ملحمة العشق (الجزء الثالث من الجبابرة)بقلم اميرة القلم شيماء محمد

الفصل الثامن

الفصل الثامن

آتت الرسالة و لم تكن رسالة رحمة أبدا و لكنها كانت الرسالة القاتلة سؤال واحد طرأ علي عقولهم فالطريق المطلوب الوصول إليه يحتاج علي الأقل ساعة فماذا يمكنهم أن يفعلوا ، هل لهم من منجد ؟؟؟ ظل راسخين كالجبال لوهلة و لكن بعد ثانية آخري انهارت صخورهم لتتدحرج في الارض و يهوى معها قلوبهم ، استاج التي تهاوت قدامها و فقدت قدرتها علي الثبات و أصبح جسدها كالهلام لا يمكنه أن يبقى متماسك هكذا ، فارس الذي تجمد مكانه و كأنه شُل و لا يقوى علي الحراك فهم أصبحوا كالتماثيل لا تسمع و لا تري و لا تتكلم ، بينما هناك أخ يقف النيران تنهش في قلبه المسكين و أمير يود أن يركب الرياح ليصل بسرعة البرق إليها ينقذها من بين براثين الموت المحتم و أن مات فلابد أن يموتا معا ، ثوان آخرى ليستوعب ما حدث ثم يهرع للخارج راكبا سيارته بسرعة رهيبة

ليقف يزيد بهدوء كي لا يسوء الأمر أكثر قائلا :_

يزن أنت و عمر و عدي ورا أمير بسرعة و الحرس وراكم

نفذ الجميع الكلام و كأنه أمر لا يرد ، و لكنه في الحقيقة فاجعة حلت علي العائلة و الآن يجب للجميع أن يكونوا جوار بعضهم البعض ، يكونوا تلك العصبة التي لا تنفك أبدا أمام أقوى الظروف حتي و لو كانت النهاية

جلس يزن علي المقعد منكس رأسه أسفل و كأن الدنيا قد رمت بجميع حملها علي كتفيه و أقسمت علي أن تري جبال لم تنحني يوما تنحني اليوم عنوة عنها ، بصره شاخص في الأرض و كأنه يبحث عن مفقود لا تراه عيناه بتاتا ، لا يجرؤ الآن علي رفع عيناه أمام عين ابن عمه فذلك الملعون قد حمله كل ما حدث و لكنه لم يكن بظالم يوما ؟؟؟ و لكن لماذا يحدث ذلك ؟؟ و عن ماذا يبحث ذلك المعلون ؟؟؟

تقدمت امرأة كانت خير السند و العون دوما واقفة أمامه و تربت علي رأسه الذي أصابه الشيب قائلة :_

ارفع رأسك يا يزن ، أنت عمرك ما حنيت رأسك غير لربك ، أوعى تحنيها النهار ده ، أنت طول عمرك قوى ، القوة انخلقت ليك أوعك تضعف

رفع رأسه للجميع كان خائف أن يسمع كلمات معاتبة من فارس فالمرة الماضية لم يتحدث و تلك المرة كذلك و لكن مجرد كلمة بسيطة في ذلك الوقت ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير ، و لكن ليس كالبعير فهو رجل يحمل علي عاتقه الكثير و لو انهار سينهار كل شيء ، رمى فارس بنظرة آسفة يعتذر فيها عن ذنب لم يقترفه يوما بادله فارس نظرة بأنك لا ذنب لك في شيء و لكنها مشيئة الأقدار

رحل من أمامه حتي اختفى اقتربت ايلين من استاج بعد أن استعادت وعيها قائلة :_

بنتك هترجع سليمة يا استاج أوعى تقلقي ثقي في ربنا

رفعت استاج نظرها للسماء و كأنها تناجي البارئ سرا قائلة كلمة تردد صداها في المكان قائلة :_

يا رحمن يا ذا الجلال و الاكرام كن لطيف رحيم علينا و لا تُثقل قلوبنا بما لا نقدر عليه و آمنت و آمن الجميع بعد أن تعال شهيقها و خرجت دعوات مرددة لحماية طفلتها البريئة

جلس يزيد بجانب فيروز وجدها تبكى فقال و هو يربت علي يدها :_

متخافيش يا فيروز هتعدي علي خير ، احنا مش بنأذي حد و أكيد ربنا معانا

نظرت له بأعين دامعة و قالت :_

الدور علي مين يا يزيد ، قلب مين هيتوجع تاني

نظر لها و لم يجيب فأن ما تسأل عنه مخفي في الأقدار

نظر كنان إلي سنا بأعين خجلة جدا و كأنها اقترفت ذنبا لا يغفر و رغم ذلك تطلب الغفران ربتت سنا علي يده و كأنها علمت ما يدور بخلده

بينما إلياس و نغم توجهوا للمستشفى استعدادا لمجيء قمر فمن يدري ماذا حدث أو ما سيحدث

صعد يزن للأعلى و لكن تلك المرة لغرفة آسر فهذه أول مرة سيتدخل مباشرة هذا ليس وقت الضعف و الانهيار و أنما القوة التي يحتاجها ليحارب عدو خفي لا يعرفه ولا يعرف ماذا يفعل اقترب من الباب و دفعه بقوة أنار ضوء كله حتي شعر آسر بخزي الضوء في عيناه ليقترب منه بقوة أسد غاضب وقف أمامه بشموخ و كبرياء لا ينكسر أبدا قائلا :_

أنا سيبتك يا آسر براحتك عشان مش اضغط عليك بس أنت ضعيف جبان لما تسيب الكل محتاج ليك و أنت دافن نفسك ، عيلة الحديدي طول عمرها جنب بعضها قوة واحدة بس أنت كسرت القاعدة و أنا هصلحها مجرد ما تخف مكانك ف الشركات موجود ، انسى أني أشوف واحد فيكم ضعيف ، ولو أنا قاتل فعلا يبقى أولى بالقتل أني اقتلك و اقتل ضعفك

و خرج صافعا الباب من خلفه و تركه لا يدري شيء و لكنه بداخله متأكد أنها بداية الكارثة

****************************************************8

تركه و دلف لغرفته تلك المرة ليس بقوته المعهودة و لكن بانكسار وضعف لم يعرفه يوما ، ذلك الذي أجبره علي أن يبك اليوم و لا يعرف لما يبك ؟؟؟ بماذا أخطا أو بماذا أذنب ؟؟؟ سؤال صعب جدا عجز عن أن يجد له الجواب و كأنه يبحث بين كوم من القش

دلفت من انفطر قلبها بمجرد رؤيته يبكي هرولت إليه و ركعت أمام وجهه احتوت وجنتيه التي سالت عليها دموعه تجري كجريان الماء في وديان جافة جففت دموعه و قالت بهدوء :_

أنت مش بالضعف ده يا يزن

نظر لها بأعين ميتة قائلا :_

أنا عمري ما كنت قاتل و لا ظالم يا لي

ربت ايلين علي كتفه قائلة :_

أنت مش هتعرفني بنفسي يا يزن ، و بعدين ايه الضعف ده ، أنت عمرك ما كنت ضعيف ، دايما كنت الراجل اللي بتنحني قدامه الظروف و المشاكل ، تقوم مع مشكلة صغيرة أنت اللي تنحني

تنهد بزفير حار شق صدره شقا و قال :_

المرة دي غير المرة دي ولادي هم الضحية و علي ذنب معملنهوش ، ذنب احنا برئيين منه طول عمري بخاف ربي

ربت ايلين علي يده و قالت :_

اهدي يا يزن و ارتاح عمر التوتر و القلق ما هيعمل حاجة ارتاح لأنك تستحق ترتاح

جلست ايلين علي الاريكة جواره اقترب منها ووضع رأسه علي قدمها ليجد الراحة و يجد المأوى مع الأنثى الوحيدة التي يمكنه أن يكشف ضعفه أمامها هي التي رأته بكل حالاته و أطواره المختلفة و لم تنفر منه يوما

انحني رأسه و ظهره و تهاوت دموعه لتعلن عن جبل كان صامد و لكن ثارت براكينه و انهارت و لكن بالتأكيد يا عزيزي أن مع كل انهيار بنيان جديد أقوي من سابقه

********************************************************************

في كوخ علي الطريق الصحراوي كانت تجلس قمر مقيدة بالأغلال تنتظر الموت المحتوم لها تنتظر ساعة الرحمة التي ستنتهي فيها حياتها تعلم جيدا أنه من المستحيل أن يكون هناك منقذ لها فهذه لحظة اتحاد السموم أنهما الأفعى و العقرب يتربصان بها و كأنهما يستمتعان بعذابها تصرخ و صرخاتها يهتز لها العنان و يصرخ الجماد بطلب الرحمة لها بدأت تلك الحية تلتف حول جسدها و كأنها لا تبغي افتراسها في تعذبها و تتلذذ بتعذيبها و ذلك العقرب الذي يسير ببطء مريب علي جسدها و كأنه يقيمه برعونة تقتلها ، تبكي تصرخ و لكن الوضع لم يهدأ و كأن صراخها محفز ليزداد تعذيبها فهي فتاة قليل ما تخرج للحياة تتعرض لأسوء أنواع التعذيب النفسي ، تود أبعادهم عنها و لكنها لا تستطيع تخاف الاقتراب منهما و تخاف البعد كذلك يخرج صوتها مزلزل و كأن السماء انشقت له قائلة :_

رحمتك يا رحيم

التفت الأفعى علي جسدها حتي أصبح فمها أمام فمها و عيناها في مواجهة عيناها و تنظر لها و كأنه بينهما أبحر دم و جاء وقتها لتأخذ حقها المسلوبة نظرة مميتة من عين أفعى لأميرة بريئة أضعف من أن تتحمل و ذلك اللعين الذي استقر علي مقر نبضها و كأنه يقول أن لدغته لا مفر منها و أنها لابد أن تُقتل و لكن ثواني مرت و كأن ما حدث لم يحدث و لم يكن و هي مجرد تخيلات و اختفت و لكن ذلك المنظر المروع لم يختفي من عقلها فهو راسخ

**************************************************

علي بعد أمتار من ذلك الكوخ اللعين في الفارغ حيث سمع صوت صراخها يتردد في الفراغ من حوله يؤنس الصحراء في وحدة لا مؤنس لها فيها ، اصطكت الاطارات بالرمال تعلن العصيان علي ما سيحدث كان يقود سياته بسرعة مخيفه و كأن طبول الحرب علي وشك أن تقرع ، و قلبه يخفق بشدة تكاد تقتله و تذبح صدره المذبوح بعشقها منذ أعوام و لكنه يضيف ألما فوق ألم وقف أمام الكوخ لحظة الصمت الذي دام ساعتين دلف للداخل وجدها تلف يدها حول جسدها تشد حجاب رأسها حتي ظهر شعرها البني من حجابها تحاول تمزيق ملابسها و جلدها أن استطاعت فهي ما زالت تشعر بهما إلي الآن و كأنهما بالفعل يجوبان علي جسدها حاول أمير الاقتراب منها و لكنها في كل مرة تدفعه بقوة قائلة :_

ابعد عني هيقتلوني ، هيقتلوني ، هيموتوكم ، ابعدووووووووووووا

حاول أمير الاقتراب مرة آخري منها و لكنه لم يستطع فحركته أشبه بحركة من جُن و هو علي وشك فقدان عقله ، لأول مرة بحياته يعجز عن التصرف ، يعجز علي أن يحتوي ضعفها و خوفها ينهار أمام رؤيته انهيارها يبكي فمنظرها يُبكي أعتي الرجال قوة

دلف الشباب بعده بعشر دقائق عشر دقائق عجز علي أن يسيطر علي جنونها عنوة ظل كالصخر الأصم لا يتحرك اقترب عمر منه صارخا في وجهه قائلا :_

أمير اتصرف حاول تقيدها لو فضلت علي كدا هتموت ، كدا داخلة في حالة جنون من اللي حصل

و سؤال واحد طرأ علي ذهنهم ماذا حدث لهم لتكون هذه حالتها ؟؟؟ اقترب منها أمير و استباح نظره إياها و استباحت يداه لمسها و هو يحملها بعد أن تهاوت أرضا ظن أنه اقترف ذنبا و لابد عن ذنبه أن يكفر

حملها و سار بها لسيارته و خلفه شباب بكى قلبه علي زهرة العائلة قادوا السيارة تجاه المستشفى الخاصة بهم بعد أن اعلموا إلياس بحالتها

********************************************************

في فيلا مايكل

مر ليلهم حزين جدا عليهم و خاصة ذلك الأب الذي ألمه حزن ولده فهو رجل لم يخضع للحب يوما و يوم ما خضع توج قلبه بتاج الخذي و الألم يهبط درجاته السلم يحمل حقيبة بين يديه متوجها للخارج و لكن قبل ذلك يري زوجته و طفلته و قفا أمامهما قائلا :_

كريس أنا ورايا شغل و مضطر اسافر دلوقتي خلي بالك من كارول

كريستين و هو تقف بذهول قائلة :_

شغل ايه اللي مرة واحدة ده يا مايكل

مايكل ببسمة قال :_

في فرنسا يا كريس و شايف الإيميل بتاعه بعد ما نمتي

ابتسمت له كريس و قالت :_

تروح و ترجع بالسلامة

ابتسم و لم يعقب رحل و ترك خلفه شياطين تعبث بعقل طفلة عجزوا علي ترويضها و ها هي تلعب لتدمر عائلة كان لها نصيب كبير من الحزن و لكن يستحيل أن يكون دمار

*****************************************************

في المستشفى دلف أمير و هو يحمل قمر بين يديه ينظر لوجهها الشاحب و شفتيها الزرقاء القريبة لمن يسكنون القبور هرع بها للداخل حتي دلف بها لحجرة داخل المستشفى وضعها ثم خرج بعد أن أمرته الطبيبة

وقف أمام الغرفة وجد يزن يقف وقف جواره حتي قال الرفيق :_

ملكش ذنب يا أمير

نظر له أمير بأعين باكية قائلا :_

أنا أكتر واحد عارف أنها صعب جدا تتعامل مع العالم الخارجي ، وصعب تتعامل مع الناس ، و النهار ده اسيبها تروح الجامعة لوحدها يبقي مين السبب يا يزن

لم يرد يزن تلك المرة بل اقترب عمر هذه المرة قائلا :_

مش أنت يا أمير إياك تحمل نفسك فوق طاقتها كان قدر و مكتوب و واضح جدا أن المكتوب لينا كتير الفترة دي لازم نخلي بالنا من البنات محدش يعرف الدور علي مين ؟؟؟ و لا نعرف مين اللي بيعمل كدا و بيعمل كدا ليه ؟؟ و ايه سبب عداوته معانا ؟؟ ده غير مستحيل يكون زي الرسالة أن عمو يزن قاتل

يزن و هو يربت علي كتف أمير قائلا :_

عمر معاه حق يا أمير لازم ناخد بالنا و غير إن عمو يزن واضح أنه تعبان الفترة دي جدا و الأمور اللي بتحصل خارجة عن طاقتنا

عدي بهدوء قال :_

البنات ممنوع تخرج من البيت من حرس أو بلاش خروج الفترة دي نهائيا

مرت ربع ساعة و خرجت الطبيبة من غرفة الكشف هي و نغم قائلة :_

هي اتعرضت لأزمة نفسية و عصبية واضح جدا أنها كانت تحت ضغط و تعذيب نفسي

قالت هذا ورحلت و لم يفهموه جيدا لتمر دقيقة واحدة و يرتفع صوت هاتف كل واحد منهم برسالة فيديو فتح الشباب الرسائل و كانت الصدمة كطيور معلقة تنزف دمائها فوق رؤوسهم لا منقذ لها و لا لهم ، فيديو يعرض كم التعذيب النفسي الذي تعرضت له منظر يقشعر له الأبدان و يجبر أقوي الرجال علي أن تنهار و خاصة ذلك العاشق الذي أقسم علي أن يذيق من فعل ذلك من كؤوس العذاب ألوانا لم يراها

************************************************************

في فيلا الشيطان يجعل كرسيه و بسمة خبيثة تشق ثغره يضحك و لكنه بصوت غير مسموع و هل تسمع للشيطان صوت حينما تغوي بني آدم و تضحك حينما تري النصر محقق و الهدف قد اُنجز يغمض عيناه و يقول بشر :_

فاكرين أن الدور ع البنات تؤتؤ عيب كنت فاكر أنكم أذكى من كدا بس اللي الدور عليه غير متوقع ، هضرب عصفورين بحجر هكسر ثقه و هكسر قلب

و يضحك ضحكة يستحيل أن تكون منسوبة لبشر فلم تُخلق إلا لشيطان

في فيلا مايكل تقف كارول في الحديقة وسط زهور تعطي البهجة و الحياة و لكن قلبها و حياتها خاوية لا حياة فيها كمن يعيش في صحراء جرداء تكره الحب و أقسمت علي أن تدمر كل محب و كل حبيب وقع في شباك الغرام هي التي أقسمت علي ان تذيق كل عاشق من ألم عشق أبداها و أفناها و جعل منها مجرد حطام تمسك الهاتف بين يديها قائلة:_

أمم عايزة أشوفك

قال بهدوء :_

معلش مش هينفع الفترة دي

هي :_

ليه ؟؟؟

هو :_

شوية ظروف

هي :_

أمممم ظروف تمام مستنياك تفضى

أغلق الهاتف معها و قالت بعد أن أغلق ظروف و أنا عارفاها كويس بس ده مستحيل يشفع لازم يكون نهاية الطريق الموت حتي لو مش موت روح فهو موت قلب

خلص الفصل

رأيكم و دعمكم لأن بكتب الفصل بصعوبة أنا بيكم مش عايزة أوقف روايات الكتروني ليا بعد دي

رأيكمممم ف الاحداث شيقة أو لا متوقعه أو لا

مينا راح فين و مين بيعمل كدا و لعبته هتطول مين تاني و مين الضحية الجديدة ؟؟؟؟؟