تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

١٧

26.1K 1.9K 1K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

اختَفت الشَمس بينَ الغيُوم وَ انحجبَ نورهُا الساطِع بتقدُم سَاعاتِ ذلكَ اليُوم البَارد ، وَ لما عُرف طَلبة هذا الفَصل بمُشاكستِهم وَ صخبهم فأنَ جونغكُوك قد فَضل التَحديق بفناء المَدرسة المُطل من خلال النَافذةِ واضعاً سمَاعات اذنهِ وَ التي قد حرص على اخفائهَا اسفَل قلنسوةِ سترتهِ خوفاً من قدوم احدِ الأساتذةِ

وَ رغم ان تلكَ الأغنيَة لم تكُن بطابعٍ صَاخب قادر على حجب الضَوضاء من حَوله الا انهُ قد شعَر ببعضِ الرَاحة وَ صُفو الذِهن ؛ تايهُيونغ قَد استُدعي مِن قبل ادارَة المَدرسة مُنذ برهةٍ وَ ليس كما لو ان وجودَه كانَ يُلطف الأجواء حَول جونغكُوك الا انهُ قد شعَر برغبةٍ عارمةٍ بعدم مُفارقتهِ

لم يحدث شيءٌ مميز منذ تلكَ التحيَة الصباحيَة و الأبتسامةِ الصغيرَة التي وَهبه اياهَا ، كلاهُما كانَا شديدانِ الهدوءِ في الحصَص ؛ متوَتران وَ تصيب الرَجفة اوصالهم بخفةٍ كلمَا التَقت انظارهُما وَ عندما كانت الحصَة الاخيرة شاغرةٌ دوماً في هذا اليوم من الأسبوعِ فأن جونغكُوك قد خَطط كثيراً اثناء الفُسح بخَلق حوارٍ معهُ عندمَا تحين

لكنهُ الآن اكتفى بالجلوسِ وَحيداً تاركاً اصدقائهُ يحدقونَ به بترَقب لأقلِ تحركٍ صادرٍ منهُ ؛ رُبما كانَ قلقاً ناحيَة طلب استدَعاء تايهُيونغ من قبل الأدارةِ رغمَ ادراكهِ ان هذا الفعل لشيءٌ طبيعي للغَاية بالنسبَة لطالبٍ جديد مثلهُ ، او رُبما كانَ قلقاً لكُل ما قد يصدُر من كليهَما فيما يَلي

رَن الجرسُ وَ قد اخترق صوتهُ الصَاخب طَبلة اذنيهِ ، ابعَد سماعَتيه ناظراً للساعةِ الجداريَة قبلَ ان يستقيمَ مُلملماً حاجياتهُ واضعاً اياهَا في حقيبَته ؛ وَ للحظةٍ مَا وقعت انظارهُ على حقيبة تايهُيونغ المُتموضعةِ على مَقعدهِ .. كانَ سحابُها مَفتوحاً وَ بعض الكتب كادَت ان تسقط منهَا

حَدق بهَا لفترةٍ وَ لم يشعُر بنفسهِ عندما عاوَد الجلوس عَلى مقعدهِ بأبتسامةٍ بريئةٍ ساحباً الحقيبة ناحيتهُ وَ مدخلاً لبقيَة اغراضهِ المُبعثرةِ داخلهَا ؛ سحبَ اقلامهُ المُنتشرة على طاولتهِ الخاصَة وَ قبل ان يضعها داخل الحقيبةِ لمَح ما رُسم في ذلكَ المُوضع

الكَثير من رَسمات زُحل بقلمِ الرَصاص الداكِن وَ المزيد من النجومِ الصغيرَة ، كادَ ان يخرج قَلب جونغكُوك من بينِ اضلعهِ وَ لم يتمكن من اخفاء ابتسامتهِ الواسعةِ عندمَا اخذ يحدق بكُل تلك الرسمات الصغيرةِ في احدى المَواضع البعيدَة عن متناول انظارهِ

قَد تبدو مُجرد رسمَات قابلة للمَحو من قِبل احدهم لكنهَا قد تكون مختلفةً ايضاً بالنسبَة لشخصٍ آخر ، شخص مثلَ جونغكُوك الذي كانَ يرفع رأسهُ ناظراً حوله خوفاً من ان يلمح احدٌ لونَ الأرجوانِ في وَجنتيه ؛ سَحب القلم من على المنضدَة و هَـم يرسُم مُجسماً اصغَر بجانب رَسمةِ زحَل تلك

الأبتسامةُ لم تفارق مَعالم وَجههِ وَ عندما ابعَد يدهُ سريعاً نَاظراً لما صنعتهُ اناملهُ اقتَرب منه يُونغي مُحدقاً فيهِ بهدوءٍ ؛ اُجفل جونغكُوك بخفةٍ اثَر ذلكَ وَ كان توترهُ واضحاً في الطريقة التي استَقام بهَا مُمثلاً الانشغال بحَزم ما تبقى من اغراضِ تايهُيونغ

ابتَسم يونغي بخفةٍ وَ رغم لمحهِ لما سَلب انظار صديق طفولتهِ الا انه لم يشأ احراجهُ فـ رَفع اناملهُ الشاحبَة مُخللاً اياهَا في خصلاتِ شعرهِ مُبعداً غرتهُ الكثيفَة عن انظارهِ وَ ناطقاً بهدوءٍ

" هَل ستَنتظر تايهُيونغ ؟ "

رَفع جونغكُوك انظارهُ ناحيَة يُونغي بعدَ ان اقفَل سحاب الحقيبَة وَ اومأ قبل ان يُجيب

" اعتَقد هذا ، عليّ ان اسلمهُ حقيبته او لن يتمَكن من اخذهَا بعد ان يقفل الحارس الأبوابَ "

هَمهم يُونغي مُتفهماً وَ حدق في الجانبِ قَبل ان يُعاود جونغكُوك الحديث عندمَا سحب كِلاً من حقيبتهُ وَ خاصَة تايهُيونغ معه اثنَاء سيرهِ بضع خطواتٍ

" ارغبُ بقضاءِ بعض الوَقت بصحبتكَ نهايَة الأسبُوع "

نبسَ بأبتسامةٍ صغيرةٍ وَاضعاً حقيبتهُ حول كتفهِ وَ مُمسكاً بطرفِ الأخرى بذراعهِ ، لحظَتها ابتَسم يونغي بجانبيةٍ مُخفضاً انظارهُ عن ملامح جونغكُوك حيث حقيبَة تايهُيونغ بين اصابعهِ

" في الحَقيقةِ بتُ افتَقد هالتَك الحمقاء حَولي منذ قدومِ تايهُيونغ "

ضَرب ايسَر المَعني بخفةٍ وَ راح جونغكُوك يُحدق بمَعالم رفيقهِ الذي قَد حرص على خفضِ بصرهِ اثناءَ سَرد كلمَاته ؛ وَ لعل هذهِ الحركة كانَت تُوحي بخَجل اليافعينَ امثالهُ من التَطرق عميقاً في مثلِ هذه المَواضيع

" لا اعرِف تايهُيونغ حَق المَعرفة لكِن لي ان اُفسر سَبب انسجامَكما مَعاً وَ الذي قد يكُون نابعاً من اختلافكُما الشديد عَن بعضكما "

مَلامح جونغكُوك كانت هادئَة للغايَة ، لم يكُن يستَمع للضوَضاء من حَوله وَ لم يستَنشق رائحة طلاءِ الأضافر منِ قبل احدى الفتياتِ المُغادراتِ بقَدر ما غاصَ عميقاً في فحوى احرفِ يُونغي .. الذي لازمَه طوال سنينهُ الفائتة حتى بات جزءً من كيانهِ

" آمل ان ظنيّ في محلهِ وَ انكما شَديدا الأختلافِ ؛ فالأشياءُ المُتشابهةِ تتنَافر يا جونغكُوك "

ابتَسم نهاية حديثهِ بعدَ ان رَبت على كتفِ المَعني الذي اكتفى بالصَمت كأجابةٍ وَ الهدوء طغى على هالتهُ حتى باتَ رَمشُ جفنيهِ ضئيلاً .. سَار يُونغي ناحيَة باب الفَصل نيَة المُغادرةِ قبلَ ان يستَدير مجدداً حيث جونغكُوك الذي لازَم مكانهُ دونَ حركةٍ

" يومَ السَبت ، السَابعة مساءً "

حَدق جونغكُوك بهِ وَ بأبتسامتهِ الصغيرَة قبلَ ان يَرمش بخفةٍ مُبادلاً اياهُ ذاتَ المَبسم الهادئِ قبلَ ان يلتَفت مغادراً ؛ تنَفس الصُعداء وَ لم ذلك يكُن قادراً على التهدأةِ من روعهِ وَ من بزوغ هذهِ المشاعر المُضطربةِ فجأةً

بعَد ان باتَ فصلهُم شبهَ خالي سَحب اقدامهُ بهدوءٍ ناحيَة المَمر المُجاور لحُجراتِ الأدارةِ مُتأملاً خروج تايهُيونغ من هُناك ؛ كانَ يشعر بالغَرابة بالفعل لتأخرهِ عندهُم وَ قد راودتهُ عدة افكارٍ سوداويَة غريبَة

وَ بقدرِ تَوتره هو كان مُتحمساً للُقياه مُفكراً بأن تأخره هذَا قد يكُون شيءً ممُيزاً قد كونهُ الرَب في تفاصيل يَومهم لبدأ حوارٍ جديد خلافَ الصمت الذي لازمَهم في الساعاتِ الماضيَة ، وَقعت عيناهُ صدفةً على مُختبر العلومِ الذي كانَ يدلف اليهِ خلسَة بعد المَدرسة لأمتاع بصَره بالمُجسمات خاصَة الكواكب

الأمرُ اختَلف الآن بعَد ان تَعرف على تايهُيونغ ، فباتَ كُل طموحه هو قضاء المَزيد من الوَقت بصحبتهِ .. وَ ادرَك ان كل مَن حولهِ كان صادقاً في قول ان لتايهُيونغ اثرٌ خاص عليهِ ابتداءً من عمتهِ حتى صديقهُ الأقرَب يُونغي الذي وَ بفضلهِ شعر بالحَماسة للحَديث مع تايهُيونغ اكثَر

و لوهلةٍ ما تذَكر بأن حديثه كَان يؤذيهِ ، مُفضلاته حاجياتهُ وَ كل ما يَتطرق الى ذكرهِ كان يؤذي تايهُيونغ حسب منظورهِ ؛ استَذكر رَسمة تيتَان التي وَضعها بجانبِ خاصَة زحَل وَ فكر بالذَهاب وَ محوهَا قبلَ ان يعاود عقلهُ خلق فكرةٍ اخرى

فَلما عساهُ تايهُيونغ ان يرسُم كل ذلكَ ان كانَ لا يشعُر بالرَاحة من التَطرق في الحديثِ عن الفَلك ؟!

تَشوش ذهنهُ وَ كان ليبدُو غريباً لأحدهم ان مَر بجانبهِ خصيصاً بسبَب رَداة فعلِ جسدهِ الذي يَخطو خطوتينِ نيَة اللحاقِ وَ محو رَسمتهُ وَ يعود أخرتينِ للوَراء وَ مُلازمَة مكانهِ

كانَ ذلك قبلَ ان يلمَح خروج تايهُيونغ وَ احد المُعاونين من احدى الحُجر ، خفقَ قلبهُ فجأةً وَ ذلك ما زادَ الطين بله فأخذ يشدُ بتوترٍ حولَ حقيبتهِ وَ كل ذلكَ الحماس لرؤياه وَ الحديث معهُ كثيراً قد مُحي ، وَ كأنه يخضع لضُعف اوصالهِ بحضرَة الأسمر

الذيَ انحنى بخفةٍ للمُعاونِ مُودعاً اياهُ قبل ان يهُم راكضاً حيث الطريق المؤدي لفَصله نيَة احضار حقيبتهِ قبل فواتِ الأوان ؛ هُو لم يتَمكن من لمحِ جونغكُوك الذي حَرص بدورهِ على الوقوفِ في زاويَة بعيدٍ الى حدٍ مَا

تَتبعت ابصَاره رَكضه البطيئ قليلاً وَ حاوَل مُجاراة جسدهِ ناحيَة الأنفعالات التي تصدر منهُ وَ بهدوءٍ راح يسيرُ خلف تايهُيونغ حتى لمحهُ يدخل الفَصل ، تَوقف بجانب البابِ بأبتسامةٍ خافتةٍ عندمَا راقبَ الاسمَر يبحث اسفَل المقاعدِ الشاغرةِ بمَلامحٍ مَفزوعةٍ عندمَا لم يلمَح حقيبتهُ

" أتبحث عَن شيء ؟! "

اردَف جونغكُوك بصَوته الذي اجفَل تايهُيونغ بخفةٍ وَ استدار اثَره للخلفِ حيث البَاب وَ ليس كما لو انهُ لم يدرك انهُ جونغكُوك لكن الطريقة التي كانَ يقف بهَا هَزت كيانهُ ؛ بدى الأمر كما لو ان الغرابي باتَ يتمَكن منهُ بكُل شيءٍ ، حتى عندمَا ابتسَم نهاية حديثهِ رافعاً الحقيبَة تحت انظارهِ ؛ تلكَ الحركة البسيطَة خطفت انفاسهُ

في النهَاية هو لم يشأ ان يُظهر كُل ذلك على رَسمة ملامحهِ الفاتنةِ فأخذ يرمي مَوجة مشاعرهِ بشدهِ على يدهٌ حتى تَركت اضافرهُ اثراً ملحوضاً في باطِن كفهِ ، وَ راح يبتسمُ بخفوتٍ شديد مُسايراً الآخر وَ اغمض عيناهُ لوهلةٍ وَ فتحهَا مُتقدماً ناحيَة جونغكُوك بهدوءٍ

" شكراً لك "

اردَف وَ انزل انظارهُ ناحيَة الحقيبة ساحباً اياها ناحيتهُ بهدوءٍ بعد ناولهُ اياهَا جونغكُوك الذي حافظَ على ابتسامتهِ الصغيرَة و نظراتهُ الخاطفَة لمَلامح الأسمَر بأنظارهِ المُشتةِ ، وَ عندما لم يتَواجد خيارٌ افضَل من السيرِ بجانب بعضهُما فأن كلاهُما قد حافضَا على هدوئهِ اثناءَ ذلكَ

كانَ ذلكَ قبلَ ان يمُرانِ بجانب مُختبر العلُوم وَ لم يجد تايهُيونغ من نفسه الا وَ الحَماس يتآكلهُ لسَرد ما رآه داخل تلكَ جُدران لجونغكُوك بأبتسامةٍ صغيرةٍ تُخفي حماسةً جمةً خلفهَا

" توجَد الكَثير من مُجسمات الكَواكب هُناك "

كانَ يجَيد اللعَب على وتر جونغكُوك بأحترافيةٍ وَ ينسج اجمَل الألحانٍ و اكثَرها صخباً بمَا يولدهُ من خفقاتٍ مُحبةٍ في قلبهِ ؛ و رُغم ان تايهُيونغ قد استَدار بأنظارهِ ناحيَة الحجرةِ البعيدةِ مؤشراً عليهَا بسببابتهِ الا ان ذلكَ لم يؤثر وَ لو بمقدارِ ذرةٍ على جونغكُوك الذي قد صَب جُل تركيزه على هيئةِ تِيتَان كما يَدعوه

عجَز عن وجودِ مُبرراتٍ لنَقاوتهِ ، وَديعاً وَ رقيقاً ؛ بالغ لكنهُ طفل .. مُسميات وَ عبارات تَتداعى في مُخيلتهِ وَ تعود للظهورِ وَ وجد من نفسهِ يغوص عميقاً بالنًظر ناحيتهُ عن كثبٍ ؛ لم يكُن يعطي بالاً لكلماتهِ الصغيرةِ بقَدر ما احبَ التمعُن ببشرتهِ السمراءَ الجذابَة

حاجبيهِ بزاويتهُما الحادةِ وَ عيناه الناعسةِ برموشهَا الكثيفةِ ثمَ .. شفاهـهُ التي حصل على شَرف تقبيلهَا وَ الشعور بها ضد خاصتهِ ، كَان لتايهُيونغ في المُقابل ان يستَشعر وجودَ تلك النظراتِ عندمَا لم يتلقى اي مُجاراةٍ في حديثهِ وَ الذي كان المُبتغى منه طَرد هالة التَوتر من حولهم اثَر تَسرعه هو بفعَلتهِ السابقَة

تَوقف عن الحَديث وَ حدق امَامه بصمتٍ عندمَا قادتهُم خطواتهم للخارجِ وَ قابلتهم السماء الرماديَة بغيومهَا المُتلبدةِ ، كان الوَضع يزدادُ سوءً وَ لم يكن جونغكُوك يمتلك قدرةً لرفع عيناهُ وَ زحَزحتها عن تايهُيونغ الذي حَاول وَضع حدٍ لسلسلةِ هذا الاضطِراب

" هَل كنت تستَمع لمَا اقُول ؟ "

" انتَ تمقت الفَلك فلمَا تُسايرني ؟! "

رَد جونغكُوك سريعاً بسؤالٍ آخر وَ قد بدى الأمر لتايهُيونغ انهُ كان يكتمُ سؤالهُ عمداً حتى تحين لحظةٌ ما مُناسبةً ؛ تَوقف كليهُما بجانبِ الرَصيف وَ حدق تايهُيونغ عميقاً في سوادِ مُقلتيّ الآخر .. آراد و بشدةٍ ان يتحدى جونغكُوك بعمقِ النظراتِ التي يهِبها لهُ

وَ فجأةً وَجد من نفسهِ تستَحظر الطريقَة التي مَرر بها جونغكُوك اناملهُ الباردةَ على بشرةِ عُنقهِ برقةٍ مُبالغةٍ لازالَ تأثيرهَا قائماً ؛ أنزَل انظارهُ سريعاً حياءً من اعيُن الغُرابي التي تُحدق بهِ بتَطلع لأجابتهِ التي لم يَعثر عليهَا فقَد شُغل بمَعرفةِ اجابَة اخرى لتساؤل فحاواهُ عن الطريقَة التي علِم بها جونغكُوك مُقته للفضاء

" كيفَ علمتَ ذلكَ ؟! "

" قصَدت معي ذلكَ المكان المَهجور و المُنغلق رغمَ معاناتكَ من الأماكِن المُغلقةِ "

مَشاعر عميقَة عَصفت دواخلَ تايهُيونغ ، شَعر انهُ ضعيف لوهلةٍ لدرجةِ ان مُقلتاهُ قد تلألات تحتَ حدقتي جونغكُوك ، تسائلَ بكيفَ عساهُ ان يدركَ كُل هذا ؛ وَ لما عساهُ ان لا يُقدر مَحبته وَ رغبته بالبقاء الى جانبه والتي كان يُرسلها بأكثر الطُرق جرأةً لديهِ .. المُجاراةِ

جونغكُوك هو الشخص الوَحيد الذي شَعر بدفئ والدتهِ الى جانبهِ وَ كأنه كان يحمل في طَيات افعالهِ حنانَ والدتهِ الذي لم يتلقاهُ ، كانَ الشخص الغَريب الجَميل بأطباعٍ نادرةٍ تشغل تفكيرهُ كل ليلَة ؛ لحظاتهُ معه كانَ يعنيهَا وَ ان كانَ يهاب مُعظم فحواهَا

بفَضله شعَر ان رُهابه باتَ يتلاشى وَ تزداد اهتمَاماته ناحيَة امورٍ مَقيتةٍ بالنسبةِ لقلبهِ الذي يمسي مُرهفاً بحضرتهِ ، جونغكُوك لم يمسهُ بسوءٍ ؛ كان قَد تمكن من خَلق مكانتهِ المُميزة في نفسهِ فلِما عساهُ الآن ان يُحادثه بهذهِ القسوة ؟!

" انَا افضِل التَخلي عن امورٍ شَكلت جزءً من نفسيَ على ان اراكَ تتأذى بسببَها تايهُيونغ ، فتوَقف عن مُجاملتي "

" بَل توقف انتَ عن الحَديث بهذهِ اللذوعةِ "

اردَف بنبرةٍ جافةٍ تفاجئ جونغكُوك اثرَها وَ ساورتهُ فكرة ان عيناهُ دامعةً بسبب كلماتهِ وَ لما لَم يكُن قادراً على رؤيةِ ملامحهِ هَاب كثيراً مِما هو مُقدم على فعلهِ بعدَ ان ادرَك تمَاديهُ المُبالغ في كلمَاته ؛ لم يكُن يمتلك اي الحَق في التحدث بخصوصياتهِ بهذا الشَكل امامهُ

رَفع اناملهُ نيَة التِماس فكِ الآخر علهُ يبصِر ملامحهُ لكنهُ تفاجئَ من ابتَعاد تايهُيونغ عنه خطوتانٍ للخَلف ؛ لم يُكن ضعيفاً لكنهُ كان كشخصٍ شَنت ابشعُ الذكرياتِ حرباً ضدهُ .. خفَق قلب جونغكُوك بألمٍ وَ شعر بقطراتٍ باردةٍ خفيفَة تسقط على اجسادهَم

السماءُ استَسلمت وَ ما زال تايهُيونغ يُخفي عيناهُ خلف غُرته برأسهِ المُطأطأ ، وَ في كُل لحظَة تمُر بات جونغكُوك يستَذكر وقاحةَ كلماتهِ ؛ كان بأمكانهِ السؤال عَن ذلكَ بطريقةٍ اكثَر تهذيباً ، رُبما اثناءَ مُذاكرتهم او اثناءَ جلوسَهم بجانبِ بابِ منزلهِ .. لم يجُدر به ان يكُون اندفاعياً بهذا الشَكل

احتاجَ تايهُيونغ لحظاتٍ حتى يمسَح على عيناهُ التي حافظَ على اخفاءِ لمعتهُما وَ لمَلمةِ شتَات روحهُ قبلَ ان ينطق بصوتهِ المُرتجفِ بوضوحٍ

" لن اتمَكن من زيارتكَ اليُوم لأجل المَشروع ، اكمل ما انتَ قادرٌ عليهِ بمُفردك "

استَدار سريعاً بعدَ ان انهى كلمَاته شاداً على اطرافِ حقيبتهِ بقسوَة وَ عيناهُ مُحمرةً للغايَة مَما كبتهُ في دواخلهِ التي زادَت تهشُماً بعَودة تلكَ الذكرياتِ اليهِ ، جونغكُوك لازَم مكانهُ مُفكراً بعَدم وجودِ مُبررٍ لما قالهُ وَ لن يتمَكن من استوقافِ تايهُيونغ الذي تلاشى عن انظارهِ سريعاً

وَ بطريقةٍ مَا .. فأنَ ذلكَ السوء الذِي هابَ مُلاقاته قَد قابلهُ نهايَة هذا اليُوم

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 156K 32
حيث يُلاحظ سكان سيؤول أن الفتيان و الفتيات يُهلوسون برؤيتهم لـ شبحاً بمنازلهم، و يتعرضون له لمدة أربعة أيام و مِن ثم يُنشر خبر موتهم في اليوم التالي،...
2.4M 138K 33
حين تنقلب حياة تايهيونغ رأساً على عقب فور رؤيته لـ نسختان من نفس الشخص و لكن بطباعٍ مختلفة فـ ماذا سوف يفعل؟ • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمت...
2.5M 146K 43
حين‏ كان يلتفت الجميع اعجابًا وتولعً بهِ، كان هو يُكرِس مشاعرهُ لفُتى يلهو بعيدًا غير مكترث بهِ. TOP :JJK ""MPREG" Cover by: @taebrown 1 #jk 1#bxb
2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...