🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
.
.
.
.
.
"🧡"
ألحادي عَشرَ مِن آذارْ
.
.
.
إستَيقَظتُ باكِراً ذلِك اليوم فَرِحاً ٬ وَ مُنشرِحَ الفُؤاد
إبتَدأتُ صَباحِي بِسَقيِ شُجَيرَتي الصَغيرة
.
.
كُنتُ حَريصاً علیٰ غَسلِ جَميعَ اوراقِها و براعِمها الجَديدة .. بَدأتُ بالهَمهمةِ بِكلِماتِ قَصيدةٍ قَد أحبَبتُها مُنذُ طُفولَتي ٬ و مَع هَديرِ الماء المُتدفِّق فَوقَ اغصانِها قَد أضافَ لَحناً يُنعِشُ روحِي
.
.
فَتحتُ نافِذَتي مُستَنشِقاً هواءَ أفنوليا الحُلو ٬ حدَّقتُ طَويلاً بتلكَ التِلال الخَضراء ..
.
.
تبَسَّمَ ثغري تِلقائِيّاً بعدَما أدرَكتُ إنَّ هذا ليسَ حُلماً و إنَّني هُنا مِثلَما تَمنَّيتْ
.
.
أسرعتُ لِتبديلِ ملابِسي و مِنْ ثُمَّ إلیٰ الخارِج ٬ كُنتُ مُتيَّماً بِحُبِّ أفنوليا و ما تَحتويه ..
.
.
إختَرتُ العُشبَ علیٰ الطَريق المُعبَّد و بدأتُ السير بينَ الاشجار .. لِهدوء مُحيطي كُنتُ أنصِتُ لِأصواتٍ جَميلة
.
.
حَركةَ الاغصان ٬ نقّارِ الخَشبِ في الاعلیٰ ٬ صوتَ خَطواتي ٬ و هُناكَ صوتاً غَريب ليسَ لِطائِرٍ أو لإنسان
.
.
كانَ صوتاً يُشبِهُ إيقاعِهِ قرعَ الطُبول و تناغُمَ المِزمار و بِهدوءٍ يُشبِهُ آلةَ بيانو وَحيدة أسفَلَ سَقفٍ تُغطِّيهِ الأغصان ..
.
.
تَوقفتُ لِفترة .. ٬ أنصِتُ جَيِّداً لِذلِك الصوت بَغيَّة إتّباعِه
لكِن كانَ من الصعبِ تَحديدَ الإتِّجاه الصَحيح
.
.
كإنَّهُ يُحيطُني مِن إتِّجاهينِ او أكثَر ..
.
.
واصَلتُ السيرَ إلیٰ الأمام ..
.
.
إقتَربتُ جِدّاً مِن ذلِكَ الصوت .. أبعدْتُ الأغصانَ المُتدلِّية بعدَها أخَذتنِي لِما تُخَبِئُ ورائَها
.
.
ما رأيتُ هُناك كانَ أشبَهَ بِرَوضَةٍ مِن رِياضِ الجَنةِ علیٰ الأرضْ ٬ خِلافَ بقيَّة الغابة فَهُنا تتسرَّب أشِعةَ الشَمس بِشكلٍ كَبير لِتَحتضن بِدفئِها أشجاراً ذاتَ لوناً ذَهبيّاً و أغصاناً بِلونَ البُنِّ الفاتِح
.
.
رُغمَ إنّنا لِيسَ بِفصلِ الخَريف لِذا مِنَ الواضِح إنَّها تَلوَّنت بِحُبٍّ و تَميُّز
.
.
و بالأعلیٰ كانَ هناك بيوتاً خَشبيةً صَغيرة تتَجمعُ الطُيور حَولَها بَعضَها فِي الداخِل و أُخریٰ تطيرُ بعيداً ثُمَّ تَعود حامِلةً الطَعام
.
.
و أحجاراً مُلوَنةً قَد ثُقِبَت مِنَ الأعلیٰ لتُثبَت بخيوطٍ رَقيقة علیٰ الأغصانْ ٬ تتَحركُ معَ نسيمِ الهواءِ كُلَّما جاءت الرِياح لِتَعزِف ألحاناً بِترنيماتٍ مُختَلِفة
.
.
كُنتُ أجهَل مَن صَنعَ كُلَّ هذا و ما السبب وراءَ ذلِك ٬ لكِن إمتَلئتُ شَوقاً لمَعرفتِه
.
.
بَلغتُ نِهايةَ الغابة رُغماً عَنّي بِسبب شُعوري بالجُوع ف لَم أتناوَل شيئاً في الصباح
.
.
إرتَفعَ الضَجِيج بِصوتِ المارَّة و طَرقاتِ حَوافِر الخُيول و عَتلاتِ العَرباتْ
.
.
إتخَذتُ طَريقي علیٰ حافَةِ الرصيف أسيرُ بِموازاةِ مَحلاتِ البيع .. فساتين مُزركشة ٬ مُجوهراتٍ ثَمينة ٬ تذكاراتٍ قَديمة و أُخریٰ للكُتُب
.
.
كانَت جَميلةً لِلدرجةِ التي يحتار بِها القلب فيما يَختار ..
.
.
كَما قُلتُ سابِقاً كُنت أتضوَّر جُوعاً لِذا إستَقرَّ بصَري علیٰ محَلٍّ للمُعجَنات .. في الطَرفِ الآخَر و أمامي مُباشَرةً
.
.
هَرعتُ لِهُناكَ مُسرِعاً فَ لَم أحتَمِل تِلكَ الروائِح الشَهيّةَ لِمُدَّةٍ أطوَل .. لِدَقائِق خَرجتُ مَع فَطيرَتين مِنَ الكَرز
.
.
واحِدة لي و الأُخریٰ لِسُوكجِين ..
.
.
خَبأتَها داخِلَ الكِيس و أنطلقتُ مُتوَجِهاً حَيثُ يسكُن
.
.
مَررتُ علیٰ مَكتبةِ الكُتب .. كُنتُ أنوي الدُخول حَتیٰ فاجَئَني صُراخ مَن حولي إضافَةً لِدَفعي بقُوَّة حَتیٰ وَقعتُ أرضاً
.
.
لو لَم أُدفَع قَبلَ لحظات لدُهِستُ بِحَوافِرِ الخُيول حَتماً ..
.
.
" تَنحوا جانِباً "
صَرخَ أحَد الرِّجال بِخَوف ثُمَّ أطاعَهُ الجَميع و تنَحوا الیٰ الجانِب ..
.
.
إستَقمتُ أُبعِد التُراب عَن مَلابِسي وأستَرِقُ النَظر عمّا يَحدُث فَقد إشتَدَّ الزحام كَثيراً إضافَةً لِتعابيرَ الخَوف و الرُّعب لِكُلِّ مَن حَولي ..
.
.
و بِالأخَص للأُمهاتِ و كَيف يُخَبِّئنَ الاطفال بِقدر إستِطاعَتهُن ٬ كانَ الامرُ أشبَهَ بوجود وَحشاً طَليق يأكُلُ الأطفال
.
.
تَراجَعتُ للوراء مَع إنتِشارِ رِجالاً مُسلَّحين بِبنادِقَ طويلة .. يَسيرونَ بإستِقامةٍ و بِبُطئ بينَ كُل فَردٍ مِنَ العامَّة ..
.
.
أصبَحتُ فاتِراً .. لَم افهَم ما يَحدُث .. بقيتُ أتلفَّت بينَ الحِينِ والآخَر ..
.
.
وَسطَ شرودي أُمسِكَ ساعِدي و سُحِبتُ الیٰ الوراء .. أدخَلني أحَدهُم المَكتبة و قامَ بغَلقِ الباب
.
.
إنتَفض قَلبي خَوفاً لِلحَظات .. ٬ حَتیٰ علِمتُ بأنِّي بِخَير و لن أُصيب بِمكروهٍ هُنا بِمجَرَّد النظَر لِوَجه الرجُل و تعابيرهُ التي تَشُعُّ قَلقاً
.
.
لكِن ما أحزَنَني هُوَ إنَّ فطيرةَ سُوكجِين قَد وَقعَت علیٰ الأرض و لَم أرفَعها بعد !
.
.
" بُني أنتَ جَديدٌ هُنا صَحيح ؟ "
تَحدثَ بعد غَلقِهِ للباب بصوتٍ خَافِت .. أومَئتُ بالإيجاب و لَم أتجَرَّأ بِنُطقِ حَرفٍ واحِد
.
.
" أُخرُج مِن هُنا و لا تتَجوَّل بِمُفرَدِك أبداً "
تَقدَّمَ تِجاه رُفوف الكُتُب و أشار إليَّ بالدُخولِ خِلالَ مَمر ضيِّق أسفَلَ الأرض
.
.
أرَدتُ سُؤالَهُ لِما قَد أهرُب و الیٰ أينَ أذهَب لكِن قَد قَرأ تِلكَ التَساؤُلات و أجابَني قَبلَ أن أتفَوَّهَ بِشيء
" فقَط أخرُج مِن هُنا و ستشكُرني فيما بعد "
.
.
هَززتُ رأسي مُوافِقاً و إمتَثلتُ لِطَلبِه ..
ناوَلني شَمعتةً صَغيرة و أشارَ إليَّ بالإستِمرار معَ إبتِسامةٍ مَملوءةٍ بالثِقة
.
.
بِتلكَ اللّحظة قَد شعرتُ بالإختِلاط ما بينَ الخَوف و الإطمِئنان .. كانَ أشبهُ بالجَري في طَريقٍ مَليئٍ بالمَخاطِر لكِنَّكَ توقِن بأنَّكَ بِخَير و سوفَ ينقَشِعُ كُلَّ مَكروهٍ لحظةَ وُصولِكَ لِبُعقةِ النور ..
.
.
كانَتْ نِهايةَ المَمر مُغطَّاةٍ بالأوراقِ الخَضراء ٬ و ما ورائَها كانَ مُفتَرقِ طَريقان ..
.
.
الذي علیٰ اليمينِ لِسُوكجِين و الآخَر يأخُذني للبيت
.
.
مَع مُلاحَظة إختِفاءِ الشَمس وتَلبُّد السَّماء بالغُيوم بَدأتُ بالجَري قاصِداً مَنزِل سُوكجِين ..
.
.
لأنَّني كُنتُ أتوقُ لإخبارِه بِقصَّةٍ ذلِكَ اليوم ..
.
.
تَوقّفت قَدمايَ و إندفَع جَسدي للأمام .. كِدتُ أسقُط لكِن سُرعان ما أعدتُ توازُني و حافَظتُ علیٰ هُدوئي .. جَلستُ مُقرفِصاً جَسدي خَلف الأشجار أستَرِق النَظر مُجدداً
.
.
لَم أكُن واثِقاً بأنَّ ذلِكَ هو مَنزِل سُوكجين لكِن هذا ما أوصَلني إليهِ طَريقَ اليَمين .. إذَن مِنَ المُفترضِ أنَّهُ هُو
.
.
أولٰئِكَ الرِّجال مُجدداً .. مِما حَذرني صاحِب المَكتبة و ما عمَلهُم .. كُلَّ ما هُو مُتعلِّقٌ بِهُم كُنتُ أجهَلهُ حَقّاً .. !
.
.
كُنتُ بإنتِظارِ سُوكجين لِكن ليسَ الآن ٬ أتمنیٰ أن لا يلتَقي بِهِم لسببٍ غيرَ معروف .. و بالفِعل كُلَّ ما حَدث إنَّ أحَدهُم تحَدثَ مع أبيه رُبَّما أخيه لا أعلَم ثُمَّ غادَروا
.
.
إلتَزمتُ الصَمت حَتیٰ هدأت الأرجاء .. بعدَها بدأتُ بالتراجُعِ ..
.
.
تغَلغلتُ بأعماقِ الغابةِ قاصِداً ذلِكَ المكان السِحري ..
و بالصُدفة قَد رأيتُ مَن كُنتُ أبحث عَنه هُناك
.
.
إلیٰ الآن أتذَكر كيفَ كانَت إبتِسامتِه عِندما رآني و كيفَ تحَوَّلت لضَحِكةٍ عَريضة ثُمَّ إلیٰ عِناقٍ دافِئ ..
.
.
في ذلِكَ الوَقت كُنتُ أشعُر بالسُّوءِ رُغمَ إشراقِه .. طالَما كُنتُ مُتفائِلاً لكِن لِلحظة قَد شعَرتُ بالضياع كأنِّي قَد فقَدتُ شيئاً ثميناً .. !
.
.
.
"🧡"
.
.
.
.
.
🍀🌸🍀🌸🍀🌸🍀
🍀🌸 رأيكم بصراحة ؟ 🌸🍀
🍀🌸 be always happy and healthy 🌸🍀
🍀 لوفيوو شوگر'ز 🍭🍀
_♡_