تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.6K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٥
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٦

30.5K 2.2K 2.1K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

عندَما شَهد الغُرابي تلكَ اللمعةَ في عَينيّ الصَبي الأسمَر شَعر بحركةٍ غريبةٍ تَسري بينَ اورِدتهُ ، حركةً استَغربها وَ توتر مِنها اكثَر من تَوتر تايهُيونغ في تلكَ اللحظةِ عِندما نظَر و بعمقٍ في عينَي جونغكُوك و كأنهُ يلتقط منهَا الرَجاء على العَرض المُبطن الذي قَدمهُ تواً و الذي قَد يكُون غايتهُ رَد الفعلةِ التي فعلهَا تايهُيونغ قبلاً عندمَا دعـاهُ للجلوسِ
بجانبهِ امَام منزلهُم

كان من وِد تايهُيونغ البَقاء اكثَر صُحبَة جونغكُوك الذي أخفض بصرهُ ارضاً عندما طالَت النظرات بينَهما ، بخلافِه هو الذي بَقي يحدق بهِ بتوترٍ وَ ارتجف صوتهُ عندمَا نطق بما لا رَغبة فيهِ

" انا لا أريد أن اوقِعك بالمُشكلاتِ أكثَر "

حينَها فقط رَفع جونغكُوك رأسهُ ناظراً ناحيتهُ ببعضِ الغرابةِ التي شَكلت عقدةً صغيرةً بينَ حاجبيهِ ، التَفت للجانبِ بتوترٍ ارتَسم في نَظراتهِ عندمَا اخفض تايهُيونغ نظرهُ ناحيةَ الأرضِ وَ استكمَل بهدوءٍ

" أقَدر لكَ ما فعلتهُ لأجلي ، وَ اعتذر عَن ما خلفتهُ بكَ من حالٍ .. عِمتَ مساءً "

انهى جُملته بهدوءٍ وَ استدارَ راحلاً .. بهدوءٍ خَطى بجانب جونغكُوك الذي صَمت لبرهةٍ عندمَا بقيَ على حالهِ محدقاً بالمَكانِ الذي تَموضع بهِ تايهُيونغ قَبل قليلٍ ، التَفت برأسهِ ناحيةَ باب مَنزلهم عندما لمَح عمتهُ تفتحهُ بهدوءٍ وَ تطل برأسها ناحيتهُ

نَظرت لهُ بملامحٍ قلقةٍ وَ كأن مُصيبةً اخرى قَد حلَت او انَها سَمعت مَا تحَدثا لأجلهِ ، ارتَخى جبينهُ عندَما ندهَت لهُ حينَما اخذت يَداها تلُف المعطف المَنزلي جيداً حول جسدهَا لبرودةِ الطَقس ، فتقدَم ناحيتَها مُقترباً بخطاهُ منهَا حتى سحبتهُ الى الداخلِ بهدوءٍ

" والدتكَ على الهَاتف ، حادثهَا جيداً "

اردَفت عندمَا سارت ناحيةَ الكنبةِ مُقدمةً الهاتفَ لهُ بأعينٍ تَطلب الرجاءَ منهُ لتنفيذ طلبَها الصغير خَاصةً بعدَما قَلب عينيهِ لأحدى الزَوايا

" مَرحباً "

اردَف بتمَللٍ عندمَا تموضع جالساً على الاريكةِ وَ بجانبهِ تموضعت عَمتهُ التي استَمعت لما نَبست بهِ والدتهُ

" جونغكُوك ، عزيزي كَيف حالكَ ؟ "

" اختَصري رَجاءً "

قَلب عينيهِ ناحيةَ عمتهِ التي صَفعت كتفهُ بخفةٍ لِما نَطقهُ ، وَ سمع تنهيدةُ والدتهُ تَزامناً مع ذلكَ ثمَ نبرةُ صوتهَا التي تَغيرت فجأةً لواحدةٍ اكثَر جفاءً

" بُونـا قادمةٌ غداً لأجلكَ "

هو استَقام فوراً لما سَمعهُ وَ عقد حاجبيهِ بقوةٍ ثمَ زمجَر بقسوةٍ تزامناً مع عمتهُ التي وَقفت تحاول تهدأتهُ

" متى ستوقفينَ ألاعيبكِ السخيفةُ هذهِ ؟ "

امسَكت عمتهُ بكتفهِ تحاول تهدأتهُ وَ نبست بهمسٍ عندمَا نظرت في عينيهِ عميقاً

" اهدئ .. "

جونغكُوك لم يعطيهَا اي اهميةً وَ ابتعدَ عنها سائراً لخطواتٍ صغيرةً عندمَا تَلت والدتهُ كلمَاتها بهدوءٍ قاسي على مسامعهِ

" حتى توقف هَوسك الغبي بأشياءٍ لا أهميةٍ لهَا "

" انا لَم أسألكِ عن رأيكِ بحياتي ، أولَم تستَقري بمفردكِ فمالذي تُريديهِ مني ؟! "

اردفَ بقهرٍ وَ رجفةً استحلت نبرتهُ ، حاوَل اخفائهَا وَ كتمها فتصَاعدت بأحبالهُ الصوتيةَ اكثَر حتى تركت اثرها على عيناهُ التي باتت تَحرقهُ بخفةٍ

" انتَ ستُقابل الفَتاة من جَديد ، ألا تكفيكَ فعلتكَ الشنيعة بهَا مؤخراً ؟! "

شَد على خصلاتهِ بخفةٍ وَ التفت ناحيةَ عمتهِ التي استَلمت الهاتفَ منهُ لتخاطبَ والدتهُ التي صَمتت تنتظر جَوابهُ

" استَمعي ألي ، لدى جونغكُوك فروضٌ و اختباراتٌ كثيرة هذهِ الفترةَ ؛ مَا رأيكِ بتأجيلِ الأمرِ لاحقاً ؟ "

اردَفت بلينٍ استَحل نبرتهَا وَ بعيونٍ قلقةٍ حدقت بأبنِ أخيهَا الغاضب الذي أقتَرب اكثَر من الهاتفِ مُردفاً بصوتٍ عالي جُفلت منهُ

" لا لاحقاً وَ لا غداً ، انا لَن أخرُجَ مَع تلكَ الفتاةَ قَسراً أفهمتي هذا ؟! "

صاحَ نهايةَ حديثهُ وَ سار بغضبٍ ناحيةَ غرفتهِ ، هُو لمحَ قطرات الدماء التي سَقطت على دَرجات السُلم البيضاء فَهرع سريعاً حيث الحَمام ، رَعف انفهُ بشدةٍ وَ كانت تلكَ احدى الأمور التي يعاني منهَا منذ صغرهِ

عندمَا يغضب كثيراً كان أنفهُ ينزف بشدةٍ اثَر ذلكَ ، لذا كانَ من أكثر الامور التي تهابها عَمته رؤيتهُ غاضباً لانَها كانت تتدارك العَواقب بخلافِ والدتهُ التي لم تلاحظ الأمرَ في صغرهِ

سَحب بيدهُ كميةً كبيرةً من وَرق الحمامِ وَ قربهَا ناحية انفهِ عندمَا اعادَ برأسهِ للخلفِ سائراً بهدوءٍ ناحيةَ سريرهِ ، ارتمى بجسدهِ بقوةٍ عليهِ وَ قبل ذلكَ هو سحبَ عدداً من الوسائدِ وَ وضعها اسفَل رأسهِ ليرتفعَ قليلاً

حَدق بالفراغِ وَ شيءً فشيءً تجمعت الدموع في عَينيهِ وَ مالت ناحيةَ جانب رأسهِ بهدوءٍ ، لَم يكن يرغب بأن يتحكم أحدَهم بحياتهُ قَط ، هو لم يَكن يرغب بتلكَ المواعيدِ المدبرةِ من قبل والدتهِ و التي تخص فتاةً جامعيةٍ تقرُبهَا من طرفِ زوجهَا

كُلما وَقعت عيناهُ على نجمةٍ صغيرةٍ من تلكَ النجومِ المعلقةِ في السقفِ ، شعرَ ببعضِ الراحةِ أكثر ، كأنهُ يرمي بعتابِ احرفهِ ناحيتها ، فتخففُ تلكَ النجومُ الصغيرة التي قَد لا تبدو انهَا اكثر من مجرد ملسقاتٌ جداريةٍ تعبهُ وَ تخبأهُ او ترميهِ بعيداً جداً

غَفى عندمَا جفت عَبراتهُ على خديهِ وَ بعد برهةٍ من الزَمن طَرقت عمتهُ بابهُ بهدوءٍ ، وَ ارتجف قلبهَا خوفاً عندمَا لم تتلقى أجابةً .. فدَفعت البابَ بهدوءٍ وَ اطلت برأسهَا للداخلِ ، رؤيتهُ نائماً بتلكَ الطريقةُ الهادئةِ جلبت السكينةَ لقلبهَا

لكنهُ اعتصر قهراً أيضاً عندمَا لمحت المَناديل الورقيةَ المليئةُ بالدماءِ ساقطةً من طرف يدهِ على الارضِ ، فأقتربَت بخطاهَا الهادئةِ ناحيتهُ وَ انحنت مُلتقطةً ايَاها ، رَمتها بهدوءٍ وَ عادت مجدداً ناحيتهُ ، امعَنت النظر بمَلامحهِ المُصفرةِ وَ اقتربت اناملهَا الرقيقةَ تتفحص حرارةُ جبينهُ

بعيونها العَسليةِ لمَحت أثر الدماءِ على ارنبةِ انفهِ ، هي لَم تشأ ايقاضهُ لكي يَغتسل او لكي تخبرهُ بقرارِ والدتهُ الصارمَ ، فألتَفتت بهدوءِ قاصدةً الخروجَ وَ بأناملهَا اغلقت الأضائةَ المُنارة وَ البابَ

.

تَنورةً شديدةً القُصر وَ قميصٌ بلونٍ غامقٍ تَكاد أزرارهُ تَخرج من مَكانها لضيقهِ ، حذاءٌ بكعبٍ عالي وَ معطفٌ طويلٌ تَناسق مَع خصلات شَعر الشابةِ الجميلةِ ، روجٌ بلونٍ فاقعٍ واضح وَ الكثيرُ من اللونِ الأسودِ الذي شَكل تَدرجاتٍ مختلفةٍ على جفنيهَا

أبتَسمت بخفةٍ وَ اقتَربت بشدةٍ ، تلكَ الأبتسامةُ لَم يستَغربها جونغكُوك فَقد لَمحها مُسبقاً منذ وَقتٍ بَعيد ، لكن مَا استَغربهُ قُربهَا الشَديد الذِي لَم يُحبذه .. ادارَ برأسهِ لعدةِ جهاتٍ وَ لم يَكن يَتموضع بَمكانهِ المَعهود

بَل بمنزلٍ فاخرٍ وَ فناءٍ شديد الوَساعةِ ثم حَوض سباحةٍ عِملاقٍ تَموضع أمامهُ ، لَحظة .. أوليسَ هذا مَنزل زَوج والدتهُ ؟ كيفَ انتهى بهِ الحالُ هنا ؟!

سألَ نفسهُ خفاءً وَ التَفت ناحيةَ الشابةِ التي التَمست خَدهُ بنعومةٍ شَديدةٍ و بَعينَيها رَسمت نظرةً هائمةً لَم يَشعر بالراحةِ اثرهَا حتى عندمَا تحدَثت رامشةً بجفنيهَا

" أزدَت وَسامةً "

عَقد حاجبيهِ وَ ابتَعد بخطاهُ للخلفِ قليلاً مُبعداً بيدهُ انامِلهَا ، وَ لاحظ عُقدة حاجبيهَا الصغيرةَ تتشكَل لَتنبس بكلمَاتٍ جعلت شعور الغَرابةِ يتسلل اليهِ

" استَيقظ ، جونغكُوك انتَ في حُلم "

ارتَجفت اذرعهُ بشدةٍ وَ لمحَها تَجرهُ من ذراعيهِ بقوةٍ ناحيتَها حتى شَعر ببعضِ الألمِ فيهُما ليَهُم بدفعها بقوةٍ للخلفِ ، فَسقطت حيث حوض السباحةِ الكبير .. صَوت المياه تسلل لأذنيهِ لكنهُ لم يكُن الغريق فلمَا يشعر بالرُطوبةِ

" جونغكُوك ، لا بأس انا هُنا استَيقظ عَزيزي "

شَهق بقوةٍ وَ سعل مَا ان أفاق من مَنامهِ ، كانَت عمتهُ تتموضع جالسةً على السَرير وَ بين يَديهَا زُجاجةً من الماءِ ، مَلامحها مُرتعبةً وَ هي تراقب ارتجافَ جسد ابن اخيهَا وَ أصفرار مَلامحهِ الشديد

" لا بأس انهُ مجرد حُلم "

هَمست وَ بيدها مَسحت على رأسهِ بدفئٍ تحاول طَمأنتهُ ، حتى انهَا لم تقتَني كلمةَ كابوس وَ تجعلها تتَظمن حِوارها خَوفاً عليهِ ، فَقد بدى شديدَ الارتعابِ وَ اخذت كُفوف يَديهِ تلتَمس المَناطق التي أمسكتهُ منهَا الفتاةُ في مَنامهِ ، هُو كانَ لايزال يشعُر بالألمِ فيهُما

" انا لا اريد رؤيةُ أحدٍ ، ارجوكِ عمتي "

هَمس لَها برجاءٍ  لتُغمِض عَينيها وَ تُخفضَ رأسها ، كان ضوء الشَمس مُتسللاً من بينِ الستائرِ بعد عدةِ ايامٍ غائمةٍ ، لكن نفسُ جونغكُوك كانت متعبةً بخلاف الأجواء المحيطةِ .. كان شديدُ الأرهاقِ

" لقد حَاولت اقناعَها أقسِم ، لكنهَا تريد اخراجكَ من القوقعةِ التي حَبست نفسكَ فيهَا بعد وَفاة والدكَ "

مَسح على وجههِ بخفةٍ يُبعد اثارِ المياهِ المُتناثرةِ على بشرتهِ وَ تنفس بعمقٍ ، كانت عَمتهُ تستمر بمحاولاتهَا لتبرير تَدخل والدتهِ المُستمر بحياتهِ لكنهُ كانَ يتداركَ الحقيقةَ دونَ الحاجةِ الى كل هذهِ التوضيَحات

" الفَتاة سَتصل قريباً "

نَظر ناحيَتها بهدوءٍ وَ هي فَضلت الصمتَ بعد ما أباحت بِما كَتمتهُ في دواخلهَا لفترةٍ وَ كأنها كانَت تبحث عن اللحظة المُناسبةَ لقولِ ما أتت لأيقاضهِ من أجلهِ ، استَقامت بهدوءٍ بعدَ ان سأمت الصَمت المُطبق على محيطهم وَ لم يملك جونغكُوك خياراً آخر ايضاً

عندمَا اغتَسل وَ غير ثيابهُ .. حينَما عدل خصلاتهُ و أرتدى أحدى حُليه المفضلةَ البسيطةَ جُل ما أخذ حيزاً من تفكيرهِ تايهُيونغ وَ فعلتهُ الأخيرةَ ؛ حسناً هو يدرك حَقيقةَ انهُ انعزالي وَ هذا واضحٌ على محياهُ قبل أفعالهِ لكن يبقى عدمُ وجودِ مُبرر لفعلتهِ بليلةِ امسٍ

رَش القَليل من العطرِ وَ وقعت عيناهُ على مجسماتِ الكواكبِ ، عندمَا وضع الزجاجةَ جانباً ألتَفت و سارَ بهدوءٍ ناحيتهَا ، داعبَها بأطرافِ اناملهِ وَ لمح وُجود بعض الأتربةِ العالقةِ على سطحها ، وَ ها هي مُهمةٌ اخرى تنظم لقائمةِ مهامهِ الأسبوعيةَ الا وَ هي تَتظيف أغراضهِ الخاصةَ

" جونغكُوك "

طَرق خفيفٌ تسلل لمسامعهِ فألتَفت لمصدرهِ وَ تقدم لفتحِ البابَ فَقابلهُ وَجه عمتهِ المُتأهبةِ للرحِيل

" انا سأغادر للعَمل ، انزل للأسفَل في حَال قدوم الفتاةِ "

اردَفت حينمَا قامَت بتعديل ساعةِ معصَمها وَ صمتت لبرهةٍ بعدَ ذلكَ عندما تجاهل جونغكُوك الأمر سائراً ناحيةَ نافذتهِ .. اغلقَها بعدمَا شعر ببعضِ البرودةِ وَ تفاجئ من تموضعِ عمتهِ في الخلفِ عندما نَبست مجدداً

" أحسِن التَصرف أرجوك "

التَفت ناحيَتها وَ لمح هيئتَها تتحرك من امامِ ناظريهِ ، مَرت العديدُ من الدقائق الهادئةِ وَ التي سأم منها جونغكُوك الذي لَم كان يشعر بالضَجر فيهَا لفكرةِ ان اصدقائهِ مجتمعين في صفوفهم بخلافهِ هو ، كان يحسدهُم لأمتلاكهم أمهاتٍ تحبهم وَ لا تورطهم بمواعيدٍ سخيفةٍ لأجل بعضِ المصالحِ الشخصيةِ

صَوت الجَرس ضربَ في المَنزلِ بعدمَا سمع صوتَ توقف أحدى السياراتِ امامَ منزلهم ، فأطلَ بخفةٍ برأسهِ من النافذةِ و كانَت هي ذاتهُا .. بُونـا ؛ الفتاةُ الجامعية الأنيقةُ ، عندمَا فتح لها البابَ استقبلتهُ بابتسامةٍ صغيرةٍ جَميلة

مَا استغربهُ وَ ما لم يشعر بالراحةِ بسببَه هو أرتدائها لذات الثيابِ التي لمحها في حلمهِ ، وَ بَعد أحاديثٍ صغيرةٍ وَ عندما قدمَ لهَا كوباً دافئاً من القهوةِ هُو فكر عَن ما اذا كانَ لازال محبوساً في حُلمهِ ، خاصةً بعدما نبست بعد فترةٍ من الصمتِ

" أزدَت وسامةً "

جونغكُوك فَكر مسبقاً بوضعِ حدٍ لما يَحصل هنا ، وَ كان يصلي للربِ في دواخلهُ على ان يسيرَ الأمر كما خطط لهُ في عَقلهِ ، فلَـم يشأ وَ لن يفعل أن يورط أحداهُن بعلاقةٍ معهُ هو رافضٌ لهَا

" أسمعي بُونـا "

" اعلَم ، انتَ لا تُفضلني "

هَمست مُقاطعةً اياهُ عندمَا لمحت تَوترهُ ، وَ رفعت يدها تلتمسُ عُقدهًا الفضِي حولَ عنقهَـا قَبل أن تكمِل كلماتهُا

" في الحقيقةِ كلانا لا يَفعل ، لا أحد يُفضل الآخر لكن لا بأس بالمُحاولةِ أحياناً "

حَدق في مَعالمها بصمتٍ وَ أستدركَ ان هذهِ احدى كلماتُ والدتهِ لهَا لأقناعِها فأردف بأنفعالٍ حاوَل جاهداً لعدمِ رَسمهِ في مَحياهُ

" حاوِلي معَ احدٍ آخـر ، انا لا أخضع لأحدٍ "

وَ لما كان جونغكُوك سريع الغضبِ و الأنفعالِ فأن هذا مَا كان يوقعهُ دوماً في المشكلاتِ ، هو كل ما كانَ يطلبهُ من هذه الحياة هو العَيش بهدوءٍ لكن و في كل مرةٍ كان كل شيءٍ ينقلب ضدهُ دون أدنى تفسيرٍ

" بأمكاننا التَخلص من كل هذا .. معاً ، و دونَ ان نحاوِل اقحامِ انفسِنا في اشيَاءٍ لا رغبَة لنا فيهَا "

اردَف بعدما أخفض نظرهُ حينَما حدقت بهِ الفتاةُ بصدمةٍ من نبرتهِ ، ليسَ و كأنها المَرة الاولى التي يَنفعل فيهَا امامهَا ، لوهلةٍ استفاقت وَ شعرت انها بلا كَرامةٍ لما يحصل هُنا ، وَ جميع ما تَلتهُ والدتها على مسامعهَا تلاشى عندمَا حملت حقيبتَها وَ طلبت الرحيل بهدوءٍ

في بادئ الأمر استَغرب جونغكُوك الأمر ، خاصةً وَ انه لم يمضي على تواجدهَا سوى دقائقٌ معدودةٌ و لازالَ يجب عليهُما الخروجَ ، فأردفَ مُنبهاً اياهَا عندما استقامَ مُقترباً منها

" لكِنهم سيسألونكَ عن عَودتك وَ ستقع المَلامةُ عَلي ..
تأهبي قَليلاً "

عَدلت معطَفها بملامحٍ هادئةٍ وَ لحظتها لَمح جونغكُوك كيف ان ملامحها انقلبت بالكَامل لآخرى اكثر جديةٍ وَ هدوءٍ ، في دواخلهِ هابَ فكرَة انها قد تَبوح بما قالهُ لوالدتهُ وَ لم يفكر بأنهُ عسى وَ ان كلماتهُ قد أفاقتهَا

" سأتاخر بعودتي لا تقلق "

اردَفت عندما حدقت بهِ بأبتسامةٍ صغيرةً ، حينَها لم يمتلك جونغكُوك ما هو افضل من السَماح لها بالرَحيل

" حسناً ، مِن بَعدك "

رَفع حاجبيهِ بخفةٍ وَ اشارَ لها بالسيرِ امامهُ ، هو اوصلَها للخارجِ وَ لنُبلهِ هُو فتح بابَ سيارتهَا لأجلها فأبتسَمت لأجلهِ بخفةٍ وَ قبل أن تركب هي عادت وَ نظرت لهُ ناطقةً بهدوءٍ

" سأجازفُ بأمرٍ مَا .. لصَالحِي فقَط ، وَ لتفعل المَثل أيضاً "

حَدق بها بعدمِ فهمٍ لفحوى كلماتهَا المبهمةِ وَ قبل أن يسألها عن مقصدهَا لمحها تبتَسم لهُ برقةٍ ، رَكبت سيارتَها وَ تحركت مُبتعدةً عنهُ ، حسناً هو لم يخفى عليهِ تغير الفتاة المفاجئ و الذي لَم يعهد وجوده فيهَا في مَوعدهم السابق

كَما لم يَخفى عليهِ شعوره بالخَوف لما هُو قادمٌ ، فبعدَ العديدِ من الأمورِ هو باتَ يتداركَ حقيقةَ ان لا شيءَ سَيسيرُ معهُ على ما يُرام وَ بهدوءٍ كَما آمل وَ بشدةٍ بينهُ وَ بين جدران غرفتهُ الصغيرةَ

في الحقيقةِ كَان بأمكانهُ أن يمضي حَياتهُ كما آمَل لو لم يشأ القَدر لتفريقهُ عن والدهُ ، كانَ بأمكانهُ ان يكون أكثر اختلاطاً بالعالم الخارجي وَ أن يمتلك والدةً مُحبةً كَما تمنى

لكن وَ على ما يبدو أنه قد ولدَ اسفَل نجمةٍ مُعتمةٍ

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

582K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee
396K 27.2K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
1.3M 91.8K 31
انا الملك وانت مِلكي تايهيونغ .. بكل الاحوال
2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...