3

3.9K 291 52
                                    


لحظة فارقة.. تيقنت ان رد فعلها سيحدد الكثير.. ان اندهشت من وجودهم ستكون مهتمة بهم.. ان لم تعرهم اي اهتمام ستكون اغلقت هذه الصفحة نهائيا وهذا ما تريده..
لذا ما ان رفعت اعينها ووجدتهم امامها.. هم الزبائن اذن.. وهي ستؤدي عملها علي اكمل وجه فهذا ما تملك الان..
برهة فقط ما استغرقتها في التفكير..
ثم اعادت نظرها الي كفها المكان الاول حيث ستكتب الطلبات..
وانتظرت دقيقة كاملة حتي يأتي الرد.. ولكن لم يأتي.. فبكل هدوء واحترام.. رفعت عينيها تجاههم
-بعد اذن حضراتكم.. الطلب

ولم يأتي الرد

فعمار ينظر لآدم.. وآدم يناظرها هي.. يتأملها هي.. لم يتوقع ان يكون هذا رد فعلها.. توقع ثورانها.. فالفتاة التي كانت مساء بمنزلهم لا تمت بصلة لتلك الواقفة امامهم.. هدوء شديد.. نظرات قوية.. كأنها لم تعرفهم من قبل.. كأنها لم تراهم امس.. كأنها لم تفجر قنبلة نووية امس في عقر دارهم..
عمار فضل عدم الحديث حتى الان.. لكن ادم لم يتحدث.. ولا يعلم بم يفكر..
فلم يجد مفرا من الحديث
حمحم عمار...متحدثا بهدوء
-اتفضلي يا عجيبة اعدي لازم نتكلم

وبمقدار جمال اعينيها.. كان كذلك مقدار نظراتها الجحيمية التي اصابتهم.. لكنها تمالكت نفسها.. رادفة بهدوء
-للاسف يا فندم احنا هنا ما بنقعدش مع الزباين في ساعات العمل.. عن اذنكم

ما ان ادارت ظهرها لهم للرحيل افاق آدم.. هب سريعا ليوقفها فأمسك كفها..
استدارت بسرعة رهيبة تناظر اعينيه المرتكزة عليها.. ثم الي كفه الممسك بكفها.. ثم انتشلته سريعا من يده.. رادفة بتهديد
-احنا هنا في مطعم محترم.. واقدر حالا اشتكيك بتهمة التحرش
لكن آدم كان فاق من صدمته والآن قادر علي الرد
-مافيش واحدة هتروح تشتكي اخوها بالتحرش

نست هدوء اعصابها وكل شئ.. وترددت تلك الكلمة في عقلها اخوها.. هي ليس لها اخوة.. ليس لها اب من الاساس ليكون لها اخوة
وعادت لهيئة تلك الفتاة امس.. المتحفزة.. رادفة من بين أسنانها
-انا ماليش اخوات فاهم

تدخل عمار واقفا.. تحت انظار نادلات المطعم المتعجبة الوافقين بعيدا.. فقط يشاهدون ولا احد يستمع لما يحدث..
-اهدي يا عجيبة.. اهدي واقعدي نتكلم بهدوء

وبكل غضب وهي تناظر اعين عمار الهادذة.. واعين ادم الغاضبة بشدة
-انا مش هقعد.. وانا في ساعات شغلي

وبكل هدوء حاول عمار اكسابه لنبرته
-طيب.. انا صاحب المطعم.. وبقولك اقعدي

وكم شعرت بالاهانة من هذه الكلمة.. وظهر هذا في اعينها.. طالما كانت اعينها مرآة تعكس ما يهدد روحا..
ارتدت للخلف رادفة بهدوء مثله
-حضرتك صاحب المطعم.. بس دا مايدكش الحق الا في انك تشوف شغلي كويس او لأ.. ولوحبيت تفسخ عقدي بدون سبب انا هاخد الشرط الجزائي.. انما تجبرني اعمل حاجة مش في حدود وظيفتي هنا في المطعم انا هرفضها وبشده.. وهيبقي ليا للحق اني افسخ عقدي وبرضه اخد الشرط الجزائي

عجيبة.. بقلم DoctoritaWhere stories live. Discover now