تِيتان | TK

بواسطة bunxji

1M 68.6K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " المزيد

تمهيّد
١
٢
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٣

34.1K 2.5K 2.1K
بواسطة bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

لما كَانت الحصةُ الاخيرة شاغرةً كان الصف يَعم بالفوضى ، بَعض الفتيانِ يتَناقشون بصخبٍ وَ مجموعةٌ من الفتياتِ يتحدثنَ عن آخر الاحداثِ التي طَرقت بأحدى الدرامَاتِ

وَ جونغكُوك كان يجلس على طرفِ احدَى المقاعدِ وَ على يمينهِ يونغي جالساً وَ امامهُ نامجُون الذي اتكئ ببنيتهِ على الحائطِ مُكتفاً يداهُ ضد صدرهِ يتحدثونَ عن اشياءٍ عشوائية مختلفةٍ

في حينِ أن تايهُيونغ كَان يجلسُ في مقعَدهِ وَ يدونُ بعضَ الملاحظاتِ في الوَرقةِ التي اعطَاها اياهُ جونغكُوك بَعد ان سأل فتى مُهذب عَن الدروسِ الفائتةِ والتَي لم يتمَكن مِن تلقي شَرحها من الأساتذةِ بسبب تأخرهِ في التنقلِ من مدرستهِ السابقةِ حتى هذهِ

اعيُن جونغكُوك وَقعت على جانبهِ مُحدقاً بظهرِ تايهُيونغ وَ مُحدقاً برأسهِ الذي يَلتفت ناحيةَ احدى كتبهِ ثمَ الى الورقةِ ليُدَون بهَا ، لَم يكُن يستَمع لحديثِ رفاقهِ على الأطلاقِ وَ لمَا سألهُ نامجون عن أمرٍ هُو أجابَ مُوافقاً اياهُ دونَ ان يعَلم حتى ما كانوا يَتحدثون عَنهُ

" هذَا رائِع ، الساعة التاسعة أذاً "

اردَف نامجون بَعد ان سَمع مُوافقة جونغكُوك الذِي لم يكُن يعلم عن ما يَتحدث عنهُ صديقهُ وَ تجَاهل كل شيءٍ وَ التَفت لمَصدرِ صوتِ الجَرس من الخارجِ ، سَار ناحيةَ حقيبتهُ بجانبِ تايهُيونغ الذي أغلقَ كتابهُ وَ فور ان لَمح تقدمَ الآخر ناحيتهُ تنحى جانباً قليلاً

مُعطياً بعض المَساحةِ لجونغكُوك للمرورِ بجانبهِ ، رأسهُ كانَ مُنخفضاً وَ بحركتهِ لمح جونغكُوك السرعةَ خاصةً عندمَا ادخل كُتبه في حَقيبتهِ ، حَبذ الغرابَي تَوديعهُ خِطاباً لكنهُ كانَ اسرعَ منهُ مُنذ انهُ حمل حقيبتهُ وَ خرج من المكانَ

حَدق جونغكُوك بهِ بهدوءٍ اثناءَ مغادرَتهِ وَ من ثمَ انزل ببصرهِ ناحيةَ حقيبتهُ مجدداً مُغلقاً السَحاب خاصتَها وَ حاملاً اياهَا على كتفهِ الأيمَن بأهمالٍ ، هو عادَ بخطاهِ البطيئةَ ناحيةَ رفاقهِ الذينَ كانوا يَتحاورون اثناءَ توضيب حاجَياتهُم

وَدعَهم بأبتسامةٍ بعدَ ان سمعَ تذمرات نامجون مِن ألمِ قدمهِ بسبب حصةِ الرياضةِ وَ ضحكَ بخفةٍ اثناءَ سيرهِ خارجاً ، وَ لسبب مَا اعتادَ جونغكُوك على التَأني بخطواتهِ قبلَ خروجهِ من المَدرسةِ بأكملهَا فَفي كل مرةٍ كَان يحرصُ على التسللِ لمختبرِ العلومِ خلسةً وَ لمح مُجسماتِ الكواكبِ وَ لمس مَعدنها

وَ عندمَا شعرَ بخلوِ المَدرسةِ تقريباً وَ هدوءِ الخطواتِ هو سارَ خارجاً من المختبرِ سريعاً قبلَ قدومِ الحارس لغَلقِ الأبوابِ الداخليةِ ، بخطاهِ تَخطى الفتاتَينِ اللتانِ كانتا تَسيرانِ ببطئٍ وَ يتحدثنَ بأمورٍ عشوائيةٍ وَ ذلكَ المنظَر سلل لهُ شعوراً خانقاً في صدرهِ عندمَا تذكَر أمراً

فَسار بسرعةٍ مُتخطياً الفتاتينِ وَ أنفاسهُ تعالتَ بقوةٍ ، انزَل رأسهُ ناحيةَ الارضِ مُراقباً خطواتهُ بضجرٍ وَ فجأةً وجدَ من انفاسهِ تهدأ تزامُناً مع خطواتهِ عندمَا رَفع نظرهُ لامحاً تايهُيونغ يقفُ على حافةِ الرصيفِ المقابل للشارعِ الخاوي مُتلفتاً لعدةِ جهاتٍ

كَالعادةِ يَمسك بطرفِ حقيبتهُ التي على كتفهِ تَموضعت وَ خصلات شعرهِ تطايرت مَع نسماتِ الخريفِ البارِد ، تَلفت لـ شمالهِ علهُ يلمَح سيارةَ والدهُ الذي تأخرَ في قدومهِ لقَلهِ للمنزلِ كثيراً وَ رَفع معصمهُ مُحدقاً بالوَقتِ بحيرةٍ

لم يشعر بجُونغكوك الذِي وَجد نفسهُ يتقدم ناحيتهُ واقفاً بجانبهُ على الرَصيفِ على بعدِ مسافةٍ قصيرةٍ ضاماً كفيهِ بجيوبِ بنطالهِ مُحدقاً بأشارةَ المرورِ ثمَ بـ تايهيُونغ الذي لَم يستَشعر وجودهُ بتاتاً ، تَردد قليلاً قبلَ أن يُردف مُخاطباً اياهُ جالباً انظارهُ التي كانت تحدقُ بالطريقِ على جانبهِ بحيرةٍ

" هَل تحتاجُ الى مُساعدةٍ ؟ "

نَظر لهُ المَعني بعدَ ان جُفل بخفةٍ من تَموضع شاحب البشرةِ بجانبهِ منذ مدةٍ ، وَ سريعاً اعادَ ببصرهِ ناحيةَ الشارعِ مُجيباً اياهُ بصوتٍ شديدَ الهدوءِ

" لا ، شُكراً لكَ "

شَعر جونغكُوك بالأحراجِ قليلاً من اختصارِ الآخرِ لإجاباتهِ وَ كان قد قَرر المَضي بِخطاهُ لكن مَا أستوقفهُ قبلَ ان يتحَرك هو كلماتُ عمتهِ صباحاً عندمَا اخبرتهُ ان والدَ الفتى لم يحفظ الطُرقاتَ جيداً بعَد لذا لابُد و أنهُ اشتبهَ في طريقِ العودةِ

" أتنتَظر أحداً ؟ "

نَظر لهُ جونغكُوك عندمَا التَفت بقامتهِ ناحية تايهُيونغ لامحاً هدوءَ ملامحِه قَبل ان يُردفَ مُعيداً بنظرهِ للشارعِ

" والدِي "

صَمت جونغكُوك مُفكراً ، لم يكُن حَيهم يبعد الكثيرَ عن المَدرسةِ وَ كان يعود لمَنزلهِ سيراً دائماً ، بأمكانِ تايهُيونغ ان يفعَل ذلكَ ايضاً لكن ما يمنعهُ هو جهلهُ لبعضِ الطرقاتِ هُنا ..

كَان الطقسُ يشتَد برودةً وَ رفع ساعتهُ لامحاً الوَقت الذِي تأخرَ بالفعلِ لذا هُو عَرض على الفتى الهادئِ عرضاً بعدَ ان توترَت دواخلهُ كثيراً ، لسببٍ ما هدوء تايهُيونغ كان يجعلهُ راغباً بالتعاملِ معهُ بحرصٍ وَ انتقاء كلماتٍ مهذبةٍ جَميلةٍ

" مَا رأيكَ بمُرافقتي ، حَيُنا لا يبعدُ كثيراً عن هُنا "

نَظر تايهُيونغ بوسطِ اعين جونغكُوك بعمقٍ كأن يصارعُ شيءً مَا في دواخلهِ ، مُتوترٌ بدى بأعينُ جونغكُوك الذِي اعادَ ببصرهِ ناحيةَ الطريقِ عندمَا ابعَد الاسمَر عيناهُ عنهُ بترددٍ و دونَ اجابـةٍ

" حسناً إلا اذا كُنت ترغبُ بالأنتظارِ كثيراً في هذا الطَقسِ "

اردَف جونغكُوك رافعاً كتفيهِ بخفةٍ ناظراً لعدةِ جهاتٍ مُتفادياً اعيُن تايهُيونغ التي كانت تَتفحصهُ وَ بعقلهِ كانَ يفكُر ايضاً بمدى ذَكائهِ فـ هو قَد تمَكن من اقناعهُ بكلماتهِ الصغيرةِ فقطَ رُغم انهُ لايزالُ لا يرغبُ بالتَجولِ معَ غريبٍ مثلهُ ..

بنهايةِ الأمرِ هُو هَمهـم لـ جُونغكوك بخفةٍ وَ بعدهَا سبقهُ المَعني بخطاهِ سائراً امامهُ وَ تباعدت خُطواتهم عن بَعضها فَحرص تايهُيونغ على عدمِ التقربِ منهُ وَ ترك مسافةٍ بينهما سائراً خلفهُ ببطئٍ

الأمرُ الذي دَفع جونغكُوك للتوقفِ بعدَ ان قَطعا شوطاً مُستديراً ناحيَة تايهُيونغ خلفهُ بعدَ ان توقفَ هو الاخر رافعاً رأسهُ لهُ لامحاً اعيُنه شديدَة العَتمةِ التي اخذت تحدق بهِ مُخاطباً اياهُ

" هَل انت مُتعبٌ ام أنكَ بَطيء ؟ "

حَدق بهِ تايهُيونغ وَ بتطايُر خصلاتِ شعرِ جونغكُوك الكثيفةِ هُو اجابَ ما جالَ في نفسهِ من منظورٍ صَدوقٍ

" بل لا أثقُ بالغرباءِ "

رَمش جونغكُوك بخفةٍ لأجابتهِ وَ رغمَ انهُ تأثر بكلماتهِ القاسيةِ قليلاً الا انهُ كانَ يُكابر على ذاتهِ مُوهماً اياهَا وَ التَفت سائراً بخطاهُ بهدوءٍ شاداً على يدهِ داخلَ جيبهِ ، لقد كانَ يُعامَل بقسوةٍ في جَميع الحالاتِ

عندمَا لحقهُ تايهُيونغ بخطاهِ الهادئةِ لم يُبعد عيناهُ عنه بَل بقي يُحدق بظهرهِ من الخلفِ ، هو شَعر انَه قسَى بكلماتهِ عليهِ رغمَ انهُ لم يتلقى منهُ سوى الخيرِ حتى الآن ، لكن مَزاجه السيء كانَ السبب بكلِ شيءٍ منذ انتقالهِم لهذا الحَي الجديد بغيرِ رغبةٍ منهُ

لمَح بعض تَصرفات جونغكُوك الغريبةِ وً التي استشَعر بها شيءً من الحزنِ عندمَا كان يرفع يدهُ يعبث بشعرهِ الخلفي مُتنهداً اثناءَ سيرهِ او عندمَا يَمسح عَلى كتفهِ بتوترٍ بيدهِ الاخرى ، شَعر ببعضِ السوء لهذا

فتقدَم مُسرعاً بخطاهُ مُجارياً جونغكُوك وَ فصلَتهم عن بعضهُم مَسافةٌ صغيرةٌ على جانبيهُما ، حَدق جونغكُوك بهِ عندمَا اعادَ بيداهُ داخلَ جيوب بنطالهِ مُردفاً بهدوءٍ

" أوَلم تقُل أنكَ لا تثقُ بالغُرباءِ ؟ "

حاوَل تايهُيونغ تنظيمَ انفاسهُ المتسارعةِ بسببِ سَيرهُ السريعَ للحَاقِ بخطى جونغكُوك وَ صمت لبرهةٍ قَبل ان يُعلق عيناهُ على السَماء التي تَلبدت بالغيومِ ناطقاً بهدوءٍ

" اعذرني لذلكَ "

حافظَ جونغكُوك على انظارهُ ناحيتهُ وَ أزاحهَا فَور أن انزَل الآخر عيناهُ ناحيةَ الأرضِ مُراقباً خطواتهُ بهدوءٍ شَديد ، كَانا هادئينِ للغايةِ وَ الغرَابي شعر بالسكينةِ لمحيطَهما المحَمل بالطمأنينةِ وَ لم يكُن يستمع لشيءٍ سوى لأنَفاسهُما الهادئةِ

لسببٍ مَا حتى حَيُهما قرر الهُدوء وَ عدم تعكير هالتَهما الهادئةِ بالضَجيجِ ، كانَ الطقسُ بارداً بشكلٍ لطيفٍ وَ اوراقُ الخريفِ المتَساقطةِ تتطايَر على الأرصفةِ ، جونغكُوك لمَح اعيُن تايهيونغ التي كَانت تتفحَص الحي بدقةٍ وَ على ما يبدُو انهُ لم يتمَكن من رؤيتهُ جيداً في الايامِ الماضيةِ

وَ فَور أن تَوقفت خُطى جونغكُوك امَام منزلِ الهادئِ المنشغلِ بالنَظر لأحدى القططِ السائبةِ طوالَ الطريقِ حَتى نطقَ مُنبهاً اياهُ

" لَقد وَصلنا "

تَكتف بوقفتهُ بخفةٍ ناظراً لمنزلِ تايهُيونغ الذي نَظر لهُ بهدوءٍ وَ قد تفاجئَ قليلاً فـ لَم يكُن مَنزلهُ يبعد الكَثير حقاً كمَا قالَ جونغكُوك وَ الذي ألتَفت ناحيتهُ ناظراً ناحيَة عيناهُ التي كانت تُحدق بهِ مسبقاً ، تَوتر قليلاً لدرجةِ انهُ حبذَ ألمضي بخطواتهِ عائداً لمنزلهِ دونَ اي زيادةً بأحرفهِ

" شكراً لكَ .. "

اردَف تايهُيونغ حينَما سعى جونغكُوك لأستكمالِ طريقهِ بصمتٍ وَ شعرَ بألتفاتهِ ناحيتهُ فأستَكمل حديثهُ بأبتسامةٍ صغيرةٍ باهتةٍ للغايةِ جعلَت اعيُن جونغكُوك تحدق بهِ بقلقٍ قليلاً

" لقَد كانَ يوماً صعباً بعدَ كل شيءٍ لكنكَ لَينتهُ ، ممتن لكَ "

اردَف وَ كان شديدَ التَوتر من اعين الغرَابي وَ من نفسهُ التي لم تَعتاد على الحديث الطَويل منذ وقتٍ مَديد ، أستَدار بعدهَا سائراً ناحيةَ مَنزلهِ تحتَ ناظريّ جونغكُوك الذي لَم يخطر عَلى فكرهِ شيءٌ الآن سوى تِيتَان

اجَل .. جونغكُوك كانَ سيتقبَل فكرة انهُ غريب الأطوارِ لأن يُشبهَ بَشريٌ قائِم بقمرٍ صغيرٍ خُلقَ من مَعادنٍ مختلفةٍ ، هو وَجد انهُما يَتشابهانِ بطريقةٍ ما وَ هو مُقتنع بهذهِ الفكرةِ

أكمَل خطاهُ بَعد ان لَمح تايهُيونغ يتقَدم من بابِ منزلهِ ، كَانت دقائقٌ بسيطةٌ تلكَ التي قطعَها جونغكُوك سائراً لمنزلهِ بخطى بطيئةٍ مُفكراً بمخطَطاتهِ لأجلِ ليلتهُ وَ عندَما توقفَ امامَ بابَ منزَله تَفاجئَ من سَماع صوت عَمتهِ في الداخلِ وَ على ما يبدو انهَا كانت تحاورُ أحدَهم

نَظر لساعةِ معصمهِ كانَ الوقتُ لازالَ مُبكراً لعودَتها لكنهُ تجاهَل كل شَيءً فاتحاً البابَ بالمفتاحِ بعدَ ان اخرجهُ من جَيب حقيبتهُ التي اسقَطها جانباً ، لَم يكن يرغب بمُقاطعةِ عمتهِ وسطَ حديثهَا الذي التَمس الأنفعالَ فيهِ

وَ عندَما دَفع البابَ بخفةٍ لَم تشعر بهِ عمتهُ التي كانَت تتكئ بيأسٍ ناحيةَ احدى المناضدِ التي تَموضع عليهَا بعض الخُضارِ المُقطعةِ من قِبلهَا ، وَاجهـهُ ظَهرها وَ رأسهَا المنخفضَ وَ لمح الهاتفَ الذي كانَ يبعدَ عنهَا بقليلٍ وَ صوت والدتهُ الذي كانَ يبوح بالكَثير من الكلماتِ التي لم يَتمكن مِن سماعها بوضوحٍ

" دَعي جونغكُوك وَ شأنهُ ، انهُ سَعيد بحياتهِ كفاكِ عبثاً "

اردَفت عمتهُ بضجرٍ تحتَ ناظريّ وَ مَسمعيّ جونغكُوك الذي انقبَض قلبهُ بشدةٍ وَ شعر بصدرهِ يحتَرق عندَما سَمع كلمات والدتهُ

" اي سعادةٍ هذهِ التي تتحَدثين عنهَا ؟ هَوسهُ المختَل بالفَضاءِ كـ مُراهقٍ طائشٍ ذلكَ يعُد سعادةً ؟ انا مَن سيجعلهُ سعيداً "

تَنهدت عمتهُ بقوةٍ بعدَ ان تركت السكينَ من يَدها شادةً على خصلاتهَا بقوةٍ وَ يأسٍ ، كَانت تعلمُ مدى سوء المُعاملةِ التي تفرضهَا والدةُ جونغكُوك عليهِ حتى بعدمَا استَقلت مُتزوجةً برجلٍ آخر بعدَ وفاةِ زوجهَا

شَعر جونغكوك بالدَم يغلي بأوردتهُ وَ تعالت انفاسهُ ، شعَر بالكثير من النَدباتِ التي في روحهُ تعود لتغدوا جروحاً عميقةً بسببِ كلماتِ والدتهُ التي لطالمَا كرهَ جشعهَا بالتحكم بحياتهُ

اسقَط حقيبتهُ وَ ابتعدَ خارجاً مُغلقاً البابَ خلفهُ بقوةً وَ ذلكَ ما افزَع عمتهُ التي انصَدمت من تواجدهُ خلفهَا منذ مدةٍ وَ سماعهُ لتلكَ الاحرف القاسيةِ دونَ علمهَا فـ تحركت راكضةً ناحيةَ البابِ

" جونغكُوك ، جونغكُوك عزيزي انتَظر "

اردَفت بصوتٍ عالي نادهـةً اياهُ عندمَا فتحَت البابَ سائرةً لكنهَا لمحتهُ يركضُ بقوةٍ وَ يمسح على وَجههُ ، شَدت على يدهَا بقوةٍ وَ ركلت الأرض بقسوةٍ حَتى ساقها قَد تَضررت وَ عادت سريعاً بخطهَا للمَنزل لتحظَر معطفهَا لأجلِ اللحاقِ بهِ

وَ كانَ ما استوقَفها هو صَوت والدتهُ الناده لهَا من خلالِ الهاتفِ ، فـ تقدمَت بسرعةٍ ناحية الهاتفِ صارخةً بهَا بغضبٍ وَ قهرٍ

" دعيهُ وَ شأنهُ أنهُ محطم بسببكِ الآن ، بحقِ السماءِ دعينَا وَ شأننا "

اقفَلت الهاتف دَون رغبةٍ منهَا بسماعِ المَزيد وَ شعرت بحرقةٍ في عَينيهَا لتجلسَ على الارضِ بيأسٍ بَعد ان تذكرَت اخاهَا الراحلَ وسطَ غضبهَا ، هو ما كَان ليرضى بهذا الظُلم الذي يَتلقاهُ ابنهُ لو كانَ حياً

ابنهُ الذِي كانَ يسيرُ بلا وجهةٍ سريعاً في الطرقاتِ الواسعةِ الخاويةِ وَ يداهُ كانَت تمسح على عيناهُ بقوةٍ في كُل مَرةٍ يشعُر بدموعهُ التي كانَت تُكتم من قبلهِ قسراً ، لَم يكُن راغباً بالبكاءِ بسببَها

وَ وسطَ غضبهِ وَ تسارع أنفاسهِ وَجد نفسهُ وَسط الحيَ الذي يَقطنُ بهِ تايهيُونغ لامحاً اياهُ مُتكئـاً بمجلسهِ على بابِ مَنزلهم مُحدقاً بالفارغِ بهدوءٍ

تَلاقت اعيُنهما عندمَا هدأت خطوات جونغكُوك تزامُناً مع انفاسهِ بخلافِ قلبهِ وَ شد على يدهِ بخفةٍ عندَما استَقام الآخر بهدوءٍ من مَوضعهُ ناطقاً بنبرتهِ الخافتةِ وَ التي كَانت لمسامعِ جونغكُوك دافئةً وَ حنونةً اكثَر من نبرةِ والدتهُ التهجميةِ التي مَرت على مسامعهِ

" أنسيتَ مفاتيحَ منزلكَ ايضاً ؟ "

" بَل سَمعت مَا آذانِـي "

________________________

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...
582K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee
396K 27.2K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...
1.3M 91.8K 31
انا الملك وانت مِلكي تايهيونغ .. بكل الاحوال