ بحمرَاوتيهِ الرقيقتينِ هـمَ يطَبع قُبلاً طويلةً على اعيُن تايهُيونغ مَاسحاً بأبهامهِ مَا تبقى من اثرٍ للدمُوع على خديهِ

" انظر إلي تِيتَان "

طلبَ جونغكُوك منهُ عندمَا عاودَ التَحديق بـ عيناهُ اللامعةِ وَ ليس الامر كَما لو ان تلكَ القُبلة لم تكن كافيةً لتخدير اوصالهُ فأن همسةُ جونغكُوك الدافئَة ، قُرب وَجهـهِ الشديد مِن خاصتهِ وَ الشعور بجسدهِ بتفَاوت اعضائهِ فوقهِ زادتهُ خمولاً ؛ وَ الاعظم من ذلكَ مُناداته بأكثر لقبٍ داعب قلبهُ و حواسهُ

" تِيتَاني! "

عَاود الهَمس مَع ابتسامةٍ صغيرةٍ ، وَ بدى بهمسته الطفيفة تلك يهـبهُ الاجابَة الصائبة وَ يخبرهُ بأنه كانَ مُحقاً عندما انسَب مُلكية بعضهمَا لذاتهَما ، ثمَ بحركةٍ حنونةٍ رَفع بأناملهِ فَك تايهُيونغ الذي مَال لحَرارةِ اصابعهِ بشدةٍ كَما لو انهَا ملجأهُ وَ قبع فيهُما مماتهُ قبلَ حياتهُ

وَ لا يقتصر الأمر على حيائهُ الشديد منهُ بَل لأنهُ ايضاً لم يرغب بأن يرى جونغكُوك دمعاتهُ المُتزايدة وَ ينسب بذلكَ سبَبها اليهِ!! اجَل ، تايهُيونغ كان وَ الى هذه الدرجةِ من العمق غير راغبٍ بالأبتعادِ عن احضانِ جونغكُوك الدافئةِ

" أتعَذبني حتى عندمَا اردت الخضوع لجوارحكَ مُعتذراً ؟ "

رَفع تايهُيونغ مُقلتيهِ الدامعةِ وَ قبل ان ينطق بمَا خالجهُ سقَطت احدى دمعاتهُ من طَرف عيناهُ فـ هَـم جونغكُوك ماسحاً اياهَا بهدوءٍ وَ بأكثر الأبتساماتِ طمأنةً في هذا الكُون ؛ وَ بَحق السماءِ اي العلاقاتِ تلكَ التي جمَعتهم ؟

" لا بأس ، لا تَتحدث انتَ فعيناكَ تُبلي حسناً "

اردَف جونغكُوك وَ استطاعَ بسوداوتيهِ التَقاط الكثير من الكلمَات المُتعبةِ من نظراتِ تايهُيونغ ناحيتهُ ، الامرُ كما لو ان كليهُما كانا مُخطئين بحقِ بعضهمَا وَ كلاهما يعتذَر بطريقته الفَريدةِ من الآخر

تايهُيونغ بدموعهِ المُنسابةِ اعتَذر عن انفعالهُ الشديد من جونغكُوك الذي وَ بدورهِ مسحَ عبرَاتهُ بلمساتٍ خَطت الف رسالةٍ وَ اخرى مليئةً بطلب السمَاح عن تواقحهُ الشديد مَعهُ ؛ مَشاعرهُما لم تكُن جياشةً من قبل اكثَر من هذهِ اللحظَة لدرجةِ الشعُور بأبسطِ التحركاتِ

هُما غريبَان .. ابتداءً من الطريقةِ التي تقابَلا بهَا حتى العَين التي نظرَا من خلالهَا لبعضهُما البَعض ؛ علاقتهُما الهادئةِ ظاهِراً العميقةِ شعُوراً ، احدهم بقلبٍ كبير كـ زُحل امتلأ طيبةً وَ الآخر وَحيد بعيد عن الأنظَار مثل تِيتَان

تايهُيونغ لا يعَلم متى آخر مرَة توَسط احضان والدتهُ نائماً .. على الأغلب مَر وقتٌ طَويل وَ بات لا يتَداركهُ ؛ لكِن في هذهِ الليلَة التي احتضنهُ جونغكُوك لصدرهِ نائمانَ بدفئٍ اسفَل الأغطيَة السميكةِ .. شعَر كما لو ان والدتهُ تحيطهُ لمدى دفئ هالةِ جونغكُوك حولهُ

انزَلت السماءُ غيثاً وَ كانت تلك علامَةً لبدايَة الشتاءِ ، جونغكُوك لم يزُر النوم جفنيهِ وَ لم يُضيع لحظةً واحدةً دون تأملِ هدوءِ وَ جمالِ ملامحِ تايهُيونغ بالقُرب من خاصَته ..

خصلات شعرهِ البُنية تناثَرت على ذراعهِ اثَر نومهِ عليهَا وَ يداهُ احاطَت ظهرهُ برقةٍ .. هذهِ البساطةُ بهذهِ الأفعَال جعلتهُ يحسد نفسهُ عمَا هو بهِ ؛ لقَد فكر بعمقٍ عمَا اذا سيُلاقي لحظةٌ في حياتهِ مُستقبلاً اجمَل من هذه اللحظَة ؟!

وَجد جونغكُوك نفسهُ مُكتفياً بـ تايهُيونغ تلكَ الليلةِ او لمَا تبقى من عمرهِ .. بغيرِ اكتراثٍ عن نوع علاقتهم ، فألقى لعنةً وَ اخرى مثلها على عقلهِ كلمَا سألهُ عن صلتهِ بأسمرِ البشرةِ .. فلمَا عساهُ ان يهدر ثُمن هذه اللحظاتِ بالتفكير العاقِر في حين ان الأجابَة الحَسنة تتوَسط اذرعهِ ؟!

في النَهايَة .. جونغكُوك تمَكن من الحصول على غفوةٍ في فجرٍ مُمطرٍ ؛ بجانبِ تايهُيونغ وَ بين اذرعهِ .. وَ تحت ذات الاغطيةِ وَ بين ذات ذراتِ الغُبار

وَ لشدةِ حزنهِ في الليلَة السابقةِ هو لَم يتمَكن من ضبطِ مُنبه هاتفهِ لأجل الأفاقةِ مُبكراً كالعَادةِ .. لكن ؛ كَان من حسن حظهِ ايضاً انهُ تجاهل عمتهُ بآخر ليلةٍ فـ لأجل ذلكَ قامَت الأخيرة بالأستيقاظِ باكراً وَ اعدادِ فطوراً مختلفاً عن المُعتاد لأجلِ التهدأةِ من روع ابن اخيهَا وَ علها تُدرك بذلك سبب حُزنهِ

سَكبت عصير التُفاح في كأسينِ وَ قبل ان تُكمل مَا تبقى من نواقصٍ على المَائدة .. حَدقت ناحيَة الساعةِ الجداريةِ وَ عقدت حاجبيهَا بهدوءٍ من تأخر جونغكُوك بالأستيقاظ ؛ خَمنت انهُ لا يرغب بالألتحاقِ في الثانويةِ هذا اليُوم او انهُ قد غفَل عن ضبط مُنبهـهِ

فـ ترَكت ما بيدَيها قاصدةً غرفتهُ في العَليةِ للأطمئنانِ على حالهِ .. طَرقت البَاب طرقتينِ صغيرَتين لَم تتمَكن من ايقاظِ اي جسدٍ ساكنٍ داخل زوايَا الغُرفةِ ؛ انتَظرت قليلاً لكنهَا لم تتَلقى اي اجابةٍ وَ اثر ذلكَ راودَها بعض القَلق فَـ فتحت البَاب بهدوءٍ مُقحمةً نصف جسدهَا

شَهقت بخفةٍ وَ سريعاً وَضعت اناملهَا على فاهِـها خشيَة ايقاظِ جونغكُوك الذي وَ بأذرعهِ تمَكن مِن دَفن تايهُيونغ في دفئ احضانهِ بأكثر الطُرق حميميةً ؛ وَسعت عيناهَا بخفةٍ وَ رمشت مَرتين بشكلٍ مُتتالي قَبل ان تَخرج سريعاً مُغلقةً البابَ وَ رائهَا بهدوءٍ شديد

لَم تتمَكن من التَزحزح من مَقبعهَا حتى فـ اكتفت بالأتكاءِ جانباً وَ لازالت احدى يديهَا مُتموضعةً على شفتيهَا ؛ شَعرت ببعض الأحراجِ رُغم انهُ لم يتمَكن احدٌ من لمحهِا ، فَـ قد تكُون حُمرة خديهَا بسببِ طريقةِ نومَهما بجانبِ بعضٍ ..

ابتَسمت شيءً فشيءً وَ انخفظت ذراعهَا بهدوءٍ عندمَا نظرت مُجدداً ناحيَة باب غرفةِ جونغكُوك ، راودهَا شعورٌ غريب تَمكن من سَلسلةِ البَهجة الى قلبهَا بدلاً من الأضطراب وَ الخوف الذي ارتَسم على ملامحهَا منذ الليلَة السابقةِ

وَ بخطواتهَا نزلت السُلم وَ تكاد تُجزم انهَا لم تَشعر بهذا القَدر من السعادةِ من قبل .. حتى عندمَا جلست على احدى المقاعدِ في المَطبخ حافَظت على بَهجةِ ملامحهَا وَ عادت تستَذكر اكثَر اللحظاتِ نشوةً في حياتهَا ، اقسَمت بين جدرانِ روحهَا ان جميع تلكَ اللحظاتِ لم تكُن اجمَل من الراهنةِ

وَ لا حتى ذلكَ اليوم البعيد في ذاكرتهَا عندما التَقت بحب الثانويةِ الاوَل .. فمَقدار السعادةِ التي راودتَها برؤيةِ جونغكُوك بهذه الوضعيةِ مع احدهم فاقَ كُل شيءٍ ؛ وَ ادرَكت سبب ضجرهِ بالأمسِ ، الخلافاتِ ؛ حُدة الأطباعِ .. لطالمَا كانت احدى علامات الحُب

.

تَمكن تايهُيونغ من الأستيقاظِ اولاً وَ قبل حتى ان يحَاول استرجاعَ مَا حدث لهُ عثر على الأجابةِ عندمَا حدق بـ جونغكُوك النائم بهدوءٍ بجانبهِ ، هو وَ لوهلةِ تَمنى لو انهُ لم يستَقظ وَ يعاود الشعُور بالهَلاك من تلكَ المشاعر التي تأبى مُفارقته كلمَا حطت لوزيتهَا على ملامحِ الغُرابي

نَزلت عيناهُ تدريجياً على ذارعيّ جونغكُوك التي تمَكنت من مُحاصرة جسدهِ بعمقٍ .. ارَتجف قلبهُ عندما تخيل وَضعيتهُم بعينِ شخصٍ آخر ؛ وَ فوق السخونةِ التي لازَمت بشرتهُ تلاشت انفاسهُ عندمَا اكتَملت تلك الصورة لهُ بصحبةِ جونغكُوك في مُخيلتهِ

بكثيرٍ من الهدوءِ عادَ مُحدقاً بذلكَ الطُول الساحر لرُموش جونغكُوك الحالكةِ بظُلمتهَا .. انفهُ حاجباهُ المَرسومانِ بأروع الطُرق جماليةٍ شهدهَا ؛ وَ لم يشعر بيدهِ الا وَ هي تَرتفع مُمرراً اياهَا على فكهِ وَ بشرتهِ الدافئةِ

عيناهُ كانت تُحدق بكُل بُقعةٍ يلتمسهَا وَ يكاد لا يُصدق الوضعيةِ وَصل اليهَا من اتباع هوى قلبهِ ، لا يزال يُجاهد لأستيعابِ انهُ حضى بليلةٍ نائماً بهَا بجانبِ جونغكُوك .. ليلةٍ تبادلا فيهَا القُبل العميقةِ وَ لمسى بعضهُما ببراءةٍ

يُقال ؛ لا عَتب على العاشق .. لكِن هَل تايهُيونغ عاشقٌ ؟! ام انَها نزوةٌ عابرة او اعجابٌ طفيف لأحدهم بفترةِ طيشهِ ؟! لكِن .. هَل جونغكُوك احدهم ، هَل هو كـ جميع العابرين في حياةِ تايهُيونغ ؟! هَل سيتركهُ يوماً كـ تلك الفتاةِ في السابق ؟!

تَتزاحم الأفكار في عقلهِ وَ عيناهُ اخذت تحدقُ في جونغكُوك بكثيرٍ من الأضطراباتِ ، بأناملهِ الطويلةِ رَسم خطاً من بدايةِ فكهِ وُصولاً حيث شفتاهُ .. لحظتهَا توقف عقلهُ عن التفكير وَ انكمشت اقدامهُ اثر تلكَ القشعريرةِ التي ضرَبت اعصابهُ

حدق عميقاً بهُما وَ بتلك الخطوط التي ارتَسمت عليهُما ، حُمرتهما كانت جذابةً وَ لوهلةٍ تذكر مَلمسهما ضدَ خاصتهِ فـ هَـم سريعاً بسحب يدهُ .. قَبل ان يَتمكن جونغكُوك بالأمساك بهَا مُقرباً اياها ناحيَة شفتيهِ طابعا قُبلة ناعمةً على باطنهَا

تحت اعيُن تايهُيونغ الذي لم يَجد ما هُو مُناسباً للحَديث بشأنهِ او فعلهِ ، فقَد تمكن جونغكُوك وَ بكُل جوارحهِ من اسرهِ وَ بات لا يستَصعب سبب عدم استقرَار نبض قلبهِ بحضرتهِ ، لقَد كان يُصعب الامر كثيراً عليهِ وَ امسى لا يجد اجابَة لما يطرُق عليهِ من حالٍ

ثمَ وَ بأبتسامةٍ صغيرةٍ ابعَد جونغكُوك يد تايهُيونغ تحت حدقتيهِ الخاملةِ .. ناظراً ناحيتهُ بأبتسامةٍ شديدة الجَمال ، عميقاً للغايةِ تبادلى النظراتِ وَ تايهُيونغ وَ ان كانَ بمقدورهِ لحافظَ على وضعيتهم الجَميلة هذه الى الأبد لولا حيائهُ الذي دائماً ما يتسبب بخسارتهِ امَام الغرابي

انزَل عيناهُ بهدوءٍ وَ بعد سلسلةٍ من تحديقات جونغكُوك ناحيتهُ تمَكن من لملَمة انفاسهِ وَ استجماع احرفهُ وَ كلماته المبعثرةِ في عقلهِ ثمَ تحرير عبارةً خافتةً

" ألن تُحررني مِن سِجن ذاعيكَ ؟! "

ابتَسم جونغكُوك بهدوءٍ لامحاً اعيُن تايهُيونغ التي عاوَدت النظر ناحيتهُ بخجلٍ شديد وَ اجابَ بأكثر الأمور التي صَدق فيهَا يوماً ..

" وَ انت ، ألن تُحرر قَلبي من سِجن مَجرتيك ؟! "

________________________

Okumaya devam et

Bunları da Beğeneceksin

398K 27.3K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
583K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee
1M 79.1K 30
"من أنتَ ؟!" تَسائل بِنَبرة كانت مُهتزة خائِفة فَشعور ما راودهُ أن سؤالهُ لِلعدم سَيتلقى إجابة وَ بِالفعل .. كانت ثَواني حتى أتتهُ هَمسة بارِدة مُقش...
2.5M 146K 43
حين‏ كان يلتفت الجميع اعجابًا وتولعً بهِ، كان هو يُكرِس مشاعرهُ لفُتى يلهو بعيدًا غير مكترث بهِ. TOP :JJK ""MPREG" Cover by: @taebrown 1 #jk 1#bxb