تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.6K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٢
٣
٤
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٥

32.2K 2.3K 2.7K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

صَباح الثُلاثاءِ البارِد أستَيقظ جونغكُوك بحرارةٍ مُرتفعةٍ قليلاً مَع آلامٍ حادةٍ في المَعدةِ ، كَان ذلك بسببِ استحمَامهِ بوقتٍ مُتأخرٍ من الليلِ وَ عدم تَناول وَجبتهُ رُغم الأصرارِ الذي كَان يتلقاهُ مِن عَمتهِ التِي وَ بدورهَا جعلتهُ يشربَ كأساً كاملاً من الحليب الدافئِ فورَ أستيقاظهِ

حسناً جونغكُوك لَم يُفضل الحليبَ يوماً لذا وَ بكلِ مَرةٍ تَلتفت عَمتهُ ناحيةَ أمـرٍ كَان يسكبُ القَليل منهُ في مَغسلةِ الصحون ، حَتى انهُ لم يَتناول شيءً من الفَطائرِ المُحلاةِ التِي أعدَت لهُ ، كانت لهُ شهيةٌ مزدودةً وَ مزاجٍ سيءٍ مُنذ آخرِ رسالةٍ تَلقاهَا

عندمَا كان يهرسُ قطعةُ الموز الصغيرة في شَوكتهُ يفكرُ بمَا يجب عَليهِ قَوله لرفاقهِ وَ عندما كانَت تمرُ عمتهُ صدفةً من جانبهِ كانَ يتظاهَر بتناولِ طَعامهِ ، لَقد كانَ يُعاني من ضغوطاتٍ قَد لا تُعد كذلكَ لدى الأغلَب لكنهُ كانَ يُعاني مِنها

عِندما رَكب سيارةَ عمتهِ وَ مروا صُدفةً من جانبِ مَنزلِ تايهُيونغ ، بَقي جونغكُوك يحدقُ بـ بابِ مَنزلهم المُغلق وَ لم يَلمح سيارةُ والد تايهُيونغ فـ أدرك أنهُ استَبقهم هذهِ المَرة في الذهابِ لـ المدرسةِ أولاً

عِندما تَرجل جونغكُوك من سيارةِ عمتهِ بعد سلسلةِ التَوصياتِ الطويلةِ خاصتَها وَ أن يتصلَ بها ما أن يَشعر بالأرهاق وَ غيرهَا من الأحاديث التي اومَـأ لها المَعني مُطيعاً أياهَا بصمتٍ كانَ قد فوجئَ بركضِ بعضٍ من الطلابِ سريعاً الى الدَاخلِ ناحيةَ أمرٍ مَا

نَظر لساعتهِ ؛ لَم يكُن الوقت قَد حانَ لصفوفهِم وَ عندمَا مَرت فتاةٌ راكضةً بجانبهِ أمسَك بمعصمهَا سريعاً مُخاطباً إياهَا بعقدةِ حاجبيهِ الخفيفةَ

" مَاذا هُناك ؟! "

" أنهُ ابنُ المدير ، يُقال أنهُ يلكمُ أحدهم "

افلَت معصَمها عندمَا حَدقت بيدهِ وَ انهت حديثَها عندمَا ركَضت بخفةٍ ناحيةَ الضَوضاءِ في الداخلِ ، قَلب جونغكُوك عيناهُ بخفةٍ وَ امسكَ بـ قلنسوةِ سُترتهِ واضعاً اياهَا على رأسهِ ، هُو لم يَكن من مُحبين التَدخل في الشجاراتِ الحادةِ و خاصةً ان كَان يتضمَنها أبن المُدير المُدللِ

لكن عندَما وضعَ كفوفَه في سُترتهِ وَ مر بجانبِ التَزاحم وَقعت عيناهُ عَلى مَن داخلِ هذهِ الدائرةِ .. لقَد كانَ تايهُيونغ مُمدداً يُحاول صَد لَكماتِ مَن اعتلاهُ بوحشيةٍ ، تَوسعت عيناهُ بخفةٍ عندمَا رَعف انفُ الأسمَر بقوةٍ تَحت لكماتِ الفَتى وَ صوت الحَمقى الذي يَدوي بكلمةِ 'عِراك' بشكلٍ مُستمرٍ

هو دَخل وَسط التَزاحم بسرعةٍ وَ لم يأبه لـ الأشخاصِ الذينَ دفعهُم بقوةٍ اثناءَ سيرهِ ، أمسكَ بـ ابنِ المُدير من ياقتيهِ بقوةٍ رافعاً أياهُ وَ وسط تلكَ الهَمساتِ المَسموعةِ سَدد لهُ لكمةً قويةً اسقَطتهُ أرضاً وَ اندفعَ بقوةٍ لـ الأتجاهِ الآخرِ أثرهَا

" رُدهَا أن أستَطعت "

زَمجر جونغكُوك بقوةٍ لمَن امسَك بفكهِ عندمَا كانَ ممَدداً على الأرضِ وَ في عَينيهِ شَرارةُ الغَضب كانتَ قد تركت أثرهَا الواضح ، هُو مَسح الدماءَ التي أنزلَقت من شَفتيهِ بطرفِ أبهَامهِ وَ أستقامَ بسرعةٍ ، وَ كـ حركةٍ افتزازيةٍ هو بَصق بالدماءِ بجانبِ تايهُيونغ الذي حَاول سحبهُ بَعض الفتيانِ

الأمرُ الذي جَعل من دمَاء جونغكُوك تَغلي فـ شـدَ على يدهِ بقوةٍ نيةَ التَقدمِ وَ تحطيم مَعالمهِ لَو لا تَدخل أحدِ المُعاونينَ عندمَا مَر صُدفةً

" مَالذي يَحدث هُنا ؟! "

وَ فور أن تَسلل ذلكَ الصوتُ الخشنَ لمسامعِ الجَميع كَان كُل ساذجٍ يُراقب العِراك بحماسةٍ قَد أنسحبَ بهدوءٍ وَ سارَ جونغكُوك لحظتهَا بهدوءٍ ناحيةَ تايهُيونغ وَ عيناهُ كانَت تتوعد بالكثَير لـ الذي بَقي يبتَسم بحقارةٍ ناظراً لهُ بـ استصغارٍ

أبعَد جونغكُوك أيدي الفتيانِ المُتمسكةِ بأكتافِ تايهُيونغ بخشونةٍ ناظراً لهُ ، كانَ يُطأطأ رأسهُ بأرهاقٍ وَ لجسدهِ رجفةً طفيفةً فـ اضطَر الغرَاب لـ الأنحناءِ قليلاً ناظراً لمعالمِ تايهُيونغ المُرتعبةِ وَ قبلَ حتى ان يُحادثهُ سَمع صوتَ المُعاونِ يُردف بحزمٍ بعدَ ان راقبَ الوضعُ امامهُ

" كِلاكُما لمَكتب المُديرِ "

عنَدما سارَ خطوتينِ لَم يُطعه أحد فـ التفتَ مُجدداً صارخاً بهُما وَ لم يُبالي لأحدٍ قَط

" حالاً "

نَظر جونغكُوك ناحيتهُ ثمَ اعادَ بنظرهِ ناحيةَ تايهُيونغ الذي أزاحَ بيد الغرَابي التي كانَت تتموضعَ على كتفهِ بخفةٍ وَ سارَ بـ خطواتٍ مُترنحةٍ مُتفادياً الجَميعَ ، رَمش جونغكُوك بخفةٍ وَ لم يكُن امامهُ شيءٌ لفعلهِ سوى اللحاقِ بالمُعاونِ بجانبِ الفَتى الذي تَلى على مسامعهِ كلماتهُ السامةُ

" لمَ أتفادى لكمُك خَوفاً منكَ ، بل لأراكَ تُطرد من هُنا "

اوقفَ جونغكُوك خطواتهُ قَبل أن يدخل لمكتبِ المُدير ناظراً لأبتسامةِ ابنهِ الساخرةِ ثُم دَلفهِ للمَكتبِ بهدوءٍ ، جونغكُوك كانَ يُدرك ما سَيتلقاهُ من عقوبةٍ .. فصلٌ لأسبوعين بالكَثير وَ ليسَ النَفي بشكلٍ تام من المَدرسةِ كَون ابن المُدير هو مَن ابتدأ هذا الشِجار

وَ الذي كانَ سببهُ ان تايهُيونغ قد ألتَطم بهِ بغيرِ عَمدٍ أو كَما شَرح الساذجُ الأمرَ مُختصراً أياهُ بـ عبارةٍ ؛

" لقد لَوث سُترتي "

عندمَا نَطقها فَكر جونغكُوك بمدى طفوليتهِ وَ كم أن هذا العالمُ غير مُنصف ، فـ على الرَغم من أنهُ مَن ابتدأ الشجارَ الا انهُ لم يَتلقى اي عقوبةٍ سوى زَمجرةِ والدهِ بهِ وَ الأكثر من هذا أنهُ كانَ يجلسُ أمامهُ بهدوءٍ وَ قد أحظروا لهُ المُمرضةَ بنفسهَا من عيادتها في حينِ انهُ بقي واقفاً لوقتٍ طَويل يَستمع لكلمات المُدير

وَ لما كانَ جونغكُوك قَد عُرف بمستواهِ الدراسيَ العالي وَ حسنِ خُلقهِ فَأن ذلكَ الامر قَد شَفع لهُ وَ لم يَتلقى أي كلماتٍ قاسيةٍ من المُدير الذِي قَد خفضَ لهُ العقوبةَ لأسبوعٍ واحدٍ ، الأمرُ الذي دَفع أبنهُ لـ التكلمِ بتهجميةٍ

" لكن هذا غيرُ عادلٍ "

" أخرس بَارك جيمِين ، عقابكَ قادم "

صَرخ بهِ المُدير بقوةٍ وَحينها سَمعهُ جونغكُوك يتمتم ببعضِ الشتائمِ بصوتٍ منخفضٍ عندمَا عادت المُمرضة تَمسح على مكانِ اللكمةِ المُزرق بالمُعقمِ ، وَ عندما انهى المُعاون الأوراق سَلمهَا لـ جونغكُوك الذي تَناولها منهُ بهدوءٍ وَ خرجَ من المكتبِ بـأحباطٍ

سارَ في المَمر الفارغِ بهدوءٍ وَ لم يُكلف نفسهُ عناءَ النَظر لما كُتب في الأوراقِ ، هو فَقط قام بتمزيقهَا وَ رميها في أحدى الحاوياتِ في طَريقهِ ، عَدل سُترته وَ ارتدى حقيبتهُ نيةَ العودةِ لـ المنزلِ لكنهُ صُدمَ عندمَا لمحَ نامجون وَ الآخر يُونغي اللذانِ تَقدما ناحيتهُ راكضينَ وَ معالمهم قَلقةٌ

" ماذا حَدث ؟! "

اردَف نامجون بقلقٍ عندمَا قامَ يُونغي بالأمساكِ بفك جونغكُوك مُتفحصاً وَجههُ بعينانِ قلقتانِ وَ ما اذا قَد تأذى بسببِ الشجارِ الذي لَم يشهَدانهِ

" فُصلت لأسبوعٍ "

اردَف جونغكُوك وَ وضع يديهِ في جيوب سُترتهِ مُنزلاً رأسهُ بأحباطٍ وَ سمع يونغي يُردف بعصبيةٍ

" أقسم أنني سأحطمُ وَجه ذلكَ المُدللِ عندمَا أراهُ "

رَفع جونغكُوك رأسهُ ناحيتهُما وَ سار بهدوءٍ للخروجِ وَ عندمَا سارا بجانبهِ سألهُما لفضولهِ

" كَيف عَلمتُما بالأمرِ ؟ "

التَفت لنامجون وَسط حديثهِ والأخرَ اردف عندمَا رَكل الأرضَ بسيرهِ الهادئِ

" المَدعوا بـ هُوسوك قَد اخبَرنا وَ نحن ايضاً أفتقدناكَ "

" لكنهَا حصةُ اللغةِ عُودا رَجاءً "

اردَف جونغكُوك عندمَا باتَ قريباً من البوابةِ ناظراً ناحيتهُما و لِما قالهُ يونغي ابتَسم بخفةٍ

" كيفَ يُمكننا التَركيز وانتَ بهذهِ الحالةِ "

" انا بخيرٍ لا تَقلقا "

استَكمل جونغكُوك حديثهُ عندما اخفض نامجون بـ رأسهُ ناحيةَ الارضِ واضعاً كفيهِ بجيوبهِ وَ نَبس بخفةٍ

" فقط أعتني بنفسكَ جيداً وَ لا تَقلق نحن سَنحرص على زيارتكَ و أرسال شروحاتِ الحصصِ لأجلك "

ابتَسم جونغكُوك لهما بخفةٍ عندمَا تقدما وَ احتضنا جسدهُ ، كانَ يستمِع الى كلمات يُونغي المُمازحةِ اياهُ و عِبارات نامجون اللطيفةِ لأبهاجهِ ، حسناً هو وَ على الأقلِ خرجَ مبتسماً بفضلِ صَديقيهِ اللذانِ تَناسيا أمرَ تجاهلهُ لهما بالليلةِ الماضيةِ مَا ان لَمحاهُ خائباً

وَ عندمَا سارَ في الشارعِ فَكر بما حَل بـ تايهُيونغ ، هُو حتى تناسى أمرَ سؤال رفاقهِ عنهُ ؛ شَعر بالضيقِ في صدرهِ وَ الآن هو يجدر بهِ ايجادُ عذراً لقولهِ لعمتهِ بعدَ ان تعلمَ بالأمر ، لم يُحبذ فكرة الكَذب عليهَا خاصةً وَ ان كان الامرُ يخص أبن الجارِ و زَميل العمَل الجديد

.

مَساءً عندمَا استلقى بجسدهِ المُرهق على السرير بَعد أن احضرت لهُ عمتهُ بعض المُسكناتِ البسيطةِ رَفع بأنظارهِ ناحيةَ سقف غُرفتهِ المُظلمةِ حَيث مُلصقات النجومِ الزرقاءِ ذات البَريقِ ، كانَ يُداهمه صداعٌ خفيفٌ بين الدقائقِ القليلةِ وَ فكر أنهُ من الجيدِ انهُ قد حَصل على هذا الفَصل المؤقت لانهُ كانَ شديد الأرهاقِ

عِندما عَبرت الرياحُ الباردةُ من نافذتهِ التي فَتحها رُغم توصيات عمتهِ لهُ بأغلاقهِا نظراً لحالتهِ الصحيةِ سَمع صوت مُجسماتِ الكَواكبِ الصغيرةِ المُتدليةِ من السقف في زاويةٍ ما تَتحرك مُصدرةً خرخشةً حلوةً

حَدق بها بهدوءٍ من على سريرهِ وَ لم يُشعر بنفسهِ عندما أخذَ ينظر لمجَسم زُحَل البُني وَ تِيتَان ذو اللونِ الأصفرِ الباهتِ ، هو فَقط تَذكر تايهُيونغ لَحظتها خاصةً عندما ازاحَ بنظرهِ حيثُ مَكتبهِ و الصور المُعلقةِ فوقهُ على الجدارِ

تَراءى لهُ وَسط الأضائةِ المُنبعثةِ من الشارعِ صَور زحل وَ اقمارهُ الكثيرةَ ، فألتفتَ برأسهُ ناحيةَ الصورةِ مُحدقاً بها بعمقٍ ، ناظراً لـ القمَر تِيتَان .. المُميز وَ الاكثر وضوحاً من بينهم جَميعاً ، بعيدٌ عن البقيةِ لكن بمَا يحويهِ من ميزاتٍ في تَركيبهِ كان القمر الأكثر نُدرةً

تايهُيونغ ، اجَل لقد كان يشبه تايهُيونغ بعزلتهِ وَ هدوئهِ ، ابتَسم جونغكُوك بخفةٍ وَ قد كان في نيةِ الوقوفِ لكتابةِ اسمِ تايهيونغ بشكلٍ صغيرٍ اسفَل صورةِ تِيتَان كَما كتب اسمَ يونغي اسفَل القمرِ آيو* ، فَقط لان يونغي يَمتلك بشرةً باردةً كَـ سطحِ ذلكَ القمرِ

او كَما كتب اسم عَمتهِ نَتالي تحتَ رسمةِ الشمسِ في احدى كتبهِ لانَها وافرةٌ بالعَطاءِ وَ دافئةٌ مِثل الشَمس ، هو سَمع خطوات أحدهم قادمةً وَ عندما تَذكر ان عَمتهُ قد اخبرتهُ بأن يخلدَ للراحةِ هُو عادَ لسريرهِ سَريعاً وَ مَثل النَوم عندما فتِح البابَ بهدوءٍ

سَمع تَنهيدة عَمتهِ المَسموعةِ وَ خطواتها ناحيةَ النافذةِ ، اغلَقتها بهدوءٍ وَ سحبت بالسَتائر البيضاءِ الخفيفةِ تحجب عَندها رؤيةَ الشارع الفارغِ من خلالِ الزجاجِ ، سارت بخُطاهَا ناحيةَ السَرير وَ همست لهُ بـ اسمهِ عندما أخذت يَداها تتفَحص حرارتهُ

" جونغكُوك ، عَزيزي استَيقظ "

لَم يَرغب الغرَابي بالأستيقاظ ، هو فَضل استمراريتهُ  بالتَمثيل عَليها لكن فَور أن استَكملت حَديثها ناطقةً هو فَتح عيناهُ بهدوءٍ

" تايهُيونغ في الأسفلِ هيا استيقظ "

اردفت بنبرةٍ لينةٍ وَ مسحت على جبينهِ بخفةٍ ، وَ عندما التَفت ناحيتها فاتحاً عينيهِ ناظراً لها وَ لأبتسامتها الدافئةِ الصغيرةِ سَمعها تَستكمِل

" تايهُيونغ جاءَ للأطمئنانِ على حالكَ "

حَدق جانباً وَ بدى لها أنهُ يحاوِل استيعَاب ما تَقولهُ ، فـ ابعَدت خُصلاتِ غُرتهِ عَن جبينهِ الساخنِ قليلاً وَ أردفت

" لقَد أعتذر لي كَثيراً عَما تَسببهُ لأجلكَ ، انهُ فتى طَيب "

أستَقام جونغكُوك بجزئهِ العُلوي بخفةٍ بَعد ذلكَ لتبتَعد هي الأخرى مُستقيمةً وَ قد عَدلت هندامهُ بأطرافِ أصابعها وَ اخبرتهُ بأبتسامةٍ

" سأنتظركَ في الأسفلِ لا تتأخر "

اومأ لها بهدوءٍ وَ تعكرت ملامحهُ عندمَا فتحت عمتهُ أضَاءة الغُرفةِ اثناءَ خُروجهَا ، مَسح على وَجههِ وَ كان يشعر بسُخونةِ جسدهِ وَ أرهاقهِ لكن في دواخلهِ كانَ سعيداً لفكرةِ ان تايهُيونغ قَد اتى للأطمئنانِ على حالهِ رُغم انهُ لم يَتضرر مثلهُ

نَظر ناحيةَ المرآةِ بعدَ ان استقامَ وَ أنزلَ غُرته ناحيةَ الأسفلِ حتى كادت أن تحجب عنهُ الرؤيةَ ، وَ عندما سارَ بهدوءٍ نازلاً من السُلم سَمع حديث عَمتهِ معهُ من المَطبخِ وَ لمحها تُقدم لهُ كوباً من القَهوةِ

تايهُيونغ أستَلمها منها بابتسامةٍ وَ فور أن وَقعت عيناهُ على جونغكُوك الذي أقتَرب منهُم حتى استَقام من مَقعدهِ ناظراً لهُ بعيونٍ قلقةٍ فَقد لَمح أصفرار مَلامحهِ وَ قد لامَ نفسهُ كثيراً لأنهُ زادَ عليهِ الأمرَ سوءً ، كانَ مُتردداً من الأقترابِ ناحيتهُ وَ قلبهُ نبضَ بتوترٍ

" أنا آسفٌ لمَا حدثَ لكَ بسببي ، أعتَذر كثيراً "

اردَف بصوتهِ الهادئ وَ انزل نظرهُ ، وَ عندما التَفت عَمةُ جونغكُوك واضعاً أكوابِ القهوةِ على الطاولةِ لَمحت الحُزنَ الذي خَيم على الأجواءِ فجأةً وَ ملامح جونغكُوك الهادئةِ بخلافِ نيرانِ الغضبِ المُوقدةِ في دواخلهِ للمحهِ وجودِ تلكَ الندبةُ على طَرف خدِ تايهُيونغ

" لا تَعتذر مجدداً ارجوكَ ، أخبرتكَ ان كُل شيءٍ بخيرٍ "

نَبست بصوتٍ تخللهُ بعض الضحكاتِ الصغيرةِ وَ رفع تايهُيونغ رأسهُ ناظراً لها عندما لمَست كَتفهُ مُستدعيةً انتباهـهُ ، شَد جونغكُوك على يدهِ بغضبٍ وَ عيناهُ لم تتزَحزح عن الندبةِ في خَد تايهُيونغ ، هو سارَ بعد ان جَلست عمتهُ وَ الأسمَر حاثةً اياهُ على الاقترابِ منهم

تَموضع جالساً على احدى المقاعدِ المواجهةِ لـ تايهُيونغ وَ سمع عَمتهُ تسألهُ

" لما لا تَضعُ ضمادةً خَطير أن يبقى الجُرح مُعرضاً للأجواءِ المُحيطةِ "

هَز تايهُيونغ رأسهُ نافياً بخفةٍ وَ اجابهَا

" قالت المُمرضة أن ابقيهِ مكشوفاً قليلاً ليَجف سَطحهُ "

اومأت عَمة جونغكُوك مُتفهمةً وَ شربت القليلَ من قَهوتها ، في ذلكَ الحين رَفع تايهُيونغ نظرهُ ناحيةَ جونغكُوك ، هو لم يتفاجئ من انظارهُ المتمركزةِ عليهِ بل شَعر بالقَلق من فكرةِ انهُ غاضبٌ منهُ

" هَل لازالَ والدكَ في العَملِ ؟! "

اعادَ تايهُيونغ بنظرهِ ناحيةَ المُتحدثةِ وَ اومأ بعدَ ان قَرب الكوبَ من فاههِ شارباً القليل من محتواهُ الداكنِ وَ سمعها تَستكمِل

" لا تَقلق ، لأن والدكَ جديدٌ في القسمِ فأن مُديرَنا يختبرُ قدراتهِ بتكثيف مَهامهِ ، انا كُنت كـ حالهِ بدايةَ الأمرِ وَ كنت أعود وَ أجدَ ان جونغكُوك قد غَفى على طاولةِ العشاءِ اثناءَ انتظارهِ "

قَهقهت نهايةَ حديثها فـ تبسمَ تايهُيونغ بخفةٍ مُعيداً نظرهُ ناحيةَ جونغكُوك الذي أخفى ملامِح وجهـهِ مُحرجاً وَ انزل نظرهُ ناطقاً

" احسنتِ صُنعاً عَمتي ، مَن بقي في هذا العالمِ لَم تخبريهِ عن هذا ؟ "

ضَحك تايهُيونغ بخفةٍ عندما ضحكَت المَعنية بقوةٍ لكلماتهِ ، الامر الذي دَفع جونغكُوك لرفعِ ناظريهِ من على الارضِ وَ التحديق بـ تايهُيونغ ، كانت تلكَ المرة الأولى التي يسمعهُ يضحك بها ، حُلوةً كانت ضحكتهُ كَـ تضاربِ أجراسِ المَعابدِ الصغيرةِ بـ هبوبِ الرياحِ

حَدق بهِ بهدوءٍ وَ تايهُيونغ بادلهُ وَ هذهِ المرةَ هو حافظ على ابتسامتهِ عندمَا لمح خاصةَ جونغكُوك فـ اطمأن قلبهُ وَ فكرةُ ان غاضبٌ منهُ قد تَلاشت

.

عِندما وَدع تايهُيونغ عَمة جونغكُوك راحلاً حَرص الغُرابي على مرافقتهِ حتى خروجهِ رُغم نَفي الأسمَر المُستمر خاصةً بعد ان سَمع من عمةِ الاخر انهُ مصابٌ بالبَرد ، لكن جونغكُوك اصَر و بقوةٍ بعدَ ان سَلمهُ تايهُيونغ وَرقةً تضمنتها اهمُ الشروحاتِ لحصصِ اليومِ

عندما رَسمت خطُواتهم طريقهما على العُشب الأخضر الخاص بمنزلِ جونغكُوك التَفت تايهُيونغ ناحيةَ المَعني بحديثهِ هامساً

" أعتذرُ مجدداً عن تَوريطكَ ، آمل أن تصبَح بخير "

لحديثهُ نبرةُ حزنٍ طفيفةٍ كانَ جونغكُوك يسمعها لأولِ مَرةٍ ، هُو حدقَ بهِ بصمتٍ وَ لم يجد ما يقولهُ ، في حينِ ان تايهُيونغ كان يتمنى سماع شيءٍ منهُ يُخبرهُ بأن لا يُفكر بالأمرِ كثيراً وَ ان كل شيءٍ سيكون على ما يُرام

عندمَا اخفض ناظريهِ نيةَ الرَحيل بعدَ أن سأم الصَمت امسَك جونغكُوك بيدهِ ناظراً للجرحِ اعلى وَجنتهِ ثمَ لعيناهُ اللامعةِ ، بترددٍ وَ حرصٍ كَما لو أنهُ يخاطبُ شيءً هشاً وَ يخافُ عليهِ من التكسرِ

" هَل ترغب في البَقاء أكثَر ؟ "

________________________

* آيو ; احد الأقمار الجاليَلية الاربعةِ لكَوكبِ المُشتري.

Continue Reading

You'll Also Like

2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...
2.5M 146K 43
حين‏ كان يلتفت الجميع اعجابًا وتولعً بهِ، كان هو يُكرِس مشاعرهُ لفُتى يلهو بعيدًا غير مكترث بهِ. TOP :JJK ""MPREG" Cover by: @taebrown 1 #jk 1#bxb
396K 27.2K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
2.4M 138K 33
حين تنقلب حياة تايهيونغ رأساً على عقب فور رؤيته لـ نسختان من نفس الشخص و لكن بطباعٍ مختلفة فـ ماذا سوف يفعل؟ • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمت...