تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.6K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

١٢

25.7K 2K 3.1K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

تَمركزت اعيُن حونغكُوك حيث لَوزيتَا تايهُيونغ الساكنةِ ، منذ انهُ قد بدى بارعاً بأنظارهِ الثابتةِ تلك بخلافِ مَوجة المشاعر القَوية التي تحوم عابثَة في دواخلهُ من عينَاه اللامعةِ ذات النظراتِ المُترددةِ

لَم يكُن جونغكُوك مُتردداً اكثَر من هذهِ اللحظةِ من قَبل ، و سأل نفسهُ .. أحقاً هو في الحُب مع تلكَ الفتاةِ المَفروضة عليهِ ، أهو بالفعل يَمتلك قمراً طالمَا انهُ " زُحَل " ، لم يكُن تايهُيونغ من ذلك النوع من الاشخاصِ الذي تمتلك الجرأةِ للكذب عَليه لذلكَ هو اخفضَ انظارهُ ناطقاً بهدوء

" انَا .. "

" جونغكُوك تايهُيونغ ، مَرحباً ! "

صَوت عَمتهِ صَدح في المَكان فجأةً وَ كلاهما حَدقا بسيارتهَا التي تَوقفت بجانبِ منزلهم ، ثمَ نزول فتاةٌ اخرى غريبةٌ على انظارِ تايهُيونغ الساكِن لكنهَا ليست كذلكَ بالنسبةِ لجونغكُوك الذي تموضعت عقدةٌ صغيرة بينَ حاجبيهِ عندمَا وَقفت بُونا مُلوحةً له بأبتسامةٍ جميلَة

نَظر تايهُيونغ حيث جونغكُوك مُمركزاً بأنظارهُ عليهِ عندمَا لمح الفتاة تُبعد خصلةً من شعرها حيث وراءَ اذنهَا بأبتسامةٍ شديدةُ الحماسَة ، لمَ يخفى عليه نظرات جونغكُوك المتموضعةِ عليهَا في الحقيقَة هو لم يكُن ينظر لغيرهَا هوَ حتى لم يستمع لدمدمَات عمتهِ عندمَا طلبت منهُ المساعدةِ في اخراجِ بعض الحاجياتِ

رَمش تايهُيونغ بهدوء مُنزلاً رأسه و سَار حيث العَمة يُعينها بأخراج بعضِ الاكياسِ من السيارةِ ، هي ابتَسمت لهُ بدفئ عندمَا وقف بجانبهَا ساحباً من يدها الاكياسَ بنظراتٍ لمَ تتمكن من قرائتهَا لكنهُ كان يُحافظ على ابتسامةٍ شديدة الخفوتِ على شفتيهِ

في حين أن كُل ما كانَ يشغل بالَ جونغكُوك هو تواجد بُونا هنا ، في هذهِ اللحظةِ تحديداً .. بدى الأمرُ مُخيفاً لكن عندمَا ينظر ناحية ابتسامَتها البشوشَة كان يستطيع التقاط نبأً سار او رُبما كان هذا مَا يُخيل اليهِ لأقناعِ نفسهِ بأن كُل شيءٍ على ما يُرام

" جونغكُوك خذ بُونـا معكَ الى الدَاخل "

نَبست عمتهُ عندمَا حملت مَجموعةً من الأكياس بصحبةِ تايهُيونغ الذي نَظر ناحيَة الفتاةِ ثم جونغكُوك ، مَا ان تلاقت انظَارهُما حتى اخفضهَا بغير رغبةٍ منه للتَحديق ناحيتهُ ، لا يَعلم سبب هذا الشعُور الغريب فجأةً وَ لا يدرك سبب عَدم ثبات انفاسهِ لكن جزءً من عقلهُ كان يؤكد عليهِ بأن هذهِ الفتَاة شيءٌ مهم بالنسبةِ لهُ

عندمَا سارَ جونغكُوك بهدوء ناحَية بُونا وَ لَم تتزَحزح انظارهُ عن تايهُيونغ الذي اخذَت عمتهُ تمازحهُ وَ تضحك بجانبهِ ، كان بأمكانهِ التقاط الهالَة الغير مُريحَة حولهُ لكنهُ جُفل سريعاً وَ نظر ناحيَة بونا عندمَا سحبتهُ من معصمهِ ناحيتهَا هامسةً لهُ بأبتسامةٍ

" لدَي خبرٌ سَار لأجلكَ "

لمَا خطى تايهُيونغ خطواتهُ سائراً نظر حيث جونغكُوك الذي انحنى كَردةِ فعلٍ غير مُتعمدة لبُونا عندما شَدت على ذراعهِ هامسةً بأذنهِ ، ابتَلع ريقهُ بهدوءٍ وَ التفت للخَلف عندما تقدمت العمة تسايرهُ في خطواتهِ وَ تسألهُ مجدداً عن والدهِ

بُونا لم تكُن جريئَة من قَبل لكنهَا تشعر الآن ببعضِ الحماسةِ وَ السعادةِ المُفرطةِ ، فَسحبت جونغكُوك بقوةٍ من ساعدهِ لداخلِ المَنزل بأبتسامةٍ وَ اردفت عندمَا خطى كلاهمَا خطواتها للأعلى حيثُ غرفة جونغكُوك المُستغرب

" اسرِع هيَا .. "

وَضع تايهُيونغ الأكياس جانباً وَ اخذَ ما كانت تحملهُ العمةَ وَ تركهُ حيث مكان الأوليَات ، حينهَا مسحت العمَة حول جبينهَا بخفةٍ وَ نظرت لهُ بأبتسامةٍ مُتنهدةً

" انتَ في غايةِ الوداعةِ تايهُيونغ "

ابتَسم لهَا بخفةٍ وَ استلم منها كأساً الماء عندمَا قدمتهُ لأجلهِ وَ اخذت هي تتَجرع من واحدٍ اخر عندمَا استَندت بذراعيهَا للخَلف حيث المنضَدةِ التي قابلت تايهُيونغ ، حَرك اناملهُ على زجاجِ الكأسِ ناظراً له بهدوء ثمَ ناحيَة السُلم المؤدي لغرفةِ جونغكُوك

وَ كانت العمَة تراقبهُ بهدوءٍ بأنظارهَا قَبل ان تترك كأسهَا جانباً وَ تخلع معطفهَا البُني واضعةً اياهُ على طرف أحدى المقاعدِ ، سَحبت احدى الأكياس وَ فتح الثلاجة تُفرغ مُحتواه وَ تدسهُ للداخلِ بعدَ ان هَمست

" هَل ستَعملان على المَشروع هذهِ الليلةِ ؟ "

ابعَد تايهُيونغ انظارهُ من على السلم ناظراً حيث العَمة المُنشغلةِ بأخراجِ الخُضار من الأكياس ، اجابهَا بأبتسامةٍ صغيرةٍ عندمَا تركَ كأسهُ جانباً حيث الطاولةِ

" لا ، لقد عمِلنا عليهِ فترةَ الظهيرةِ .. انا فَقط انتظر جونغكُوك ليُسلمني حاجياتِي منذ انهُ قال ذلكَ قبل قليلٍ "

اومَأت العَمةُ ناظرةً ناحيتهُ بأبتسامةٍ عندمَا كان بادياً عليهَا التَفاعل مع حوارهُ الصغير ، وَ مجدداً عاد الصَمت يُعانق اجوائهم .. في حين ان من الجَانب الآخر حيث غرفةُ جونغكُوك كانت بُونا تستند بيداهَا على مكتبهِ وَ تحادثهُ بأبتسامةٍ

" كِلانا نحب بعضنَا بشدة ، كما ان وَالدايَ قد وافقا على علاقتنَا "

ضحَكت بخفةٍ ضامةً يداها ناحيَة صدرها بسعادةٍ ، وَ جونغكُوك من مكانهِ لاحظ اختفاءَ عيناهَا بسببِ ابتسامتهَا الشديدَة ، كانَ لايزَال يحتاج الى تَفسيرات اكثَر ليفهم مَا سردتهُ منذ لحظات .. سعادتَها كانت تشكل عائقاً لهُ لفَهم كلماتهَا بشكلٍ جيد

لكنهُ كانَ يتمسك بخلاصَة الكلام بسعادةٍ شديدةٍ ايضاً ، فـ فكرَة انهما ليَسا بمُجبرين على التَمثيل بعد الآن تجعَل قلبهُ يخفق بلُطف .. فأبتسم وَ تقدم ناحيتهَا يُحاول سَرد ما استوعبهُ من كلماتهَا آملاً بأنهُ على صَواب

" حسناً انتِ تمتلكينَ مشاعراً متخبطةً ناحيَة احدهم منذ وقتٍ طويل وَ الآن كلاكما قَد تأكد منهَا ، هذا يعني انني لستُ مجبراً على الالتساق بكِ بعدَ الآن ؟! "

نبسَ عندما كان يحُرك يداهُ بخفةٍ وَ كانت تتجاوَب معهُ بأبتسامةٍ واسعةٍ بينمَا تومئ بالأيجابِ ، لكنهَا توقفت مَا ان تلفظ جُملته الأخيرَة ناظرةً له بحنق

" انتَ تعلم انني كُنت مجبرةً على الالتساقِ بكَ ايضاً لا تتواقح "

اردَفت مُمازحةً اياهُ وَ كانت تُمثل الأنزعاج من كلماتهِ ، لكنهَا ضحكت بصخب مَا ان امسَك جونغكُوك بذراعيهَا وَ قفزا بسعادةٍ ، كانت تحاول ان تتمَالك نفسهَا وَ تُهدئ صخب ضحكاتهَا لكنها ايضاً كانت سعيدَة لما يطرُأ

في تلكَ الأثناء تسَلل صوت ضحكَاتهما للأسفلِ حيث تموَضع تايهُيونغ واقفاً بجانبِ نافذةِ المطبخِ يُراقب فناء المَنزل المُطل على الشارعِ ، وجهَ انظارهُ حيث السُلم وَ وقعت عيناهُ على العمةِ التي القَت نظرةً عابرَة ناحيَة العليةِ

في لحظةٍ ما التَقت عيناهُ مع خاصتهَا وَ كلاهُما تَوتر ، صوت ضحكهما من الأعلى وَ كلامُهما المليء بالصَخب كان يُشكل هالةً غير مُريحةٍ لتايهُيونغ كذلكَ العمةُ التي شعرت بالغَرابة قليلاً مِمَا التَقطتهُ مَسامعها ، لكنهَا التَفتت مُجدداً ترتب الحاجيات على الرفوفِ

شَد تايهُيونغ على اصابعهِ وَ كان مُحرجاً من تواجدهِ هنا .. بدى ان كُل ما يطرأ في مُحيط هذا المَنزل لم يكُن يُناسبه وَ كَم تمنى لكمَ وجه جونغكُوك الآن لجَعلهِ ينتظر كل هذا الوَقت وَ يقف مُحرجاً في حينَ ان الأستمتاع كان يَطغي على هالتهِ من حيث يَقبع

كَان يُحاول خلق حَديث على الغير العادةِ .. سبباً كان ذلكَ لطردِ هذا الأحراجِ او لكي يَحجب تلكَ الأصوات عن مَسامعهِ وَ لم يشعر بنفسهِ عندما قادهُ فضولهُ لينطقَ سائلاً العمةُ بهدوءٍ

" أيَمتلكُ جونغكُوك أختاً ؟! "

هُو تفاجئ من نَفسه اكثَر من العَمةِ التي لَم يطرق على بالهَا وَ للحظةٍ عابرَة قدرةُ تايهُيونغ على بدأ حديثٍ ما ، لكنهَا قد فهمت ايضاً مَا يرمي اليهِ بسؤالهِ الذي كان يستفسر من خلالهِ عن هويَة الفتاةِ بشكلٍ مُبطن ، فأبتَسمت ناظرةً ناحيتهُ عندما رَمت بعض الأكياس جانباً وَ اخذت تفكر بصفةٍ مناسبةٍ كي تجيبهُ بها

فهَي الأخرى كانت مُشوشةً لما يطرق على جونغكُوك من حالٍ ، وَ قبل أن تنطق بمَا جال في رأسهَا ، عادت تلكَ الضحكات الصاخبةِ تتسلل لمَسامعهُما وَ اثر ذلكَ انقبض قلب تايهُيونغ بخفةٍ وَ حدقت العمةُ جانباً من وقفتهَا قبلَ ان تُردف

" لا ، تلكَ الفتاةُ حبيبتهُ "

لَم يستغرب تايهُيونغ لتلكَ الأجابَة فشكُوكه الخاطئَة خُيل له انها صائبةً بعد ما قالتهُ العَمة التي سَكنت وَاقفةً في مكانها تحدق في الفراغ بصمتٍ ، هي الأخرى كانت مُستغربةً لما يحدث .. لمَا الآن جونغكُوك يضحك بصخبٍ وَ يحادث بونا على هذا النَحو ، فَكرت بأنهمَا قَد اكتشفا مَكانتهُما لبعضهما وَ نطقت بأقرب اجابةٍ طَرقت عقلهَا لسؤال تايهُيونغ

تَنفس تايهُيونغ وَ عاد ناظراً ناحيَة الشارع من خلال النافذةِ ، وَ جونغكُوك كان يفعل المَثل من غرفتهُ .. يحدق بالشارع بأبتسامةٍ شديدة الوَساعةِ وَ بونا تموضعت جالسَة على مقعدهِ تَسرد لهُ بعض الأحداث وَ كيف انها اقنَعت والديهَا بعلاقتهَا

" عندمَا اخبرتكَ انني سأجازف بأمرٍ كان مُبتغاي اتباع ما يُمليه عليّ قلبي الذي قادانَا للخَلاص .. ألم تَفعل ما قلتهُ لكَ ايضاً ، ألم تُجازف ؟ "

نَظر جونغكُوك ناحيَتها بأبتسامةٍ وَ جُل ما كان يُفكر بهِ في هذه اللحظَة تايهُيونغ .. وَ المزيد من الأفكارِ المتمَحورةِ حولهُ ، هو لَم يمتلك اجابَة كانَ لا يزال مُشوشاً وَ سعيداً فأجابهَا بكلماتٍ ما مَدت لحديثهَا بصلةٍ

" انا اسفٌ لأنني اسقَطت صحن السبَاغيتي عليكِ في لقائِنا الأول ، وَ ادينُ لك بأسفٍ آخر لانني تَركتكِ وَ رحلت يومَها "

ضَحكت بخفةٍ وَ استقامَت تسَحب حقيبتها الصغيرةُ من على المَكتب ثمَ عدلت ياقَة معطفهَا الأبيض عندمَا نبست بأبتسامةٍ

" أشعُر بالأسى على مَن سَيتملك قَلبك "

حدقَ بهَا بأبتسامةٍ وَ راقبهَا تعدل هندامهَا بهدوء .. فَكر بكَم انهَا شخصٌ مختلف تمَاماً عَن ما كان يفكر بهِ ، رُبما هو كان انانياً بتفكيرهُ وَ كان يبحث عَن الخلاص بأي طريقةٍ وَ لم يعي مَقصد كَلماتهَا ذلكَ اليوم

تَبين ان بُونا شخصٌ لعوب بقلبٍ طَيب وَ كان مُمتناً لمشاعرها ناحيَة ذلكَ المجهول التي انقذتهما ، فَتقدم ضاماً اياهَا بهدوء .. رَمشت بخفةٍ اثَر تلكَ الفعلةِ وَ ابتسمت بتوترٍ قبل ان يهمس بهدوء على مقربةٍ منها

" شكراً لكِ كثيراً .. "

اغمَضت عينَاها وَ ابتَعدت عنهُ بخفةٍ في حين انَ ابتسامَتها لَم تشئ التَزحزح عَن فاهِها ، وَ نبست عندمَا حدقت بهِ بأمتنانٍ

" لنُحرص على تواجدِ اتصالٍ بينَنا "

" بكُل تأكيد .. "

اجابهَا سريعاً بأبتسامةٍ وَ هي بادلتهُ بأخرى ثم تقدمت ناحيَة الباب ، كلاهُما خَطيا ناحيَة الأسفل وَ قبل ان يُقابلا احداً امسَكت بمعصَمهِ مجدداً هامسةً كمَا لو انها تخشى أن يسمَعهما احداً

" لا تَجعلهُ يَكرهني "

عَقد جونغكُوك حاجبيهِ بخفةٍ وَ عاودَ سؤالهَا ..

" مَن ؟! "

" ذلكَ الفتى ، بغضِ النظر عَن هويتهِ هو لَم يشعر بالرَاحةِ من توَاجدي معك "

ارَدفت عندمَا اشارت برأسها ناحيَة المطبخ حيثُ خَمنت تواجد المَعني بكلماتها هُناك ، ثمَ عاودت السَير مُجدداً سابقةً جونغكُوك الذي قد حافَظ على وَقفتهِ بعقلٍ تزاحَمت فيهِ الأفكَار

" مُحال أن تغادري الآن ، على الأقل أبقي حتى العَشاء "

تَسلل صوت عَمته لمسامعهِ فـ سَار سريعاً ناحيَة المَطبخ وَ صُدم من تواجد تايهُيونغ حتى الآن ، كانَ يقف بجانب النافذةِ وَ يتكئ بمرفقهِ حيث الرَف الصغير مُحدقاً بالخَارج وَ لم يعطي اي اهميَة لما يطرأ حولهُ

عَقد جونغكُوك حاجبيهِ بخفةٍ وَ تذكر أنه قد اخبرهُ بأن يسلمهُ اغراضهُ قبل رَحيلهِ ، شَتم نفسهُ تحت انفاسهِ لفكرةِ انهُ قد جعلهُ ينتظر كل هذا الوَقت وَحيداً بصحبةِ عمتهِ ، لمَح بونـا تَضم عَمتهُ بدفئ قبل ان تَلتفت ناحيتهُ

" اعتني بنفسكَ جونغكُوك "

عندمَا نطقت احرفهَا استَدرك تايهُيونغ حقيقَة تواجد جونغكُوك هنا ، فألتَفت سريعاً ناظراً للخَلف لامحاً اياهُ يبتَسم لهَا ، ثَم سريعاً حول انظارهُ ناحيتهَا عندمَا مَرت بجانبهُ ناظرةً لهُ بأبتسامةٍ صغيرةٍ وَ صوت حُليها الفَضيةِ امتزج مَع صوت العمةِ التي سارت بصحبتهَا حيث الخارج

" تايهُيونغ "

جُفل بخفةٍ وَ نبض قلبهُ بقوةٍ عندما التَفت وَ لمح قرب جونغكُوك منهُ بعد ان هَمس اسمهُ بأكثر النَبرات دفئاً كَما لو انهُ يعتذر منهُ بهذهِ الطريقةِ ، نَظر ناحيتهُ بهدوءٍ ثمَ انزل نظرهُ عندما هَـم جونغكُوك ناطقاً مجدداً

" اعتَذر لجعَلك .. "

" لا بأس ، هَل لكَ ان تُسلمني اغراضِي الآن ؟ "

قاطَع تايهُيونغ حديثهُ بنبرةٍ شَديدة الهدوءِ ، ذات النَبرة التي كان يُخاطبه بهَا حيث بدايَة حديثهُما .. صَمت جونغكُوك لبرهةٍ شاعراً بالذَنب وَ القليل من الغَرابةِ ، ثم اومأ بخفةٍ وَ صعد قاصداً غرفتهُ لجلبَ حاجيَاته

.

صبَاح الأثنَين ، حيث كَان من المُتوقع ان يستَيقظ جونغكُوك ببعضِ الحماسةِ لمُلاقاةِ رفاقهِ بعد العقوبةِ المَفروضةِ عليهِ ، حدَث العَكس .. كَان يشعر ببعضِ القلقِ من تغيبِ تايهُيونغ عنهُ في اليومينِ الأخيرينِ ، هو لَم يقصد مَنزلهُ في الثامنةِ مساءً لأكمال مَشروعهم

فَكر بلَعلهُ مُنشغل بصحبةِ والدهِ بمَا انها عطلةُ نهايَة الأسبوع ، وَ لكنهُ كان يعلم ايضاً بأن هذا ليسَ سبب ابتَعاده المفاجئ عنهُ ، لابُد لهُ وَ ان يكُون مُستاءً لجَعلهِ ينتظر طويلاً ذلكَ المساء حتى بعدمَا قدم لهُ اعتذاراً

عندمَا سحب جونغكُوك حقيبتهُ من على سَطح سَريره استَوعب بأنهُ لايزال لا يَمتلك رَقم تايهُيونغ ، على الرَغم من انهُ كان يُحاول طلبهُ منه مسبقاً الأ انهُ ايضاً كان يشعر ببعضِ الأحراج وَ الترددِ لفعلِ ذلك ، كان غريباً ان يتردد في طلب رَقم فتى بذاتِ ربيعهُ على نحوٍ ما

تذَكر ذلكَ اليوم الذي حصل في يُونغي على هاتفٍ وَ رقم خاص وَ اصبح يتباها بهِ امامهُ وَ نامجون في المدرسةِ عندمَا كانوا اصغر سنناً من الآن ، وَ عندما تَجرع بعض العَصير تذَكر عندما حصل على اول هاتف لهُ بعد ذلكَ بفترةٍ قصيرةٍ وَ كيف انهُ حصل على رقم يُونغي دون ترددٍ او خشيةٍ من أمرٍ مجهول

وَدع عمتهُ مُلوحاً وَ سمع توصياتها بتوَخي الحَذر وَ التغاضي عن ابن المُدير اذا ما قابلهُ مجدداً ، قصدَ ثانويتهُ سيراً بما ان عمتهُ قد حصلت على الأجازةِ التي كانت تسعى لهَا منذ اسبوعٍ ، وَ عندما مَر بجانب مَنزل تايهُيونغ لَم يلمح سيارَة والدهُ .. كان من المُتوقع انه قَد سبقهُ بالفعل او انهُ لم يكُن في المَنزل من الأساسِ

دَس يدهُ في جيوبِ سترتهِ مُخرجاً علكةً بنكهةِ النعناعِ اللاذعِ وَ راح يمضغهُا بهدوءٍ وَ جل ما يَهدف لهُ هو ملاقاةُ تايهُيونغ اليوم وَ الحصول على رقم هاتفهِ مهمَا كلفهُ الأمر ، حتى وَ ان كانَ هو من ذلكَ النوع الذي يَجب التعامل مَعهم بحرصٍ وَ اقتناء أبهـى الكلمَات وَ اكثرها دفئاً لمحادثتهُم

هو كان مُستعداً للتَمسك بهِ بقوةٍ وَ الصراخ بوجههِ مُطالباً الحصوَل على رقمِ هاتفهِ وَ كسر هذا الحاجز الغَريب بينَهما ، وَ ان كان لكُلاهما اطباعٌ خاصَة وَ حتى أن لم يخضعَا للأندماجِ ، كانت لـ جونغكُوك رغبَة عارمـة للسَير بصحبةِ تايهُيونغ لأبعدِ نُقطةٍ في هذا العَالم

عندمَا دخل مُحيط مَدرستهِ كانَ اولُ ما قَد قابلهُ يُونغي وَ ابتسامة السُكر خاصتهُ ، ركضَ ناحيتهُ محتضناً اياه وَ لمح اقترابَ صديقهُ الآخر نامجُون وَ هوسُوك بصحبتهِ ايضاً ، لسببٍ ما كان كلمَا لمح هوسُوك شَعر بالرَاحةِ كما لو انهُ يشعُ بطاقةٍ مليئةٍ بالسَكينةِ

عندمَا جلسوا هم الأربعةِ في مَقاعد فصلهِم كانَ نامجون يتحَدث بعشوائيةٍ عن عدةِ امور ، وَ على الرَغم من اندمَاج جونغكُوك في حديثهم الأ انهُ لم يخفى على يُونغي وَ لو للحظةِ التفاتهُ المُستمر ناحيَة بابِ الفَصل كلمَا دخل طالبٌ ، كان يُدرك انه ينتظر تواجدَ تايهُيونغ لتزدادَ هالتهُ سعادةً

وَ قبل دخولِ الأستاذ بلحظاتٍ دَخل الفصل عددٌ من الطلابِ المتأخرين وَ كان من بينهم تايهُيونغ ، الجَميع تَفرق في مَقاعدهم وَ عندما سار تايهُيونغ ناحيَة مقعدهِ وَقعت عيناهُ على جونغكُوك الذي كان يُحاول فهمَ سبب اضطراب قَلبهِ .. كمَا لو انه ينتظرُ شخصاً في غايَة الأهميَة

اخفضَ نظرهُ وَ بخطواتٍ هادئةِ قصد مقعدهُ جالساً ، وَضع حقيبتهُ جانباً مُخرجاً منها كتاب اللُغةِ ما ان دَخل الأستاذ مُلقياً التحية عليهم ، رَمش جونغكُوك بهدوءٍ ثمَ اغمض عيناهُ لبرهةٍ عندما تسلل عَبير تايهُيونغ الجميل لرئتيهِ بعمقٍ ، عطرٌ خفيف وَ مُريح ؛ مزيجٌ مُبهم مِن ازهَـار القِداح النقيَة .. جعلتهُ يشعر كما لو انهُ خلقِت ليتَعطر تايهُيونغ بعبيَرهـا

نَظر جانباً محدقاً بهِ ، وَ كان متلهفاً لمحاورتهِ بأي طريقةٍ كانَت ، كانَ يعُد الدقائق حتى انتهاء الحصَة وَ بدى الأمر كما لو ان السكينَة قد حلت على قلبهِ عندما رَن جرس الفسحةِ ، جَميع مَن في الفصل قد هَم خارجاً وَ كان نامجون قد استقامَ من مقعدهِ قاصداً جونغكُوك للتسكع بصحبتهِ لو لا تَمسك يُونغي بذراعهِ سريعاً

" لندَعهم قليلاً "

هَمس بها بهدوءٍ وَ هذا ما سبب الغَرابة للمَعني قَبل ان يقوم يُونغي بسَحبهِ مجدداً للخارج قبلَ ان يتبَعهم هوسُوك الذي القى التحيَة على تايهُيونغ عندمَا مر بجانبهِ ، الأمر الذي سَبب بتَسللِ ابتسامةٍ صغيرَة لشفتيهِ ، كانَ مُستعداً للخروج بعد ان لَملم حاجياتهُ قبل ان يُوقفه جونغكُوك بأمساك معصمهِ

" تأهَب قليلاً "

رَمش تايهُيونغ بخفةٍ وَ حدق بـ جونغكُوك عميقاً قبلَ ان ينزل نظرهُ حيث معصمهُ لامحاً اناملهُ الشاحبةِ التي تشد عليهِ كـ رَجاءٍ لينَتظر قليلاً قبل ان يَهم خارجاً ، كان مُتوتراً وَ لم يكن يدرك سبب ذلكَ ، وَ بالنَظر لمَا كان يفكر فيهِ هو لم يكُن غاضباً من جونغكُوك عن مَا بدر منهُ قبل ايامٍ ، لكن شيءً ما شعر به يَبهت في ثنايا قلبهُ

" لِم لَم تمر بالأيامِ الماضيةِ ؟ "

همَس جونغكُوك بهدوء عندمَا استقام واقفاً بعد ان افلَت يدهُ عن معصم تايهُيونغ ، وَ اتكئ بعد ذلك حيث المَقعد خلفهُ ، ابعَد تايهُيونغ بعضاً من خُصلاتِ غرتهِ جانباً محَركاً اياهَا بعشوائيةٍ وَ نبس بهدوءٍ ناظراً ناحيتهُ

" انشَغلت قليلاً بصحبةِ والدي .. "

لقَد كانَ كاذباً بارعاً ، وَ استطاع اقناعَ جونغكُوك الذي اومأ لهُ بأبتسامَةٍ عندمَا شعر بذلكَ التوتر يَتلاشى بينهُما بخلاف تَبعثر دواخلهُ وَ حرصهُ عن ما سيخطوهُ ..

" هَل لي أن استعيرَ هاتفكَ لأجري اتصالاً سريعاً ، اعتقد انني تَركت هاتفي في المَنزل! "

نطق جونغكُوك بعدَ ان لمَح تايهُيونغ يجلس على طَرف احدى المقاعد ، وَ بعد ان سَمع كلماتهُ هو رَفع حاجبيهِ وَ اومأ سريعاً متوجهاً حيث حقيبتهُ يخرج هاتفهُ .. كانَ شديد البراءةِ وَ اللُطف وَ لأجل ذلكَ جونغكُوك شعر بالذنبِ لخداعهِ ، فهُو لازال لا يمتلك تلكَ الجرأة لطلب رقمهِ حتى بعد سلسلةِ الكلماتِ تلك

عندمَا سلمهُ تايهُيونغ هاتفهُ كانَ ينوي الخروج ليُعطيه مَساحتهُ الخاصَة بالتحَدث عبر الهاتف بأريحيَة كما خُيل لهُ ، وَ ذلك كانَ ما ارهق قَلب جونغكُوك بقوةٍ ليَبتسم لأجلهِ وَ يعيد امساك معصمهِ ، الأمر الذي جَعل تايهُيونغ ينظر ناحيتهُ بقلبٍ مُضطرب

ابتَسم جونغكُوك بخفةٍ عندما رَن هاتفهُ في جيب سترَته وَ عيناهُ ارتفعت من هاتف تايهُيونغ ناظراً لمعالمهِ مُترقباً لردةِ فعلهِ ، احتاجَ تايهُيونغ لحظات قليلَة حتى يَتمكن من استيعَاب ما يحدث قبلَ ان يوسع عيناهُ بخفةٍ محدقاً بـ جونغكُوك الذي رَسم شبحَ ابتسامةٍ ماكرةٍ على شفتيهِ مُسلماً هاتفهُ له مجدداً

" اراكَ لاحقاً "

ترَك معصمهُ بهدوءٍ وَ سار بجانبهِ قاصداً الخروج وَ عندما انزَل تايهُيونغ انظاره حيث هاتفهُ لمَح تواجد رقم جونغكُوك فيهِ .. فأعادَ رفعَ بصره مجدداً ناظراً لظهرهِ حتى خطى خارجَ الفصلِ ، ابتَسم بخفةٍ وَ حدق بعمقٍ في شاشةِ هاتفهِ قَبل يتردد وَ يقوم بتغيير الأسم من جونغكُوك الى ..

" زُحَل "

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

2M 39.3K 13
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
1.3M 91.8K 31
انا الملك وانت مِلكي تايهيونغ .. بكل الاحوال
127K 8.2K 14
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
581K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee