هروَل إلىَ فصلِه بسرعَه.
جونغكُوك كان مُتأخرًا .
دخلَ الصفَ ليرَى معلمَة جديدَه لم يراهَا من قبلْ.
بعدَ صراخها عليِه ثمَ جلسَ بمكانِه.
تلقَى ضربَة قويَه على طاولتِه من معلمتهِ تحثهُ علىَ إخراجِ مادةِ الفيزياَء من حقيبتهِ.
هوَ أخرجَ المادَه الدراسيه و تظَاهر بأنهُ منتبهٌ لحديثهَا.
كمشَ ملامحهُ بغضَب عندمَا رأى تصرفاتهَا تلك.
هِي كانتَ تمشِى بينَ صفوفِ الطاولاَت و تضربُ رؤوسِ الطلاَب بذلكَ المسطرَه الخشبيهَ التِي تقبعُ بينَ يديهاَ.
انتَهى اليومُ الدراسِي بتعَب.
لكِن ما اذهلهُ حقاً هو كيفَ انهُ احبَ مادةِ الأحياء.
لمَ يسبق لهُ ان حصلَ علىَ درجةً كامله فيهَا.
لكِنه بدَأ يحبهَا حقاً.
و على الرغمِ من تلكَ الأحداث البسيطةُ في يومهِ إلا أن يومهُ كان سيئًا .
فقَد شعر بالغرابةِ و الوحدَه ، فقد ارَاد صديقاً يشاركهُ أشياءُه المفضله.
تنهَد ثم مشَى نحوَ المحَل الصغير.
حدَق بالبائعِ العجوز،هوَ في الحقيقه واقعٌ لتجعدَاتِ جلدِه تلك،و إبتسامتِه.
جونغكُوك أرادَ ان يكونَ مثلهُ.
انَ يبتسمْ دومًا كما يفعَل ، لكنهُ كان عاجزًا عن ذلِك .
"أيهَا الصغيِر"
نطقَ بها العجوُز،ليتقدَمَ جونغكوك نحوَه.
"ألمْ أخبركَ أن تبتسِم و إلاَ..."
"ستسقطُ أسنانِي دونَ فائدَه!"
قاطعهُ جونغكُوك بغضب فهذَا العجوز دائمًا يجبره عَلى الابتسَام.
"انتَ صغيرٌ مهذَب".
نطقَ العجوزُ بإبتسامَه.
بخطواتٍ غاضبه و قويَه بدَأ يمشِي داخل المحَل و كأنه يخرِج حزنَه بهذِه الخطوات.
وهذاَ ما وسعَ إبتسامةِ العجوز.
وقفَ امام الرفِ المخصص للمنبهَات.
حدَق بالقهوةِ ملياً ثم جرهُ إليِه.
هوَ قرأ كميةَ كل عبوَه و قارنهَا بأسعارهَا.
لينتشلَ أرخصهَا.
وكَم تمنىَ أن يبكِي علىَ حالهِ هذه.
هوَ بالفعِل يبكِي كلَ مرَه يفعلُ فيها هذِه الأمور هوَ يدرك حينهَا كم هِي مؤلمَه هي حالته .
وضعَ القهوَة امام البائعِ ليخرجَ كل ما بجعبةِ جيبهِ من نقود .
فئاتُ الدولاَرات الممزقَه و فئاتُ الخمسةُ الدولاَر المكرمشَه و العدِيد من السنتَات.
وضعهُم امامَ البائعِ العجوزِ الذي تظاهرَ بالعمَل كي لا يحرجَ الأصغَر.
"خمسُ مئَه و ثلاثُون صحيحَ؟"
أردَف بهاَ جونغكوك ليومِئ العجُوز.
"لا بأسَ ليس عليك.."
قوطعَ حديثهُ جونغكوك الذِي أخرجَ بعضٌ من النقودِ من طياتِ بلوزتَه.
ابتسمَ البائعِ واردَف.
"إبتسم والا ستسقطُ أسنانكَ دونَ فائدَه".
هوَ تجاهَل بائع العجوز ، و لم يكن ذلك مِن شيمِه .
وهوَ الوحِيد الذي يعلمُ كمية الضغك الذي داهمهُ لكِي يفعل الأمر !
لقظ كانَ وحيدًا سابقاً لكن الوحده تبدُو موحشَه أكثر الآن ، حيث أن الجميع حولهُ ثنائي .
.
"أرجوكْ أنَا خائِف"
نطقَ بهِ الصغيِر المتكوِر في طرفِ السرير الأبيَض
"لا عليك "
قالهَا الأكبرُ الذِي يرتدِي معطَف الطبيبْ!
"أرجُوكْ انهاَ تسبب لِي الكثيرَ من الألم،اقتلنِي بدلاً من حقنِي كل يوَم"
الصغِير أردَف.
"ليسَ بعد أيهَا الصغير،أودُ أن تكونَ تجربةً ناجحَة "
الأكبرُ نطقَ بها وهوَ يتلمسُ وجهِ الصغير.
أكملَ قائلاَ
"يمكنكَ التغيبْ عن المدرَسه إذاَ كنتَ تشعرُ بالتعَب بعدَ هذا"
"لاَ أرِيد"
الصغيرُ نطقَ وهوَ يرتجَف.
الأكبرُ رفعَ القميصُ عن بطِن الأصغر الذِي حصلَ
على الكثيرِ من البقَع الناتجَه عن غرسِ الحقَن.
غرسَ الحقنَه بخشونه في بطنهِ الناعِم.
ليكشرَ الآخر وجههُ بألمْ.
خملَ جسدهُ ببطِئ نتيجَة الألمِ الذِي اجتاحهُ فجأه.
"صغِير ، دعنَا نفعلهَا و لتدعُو الإله ان تنجَح هذِه المرَه فهذِه الحقنَه الخامسَه و الثلاثون"
الأكبرُ أردَف و هوَ يشدُ إزارهُ للأسفَل.
" إخضعْ لكي تتجنبَ الألم "
الأكبرُ نطقَ وهوَ يسحبُ إزارُ الأصغرِ إلى الأسفَل.
الأصغرُ وسعَ عيناهُ نتيجَه الألم الذِي ولجَ بداخلِ جسدِه بغتَه ليتأوهَ متألمًا.
سلسلةُ من الأصواتِ خرجتَ من فاهِ الأصغر يليهَا سقوطِه مغشياً عليه.
غطَى الأكبرُ جسدُه ليغطِي الأصغر.
" مشروعي سيكونُ ناجحًا بسببكَ يا صغير"
نطقَ الأكبرُ وهوَ ينظرُ إلى الأصغر الذِي لا حول لهُ و لا قوه .
"أتسآئلُ مدَى شناعةُ والدكَ يا صغير ليرميكَ هنا"
أكمَل "المَال ، انهُ السحرُ الوحِيد"
أمرَ أحدُ الواقفينَ هناك.
"إن تحسنَت حالتهُ دعهُ يخرج"
_____________
سُؤال؛إذاَ شفتُو الإنسانَه اللي ألهمتنِي وش بتقولُون لها؟