الجزء الثالث

566 31 1
                                    

لم يستطع النوم منذ ان قابل تلك الجنية القرمزية الغريبة... فذهب الى البحيرة التى امام المنزل يجلس امامها وعقله يعمل   .. ويتسأل هل مارأه حقيقيا ام من وحي الخيال... 
وان كانت... الى اين اختفت ولما لم تعود الم تقل ان لا احد يراها ولا يسمعها الا انا....
تنهد بعدم فهم ويقول
ـ اسمها رحيق  بنت رفروف
ــ الملك رفروف....
انتبه لذلك الصوت والهمسات التى ظهرت فجأه ليراها  امامه  تجلس بقربه.....لم يستوعب بعد.... مازال ينظر متفاجأ
ــ هل سمعتني..... واخيرا.... طول اليومين وانا اتبعك فى كل مكان وانت لا تعطي اي استجابة  ... لا اعلم ماذا حدث..... كنت قد فقط الامل...  الحمد لله.....
واصلت الكلام هى وفراشتها السرسارات  ... طويلا....
لم تعلم ان وسيم شاردا يفكر..... حتى وقف فجأه  ومد يده يلمس جبينها حتى يتأكد مما يراه......
توقفت الهمسات... الكل ينظر بعلامات استفهام...
ولما قبض يده لم يحصل الى على الهواء  كانت كالمياة البارده..... لايقبض على شئ ملموس لكن الجانب الحساس يشعر انه يضع يده فى الماء.....
عادت الهمسات المزعجة مرة آخرى
ـــ ارجوك ساعدني ياوسيم.... لا املك احد....
ــ اسمعي لن اساعدك ابدا الم اقل لكي اني من احتاج الى مساعدة...
ــ وان ساعدتك هل ستساعدني
ــ وماذا بيد جنية لا يراها احد ان تفعل....
ــ لا تقلل من شأنى.... ماذا تريد...
ـــ اريد المال...
ـــ لا استطيع ان اوفر لك المال... لكن بيدي أن اساعدك على الحصول عليه....
حاولت الجنية القرمزية ان تقنع وسيم بقدراتها وان كانت خفية.... وطلبت منه ان يصطحبها الى مكان يريد هو ان يشترى شيئا.....
فصاحبها الى البقال... وقال لها  اريد التفاح.
اقتربت الجنية من البائع بخطوات واثقة حتى عبرت بداخله....
بعد لحظات  جمع البائع اربع تفاحات  حمراء واعطاها له وهو يشعر بالذهول....
خرجت الجنية من جسد البائع.... وابتعدوا قليلا فقال
ـ مالذي فعلته هذه سرقة وانا لا اسرق....  امسكي خذي التفاح وارجعيها.....
تابعه الناس بنظرات حائرة....
ـ  الى من يتكلم... مجنون
ــ لا تعلي صوتك علي قلت لك ان بيدي افعل شئ غير محبوب لك.....
ــ انا المخطئ الذي صدق جنية فى البداية....
رجع وسيم الى البائع والقي اليه التفاح و عائدا الى البيت.... والفراشات تلاحقه....
طوال الايام السابقة تتبع وسيم فى كل مكان تحدثه بنبره راجية.... أمره.....ساخرة.... والفراشات لم تتوقف عن تكرار كلام الجنية الثرثارة
ــ اصمتي.....
نظرت اليه والدته بعجب.... وهما على مائدة الطعام
ـ اتتحدث معي ياوسيم...؟
ـ اسف... يامي.لا اقصدك انتى....
ــ انت لا تعجبني ياوسيم منذ بضع ايام وانت تتحدث مع نفسك وغاضب دائما.... ماذا بك ياولدى...
ـ لا شئ يا امي.... متعب قليلا فقط.... قالها ثم  ذهب الى غرفته بسرعه وعلى وجهه العبوس....
وقف امامها وعينيه غاضبة تطلق شرار الحنق منها ومن الفرشات الثرثارة...
ـــ ماذا علي أن افعل حتي اتخلص منك..
ــ كان عليك ان توافقك من البداية... لقد اعتقد الجميع انك مجنون.....
ــــ كل هذا بسببك...
ــ سامحني ارجوك.... انت تعلم انى....
ـــ حسنا... حسنا.... اين هو بيتك....
ــ فى الواقع لا اتذكر....
ــ هل تمزحين معي...... اذن طوال الفترة السابقه كنت تريد ان اوصلك لبيتك الذي لا تعرفين مكانه....
ــ اهدئ...... اعرف شخص يعرف.. لكن عليك ان توصلني عند اخر بيت يصل اليه اشعه الغروب... على ساحل البحر.....
ـ انت مجنونه....
قرر وسيم ان يفعل المستحيل حتي يوصل تلك الجنيه الى والدها... مهما كان الثمن حتى يرجع الى عادته الهادئة.... من جديد....
جهز كل شئ معه وقال لوالدته انه ذاهب لقضاء عطلة الصيف مع صديقه نبيل... وسيعود فى اقرب وقت.....
ركب سيارة والده الراحل الذي يوجد بها صندوق ناقل فى الخلف صغير.... كانوا يبيعون عليها السمك فى الماضي...
وقاد الى ساحل البحر الاحمر.
استمر  السفر اربع ساعات...  كانوا كالجحيم بالنسبة له لم تتوقف الجنية عن التحدث عن نفسها... وجمالها وفراشتها... التى كانوا وصيفاتها..... كم يتمني لو يقتل تلك الفراشات.....
ــ كم عمرك...؟
ــ خمسه وخمسون....
وقفت السيارة فجأة فى الطريق  بيد مصدومة........ والنظرات العجب ترتسم على وجهه.....
فأردفت الجنية وهى تمر يدها على خصلات شعرها القرمزي....
اعلم اعلم يظهر انى فى السابعه عشر.فانا اهتم بجمالى.....
ورجعت الى كلامها الكثير.....
تحركت  السيارة تكمل طريقها.... حتى وصلت الى منزل صديقه القديم نبيل.....
و بلهفه واحاديث كثيرة وعناق حار يظهر مدي اشتياقهم الى بعضهم البعض ..... جلس بقرب صديقه طوال اليوم لم يعطى اي اهتمام لها... مهما صاحت وطلبت ان يتكلم معها.....
وبعد ان دخل الى الغرفه التي تركها له صديقه فى منزله الساحلي........ ينام بها....
ـ اريد ان ارتاح من سفرى لا تتحدثي ولو نصف كلمة  ... اسمعتي ايتها العجوز....
جحظت عين الجنية وصاحت بصوت طفولى 
_ عجوز!!!!!!
  وبقت طوال االليل تحدثه عن اشياء... تافهة..
كم تمني لو يقتلهم جميعا. حتى ينام
وفى الصباح الباكر... صاحبت الهالات السوداء عين وسيم والارهاق...... لم يذق طعم النوم ولا الراحة منذ ظهور تلك الثرثارات...
طلب من نبيل ان يعطي له موقع المكان من منازل على شاطي البحر.......
لم يتشبع فضول نبيل عن طلب معرفه مايريد ان يفعله وسيم...... ولم يتركه نبيل وحده و قرر الذهاب معه...
وبعد البحث طويلا.... لمحوا ذلك البيت الذي يشهد اخر ضوء غروب الشمس....
قصر بطوب الاحمر يظهر انه منذ زمن.... ولايوجد به احد.....مهجور تماما
تسلقوا حتى وصلوا الى الشرفه....
ظلام...... لا يوجد سوي ظلام داسم...  حتى ظهر ضوء خافت كالسهم يدخل الى غرفة فى الاسفل....  ولم يلاحظوا ابتعاد نبيل عنهم  وفضوله فى استكشاف المكان....
قال وسيم باستسلام مضيق عينيه...بحنق
ــ  لايوجد اي شخص هنا....
ـــــ انا متأكده ان سيد زقزوق هنا.... اشم رائحته

فجأة ظهر صوت نبيل يصيح باعلي صوته....
..........النجدة...........
هرولوا باقصي سرعة اليه.... ليراه يطوف فى الهواء  وعينه بلون ازرق يشع كالضوء الكاشف..... ويخرج منه اصوات كثيرة تنطق بنفس واحد
ــ كيف تدخلون بيتأ ليس لكم... ايها الغرباء.....
........................ يتبع .....
اتمني اشوف توقعاتكم.........  فى التعليقات....
#سمسمه_منصور

الجنية القرمزية *مكتملة*Where stories live. Discover now