تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

١٦

26.3K 1.9K 2K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

سَاد الصمتُ بينَ الشَابين في فترةِ الظهيرةِ ، صمتٌ لَم تَعتد العَمةُ على تواجدهِ بينَهما .. كلاهُما كانا يَتحاشيَا النظر بأعينِ بعضهمَا ؛ هالةٌ شديدة التَوترِ احاطتهما لكنهَا لم تخلوا مِن بعضِ النظرات الخاطفةٍ من قِبل جونغكُوك

تَناولا الطَعام بصمتٍ كانَ يُكسر مِن قبل احاديثِ العَمةِ و الجَار البسيطةِ وَ التي جُل ما كان فحوهَا هو العَمل وَ التنمر على مظهرِ مُديرهم وَ معاونيهِ ، وَالد تايهُيونغ استَطاع لمحَ السكُون الذي عانَق هالةَ الشابينِ وَ قد خابت امَالهُ عندمَا خُيل لهُ ان تايهُيونغ لم يكُن بالقُرب الذي تَمنى ان يكُون بهِ مع جونغكُوك

كانت بَعض الشكُوك تراود العَمة نتالي وَ حسمت قرَارها بمُحادثةِ ابن اخيهَا بعد رَحيل ضيُوفها ، كَان من الواضحِ توترهُ وَ مهابتهُ من امرٍ مجهولٍ .. خاصةً بعدمَا رفض طبقَ التحليةِ المُفضل اليهُ مُتخذاً عذرَ انشغالهِ بالمُذاكرةِ فقط لتفَادي قلبهِ الهائج بحضرةِ تايهُيونغ

كانَ مُختنقاً وَ لقلبهِ نبضاتٌ عالية باتَت مؤلمَة ، فأتكئ على بابِ غُرفتهِ وَ تدريجياً اقدامهُ قَد استحلهَا الخدرُ فـ خَارت قواهُ وَ جَلس على الأرضِ بهدوءٍ ؛ ليسَ وَ كأنه كان يرفض فكرَة تقبيلهِ لشخصٍ سلبهُ تفكيرهُ منذ مدةٍ لكنهُ كانَ يهابُ القَادم ..

شَد على يدهِ بتوترٍ وَ راحت عيناهُ تحدق بفوضَى سريرهِ ، هُنا حيث دَفع تايهُيونغ وَ قبلهُ بشكلٍ حميمي ؛ نزَلت عيناهُ تدريجياً وَ حطت على البُقعةِ المُتموضع فيهَا .. وَ هُنا حيث وَقف تايهُيونغ تالياً كلماتهُ الجريئةِ على مسامعهِ

اغمَض عيناهُ بشدةٍ وَ عض على شفاههِ بخفةٍ ، كُل شيءٍ كان يُذكره بمَا حدث منذُ دقائقٍ .. هو ليسَ مُتندماً على ذلكَ البتة ، لكنهُ كانَ يهابُ ابتعَاد الآخر عنهُ حتى وَ ان كَان هو المُبادر بمَا حدث ؛ مَرر اناملهُ الشاحبةَ بخصلاتِ شعرهِ المُعتمةِ وَ سرح بسَقف غرفتهِ

لم تلتَقط اذناهُ صوت الضوضاء مِن شارع حيهُم ، وَ لا الحديث البسيط بينَ عمتهِ و زميل عَملها .. كانَ يقرعُ بأناملهِ الأرضيةَ الصلبةِ مُستذكراً كل مَا دارَ بينهُ وَ تايهُيونغ ؛ الأمرُ اشبه بالذِكرى الجميلة التي ترغب بالعَيش فيهَا الى الأبدِ ، ابتَسم تدريجياً وَ اغمض عيناهُ مُتنفساً بهدوءٍ عندمَا رتب افكارهُ بينَ الثواني مُتأملاً سير الأمور بلطفٍ

.

شرعَ تايهُيونغ بفَتح باب مَنزلهم مُقتحماً اياهُ بسرعةٍ بعَد ان حَل المَغيب بالفعل ، خلع وَالده حذائهُ بهدوءٍ وَ رغم انحنائهِ الا ان عيناهُ لم تَتزحزح قَط عن تحركاتِ وَلده الأنفعاليةَ .. كانَ يشرب المَاء بنهمٍ وَ يعقد حاجبيهِ بهدوءٍ ؛ كانَ مُتوتراً وَ لاول مرةٍ بدى فوضوياً ..

ابعَد حذائهُ وَ خاصة ابنهِ جانباً مُغلقاً البَاب عند دلفهِ للداخلِ ، رَمى المفاتيحَ بأهمالٍ على احدى المَقاعد جانباً وَ اقترب يُشارك تايهُيونغ شُرب المَاء بهدوءٍ ، لو تَحدث عن ذاتهِ كان ليقُول ان زميلة العَمل نتالي قَد اعادتهُ الى الوَراء حيث كانَ يافعاً بأحاديثهَا وَ ابتسامتها الطَيبةِ

لكِن ماذا عن ابنهِ ؟ هو تسائل في داخلهِ عمَا اذا كان قَد استَمتع بهذهِ التجربةِ الجديدةِ في روتينِ حياتهُم ؛ فَقد خُيل له طَوال الفَترة المُنقضيَة ان تايهُيونغ كان يُحاول الخروج من المَنزل وَ التنفس بشكلٍ مُريحٍ اكثَر ، كمَا انه قَد تفاجئ مِن عدم تجاوبهِ و جونغكُوك معهُما بالحواراتِ القصيرةِ ..

على الرغم من ان تايهُيونغ قد سردَ له الكثير من المرات عن نُزهاتهِ مع الغُرابي ، وَضع كأسهُ جانباً وَ راح يحُل ازرارَ قميصهِ الأولى مُتقدماً لغرفةِ الجلوسِ عندمَا لمح تايهُيونغ يستَدير مُغلقاً باب الثلاجةِ بعد ان اعادَ قارورَة المياهِ اليهَا ، نبسَ بهدوءٍ عندمَا جلس على الاريكةِ جالباً انتباه ابنهِ بحديثهِ

" جونغكُوك شابٌ صالِح .. "

حتى لوَقع اسمهِ ثمةَ اثرٌ عظيم في دواخلِ تايهُيونغ المَذهول من فعلَته ، تَوتر من حَدقتي والدهِ التي تُمعن به بأبتسامةٍ دافئة لازَمت شفتيهِ فاومأ لكلماتهِ بخفةٍ قاصداً اللجوء لغُرفتهِ للتَملص من حديث والدهِ الذي قَد يطُول

" تأهب قليلاً الوَقت لازالَ مُبكراً "

تَوقف تايهُيونغ في مَكانهِ وَ تنفس بقوةٍ قبل ان ينطق بأبتسامةٍ صغيرَة

" انا لَن اخلد للرَاحة بَل اريد ان ادرُس "

لا يَعلم لمَا بات مُتوتراً من الجَميع ، حتى من والدهُ الأقرب له من الأقربون اليهِ وَ الذي لطالمَا كان رفيقهُ قَبل ان يكُون مسؤلاً عليهِ ؛ كانَ يشعر بالخَجل من نفسهِ ، كُره وَ رغبة مُلحة بالبكاءِ ايضاً .. سعادة مُطلقة لا مَثيل لهَا ؛ مليئٌ بالتَناقضاتِ كأي شابٍ يَكتشف رونقَ مشاعرهِ لأحدهم

" الهذهِ الدَرجة مَشاريع التَخرج صعبةٌ ؟ حتى جونغكُوك قَد استأذننا بسَببها "

الأمرُ بدى لتايهُيونغ كمَا لو انهُ مفضوح وَ ان والدهُ قد شهدَ قُبلتهم تلك ؛ في حينِ ان جُل فحوى هذا الحوار كان يَغزوه العَفوية من قبلِ والدهِ الذي اشارَ ناحيَة الاريكةِ المُجاورة نيَة طلب جلوس ابنهِ عليهَا

تَنهد تايهُيونغ بخفةٍ وَ جرته اقدامهُ مُتخذاً جلوسه على الاريكةِ التي استطاع من خلالهَا لمح اثَر الحياة المُرتسم على وجه والدهِ ، خصيصاً بعدمَا ابتسم لأجلهِ وَ اختفت عيناه اثَر ذلك

" اعلَم انني قَد كبرت في السِن وَ ان احاديثي باتَت مُملة ، لكِن هذا لا يُخول لك امكانيَة هَجري "

كان يُمازح تايهُيونغ بكلماتهِ وَ لما كانت تلكَ الكلمات اعتياديَة بينهُم ضَحك المَعني اثرهَا بخفةٍ ، رُغم انه كانَ يُدرك ان والدهُ يتحدث بأشباهِها في كُل مرةٍ ليُخفف عنهُ مَرارة ذكرياتِ ماضيهِ .. مَسح على يدهُ بهيامٍ شديد عندمَا استقامَ والدهُ يُشغل التلفَاز المُطفئ

شَعر بقلبهِ يرتجف وَ بأوصالهِ تستَحضر ذاتَ الشعُور الذي راوَده من قُبلتهِ للآخر ، حتى يدهُ التي يمَسح عليهَا كانَت ذات اليد التي عَانقت خاصَة جونغكُوك كونهُ لم يحتَمل اثَر لمساتهِ الحارقَة لبشرتهِ ؛ انتَفض جسدهُ بخفةٍ وَ اغمض عيناهُ عندما راوَدته قشعَريرةٌ شديدةٌ

" هَل انتَ وَ جونغكُوك رفاقٌ جيدين ؟! "

رَفع عيناهُ بهدوءٍ لتحُط على والدهِ الذي اخذَ يُقلب في قنواتِ التلفازِ بهدوءٍ ، بخفةٍ هو ابعَد يدهُ عن الأخرى مُتوقفاً عن تفحصهَا وَ قد انقبض قلبهُ خوفاً من المَجهولِ وَ معدته آلمته بخفةٍ ؛ اومأ بهدوءٍ و انزَل ناظريهِ مجدداً مُتجنباً نظرات والدهِ

تسائلَ عمَا اذا كان سيتَمحور حوارهم عن جونغكُوك وَ علاقتهِ بهِ ، لأن ذلك مَا لم يكُن يرغب بالحَديث عَنه ؛ كمَا لو انه كان يسعى للتَهرب من افكارهِ وَ الحصول على بعض الراحةِ لأجل لملَمة شُتات نفسهِ الذي استَطاع وَ بجدارةٍ جونغكُوك من بعثرتها

" لكِنكما كُنتما هادئينِ للغايَة .. "

" نحنُ بخير أبي ، لا ارغب بتناوِل العشاء تُصبح على خير "

قَطع حديث والدهِ سريعاً عندمَا تصاعدَت حرارة جسدهِ وَ لأول مرةٍ لم يشعر بالراحةِ من تواجدهِ حولَ ابيهِ الذي حَدق بظهرهِ اثناء سَيرهِ حتى قصَد غُرفته في الأعلى ؛ الادرينَالين يُضخ بشدةٍ في جسدهِ كَما لو ان دمعهُ كان يحترق في اورِدته وَ اول ما قَد افتعلهُ عندَ دخولهِ غرفتهِ هو خَلع كنزتهِ الخفيفةِ ليَتنفس بشكلٍ مُريح اكثر

تَسطح على معدتهِ حيث سريرهِ وَ خبئ رأسهُ بينَ ثنايا ذراعيهِ عندمَا عادَت تلكَ الذكرى تغزو عقلهُ ، كانَ من المُحال ان تمَضي ليلتهُ بهدوءٍ كما آمَل في نفسهِ ؛ قلبهُ صخب بشدةٍ وَ رفع رأسهُ سريعاً مُعتدلاً بمنامهِ مُحدقاً بالسَقف بوهنٍ

بهدوءٍ وَ الكثير من الشعور لكَف جونغكُوك على مُنحنيات خصرهِ وَجد نفسه يبتَسم بتكَتم شديد منهُ وَ ثم ضحكَة بريئة خافتة حَررتها شفتاهُ بعدَ ان ضغطَ عليهُما بشدةٍ ؛ لايزالُ مُتفاجئاً من جُرئتهِ هو وَ لم يجد سبباً يُقنعه بمَا قادتهُ نفسه من فعلةٍ حُلوة

عندمَا اخذَت اناملهُ تلامسَ بعضهَا بهدوءٍ تسائَل عمَا اذا كانوا الأصدقاء مُخولين بتَقبيل بعضهِم ، او تأمل النجومِ ليلاً .. بَل وَ حتى تلقيب بعضهم بألقابٍ نادرةٍ قد تأخذ مُنعطفاً آخر في يومٍ مَا ، تايهُيونغ كان ابرئ مِو ان يجد اجاباتٍ مُناسبةٍ لكل تلكَ الأسئلةِ ؛ فلَقد اكتفى بالعيش في تلكَ الذكرى رغمَ قلقهِ وَ خوفهِ ، لقَد راقَت له جرأتهُ وَ لم يكن نادماً

.

صباحاً عندمَا قصد جونغكُوك مدرَسته سيراً على اقدامهِ بعد حديث عقيم دارَ بينهُ وَ بين عمتهُ بالأمس هو كان حزيناً منها بعض الشيء وَ من كلماتها التي بدت قاسيةً ؛ وَ اثر ذلك هو استيقظ مُبكراً ليتفادى الحَديث مَعها وَ خرج قبل الوَقت المُحدد .. كُل شيءٍ قد تغير بليلةٍ وَ ضحاها

وَ ليس الأمر مُتعلق بما حدث بينهُ و بينَ تايهُيونغ فقط بَل كان ما يشغل تفكيره وَ يقف حاجزاً بوسط سلاسةِ افكارهِ هو كيف عساهُ ان يواجهَه ، كيفَ سيدرُسان معاً او يجلسان بجانبِ بعضهما في الحصةِ ؟ وَ هل سَتتغير نظرتهُ له بعدَ هذا ..

خَرج من افكارهِ بسبب صوتِ احدى الدراجاتِ الناريةِ التي خَطفت بجانبهِ وَ عكر ملامحهُ اثَر الدُخان الذي كانت تُخلفه بحرَكتها .. انزَل انظارهُ مجدداً وَ ادخل احدى يداهُ في جيب سُترتهِ ثمَ عادت سلسلةُ تلك الأفكار لعقلهِ مجدداً عندمَا وَجد احدى تساؤلاتهِ تقوده لسؤال آخر ..

ما تايهُيونغ بالنسبةِ اليهِ ؟

عقَد حاجبيهِ بقوةٍ وَ اغمض عيناهُ فكُل تلكَ التساؤلات كانَت تعود لذاتهِ وَحده فقَط ، فَـ لم يتواجد احد بقربهِ ليُخفف عنهُ او يشبع لهُ فضوله ، بل و حتى يُخبره بأن تايهُيونغ لازال يُحبه وَ سيرغب بأمضاء المَزيد من الوَقت بصحبتهِ

عندمَا دخلَ رواق المَدرسةِ المُزدحم بطُلابٍ يتمازحون فيمَا بينهم وَ فتيات يَتبادلن صُور بعض المُغنين الصاعدينَ لمَح صديقهُ يونغي وَ نامجون بجانب خزاناتهم الخَاصةِ ؛ شعر بروحهِ تُزهر وَ كأن الحديث معهُما كان اكثَر ما يرغب بهِ هذهِ الفترةُ

فأخذ مُتقدماً منهما بلهفةٍ لكن اقدامهُ هدأت تدريجياً عندما لمَح ابنَ المُدير المُتعجرف كمَا كان يُلقبه ، يقفُ على مقربةٍ منهم مُنزلاً انظارهُ حيث حذائهُ باهض الثمن يستَمع لأحاديثهم .. مرور ذكرى ذلكَ اليوم الذي لكم بهِ تايهُيونغ بقسوةٍ بَل و احرفهُ السامةُ المقصود فيهَا جعلتهُ غاضباً فأندَفع مُتقدماً ناحيتهم بخطواتٍ سريعةٍ

وَ استطاع يُونغي عندمَا رفع اعينهِ صدفةً لمحَ جونغكُوك وَ شرارة الغضب في عيناه ، كان يدرك انهُ سيَهم بلَكم القَريب منهم بقوةٍ لذلك قامَ سريعاً بدَفع المدعو بـ جيمين خَلف ظهرهِ عندمَا اقتَرب الغُرابي منهم بتَهجم ناطقاً بحقدٍ بعدَ ان امسكهُ نامجون يُهدأ من ذروةِ مشاعرهِ الغاضبة

" مَاذا يفعَل هذا المُتعجرف هنا يونغي ؟! "

" هدأ مِن روعكَ جونغكُوك .. "

كانَ هذا ما قالهُ هوسوك بعقدةٍ صغيرةٍ في حاجبيهِ وَ أثر ذلكَ امسك نامجون بجَسد جونغكُوك بقوةٍ اكثر عندمَا عاوَد الحديث

" لا تخبروني انَني مُستَبدل بهِ الآن! "

وَ لو كان من المُستطاع لضَحك يونغي وَ الجميع بسبب مَا يظنهُ جونغكُوك ؛ هو ليسَ انانياً لكنهُ فقط شديد الحرص على مَن يُحب كما انهُ يكره ان يتَخذ احدهم مكانته بجميع الأحوال .. كل تلكَ الأسباب اجتمعَت مع بغضهِ لفعلةِ جيمين مؤخراً وَ زادت اثر ذلكَ رغبته بلكمهِ مُجدداً امام الجميع

" الأمر ليسَ كذلك ، لقَد اعتَذر مِنا وَ يرغب بالأعتذار منك عمَا حدث "

هدأ جسد جونغكُوك عن حركاتهُ الأنفعاليةِ فورَ ان توضحت له الصورةُ من قِبل يونغي وَ وجد نفسه يُحدق بالمَقصود مِن خلف ظهرِ صديقهِ .. كانَ هادئاً للغايَة وَ لم يصدر اي ردة فعلٍ منهُ رغم ان كل مَا يدور هنا يتَمحور حولهُ ؛ عقَد حاجبيهِ مُجدداً وَ ابتعد بنفسهِ عن نامجون ثمَ نطق عندمَا اخذَ يُعدَل سُترته

" يَجب ان يَعتذر من تايهُيونغ اولاً "

" لقَد فعَل "

انقَبض قلب جونغكُوك سريعاً عند مرور تلكَ الهمسة الهادئةُ على مسامعهِ قألتفتَ سريعاً ناحيَة المُتحدث وَ اذا بهِ تايهُيونغ يقفُ بهدوءٍ على مقربةٍ منهُ يحدق بمَا يحدث بصمتٍ ، يدهُ كانت تمسك بطَرف حقيبتهِ وَ وجد جونغكُوك نفسه يحدق بهَا مُطولاً ثم يُعيد رفع انظاره حيث ملامحهِ الهادئةِ

" جيمين قَد اعتَذر مني ، آمَل ان ينتهي هذا الخلاف ايضاً "

انهى كلماتهُ وَ قد بدى انهُ يخاطب الجَميع وَ يتجنب اعيُن جونغكُوك التي اخذَت تتفَحص كل صغيرةٍ وَ كبيرةٍ في وجههِ بحرصٍ وَ انزعاجٍ تموضع بين جُدران قلبهِ الصاخب من تَجاهل الآخر لهُ ؛ وَ كان هذا ما يغشاهُ وَ ما سبب له رُعباً شديداً

صوت الجَرس الذي ضَرب مسامعهم بقوةٍ اخرَج جونغكُوك من توهَانهِ الشديد فأبعد عيناهُ عن تايهُيونغ سريعاً عندمَا قام هو الآخر بتخَطيهم قاصداً فصلهُم المُعتاد وَ اثر ذلكَ قام الغُرابي بتَجنب النظر ناحيَة هيئتهِ المُبتعدةِ عندمَا وجدَ من يُونغي ينظر ناحيتهُ بألف تساؤل و آخر في نظرتهِ المُبهمةِ تلك

في النهايَة هو وَجد من جيمين يَعتذر منهُ بهدوءٍ وَ قد غادرَهم بغير رغبةٍ منه في الوقوعِ بالمَزيد من المُشكلاتِ .. تَجاهل احاديث رفاقهِ ليسَ وَ كأنه لم يكن مُتلهفاً لسماع احرفهم منذ برهةٍ وَ قادتهُ اقدامهُ حيث فصلهُم لامحاً تايهُيونغ يجلس بأعتياديةِ في مَقعدهِ

رُغم انه قَد كان قلقاً بعض الشيء من العَديد من الحواجزِ وَ الافكارِ الأ انه لم يشعر بذاتهِ عندمَا دفعتهُ بتلكَ الرغبةِ المُلحة حيث مَقعده بجانب تايهُيونغ ؛ مَر بجانبهِ وَ الأسمر شَد على قلمهِ بين اصابعهِ عندمَا كان ينقش بعشوائيةٍ بعض الأشكالِ على مُغلف كتابهِ

" صباحُ الخَير "

ابتَلع تايهُيونغ ريقهُ بخفةٍ وَ التفتَ مُبتسماً للآخر بهدوء تماماً كما خَطط من قَبل ، كان من الأفضَل ان يترك الأحداث تسير بمُفردها دون ان يُفرط في رداةِ فعلهِ ؛ كلاهُما كانا السَبب فيمَا حدث .. حتى و ان لم يتواجد سببٌ مُقنع لما حَصل هو قَد تجاهل ذلك وَ قرر ان يُكمل سير حياتهِ بذات الهُدوء

اعَاد انظارهُ حيث كُتبه بعدَ ان جعل جونغكُوك يلمح ابتسامتهُ الخافتةُ وَ كان ذلكَ بالفعلِ ما رغب بهِ الغُرابي ؛ ابتسامَة صغيرة منهُ تخبرهُ بأن كل شيءٍ على ما يُرام وَ عسى ان لا تقِف غرابَة ما حصل بالأمسِ كـ حاجزٍ بين علاقتهُما الفريدةِ ..

علاقتهُما .. التي كانت تَتسم بالغرابةِ الحُلوة ، كلاهُما كانا مُختلفان عَن بعضهما بشدةٍ ؛ وَ لكل واحدٍ منهم ذوقهُ الخاص قَد يكُون في الثيابِ بل و حتى المشروباتِ .. ما يُثير الغرابة اكثَر كان ذلكَ الانسجام الشديد بينهُما ، ليسَا صديقينِ وَ لا غرباء

هُما تِيتَان وَ زحَل

كوكبٌ مُثقل بالأفكار و الذكرياتِ وَ قمرٌ وَحيد بعيد ؛ حزينٌ ؟ رُبمَا .. لكنهُ بخير دامَ انه تحتَ رعايةٍ احدٍ ما يهابُ عليهِ من نسماتِ الريحِ ، يُقال ما خُفي كان اعظَم وَ لعل حرصَ جونغكُوك على صلتهِ بـ تايهُيونغ يكُون قد لُخص بذلكَ القول أو انهُ ثمةَ ما هو اعظم من الحِرص بينَ ثنايا قلبهِ

في الحصةِ وَ بينَ تلكَ اللحظاتِ التي يلتفت فيهَا الأستاذِ لنَقل بعض المُلاحظاتِ على السبورةِ كانَ ينشغل بعض الطَلبةِ بمضغ الطعامِ خلسةً او رَمي الأوراق على بعضهم ، بأستثناء جونغكُوك الذي كان يتأمل قمراً في وسطَ النهارِ بهدوءٍ وَ بأبتسامةٍ شديدةُ البهوت على شفتيهِ فقَط لأنه لم يتلقى الرَفض من كلماتهِ

الثواني وَ اُخرياتهَا تذهَب وَ انتهت الحصةُ بهدوءٍ وَ بالرغم من تلك الرغبةُ الحارقة في فؤاد جونغكُوك بمُلازمةِ مكانهِ وَ البقاء لبعض الوَقت بجانب تايهُيونغ الا ان نامجون لَم يسمح لهُ عندما سَحبه من رسغهِ للتَنزه بصحبتهم ..

تايهُيونغ بقيَ وَحيداً في الفَصل ، يتأملُ مَا نقشتهُ اناملهُ على كتابهِ ؛ ابتَسم بخفةٍ عندما اسنَد رأسهُ على مرفقهِ مُراقباً كلمَة " تِيتَان " المَرسومة بأحترافيةٍ بجانبِ اسمهُ ، وَ ليس الأمر كما لو انهُ يخطط لكتابةِ ذلك فالأمر بدى كَما لو ان اناملهُ وَحدها مَن افتَعلت كل ذلكَ ..

هَل يُمكن للأصدقاء ان يتَبادلوا القُبل وَ الكثير من النظراتِ العميقةِ ؛ وَ هل يمكنهُم تأمُل النجُوم ليلاً مُمسكين بأيدي بَعضهم بشدةٍ ؟!

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

2.1M 156K 32
حيث يُلاحظ سكان سيؤول أن الفتيان و الفتيات يُهلوسون برؤيتهم لـ شبحاً بمنازلهم، و يتعرضون له لمدة أربعة أيام و مِن ثم يُنشر خبر موتهم في اليوم التالي،...
2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...
1.7M 98.4K 34
"وأننِي لَـ نظرتُ للأعمَاق باحِثاً عن وريداً ينبُض بالحُبِ أسَماً ,وكان الوريد ينبُض بكَ وحيداً" "أنا أرفُضكَ أرعن..!" 𝚃𝙾𝙿 : 𝙹𝙺 ~ بَـارتات طويل...
3.4M 167K 43
حيث يُصادف ان يكون تايهيونغ حبيباً لصديق جونغكوك القديم ... " انا هو الشخص الشرير وانا من عليه اللوم فلُمني " COVER BY Me محتوى للبالغين •