الجنية القرمزية *مكتملة*

By saramansour94

5.4K 322 22

شاب فقير يعاني من الوحدة بسبب موت والده، فى يوم تنقلب الدنيا فوق رأسه وتظهر له جنية.. وليست كأي جنية.. More

الجزء الاول
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع
الجزء الخامس
الجزء السادس
الجزء السابع
الفصل الثامن
الجزء التاسع
الجزء العاشر

الحلقة الاخيرة

351 33 11
By saramansour94


اخرجت من جيبها شئ شديد اللمعة ، برغم صغر حجمه الذي يبدو كحبة العنب.
ران نبيل اليها بغربة ، ولا يعلم بأن عيناه تزداد اضاءة كلما تنظر الى هذا الشئ الغريب .. فقال لها
_ ماهذا الشئ ؟
_ انها لؤلؤة صغيرة ، خذها ضعها تحت لسانك .
_ ماذا ..
_ ثق بي هيا هيا ..
لم يعرف مالذي عليه فعله فقط يريد أن يخرج من هذا المكان بأى طريقه جعلته ينصت الى كلامها الغريب .
فأمسك اللؤلؤة  ووضعها تحت لسانه ، وبرغم ملمسها الحديدى اللا أنها تلاشت فى فمه.
شعر بضجه كبيرة فى عمق البحر ، حتى أنفجرت الفقاعة ، ليدخل الماء الى تلك المدينة ، تحت صرخات الفتيات ، لمح بعيناه الفتيات تتحول أقدامهم الى زيل سمكه طويل ..تشبه الغزلان  وبسبب قوى مجرى الماء تحطم بعض المنازل .
شعر بأن جسده يتحرك بدون ارادته بسرعة كبيرة .
يرى كل شئ ، لكن لايتحكم فى نفسه ،
سمع صوت تلك الجنية البيضاء ، يتردد بداخله ..!!
_ سأحطم كل شئ ، سأقتلك يادندون ...
وكأنه أمتلك قوة خارقة لتجعله يسبح داخل عمق البحر بتلك السرعة الرهيبه ، والشئ العجيب ، أنه لا تعوقه الماء عن التنفس .
فى لحظة توقف جسده عن التحرك ، ليري رجلا بجسد غريب يمتلك زعنفة .. وتحوطه تلك ...  التى تشبه الغزلان !!! ويقول بصياح مرعب
_ أنت الذي فعلت ذلك ، أيها الصياد الملعون ..
قالها هذا الرجل صاحب الزعنفة  وهو يشير اليه بغضب .
أخبرت  الجنية البيضاء نبيل أنه ملك البحر دندون . واخبرته بأمر اللؤلؤة التى على صدره .
أقترب ملك البحر بوجهه الغاضب وشعره الطويل يتراقص مع تيار الماء ...
_ لا تخف يانبيل ، فأنا من سأحطمه ...
أقترب نبيل منه بسرعه كبيرة ، حتى مر الاثنان امام بعضهما ..
علم دندون أنه صياد ملعون ، بلعنه اللؤلؤة ، فعيناه تزداد وهجا ، ولايضع فقاعة على جسده ..
فشعر بالخوف منه ، فقد ايقن أن داخله جنية .. ساحرة .
لكنه لم يتوقف عن الاقتراب ، وهو يقول
_ لن أسمح لك بأن تؤذي غزلانى ...
أعتقد نبيل أنه سيموت فى تلك اللحظة ، فكيف له أن يقف أمام هذا الجسد الضخم ، وفجأه زادت سرعته الى حد الجنون ، ليجد نفسه يمر بجانبه  مبتعدا عنه ، ويري أن بيديه حبه اللؤلؤ ...
_ لما تفعلين ذلك ، أتركيني ... صاح بها نبيل للجنية البيضاء ..التى تسكن جسده
                   ****
_  أين حذائى أخبريني الان ، والا أصبحتي مجرد روح .. تهيم فى البحار مثلى ..
قالتها هذه الروح التى تمتزج مع ماء البحر بلونها الباهت ..
هربت الجنية القرمزية  بأقصي قوتها من تلك الروح ، ولكن فى كل مكان تهرب اليه تجدها هناك .
_ لم أكن أنا ، كانت رحيق ، هى من أ طلبت منى حذائك ... أتركيني أرجوك ..
_ أيتها الملعونة ، لم تعرفي أن حذائي قد سحبك من جسدك .. وبقت روحي هنا وجسدك فى قصري
فى نهاية الامر ، أنت  ستصبحين مثلى ..
طوال المئة عام وأنا ابحث عنك يا ريفان .لأنتقم ، لكن رؤيتك بتلك الحالة تعجبني أكثر ..
... ستكونين بمثابة رفيقة فى دربي الطويل ..هاهاها...
كان عليك الا تنصتي الي تلك الساحرة رحيق . لقد جعلتك تختفين من أمام الجميع ...

_ لااااااااا .... لن أكون مثلك أبدا .قالتها الجنية القرمزية وهى تهرب  الى كل مكان فى البحر ... حتى وصلت الى هذا المكان الغريب  الذي يوجد بيه بوابة مظلمه ضخمه تملك تيار الماء  يسحب الى الداخل ... اخذت الروح الجنية  وسحبتها الى الداخل ...
_هاهاها لقد كنت تهربين الى المكان الذي سيحطم روحك ..
....هاااه ماذا يحدث لم هو يسحبني انا ....
قامت الروح بصياح باكي وهى ترى ان هذا المكان المظلم يقوم بسحبها هى وليست ريفان ..
فصدر صوت من داخل البوابة المظلمة يقول
_ سنأخذ الشخص السيئ  .. اما المحبوب يذهب الى اكثر شخص يحبه ....
فجأة تلاشت الجنية القرمزية ، والروح فى نفس الوقت
                          ****
فى تلك الاثناء كان وسيم يتعرض لضغط البحر مما تسبب فى ضعف ضربات قلبه التى تريد الهواء .
امام الغزلان فقط تسحبه الى سطح البحر ، وفجأة شعرت أن نبضاته بدأت تضعف ، فقالت  ..
_ لا تقلق أفعل هذا لمصلحتك ، تحمل أكثر .لم يعد هناك الكثير .
وبعد أن وصلت الى سطح الماء ،وجدته فاقد للوعى ونبضاته بسيطة ... حاولت ان تفيقه بكف يدها لكنها تتمتص منه الدماء ..
_ أأأوه ، أنا اسفه ... لم أقصد . قالتها بعد ان سحبته الى سطح الماء
أنفتحت عيناه بفتور وهو يراي أمامه ، لكن جسده يشعر بالثقل الشديد ....
فتمتم وسيم
_ كيف وجدتيني ....!!
اشارت الى جرح يده التى قد تصببت فيه فى البداية ، وقالت وهى تشير اليه
_ رائحة دمائك من أتت بي الى هنا  ، أعتقد أن الجرح كان يقطر بعض الدماء .
تنهدت وهى تقول
_ كيف كنت محجوزا وراء هذا الحجر الملعون ، لم أكن لأدخل لولا هذا الغزلان الغريب ..
.. هااه ليس هناك وقتا كافى لكى أقول هذه الاشياء ..
..ولكن ،  يظهر أنك بشرا طيب القلب ، سأعطى لك نصيحه ، لا تمشي مع هذا الجان القزم مرة أخرى أنه ملئ بالشر . لقد وضعكم فى جزيرة الخاصة بقبر الساحرة ريلاجين ..
.. ومن حسن حظك أنك وصلت فقط  الى مارواء الحجر الملعون .
الان لا تقلق أنت فى أمان ، لقد أخذت هذا الزورق ... فلتركبه وأنا سأوصلك الى بر الامان .
كانت الغزلان تتكلم بسرعه شديدة ، وبسبب تعب وسيم لم تلقط أذناه بعض الكلمات . لكن الشئ الذي بهره هو هذا الزورق الخاص بنبيل ، فتسأل كيف أتى الى هنا ..
لكن لم يستطع أن يتكلم ... فصعد الى الزورق بمساعده الغزلان  وهى تساعده بكل حب وتنظر اليه بنظرات خاطفة معجبة  .
فصعدت الى الزورق هى الاخرى وأقبلت تنظر اليه طويلا ..
حتى ظهر هذا الحذاء أمام عيناها ..
_ ها أنظر الى هذا الحذاء .... أوووه يااللهي ..أنه يشبه حذاء الساحرة ريلاجين ، بهذه اللمعة ..
التفت وسيم بسرعه الى الحذاء ، ليري أنه حذاء الخاص بالجنية القرمزية ...
فأمسكه ونظر اليه ... حتى تساقط من جيبه صخرة صغيرة التى كانت بحوزته ...
فقالت الغزلان وهى تصيح بعجب
_ كيف عثرت على هذا ..ياللهى أنت محظوظ جدا ... أتعرف ماهذا ...أنها حبوب الفول الخاصه بسائق الحيتان ...
... ياللهى أنت الان فى خطر ...
لا بد وأنها يختارون الحوت الاقوى الذي سيأتى اليك الان...
شعر وسيم بالضيق فتلك الغزلان ثرثارة للغاية فتذكر رحيق الجنية القرمزية ، فالنت ملامحه ..
وقال ..
_ لا بد أنك خبيرة ، تعرفين كافة الامور ...
_ نعم ... أنا ..
فقال وسيم قاطعا
_ ماهو اسمك ..
ابتسمت الغزلان وقد جف عنها الماء حتى تحولت الى سيقان فتاة ..
_ ريفان ..!!!
_ مهلا ...!! ريفان ..أنت التى هربت ليلة زفافك ، لكى تصبحي بشرية ...
_ هاهاها ...، لا ، أنت تقصد ريفان أختى الكبيرة ، أسمانى أبي على اسمها ، فقد أختفت فى ظروف غامضه ، ونعم هى هربت ، لابد أنها أصبحت بشرية ... مثل ماارادت ..لكنها خائنة فقد نسيت أهلها .. وعشيرتها .. لأجل البشر ...
أبتلعت ريقها ... وهى تنظر الى عين وسيم السوداء وأردفت
_ لا أقصد أن البشر سيئين ..
تنهد وسيم .. وقال ...
_ أتعرفين جنية اسمها رحيق أبنه الملك رفروف ..
دهشت الغزلان من معرفه وسيم لرحيق ... وقالت
_ بالطبع أنها الان خادمة فى القصر الخاص بنا ...
وقف وسيم مسرعا وهى يقوم بهزها من كتفيها ويقول
_ خذيني الان عندها ...
_ فى الواقع لا أعرف ، فهى تخدم زوجات أبي .. لكن رحيق هذه خبيثة لما تريد أن تذهب اليها ...
فى تلك اللحظة ظهر موجه عالية أطاحت بالزورق وانقلب وسيم ... مع الغزلان داخل البحر...
وظهر الحوت المائى وقام ببلعها الاثنان ..
لم تتوقف الغزلان عن الصياح ...
_ الى اين .. ..  ظهر صوت مجهول يعم أرجاء البحر .. عرف وسيم أنه صوت الحوت فهتف
_ ملك البحر ... قصر الغزلان .. رحيق ..
كان الحوت يذهب بسرعة خارقة ، يخرج من البحر على هيئة أمواج ضخمة ، ثم يعود الى عمق البحر ..وفى دقائق قليلة تم لفظه من فم الحوت داخل فقاعة ... ضخمه ..
أنتظر الحوت  ، أن يأخذ تلك الصخرة الصغيرة ...وعندما أخذها ذهب مسرعا ..ولم يستمع الى وسيم الذي سأله عن رؤية بشري ..
دهشت الغزلان  وهى تنظر الى القصر وهى تجلس على الارض بزيلها الفضي اللامع .وقالت ...
_ أشم رائحة أبي ...
لم يستمع اليها وسيم فقد ذهب مسرعا يتفقد أجواء هذه المدينة ...
حتى لمح جسدا ضخما لرجل بشعر طويل جدا بلون الابيض  ...
_ هل أنت ملك البحر دندون .. ؟؟
التفت الملك اليه وقد ايقن أنه بشري من صوت أنفاسه اللاهثة ..
معتقدا أنه نبيل الذي حطم فقعتة ...
فاقترب منه  مسرعا حتى ينقض عليه كالفريسة ... لكن توقف فجأة وهو ينظر اليه بدهشة ولانت ملامحه الى الاشتياق ...
_ زهير ... أنت زهير اليس كذلك ...؟
دهش وسيم وهو يرى هذا الملك الكبير يقوم بعناقه بقوة ويقول اسم ، يعرفه جيدا ....فهو اسم جده ...
فأردف الملك ..
_ زهير أين كنت طوال تلك السنوات ...
_ أنا لست زهير ، أنا أدعى وسيم ... لكن ، زهير هذا اسم جدي ..
_ كيف ...... حقا ....
...ياللهي أنت تشبه كثيرا ....
...لقد أشتقت الى سائق الحيتان ...أن رأك زغلول ... سيسعد كثيرا ....
كانت الصدمة تعلو وجهه وسيم ،،، وتعود اليه حكايات والده عن جده ، ويتسأل ، هل كان جده يدخل الى البحر ،، بل كان صديق لملك البحر  ايضا ...
_ من أين تعرف جدي ..
_ أنه صديقى منذ سنوات طويلة لكن لم أعد أراه منذ خمسون عاما ، أين هو الان ؟؟
مال وسيم وجهه الى الحزن وقال
_ لقد توفى منذ زمن ...
_ ياللهي ....
تنهد وسيم وقال ...
_ اين هى الملكه رحيق .... أعرف أنها هنا ..
_ اتقصد تلك الساحرة ، لقد دمرت قصري ، مع هذا الصياد ...
أنخلق قلب وسيم على صديقه والجنية وقال ..
_ كيف ذلك ..
قص الملك عليه كل شئ... بأمر الجنية البيضاء . رحيق . بأنها كانت السبب فى أبتعاد ابنته ، وامها حتى أباها كان يريد  استيلاء على البحر بأكلمه .. وأنها مجرد خادمة منذ  مئه عام ...
فدهش من فوره ولم يعد يستوعب شئ .. فقال أريد الذهاب الان للبحث عنهم ...أنهم اصدقائى .. ولا بد وأنه حدث شئ ...
_أنتظر فلتأخذ زغلول معك ...
_ من هو زغلول ...
_ لقد كان الحوت الخاص لجدك زهير ..
قام الملك باطلاق صفيرا قويا . فاهتز له كل شئ ..
وفجأة وقف شاب صغيرا بعيون برتقالية ،وأذناه ضخمه ، فتذكر هذا الولد الذي تحول الى حوت ... وقام بسرقة الفراشات ..
أقترب منه هذ الفتى غير مصدقا به دهشة عجيبة ...  تتحرك أنفه عندما يشم ... فقال
_ أنه يشبه زهير .. لكنه ليس هو ...
فى تلك اللحظه ظهر هذا الفتى الذي سرق الفراشات فجحظت عين وسيم وهتف به وهو يمسكه من كتفيه
فازداد حجم الفتى السارق. وقال وسيم يهتف به
_اين الفراشات
_ لقد هربوا منى ، لم يكونوا فراشات كانو غزلان ثرثارة ، سرقوا طعامي وكل شئ ، عليهم اللعنة . قالها الشاب السارق وهو يبعد يد وسيم عنه
فتدخل الفتى الاخر  زغلول وقال
_ اعتذر منك ،فمازال حفيدي طفلا ....
كان وسيم تائها حائرا فى امر الجنية القرمزية وفراشتها .. فقال الملك
_زغلول ، أنه حفيد زهير .. عليك أن تساعده ..
نظر كلا منهما الى الاخر بعجب ...
فقال زغلول لوسيم ..
_ حسنا أنا موافق لكن بشرط .. عليك أن تحكي لى عن جدك وماذا فعل فى حياته .. بعد أن صعد الى البحر ...
وبالفعل وافق وسيم ، وتحول زغلول  الى حوت ضخما ..، وبحث عن نبيل يوما كاملا ، فى أرجاء البحر الكبير ... وعند منتصف الليل ...
وجدوا نبيل ... يهيم فى البحر بعيونه المضيئة فابتلعه الحوت ...
ووقف أمام وسيم
_ نبيل هل انت بخير ... لما لا تتحدث .
_ ابتعد ايها الاحمق عنى صدر هذا الصوت الرفيع من فم نبيل ، ليلقى الرعب فى قلب وسيم ... وهو ينظر اليه ... فأردف وسيم ..
_ أين رحيق هل رأيتها ....مهما أبحث عنها لا أجدها ...
أنظر ماذا وجدت أنه حذئها ... ظهر فجأة فى الزورق ...
وعندما قرب وسيم الحذاء من وجهه نبيل حتى يراه أطلق نبيل صرخه كبيرة ،ليظهر جنية بيضاء  بجناحان ممزقان ..
وتصيح
_ ابتعد عنى ،، أبعد هذا الحذاء عليكم اللعنه ... يااتباع ريلاجين
ظهر ريق من باطن الحوت فتصلب على جسد الجنية ... وقام بسجنها داخل هيكله المائى .
وسقط نبيل على الارض ..، أقترب وسيم منه  بسرعه  ليجعل نبيل يستيقظ بكافة الطرق لكنه  فاقد وعيه تماما .
وفى دقائق معدودة شعر وسيم بسكون البحر .. ورؤية أقتراب الشاطئ .
من تحت الماء ...
فصاح وسيم يقول ..
_ لن أعود حتى أراها ،، أرجوك أرجعنى أبحث عنها مرة أخرى ...
لم يستمع اليه الحوت وقام بلفظهما الى شاطئ البحر ...  وذهب مسرعا وفى حوذته الجنية البيضاء ...
تساقطت الدموع من عين وسيم وهو ينظر الى الحذاء القرمزي ... ويتمتم
_ كنت أريد أن اودعها ..
فى تلك اللحظة سمع وسيم شهقات نبيل يستيقظ . فاقترب منه حتى يطمئن عليه ...
                        ****
وفى الصباح الباكر .
طلب وسيم من نبيل أن يحكي له عن رحيق الجنية القرمزية ، لكنه فقط يتحدث عن الماء والجنية البيضاء .. التى تدعي رحيق  ولا يعرف سواها ..
علم وسيم فيما بعد أن تلك الجنية الساحرة قامت بسحب ذكرياته الكاملة عن الجنية القرمزية ..
فبقي لأكثر من اسبوع ينتظر أمام البحر ، حتى أنه ذهب الى هذا القزم زقزوق ، ولم يجده ...
وقبل رحيل وسيم بعده دقائق نظر الي البحر طويلا ... وهو لا يتوقف عن التنهد ...
حتى رأى الغزلان تشير اليه أن يدخل الى البحر ..
_ ماذا تفعلين هنا ..
_أردت أن اراك ... وأخبرك أنه لايوجد فتاة اسمها رحيق لونها قرمزي .. فقد بحثت كثيرا ، اللون القرمزى مشهور عندنا فى الغزلان ، أما الجنيات يكن بلون الابيض . والاسود .فقط
تنهد وسيم .. وقال ماذا حدث لتلك الجنية البيضاء ..
_ أن أمرها عجيب حقا لقد أكتشفنا انها تحبس مئات التيادو ، لأجلها فقط ... أن لم تأخذ نبيل منها كانت لتحبسه هو الاخر ...
أنها ساحرة خبيثة حقا ...
- أتعلمين أنت تذكرينى بشخص ثرثار مثلك ...
_ لا تقلق لن أتوقف عن البحث لأجلك ... لكن عدنى أنك ستأتى الى هنا مرة أخرى ..
_ لا لن أتى أبدا ... سأمحى كل تلك الذكريات ، فلم تكن جميلة على الاطلاق ..
_ إن لم تأتى .. سأبحث عنك .. مهلا هل لازلت تملك هذا الحذاء ...
قم بحرقته فلن ياتى لك سوي بالاسوء ..
.
_ أتعلمين اين القزم ...
_ لقد قبض عليه أبي لقد كان يحبس غزلان كثيرة بالقصر الذي يحرصه .....
_ حسنا سأذهب الان ...
قالها وسيم وهو يولى ظهره لتلك الغزلان ،ويطلق تنهيدة مؤلمه ..
حان وقت الوداع ...
وبالفعل ذهب الى والدته ، وبعد عناقات حارة ، مليئة بالاشتياق بكى وسيم بشده على كتفيها ...
فقالت
_ لما تبكي هكذا ياولدى...
_ أشتاق الى والدى ياامي ...
فبكت الام هى الاخرى
ومرت الايام ، والاشتياق ينهش فى قلبه أكثر ، قلبه يخبره أنها بجانبه لكنه يلتفت يميا ويسارا .. ولايراها ..
حتى بعد مضي شهرا ، أراد أن يذهب الى هذا القصر الذي يشهده أخر نور الشمس ..
تفقد كل شئ به ، ويتذكر كلام هذا الفتى الذي سرق الفراشات .. ويقول
_ هل كنت غزلان ....
لما كذبتي علي... هل اردتى ان تنتقمي منهم على حساب الشخص الذي ساعدك ...
...لا يهمني ...أريد فقط أن أتأكد أنك مازلتى حية ..حتى أشعر بالاطمئنان عليك ..
نظر الي الحذاء طويلا حتى خطف عيناه هذا الضوء الامع ..عند اخر زاوية القصر
فاقترب منه ...
خطوة ... خطوة ...
حتى رأى حذاء بالى فرفعه الى عيناه ، ينظر اليه ، ويفكر كيف لحذاء بالي أن يلتمع الى هذه الدرجة ...
فأرجعه الى مكانه ، ووضع بجانبه هذا الحذاء القرمزي . وخرج من القصر القديم ...
ليسمع همسات ... كثيرة ... بأسمه ...
تذكره بها .. ثم تختفى تدريجيا ..
عاد الى القصر وبحث عن كل شئ .. لكنه لم يجد اى شئ ..
فقام بأخذ الحذائين ... وخرج من القصر وأتجهه الى البحر ..
يتابع أمواجه ... وقسامته تخرج منه الحزن بكل تنهيدة ...
وقف أمام البحر ... وقام بقذف الحذائين بقوة ... وتلك الاحجار الصغيرة المتبقيه  واللؤلؤة التى كانت مع نبيل ثم أستدار ليذهب الي بيت نبيل ...
_ لقد اشتقت الى البحر حقا ، برغم أننى أرى أشياء غريبة ... الا أن هذا ممتعا ...  هتف بها نبيل ...وهو يتناول الطعام على المائدة أمام وسيم
_ هل  أخبرت خطيبتك ..
_ بالطبع ، وقد تحمست للغاية ...
_ اذا هى تشبهك فى الفضول ...
_ اهاها نعم نعم ...
ابتسم وسيم ... وقد تذكر الجنية القرمزية فخرج يتمشي أمام البحر .. وقت غروب الشمس ..
ليري شئ عجيب ..
فتاة  تمر  بجانبه على الرمال ، بهذا الحذاء .. القرمزى!!!
فأسرع اليها ونبضات قلبه ، تنتفض بجنون ..
فتصلب وهو ينظر اليها ...
شعرها ، شفاها ، أظافرها  ، كلها بلون القرمزى ..

_  رحيق .... اقصد .....
_ ماذا ...!!!  انت قديما جدا ، أن أردت أن تلفت انتباه فاتنه مثلى ، لن تسطيع ... بهذا الاسم البشع
... تصلبت الفتاة وهى تنظر اليه تتفقده ، ببذلته السوداء ... لترى أنه شابا وسيما ..للغايه .. فابتسمت ..وقالت
_ أدعى ...
فقال وسيم قاطعا
_ ريفان ...
_ مهلا هل اعرفني  ...
_ اعرف عنك كل شئ ايتها الغزلان الكاذبة الثرثارة  ...
..... هل تدعين الان انك لا تعرفيني ...
حجظت عين الفتاة وهى ترى هذا الشاب الوسيم يعرفها ... بعد ان تعبت فى البحث عن شخص يعرف من هى . ...
ابتعد  عنها  وسيم ولم يعطي لها اهتمام ....
_ مهلا انتظر .... !!!  حقا ان لا اعرفك ... استيقظت لاجد اننى تائهه فى هذا البحر ....
.... ان كنت تعرفني ... اخبرني من انا ....قالتها وهى تتبعه وتتحدث معه بثرثرتها المعتادة...التى القت داخل قلبه حبا لتلك الثرثرة ...
وبعد ان عرف  وسيم  فيما بعد ان ريفان قد فقد ذكرياتها كلها  بسبب رجوع روحها الى جسدها .
وعلم ان اللؤلؤة التى كان يتحدث عنها نبيل ،وبما تفعله ... شك انها هى من فكت اللعنة عندما القاه على الحذاء..
وأصبح همه ان يبدأ معها من جديد ... فأرجعها الى والدها واختها الغزلان ...  فلم تعرفها اختها ... ولم تصدق  ما تراه.. اما ابيها دندون ملك البحر  ، كان يشعر انه بحلم فبعد مضى مئة عام  ، يراه امام عيناه ..
وبرغم ان ريفان لم تتذكر اى شئ ، الا انها كانت تجد الغوض فى الماء عادة لم تشعرها بالغرابة ، سواء من جسدها الذي يتغير مع الماء او عائلتها الغزلان .
غضب ملك البحر عندما أخبره  وسيم عن حبه لريفان ، ولم يرد ان تأخذ ابنته منه مرة ثانية ، لكن فى نهاية الامر ، استسلم للامر .
وبعد مضى عامين كاملين من الثرثرة ، جاء اليوم لتصبح عادة يومية الى الابد ...
تمتزج مع نكهات الحب
_ اريد النوم ياريفان ارجوك ..
_لا لا اريد ان احكي لك اولا ماذا حدث اليوم وانا اشترى السمك
_كنت معك ياثرثارة ...  قالها وهو يضع الوسادة على رأسه  لكى لا يستمع اليها ،وهى تقوم بازالتها بمرح ..

تمت بحمد الله
#سارة_منصور
رأيكم

Continue Reading

You'll Also Like

59K 2.1K 15
في تلك الأرض تسري قوانيني أنا فقط !! ومنذ أن وطئت قدمك بداخل حدودي اصبحتِ ملكية خاصة ، تلك الطفلة الصغيرة منذ أولي صرخاتها تشكل بينهم رابط لا يمكن كس...
316K 25.6K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
593K 10.8K 19
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها لكن ... ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء م...
21.6K 1.4K 29
أحذر من أربعة: الوحيد إذا بدأ بالقتال الصامت إذا تكلم والمخطئ إذا صحح أخطائه والهادئ إذا غضب أما أنا.. فأنا كل هؤلاء