تِيتان | TK

By bunxji

1M 68.7K 92.1K

" أن كُنت أنتَ زُحَل فمَن قمُرك تِيتان ؟ " More

تمهيّد
١
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١ ؛ النِهايَة

٢

38.6K 2.8K 4.3K
By bunxji

ɪᴛ's ᴀsᴛʀᴏɴᴏᴍʏ
ᴡᴇ'ʀᴇ ᴛᴡᴏ ᴡᴏʀʟᴅs ᴀᴘᴀʀᴛ
________________________

لَم يَكن صَوت المُنبهِ مَا أستيقظَ بسببهِ جونغكُوك وَ لا زَقزقةِ الطيورِ وَ لا حَتى أشعةُ الشَمس المُتسللةِ من بينِ الستائرِ كَما في الأفلامِ المُبتذلةِ

كَان صَوت ضرب الملعَقةِ الخشبيةِ بسطحِ المنضدةِ بجانبِ سريرهِ و صُراخ عمتهِ هو مَا أيقظهُ من سُباتهِ الطَويل حَدق بها بأعينٍ شبهِ مَفتوحةٍ

بَدت طائشةً قليلاً ليسَ وَ كأنها أمرأةٌ بَالغة بَعد كُل شَيءٍ ، غَطى رأسهُ بضجرٍ بواسطةِ وسادتهِ بَعد أن لمحهَا تترك المِلعقةِ جانباً وَ تسحب عنهُ الغطاءَ

" جونغكُوك أستيقِظ "

ندهَت بذلكَ مُجدداً وَ جلسَت حيث احدى جوانبِ السَرير تَهز جسدهُ بخفةٍ ، هُو سأمَ وَ علمَ أنهُ لا مَفر مِنها كَما أنهُ أعتادَ على هذا منذ سنواتٍ فَتنهد مُبعداً الوسادةَ عن رأسهِ

" مَالأمر ، مَاذا هُناك ؟! "

حَدقت بهِ بعدمِ تصديقٍ وَ أشارت ناحيةَ الساعةِ المتموَضعةِ على مَكتبهِ بجانبِ النافذةِ

" أنظر الى الوَقت مَدرستكَ بعد نصفِ ساعةٍ "

اردَفت بغيرِ تصديقٍ كَون الآخر لَم يكُن يَعي أنهم فِي يَوم الأثنينِ ، وَ أنهُ لم يَتحضر للذهابِ بليلةِ أمسٍ كَما أخبرتهُ مَساءً على مائدةِ العَشاء ، جونغكُوك ارتَفع بِجزئهُ العلويَ سريعاً ناظراً للوَقت أمَامهُ

هُو لم يستَذكر أياً مما تَلتهُ عمتهُ على مسامعهِ وَ أنهُ يجب أن يتجَهز جيداً لصباحهِ المَدرسي ، مُنذ أنهُ قَضى ليلتهُ بقراءةِ العديَد وَ العديَد من المُدوناتِ الفلكيةِ وَ قصص الشَخصياتِ العظيمةَ المَرموقةِ في هذا المَجالِ حتى أغمِضت عيناهُ مُستسلمةً

ابتَعدت عمتهُ من عَن السَريرِ مُعطيةً لهُ مَساحتهُ الخاصةَ بعدَ ان طَلبت منهُ الأسراع لَتتمَكن مِن إيصالهِ لمَدرستهِ بطريقهَا للعَملِ ، هُو حَصل على حَمامِ بماءٍ باردٍ كَونهُ قد غَفل ايضاً عن تشغيلِ مُسخنِ المياهِ بالأمسِ وَ لم تَخلو فترةَ تغييرهُ لثيابهِ مِن شتائمهِ بسببِ أنهُ لم يعثر على جَوربهِ الآخر

مَشط شَعرهُ بشكلٍ سريعٍ ناظراً للوقتِ من انعكاسِ المرآةِ وَ من حسنِ حظهِ أنهُ كانَ وَ لازالَ يمتلكُ دقائقاً اضافيةً تَمكن من خلالهَا من رَش عطرِ ازهارِ القِداح على هندامهِ وَ أطرافَ سُترتهِ الرماديةَ القُطنيةَ

حَمل حقيبتهُ وَ قبل أن يتَمكن من تَجرع كأسٍ من الماءِ سَمع صوتَ بوقِ سيارةِ عمتهِ فأرتدى حذائهُ خارجاً بسرعةٍ وَ عندما رَكب في السيارةِ هو أنحنى لربطِ أشرطةِ حذائهِ على عجلٍ

دَفع حقيبتهُ بعد ذلكَ للمقاعدِ الخلفيةِ وَ ناولتهُ عَمتهُ كوبَ قهوتها التِي لَم ترتشف منهَا شيءً ، فَتناولهَا من يَديها مُتذوقاً نكهةَ السكَر الخفيفةِ الدافئةِ في ثَنايا نَكهةِ البُنِ وَ ناظراً من خلالِ النافذةِ للشَوارعِ

هُو لاحظَ اختلافَ المَسارَ الذي سَلكتهُ عَمتهُ لكنهُ أيضاً فَضل الصمتَ و الأستمتاعِ بمشروبهِ الدافئَ لكِن تَوقف السيارةِ بأحدى الأحياءِ القريبةِ جعلهُ يعقد حاجبيهِ ناظراً لها بتَسائلٍ

قَبل تُبعد عنهَا حزام الأمانِ مُستديرةً للخلفِ تَزامُناً مع أعينِ جونغكُوك المليئةِ بالتَساؤلاتِ ، ألتَقطت بطرفِ يدهَا عُلبةً جميلةً مُرتبةً باللونِ الأبيضِ وَ الأرجوانِي مُستديرةً ناحيتهُ مُخرسةً تساؤلاتهِ البَكماء عِندما أردَفت

" سأسلمُ فطيرَة التوتِ أولاً ثُم سَنكمل بَعدهَا طَريقنا "

حَدق بهَا وَ بالوَقتِ لَم يتبقى أمَامهُ سوى عشرُ دقائق فَحادثهَا في اللحظةِ التي تَسللت اصابعُ يدهَا لفتحِ البابِ

" مَاذا ان تأخرنا ؟ "

ألتَفتت ناحيتهُ مُجدداً مُطمئنةً أياهُ كَونها تَتداركَ حقيقةَ حُرصهِ بخلافِ ليلةِ أمسٍ التِي لم يتجَهز بهَا أستعداداً لـ اليومِ

" لَن نفعَل ، ثمَ ما رأيكَ أن تنزلَ معي لألقاءِ التحيةِ ؟ "

نَظر لها جونغكُوك رُغم علمهِ و أدراكهِ المُسبق بقرارهِ ألا أنهُ حبذَ التَفكير قليلاً بكلامهَا وَ مُجدداً هو أردَف بأجابتهِ المُتوقعةِ من قبلِ عمتهِ

" لا ، أُفضل أنتظاركِ هُنا "

حَدقت بهِ المقصودةُ بكلماتهِ بقلةِ حيلةِ مُتنهدةً وَ خَطت أقدامُها راسمةً طريقهَا ناحيةَ المَنزل المُقابلِ امامَها ، صَوت كعبها أستطاعَ جونغكُوك من داخلِ السيارةِ سماعهُ يطرقُ بأسفلتِ الشارعِ بخفةٍ

كَانت حسناءً بعد كل شيءٍ بتنورتها القَصيرةِ وَ معطفَها الأسود الطَويل لَيس وَ كأنها ذات المرأةِ التِي تَتشاجر معهُ احياناً في المَنزلِ راكضةً خلفهُ بالمقلاةِ

شَعرها تَطايرَ بخفةٍ بفعلِ نسماتَ الصباحِ العليلةِ عندمَا رَنت جَرس المنزلِ مُنتظرةً فَتح البابِ من الجهةِ المقابلةِ لوهلةٍ جونغكُوك شعرَ ببعضِ الحماسةِ مِما قَد يحدث

فأقتربَ اكثر الى أن وَجد نفسهُ يجلس بمَقعدِ السائقِ الفارغِ وَ باتَ بنهمٍ يشربُ من مشروبهِ الداكِن مُحدقاً بعمتهِ التي أبعَدت خصلات شعَرها المُتطايرةِ فَور أن فُتحَ البابَ رَجلٌ بمُتوسط العُمر

قابلهَا بأبتسامةٍ عريضةٍ مُتفاجئةً وَ استطاعَ جونغكُوك لمحَ السعادةِ في مَحياهُ على بعدِ مسافةٍ ، أصابعهُ عبثت بأحدى الأزرَار من داخلِ السيارةِ فاتحاً بذلكَ النَافذةِ ليتَسنى لهُ الرؤيةَ والسَماعِ بشكلٍ أوضَح

لَمح زَي الرَجل الرَسمي وَ سمع شُكره المُبالغ فَور أن قَدمت عَمتهُ لهُ الفَطيرة الحُلوة المُغلفةِ بشكلٍ جميلٍ ، لَم يتمَكن من سَماع مُعظمِ أحاديثهم مُنذ أن عقلهُ كَان بالفعلِ يفكرُ بالكَثير أثناءَ تحديقهُ بالمَنظرِ أمامهُ

ألتَفتت عَمتهُ مُشيرةً بيدهَا ناحيةَ السيارةِ وَ شعر لحظتَها ببعضِ الأحراجِ ما ان ألتَفت الرَجل ناحيته
مُفكراً بأنهُ وَ لا بدَ ان الحديثَ يتمحوَر حولهُ الآن

لكنهُ أستطاعَ سماع بَعض الكلماتِ من مَوضعهِ ثُمَ ظَهر فَتى وَ وقفَ بجانب الرَجل مُنحنياً بهدوءٍ وَ خفةٍ لعَمتهِ التي ابتَسمت لهُ وَ أخذت تحادثهُ ، حَدق جونغكُوك بقوةٍ وَ بدقةٍ بالفَتى وَ كما تَوقع هُو ذاتهُ الفتى الغَريب الذي صادفهُ مَغيب أمسٍ

صاحبَ السُترةِ الحمراءِ الخفيفةِ ، لكنَه اليوم يرتدي ثيابَاً مختلفةً ليُبعدَ جونغكوك الكُوب الوَرقي جانباً ناظراً لثيابهُ ثم لثيابِ الفتى ، كانت ذاتهَا .. ثياب ذاتِ الثانويةِ التي يَرتادُها وَ تذكر سريعاً ما اخبرتهُ عمتهُ بهِ بالأمسِ

فأدركَ ان الفتى سينَتقل اليومَ لمدرستهِ ، هُو كانَ يفكرُ كثيراً وَ يحدقُ عميقاً ليسَ بالرجُل او عَمتهِ بَل بكتلةِ الهدوءِ الصامتةِ التي تقف على مقربةٍ منهم

هادئٌ كانَ .. يَعقد يداهُ امامهُ بخفةٍ وَ يحدقُ بأرضيةِ الفنَاء الخارجي لمَنزلهم او لعدةِ زوايَا في الشارعِ ، جونغكُوك وَ بطريقةٍ مَا شعرَ ان الفتى الذي امامهُ لم يكُن يستمع لأحاديثهم

بَدى بعالمهِ بالفعلِ ..

رُفعت أعين الفَتى من على الارضِ بُغتةً لتحُط مباشرةً على جونغكُوك من داخلِ السيارةِ فجأةً ، رَشق الغرابَي بمشروبهِ وَ سعلَ بقوةٍ لدرجةِ ان عمتهُ سَمعت ذلكَ وَ طلبت الأذنَ من الرجلِ سائرةً ناحيةَ السيارةِ سريعاً

فتحَت البابَ ليُقابلها جونغكُوك بأعينهِ المُحمرةِ من شدةِ سعالهِ ، هي اقتَربت سريعاً بعدَ ان ابتعَد عن مقعدهَا

ناوَلته زجاجةَ ماءٍ بلاستيكيةٍ قديمةٍ في السيارةِ كَان قد شُرب منها حتى المُنتصف لكنهُ شربَ منهَا سريعاً وَ جلس بأريحيةٍ أكثرَ مُتنفساً بعضَ الهواءَ بعمقٍ

" هل انتَ بخيرٍ ؟ ماذا دهَاك حتى الرَجل قَد أُفزِع "

" لا عليكِ انا بخيرٍ "

اردَف سريعاً وَ حدق من خلالِ النافذةِ باتجاهِ المنزلِ على يسارهم ، لمحَ الفتى يركبُ بسيارةِ والدهُ تحتَ انظارِ عمتهِ التي استدارت محدقةً بمَا ينظر ، ثمَ لَوحت للرجِل من داخلِ سيارتهَا وَ هو بادلهَا وَ ركب خاصتهُ بجانبِ ابنهِ ..

كل هذا تَحت انظارِ جونغكُوك الذي ادارَ وجههُ نحو الامامِ وَ اخذ يشرب المَزيد من المياهِ فَور ان تَحركت السيارةُ بهِ هو لَمح سيارَة الرجلِ من خلالِ المرآةِ تلحقُ بهم فأستَدارَ ناظراً من خلالِ الزجاجِ الخلفي ثمَ اعادَ ببصرهُ باتجاهِ عمتهِ

" أهو يَتبعُنا ؟ "

نَظرت مِن خلالِ المرآةِ بسرعةٍ وَ أومأت مُجيبةً

" اجَل ، لا يزال لَم يحفظ عناوينَ الطُرقِ فَطلب مساعدَتي "

كَانت دقائقٌ بسيطة لم تَخلو من تحديق جونغكُوك طوالهَا بالمرآةِ لامحاً السيارةَ الفضيةَ من خلفهم حتى وَصل لمَدرستهِ وَ لمح جميع الطُلاب يدخلونَ بسرعةٍ كَان جرس الحصةِ الاولى على وَشك الرَنِين

فَنزل جونغكُوك من السيارةِ مُسرعاً بَعد ان لَوح لعمتهِ بخفةٍ وَ ما ان حَطت اقدامهُ على الشارعَ حتى لمحَ الفتى الاخر ينزل مِن سيارةِ والدهُ مُغلقاً البابَ ورائهُ بهدوءٍ وَ اصابعهُ تمسكت بحقيبتهُ مُنتظراً نزول والدهُ مَع اوراقِ نقلهِ

عندمَا وَ قف جونغكُوك على بعدِ مسافةٍ يحدق بهما كانَت عمتهُ قد غادرت بالفعلِ فكانَ يشعر بالراحةِ من عَدمِ تواجدِ احدٍ ما حَولهُ دون استدراكهِ لوجودِ يونغي الذِي اخذَ مُتكئاً على احدى الجدرانِ مُحدقاً بظهرهِ بهدوءٍ

وَ بين اصابعهُ تموضع عُلبةً للحليبِ يشرب مُنها بهدوءٍ مُراقباً جونغكُوك الذي تَوقف للحظاتٍ مُراقباً الفتى امامهُ خلسةً ، هو فَقط شعر ان الفتى مألوفاً او انهُ يشبه شخصاً .. أو شيئاً

أستَدار سريعاً بعدَ ان لمحَ الرجل ينزلُ من سيارتهِ وَ بين يديهِ تموضَع ملفٌ باللونِ الأصفرِ سائراً بجانبِ ابنهِ وَ هنا جونغكُوك تحرَك سريعاً داخلاً مع بقيةِ الطُلابٌ لوَ لا تَمسك يُونغي بيدهِ بغتةً ، الامرُ الذي دَفع جونغكُوك لتوسيعِ عينيهِ بخفةٍ قبلَ ان يعرفَ هويةَ من سَحبهُ

كانَ يُونغي يستَند بظهرهِ وَ أحدى اقدامهُ على الجدارِ وَ يعضُ على القَشةِ بخفةٍ بعدَ ان نفذَ الحليبُ البُني من العلبةِ الصغيرةِ ، وَ ما ان لَمح جونغكُوك يحاول القاءَ التحيةِ عليهِ مُحتضناً اياهُ حتى اوقفهُ سريعاً

" لحظَة .. لحظَة ، اتعرفُ ذلكَ الفتى ؟ "

اشارَ بأصبعهِ خلسةٍ لخلفِ جونغكُوك الذي استَدار ناظراً لما يؤشِر عليهِ يُونغي لتقَع عيناهُ مباشرةً على الفتى صاحبِ لون البُن الداكنِ في شعرهِ وَ مُجدداً تلاقت أعيُنهما لَيتفاجئ جونغكُوك وَ يستَغرب مِن الأمرِ خاصةً بعدَ ان وَجد الفتى الهادئَ ينظر ناحيتهُ طوالَ سيرهِ

وَ عندما باتَ قريباً منهُ بخطواتهِ ادارَ برأسهِ ناحيةَ والدهِ مُخاطباً اياهُ ، شَعر جونغكُوك ببعضِ الوقاحةِ من فعلتهِ هذهِ فأخذ مُحدقاً بظهرهِ وَ والدهِ عندمَا تَخطياهُما وَ هَـزاتُ يونغي لهُ افاقتهُ سريعاً

" هل انتَ بخيرٍ ؟ "

نَظر جونغكُوك ناحيةَ يونغي بوَهنٍ ثمَ هزَ رأسهُ بخفةٍ وَ بعدها هو تفادَى نظرات صديقهُ ناحيتهُ سائراً لصفهِ بخطواتٍ هادئةٍ وَ بيدينِ تموضعت في جيوبِ بنطالهِ الاسود

.

كَان جونغكُوك الذي يَضع سماعات أذنهِ مُتجنباً ضجيجَ صفهِ بتأخرِ استاذِ حصةِ الفيزياء على غيرِ العادةِ يَنظر بأتجاهِ الفناءِ الخلفي الواسعَ للمدرسةِ ثمَ شجرةُ القَيقب ذاتُ الاوراق الحَمراء الجافةِ ، هُو لوهلةٍ تذكَر علمَ دولةِ كندا بسبَب تلكَ الوريقاتُ المتناثرةِ البعيدةِ

وَ ما افاقهُ مجدداً هز يونغي لكتفهِ بخفةٍ مُنبهاً اياهُ على دخولِ الأستاذِ ليَنزع سماعاتهِ عن أذنيهِ سريعاً مُصغياً لكلماتهِ التي تَلاهَا بنبرةٍ مُتزنةٍ

" اعتَذر عَن تأخري لكِن لدينَا اليومُ طالبٌ جَديد "

اعتَدل جونغكُوك بمجلسهِ مُترقباً وَ كَان يونغي الذي يَجلس في المَقعد الخلفِي نظرَ لهُ بطرفِ عينهِ ثمَ استدارَ ناحيةَ نامجُون صديقهُ الآخر ناظراً لهُ وَ الآخَر بادلهُ بصمتٍ ثمَ استَدار جميعاً برؤسهم ناحيةَ مَن دخلَ

وَ لحظَتها فَقط جونغكُوك شَعر بالغَباءِ وَ انهُ الأحمق الكبيرُ هُنا فَمن دَخل القاعةَ الدراسيةَ لَم يكُن ذلكَ الفتَى الهادئَ بتاتاً ، بل شَخصاً اخرَ ..

بَشوشاً ذو بشرةٍ سَمراء جَذابةً جعلَت جونغكُوك يراهن في دواخلهِ على انهُ امضى الأجازةَ الصيفيةِ بأكملها في شَواطئ هاواي تَحت الشمسِ الحارقةِ للحصولِ علئ هذا اللونِ التُرابي ، ابتَسم وَ غمازتين صَغيرَتينِ على جانبَي شَفتيهِ قَد ظَهرتا ثمَ أردفَ بصوتٍ جميلٍ

" انا جونغ هُوسوك ، سررتُ بلقائكُم "

ابتَسم بأشراقٍ نهايةَ حديثهِ وَ ادارَ جونغكُوك برأسهِ للجانبِ قليلاً ليتَمكن من سَماعِ مَا هَمس بهِ يونغي

" ظننتهُ فتى الحَي الجَديد "

انزَل جونغكُوك نظرهُ سريعاً ناحيةَ الأرضِ ثمَ اعادهُ ناحيَة الطالبِ الجديدِ بعدمَا طلب الاستاذُ ان يَجلس في أي مَقعدٍ فارغٍ وَ حينها يونغي سريعاً وضعَ حقيبتهُ في المقعدِ الفارغِ بجانبهِ مُتمتماً بلعناتهِ همساً عندما أتجَه المَدعوا هوسُوك للجلوسِ بجانبهِ

" انهُ لصَديقي "

ارَدف يُونغي لأسمَر البشرةِ الذي ابتَسم بخفةٍ مُخاطباً اياهُ كأنهُ صديقٌ قَديم تحت انظارِ نامجون من الجهةِ الأخرى وَ مسامعِ جونغكُوك الذي لم يشأ الألتفات كَي لا يلمحهُ الأستاذ مُنشغلاً

" لا تكذبَ عليَ بأولِ يومٍ لي هُنا ، كُن سخياً "

ضحكَ جونغكُوك بخفةٍ على احاديثهَم وَ كان يعلَم ان صديقهُ يونغي يُحدق بالآخرِ بنظراتٍ ممُيتةٍ لكن يَبدو ان الفَتى البشوشَ لم يستَسلم وَ أخذ يبعدُ الحقيبةَ بنفسهِ واضعاً اياهَا جانباً وَ جالساً بالمَقعدِ ، هو انتَظر حتى يعود الأستاذ للألتفاتِ مجدداً ناحيةِ السَبورةِ لينطقَ ماداً يدهُ للمصافحةِ

" انا هُوسوك "

" نَعلم ، سمعنَا هذا قبلَ قليلٍ "

اردَف يونغي بتَمللٍ وَ قد سَمعهُ اغلب الطُلاب المُحيطينَ ليضحَكوا بخفةٍ وَ من ظمنهم كانَ جونغكُوك الذي التَفت ناحيةَ نامجون الذي هَز رأسهُ بيأسٍ ضاحكاً بخفةٍ شَعر الأستاذُ بقهقهاتهِم ليلتَفت وَ كان ليُحذرهم لَو لا أقتحامُ احدُ المعاونينَ الأداريينَ القاعةَ سريعاً

" أعتَذر عنَ مُقاطَعتي لحصتكَ لكن لديكَ طالبٌ جديدٌ آخر "

صَمت الجَميع فَقد كانَ من الغَريب أن ينتقل أليهم طالبَين في ذاتِ اليومِ حتى الأستاذَ كانَ مُتفاجئاً قليلاً في بادئِ الأمرِ لكنهُ اقفَل قلمهُ وَ أردف برحبٍ

" فَاليتَفضل إذاً "

ابتَسم المُعاونَ بخفةٍ وَ فتحَ البابَ للطالبِ تحتَ الصمتِ المُطبقِ الذي خَيم في القاعةِ فجأةً

" تايهُيونغ تَفضل بالدخولِ لصفكَ الجديدِ "

تَوقفت انفاسُ جونغكُوك لوهلةً عندمَا تلى المُعاونَ اسمهُ على مسَامعهم وَ عندما دَخل هو الآخر المَعني بهالتهِ شديدةَ الهُدوءِ وَ الحزنِ رُبمَا

" اعتَذر مجدداً عن مُقاطعتكَ "

اردَف المُعاون للأستاذِ الذي ابتَسم لهُ بخفةٍ قبلَ ان يَخرج وَ يغلق البابَ خلفهُ ليَعُم الصمتَ مجدداً ، ذلكَ الصمتُ الذي وَتَـر جونغكُوك كثيراً وَ تمنى لو أنهُ لا يُضع بموقفهِ أبداً ، راقبَ الأستاذَ يُخاطبهُ بعدَ ان عمَت السَكينةُ في المَكان بسببِ ان المدعو بـ تايهُيونغ بقيَ واقفاً بهدوءٍ

" حسناً عَرفنا عن نَفسكَ يا تايهُيونغ "

التَفت ناحيتهُ المَعني بخفةٍ وَ كان مُتوتراً قليلاً قَبل ان يَهم مُردفاً

" كيم تايهُيونغ "

فقَط ..

هَمس جونغكُوك داخلياً وَ استطاعت أذناهُ التقاطُ همساتِ بعضِ الفَتياتِ جانباً ، كانَ الجو غريباً وَ مشحوناً بالهدوءِ نوعاً ما وَ هذا ما استَغربهُ الأستاذ

" حسناً عزيزنَا تايهُيونغ اجلس بأي مقعدٍ فارغٍ "

اردَف وَ اعادَ نظاراتهُ مُرتدياً اياهَا قبلَ ان يَسير الأسمَر من مَوضعهِ وَ هُنا خَف ذلكَ التوترُ وَ الصمت المُطبق ، لَم يكُن يعلم جونغكُوك ان المَقعد الذي بجانبهِ هو المَقعد الوحيد وَ المتبقي شاغراً في المَكان بأكملهِ

مُنذ انهُ كَان يراقب هدوءَ الشخص الذي سارَ وَ يداهُ كانَت تَشد على طرفٍ من اطرافِ حقيبتهِ ، تَفاجئَ تايهُيونغ عندمَا وَقعت عيناهُ على جونغكُوك مُجدداً وَ شعر بشيءٍ غريبٍ

وَ تفاجئ أكثر عندمَا لمح ان المقعدَ الذي بجانبهُ هو المقعدَ الوحيد الفارغُ امامَ انظارهِ ، لَم يمتلكَ اي خيارٍ اخرَ فَجلس بهدوءٍ وَاضعاً حقيبتهُ امامهُ وَ شعرَ بالفتَى الذي على يمينهِ يتحرك اكثَر ناحيةَ النافذةِ مُعطياً مساحةً اكبَر لهُ

انزَل نظرهُ لبعضِ الوَقت وَ امتدت أصابعهُ ناحيَة حقيبتهِ مُخرجاً منها كتابَ الرياضياتِ تحتَ اعيُن جونغكُوك الذي تَردد كثيراً قبلَ ان يُردف

" اعتقد انهَا حصةُ الفيزياءِ "

رَفع المَقصود رأسهُ ناظراً الى جانبهِ حيث جونغكُوك الذي همسَ لهُ ناظراً وَ كان يشعُر بأعين يونغي عَليهِ مِن الخَلف فَتوتر قليلاً

" حسناً ، شكراً لك لَم انتبه "

اردَف تايهُيونغ وَ أستطاع جونغكُوك لحظتَها النظر بجانبِ وَجههِ براحةٍ اكثر عنَدما اعادَ وَ اخفض برأسهِ مخرجاً كتابهُ الآخر ، جونغكُوك امسكَ بقلمهِ قبل ان يَعتدل بجلستهِ ناظراً للأستاذِ الذي بدأ بتدوينِ بعض المعادلاتِ على السبورةِ وَ شرحها

هو بدأ يَكتب بعض الملاحظاتِ في دَفترهِ عندمَا طلب الاستاذُ منهم فعَل ذلك وَ لما كانَ تايهُيونغ لا يزالُ لا يملكُ اي دفترٍ للتدوينِ بهِ ، كانَ جونغكُوك قد مَزق احدى الوريقاتَ من دَفترهِ الخاص مُمرراً اياهَا لهُ بصمَتٍ

تايهُيونغ الهادئ حَدق بهِ ثم بالوَرقةِ وَ لم ينطق بشيءٍ ، هو فَقط استلمَها بهدوءٍ منهُ مُلاحظاً رَسمات الكَواكب في اعَلاها ، كانت على الاغلبِ من صنعِ جونغكُوك لكنها مَرسومةٌ بعنايةٍ وَ دقةٍ جميلةٍ

خلسةً .. هو استَرق النَظر لدفترِ الآخر المنشغلِ بالكتابةِ مُلاحظاً وجودَ بعض الرسماتِ ايضاً اعلى كُل ورقةٍ ..

اتكئ بمرفقهِ مُسنداً فكهُ بيدهِ وَ اصبح يُدون لكن قلبهُ أعجبَ بالعبارةِ التي كُتبت اسفلَ الوَرقةِ بجانبِ رسمةِ زُحَل الصغيرةِ وَ ابتسم بخفوتٍ عندما قرأ كلماتهَا في دواخلهِ رُغمَ جهلهِ لمعنى مُعظمِ فَحواها

" بأمكانكَ أن تُمسِي النَجم سيريُوس ، وَ ان تتجسَد روحكَ بهيئـةِ القمرِ ادراستِيا ؛ لكِن لا أحَد سيَغدوا جميلاً كـ تِيتَان "

________________________

Continue Reading

You'll Also Like

2.8M 148K 37
حين تكون حياتُك مُعرَضةً للخطَر دوماً، لـ يأتي شخصٌ و يجعلهَا أكثَر خطُورة و جنوناً • رواية مكتملة. • توب ؛ جونغكوك. • تمتلك مقاطع قد لا تعجب أحداً. ...
1.3M 80.6K 55
"هو مجرد طفل لعين صغير توقف عن التحديق به بتلك الطريقة !!" "هل قامت الملائكة بتقبيلك كثيرًا اثناء ولادتك ؟" يتعرض كيم تايهيونق ذو الثامنة عامًا للخطف...
583K 38K 24
"أقترب ..أقترب مِني حتى نَعيش ما أكتبه سيد كيم" • رِواية مُكتملة، لِـ تايكوك • توب ؛ جونغكُوك • الغلاف مِن صنع ؛ Rayltee
399K 27.3K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...