عجيبة.. بقلم Doctorita

بواسطة doctorita99

44.4K 2.3K 538

عشق دمر طفولتها.. وعشق قد يشفي روحها.. لكن رفضها قاطع... فهل العشق وحده كافٍ... المزيد

عجيبة
1
3
هنكمل
4
5
💜

2

3.9K 275 57
بواسطة doctorita99

ما ان خطت خارج منزلهم الفخم.. حتي ازالت نظارتها.. ناظرة للسماء.. تستنشق اكبر قدر من الهواء....تنعش روحها التي وجدت الخلاص الان
تبتسم للسماء لروح والدتها التي ردت اليها حقها.. الي تلك الضعيفة التي تخلى عنها حبيبها عند اول كرثة تقلب حياتهم رأسا علي عقب..

فقد اقسمت ان الحب ما هو الا ضعف كبير.. وخذلان اكبر.. حب جعلها يتيمة.. وجعل والدتها تعاني كل مر في هذه الحياة..
وجعل هذا الكائن المسمى بوالدها ان يتخلى عنهم.. وحجته الحب.. كل ما حدث في حياتهم بسبب الحب.. فالحب قتل عائلتها.. وهي ستقتل الحب..

تقهقر فاروق جالسا بانهيار علي الاريكة خلفه رافضا لمسات ندي..وقلق آدم..
ونظرات هالة.. التي قتلته دائما...

فالحب غريب..
تبتعد عمن تحب بحجة الحب.. وتقترب ممن لا تحب بحجة انه يحبك وتعذبه بهذا القرب بحجة الحب.. فاابعد والقرب في الحب عذاب.. يعرفه كل عاشق ملتاع..

اشار لهالة.... التي تبكي هذا الحال.. احبته وقلبه متعلق بأخرى..
يعيش معها حرفيا.. وقلبه هناك.. وروحه هناك..
روحها التي تيقنت من نظراته انها ماتت ما ان علم بخبر وفاتها.. لم الحب قاسي.. لكن ماذا تفعل.. فليس لديها سلطان علي قلبها.. الذي احب عاشق ظالم حنون..

اقتربت منه تحت ابتعاد ندى وآدم..

همس بألم وهو يفك عقده رابطة عنقه
-تليفوني.. تليفوني يا ناهد..

وبسرعة ذهبت لتحضره.. تحب تعجب الجميع.. من ندى الني لأول مرة ترى والدها بهذه الحالة.. وعقلها لا يصدق ما سمعت منذ قليل..
وآدم الذي يرى والده ضعيف.. فطالما كان هو مثال القوة والقدوة في حياته.. ذلك الوالد المثالي.. وهو أيضا عقله لا يستوعب كل هذا..
ومصطفي الذي يقف مساندا لحبيبه عمره..

وعمار الذي يربط بين كل ما كان يشاهد عحيبة تفعله في مطعمه بالاسكندرية.. فهي ملفته للنظر بجمالها.. وخاصة تباين اعينها.. ولكن ما لفته كان عملها الكثير ونوبات عملها الاكثر.. فهي تعمل وتعمل.. ان ذخب الصباح رآها صدفة.. وفي المساء يتغير طقم العمل ماعدا هي.. طالما تساءل من اين لتلك الفتاة هذه ااقوة للعمل كل تلك الشهور التي رآها هناك عندما مكث هناك ثلاثة شهور بسسب اعمالهم الكثيرة.. فضوله تجاه عملها الكثير كان كبيرا.. لكن لم يدفعه مرة واحدة لسؤال كديرها عليها.. لم يعرفها منذ قليل.. لانه لم يرها ابدا الا بملابس العمل.. غير ذلك لم يرها.. علم الان.. ماكان دافها.. ماذا كان يحركها.. فكان لها هدف.. ساعدها علي فعل المستحيل للوصول للنهاية..

جاءت ناهد سريعا.. واعطته هاتفه.. الذي امسكه بأيد مرتعشة.. وطلب رقم طالما حفظه عن ظهر قلب.. فهو كان حلقة الوصل بينه بين قلبه الذي تركه هناك...

لكن لم يحتمل فوقه الهاتف من يده.. وكان آدم من جثي علي قدميه وحمل الهاتف ووضعه علي مكبر الصوت ناظرا لاعين والده التائهة..

حتي صدح صوت من الهاتف
-الو.. ازيك يا فاروق

وكان هذا محمد.. محمد عبدالمنعم.. الجار القديم.. والصديق القديم.. الذي طالما يسأله عن أحوال حبيبته التي تركها..
فاروق بلهفة
-محمد.. محمد.. فين ندي.. ندي كويسة صح

ابتلع محمد لعابه.. حتي لا يسقط عهده
-مالك بس با فاروق.. هم كويسين وبخير

نهره فاروق يمسك الهاتف
ومازال مكبر الصوت يعمل..
والجميع انصدم
-محمممد.. ندي.. ندي مراتي فين.. روح خبط علي باب شقتها.. واديها التليفون تكلمني ..

تسمر محمد محله.. لاول مرة يطلب هذا..
لم يجد فاروق رد
فصدح صوته اعلي
-محمممد... عايز اكلم ندي..

لكن محمد هو من فاجأه
-ليه؟

سوأل اجابته ليست موجودة.. اسيقول انه يريد روحه

فاروق برجاء
-محمد.. مافيش ليه.. انا محتاجها.. عايز اسمع همسة منها بس تطمن قلبي.. خلاص انا جي.. انا الي جي
ونهض استهداد للرحيل.. لكنه سمع ما جعله يتسمر محله

-محمد.: اتأخرت..

همس باضطراب
-يعني ايه؟

محمد بقوة ولاول مرة يحادثه هكذا
-ماتجيش يا فاروق.. مش هتلاقي حد.. ومش هقدر اقولك اكتر من كده.. انا مدي عهد انك كل ما تسأل عليها اطمنك وبس.. ونا اقولش حاجة تانية..

صرخ فاروق
-لييه.. ليييه يا محمد ليه دا امنتك عليهم.. ليه تعمل فيا كده

وقد جاءت اللحظة التي طالما تمناها محمد
فصرخ فيه
-وهي امنتك علي عمرها وعلى عيالها وانت من اول موقف ضعفت.. وسبتهم.. وبتتصل تسأل عليها هي بس.. بس طالما عرفت يبقي من عجيبة نفسها.. وانا هتكلم يا فاروق ومش هتعرف تسكتني زي كل مرة.. عارف من خمس سنين ندي تعبت.. وجت سألتني سؤال واحد..واجابتي هتحدد اذا كانت تتصل بيك ولا لأ.. سؤال واحد بس.. انت لما بتتصل بتسأل علي مين عليها هي بس ولا علي بنتك كمان..
معرفتش ارد.. معرفتش اقولها انك عمرك ما سألتني عليها..

علي بنتك الي من صلبك.. وهي عرفت الاجابة.. عيطت عيطت كتييير وحلفتني بولادي اني ما اقولكش حاجة.. لانها عرفت ان نهايتها الموت.. خافت تسيب بنتها ليك.. خافت.. فحلفتني ما اقولكش.. فاتت سنة يا فاروق ولقيت عجيبة جية من اسكندرية وحدها.. وعارفة كل حاجة.. خدت كل حاجتها ومشيت وحلفتني اني اطمنك علي مراتك انها بخير.. وانه هييجي يوم وهي الي هتقولك.. واني في حل من العهد ده.. فاهم يا فاروق..عجيبة الي كانت كلها حياة راحت. الي شفتها وقتها اكدتلي ان ندي ماتت.. وانها ناوية ترد لك كل حاجة عانوها بسببك....
عارف يا فاروق ندي تعبت من ايه.. ندي جالها سرطان من المصنع الي كانت شغالة فيه عاملة يا فاروق..

انصدم الجميع اكثر هل هذا الاب المثالي من فعل هذا.. وقع الهاتف من يد آدم..
بينما ندي خرجت من احضان مصطفي باكية.. وجثت امام والدها.. كوبت وجهه الباكي المنهار.. تريده ان ينفي كل هذا.. فقط يقول لا.. وستصدقه كما كانت دائما تصدقه

هامسة ببكاء تحاول جعله ينظر لعينيها
-بابي.. كل الكلام دا غلط.. قولي انه غلط.. علشان خاطري يا بابي..

بينما ادم.. فقط نظر لعيني ابيه المنهارة.. وتذكر كل لحظة حب اعطاها لهم.. اكانت من حق عجيبة تلك.. اهم سرقوا حقا ليس حقهم.. احياتهم السعيدة كانت وجهة لحزن وظلم دفين.. لماذا كان دائما ان والده عندما ينطر اليه لا يمظر اليه بل لاحد اخر.. لماااذا..

ابعد ادم ندي الجالسة امام ابيها.. واوقفها مصطفي.. الذي يحاول تهدئتها
فقط سأل والده سؤلا افاقه
-مين آدم؟؟؟

همس فاروق
-ابني.... ابني..

ثم وقف بانهيار وغضب
-ابني.. ابني الي عجيبة موتته..

انصدم الجميع.. فاليوم هو يوم الصدمات.. وجلست ناهد تبكي وتساندها اختها

بينما اكمل هو وهو يزيح الكاسات العريقة بغضب صادرين صوت تكسير مدوي عند اصطدامهم بالارض
-هي.. عجيبة لو كانت ماخرجتش من الحضانة ماكنش خرج وراها.. ماكنش جري وسط الطريق.. ماكنتش العربية خلبطته وهو مات.. ماكنتش ندي اتغيرت.. وعاشت شهور جثة منهارة.. كنا عشنا مع بعض.. لو عجيبة ماكنتش جت ماكانتش حاجة حصلت.. ماكنتش حبيبة قلبي ماتت بالحيا قدامي ودخلت في اكتئاب.. ماكنتش مشيت وسبتها.. كانت ندي وافقت نوديها لامي واختي ونخلص.. لانها السبب.. السبب في موت ابني.. فاهمم.. هي السبب..

-هي بنتك.. زيه هي بنتك.
حقيقة اقرها آدم ورفضها فاروق بغضب كاسح
-آدم بس الي ابني.. عي جت من غير ما نعرف.. ماكانوش توأم.. كنا فاكرينه آدم بس.. بس في الولادة اكتشفوا انهم اتنين.. ماحستهاش.. بس ندي.. ندي طارت بيهم هم الاتنين.. كانت حاجة غريبة بعيون عجيبة.. وسميناها عجيبة.. وكانت السبب في كل ده... وكانت السبب في كل ده. فاهمم.. هي السبب.. هي الي بعدت مراتي عني.... ماكنتش عايزها.. كنت عايز ندي.. ندي وبس.. بسببها ندي كمان ماكلمتنيش في اوجع لحظة في مرضها..
لم يستطع آدم السكوت
-ما حضرتك سبتها في اصعب وقت وقت وفاة ابنها..

نظر له فاروق بتعجب
-علشان ما اتحملتش.. ما اتحملتش وجعها وبعدها.. ما اتحملتش كسرتها وروخها الي راحت كنت بتوجع مرتين.. وجعي ووجعها.. فاهم

ادم يعضب حاول قدر المستطاع على التحكم به
-وكنت هتستحمل مرضها ازي؟!

لكن ناهد أوقفت حديثهم ببكاء
-بسس.. بس كفاية.. ادم علشان خاطري انا سيب باباك دلوقتي.. سيبه

التفت لوالده يسألها باستنكار
-ماما.. انتي.. انتي عارفة كل ده؟

صمتت وفقط.. تعرف ان هناك خطأ.. ولكن لن يفهمهم احد

ناهد واقتربت من فاروق الضائع..
بينما ادم تركهم وخرج من المنزل نهائيا.. وعمار الصامت خرج خلفه

بينما مصطفي سحب ندي بعيدا عن هذا الكم الهائل من الانهيار والصدمات..
جلس معها في الحديقة.. وهي تبكي
كوب وجهها يزيل دموعها
-هششش اهدي.. اهدي يا حبيبتي.. اهدي

علت شهقاتعا ودخلت في حضنه
-ازاي.. انا مش مصدقه.. بابي.. لأ
ربت على شعرها يحثها علي الهدوء.. وعقله يفكر في هذه الكارثة الكبيرة

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

عندما خرج عمار وجد ادم يستعد لركوب سيارته.. فأسرع يمسك منه المفاتيح..
-ارمب الناحية التانية.. انا الي هسوق

وانصاع له ادم بدون حديث
فطالما احب ادم عمار.. طالما تشابها في الفكر والشخصية والوسامة.. طالما كان عمار خير صديق له..
بالصدفة البحتة.. كان عمار في جلسة بينهم قص له عن فتاة تعمل في مطعم الاسكندرية تعمل باستمرار.. حكي له من باب صحوبيتهم فقط..
لكن جملته مازالت عالقة في اذن ادم
-اسكندرية فيها عجايب.. في البت يا ادم... كل ما اروح الاقيها بتشتغل.. مرة ويتر.. شيفت تاني في المطبخ.. وغيره مابتهداش.. شكله عليها مسئوليات ياما.. بس البنت صاروخ

وسرعان ما تذكر تلك الجملةوربط انها عجيبة من حديثها.. انها قوية.. جميلة.. بل فائقة الجمال..
اسند رأسه علي زجاح نافذة السيارة.. هامسا لعمار
-وديني اسكندرية.. المطعم الي هي شغالة فيه

ولم يحتج الامر لتوضيح ليفهم

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
وحل الصباح.... بشمس جديدة علي حياة عجيبة.. استيقظت.. فقد حضرت الي الاسكندرية فجرا.. ووضعت رأسها علي الفراش ونامت..
فلأول مرة منذ اربع سنوات لا تأخذ الشيفت الليلي في المطعم.. حاول مديرها التقرب منها ومعرفة ظروفها التي تجعلها تعمل وتعمل لمساعدتها.. حتي انه حاول تقريب احد الفتيات منها. لتعرف لماذا ولكنها لم تتقرب من احد.. فقط تؤدي عملها الكثير.. وهذا كل شئ

لقد انتهت من فصل مزعج من حياتها لقد اعتادت علي التناسي...وهي الان لا تملك مالا.. ولو حتي القليل..لقد قاربت علي ان تقبض مرتبها من المطعم.. فهي ما ان جمعت كل للمال حتي وضعته في حقيبة وذهبت للبنك لتأتي بكل ما في حسابها وتذهب لترميه تحت قدميه..
شقتها الايجار المتكونة من غرفة واحدة وحمام ومطبخ صغير.. ستسدد ايجارها من مرتب الشهر القادم.. وسوف تدخر المال وتعمل بكثرة حتى تحصل مصاريف تعليمها.. فقررت ان تكمل اخر عام لها في كليتها.. فهي اعتادت علي التعب صباحا ومساء.. فسكنها بجانب المطعم.. وتأكل هناك بوجبات من حقها. ولا تنام الا عندما تسقط من التعب.. لم تجلب لنفسها شيئا منذ خمسة اعوام.. كان شغلها الشاغل هو اعادة مال هذا الظالم.. حتي لا يربطه بها سوي اسمه الذي لا تقول عنه.. فهي عجيبة.. عجيبة فقط..

ذهبت الي المطعم. واضعة هدفيحركها.. وهو اكمالها لدراستها.. ولن يوقفها شئ..
تحركت كعادتها لا تكترث لنظرات وهمسات العاملين.. ارتدت ذلك الزي الموحد قميص ابيض.. وتنورة قصيرة.. وشعرها تعصه خلفها.. وارتدت مريلة التقديم..
وذهبت لاستلاف شيفتها..

ولكن الفتيات هناك تحكي عن ذلك الوسيم مع المالك.. ولكن مديرهم لم يجعل احد يقترب من طاولتهم

لكنهم تعجبوا ما ان ارسلها المدسر الي تلك الطاولة

اقتربت كما اعتادت رادفة وهي تمسك قلمها ودفترها لتسجل طلبات الزبائن
-تؤمر بحاجة يا فندم..؟

ولكن اين ذلك الفندم.. فبنجرد ان وصل عمار وآدم الي المذعم حتي امر عندما تأتي عجيبة ان تأتي اليهم ولا احد غيرها.. كان في تلك الاثناء ردم يسند رأسه علي الطاولة امامه.. محاولا الارتباح من الصداع الذي تملكه.. حتي سمع صوتها بجانبه.. رفع اعبنيه يراها.. بداية من سيقانها العارية الا من تلك التنورة القصيرة.. وقميصها الابيض.. وعيونها الخلابة وشعرها التي يبدو انها لا تهتم به.. لكنها خارقة الجمال بهذه الهيئة..
تشتعلت عينبه.. انها اخته.. اخته هو.. وترتدي هكذا.. لكنه يعلم انه زي المطعم..

وعمار يناظرها فقط متذكرا حديث البارحة منتظرا ردة فعلها..

عندما لم يأت الرد بالطلبات.. رفعت عينيها.. ووجدتهم امامها.. اصطدمت اعينها المتباينة بعمار المتأهب لاي ردة فعل.. ثم آدم.. بعيون غاضبة

ايه ممكن يحصل... كشفت كل الورق

تتوقعوا ايه ممكن يحصل في اافصول الجية

بس ابعدوا عن التقليدية ..



واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
322K 27.8K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
8.1M 512K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
534K 23.9K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...