صِحَاف وزمر

Galing kay CreativeAcademia

13.3K 1.4K 1K

لأن العلم تراكمي، ولأنه كان لزامًا علينا أن ننقل المعلومة بتصرف، وبرونقٍ إبداعي! صِحَاف وزمر، إنه البوابة ال... Higit pa

|•افتتاحية•|
|•فئة من الذكرى•|
|•دار الخُلاصة•|
|•بين الماضي والحاضر•|
|•دور النشر•|
|• الأدب الاجتماعي •|
|•أدب المسرح•|
|•جائزة نوبل•|
|• كُتّاب الظل•|
|•الرواية والسينما•|
|• فن المقامات•|
|•الأدب الإغريقي•|
|•اليوم العالمي للقراءة والكتابة•|
|°نظرة نحو التابو الأدبي°|
|°ورقة وأخبار°|
|° اليوم الذي تكتب فيه الآلة°|
|°المغزى في الرواية°|
|°شعب من الشعراء°|
|° اليوم العالمي للغة العربية°|
°|الأدب العاطفي°|
°|الكتب الصوتية°|
|•إنّها تحتضر•|

|°أدب الرحلة°|

156 25 51
Galing kay CreativeAcademia

نسيم البحر العليل يتجول في الأرجاء كاسرًا حدّة أشعة الشمس. الرمل يتسلل بخفّةٍ، يدخل إلى نعالنا مسببًا الضيق لنا. صوت موج البحر في مدٍّ وجزرٍ يداعب أسماعنا، وطيور النورس فوقنا تنشدُ لحنًا عذبًا يخدّر حواسنا.

مرحبًا أيها الرفاق، محدثكم اليوم  كوكب الماركيز

رحلتنا اليوم ستكون على متن السفينة التي ترونها أمامكم، سنترحل من الشرق إلى أقاصي الغرب، ثم نصعد شمالًا، ونغادر بعدها للجنوب، يرافق تراحلنا استكشاف نوعٍ عريقٍ من الأدب؛ أدب الرحلة.

هيا، امسكوا أيادي بعضكم البعض، وعاونوا رفاقكم على الصعود!

أدب الرحلة -وكما يظهر من اسمه- أدبٌ يسرد فيه الكاتب ما صادفته من أحداث وأمور في أثناء رحلته، وقد يكون هذا السرد خياليًا، أي أن هذه الأحداث لم تقع.

المستكشفون والمترحلون هم المحرك الأول لهذا الأدب، فقد اهتموا بتسجيل كل ما التقطه بصرهم من مشاهد وأحداث، ومظاهر وعادات، وآثارٍ وثقافات، ودوّنوا كل ما وصل سمعهم من أهازيج ولغات، ومقولاتٍ وآداب، مشكّلين مصدرًا مهمًا للتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع.

تتصف الأعمال المدرجة تحت هذا الأدب باحتوائها على مجموعة من القصص التي يخوضها المترحل، ويخوض الكاتب في تفاصيل جغرافية المناطق، والطبيعة التي تحيط به، وطبائع السكان وأنماط المعيشة، والتراث ومختلف الأفكار والأساطير في المنطقة.

ولو أردنا الابتداء بأهلنا العرب وترحالهم، فسنجد أنهم عرفوا أدب الرحلة منذ القدم، فنجد الأعمال الأدبية تبتدأ من القرن الثالث الهجري مع رحلة السيرافي إلى المحيط الهندي، ورحلة الإدريسي الأندلسي التي جمعها في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، تتلوها رحلاتٌ توزعت في شتى أقطار الأرض على مدى السنين، فهذا الرحالة البيروني الذي نقل تجربة رحلته إلى الهند، ورحلات ابن جبير الأندلسي.

وبالتأكيد لن ننسى أعظم رحالةٍ عربي، ابن بطوطة الذي تنقل على مدار سبعة وعشرين عامًا، فقد خرج صديقنا من مدينة طنجة في المغرب إلى شتى بقاع الأرض، فطاف مصرًا، وبلاد الشام، والحبشة، والحجاز، والعراق، وبلاد فارس، واليمن، وعُمان، والبحرين، وتركستان، وبلاد ما وراء النهر، كما زار الهند والصين وبلاد التتار وأفريقيا.

وعندما عاد ابن بطوطة إلى مسقط رأسه -المغرب-، روى رحلته وتفاصيلها على محمد الكلبي، الذي جمع هذه الأحداث في مؤلف واحد، تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، الذي ترجم إلى عدة لغات، حتى صار يُلقب بأمير الرحالة المسلمين الوطنيين.

"من طنجة مسقط رأسي، يوم الخميس 2 رجب 725 هـ / 1324م، معتمدا حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، منفردا عن رفيق آنس بصحبته، وراكب أكون في جملته، لباعث على النفس شديد العزائم، وشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الحيازم. فحزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نَصَباً".

- من رحلة ابن بطوطة إلى مكة المكرمة.

وقد وصف رحلاته بالشديدة الصعبة حين قال: "رحلت وحيداً. لم أجد أحداً يؤنس وحدتي بلفتات ودية، ولا مجموعة مسافرين أنضم لهم. مدفوعا بِحكمٍ ذاتي من داخلي، ورغبة عارمة طال انتظارها لزيارة تلك المقدسات المجيدة قررت الابتعاد عن كل أصدقائي، ونزع نفسي بعيداً عن بلادي. وبما أن والديَّ كانا على قيد الحياة، كان الابتعاد عنهما حملاً ثقيلاً علي. عانينا جميعاً من الحزن الشديد".

والجدير بالذكر أن إنجازات هذا الرحالة لم تتوقف، ففي عام ٢٠٠٣ تم إطلاق جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وتختص الجائزة بخمسة مجالات، وهي تحقيق الرحلات، الدراسات في أدب الرحلة، الرحلة المعاصرة، الرحلة الصحفية، واليوميات.

وإذا حركنا دفّة سفينتنا غربًا، نرى الأوروبيين الذين اهتموا بالترحال، خاصةً في عصر الاستكشاف والتوسع الذي مرت به أوروبا. ومن أشهرهم الكاتب الكبير، وأعظم الكاتبين في العصر الفيكتوري، تشارلز ديكنز الذي سرد أجزاء من تنقلاته بعد مزجها بخياله الجذاب، ومحاكاته للواقع الذي يعيش فيه، فكانت كتبه ورواياته محط أنظار العالم أجمع. إضافة إلى تشارلز، يلمع الكاتب مارك توين وروايته مغامرات توم سوير، وإرنست همنغواي صاحب عدة أعمال تروي بعض ما عاصره في ترحله ومشاركته في الحرب العالمية، جول ڤيرن وروايته حول العالم في ثمانين يومًا، وأخيرًا الكاتب الذي قد يكون الأكثر شهرةً في هذا المجال، ماركو بولو الذي له كتاب يحمل اسمه.

أنا سندباد المغترب..

أبعد، أبحر، أقترب..

سندباد لا يخاف، سندباد..

وإن استرجعنا ذكرياتنا الطفولية، سنتذكر سندباد الذي سافر وواجه المصاعب والأهوال وقاتل الوحوش، روبنسون كروزو أو كما عرفناه على شاشات التلفاز باسم فلونة، العائلة التي تضيع في البحر وترسو على جزيرة ويواجهون تحديات عديدة، وغيرها من قصص الرحلات الممتعة.

يزداد ارتطام الموجات، وغوغاء البحر لا ينذر بخير.

تشبثوا جيدًا، عاصفةٌ هوجاءُ في طريقها إلينا!

أدب الرحلة تراجع بشكلٍ ملحوظ في ابتداء من القرن العشرين؛ لأن السفر والترحال صار بمتناول الجميع، ناهيكم عن التطور التكنولوجي، فصرنا نعرف أحوال البلدان، وتاريخها، وحضاراتها، ومعالمها وأشد تفصيلاتها، على مختلف الوسائل المرئية والمسموعة كالتلفاز والمذياع والشبكة العنكبوتية، فصار الرحالة القديم يساوي السائح الآن.

هل أنا وحدي من يشعر برغبةٍ جامحة لكتابة قصةٍ عن رحلتنا هذه؟

الراغب في كتابة هذا الصنف من الأدب، عليه مراعاة نقل الحقيقة خاصةً عند الحديث عن تاريخ الشعوب وحضاراتها، فلا يشوّه صورةَ شعبٍ ولا ينحاز إلى عرقٍ لأي سبب؛ فقد لوحِظ انحياز الأوروبيين في بعض أعمالهم، وتفضيلهم عرقهم على غيرهم، أو تفضيل العرق الأبيض على الأسود. كما يُنصح بالإكثار من تفاصيل المكان، والمظاهر الجغرافية والزمانية والطبائع السكانية، حتى يستطيع القارئ الانسجام مع القصة؛ بحيث يتخيل نفسه يسير في أرجاء البلدان وأزقتها.

وبشكل عام، يغلب على أدب الرحلة عنصر السرد؛ حيث يتكلم البطل ويصف ما مرّ به، تتخللها حوارات جدية تارةً، وفكاهية تارةً أخرى، فيتذوق القارئ حلاوة النص وجمال المعنى.

الآن أيها الركاب الشجعان كي نصل إلى بر الأمان، وننقذ أنفسنا من مزاج البحر السيء، سنحتاج أن نكثف تعاوننا، هذه أسئلة، أجوبتها هي مفتاح النجاة، لذا أجيبوا حتى نعود بسلام:

- هل سبق وقرأتم رواية تصنف تحت أدب الرحلة؟

- ما هو برنامجكم الكرتوني المفضل الذي كان يتضمن رحلات ومغامرات؟

- وما رأيكم بتأثير التطور التكنولوجي على التجربة السياحية والترحال؟

• • •

فريق الإبداع يتمنى لكم يومًا طيبًا وتذاكر لزيارة كل البلدان 😉⁦❤️⁩

كتبه العضو: كوكب الماركيز

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

3.8K 458 11
كان يبتلع كل شيءٍ أمامه ، حتى الضوء والصوت ولم يسلم منه الزمن أيضا . وقف ذلك الفتى أمام الهلاك مستسلما للقدر وقال في نفسه : " حتى لو هربت إلى آخر ال...
562K 15.3K 50
المُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظر...
551K 28.3K 53
فتاة بسيطه الحال شاء القدر ليغير حالها وتهب الرياح بما لاتشتهي السفن.. وينتهي بها في مطبات ضيقه ويصعب الخروج منهاا... فتعاني وتعاني لتخرج ع واقع...
202K 6.5K 55
اول رواياتي"معذورة لو تكبرت مغرورة يا بخت الغرور" أُفضل عدم التصريح عن اسمي الحقيقي"الاسم مُستعار" الانستا:p12t.s الكاتبة:الشيهان العُمر✍️