🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
.
.
.
.
.
"🧡"
.
.
.
...
بَعدَ عِناقِه رأيتَهُ مُبتَسِماً بوِسع و عَيناهُ تلمعانِ بِشدَّة ٬ أمسَكني مِن مِرفَقي وأخَذَ يَسير و انا بِرِفقَتِه
.
.
جَلسَ عَلیٰ غُصنٍ يَرتفِعُ قَليلاً عَنِ الأرض ثُمَّ دعاني لِمُشارَكتِه المَكان
.
.
كُنتُ مُتردِّداً بينَ أن اتقَدَّم و بينَ الوُقوف هُنا .. لِذا تَسائلتُ بِقليلٍ مِنَ الشَّك ..
" ألَن ينكَسِر .. ؟ "
.
.
" ماذا .. ! "
كانَ مُتفاجِئاً بِما قُلت ٬ ثُمَّ أخَذ ينفي برأسِه أي إنَّ ذلِكَ لَن يَحدُث ..
" كلا لَن ينكَسِر كُن مُطمئِناً "
تَحدَّث بِهدوءْ ... مَدَّ ذِراعِه نَحوي ... وانا أمسَكتُ بِيَدِه و صعَدتُ فوقَ الغُصنِ معه
.
.
" حَتیٰ و إن سقَطَ بِنا فنَحنُ لَن نتأذیٰ "
كُنتُ واثِقاً بأنَّهُ لاحَظَ إرتِباكي لأنَّي لَم أبعِدُ بَصري عَن الأرض ..
" أجَل فالمَسافةُ قصيرةٌ جِداً "
أردَفتُ مُبتَسِماً ... فهُوَ علىٰ حق ليسَ هناكَ داعٍ للقلق
.
.
" أُنظُر لِأعلیٰ "
خاطَبتهُ مُشيراً بِسبّابتي لِفَوق .. كانَ هُناكَ سِرباً مِنَ الطُيورِ الصَغيرة تَطيرُ بِدوائِر ..
إضافةً لِصوتِها الجَميل
.
.
" أنظُر هُناكْ .. ها قَد وَصلَ الطَعام "
أشارَ لِعُصفورٍ صَغير يَقِفُ علیٰ حافّةِ مَنزِلِه الخَشبي بِرِفقَةِ والِدَتِه التي تُعطِيهِ الطَعام ..
.
.
قَضينا وَقتاً ليسَ بِالقَصير فَوقَ ذلِكَ الغُصن و بِرِفقةِ العصافِير ..
إنقَضیٰ الوَقتُ سَريعاً حَتیٰ إنِّي قَد تناسَيتُ ما حَدثَ في الصباح .. !
.
.
حَتیٰ إنّي كُنتُ مُلهِّفاً لِإخبارِه بأنَّني رأَيتُ عَربةً غَريبة ٬ لا تُقادُ بالخَيل و لَها أربع عَجلات .. !
.
.
إفتَرقنا بَعد مُحادثاتٍ و ضَحِكات .. ٬ هُو ذهَبَ يَميناً و أنا الیٰ الشَمال .. أخَذنا نبتعِدُ خُطوةٍ بِخطوة
.
.
أستَذكِرُ حَديثَنا مُتبَسّماً مِن دونِ قصد ٬ وَصلتُ سالِماً لِمَنزِلي بعدَ تلبُّدِ السَّماء غيماً ثَقيلاً ..
.
.
أرحتُ جَسدي مُستلقياً علیٰ السَرير .. ثُمَّ ذهبتُ بِنومٍ عَميق ...
.
.
لَم أشعُر بشيءٍ بعدَها .. لا وَقعَ المَطر ٬ و لا عصفَ الرياح ..! كُلُّ ما شعرتُ بِه هوَ التحليقُ بالفَراغ .. بعيداً عَن كُل ما حولي
.
.
شعرتُ بأنَّ جَسدي يرتَفعُ عَن الفِراش عالياً .. خِلالَ فَجوةٍ سوداء كَبيرة
.
.
أصبَحتُ لا أریٰ غَيرَ السَّواد .. لكِن أسمعُ أصواتاً برَنينٍ مُرتَفِع .. اشعُرُ بأنَّها تُناديني لكِن لا اكُفَّ عن الإرتِفاعِ حَتیٰ تَغلغلتُ وَسطَ الظَلام ..
.
.
صدیٰ الاصواتِ و نِدائِها المُرتَفِع قَد أيقَظني مُنتَفِضاً ٬ وقعتُ علیٰ الأرضِ مُمسِكاً أيسَر صدري و مُغلِقاً مُقلَتاي
.
.
ذلِكَ اليوم لَم يتوقف قَلبي عَن التَسارُع و لَم يُفارِقني ذلِكَ الصوتْ ٬
.
.
يَرتعِشُ جَسدي كُلَّما أتیٰ إلیٰ مَسمعي ...
.
.
إنقَضیٰ ذلِكَ اليوم بعدَ عَناء .. ففي الّليل أسمَع أصواتاً غَريبة ٬ أریٰ أُناساً بِجانِب نافِذَتي ٬ ذَهب النُعاس مِنّي ..
.
.
لا أكادُ أقویٰ علیٰ شيء غيرَ الدُّعاء بألّا يَحدُث شيء ..
.
.
أفَقتُ عَلیٰ نَفسي مُتكوِّراً أسفَلَ السَرير .. و بِجانِبي الغِطاءُ مُبعثَراً
.
.
شعَرتُ بإرتياحٍ عِندما رأيتُ نورَ الصباحِ يتَسلّل داخِل نافِذَتي .. خِلالَ أنسِجةِ الستائِر القُطنية .. لِتُشِّع بضوءاً خافِتاً يُبهِجُ زوايا غُرفَتي ..
.
.
ذلِكَ الصباح أزَحتُ الخَوف عَنِّي .. إستَعدتُ نشاطِي بِسَقيِّ شُجَيرَتي ..
.
.
هُناكَ أوراقاً خَضراءَ نَقيَّة تَخرُج من أغصانِها و براعِمَ بيضاء صَغيرة تُحتَضنُ برِفقٍ وَسطَ عِدَّة وُريقات ..
.
.
سُعِدتُ لرؤيةِ ذلِكَ كَثيراً لأنَّها كانت مُقبلةً علیٰ الإزدِهار ..
.
.
إرتَديتُ مَلابسي و جَمعتُ أغراضي ثُمَّ ذَهبتُ خارِجاً .. بادِئ الامر كُنتُ مُتردِّداً لكِن إستَطعتُ التغلُّبَ عليه بتَفاؤُلٍ مُستَمِر ..
.
.
بعدَ خُروجِ نامجُون مِنَ المَنزِل ٬ قَصد السُوق مُجَدداً و إشتریٰ فطائِرَ الكَرز و إستعارَ كِتاباً ..
.
.
و خِلالَ النَفق الذي يربطُ المَكتبة ب طَريقِ الغابة قَد وَصلَ لوِجهَتِه بعدَ نِصفِ ساعة ٬
قَصدَ غابةَ السِّحر مُجَدداً .. لكِن سُوكجِين لَم يكُن هُناك .. !
.
.
أصابَتهُ خَيبةَ أمل .. عادَ بِخطواتٍ بَطيئة .. تَجاوزَ جَدول المِياه الضَيِّق بالقَفزِ فوقَ أحجاراً مُبعثَرة .. ٬ ثُمَّ بِجانِبِ شُجَيرةٍ بأزهارٍ بيضاء ...
.
.
تَنبتُ بينَ مُفتَرقِ الطَريقان ٬ تحمِلُ عِطراً جَميلاً يفوحُ بالأرجاء ..
.
.
قَطفتُ إحدیٰ زَهراتِها البيضاء .. إستنشَقتُ عِطرها بعُمق .. أحببتُها جِداً
.
.
قطَفتُ إثنتين بعدَها لأضعَهُم بوعاءٍ صغير مَملوءٍ بالماء عِند وصولي للمَنزِل ..
.
.
و هذا ما حَدثَ بالفِعل ...
.
.
تِلكَ اللّيلة سارَ كُل شيءٍ علیٰ ما يُرام حَتیٰ مَغيب الشَمس و هَدأتِ الأرجاء .. !
.
.
أتیٰ الرُعب لِقلبي مُجدداً عِندما رأيتُ ظِلَّ أحدِهِم خَلفَ النافِذة ..
.
.
أطفئتُ شَمعَتي بهدوء .. أصبحَ المَكان مُظلِماً لكِن لا يَزال ذلِكَ الظِل موجوداً .. !
.
.
تِلكَ اللحظة لَم أستَطِع أن أُقرر إن ما رأيتَهُ حَقيقةً أم وَهماً .. أُصِبتُ بالذُعر ٬ و أخَذ قَلبي يتَسارَع اكثَر
.
.
حَملتُ وِعاءَ أزهاري الصَغير و كتابي الجَديد ثُمَّ إختبئتُ أسفَلَ السرير .
.
.
لَم أتجرأ بالخُروج ابداً .. لِذا قضيتُ اللّيل بأكمَلِه مُختبئاً و خائِفاً بِشدَّة ..
.
.
بعَد مُرور الكَثير من الوَقت بدأتْ أطياف الضوء بالظُهور ٬ أي إنَّ الظلامَ قد إنكشفَ و إنقَضیٰ ... و كذلِكَ خَوفي ..
.
.
لم أرغب بالنوم بعدَ ذلِك .. قَررتُ البقاء مُستيقِظاً و ان افعَل شيئاً مُفيد ..
.
.
أخذتُ الكِتاب أُقلِّبُ صَفحاتِه .. إتَّضحَ لي ذلِكَ اليوم بأنَّهُ حَولَ الأزهار .. ألوانِها ٬ كَيف تبدو ٬ كيفيَّة زَرعِها و إلیٰ ما تَعني ..
.
.
أحببتُه جِدّاً لطالما كُنت أبحث عَن شيءٍ يُشبِهُه ..
.
.
في الصفحةِ خَمسة و ثلاثون كانتْ حَول زَهرةٍ تُشبِهُ خَاصَّتي .. بيضاء ٬ ذاتَ عِطرٍ جَميل ٬ أوراقَها خَضراء ٬ و تُسمیٰ بالياسَمين ..
.
.
بعدَ ما علِمتُ ذلِك نَهضتُ سَريعاً و جَريتُ نَحوَ شُجَيرتي .. كانت تَحمِلُ زَهرةً واحِدة ..
.
.
بدأتُ بالمُقارنة بينَها و بين تِلكَ في الكِتاب .. أجَل لقَد كانت هي بالفِعل
.
.
أنا كُنتُ أملكُ شَجرةَ ياسمين .. !
.
.
.
.
.
🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
🍀 نهاية البارت 🍀
🍀 للتوضيح : البارتات السابقة عدا الاول المتكلم نامجون ، لهيك لو تلاحظو انو الحكي بالماضي 🍀
🍀 رأيكم يهمني ؟؟ 🍀
🍀🌸 always be happy and healthy 🌸🍀
🍀🌸 أحبكم 🍭 🌸🍀
_ ♡ _