تحت الغطاء الأبيض - Under The...

By Minar_bg

690K 50.3K 21.3K

⚠️(الكتاب الثاني و الأخير من رواية تحت الغطاء الأسود)⚠️ فالكين أمير جنيات جذاب و ذكي يعيش في مملكة أسليرا الس... More

- مقدمة -
الفصل الأول - Chapter 1
الفصل الثالث - Chapter 3
الفصل الرابع - Chapter 4
الفصل الخامس - Chapter 5
الفصل السادس - Chapter 6
الفصل السابع - Chapter 7
الفصل الثامن - Chapter 8
الفصل التاسع - Chapter 9
الفصل العاشر - Chapter 10
الفصل الحادي عشر - Chapter 11
الفصل الثاني عشر - Chapter 12
الفصل الثالث عشر - Chapter 13
الفصل الرابع عشر - Chapter 14
الفصل الخامس عشر - Chapter 15
الفصل السادس عشر - Chapter 16
الفصل السابع عشر - Chapter 17
الفصل الثامن عشر - Chapter 18
الفصل التاسع عشر - Chapter 19
الفصل العشرون - Chapter 20
الفصل الواحد و العشرون - Chapter 21
الفصل الثاني و العشرون - Chapter 22
الفصل الثالث و العشرون - Chapter 23
الفصل الرابع و العشرون - Chapter 24
الفصل الخامس و العشرون - Chapter 25
الفصل السادس و العشرون - Chapter 26
الفصل السابع و العشرون - Chapter 27
الفصل الثامن و العشرون - Chapter 28
الفصل التاسع و العشرون - Chapter 29
الفصل الثلاثون - Chapter 30
الفصل الواحد و الثلاثون - Chapter 31
الفصل الثاني و الثلاثون - Chapter 32
الفصل الثالث و الثلاثون - Chapter 33
الفصل الرابع و الثلاثون - Chapter 34
الفصل الخامس و الثلاثون - Chapter 35
الفصل السادس و الثلاثون - Chapter 36
الفصل السابع و الثلاثون - Chapter 37
الفصل الثامن و الثلاثون - Chapter 38
الفصل التاسع و الثلاثون - Chapter 39
الفصل الأربعون - Chapter 40
الفصل الواحد و الأربعون - Chapter 41
الفصل الثاني و الأربعون - Chapter 42
الفصل الثالث و الأربعون - Chapter 43
الفصل الرابع و الأربعون - Chapter 44
الفصل الخامس و الأربعون - Chapter 45
الفصل السادس و الأربعون - Chapter 46
الفصل السابع و الأربعون - Chapter 47
الفصل الثامن و الأربعون - Chapter 48
الفصل التاسع و الأربعون - Chapter 49
الفصل الخمسون - Chapter 50
الفصل الواحد و الخمسون - Chapter 51
الفصل الثاني و الخمسون - Chapter 52
الفصل الثالث و الخمسون - Chapter 53
الفصل الرابع و الخمسون - Chapter 54
الفصل الخامس و الخمسون - Chapter 55
النهاية - The end
رسالة الكاتبة مينار

الفصل الثاني - Chapter 2

24.6K 1.4K 949
By Minar_bg

" أهربي!! " صُحتُ انا لِلفتاة الشابة مُمسكاً بِيدها لنركض كلانا معاً في وسط السوق و معنا أيكس.

حاول البائع السمين الأمساك بنا لكنه ثقيل فَلم يقدر على الركض لأكثر من خمسة خطوات.

" ايها الحُراس! أمسكوا بهم! " صرخ بدلاً من ذلك لِلحراس ليُنصِتوا له بالطبع و يتبعوننا و معهم سيوفهم و رِماحهم.

توسعت عيون الفتاة لرؤيتهم خلفنا و انا أكملتُ اركض أسحبها معي أخذ نظرات على أيكس أطمئن عنه و لأنه كلب وفي ظل يركض بِجانبي.

" توقفوا ايها السارقين! " أصبحوا الحراس أقرب يجعلونا نركض أسرع و أسرع بين الحشد الكثير لنرتطم بِرجلٍ ما يحمل صندوقاً من الطماطم ليَطير في الهواء أعلى رؤوسنا و معه الطماطم تقع على الأرض و رؤوس الأخرين يتسخ شعرهم و ملابسهم.

" ايها الحمقى! " لعن الرجل يحاول الأمساك بنا لكنه كان بطيء فأكملنا ركضنا لا ننظُر لِلخلف على الحراس و خصيصاً على الحارس الذي أنزلق بِسبب الطماطم و وقع على مؤخرته يوقِع معه أثنان غيره.

ابتسمت انا مع نفسي على منظرهم.

ذهبنا الى بداية السوق مكان وجود عربتي لأرى توك و هو يُغلق بابها متوجه نحونا و على وجهِه علامات التعجُب ليتوقف في مطرحه الى أن وصلنا اليه.

" سيدي؟ ما الخطبـ--"

لم يُكمل جملته لأمسك بِذراعه العُلية و أسحبه ايضاً أجعله متفاجئ.

" اركض توك اركض بأسرع ما يمكنك. " أخبرته من بين أسناني ليُنصت لي و يفعل ما أمرته به.

" لماذا نركض سيدي؟ "

" لأننا وقعنا في ورطة. "

و بذلك أصبحنا أربعة ندفع من يقف في طريقنا لنسمع صياحهم و لعنِهِم علينا و إثر ركضنا، تطايرت عباءتنا من خلفنا أسمع الهواء يهمس في أذناي و نبضات قلبي تنبض في رأسي.

أخذتهم انا الى طريق أخر فيه مداخل و الحشد أقل.

" الى اين نذهب؟ " سألتني الفتاة تنظُر من حولها.

" الى مكان لن يجدونا فيه الحراس. "

من سوء حظنا رأونا مجموعة حراس نركض و خلفنا الذينَ لم يستطيعوا الأمساك بنا بعد، ليُشيروا علينا يُخبروا بعضهم بِشيء ما قبل أن يبدأو يركضوا نحونا.

انهم أمامنا تماماً و إن توقفنا عن الركض فَسوف يمسكون بنا بالتأكيد لهذا اضطُرِرت أن افكر بِخطة سريعة تنقذنا لأرى رسام يرسم أحدهم و عند أقدامه توجد قارورات ألوان نِصف فارغة لأتوقف و أخُذ منها بِقدر الأمكان.

حدقوا بي توك و الفتاة ليفهموا و يفعلوا المِثل.

" الأن! " أخبرتهم أُلقي بِالقارورات واحِدة تلوى الأخرى على الحراس لتصيبهم تماماً في صدورهم و تنكَسِر تتلون دروعهم و خوذهم بالوردي، الأورق، الأصفر و غيرها من الوان الطَيف.

بما اننا استطعنا أشغالهم عُدنا لِلركض نَمُر من جانبهم لينضموا لورائنا الأوليين يُصيحوا على كل حارس قريب منا كي يقبضوا علينا.

أخذنا منعطفاً أخر يقودنا الى الطريق الرئيسي مكان تواجد العربات و الأحصنة. ظهر رجلٌ مواجِهاً لنا يغادر متجر ما يحمل بيديه أكياس لأخُذها من يديه و أُلقي بها على الحراس لكنهم أقتربوا أكثر ليمسك الأقرب منهم كَتِف الفتاة بما انني مشغول بأصدقائه، يسحبها اليه.

لمُفاجئتي ركلته بِكوعها على وجهه ثم استدارت و ركلته بين ساقيه.........في المكان الحَساس.

أنكمَشَ وجهي على ذلك أشعُر بِألم الرجل المسكين ليأتي حارس مع سيفه يُشير به عَليّ مبتسماً.

" لم يَعُد لديكم مكان لِلهرب اليه. " أخبرني هو لأنظُر على توك و هو ينحني لكي يتفادى لكمة حارس بينما الفتاة ترمي صناديق فارغة على حارس ثاني و معها أيكس، بِغمضة عين كان جنبها و بالأخرى قفز و عض الحارس من ذراعه.

طبعاً لم يتأثر بما انه يرتدي درعاً لكني شعرتُ بالفخر لأنَ كلبي شجاع.

انتم الأن تتساءلون......لماذا لم أوقفهم بنفسي بما انني أمير و أخبرهم بأنني صديق ملكهم فالين؟

حسناً بِبساطة لأنني لا اريدهم أن يعرفوا فإذا عرفوا سيعرفون مَن حولنا و لن أق

در ابداً على التجوال في هذه المدينة الجميلة من دون رؤية أصابع تُشار نحوي و هَمسات بأنني الأمير و تَجَمُع الناس من حولي.

لهذا بدلاً من أخبارهم انني الأمير دفعتُ أول رجل قريب مني على الحارس ليُبعد هو سيفه من أمامه كي لا يؤذي الرجل، امسكتُ انا بالفتاة و توك لكي نهرب.

لا اعلم لِمتى ظللنا نركض نلهث بِقوة رئتاي تحرق طلباً لِلنجدة و ساقاي ثقيلة بالكاد تَحملني.

يجب َعليّ لعب الرياضة و التدريب أكثر.

أخذنا طريقاً في حارات ظلمة ليس فيها أحد لنتوقف أربعتنا بِجانب بعضنا مُنصَعقين.

لقد وصلنا لِنهاية حارة، فَجِدار طويل عملاق يمنعنا من الأكمال. لعنتُ تحت أنفاسي لا اصدق هذا بنفس الوقت سمعتُ أصوات أقدام قادمة لأعرف انهم الحراس و إن لم نتصرف بسرعة و نَجِد طريقاً ثاني فَسوف ننتهي بِزنزانة قذرة فيها تعيش الجرذان و مخلوقات غيرها لا اريد ذِكرها.

" طريق مَسدود! " ذُعِرَت الفتاة تذهب الى الجدار لتَضربه بِكيس التفاح الذي معها.

اقتربت أصوات الحراس أكثر منا لأبدأ انا بالذُعر بدلاً عنا جميعنا.

فجأة نبح أيكس لكني لم أعطيه انتباهي لينبح مجدداً أقوى من قبل يَشُدُني من بنطالي بأسنانه لأنظُر للأسفل على يميني أجده يحدق بي ثم ركض بعيداً عني لأفهم ما يُحاول فعله.

هنالك!

يوجد مدخل ضَيّق لِلغاية مُخبئ بين كومات من القمامة لم نراه لأبتسم و أخبر الباقين باللحاق بي الى داخل المدخل الذي بالكاد يتسِعُنا سوياً.

لقد اضطُرِرنا أن نَحبِس أنفاسنا و نشفُط بطوننا لكي نتسع بين الجدارين و باللحظة نفسها وصلوا الحراس منهم المُتسخ بفضل قارورات الألوان و منهم من الذي وقع بِسبب الطماطم تُزَين دروعهم الذهبية.

أردتُ أن أضحك على أشكالهم لكنني كَبَتُ الضِحكة و راقبتهم يلقون كلمات غير لائقة لِلسمع على فشلهم بالقبض علينا.

" هل انتَ متأكد انهم أتوا من هذا الطريق؟ " سأل صاحِب الدرع المُلَون بالوردي.

" نعم! انا متأكد لقد رأيتهم بأُم عيناي. " أجابه المُلطخ باللون الأخضر.

" دعونا نتفرق يكون أفضل. " أقترح عليهم سيد طماطم.

" بسسسست......سيدي. " فجأة هَمس توك مِن جانبي لأضع أصبعي السبابة على شفتاي أخبره أن يُبقي فمه مغلقاً للأن ليومئ هو بِتفهم.

أيكس أبقى فمه مغلقاً فَلماذا هذا يتحدث؟

بعد دقائق من الانتظار و اخيراً غادرو الحراس و عَم الصمت في المكان لتَشُد الفتاة كُم عباءتي تُشير الى يمينها لِلمخرج من الجهة الثانية.

تبعناها جميعنا و خرجنا نأخُذ أنفاساً عميقاً بعد حبسها.

" كانَ ذلك وشيكاً. " انا قلت أكسِر الصمت.

" نعم......كانوا سَيُمسكوننا. " أضافت الفتاة تَحُك رأسها مِن الخلف.

" الأن هل يُسمح لي السؤال عن سبب هروبنا من الحراس؟ " تقدم توك يرمُق الفتاة بِنظرات فُضولية.

" لقد أخذتُ حقي من التفاح و البائع لم يُعجبه ذلك. " أجابته الفتاة تَهُز أكتافها بِلا مبالاة لأبتسم انا على توك يرمش بسرعة البرق عليها.

" على أية حال، شكراً لكَ يا سيد على مساعدتي و أتمنى انني لم أوقعك بِمشكلة كبيرة. "

" لا داعي لِشُكري فأنا لم افعل شيئاً و في الحقيقة انا من تدخَل في المقام الأول. "

" و مع ذلك لقد ساعدتني فَلن أنسى معروفك ابداً. "

اومأتُ لها لتَمُد هي يدها نحوي تريد التصافُح.

" إذاً......انا سأعود الى منزلي، و شكراً لكم على مجدداً و أتمنى أن أراكم في يوماً ما. "

نظرتُ انا على يدها لأجدها مُتَسِخة، عليها طين جاف و على ما يبدو غُبار فحم. بِطرف عيني رأيتُ توك يُحدق بِيدها و التقزز مرسوم على وجهه بِوضوح لأعيد انتباهي على يدها و أخذها أصافِحُها أرسل لها بسمة خفيفة لتبادلني إياها بِواحدة لطيفة.

" و انا أتمنى رؤيتكِ يوماً ما. "

شاركنا نظرات فيها لاحظتُ شيء ما قد وضعني في دهشة.

انها لا تحمر خجلاً أو متوترة لِلتكلم معي أيّ انها غير متأثرة حتى.

همممممم مثير للأهتمام.

و بذلك ودعتنا و غادرت في طريقٍ أخر ليقترب توك مني و يسألني ينظر لِلفتاة
" مَن تكون، سيدي؟ "

لم أجبه على الفور بل أخذتُ انظُر لظهرها الى أن اختفت بين دُخان الطريق و الحشد.

" صديقة...." كان كل الذي تفوهتُ به.

دخلنا القصر أعطي انا عباءتي لخادم و توك يُسَلِم مجموعة خدم أكياس الطحين لكي يأخذوها الى المطبخ و يبدأو الطبخ من أجل الحف في المساء على شرفي.

قبل أن نَصِل لداخل القصر و عندما رأيتُ أن البهو فارغ أمسكتُ من ذراع توك ليَستدير اليّ.

" ما حدث اليوم في المدينة لم يحدث، هل كلامي واضح؟ "

رمش هو عَليّ ثلاثة مرات قبل أن يرفع حواجبه و يسأل
" و ما الذي حدث سموك؟ "

ابتسمتُ له بامتنان على تفهمه ثم أكملنا طريقنا لِلداخل لأول مرة لاحظتُ أنَ القصر مُزَين باللون الأزرق الداكِن و المَعدني مع ورود بيضاء و زرقاء على درابزين الدرج الذي يقود لِلطابق الثاني و المزيد من الزينة مِن حول الأعمِدة الضخمة لِلقصر.

كُلما دخلت أكثر له كُلما ظهروا الخدم المُسرِعون في عملهم و الذين يَصيحون على بعضهم لكي يُنَفِذوا أوامر المسؤولة عنهم امرأة بشرية كبيرة تبدو في الخمسينيات من عمرها.

مررتُ من جانب المطبخ لأشتم روائح لذيذة من الكعك و الفطائر المتنوعة لتُصدِر معدتي صوتً من الجوع اذكُر انه وقت العشاء الأن.

أكملتُ مع أيكس الى غرفتي لأدخلها و أنضم لِسكونها المُريح بعيداً عن ضجيج القصر.

قفز أيكس يَصعد فوق سريري و يستريح هناك بينما انا تنهدتُ أُمَرِر أصابعي بين خُصلات شعري لتعلق.

" أوتش! " حاولتُ فَك العقدة لِتنضم لها عقدة أخرى.

تنهدتُ لِلمرة الثانية باستسلام ثم اتجهتُ الى المرآة لأنظُر على الفوضى التي تكون انا.

أبدو بِحالة مُزرية كأنني ذهبتُ، سبحت في بركة قذارة بعدها عُدت.

يا اللهي لقد أتيتُ الى القصر بهذا المَنظر و الجميع رأني.

قررتُ أن أخُذ حماماً سريعاً دافئاً بما انه يوجد عُذر الحفلة، فيَجب عليّ أن أبدو بأفضل حالاتي أمام الحضور اليوم أيّ بعد ساعات قليلة.

خلعتُ ملابسي ثم دخلت الحمام الأبيض بِأرضيته الرُخامية و جدرانه المُزينة بِعروق نباتات خضراء و ورود سوداء. في منتصفه حوض الاستحمام لأفتحه أُدَفِئ الماء و ابدأ حمامي المُرخي للأعصاب و العضلات.

بعد أن تأكدتُ انني نظيف من أصابع قدماي حتى شعري خرجتُ الحمام و قِطعة منشفة مُلتفة حول الجزء السُفلي من جسدي لأجد ملابس داكنة مَطوية فوق سريري.

" ما هذا؟ لا اذكُر انني وضعتُ ملابس فوق السرير. " قلتُ انا أحملها لأفردها أتمعن بِروعة تَصنيعها.

أشَحتُ بِنظري على أيكس الذي ينظُر اليّ لأرفع له حاجبي.

" الَم ترى مَن وضع هذه الملابس هنا مِن جديد أيكس؟ "

طبعاً لم يُجبني لكنه أخرج صوتً صغيراً جداً من حلقه كأنه يَشعُر بالعار لكونه لم يخبرني عن الدخيل لِلمرة الثانية.

" ما الذي تفعلنه طوال الوقت في غيابي؟ "

لم يُجبني يضع رأسه فوق يديه يُعطيني نظرته البريئة التي نجحت بإخماد غضبي بِداخلي.

أعدتُ وضع الملابس على السرير ثم جلستُ أمام التسريحة أُنَشِف شعري بِمنشفة بيضاء نظيفة بعدها بدأتُ بِتمشيط شعري أُرَتِبُه.

ارتديتُ الملابس التي كما كانت قبلها، مُناسبة تماماً على جسدي تُعانقه في كل زاوية لأنظُر في المرآة أرى كم انها أنيقة و فاخِرة المِعطف لديه فتحة صدر كبيرة فَهذا شيء لم ارتديه يوماً.

مِن المرآة رأيتُ أيكس رافع رأسه ينظُر باتجاه الباب ليَنبح مرةً قبل أن يُطرَق الباب بِثانية.

ذهبت اليه و فتحته أجِد الخادمة نفسها التي تأتي كل مرة لكي تُخبرني أنَ فالين ينتظرني على طاولة الطعام في القاعة.

" لن أنضم له على العشاء اليوم، لكن أرسلوا الطعام الى غرفتي. " أخبرتها انا بِرقة لتومئ هي لي مُنحنية الرأس بِوجنتين وردية تُلقي نظرة خاطفة عَليّ بعدها التَفتَت و غادرت.

لطيفة.

اغلقتُ الباب و عُدتُ اجلس على طرف السرير أمسح على فرو أيكس الناعم ليَتمدد و يقترب يَضع رأسه فوق حضني يرفع قليلاً كي أحِك المنطقة خلف أذُنه.

وصل الطعام الى غرفتي لأتناوله و اقرأ القليل من كتابي الذي تبقى منه بضعة صفحات مع نسمة هواء الليل المُنعشة و الهادئة تحرك من شعري على جبيني، أبواب الشُرفة مفتوحة تَسمح لِضجيج القصر بالوصول لِسمعي، تُشَتِتني بعض الشيء عن أكمال القراءة.

انتبهتُ أنَ مع ضجيج الخدم انضمت أصوات عجلات العربات و ألحان موسيقى عذبة لأضَع الكتاب على المقعد و أتوجها الى الُشرفة.

مع الأسف شُرفتي لا تُطِل على الساحة الكُبرى لِلقصر و إنما الحديقة الجانبية له، توجد فيها تلكَ شجرة الكرز الوردية و بركة مياه زرقاء، بالطبع الزينة ايضاً تملئها حتى الطاولة التي تناولتُ عليها الفطور مع فالين و فينار في صباح اليوم تملئها الورود.

بدأت مجموعة من الأشخاص الذينَ يرتدون ملابس ثمينة و أنيقة جداً بالظهور في الحديقة، نساءً و رجالاً، يضحكون يحملون بأياديهم كؤوس مشروبات ما.

الحفلة بدأت.

عُدت لِلغرفة أغلق أبواب الشرفة خلفي لأتوجه الى السرير أعثُر على أيكس نائم.

ابتسمتُ انا أُرَبِت على رأسه بِخفة كي لا يستيقظ ثم غادرتُ الغرفة متجهاً الى القاعة الكبيرة مكان تواجد الحفلة.

و كما توقعت الكثير و الكثير من الأشخاص حضروا مع أصدقائهم، عائلاتهم أو لوحدهم مع خدمهم كَمُرافقين.

بما انني سبب الحفلة لم انضم اليهم في القاعة بل أخذتُ طريقاً أخراً يقودني الى الغُرَف العُلية لِلقاعة، هناك سوف أظهر و أُرَحِب بالحضور على طريقة الأمراء و الملوك.

مُمِل.......لكني مُضَّطر.

وصلتُ الى باب الغُرفة لأفتحها و أدخل أجِد توك يقف في زاوية لا يرتدي درعه و إنما ملابس الحرس الحمراء و البيضاء عليها وسوم ذهبية مُعلقة فوق على أكتافهم لكي تعلم رُتبتهم و في الزاوية التي على يميني حارس فينار.

اومئ لي توك هو فور رؤيته أدخل ثم نهضَت مَن تجلس على إحدى المقاعد التي تُطِل على القاعة، عرفتها من شعرها الذهبي الطويل. انها فينار ترتدي فسُتاناً فيروزي اللون شيفون عند السيقان و كالعادة، ورود تُزينه في كل مكان بِما انها أميرة الربيع.

" لقد تَشَرف أمير أسليرا و أخيراً. " قالت هي بِترحيب لتُعانقني قليلاً قبل أن تبتعد و تُقَبّل وَجنتي.

" تبدين جميلة لِلغاية فينار. "

" هذا من ذوقك و انتَ تبدو كَكل يوم.......وسيم. "

بادلتُها البسمة لأشير لها حتى تجلس على مقعدها لأنضم انا ايضاً أخطِف نظرة سريعة على القاعة أسفلنا، أراها مُمتلئة بالضيوف منهم مَن يرقص مع شريكه بِفرح الضحكات في الأرجاء عالية تجعلني أسعَد لا إرادياً و الموسيقى ربيعية تُشعرني بِرغبة في الرقص معهم.

" ما رأيك؟ " سألتني فينار تفتح مَروحتها سُكرية اللون مُزَخرف عليها زهور وردية تُهَوي بِها وجهَها.

" رائعة جداً جداً، لقد مَرت فترة منذُ أن حضرت حفلة في الحقيقة. "

" غريب مع انني اعلم أنَ أسليرا كُلها احتفالات. "

ضحكتُ انا على ذلك لأهُز رأسي بِسلبية و أُصَحِح من معلوماتها
" كانَ ذلك في الماضي قبل الحرب، أعني نعم نحنُ نحتفل في أيام الرسمية للأعياد لكن غير ذلك........لا نحتفل من دون سبب كبير. "

هَمهَمت هي مع نفسها
" بِعكس فالين الذي لديه عادة الاحتفال كل أسبوع على أتفَه الأسباب، فَهو يحتاج عُذر صغير لكي يأمُر الجميع بِتجهيز واحِدة و أرسال دعوات لِلعائلات الغنية و النبيلة في المملكة. "

" بالتحدث عن فالين، اين هو؟ "

زفرت هي الهواء من فمها لأخَمِن انا الجواب قبل أن تقول
" الَم تتعلم بعد عادته السيئة؟ سوف يتأخر. "

أخرجتُ انا "أاااااا" طويلة اذكُر ذلك جيداً، انه يتأخر دوماً و يُحِب أن يتباهة عندما يَصِل.

" بالطبع سيتأخر. " أضفتُ أرفع زاوية من شفتي للأعلى.

و كما لو اننا أرسلنا له إشارة، دخل فالين الى الغُرفة مع مرافقه و مساعده الشخصي، مايكا صاحب الشعر الأسود الذي يَصِل لِكتفيه و بشرته السمراء و ذلك الوجه المُتحجر لا يُظهِر ذرة مشاعر عليه.

" أسف على التأخير. " قال فالين يجلس جنبي و معطفه الملكي الكبير يُلامس الأرض و الفرو الأبيض يُدَغدِغ طرف وجنتي اليسرى ملابسه الملكي أثمن من القصر نفسه، يَحمل بيده كأس نبيد أحمر فيه فقاعات.

" هل حقاً انتَ أسف فالين؟ " سألته فينار تُغيظه ليُشقلب مُقلتيه يشرب رشفة من مشروبه.

" انا ملك......لدي أعمال لأنهيها حتى أُفرِغ نفسي. "

حان دورنا انا و فينار لكي نُشقلب مُقلتينا عليه نضحك بِأصوات منخفضة.

أعمال، ترجمتها:
نساء في سريري.

طُرِقَ باب الغُرفة بِخِفة من خلفنا ليَختفي مايكا من مكانه بِجانب مقعد فالين و بعد دقيقة عاد الينا كي يَسأل ملكه
" جلالتك، متى تُفَضِل أن نُخبر الحضور عن سمو الأمير؟ "

" متى توَد ذلك فالكين؟ " سألني فالين يأخُذ بِرأي.

" لا تفرق معي، متى يكون مناسب لكم يكون مناسب لي. "

اومئ فالين موافقاً كلامي ليُخبر مايكا أن يفعلوا ذلك بعد عشرة دقائق ليُغادر مايكا مجدداً على ما اعتقد يُخبر الرجل أو المُخبِر بِالقرار ليعود و يقف كالتمثال يُراقب الحفلة في الأسفل بأعيُن كالصقر.

مَرَت العشر دقائق بِسرعة كنتُ أستمتع بها بِمشاهدة الذينَ يرقصون بِتناغم مع ألحان الموسيقى الحماسية أتلَذَذ بِمذاق النبيذ، فَبعد تفكير، الحفلة ليست سيئة كما ظننت، فَلقد وجدتُ نفسي حقاً سعيداً.

أتى المُخبِر فجأة يحمل بيده بوق ذهبي حلزوني الشكل لينظُر نحونا يومئ لي باحترام قبل أن يأخُذ الأذِن من فالين كي يُعلِن عن حضوري مع أنَ الجميع يعلم انني هنا.

بعد أن أخَذ الأذِن، استدار المُخبِر نحوى الحضور ثم وَضع البوق بين شفتيه و نفخ بِقوة فيه يُصدِر صوتً عميقاً مرتفع يوقف الراقصين و الفرقة العازفة ليَعم الصمت و السكينة في القاعة، جميعهم رافعين الرؤوس يُحدقون بنا.

" سيداتي و سادَتي. جلالة الملك فالين سيأخُذ من وقتكم لكي يتحدث و يخبركم عن سبب الحفلة و وجودكم فيها اليوم، فأرجوا الانتباه لِعظمته. " قال المُخبِر بِنبرة مرتفعة بعدها عادَ خطوة كبيرة لِلخلف يدع من فالين الذي نهض يقف مَطرحه يَفرُد يديه على الحافة.

" أعزائي، سيداتي و سادَتي أشكركم كثيراً على حضور هذه الحفلة المُقامة على شرف الأمير و سموه، فالكين لوماريل و لأنكم أتيتُم مع عائلاتكم و أحبائكم جميعهم. الأن دعونا نُرَحِب معاً بِسموه و بِتَصفيق حار! "

نهضتُ انا ثم وَقفتُ مع فالين ليبدأ التَصفيق القوي جميعهم يَصرخون باسمي على شفاهِهِم بسمات عريضة لأرفع ذراعي لهم حتى يُصبح التصفيق أقوى و أقوى.

عَم صمت بعد ذلك لأفتح انا فَمي أُجَهِز من الخطاب و كل ما يجب قوله لهم من شُكر و الى أخِره.

" كما قال الملك فالين، نحنُ حقاً نَشكُركم على القدوم، انا متأكد أنَ جميعكم تشعرون بالفضول عن الحفل و عني لهذا سوف أخبركم و أذيب من فضولكم، "

أخذتُ انا نفساً عميقاً قبل أن أكمل
" بعضكم يعرف و ربما بعضكم لا يعرف انني تركتُ مملكة أسليرا خلفي و أتيتُ الى فالينينا الجميلة لكي ابدأ حياة جديدة فيها. طبعاً أسليرا في قلبي و سَتبقى دوماً جزءً مني و انا منها، لكن أخترتُ حُريتي و العرش للأمير القادم و الشُكر لِفالين، أستقبلني في قصره و أسفل جناحيه و أعطاني الدَعم لِلبداية لهذا انا أتمنى منكم أن تَستقبلوني مثلما فعل و أن تعتبروني جزءً منكم و من هذه المملكة الساحِرة. "

صَفق الحضور من جديد تَعلوا أصوات تشجيعهم كَذلك ليتوقفوا و أكمل انا لِلنهاية أفرُد كلتا ذراعيّ في الهواء على القاعة
" أشكُركم أعزائي فأنا سأفعل ما بوسعي لِأرضائكم و الأن أستمتعوا بالحفلة! "

و بذلك تفرقوا و عادوا الى رقصهم على أنغام الآلات الموسيقية، فساتين تتطاير حول مَن يلبسها و رجال ترافقهم و مجموعات مِن كِلا الجنسين يجتمعون على شكل دوائر يتحدثون فيما بينهم يتمتعون بالمشروبات و الأطعمة اللذيذة.

" هيا بنا ننضم اليهم فالكين. " أخبرني فالين يضع يداً على كتفي لأومئ له و نتحرك.

لكن فينار لم تنهض عن مقعدها لا تزال تُهَوي نفسها بالمِروحة تشرب من كأسها.

" الَن تأتي معنا؟ " سألتها لتنظُر للأعلى عَليّ و تَهُز رأسها بِلا.

" لستُ من مُحبي الاختلاط بالحشد كثيراً، سأظل هنا لبعض الوقت بعدها سأنضم لكم. "

" كما تشائين. "

غادرنا كلانا مع الحَرس الى القاعة ليجتمعوا فوراً مَن يرونا مِن حولنا ُيَرحِبون بي و ينحنون احتراماً بينما النساء منهم يُمسِكوا بأطراف فَساتينهم ينحنوا قليلاً.

" أهلاً بكَ في فالينيا سمو الأمير، لقد سعدنا جدنا بِقدومك لِلعيش هنا. " قال رجلٌ بِشوارب مُلتوية مِن الأطراف شائب مُدَوَر البطن و معه زوجته خضراء البشرة بِشعر أسود.

" نعم نعم سموك.......في اللحظة التي سمعنا بالخبر لن تصدق كم فرحنا و أردنا على الفور الاحتفال بك. " شاركَت امرأة تبدو في الأربعينيات من عمرها لكن طبعاً هي أكبر من ذلك، تقف بِجانبها أبنتها الخجولة كُلما تقابلت عيوني بِعيونها، تَحني رأسها تلعب بِشعرها البرتقالي.

" انا مُمتَن لكم و لي الشَرف بالبقاء في فالينيا. " أخبرتهم بِصدق.

" سموك، هل انتَ غير مرتبط؟ أم لديكَ عشيقة؟ " اندفعت فتاة ذات شعر أزرق كالمعكرونة متسائلة.

" نعم سمو الأمير، أخبرنا هل تحب أحدهم؟ " أضافت فتاة غيرها بِحماس.

" حسناً أعزائي، لما لا نعود للاحتفال و الرقص فأنا متأكد أنَ الفتيات الجميلات هنا ينتظرون الأمير لكي يطلب منهم الرقص لهذا دعونا لا نتأخر عليهم. " قال فالين يُصَفِق بيده مرة ليبتعدوا هُم يَفسحوا المجال حتى نتحرك الى داخل القاعة أكثر.

" شكراً على أنقاذي. " همستُ لفالين.

" هذا ما يفعله الأصدقاء. و بعد التفكير بالأمر، انا ايضاً فضولي بِشأن حُب حياتك. "

أخرجتُ ضحكة من أنفي لأقول
" لا يوجد ما هو مهم. "

" إذاً لا فتاة جميلة تسرق من أفكارك و قلبك؟ "

هَززتُ رأسي من اليمين لِلشمال ليُهَمهِم هو يبدو انه لم يُصدق لكن لم يضغط عليّ و اغلق الحديث.

طاولات و طاولات عند كل جدار عليها الأطعمة بأنواعها و مشروبات من كل لون عند و مِن حولها أناس ينتقوا منها ليَضعوا في أطباقهم و غيرهم فقط يقفون هنالك يُشاهدون مَن يرقص.

المنظَر جعلني أشعر بالجوع مع انني أكَلت قبل قدومي.

" تعال لأعَرِفك على أصدقائي فالكين. " أخذني فالين الى ثلاثة رجال يقفون مع بعضهم يَحملون النبيذ بأياديهم، جميعهم مِن عُمر فالين تقريباً.

الثلاثمائة؟

الأربعمائة؟

لستُ أدري بالتحديد لكنهم يبدون يافعين مِثلي و ليسوا عجائز على حافة الموت.

" يا سادة! هل مِن ترحيب؟ " سألهم فالين بِمُزاح لينظروا نحونا مندهشين.

" جلالتك! لقد مرَ زمن منذُ أخِر مرة رأيناكَ فيها. " قال الأول صاحِب عيون و لسان الثُعبان الذي يَخرُج كل ثانيتين مِن فمه.

" ماذا يمكنني القول، انا مشغول طوال الوقت و نادراً ما أغادر غرفتي. "

ضحكوا كلهم يعرفون تماماً ما يَعينه خلف تلكَ الجُملة لأنضم لهم أهُز بِرأسي.

" جلالتك لم تتوقف عن اللهو هاه؟ " تساءل الأول يُقَدِم كأسه لكي يَطرُقُه بِكأس فالين.

" سمو الأمير، كيف حالك لقد تفاجأنا مِن خبر تركِك لأسليرا. " قال الثاني لديه ريش رمادي حول رقبته و أظافر طويلة حادة.

" بخير......انه الأصَح. لكني لم أترُكها للأبد فَهي في الأخِر موطني لهذا إن أحتاجتني يوماً ما سأكون أول مَن يُلَبي ندائها. "

" جيد جيد سموك، انتَ شاب ذكي و طموح باستطاعتي رؤية ذلك. انك تُذَكِرني بنفسي عندما كنتُ بِعمرك. "

" و هل هذا شيء جيد؟ "

ضحكوا مرةً أخرى كأنني القيتُ بِنكتة ليومئ الرجل الثالث لديه حواجب سوداء مُلتصقة بِبعضها و أنف مُلتَوي حاد من الطرف، عينيه برتقالية كَعيون الغِزلان.

" انه أطراء سموك، إلا انه كانَ طموحاً أحمق وقع بِمشاكل كبيرة بِسبب تهوره في أيام شبابه لهذا خُذ نصيحتي و لا تُنصِت لنصائحه ابداً. "

" هذا ليس عدلاً، بِسبب تَهوري أصبحتُ من أغنى الرجال في فالينيا. " رَد عليه الثاني يضع يداً بِتفاخُر على صدره.

" انتَ محق و مع ذلك لا زلتُ على نَصيحتي. "

ضحكوا مجدداً لأنضم اليهم هذه المرة حقاً أضحك من قلبي أشرب معهم النبيذ، يَحرق حلقي مع كل رشفة ولكن يُدفئني مع أنَ الهواء ليس بارداً بل مُعتدلاً في المساء فَهذا جو الربيع المُتقلب، يوم دافئ و يوم الحرارة مُنخفضة بشكل بسيط.

" انظُر سموك.......تلكَ الفتيات ينظرون نحوك و لا يُبعِدون أعينهم عنك. " أشار صاحِب عيون و لسان الثعبان لأستدير انا بِنفس الجهة أرى مجموعة فتيات جميلات يُقَهقِهون بين بعضهم و ينظرون اليّ بِطُرق مُغرية لأبتسم انا لهم و أدير رأسي لِلرجال.

" انه وقت الرقص على ما اعتقد. " تَمتَمتُ انا أعطي كأسي لفالين لاستأذِن منهم و أتركهم، أتجه نحوى الفتيات.

انني أشتاق لِلرقص اذكُر انني تعلمته مع مُرَبيتي مانويل التي ظلت معي منذُ أن كنتُ طفلاً رضيع و لم تترك جانبي عندما كانت أمي ترحل عن القصر في عمل مع ريس لأكبُر أعتبر مانويل مثل والدتي الثانية و هي مَن علمتني أداب الطعام، الرقص و المزيد من الأشياء التي يجب على الأمراء و الملوك الحَذر منها و فعلها.

كانت راقصة بارعة و ذات حركات خفيفة كأنها تَطير بدلاً من أن ترقص تجعل الرقص معها سهل جداً و جميل.

كَبِرتُ و أصبحتُ راشداً لأرقص مع فتيات كثيرات في كل حفل و كل دعوة نَحضُرها. استمتعتُ مع كل فتاة بِرقصة لكني لم أُحِب الرقص مع أحدهم مثلما أحببتُ الرقص مع مانويل فَلم أُقابِل مَن هو بارع و فنان مثلها في حياتي.

مع الأسف، في سني الثامن عشر، مَرِضَت مانويل و توَفت بِسبب المرض لتترك ذكرياتها الجميلة و اللطيفة معي.

فقدتُ والدتي الأولى في سِن صغير جداً و الثانية في سِن نُضجي.

سهمان في قلبي قد علقوا و لم أقدِر يوماً على تحريره منهم، كُلما ذكرتهم كُلما أصبح الألم أعمق في صدري.

لهذا أخذتُ نفساً عميقاً أُصَفي فيه عقلي بعدها وقفت أمام مجموعة الفتيات لينظُروا لي بِعيون متوسعة و وجوهَهُم مِحمرة.

" مرحباً سيداتي الجميلات، لقد همست لي عصفورة بأنكم تريدون الرقص و أتيتُ لأرقص مع أحدكم إن لم تُمانعوا مع انني أتمنى الرقص معكم جميعاً. "

تبادلوا الفتيات النظرات مع بعضهم لتتحول قَهقَهاتِهِم الى صَمت ثقيل بينهم، يرمقون واحِدة تلوى الأخرى بِعيون حارقة لأشعر بِأنني قلتُ ما هو خطأ.

" أمممممم حسناً لا تأكلوا بعضكم رجاءً، فَلدي مُتَسَع من الوقت لأرقص مع واحدة واحِدة. " تدخلتُ انا قبل أن تشتعل النيران و تحرقني ليُعيدوا نظرهم عَليّ ينتظرون أختياري لِلفتاة.

كلهم جميلات بِملامح ناعِمة، منهم القصير و منهم بِطول يَصِل فقط لِأكتافي.

بعد ثوانيٍ مِن النظَر أخترتُ التي ترتدي فُستاناً وردي اللون عريض من الأسفل و ضَيّق عند خصرها، المِشَد يبدو مؤلماً و يُصَعِب عليها التنفُس و ايضاً يَبزُر صدرها، لكنها بدت مُرتاحة و متشوقة لكوني حَططتُ من عيناي على خاصتها كَقطرات العَسل و ذات شعر من نفس اللون، طويل.

المفضل لديّ.

تقدمتُ انا نحوها ثم أمسكتُ بيدها أنحني قليلاً.

" أنستي، هل لكِ أن تشرفيني هذه الرقصة؟ "

" نعم سموك. " ابتسمت تلقي نظرة سريعة على الأخريات بِغرور و تفاخر.

سحبتها الى منتصف قاعة الرقص بين الراقصين بِلطف بعيداً عنهم قبل أن يقتلوها بِعيونهم. أمسكتُ بيدها و بالأخرى خصرها الصغير لتضع هي يدها الفارغة على كتفي تقترب مني كِفاية لأشتم رائحة عطرها مِن الفراولة.

لديها أنف متوسط الحجم ليس كبيراً أو صغيراً فوقه القليل من النمش الغير واضح جداً، لديها رموش طويلة فاتحة و شفتين صغيرة لكنها وردية و تبدو ناعمة كَنعومة بَشرتها.

لسببٍ ما قال صوت فالين في دماغي:

خُذها فَهي مُناسبة.

لكنني هززتُ رأسي ألعن نفسي ألف مرة على تلكَ الأفكار المُقرفة لأركز على الرقص بدلاً من ذلك.

كُدنا أن نتحرك سوياً مع الموسيقى الهادئة و الرومانسية، لتتوقف فجأة و تبدأ ألحان من نوع ثاني، قوية تُثير الحماس و النشاط بك.

" آوه انها المُفضلة لدي فأنا أُحِب الرقص عليها! " زَقَزقت الفتاة لأرفع انا حاجباً لم أتوقع منها ذلك على الأطلاق، فَبدت فتاة تُحِب الهدوء و الرومانسي لهذا أخترتُها بين الباقي.

لا تحَكموا على كتاب مِن غلافه.

مَثَل يُطَبَق عليها.

" حسناً إذا، دعينا نرقص يا أنسة؟ "

" جيدان، سموك. أدعى جيدان تيموثي. "

" حسناً أنسة تيموثي، هل تُشاركيني هذه الرقصة المجنونة؟ "

اومأت هي بِخجل و حماس بنفس الوقت لنبتعد عن بعضنا البعض، هي تُمسك بِطرف فُستانها بِيد و انا وضعتُ ذراعي اليُسرى خلف ظهري أشُده ليُصبح مُستقيماً و ذراعي اليُمنى أسفل صدري.

انها رقصة تقليدية يعرفهُا فقط مَن هُم من الطبقة العُلية و المتوسطة الرجال يقفون بِجانب بعضهم في طرف يواجهون النساء بالطرف الأخر لتبدأ الموسيقى و نتحرك معاً نحوى النساء من دون لمسهم نستدير من حولهم بِتناغُم بعدها نأخُذ مَطرحهم و هُم مطرحنا.

عُدنا نفعل نفس الشيء، نتقدم نحوهم، نَستدير من حولهم و نعود الى الطرف الثاني.

بعدها رفعنا أيادينا التي كانت أسفل صدورنا كما تفعل النساء لنتقدم نُلامس كُفوف أياديهم بِخفة و ندور حول بعضنا ننظُر بِالعيون و الابتسامات مُرتَسِمة على وجوهنا.

لاحظتُ انها راقصة جيدة و خطواتها مَدروسة أيّ انها لا تتعثر أو تُخطئ.

و أخيراً شابكنا أذرُعنا أمام صدورنا بينما النساء عادو يُمسكوا طرف واحِد من فساتينهم ليتقدموا و ندور حولهم مرة قبل أن نُغير من الشريك.

هذه المرة شاركتني امرأة كبيرة ذات شعر مَرفوع و مُرَتَب، بُني كَلون رمال الصحراء تمتلك تجاعيد حول عينيها و على جبينها لأبتسم لها ثم أكملنا الرقص و الدوران.

عُدنا بعدها نتبادل الشركاء لتُشاركني شابة ربما مِن عمري، ليست الأجمل لكنها تمتلك بسمة بشوشة و رقيقة.

رفعنا أيادينا لمستوى أكتافنا ثم سفقنا كلنا معاً مرتين بعدها ذهبنا الى النساء و تبادلنا بالأماكن لنرفع أيادينا مجدداً و نصفق مرتين.

و هكذا ظللنا نتبادل الشركاء، ندور حول بعضنا و نصفق الى أن عاد كلٌ منهم الى الشريك الأصلي. توَقفت الموسيقى ليُصَفِقوا الحضور الى أن عادت الموسيقى لِلهادئة.

" كانَ ذلك مُمتعاً سموك. " أخبرتني هي لا تتزَحزَح سعادتها عن وجهِها الجميل لأمُسك انا بِيدها أنحني حتى أُقَبّل أصابعها أنظُر في عينيها البراقة كالمُجوهرات تنعكس إضاءة القاعة عليهم.

" كان ممتعاً الرقص مع امرأة جميلة مثلكِ أنسة تيموثي. "

أحمرت وجنتيها كثيراً ظننتُ انها سَتنفجر.

" كما هو معروف، عائلة لوماريل الملكية و كلامهم الشاعري و الجاذب. "

" انه لا شيء أنسة تيموثي، فأنني أتفوه بالحقيقة فقط. "

كَبُرَت بسمتها لتنحني قليلاً قبل أن تستأذِن و تُغادر لكي تُخبر باقي الفتيات عن كل شيء.

قضيتُ طوال الوقت أرقص مع فتاة و غيرها، و في الوقت الذي لا أكون مشغولاً مع أحدهم، أُشارك فالين الشراب و الحديث، أُلقي غزلاً على الشجاعة منهم و أتلقى قَهقَهات و هَمسات في أّذُني بما هو مُثير يجعل من عقلي يُحَلِق في الهواء.

بعد ذلك شعرتُ بالتعب و الأرهاق لأذهب الى الأبواب المَفتوحة على مصراعيها تُطِل على الحديقة الجانبية لأتكئ عليها بِكتفي أضع كِلتا يداي في جيوب بنطالي أتمعن بِالقمر في أعلى السماء و النجوم المتلألئة من حوله بألوان مختلفة و القليل القليل من الغيوم البيضاء تتجول لتدَع غيرها يأخُذ مطرحها.

" هل شعرتَ بالملل؟ " فجأة قال صوت أعرفه جيداً من خلفي لأحَرِك رأسي على يميني أرى فينار تقف تُحدق بالقمر مِثلي.

ابتسمتُ انا ابتسامة لا تَصِل لِلعينين لأهُز رأسي بِـ "لا"

" تعبتُ من كثرة الرقص و لم أعُد أتحمل الضجيج لهذا أتيتُ الى هنا لِلهدوء حتى الليل يبدو رائعاً في هذا الوقت. "

" معك حق، و منظَر السماء أخِذ للأنفاس في رأي أفضَل من تفويته و الرقص مع أشخاص لا تعرفهم. "

أخرجتُ ضحكة من حلقي أوافِقُها ذلك ليَعُم الصمت بيننا نستمتع كلانا بالهواء، هَمسات و قَهقَهات قادمة من الحديقة بالإضافة مع ضجيج الموسيقى من الداخل لكنها ليست مُزعجة و صوت صراصير الليل لسببٍ ما مُريح و مألوف.

لطالما أحببتُ الليل أكثر من النهار، فَهو ساكن، غامض و مليء بالأسرار لا تعرف ماذا يجري أسفل سمائه و ما الذي يَختبئ في ظلامه، مُخيف بعض الشيء لكني أحبه لِروعته و كيف انه يدعك ترى فوانيسه (نجومه) تَغمُز بين حين وأخر لك و القمر ذو الوجهين، مرةً أبيض ناصِع و مرةً ملون بألوان الطيف، قريب ترى تفاصيله.

" دعنا نذهب الى الحديقة و نجلس هناك. " اقترحت عليّ فينار تُشير الى كراسي قريبة من طاولة طعام بالقرب من شجرة الكرز لأومئ انا أُقَدِم ذراعي لها لتُشابك يدها بها.

ذهبنا الى قَلب الحديقة بينَ مَن قرروا البقاء هنا مثلنا للأخذ بعض الخصوصية و الراحة.

مَرو من جنب فينار زوجان ليومئوا لنا و انا أعدتُ لهم ذلك ابتسم بينما على طرفي و عند مَدخل المتاهة، رجل و حبيبته يُبادلون القُبلات الحارة لدرجة انهم سيتناولون وجوه بعضهم لو تَطور الأمر و في زاوية أخرى نفس الشيء الرجل شبه عاري بين يديه حبيبته تُقَهقِه و تَهمس في أذُنه أشياء، لأشيح عيناي عنهم بما اننا وصلنا الى الكراسي.

جلسَت فينار فوق كرسي تتنهد كأنها هي من كانت ترقص لمُدة ساعات متتالية.

" كيف تشعر فالكين؟ " سألتني هي تفتح حديثاً.

" لدي مشاعر مُختلطة، مُمتَن على إقامة الحفلة من أجلي و داخلي فارغ فَهل هذا منطقي؟ "

" ليس له شأن بالمنطق فَهذا ما يشعُر به عقلك و قلبك، أحدهم سعيد و الأخَر فارغ لكن اعرف انها مشاعر مؤقتة عندما تتقبل نفسك و قراراتك التي اتخذتها من أجل نفسك فالكين. "

عضتُ على شفتي السُفلية أدير كلامها في عقلي لأجدها محقة، عقلي السعيد و قلبي الفارغ، يَشتاق لِمَن هُم قريبون مني و بعيدون بنفس الوقت.

على الشخص تَقَبُل موضعه و حاله و عدم الندم و إلا سيعيش معه للأبد يتأكله الى أن يصبح جسداً بِلا روح.

لا ينقُصُني.

" تمنيتُ لو ريس و تاليا كانوا معنا اليوم. " أعادتني جُملة فينار لِلواقع لأنظُر على يميني أرى الحفلة و كم انها الى الأن بِنشاطها يبدو انها سَتدوم لكامل الليل.

" نعم....و انا تمنيتُ لو انهم يُشاركونني سعادتي. " تَمتَمتُ مع نفسي أكثر بِنبرة مُنخفِضة لأدير رأسي نحوى طاولة الطعام و المشروبات.

" هل تودين بعض الشراب؟ "

" نعم أود ذلك. "

" سوف أعود بسرعة. " اومأت لي لأتحرك أترُكها متجهاً الى الطاولة بِغطائها الأبيض املئ كأسين من الأوكسارا (نبيذ خاص بالجنيات فقط لونه أخضر بِفقاعات و خطير على البشر) و انا املئ الكأسين رفعتُ رأسي أنظُر من حولي على الجميع، منهم مُستلقون فوق العُشب يحدقون بالسماء و منهم بما انها سَنِحَت لهم الفرصة، يُحِبون بعضهم في الهواء الطلق.

أشحتُ بِنظري لِما يوجد خلف الشجرة الوردية لتلتقط عيناي امرأة شابة تجلس على حافة النافورة المُحاطة بِأعمِدة مَنحوتة طويلة ينمو مِن حولها عروق نباتات و زهور.

ظهرها لي أيّ انه ليس باستطاعتي رؤية وجهِها، لكنها ذات شعر أسود مُمَوج يَصِل لمُنتصف خصرها، ناعِم يلمع تحت أنوار الحديقة كَأنه مياه هادئة. ترتدي فستاناً أبيض شكله مُختلف عن الذي رأيته من قبل، يُظهِر أكتافها الحُنطية مائلة لِلسمراء كَقُبّلة الشمس على بشرتها.

تُدخِل يدها بِمياه النافورة و تُخرجها ترفع ذراعها في الهواء لكي تَسيل عليها كلها الى كوعها قبل أن تُعيد و تفعل نفس الشيء مِراراً و تكراراً.

حركات ذراعها خَفيفة و المياه بِيديها تبرُق كالألماسات، خُصلات من شعرها الأسود تقع بِبطء على كتفها الأيسر كُلما أدخلت يدها في الماء.

كلمة واحِدة خطرت على بالي عندما ظللتُ أراقبُها كالأحمق.

جميلة.

رقيقة و ناعمة لِلغاية.

آوه هذه أربعة كلمات و ليست واحِدة.

خطأي لكن مَن يُمكنه لومي، انها حقاً كما وصفتُها انني لا أرى وجهها لأصبح فضولياً حتى اعرف مَن تكون.

فأنا لم أراها هنا في القصر من قبل فَهل هي من المَدعوين؟

لكن لماذا وحيدة؟

انتفضتُ فجأة من أصوات ضحك فتاتين قادمة من المتاهة لأحَرِك رأسي اليهم أراهم يتهامسون و ينظرون لي لأبتسم لهم و أعيد انتباهي لِفتاة النافو—

مكان فارغ.

اين هي؟!

لقد اختفت و ليست موجودة فوق حافة النافورة كما رأيتها قبل لحظات.

هل رحلت؟

حركتُ عيناي في الأرجاء أبحث عن فستان أبيض غريب و شعر أسود حريري........لكن لا أحد.

أغمضتُ عيناي بشدة الى حَد الألم ثم فتحتهم أنظُر لِلنافورة لكن، لم أجدها. فركتُهم بِيدي و عدتُ أنظُر و من دون جدى، لم أجدها.

يبدو انني شربتُ الكحول زيادة عن اللزوم و مفعوله بدأ على دماغي يجعلني أتَوَهَم أشياء.

قررتُ أن لا أشرب الأوكسارا بما انه ثقيل و أن أحضِر كأساً لِفينار فقط.

" اين كأسك؟ " سألتني هي فور مُلاحظتها حملي لِواحِد.

" اعتقد انه يَكفي كحول لِليوم. "

ابتسمت هي تأخُذ مني الكأس لأجلس جنبها.

" هلـ-هل لي أن اعرف مَن الذي أعَد قائمة المَدعوين؟ " سألتها متوتر ألعب بِأكمام سترتي.

" لماذا؟ هل رأيتَ أحداً لا يجب عليه الحضور؟ " سألتني بِقلق.

هَززتُ رأسي بالنَفي أعيد ظهري على الكرسي أسنده أفرد ساقاي الطويلة.

" لا، انا فقط أشعُر بالفضول. "

" أمممم، مايكا هو الذي أعَد القائمة. "

أومأتُ انا بِتفهم لأغلق الموضوع.

و هكذا قضينا ما تبقى من الليل معاً نفتح أحاديث صغيرة عن الماضي و نَحكي قِصَص مُضحكة في طفولتنا.

فقط الإيجابي و الجميل منه.

في الصباح التالي وردني خبر أنَ التوأم لينوا و لينور لن يسافروا عائدين الى مملكتهم لأنَ الطريق الذي يقود اليها قد سَدته أغصان أشجار عملاقة سحرية صعب تحريكها أو حرقها بِسبب عاصفة لهذا لم يقدروا على الرحيل و ظلوا في القصر الى أشعارٍ أخر من الحُراس و سَفري الى مملكة كاداري تأجَّل معهم.

أخذتُ حماماً دافئاً و رائع قد أيقظني من ثمُلَتي ثم خرجتُ من الحمام لأجد المزيد من الملابس التي تَظهر مِن العدم.

عقدتُ حواجبي أحملها و أنظُر على أيكس المُستلقي فوق السرير كَكل مرة يُحدق بي بِعيونه المُدَورة كالبريء لأتنهد انا أعَض على أسناني بِبعضها أشعُر انني سأنفجر لو تَكَرَر هذا الأمر.

فأنا رجل يُحِب خصوصيته و هنالك مَن يَدخُل غرفتي من دون أذن فَمن هو؟

و عَناداً، لم أرتديها بَل القيتُ بها على الجانب الثاني من السرير لأبدأ بِالبحث عن ما هو خاص بي في خزانتي الخشبية العتيقة.

في الصباح التالي حدث نفس الشيء، غادرتُ الحمام لأجِد ملابس فوق سريري.

تنهدتُ انا أُمَرِر أصابعي بين شعري لأخُذها و ألقي بها على الأرض.

هنالك مَن يلعب معي كُلما اختفيت لبعض الوقت.

و مجدداً في اليوم الذي بعده، غادرتُ الحمام، وجدت الملابس و القيتُ بها.

تَكَرَر الأمر لِمُدة أسبوع كامل لدرجة نفاذ صبري و تَخطيطي للانضمام لِلعبة مع الذي يُزعجني.

لهذا في صباح أخَر لم أكُن فيه أحتاج لاستحمام، خلعتُ ملابسي و وضعتُ منشفة حول خصري أتظاهر انني مُستعِد لِلحمام لأتجه اليه و أقول من وراء ظهري بِصوت عالي

" حسناً أيكس، انا سأستحم و أخُذ وقتي إن شعرتَ بالجوع تناول الطعام الذي وضعته لك في طبقك. "

نبح أيكس مرة قبل أن أدخُل الحمام لا اغلق الباب بل أترُكُه مفتوح قليلاً كي أستطيع النظَر لِداخل الغرفة و خاصةً على السرير.

مَرّت الدقائق الطويلة أنتظِر فيها بِصبر على حافة الجرف، من دون ظهور أحد و لا ملابس فوق سريري يُحضِرها الهواء.

أغمضتُ عيناي لا اصدق انني أتصرف كالأطفال لأقف مُستقيماً و أفتح الباب، استسلم لِلمزعج و أخسر بِلعبته لكن رأيتُ ملابس تطفوا في الهواء قادمة من جهة الباب لأغُلق باب الحمام أترُك فتحة لِعيناي أراقبها توضَع فوق السرير بِهدوء.

تعجبتُ من ذلك، فَكيف لِلهواء أن يَجلِب لي الملابس؟

أو ربما يكون مَخلوق مَخفي؟

طبعاً لجميع الأسئلة، أجوبة. فَمِن بين الملابس ظهر مخلوق صغير جداً يضع يديه على خصره يأخُذ شهيقاً و زفيراً بأجنحة شفافة عروقها الخضراء واضحة.

انه بحجم الأصبع، شكله مثل البَشر لكن بأذان مُدَبَبَة كَخاصتنا، شعره بني كستنائي قصير يرتدي قميص أبيض تحت سُترة بنية و بنطال أزرق مع جزمة بنية اللون من حولها فرو.

انه من المخلوقات التي تُدعى البيلادو تعيش عادةً في الغابات و الجبال و انها سحرية، لقد رأيتُ منها هنا في القصر مع بعض الخدم و الحراس.

لم أكُن اعلم أنَ الدخيل هو مخلوق بيلادو لعين.

رفع أيكس رأسه له ليتقدم المَخلوق و يُرَبِت عليه اعرف الأن لماذا أيكس لا ينبح و لا يفعل أية شيء عندما يأتي ذلك الصلعوق مِن وراء ظهري.

كلب خائن.

فتحتُ انا الباب بِقوة لأخيفَه و أخيف أيكس ينتفض كلاهما لرؤيتي و على وجه ذلك الصغير تَعابير الصدمة لا يتوقع ظهوري المفاجئ.

" أهااااااا! إذاً انتَ الذي تدخُل غرفتي من دون إذني! " صحتُ انا أشير بأصبع عليه ليبلع هو ريقه و يُحَلِق بأجنته في الهواء يَهرب نحوى المُخرج.

انا ركضتُ بأسرع ما لدي أمسك وِسادة من على السرير لأرميها عليه لكنه تفاداها ينظُر لي بِعيون متوسعة.

" الى اين تظُن نفسكَ ذاهباً؟ " سألته اركض اليه بِما انها نسية أنَ عليه أكمال مُحاولة هروبه.

مَدَدتُ يدي لأمسك به لكنه حَلق للأعلى لأقفز من دون جدوى فهو قريب من السقف المرتفع مع أنَ بأمكاني أخراج أجنحتي الكبيرة و الوصول له لكني لم افعل بَل أمسكتُ أول ما رأته عيناي لألقي بِوَردة ذات بتلات حمراء.

ضَحِكَ هو على ذلك من دون أن تُصيبه لكونه أبتعد عنها ليرتفع عندي الضغط أفور كَالقَدر فوق النار.

قفزتُ أستعمل كل القوة التي لدي في ساقاي لأخر مرة و بِأطراف أصابعي لامَسَت حذائه. رأى انه في خَطر يَشهق ليَطير الى السرير بِسرعة.

" توقف! " أمرتُه بِغضب ليُكمل طيرانه الى المَقعد بالقُرب من أبواب الشرفة يَحمِل كتابي يستعد للألقاء به.

أمسكتُ انا بِالطرف الأخَر من الكتاب أشُدُه نحوي و هو يَشده نحوه كِلانا نسحبه انا أصرخ عليه بالتوقف و هو لا رَد منه، ظننتُ انه لا يملك لِساناً ليتحدث.

بدأت صفحات الكتاب بِأصدار صوت تَمَزُق لتتوسع عيناي خوفاً عليه، باللحظة الأخيرة قبل أن تتمزق الصفحات، أفلَتُ الكتاب ليَطير هو و الدَخيل المزعج للأرض يقع الكتاب في مكانٍ ما و المخلوق على مؤخرته لِيَحُكها بِألم يُهَسهِس من بين أسنانه.

" هذا مؤلم! " صاحَ هو يرمقني بِنظرات كانَ يجب عليها أن تُخيفني لكني لم اتأثر لأذهب اليه و أمسِك بِأجنحته أمنعه مِن الطيران، أرفعه لأمام وجهي لكن بعيد قليلاً كي لا يركلني و يلكمني مُحاولاً الهروب مِن قبضتي.

" إذاً هو يتكلم. " قلتُ انا رافع الحواجب ليتوقف عن التحرك و يُشابك ذراعيه أمام صدره يَقلب شفتيه كالغاضبين بِشكل لطيف.

" نعم اتكلم بالطبع فَماذا ظننت؟ "

" و قليل الأدب ايضاً......انتَ في ورطة يا حَشرة. "

شهَق هو بِعُمق يبدو مُهاناً بالاسم ليَعود و يتحرك بِقوة يركُل و يلكُم الهواء.

" دعني و شأني فأنا لم افعل شيئاً! "

" لماذا تدخُل غرفتي مِن دون أذن؟ "

" انا افعل ما يأمروني به ليس لأنني اريد الدخول. "

" لماذا تدخل بِسرية؟ فَهذا ما عنيته. "

" كي لا أزعجك بينما تستحم! "

" مَن الذي يأمُرك بالدخول و أحضار الملابس؟ "

لم يُجبني بل ظَل يتحرك لأتنهد انا أمسكه من قدميه و أقلِبَه لكي يُصبح رأسه في الأسفل.

" إن لم تُجيب فَسوف تَظل على هذه الحالة الى أن ينفجر دماغك من تجمُع الدماء فيه. "

أصدرَ صوتً من الغضب لينصت اليّ و يتوقف يُشابك ذراعيه أسفل صدره لا ينظُر لي.

" أخبرني الأن، مَن انت و مَن الذي أرسلك؟ "

" أولاً أنزلني فأنا مازلتُ يافعاً لِلموت باكراً. "

شقلبتُ مُقلتاي على الدراما لا أتحرك ساكِناً.

" أجب على السؤالين بعدها سأدعك. "

سَكت هو للِحظة يبدو انه يُفَكِر بإن ما يجب عليه الإجابة أم أبقاء فمه مُغلقاً، ليَختار الصحيح و يَرُد قائلاً
" انا أدعى بلايز و الملك فالين أرسلني لأخدمك و أكون مُرافقاً لك. "

" هاه، لماذا لم يُخبرني فالين بالأمر؟ هل تكذب عليّ ايها الملعون؟ "

" لا، بأمكانك الذهاب و سؤال الملك. "

ضَيّقتُ عيناي عليه مع الأسف اصدقه لأدعهُ مِن قبضتي يعود يُحلق أمامي وجهُه أحمر جداً يُرَتِب من شعره المُبعثر و يُعَدِل على ملابسه.

" لقد أرسل لي حشرة بِلسان طويل لا تعرف الاحترام و التحدث مع الأمير؟ " سألته أعطيه ظهري أخُذ الملابس التي أحضرها لكي البسها.

" انا لستُ بِحشرة، تريد مني الاحترام لكنكَ تنعتني بأسماء مُهينة؟ "

أردتُ أن ابتسم على نبرته المُحبطة لكنني كَبَتُ البسمة و استدرتُ باتجاهه أغلق زر بنطالي أبقي وجهي متجمد بِلا تعابير عليه.

" انتَ تتحدث مع الأمير هل نَسيت ذلك؟ "

شقلب هو مُقلتيه ليَهُز رأسه بِكلتا الجهتين و يُجيب

" ظننت انكَ لا تُحِب أن يُناديك أحد بالأمير......سمو الأمير. " لفظ هو اللقب بِسُخرية لأبدأ بارتداء القميص أغلق أزراره ايضاً.

" صحيح، لكن معك استثناء. فأنتَ الخادم الأن. "

انا لا اقصد إهانته و إنما أمزح معه لكونه لطيفاً اعلم انه سيكون مُرافِقاً مُشاغب لكن مُمتع.

" حسناً سمو الأمير الذي يُحِب الاستحمام لأكثر من مرتين في اليوم. "

هُنا ضحكت على كلامه أنظُر لنفسي في المرآة، أوافقه الكلام بعض الشيء.

عندما حطت عيناي على ملابسي، لم تفاجئ لكونها روعة و ثمينة و نادرة الشكل.

" من اين تُحضِر الملابس؟ " سألته بِفضول أتمعن بِتفاصيلها.

حلق هو الى جانبي يتكئ على المرآة مِن دون حَجب ما أراه.

" مِن الخياط الشخصي لِلملك، فَهو يصنع لك الملابس بعدما سَمِع انكَ تُحِب الأزياء مع انني أخبره دوماً انكَ تمتلك ملابس لا تَسِع خزانتك لكنه يُصِر و يجعلني أحملها اليك. "

" أوه يا صغير هل تؤلمك أجنحتك الرقيقة؟ "

ارتجفت عينه لأبتسم انا و اذهب الى أيكس، أحنيتُ ظهري و عقدتُ حاجباي الداكِنة لينظُر لي بِخجل يعلم جيداً انه في مشكلة و انني غاضِب منه.

" انتَ مُعاقب من القدوم معي الى الحديقة و سوف تتناول الطعام في الغرفة لوحدك. " قلتُ له بِعزم و جزء مني يَحزَن عليه لكن يجب أن يعرف انني مُحبَط و خائب لِلظن و كي يتعلم أن يُخبرني المرة القادمة بوجود دُخلاء.

أخرج هو أنيناً من حلقه يَضع رأسه فوق يديه لأستدير و أغادر الغرفة.

لَحِق بي بلايز يُحاول ان جعلي أُغَيّر مِن رأيّ و أن أسمَح لأيكس بالقدوم معنا. أيكس كَوَن أول صداقة له......مُثير للاهتمام فَهو حيوان لا يُحِب الاختلاط بالغُرباء كثيراً.

على الأقل لديه صديق الأن و هذا جيد.

" انا من طلبتُ منه أن يُبقي فمه مُغلقاً سموك، لا تَغضب عليه. " شرح لي بلايز لأتجاهله اومئ لِلخدم و ابتسم لِمَن ينظُر لي.

" سموك عل تَسمعني؟ " جلس هو على كتفي ينقُر بأصبعه على رقبتي لأتوقف عند الباب الذي يقود لِلحديقة الجانبية أحمله من جناحيه أبعده عني.

" أولاً، لا تحاول فأنا على قراري. ثانياً، لا تلمسني مفهوم؟ "

" مفهوم سموك. " و خَرجت الى الهواء العَليل، أصوات زقزقة العصافير تَعلوا في السماء الصافية بِلا غيوم في هذا اليوم و خدم في كل مكان يَعملون.

رأيتُ نفس الطاولة مُمَدَد عليها الفطور، فالين و فينار يجلسون معاً يتكلمون فيما بينهم و أطباق و أطباق من البيض المَقلي، اللحم المُقَدَد، الفواكه و الخضار و كل ما تتمناه أمامهم يتناولونه.

" صباحُ الخير. " قلتُ انا اجلس على كرسي بينهما ليبتسموا يُرحبون بي.

" لقد تأخرت، عادتً فالين الذي يتأخر. " قالت فينار تُمسك بِفنجان الشاي.

" أعتذر، لقد انشغلتُ بِمُشكلة صغيرة. " نظرتُ انا على بلايز الذي يَحمل قطعة عنب خضراء ليأكل منها.

" أوه لقد تعرفت على بلايز هاه؟ " تساءل فالين يُلقي نظرة على صاحِب الفَم المَملوء بالعِنَب، حتى القطعة أكبر منه مُقارنةً بِحجمه لكن لديه قوة يدين فظيعة، على ذِكرة سَحبه لِلكتاب.

هذا لأنه يستعمل أجنحته.
أخبرني صوتٌ بداخلي لأوافقه ذلك. فأجنحة الجنيات بِشكل عام نِصف قوتها.

" نعم تعرفتُ عليه لكن لم يكُن عليك أرسال مُرافقاً لي فالين، فأنا لا أحتاج له. "

مضغ صاحِب العيون مُختلفة الألوان لقمته من البيض ليتقدم بِجسده يسكُب بعض الشاي لنفسه.

" جميعنا نحتاج مرافقين عزيزي فالكين، و بلايز هو الأنسَب لحضرة مقامك. "

ليس حقاً.

كنتُ اريد قول ذلك لكني لم أتفوه بِحرف و اومأتُ على أية حال بامتنان لِلتفكير بِراحتي.

جميع الملوك و الأمراء و كل من هم أغنياء لديهم مرافقين، في أسليرا، ريس لديه تاليا بما انه لم يقبل بأحد غيره، تاليا لديها تيلار خادمتها و انا كانَ لديّ خادم شخصي يُلبي طلباتي و يساعدني بأعمالي لكني تركته خلفي و سمحتُ له بِترك القصر ايضاً لأنه أراد أن يتزوج من خطيبته البشرية بعد علاقة دامَت لِخمسة سنوات.

سكبتُ طبق لنفسي من الفواكه فأنا لا أشعُر بِالجوع كثيراً ليَنهض فالين من على كرسيه يَمسح فمه بالمنديل قبل أن يستدير و يذهب.

" الى اين؟! " صحتُ من خلفه.

" الى لعب الغولف فَلقد اشتقتُ لِلعبة و بما انكَ موجود لِما لا تشاركني ؟ "

" هذا سيء. " تَمتَمت فينار لأنظُر اليها مُستغرب.

" لما سيء؟ "

لم تُجبني َبل أشارت بِعينيها الخضراء فيها من اللون البني على أخاها لأتبَع نظرها أرى فالين يَحمِل عصا الغولف الخشبية. ضرب بها الكرة البيضاء يجعلها تُحَلِق بعيداً بِسرعة كبيرة الى أن أختفت...... بنفس الثانية سمعنا صوت كَسر زُجاج.

" هذا هو السبب. " قالت فينار تَهُز رأسها بِخيبة أمل بينما فالين وضع يداً على فمه يقول " أوبس. " بِنبرة عالية يستعد لِرمي كرة أخرى.

ابتسمت انا أشعُر بالأسف على الخدم الذينَ سَيُنظفون فوضاه بعد اللعبة لأعود أتناول الفواكه، نُشاهده و هو يلعب.

عَدد الكُرات التي ضربها لا تُعَد أصلاً بما انني فقدتُ الرقم بعد المئة و في كل مرة كان شيئاً ما ينكسر مع أنَ مَغزى اللعبة هو ضرب الكُرة كي تُصيب الهدف بأخِر الحديقة بالقُرب من البيت الزجاجي الكبير (أو البيت الأخضر كما يُدعى بالإنجليزية) الذي يتم الزرع فيه، جميع أنواع النباتات و الزهور في المملكة منها النادر و منها السِحري.

مِن حُسن الحظ انه لم يَكسِر زجاج البيت.

" اعتقد أنَ هذا كافي فالين، لم يَعُد هنالك شيئاً لتكسره. " أخبرته أخته تعود بِظهرها على كرسيها تُرَكي رأسها على قبضة يدها.

" معكِ حق......لما لا تُجَرِب انتَ فالكين؟ اللعبة مُمتعة جداً. "

" أرجوك وافقك و خُذ من يده العصا. " تَرجتني فينار لأضحك انا بِخِفة.

" و انا أترجاك ايضاً سموك. " أضاف بلايز يأكل قضة من فطيرة التوت، فمه كُله تَحول لِلون الأزرق و ملابسه مُتَسِخة فَكُل مرة يُحاول تناول شيء ما أكبر من حجمه، يتلامس جسده مع فمه بالطعام.

اومأتُ انا لهُما لأنهض على ساقاي و أتجه نحوى فالين. مَد لي عصا ثانية لأخُذ الاثنتين منه أمنعه مِن اللعب.

ضحك هو على فعلتي يفهم انه يجب عليه التوقف هذه المرة، ليضع لي كُرة و يُخبرني أن أصيب الهدف الأصعَب، أيّ انه بين شجرتين، أوراقها الخضراء تُحيط به تجعله مُختبئ بينها.

" إن أصَبتَ الهدف، سوف أرسِل اليكَ اليوم ضيوف كي ينضموا معك في الغرفة. " تَحداني فالين لأنظُر له بِتعابير ثابِتة لا مشاعر واضِحة على ملامح وجهي.

" أوه يا اللهي خَلصني. " سمعتُ فينار تقول.

" انا لستُ انتَ فالين. " قلتُ له أتكئ على العصى.

" ما الذي تريده إذاً لكي تَقبل التحدي؟ "

" واحدة فقط، فَلا أحتاج اثنتين السرير لا يتسع. "

عَم صمت بيننا طويل حتى العصافير لم تَعُد تُزَقزِق كأنها تفاجأت من كلامي و كأنَ الزمن توقف كل شيء فيه ينتظِر تبرير.

فجأة ضحك فالين يضع يده على كتفي يفهم المَزحة يشعُر بالفَخر و انا شاركته أقَهقِه معه بينما فينار لَعنت تحتَ أنفاسها.

أقسِم انني سمعتها تقول
" اين انتِ يا تاليا، قريبك يَغرق بالخطيئة مِن دونك. "

" حسناً فالكين، انت أصِب الهدف ذاك و انا أعدُك انني سأرسل أفضل فتاة لدي في القصر. "

اومأتُ انا أقبَل التحدي لأنحني بِظهري قليلاً أثَبِت مُقدمة العصى بالقُرب مِن الكُرة، أنظُر بعيون مُضَيّقة على الهدف البعيد افكر كيف سأضربها و متى يجب ضربها، فَتوجد نسمة هواء خفيفة قَد تلعب دوراً كبيراً بِتحريك الكُرة إن ضربتها في اللحظة المُناسبة.

لم العَب الغولف كثيراً عندما كنتُ في أسليرا لكن لعبت مع ريس عدة مرات لأتعلمها منه حتى أصبحَت مُمِلة بالنسبة لي أجد ما هو أفضل و أكثر مُتعة، مثل ركوب الخيل، رمي السهام و المزيد.

بعد تركيز و صبر، رفعتُ العصى لِخَلفي ثم ضربتُ الكرة لتُحَلِق مسرعة نحوى الهدف اعلم انني سأصيبه، أكتُب خطاب على الفور في عقلي حتى ألقيه لِلملك المُتفاخر بنفسه.

لكن من دون أية سابق أنذار، ظهر رجل عجوز يَحمِل صندوق تنبع منه نباتات ذهبية الأوراق بين ذراعيه يمشي في طريق الكرة، لتَضربه بدلاً من الهدف تجعله يوقِع ما بيديه و توقعه على الارض.

توَسعت عيناي بِصدمة و فينار نَهضت بِردة فعل من على كرسيها خوفاً على المسكين أما فالين ضحك من كل قلبه حتى ذرف الدموع.

" اللعنة، كانَ ذلك غير متوقع. " قال فالين يمسح دموعه لأدع العصا و اركض الى الرجل العجوز الذي يَفرُك جانب رأسه مكان إصابته يجمَع بيده الأخرى النباتات من على الأرض.

" الى اين تذهب؟! " سألني فالين ما يزال يَضحك.

" لكي أطمئن على الرجل. "

وصلتُ اليه أقَرفِص مثله أجمع ما تبقى من النباتات في الصندوق.

" هل انتَ بخير سيدي؟ انا حقاً أعتذر منك فَلم أنتبه لوجودك ابداً. "

التَفتَ لي الرجل ذو الشعر الشائِب و اللحية الطويلة مضفورة تَصِل لِرقبته يرتدي قبعة زرقاء مائِلة على رأسه.

" انا بخير سموك، و لا مشكلة لقد تألمت لِلحظة لكن ليس شيئاً لم أتحمل و لم يَكُن عن قصد........صحيح؟ "

" بالطبع ليس عن قصد سيدي. "

عندما ابعد يده عن مكان إصابته أنكَمَش وجهي بِرُعب لأنَ جانب رأسه أنتفخ و توَرم ليَضحك الرجل يلمس رأسه.

" انها بتلكَ السوء؟ "

اومأتُ انا أشعُر بالأسف الشديد و الندم ليبتسم لي بِلطافة وجهُه البشوش يَشِع أسفل نور الشمس.

" لا تقلق سوف أزور الطبيب إن كان هذا سيُرضيك. " أخبرني هو لأنهض انا على ساقاي و أمُد يَدي كي يأخُذها أساعده بالنهوض.

" سيكون أفضل لك إن فعلت، فَلا تبدو إصابة بسيطة. "

اومئ هو بالتفهم لينحني كي يَحمل الصندوق لكني سبقته و أخذته بدلاً عنه أجِدُه في الحقيقة ثقيلاً جداً.

" دعني أساعدك سيدي. "

" آوه انتَ شاب لطيف لِلغاية سموك، أشكُرك على المساعدة، فَظهري هذه الأيام يؤلمني كُلما تحركت أو تنفست حتى. " قال هو يُخرج ضحكة من حلقه مازحاً.

" لا شُكر على واجب هذا أقَل ما يُمكنني فعله من أجلك. "

رَبَت هو على كتفي بامتنان عينيه تبتسم من دون أن يُحَرِك شيئاً بِوجهه.

يُذَكِرُني بِشخص ما لم اعرفه جيداً لكن عقلي قَرر السَفر الى الماضي لأتذكره.

بيتر أناليس......

مأمور المكتبة الملكية لِلقصر في أسليرا و الذي ماتَ في الحرب بعدما أعطى روحه لِتاليا لأنها ايضاً ماتَت بين يدين ريس.

لعنة ريس مَن قتلتها عندما شَفتهُ منها بِقُدرتها النادرة عند البشر التي وُلِدَت بها ليَسحب منها إياها و يقتلها إثر ذلك بِلا وعي و من دون قَصد (فَهو يعشقها كالمجنون).

قصة طويلة و حزينة لن أدخُل بِتفاصيلها.

" سموك هل انتَ بخير؟ " سألني الرجل لأرمش مرتين قبل أن أعيد انتباهي اليه.

" نعم بخير. أمممممم أين يجب عَليّ وضع الصندوق؟ "

أشار لي بيده على طاولة بِجانب البيت الزُجاجي
" هنالك و انا سأخُذه الى الداخِل، يجب زراعتها هناك مع باقي النباتات. "

اومأتُ له لأبدأ أتجِه نحوى البيت و هو يُرافقني.

" هل تعمل لوحدك سيدي؟ "

" لقد كنتُ اعمل لوحدي قبل تسعة عشر سنة لكن الأن لم أعُد اقدر من دون عَون لهذا لدي أبنتاي يُساعدونني دائماً. "

" جيداً جداً، يبدو العمل بالزراع مُرهِقاً. "

" هو كذلك لكني أحبه منذُ أن كنتُ صغيراً و عندما سَنحت لي الفرصة بالعمل هنا عند الملك وافقتُ من دون ترَدُد و منذُ حين و انا أعيش و اعمل لديه في القصر أعتني بِحدائقه. "

هَمهَمتُ أنظُر لِلحديقة من وِجهة نَظَر مختلفة، أنتبه لِنباتات، الأشجار و الزهور صحية الشكل و لا يوجد منها المريض أو الفاقد لِلونه الزاهي.

كم انه طموح بِعمله لم يتركه و لم يَمَل بِعكسي انا إن فعلت نفس الشيء لفترة طويلة أفقد المُتعة به و أنتقل لما هو جديد.

" بأمكانك تركها هنا سموك. " توقفنا عند أبواب البيت الزجاجي المفتوحة أختلس نظرة على ما بالداخل مِن حديقة مُصغرة مِن أجمل ما رأته عيناي، ذات الوان متنوعة براقة، عَصافير تُحَلِق بداخلها تبدو حتى أسعد مِن التي في السماء.

أرى ايضاً مَن يعملون في الداخل و خصيصاً فتاة ذات شعر بني قصير يَصِل أكتافها تزرع زهرة ما لترفع رأسها و تراني أحدق.

نهضت هي بِسرعة ترسم بسمة لطيفة على شفتيها لتنحني باحترام و انا أعيد لها البسمة.

" انها أبنتي الأولى نورا و الثانية ليست موجودة اليوم. " أخبرني العجوز لأشيح مِن نظري عنها أضع الصندوق على طاولة قديمة من الحَديد موجودة عشوائياً فوقها بعض أغراض الزِراعة.

" لديكَ أبنة جميلة و مُجتهِدة. "

" نعم انها كذلك، انا مَحظوظ......آوه لقد نسيتُ أن أخبرك باسمي، انا أدعى زيو. "

وَضعتُ يداً فوق كتفه ابتسم مِن قلبي له.

" من الرائع التعرُف عليك زيو. "

" الشعور مُتماثل سمو الأمير، انتَ تُذَكِرني بِالملك ريساند كثيراً و بنفس الوقت تبدوان مُختلفان، مع انني قابلته مرات تُعَد على الأصابع إلا انه في كل مرة كانَ لطيفاً لكن غامِضاً. "

" انه عمي ريس و شخصيته المُعقدة حتى انا لم اقدر يوماً على فهمه فالشخص الوحيد الذي أستطاع تركيب أحجيته تكون زوجته. "

" أااههههه الملكة تاليا....."

رفعتُ انا حاجِباً عليه لأسألُه بِفضول
" هل تعرفها شخصياً؟ "

ابتسم هو ينظُر لِشيء ما في الأفق يبدو شارد الذُهن يعود بِذكرياته.

" في أول مرة زارت فيها مملكة فالينيا قابلتُها بالصدفة هنا و تعرفتُ عليها و على جمال روحها اذكُر كم انها حساسة و ألطف مَن قابلته و ذكية جداً لكن كانت يومها ضائِعة مُحتارة تحتاج المساعدة بأمر ما في حياتها و انا وَجهتُها لا أكثر، " توقف زيو يلتَفِت لِلخلف على جدران البيت الزجاجي ليُشير بيده نحوى العروق التي عليها تُزَين من الزجاج تُخفي القليل مِن ما يوجد بالداخل قبل أن يُكمل

" لقد أعطيتها نصيحة عن تلكَ النباتات مرةً، ضَربتُ مثلاً بها لا أكثر و بطريقةٍ ما ساعدتها على حل مشكلتها، اعتقد كانَ ذلك قبل وقوعها بِحُب الملك و بدأ الحرب و كل ما جرى قبل تِسعة عشر سنة. "

" شكراً لك......"

نظر لي لا يفهم سبب شُكري له لأبَرِر قائلاً
" على مساعدتك لها، تاليا تتأثر بأبسط الكلمات مع انني لا اعلم ما كانت مشكلتها لكنك و لو بطريقةٍ غير مباشرة ساعدتها. تاليا كانت وحيدة في هذا العالم لم يكُن أحداً معها لكي يقودها لبداية الطريق و انا متأكد انكَ كنتَ أملاً لها لهذا شَكرتُك. "

هَزة زيو رأسه من اليمين لِلشمال يُمَشِط شعر لحيته المضفور و يداً خلف ظهره.

" لم افعل شيئاً سموك، فأول الشجرة هي بَذرتَها و انا فقط زرعتُها و تركتها تنمو الى أن كَبُرَت بنفسها و هذا ما حدث مع الملكة تاليا. "

اومأتُ انا بِتفهم اعلم أنَ هذا الرجل حكيم حتى لو انه مُجَرَد عامل يزرع في الحديقة و يَهتم بها فَلديه لِسان حكيم قد تكون رفقته مُفيدة و أتطلع لها في الحقيقة.

بعض الأحيان يحتاج الشخص لِمَن هُم مختلفين عن المُعتاد و رِفقة مَن هُم الأصَح لك كي لا تتزَحزَح عن الصحيح في الحياة و تتعلم ما هو جديد لك و لغيرك.

" فالكين! " أخرجني صوت فالين مِن فُقاعة أفكاري لأدير وجهي نحوه أراه يُلَوِح لي بِذراعه كي أتي.

" أذهب سموك و أمنعه من كَسر المزيد من الأغراض. " قال زيو يتنهد يَحمِل الصندوق.

و بذلك ودَعتُ الرجل و توَجهتُ الى فالين أسحَب مِن يده العصا و ألقي بها مع الأخريات.

" اينَ كنت طوال الوقت؟ " تساءل هو يَلُف ذراعاً حول كتفاي يأخُذني الى الطاولة.

" أساعد الذي أذيته من دون قصد طبعاً. "

" همممم جيد لكن يجب أن تعلم انك لن تقضي الليلة مع أجمل ضيف في القصر لأنكَ لم تُصِب الهدف. "

ضكتُ بِخفة لأقول
" لا بأس......في المرة القادمة. "

اومئ هو موافقاً لأفتح فمي و أضيف
" لديكَ عامِل يجب ترقيته هنا. "

رفع حاجباً أشقراً عَليّ لينظُر الى خلفنا و يعود يُكمل معي طريقه الى الطاولة و فينار التي تتكلم مع بلايز عن أمر ما.

" لقد قابلتَ زيو هاه؟ لكن مع الأسف انه ليس بِجندي أو حارس لِلترقية لكني أؤكِد لك انني أعتني جيداً بِعائلته و لم ينقصهم شيئاً على الأطلاق. "

هَمهَمتُ انا بِرضى لنجلس من حول الطاولة مع بعضنا قبل أن يعود كل ٌ منا لِعمله.

أو هُم على الأقل بما انني لا اعمل أية شيء هنا غير النوم، الاستيقاظ، الحمام و تناول الطعام.

يجدر بي إيجاد عملاً في القصر فَلا يُمكن أن اجلس و أشاهد.

لكن ماذا سأعمل مثلاً؟

خادم في المطبخ؟

أخذتُ افكِر ملياً بالأمر أبحث عن ما هو مُناسب لي فأنا ذكي بالحِساب، قوي البنية و نَشيط فَما المِثالي لي؟

في قصر أسليرا كنتُ كالوزير لريس أساعده بِعمله و أنصحه بما هو الأصَح بِشأن التطورات في المملكة و ما هو الأفضَل لِشعبها.

همممم سوف اسأل فالين و أخُذ بِنصيحته.

" جلالة الملك! " فجأة أتى مايكا راكِضاً و على وجهه تعابير مختلفة عن المُتحجرة و الباردة.....قلقة لِلغاية، هذا ما يوجد على ملامِحه، لم أراه بهذا الشَكل ابداً.

" ما الخطب مايكا؟ " سأله فالين مُعقد الحواجب.

" لقد وردنا خبراً أنَ المُتمردين في مملكة كاداري يُهاجمون القصر بِقواهُم محالون الدخول اليه. "

شعرتُ أنَ قلبي وقع في مَعدتي و فينار فتحت فمها على مصراعيه تنسى كيف تُحَرِك فمها لكي تتكلم ولا ألومها فَهذا خبر صاعِق، التَهجُم على القصر يعني شيئاً واحِداً كل الملوك السبعة أو الستة بما أنَ شادونايت لا تملك واحِداً، يتفادون الذي يُدعى......بالثورة.

نهض فالين مِن على مَقعده لنفعل نحنُ نفس الشيء.

" هل انتَ متأكد مِن الخبر؟ "

" نعم جلالتك لقد وصلتننا حتى رسالة استنجاد من الأميرة نيفاري أخت الملك لايتا تَطلُب فيها المُساعدة قبل فوات الأوان. "

عَم صمت بيننا و لا شخص مِنا يجرؤ على أصدار صوتً أو التفوه بِحرف فإنَ الملك يُفَكِر بِجدية لِحَل المشكلة لكني سبقته بَذلك فَلقد خطرت على بالي فكرة قد تُساعد.

" فالين هل لي بِقول شيء. "

لم ينظُر لي و ظل يَحُك ذقنه بِتفكير عميق مُضَيّق العينين يحدق بالأرض بينما فينار تقدمت لِجانبي تُخبرني أن اتكلم و لا أنتظِر منه الأذن.

" سوف اذهب اليوم الى المملكة، التأجيل سُيلقي بِلايتا في بحر ورطات لا خروج منها لهذا دعني أذهب بسرعة الى كاداري. "

هُنا حرك فالين وجهُه نحوي يرمش بِبطء كالذي يسمعني أتحدث لأول مرة لكنه تعافى مِن الدهشة ليقول
" إنَ الطريق مَسدود يحتاج وقتاً لِأبعاد ما يَسده. "

" إذاً لن نُسافر بالعربات، بل سَنستخدم أجنحتنا، لقد خُلِقنا بها لسبب، لا؟ "

" إنَ كلام سمو الأمير صحيح، جلالتك. و سوف أخبر ايضاً لينوا و لينور بِالقدوم معه لكي يبقوا بِجانب ملكهم و يُساعدوه. " أقترح مايكا.

" لا هذا لن يُجدي نفعاً، ذهابكم لوحدكم ليس بالقرار السليم و خاصةً في الفوضى. " عارض فالين لتتنهد فينار تَقِف بوجه أخاها العنيد.

" هذه المرة اسمعنا جيداً فالين، يجب أن يذهبوا بسرعة و لا يُضَيّعوا الوقت أكثر قد تسوء الأمور و يتأذوا مَن في القصـ--"

" سوف نذهب جميعنا في مساء اليوم! "

حدقنا كُلنا عليه نرمش لا نستوعب ما قاله ليزفر هو الهواء من فمه يَمشي ذهاباً و إياباً أمامنا قبل أن يُعيد قائلاً

" سأتي معك فالكين، و سَنُرسل خبراً لِلشعب بأنني قادم لكي أتحدث مع ملكهم لايتا بِشأن قراره عن سماح لِلشادونايتس بدخول المملكة و بتلكَ الطريقة سوف نُهَدِئ من غضبهم و نُعطيهم أملاً بِتراجُع لايتا عن قراره. "

" جلالتك أعتذر على التدخُل لكن مُغادرتك فالينيا الأن ليس بالشيء الصائِب. "

" انا سأذهب مع فالكين بِما انني الأميرة هذا أفضل و انتَ أبقى في القصر و أنتظِر خبراً منا، إن اصلحنا الوضع فَلا داعي لقدومك و إن ساءت الأمور فَلقدومك إفادة بعدها. " أخبرتهُ فينار لأومئ انا و خادم فالين الشخصي معاً بالموافقة فَهذا أفضل خيار للأن.

نظر لنا فالين بالعينين يَعَض على شفتيه يبدو مُشَوشاً و لا يعرف ماذا يجدُر به قوله ليُرخي هو أكتافه و يُمَرِر أصابعه في شعره الذهبي.

" حسناً حسناً.......أفعلوا ما تروه الأفضل و إياكم ثم إياكم عدم أرسال خبر لِما سَيحدث معكم في كاداري. "

" كما تريد فالين. " قالت فينار تنظُر لي كي أتبعها الى داخل القصر حتى نبدأ بِتوضيب أغراضنا من أجل طريق سفرنا القصير الى مملكة كاداري.

لحقتُها الى الداخل ندع فالين و خادمه في الحديقة خلفنا ليَلحق بي بلايز يَطير بِجانبي في ردهات القصر و الى غرفتي.

" هل تعتقد انكم سَتغيرون من رأي الملك لايتا؟ " سألني بلايز باهتمام.

" لستُ أدري بلايز، لكن سنرى و نحاول فَلن نخسر شيئاً في المُحاولة. "

و بذلك وَضبتُ أغراضي و كل ما أحتاجه في صندوقي الخشبي بعدها انتظرتُ في غرفتي لفترة طويلة و الى حين غروب الشمس و حلول المساء.

طُرِقَ بابي مَرتين لأنهض بسرعة و أفتحه بِقلق أجِد توك مُرتدياً درعه الذهبي يَحمل خوذته بين ذراعه و أبطه.

" سمو الأمير، لقد حان وقت المُغادرة. "

اومأتُ انا افتح باب غرفتي أكثر لأخبره أن يأخُذ صندوق أغراضي قبل رحيلنا الى خارج القصر حيثُ مجموعة حُراس عمالقة و ضِخام البنية يرتدون دروعهم اللامعة و سيوفهم على خصرهم مع فينار ينتظرون.

من جديد 9000 كلمة لقد سهرتُ الليل و انا اكتب البارت بِسعادة !!!

 و أول ظهور بسيط لِلبطلة فهل عرفتم من هي منهم؟

أخبروني الى حد هذا البارت ما الذي أعجبكم أكثر شيء؟ اشعر بالفضول للمعرفة

مهم جداً أن تصوتوا للرواية فأنكم بتلك الطريقة تدعموها و تدعموني كَكاتبة 💫💫

سؤال اليوم:

ما هو نوع الراويات المفضلة لديكم؟ 🤔

أخيراً لكي تصلكم أشعارات نشري لهذه الرواية أرجوا متابعة صفحتي  أو حفظها في مكتبكم الخاصة 📣❗❗❗

Continue Reading

You'll Also Like

26.7K 732 36
كانت حياتي سيئه فأصبحت اسوأ ثم جاء هو فتغير كل شي...
416K 15.8K 51
ظل يصفعها صفعه تلو الاخرى تلو الاخرى و يضربها و هى ملاك لا تفقه شئ هى فتاه لم تتجاوز العشرين من العمر...حتى صضمها بالحائط و الدماء تخرج من كل مكان من...
355K 23.3K 39
( منتهية ) كُل أحلامها تجلَّت في عائلة سعيدة , لكن كُلُّ ما عثرت عليه بين جدران ذلك القصر كان الشَّقاء و الضياع لسبب جهلته و لم تكن تملك الرَّغبة لمع...
13.7K 1.6K 47
سالومي- اسطورة ملعونة واتهام ثقيل يصفها ببنت الشيطان- وقربان لفك تعويذة أحد أسياد العالم السري من النخبة، الى ملكة مقدسة على قمة العالم. جمال، شهرة،...