🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
.
.
.
.
.
"🧡"
.
.
.
٭٭٭
بَعيداً عَنِ الضوضاء ، كُنتُ عائِماً بينَ سُحُبٍ بَيضاءْ ..
غالِقاً عَيناي ، .. أتطَلَّع لِما يوجَد خَلفَ السَحابْ ..
.
.
نَسيمَ هواءٍ يَضرِبُ وِجنَتي بِرِقّة ٬ و هُدوءَ الأرجاء أمدَّني سَكينَةٍ و شُعورٍ جَميل ..
.
.
إستَفقتُ بعدَ ذلِك .. كُنتُ نائِماً بالقُربِ مِن شُجَيرتي ، مُستَنِداً علیٰ الطاوِلة .. الغَريب بالأمر إنِّي لا اذكُر كيف و مَتیٰ ذَهبتُ في النوم
.
.
دَعتُ عيناي و إستَقمتُ بِخُمول .. كالمُعتاد لَم أستَطِع النوم طولَ اللّيل ..
.
.
وَقفتُ امامَ عُتبةِ الباب مُتسائِلاً إن كُنتُ قادِراً علیٰ خَوضِ مُغامَرةٍ اليوم أم خِلافَ ذلِك .!
.
.
تَراجعتُ علیٰ الفَور و لَم أخرُج لِعدَّةِ أيامٍ بعدها ..
.
.
رافقَتني أحلاماً غَريبة كالذي تحَدَّثتُ عنهُ سابِقاً .. مرّةً أستَفيقُ بِخَوفٍ و إرتِجاف و الأُخریٰ بِفتور ، كأنِّي إعتَدتُ الأمر حَتیٰ أصبَحَ عادِياً .. !
.
.
أجهَل الكَثير .. لكِن أتوقُ لِمَعرِفةِ كُلَّما يدورُ بعَقلي ..
.
.
بشَكلٍ تَقريبي قَضيتُ أربعةِ أيامٍ و إثنا عَشرة ساعة داخِلَ المَنزِل ، يُمكِنُني القَول كانَت هادِئه نوعاً ما
.
.
مَساءَ أحَد الأيام و الذي يُصادِفُ يومَ الثُلاثاء ، كُنتُ جالِساً أسقي شُجَيرَتي أمامَ عُتبة الباب الداخِلي .. كانَتْ تحمِلُ زَهرتين بِخَمسِ وريقاتٍ بيضاء ..
.
.
وَسطَ هدوئي لَفتَ إنتِباهي تواجُدَ عِدَّةَ أشخاصٍ خَلف جِدار المَنزِل ، لَم يَكُن حَديثُهُم واضِحاً لكِن ما اثارَ خَوفي قَولَ احَدِهِم بوُضوح
" اجَل أنَّهُ بمُفرَدِه .. "
.
.
أسقَطتُ إبريقَ الماء و دَخلتُ المَنزِل ثُمَّ أغلقتُ الباب ..
.
.
هَدأتُ مِن رَوعي بإقناعِ ذاتي بأنَّهُم أشخاصاً عاديين ، ليسو سارقين او مُجرمين .. فقَط جَمعهُم حَديثاً ما أمامَ منزِلي ..!
.
.
إمتَلكتُ بعضَ الشجاعةِ و ابعَدتُ جَسدي عنِ الباب ..
.
.
بِبُطئٍ و حَذر أزَحتُ الستائِر و إستَرقتُ النظَرَ للخارِج ...
.
.
كُنتُ حَريصاً بأن لا أُصدِرُ صَوتاً و لا حَركةً سريعة بعدَ رُؤيَتِهِم يَقتحِمون المنزِل من أعلیٰ الجُدران ٬ و ايضاً أحَدهُم كانَ مُمسِكاً بِسكِّين و يسير بالمُقدَمة .. !
.
.
رأيتُ كُلَّ هذا بِغضُون لَحظات .. بعدَها بدأتُ بالتَراجُع بأطرافٍ مُرتَجِفةٍ تكادُ تَحملني
.
.
لَم تَخطُر لي فِكرةً غَيرَ الهَرب الیٰ ابعَدِ مكانٍ عَن هُنا .. و علیٰ الفَور وجَدتُ نَفسي اركُض بعيداً و بِسُرعةٍ كَبيرة ..
.
.
نجَحتُ بالخُروج مِنَ الجِهةِ الاخریٰ و كُلَّما يدورُ بذِهني هوَ إن سَقطتُ علیٰ الارضِ الیٰ أين يرتَمي جَسدي .. ؟
.
.
مااذكُره جَيّداً هوَ ان الارضَ كانت ذاتَ انحِدارٍ طَفيف .. بِسُرعَتي هذِه مُجَرّد زَلّةٍ صَغيرة تَأخذني الیٰ الاسفَل بغضونِ لَحظات ..
.
.
توَقفتُ قُرب جِذعِ شجَرة ، إنحَنيتُ للأسفَل لاهِثاً بِقُوَّة .. اشعُرُ بِمدیٰ إرهاقِ قلبي وعَجزِهِ عَن تنظيمِ عَملِه
.
.
إستَغرقَ الامر دقائِق عَديدة حَتیٰ إستَطعتُ التنفُس بشكلٍ جَيّد ..
.
.
بعدَها إتضَحَ إنّي نجحتُ بالهربِ منهُم .. لكِن علِقتُ هُنا ..
.
.
و سَط اشجار .. في الظلام .. و بمُفرَدي ..
.
.
أُصِبتُ بإحباطٍ و يأس .. لكِن سُرعان ما خَيَّمت علیٰ عقلي أفكاراً مُتفائلة إستعادَت شَجاعتي مُجدداً ...
.
.
ساعةً ثُمَّ إثنتين .. مع تَقدُّم الوَقت كُنتُ مُستمراً بالسيرِ دونَ وُجهةٍ مُحدده .. شعرتُ بالعطَش .. و أُرهِقَتُ أرجُلي مِن طُولِ الطَريق ..
.
.
كُنتُ قريباً للاستسلام حَتیٰ شعَرتُ بحركةٍ طَفيفةٍ لنَسماتٍ بارِدةٍ قادِمةٍ مِنَ الامام .. أي بإتجاهٍ مُعاكِس .. سِرتُ بِضعَ خطواتٍ للأمام .. رأيتُ لمعان جَدوَل المياهِ .. و صوتَ تلاطُمِ امواجِه كانَ واضِحاً ..
.
.
إبتَسمتُ بِفتورٍ و إرهاق .. تقدَمتُ نحوَهُ مُتنهِداً .. رُغمَ ما عانيتُهُ هذهِ اللّيلة الا إنِّي أشعُر بشيءٍ مِنَ الاطمِئنانِ الآن ..
.
.
كُنتُ آمُل ان أصادِفَ سُوكجِين هُنا كَما إلتَقينا .. لِذا أبعدتُ الاغصان و كُلَّ ما يَحجِبُ رُؤيتي و انهيتُ طَريقي بِقفزةٍ مِن علیٰ الصخرةِ و الیٰ الارض ..
.
.
أصدَرتُ صوتاً عالياً ... رأيتُهُ هُناك لكِنْ ...
.
.
إلتَفتَ نَحوي مُتفاجِئاً ... و علیٰ الفور أشاحَ بوجهِه و اخَذَ يمسح وُجنتيهِ سَريعاً ..
.
.
إستَقامَ مِن مكانِه ضاحِكاً ، و اخبَرني بأنَّهُ كانَ بإنتِظاري
.
.
كانَ يُجيدُ التمثيل بالفِعل ..!
.
.
رُغمَ إشتِياقي إليه و كذلِكَ سعادَتي ذلِكَ اليوم تَفوق كُلَّ شيء .. لكِنَني كُنتُ فاتِراً جِدّاً
.
.
اختَفت إبتسامتِه بِبُطئ ..
.
.
" ما الخَطب نامجون ..؟ "
اشادَ مُتسائلاً .. ان كُنتُ بِخَير ام لا
.
.
" اجِبني انتَ أولاً .. "
نقلتُ بَصري مُحدِّقاً بعينيه ، و أجبتُهُ بصيغةِ أمر
.
.
تَلعثمَ بالحَديث بادِئ الامر .. ابعدَ نَظرهِ عَني بصمت ثُمَّ نَطق مُبرِّراً
" فقَط أمورٌ سيِّئة "
.
.
كُنتُ مُتعباً .. فَ لم استَطِع الوُقوف اكثر
قَد شعرتُ بأنّني سوفَ يُغشیٰ عليَّ في ايَّةِ لحظة
.
.
امسكتُ بيَده داعِياً ايّاهُ بالجِلوس هُناك .. قُربَ جَدوَلِ الماء .. اتنَهّدُ بِخِّفة ، اوَدُّ الحَديثَ بشيءٍ لكِنِّي لَم استَطِع
.
.
جَذبتُ إنتِباهِه كَثيراً ، حَتیٰ انَّهُ لَم يُبعِد بصَرِه عَني رُغمَ إنِّي أُحدِّقُ أرضاً ...
.
.
نَهضَ ناحيةَ البِئر و أتیٰ بقارورةَ مياهٍ صَغيرة .. ناوَلني ايّاها قائلاً
" ما بِكَ نامجون .. تبدو مُتعَباً "
.
.
أجبتُهُ مُتَحيِّراً ..
" لا اعلَم إن كانَ صحيحاً أم لا ... لكِنّي حَقاً أشعُر بالخَوف .. "
.
.
" لكِنَّك شُجاع أليسَ كذلِك .. ! "
تحَدّث بصيغةٍ تَدُلُّ علیٰ التَساؤُل و بِنَفس الوقت عِندما نَظرتُ إليه كانَ مُبتَسِماً و أومَئ بِخفّه تأكيداً لِما تَفوَّهَ به
قد بدیٰ واثِقاً مِن ذلِك ..
.
.
و رُغمَ قَلقي و خَوفي نمَتْ علیٰ شِفتايَ إبتِسامةٍ نَقيَّة عَزَّزت شَجاعَتي مِن جَديد و أمدَّتني أملاً لوَقتٍ طَويل
.
.
إعتَدلَ بجَلستِه و امسَكَ بِيدي بينَ قبضَتيه
كانَ أمامي مُباشَرةً ..
" إختَرتَ المَجِيئ الیٰ هُنا لأنَّها أُمنيَتُك .. قَد تبدو قُطعةً مِنَ الجِنان لكِنَّ قلبَها الجَّحيم .. هَل علينا الرَحيل بَعيداً أم نُمسِكُ بِبَعضٍ هكذا .. "
.
.
لَم استَهلِك وقتاً للتَفكيرِ بِكَلماتِه .. ف أجَبْتُ سَريعاً
" نُمسِكُ بِبَعض لِوَقتٍ طَويل "
.
.
أشتَدَّت قَبضتِهِ حَولَ يَدي .. اعتَصرَها بِقُوَّةٍ لِذا بادَلتُهُ بعِناقِه ..
.
.
هَمسَ بِخِفَّةٍ و وضوح
" سنَبقیٰ مَعاً حَتیٰ نتَمكَّنَ مِنَ الطَيران "
.
.
.
"🧡"
.
.
.
.
.
.
🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
🍀 رأيكُم ؟ 🍀
🍀 شُعوركم لما تقرأو القصة ؟ ☁🍀
🍀 لوفيوو شوگرز 💜🍭🍀
_ ♡ _