ضحية الجاسر ( مكتملة )

By Mehad1234

4.8M 82.5K 3.1K

◇رواية رومنسية ليست مخلة و لكنها تحتاج لقارئ بالغ ◇+18 More

شخصيات القصة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرون
الفصل الرابع و العشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس و العشرون
الفصل السابع و العشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الخاتمة 💜
مهم جدا
مهم جدا
مهم

الفصل الثلاثون و الأخير

125K 2.4K 211
By Mehad1234

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين 🌸🌸

كانت تصرخ بشدة ... متألمة بكل معاني الكلمة ... حقا فقد صدقت مريم حين قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ... تعالت الضربات في بطنها فأصبحت لا تطاق و لا تتحمل ... امسكت بيده تضغط بأظافرها عليها حتى احدثت جرحا غائر .. لم يبالي فكل ما يتمناه هو خلاصها من هذه الأوجاع المهلكة .. سالت دموعها و اصبح زيتون عينيها ممتزج بلهيب اللون الاحمر من شدة البكاء اراد ان يأخذ منها و لو قدر بسيط من ألمها حتى يخفف عنها لكنه عاجز عن فعل هذا أيضا .... كانت تصارع جاهدة على أخذ أنفاسها اللاهثة.. تدعو على نفسها بالهلاك حتى تتخلص من هذه الانقباضات اللعينة...

دخلت الطبيبة و معها مجموعة من الممرضات الى الغرفة تجهزها للولادة.. نقلتها الى العربة بمساعدتهن ... بكت حور بشدة تقول بصراخ

حور.... ابعدوه عني هو السبب في كل الي انا فيه ده انا بكرهه بكرهك يا جاسر سامعني

حاولن كتم الضحكات التى فلتت منهن غصبا ... اقترب منها يمسك بيدها قائلا بمكر...

جاسر... انت الى سافلة ومش راحماني ولا راحمة نفسك بأمارة ابنك مش واحشك يا جاسر

حور... اااااه

نظر الى الطبيبة برجاء مردفا... هو انا ممكن ادخل معاها العمليات

الطبيبة بجدية... اه ممكن حضرتك اتفضل مع سناء وهي هتشرحلك تعمل ايه

حور بصراخ... لااااا مش عايزااه ده حيوان منك لله يا جاسر كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك انا كان مالي و مال الجواز ما كنت عايشة ملكة زماني ساااااافل ومش متربي

دخلت الى غرفة العمليات بعد عناء لاعنة ذلك الجاسر مع طفله الذي يكاد ان يذهب بروحها .. مع صوتها الصاخب الذي يصم الأذان... اشفق على حالها بهذه الهيئة .... شعرها المبتل ... جبينها الذي بات كقطرات المطر من شدة العرق المتصبب على وجهها ... كانت الطبيبة تحثها على الدفع ... فتدفع بصراخ عميق يمزق نياط القلب .... تزامن من صرختها خروج روح مشتركة بينها و بين الجاسر ... لتتطلق صرخة طفولية بريئة معلنة عن و جودها على أرض الواقع

تراقص قلبه فرحا على انغام بكاء ذلك البلطجي الذي بات أمامه تماما.... غطت الدموع فيروزتاه اللامعة بسعادة .. شاكرا المولى عليها ... لكنه صدم عندما سمع الطبيبة تأمرها بالدفع مرة اخرى قائلة بصوت متحمس فرح

الطبيبة... شدي مرة تانية يا مدام حور شكل في بنوتة مستخبية وراء اخوها

مهلا هل ما سمعه صحيح هل هناك نسخة اخرى من حوريته المجنونة ...

دفعت مرة اخرى ليرتفع بكاء صغيرته .... قطعة من اللون الوردي ... ربما شاء الله ان يعوضه عن ما تحمله من اعباء طيلة حياته ... اصبح عشق الجاسر مرصع بأطفال من محبوبته ... اه حور انك تقتليني بكرمك هذا....

توسعت حدقة الطبيبة لتقول بصدمة تفوق تخيلها ...

...... مش معقول في بيبي تاني كمان

نزلت عليهم كلماتها كالصاعقة لتصرخ حور هذه المرة وبكل قوتها...

حور... تلاتة ليه يا مفتري هو انت عندك ذنب بتخلصه فيا ارحموني انا بموت

دوت صرخة الطفل الثالث في ارجاء الغرفة لتقع حور متعبة على اكتاف جاسر الذي كان ما زال لا يستوعب الصدمة .... فهناك ثلاثة اطفال داخل رحمها .... الدموع تتسابق في النزول كالشلالات نياجرا في عواصف الشتاء الموسمية ....

نقلت حوريته الى غرفتها الخاصة بالمشفى ... لم يشأ ان يرى صغاره قبل ان تفيق أراد أن ينعم بدفئ تلك اللحظة معها ... جلس بجانبها ينظر الى وجهها المتعب الذي اختلط بياضه باللون الاحمر دلالة على المشقة التى نالت منها عندما كانت تخرج أرواح عشقهم للحياة ... ابتسم ببلاهة .. لا يصدق الى الآن.. انه اب لثلاثة اطفال ... رق قلبه على ذلك الصغير الذي خرج اولا ...كبيرهم قد ظلمه عندما كان يظن انه يعترض طريقه دائما... لكنه لم يكن بمفرده بل معه جيش آخر يساعده ... ترى كيف ستكون اشكالهم .. حياته معهم التى سوف يطغى قالب الشقاوة و المرح .. الغيرة ... خر الى ربه ساجدا يشكره على هذه النعمة العظيمة..

امسك كفها يطبع قبلة رقيقة على باطنه شاعرا بها تحرك اهدابها الكثيفة ببطء ... كاشفة عن غاباتها الزيتونية تهتف بصوت ضعيف متعب ...

حور... جاسر

ضغط على كف يدها قائلا بلهفة عاشقة... انا هنا يا روح جاسر

جلس بجانبها على طرف الفراش يقبل جبينها بحب شديد متابعا... حمد الله على السلامة يا حبيبتي

نظرت له بأعين زائغة متعبة مردفة .... الله يسلمك انا عايزة اشرب

مد يده على الطاولة بجانبه يحضر كأسا من المياه تجرعته بشغف جراء جفاف حلقها قالت بتنهد ...

حور.. اسكت يا جاسر دا انا حلمت حلم وحش اوي حلمت ان انا ولدت و جبت تلات عيال والله كنت هقوم اموتك بس ربنا ستر و طلع حلم الحمد لله

كتم ضحكته بصعوبة بالغة فقد كانت تظن انها تحلم ....لكنها بالفعل قد أنجبت له ثلاثة اطفال مشاكسين جاءو لفساد متعته معها ... قالت له بصوت حنون

..... جاسر انا عايزة اشوف ابني

جاسر... حاضر يا قلبي و ما لبث حتى دلفت الطبيبة ومعها ممرضة تجر امامها عربة تحمل ثمار عشقهم الأبدي....

قربت ملاك الرحمة السرير الخاص بالصغار الى فراشها ليرى جاسر الاندهاش على قسمات وجهها ... انفرجت حدقة عيناها بشدة وشهقت بقوة مردفة بصدمة

حور... مين دول

راقص حاجبيه بمرح قائلا... التلاتة الي كنتي بتحلمى بيهم

نظرت له بتوهان تحاول التقاط اشارات لفهم حديثه ... مهلا هل قال ثلاثة... ثلاثة اطفال كانوا بأحشائها طوال تسعة اشهر كاملة... ثقل قدميها .. ضيق تنفسها ... انتفاخ بطنها المريب كان بسببهم... تعالى صراخ الطفلة الصغيرة بينما اشقائها نائمين كالملائكة بأجنحة بيضاء ... تحركت غريزة الامومة داخلها تدعوها لحمل تلك الباكية بشدة.... كانت جميلة بحق لا يوصف بوجنتيها الحمراء التى تجعلك تريد قضمها ثغر جميل ناعم ... ضمتها الى صدرها بحنان ... تعلق قلبها بها بشدة فهي طفلتها ... هدأت قليلا ليسكن بكائها مع احتضان والدتها لها فتحت عينيها ... تنظر له ببرائة كانها تقول ... مرحبا امي انا هنا... اشتقت لرؤيتك .. كانت تضع يدها الصغيرة على خدها.... امعنت النظر اليها لتجد انها اخذلتها و جذبت اعين والداها ... نعم فإن عينيها باللون الفيرزي الفاتح ... يسلب القلوب...

.... الف مبروك يا مدام حور يتربو في عزكم ان شاء الله

كانت في عالم اخر غافلة عن اي كلمة تخرج من اي احد ليرد جاسر الذي كان يلتهمهم بنظراته ..

... انا متشكر اوي يا دكتورة

الطبيبة... على ايه يا جاسر بيه دا واجبي مدام حور شكلها مش معانا خالص الولاد خطفوها ربنا يباركلك فيهم والف مبروك مرة تانية

جاسر... الله يبارك فيكي

خرجت الطبيبة ليدلف سليم و انعام الذين كانوا ينتظرون خروجها بفارغ الصبر ... اقترب سليم منهم ليتفاجئ من التؤمان النائمين على فراشهم ببرائة شديدة ... وما الجم لسانه لاحقا كام وجود تلك الطفلة بين ذراعيّ حفيدته... ابتسم برفق و سالت الدموع على وجنتيه المجعدة قائلا بحب جد شهد ولادة اولاد احفاده...

سليم... بسم الله ما شاء الله الف مبروك يا ولاد

جاسر بابتسامة ماكرة... الله يبارك فيك يا جدي شوفت قدرات حفيدك اظن مش حارمك من حاجة

نظر له بشراسة مردفا بغضب.. اخرس يا سافل

اتجه جاسر الى انعام التى تقف تتطالعهم بدموع فرحة سعيدة بما تراه من رونق ساحر يملئ الغرفة

جاسر... ايه يا دادة مش هتقولي حاجة اديني اهو حققتلك امنيتك وجبتلك بدل الواحد تلاتة شهيصي بقى

لكزته بخفة لتحاوك وجنتيه بحنان ام قائلة... الف مبروك يا حبيبي ربنا يسعدكم كمان وكمان

قبل يدها التى تربت عليها مردفا ... ربنا يخليكي ليا يا ست الكل

التفتوا جميعا الى تلك التى تحتضن الصغيران بحب و تطبع القبلات على وجههم بلهفة ام انتظرت حتى ترى وجه طفلها القابع في رحمها منذ شهور... لا تصدق نضارة الحياة التى ازهرت في بستانها اكاليل من عقود الياسمين العطر... على هيئة ثلاثية الشكل ...

حور... شايف يا جدو حلوين ازاي

ربت سليم على رأس الصغار بنعومة مردفا بحنو... اه يا حبيبتي ربنا يبارك فيهم و يطلعوا احسن ناس ان شاء الله

اقترب جاسر هامسا في اذنها بصوت مغري وقح... ايه رايك فيا اسد مش كده

رفعت رأسها تتطالعه بحقد و غضب حارق كأنها نمرة شرسة على وشك الانقضاض على احد فرائسها قائلة

حور... انا مش هرد عليك دلوقتي بس حسابك تقل معايا اوي يا اسد

غمز لها بخبث قائلا.. وانا مستنى

دخلت احدى الممرضات تخبرهم بضرورة الذهاب حتى تستطيع فحصها .. قبل رأس صغاره و اشتم رائحة عبيرهم الطفولي المحبب الى قلبه ليردف برقة مقبلا شعرها..

جاسر.. هرجعلك تاني

اومأت برأسها مواقفة ولم ترد بكلمة...

اجتمع رعد و حازم مع الوفد الايطالي الذي تم توكيل اليه مهمة التصاميم الداخلية للقرية السياحية.. بشكل عام ... لذا فكان الاجتماع طويلا.. نوقش على أثره كل ما يخص المشروع ... بعد عدة مجادلات أستقروا على فكرة واحدة تضمن نجاح العمل ... استأذن الوفد مع المترجم و خرجوا تاركين ورائهم جسدان منهكان من شدة التعب....

رعد.... انا هموت خلاص مش قادر

حازم... ومين سمعك دا انا بفرفر

ضحك بخفة على حديث صديقه قائلا... انا نفسي اعرف انت بتجيب الالفاظ دي منين يا بني انت راجل متجوز هتبقى قدوة لعيالك ازاى

نهض واقفا مردفا بغمزة وقحة... بمناسبة العيال انا طاير بقى

قهقه بشدة ليقول بانفاس متقطعة... طول عمرك سافل مش هتتغير ابدا

التقط مفاتيح سيارته وقال بعبث.. سايبلك الاحترام سلام

دلف الى جناحه يخلع جاكت بدلته يلقيه على احد الارائك تنهد بعمق حتى اتسعت رماديتاه بصدمة ... انها كما تركها قبل ساعات.. عارية على فراشهم لا يسترها سوى شرشف السرير فتظهر تلك الأكتاف البيضاء الناعمة التى اهلكت قدرته على التنفس.. سحب كمية كافية من الهواء يدخلها لشعبه الهوائية فإن لم يصاب بالحنون فلابد من اصابته بأحد السكتات الدماغية او القلبية لا يعلم ولكن حظه سيقعه في إحداهن....

تسطح على الفراش بجانبها يحاول ايقاظها ... لكن لم تفق بل ما زاد الطين بلة انها كانت تتمطى ببطئ مغرى مصدرة صوت آهات معارضة اذابته كالذبدة الطرية في عمق طنجرة حامية تشتغل النار من تحتها لتحرقها اكثر... انها تتعمد إثارته فلتتحمل ما يحدث .. هم بالاقتراب منها ليصدع صوت رنين هاتفه... هذا ما كان ينقصه الآن... التقطته ليجيب قائلا بحنق..

.... عايز ايه يا ملك الافترى

جاسر... شكلي جيت في وقت مناسب جدا

حازم بهمس.. ابو شكلك

جاسر بحدة.... بتقول ايه يالا

حازم.. مبقولش عايز ايه البيه كارمني بفضله عليا ومتصل ليه

جاسر ببرد... انزل انت و رعد حالا انا محتاج حد معايا لانك يا حلو بقيت عمو

حازم بفرح... بجد حور ولدت الف مبروك يا وحش

جاسر... الله يبارك فيك يا عمو وانجز بقى و بكرة الصبح القايكم عندي سلام

حازم.. جزمة بس الحمد لله اهو جات حاجة حلوة من وشه

... نغم حبيبتي اصحي يا روحي

بدأت بفتح عينيها الساحرتان كحبات القهوة الطازجة طارحة بقلبه أرضا... احكم سيطرته على نفسه بصعوبة حتى لا يلتهمها حية بتلك الهالة المثيرة

نغم بصوت ناعم يشوبه النعاس ... عايز ايه يا حازم انا عايزة انام

حازم... طب ايه رايك ان حور جابت بيبي مش عايزة تشوفيه

نغم.. بجد يا حازم يعني هشوف البيبي اخيرا انا فرحانة اوي

هبت منتصبة غير مهتمة بشرشف الغطاء الذي سقط منها ... سلط نظره على جسدها المكشوف امامه بوضوح الشمس في نهارها .... اخرج لسانه يبلل شفتيه و اردف قائلا..

حازم... ما تيجي نكمل الي كنا بنعمله قبل ما اروح

ضمت الشرشف على جسدها عندما لاحظت نظراته الغير بريئة إليها وقالت بخجل ..

نغم... انت قليل الادب يا زوما

جذبها لترتضم بصدره و عينيه تتركز على شفتيها المنتفخة قائلا بمكر.. زوما لا دي فيها دخلة من اول و جديد و مال عليها لاثما شفتيها يروى عطش جسده المنادي بكل قطعة فيه باسمها... نغمي

في المساء تجهز ثنائي شهر العسل للنزول الى القاهرة بعد اخبر حازم رعد بضرورة ذهابهم نظرا لولادة حور ... فرحت منى كثيرا بسماع ذلك الخبر السعيد .. و بالطبع نغم التى لم تكف عن التصفيق و التهليل هائمة بقدوم تلك الأرواح المخملية الباذخة بالطهر .... منطلقين الى مقر ولادة صداقتهم العميقة .... الأبدية....

وصلوا جميعا الى المشفى مباشرة بعد هبوطهم من الطائرة... دخلوا الى الغرفة التى تقطن بها حورية الجاسر و أطفاله ... زينة و روعة حياته ...

وجدوا حور ممدة على الفراش و بجانبها كلا من سليم و انعام و جاسر وكل واحدا منهم يحمل طفلا في يده....

صرخ حازم بفزع مردفا بدهشة... يخربيتك مين دول

رعد بتحذير... ازعل اوي لو الي فهمته صح

جاسر ببرودة ممزوجة بالفخر... ولادي ولاد جاسر الدمنهوري...

حازم... انت بتتكلم بجد ولا انت خاطفهم و بتشتغلنا ما تشوف حفيدك يا سليم

سليم.. بس يا مجنون انت و هو يلا باركو لصاحبكم ربنا رزقه بتلات عيال مطلعين عيني من ساعة ما وصلوا

ارتمى رعد و حازم في احضان جاسر يعانقان بعضهما بحب اخوى يزينه صداقة لا تذبل حتى بمرور الزمن

رعد... الف مبروك يا غول وتابع بعبث ..بس ايه النظام

حازم بغمزة ماكرة.. لا عجبتني استاذ و رئيس قسم تلاتة مرة واحدة

انتفض جاسر قائلا... الله اكبر قر بقى و ارشق عينك دي لحد ما تجيب اجلي و معرفش اخاوي العيال الغلبانة دي

رعد بمرح... لا اثبت انت لسه عايز تخاوي الله يخربيتك دي الطلعة عندك بتلاتة على ما تخلص تكون البت فرفرة في ايدك ارحم يا شيخ العرب..

عدل من لياقة قميصه قائلا بسخرية.. والله ما حدش طلب رايك على الاقل احسن من ناس ما سمعناش خبرهم لسه

قال الاثنان بصوت واحد .. قصدك ايه

جاسر... معرفش الي على راسه بطحه يحسس عليها

حازم... نعم

سليم... ما بس بقى منك ليه انا مش عارف ايه التربية الزبالة

جميعهم بصوت متشفي ... تربيتك يا سليم

احمرت وجنتي الفتيات خجلا من حديثهم الوقح ... اقتربت نغم من سرير الاطفال تحمل واحدا منهم ذلك الصغير ذو الاعين الزيتونية الشبيهة بوالدته ... تلاعب خده الناعم بحب مردفة بابتسامة....

نغم.. انا هاخد ده ليا يا حور حبيبي يا خلاثي

حور ... ما يغلاش عليكي يا حبيبتي ما انت خالتو

جاسر بانفعال... هو كيس شيبسى دا ابني يا ماما و تعبان فيه

اشتعل وجهها خجلا من كلماته الخبيثة لتتصنع عدم الاهتمام حتى لا تصاب بجلطة بسببه ...

طرق الباب كلا من يوسف .... مروان... مازن... دنيا.. علياء .. يهنئون حور وجاسر بالمولود حتى كانت الصدمة من نصيبهم ايضا...

مازن بذهول... ايه ده مين دول

جاسر بحنق... هو كل ما حد يدخل يسألني من دول يا ناس ارحموني اقسم بالله ولادي انا كده هتنظر و ممكن اروح فيها خفو بقى شويه

مروان وهو يضمه ... ما شاء الله عليهم ربنا يحفظهملك يا وحش

جاسر... حبيبي يا ميرو والله انت الي في القلب

بسمة.. مبروك يا حور كلهم زي القمر ما شاء الله خصوصا البنوتة الحلوة دي انا مش هسبها ابدا

حور... الله يبارك فيك يا سوسو ربنا يسعدك يارب

كان يوسف يقف بعيدا ينظر اليهم بسعادة غامرة ممزوجة بالحب الاخوي فهؤلاء الأطفال هو من اكتشف و جودهم وشهد نموهم داخل احشائها هي اخته الثانية كما أخبرها من قبل ... تحجرت الدموع في عينيه لا احد يعلم مقدار الفرحة التي يشعر بها ... قطع شروده صوت جاسر و هو يربت على كتفه... حاملا احد الصغار مردفا...

.... ايه يا خالو مش ناوي تشيل ولاد اختك

التمعت عيناه بفرح شديد يهتف بحماس كبير و هو يضع الصغير الباكي بين ذراعيه...

يوسف.. جميل اوي ما شاء الله ..

استكان الطفل و هدأ من نوبة صراخه العالية ليردف جاسر بابتسامة محبة.. ده بقى يوسف الصغير

صدمة تعانق على أثرها الواقع باحضان الدهشة ... إشراقات بثت فيه دفئ الشمش من جديد.. لم تسطع دموع عينيه على الصمود فتركت اللجام و نزلت ببطئ مختلط بالابتهاج المهلل فرحا ... كبر جاسر في اعين الجميع بهذا القرار.. ف يوسف يستحق ... لان ما فعله أثمر عن سعادة عائلة بأكملها...

جاسر... انا مهما حاولت اشكرك يا يوسف مش هوفيك حقك بعد ربنا بسببك انا النهاردة مع حور و ده اقل حاجة ممكن اقدمها عشانك

و توجه بنظره الى ذلك الغافي بين يديه كأنه أحس بالحب بمن سميّ بإسمه وتابع قائلا

جاسر... شفت بقى اهو نام و لا كأنه نايم في حضن ابوه

يوسف.. انا مش عارف اقولك ايه يا جاسر دي اجمل هدية جاتلي في حياتي و بالنسبة للواد ده انا هفضل وراه لحد ما يبقى احسن دكتور في الدنيا

صفقت علياء بمرح قائلة. طب والتانين هيتسمو ايه

حور بابتسامة.. الولد سليم و البنت ريتاج

والتفتت الى جدها الذي اقرورق ماء عينيه مردفة بنعومة ... انا معنديش اغلى منك يا جدو

قبل جبينها برقة قائلا ... ربنا يسعدك يا حبيبة جدو

بعد يومان خرجت حور من المشفى بصحبة اطفالها الى قصر الدمنهوري حيث تم تجهيز غرفتهم الخاصة بجميع ما يحتاجونه من مستلزمات حديثي الولادة... كانت غرفة جميلة بمعنى الكلمة... بيضاء ذات ستائر حليبية رائعة... يوجد داخلها ثلاثة اسرة طفولية بأشكال خلابة تخطف الأنظار.... العاب و دمى تغزوها من كل جانب ...

وضعت حور اطفالها على فراشهم بمساعدة انعام التى كانت لا تتركها ابدا و تحاول قدر الامكان ان تجعلها مهيئة للقب الام .... القت نظرة على تلك الكائنات الرقيقة التى نورت حياتها و المفرح في الامر انهم من حبيبها و زوجها جاسر قلبها ... ابتسمت بحنان فقد رزقها المولى بدل الطفل ثلاثة ولدان و صبية في قمة الجمال .. فتلك الصغيرة لها مكانة خاصة لديها فمنذ ان قربتها الى صدرها و اطعمتها احست بشعور لا يصفه قول ... اشاحت بعيناها الى ذلك ذو الاعين الرمادية لا تعلم من اين ورثها و لكن يبدو أن حازم كان له تأثير في حياتهم فقد تذكرت عندما اباحت له عن امنيتها في إنجاب طفل بأعين دخانية ساحرة مثله .. تخللت البسمة شفتيها لتلك الذكرى ...
ما لا يعرف عنه الجميع ان ذاكرتها أُنعشت عندما كانت تصارع الحياة لإخراج ارواحها البريئة الى ضوء الشمس ... سألت الطبيبة وقتها عن ذلك فأخبرتها بأن الضغط الذي كانت تعاني منه قبل الولادة خاصة مع الصداع الذي كان دائما ما يلازمها هو السبب في عودة ذاكرتها من جديد بمساعدة تلك الآلام القوية ...

حمدت ربها كثيرا على هذه النعم التى ترف عليها من كل جانب كالسحب الماطرة في أرض ميتة متصحرة.... رفعت رأسها الى السماء شاكرة..تدعو بدوام الهبة و عدم زوالها ....

احست بيد تمتلك خصرها بحنان .... انفاس ساخنة تلهب بشرة عنقها .. وجه دافئ يمرمغ في خصلاتها ساحبا عبيرها داخل صدره... ابتسمت بحب سرعان ما تحول لخبث و هي تدفعه بعيدا عنها ناظرة اليه بتحدي بالغ يخالطه مكر الأنثى المتوحشة ...

جاسر بخبث... على فكرة المفروض تسامحيني

رفعت حاجبها المنمق مردفة.. و دا ليه بقى ان شاء الله

اقترب منها يحاصرها مسندا ذراعيه على فراش أطفاله هامسا في اذنها بصوت مغري وقح ...

جاسر... تلاتة في واحد

حور بتلعثم.. ابعد عني انا لسه زعلانة منك و اوعى تفتكر اني ممكن اسامحك على الي عملته انا من النهاردة هنام مع ولادي و عمري ماا... ..

ابتلع باقي حديثها في جوفه بقبلة عميقة التقط فيها شفتيها المستفزة في رحلة إلى أعالي جبال العشق يمتص رحيق المكر و الدهاء الموجود في عقلها الذي يسلطها عليه و يحثها على التمرد على فطرة حبهم الخالدة...

نزع شفتيه من بريق كرزيتها المسكر ليرى اندفاع الدماء الى وجنتيها ... يغلي خجلا من هجومه الضاري عليها... احتقن وجه أميرته من فعلته التى كادت تضعفها للحظات .... تحسست تورم شفتيها التى استحالت للون الوردي اثر عبثه معها ...

حور بخجل غاضب... انت ايه الي عملته ده انت قليل الادب و...

اقترب لاصقا جسده بها قائلا بمكر... ها ما تكملي

حور.. احترم نفسك يا استاذ جاسر

اطلق ضحكة رنانة هزت ارجاء قلبها النابض بحروف إسمه مردفا...

جاسر... استاذ ايه مسمعتش و تابع بوقاحته المعتادة
. اومال العيال دي جايبنها ايميلات و شير عبر لاسلكي

لم ترد عليه وانما اشاحت وجهها الذي تحول الى لهيب يحرق وجنتيها الناعمة....

جاسر بخبث ... ما ردتيش يعني يا مدام

ارتفع بكاء الصغار ليضطرب قلبها اقتربت منهم فعلمت من حسها الأموي انهم جائعين ... رمقته بشراسة و اردفت بحدة

حور... اطلع برة عايزة اكل العيال

جاسر بابتسامة ماكرة... طب ما تاكليهم هو انا غريب مش هشوف حاجة ما شوفتهاش قبل كده

حور بصراخ...... بررررره

دوت ضحكاته المستمتعة و بشدة كأن غضبها و خجلها جرعة هيروين تجعل النشوة تسري في خلاياه الوقحة....

بدأ الاستعداد لزفاف دنيا بحماس وشغف رهيب أفراح... زينة... روعة منصة تجمع عروسان جمع بينهما خيوط الغرام المتشابكة بعقد لا تنفك ابدا .. بدا كل شيء كالحلم على سطح القمر المنير مرصع بنجوم البهجة والسرور الدائم... شفاه ترسم البسمة ... حنين ممتلئ بالحب و الحاجة ... نُثر عطر أباطرة العشق في كل مكان .. فهنا نجد ثنائي العشق الاول جاسر... و حوريته الغاضبة من تملكه لخصرها النحيل ... و هناك نرى انبعاث نور الهوى من رقصة الرعد لمناه... و اخيرا عناق الحازم لنغمة حياته ... طفلته الراشدة التى تعلمت اصول العشق و سطرت حروفها على ليلتهم الماضية ...

بسمة و طبيب قلبها... مروان و العنيدة التى اقتحمت جدار قلبه المحصن حاملة لقب زوجة الرائد قبل ايام من اقامة الزفاف....

همس المازن لدنياه بكلمات تقدر جمال طلتها التى سلبت أنفاسه... عشقها الذي بات يتخلل في جسده كعرق اخر له ... ابتسمت بخجل جراء اطراءه المحب ما عادت تحملها الأرض فمن يغازلها هو كوكبها المشاكس ... تمنته في الطفولة .. فحظيت به في الشباب.. لتكتمل سعادة الدنيا بوجود المازن....... أسير حبها.... مصدقة ما تمر به عند ملامسة شفتيه جبينها......

بعد توديع العروسين .... وقف جاسر امام بهو الفندق يبتسم بحب لاثر تلك السيارة التى تحمل من رباها على يده ... و اليوم تزف الى من احبت و عشقت..

.... جدي بيقولك يلا عشان نروح

التفت لتلك الوردة الفضية بثوبها اللامع .. اقترب يهمس امامها بحزن و عتاب ...

جاسر... مش مكفيكي شهر بعيدة عني يا حورية

نعم لقد مر شهر كامل ... تتجاهله تماما.. تنام بغرفة صغارها و تاخدهم باحضانها.... تتعمد التفتيش في جراح الماضي ... جمرات الشوق تحرق كل ذرة من جسده.. يوميا يتسلل الى غرفة أطفاله يسرق بعض اللحظات الدافئة بقربهم ... يشكي لهم تصرفاتها التى تؤلم و تزلزل كيانه... تشعر به كل ليلة و هو يتحدث اليهم بدموع ليث جريح لا يقوى على النهوض ..

امسكت بذراعه تحتضنه اليها و قد التمعت غاباتها الزيتونية ببريق استغربه ... قالت له بصوت حنون رقيق...

حور... تعالى معايا

مشى بجانبها كالمنوم مغناطسيا ... وصلت به امام غرفة بداخل ذلك الفندق الفخم ... فتح باب الحجرة لينصدم من أثر ما يراه من روعة تفوق جمال القمر في ليلة اكتماله ... بستان من الورد المنثور فى كل جوانبها ... اضواء خافتة لا يفهمها الا العشاق المتيمون .... يقسم ان عشقها بات قصائد حب ان لم تكن معلقات تمزق قلبه الى فتات صغيرة تحمل كل واحدة منها حرف من حروف إسمها...... حور

تمعن النظر بها جيدا قبل ان يلتقط ما يحدث رمقها بنظرة عرفتها جيدا ... فقالت و هي تكور يديها على وجهه....

حور... انت كل حاجة ليا يا جاسر حبيبي و ابو ولادي انا قلبي بينبض باسمك انت بس انت حبي الاول و الاخير كل الي كنت عايزاه اني اعلمك درس بس انا مش ممكن ازعل منك ابدا انت روحي و النفس الي بيخرج مني بعشقك يا روح الحورية

جذبها لترتضم بصدره... يدخلها الى اعماق صدره.. يستنشق عطر جسدها الذي حرم منه لشهر كامل ... هامسا امام شفتيها قائلا...

جاسر... انت عشقي عشق الجاسر الي تمكن منه و بقى ادمان انتي جرعة الهيروين بتاعتي يا حورية

خطفها في قبلة بثت الحياة في قلبه الميت منذ اسابيع ... التهم حقه من ثنايا شفتيها.. تلك المتمردة التي اذاقته العذاب أضعاف ... اقسم ان يأخذ حق كل ليلة قضاها بعيدا عن دفئ أحضانها... بعثر مشاعرها ... تحركت يداه تتجول على جسدها بجرأة تفوق توقعاتها لتصدم بعدها شاعرة بنفسها اسفله مجردة من كل ما يستر مفاتنها... شهقت بقوة لكنها سرعان ما فاجئته بجرأتها قائلة وهي تداعب خصلات شعره ...

حور بهمس.... بلاش نظرية تلاتة في واحد

ابتسم بمكر شديد ليرد بوقاحة اكبر... انت تؤمر يا جميل نمشيها اتنين في واحد

خرجت منها ضحكات ناعمة تهلك القديس ليردف بوعيد عابث... هعوض كبت شهر وانت وحظك

سحب الجاسر حوريته الى أعماق بحار عشقه و شغفه اللامتناهي بين مكنونات أحضانها التى ترعش جسده المشتاق لقربها معوضا ما فاته بحب خالص ممزوج بالشراسة المدفونة منذ زمن طويل لتصبح بعدها ضحية الجاسر...............💕💕💕

يوسف ... سليم... ريتاج ... نتيجة عشق الجاسر لحورية قلبه...💖






Continue Reading

You'll Also Like

949K 16.8K 37
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ندى احمد
377K 8.1K 20
وتر القاسم وحش المعمار وحفيد كبير الصعايدة متزوج من حبيبته ولكنها لا تستطيع الإنجاب فيضطر للزواج من أجل إنجاب ولي عهد امبراطورية القاسم هذا ما تعلمه...
818K 17K 64
هى جاءت الدنيا وكتبت على اسمه واصبحت ملكه يحبها بجنون بل تعدى مرحله الجنون والعشق واصبح مهوس بها ولكن هل تعرف هوسه بها سوف نرى ؟؟؟؟؟؟؟؟
462K 7.2K 34
هو السلطان معروف عنه الجبروت و القسوه و الجحود القتل عنده عاده يتعامل مع الجميع حتي اقرب الناس له بقسوه شديده و البرود الجميع يهابوه و يخوفون منه حتي...