صِحَاف وزمر

|•جائزة نوبل•|

تُعَدّ جائزة نوبل واحدةٌ من أرفع الجوائز العالميّة التي يطمح الجميع من المتميزين للحصول عليها.
وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى الصناعي السويدي (ألفريد نوبل)، الذي اخترع الديناميت، وأوصى قبل أن يموت بأن يتم منح جائزةٍ باسمه للمتميزين في حقول الكيمياء والفيزياء والسلام والأدب وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، وسجّل وصيته وقتها في النادي السويدي النرويجي، في السابع والعشرين من تشرين الثاني، من عام ١٨٩٥ م.

وهكذا أصبحت جائزة نوبل جائزةً سنويةً تُمنَح لست قطاعاتٍ من قبل المؤسسات السويدية والنرويجية، حيث أُضيف إليها أيضًا قطاع الاقتصاد، وتُمنح تقديرًا للمثقفين والأكاديميين والعلماء الذين بذلوا جهودًا لأجل تحقيق التقدّم، ويُقام حفلٌ سنويّ ضخمٌ لتسليم الجوائز في السويد، باستثناء جائزة نوبل للسلام التي يتم تسليمها في النرويج.

أُقيم احتفال تسليم جائزة نوبل لأول مرةٍ في الأكاديمية الملَكية الموسيقية في السويد، وتحديدًا في مدينة ستوكهولم، وذلك في قطاعات الكيمياء والفيزياء والآداب والطبّ في عام ١٩٨١ م، وفي العام التالي قام ملك السويد بتسليم جائزة نوبل بنفسه لمن يستحقها، وفي البداية كان الملك (أوسكار) آنذاك مترددًا في تسليم الجائزة لأشخاصٍ غير سويديين، لكنّه أدرك حجم الدعاية العالمية لهذه الجائزة والتي تعود على السويد بالنفع، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت جائزة نوبل تُسلّم في احتفالٍ مهيبٍ في العاشر من كانون الأول من كل عام، فيما تُعلن أسماء الفائزين في شهر تشرين الأول من نفس العام من قبل اللجان المتخصصة في تحديد مستحقي الفوز، علمًا أن يوم العاشر من كانون الأول هو يوم وفاة الصناعيّ السويدي ألفريد نوبل.

تكون الجائزة عبارةً عن شهادة تقدير وميدالية ذهبية ومبلغ من المال، ويُساوي المبلغ المالي خمسة ملايين كرونه، وهي العملة السويدية، وتُعادل قيمة الجائزة مليون دولار أمريكي، أما عن طريقة الحصول على الجائزة فيكون بالترشّح إليها أولًا، ويكون الترشح للأشخاص الذين على قيد الحياة، ويُمكن الفوز والترشح بالجائزة أكثر من مرةٍ لنفس الشخص، وحتى نهاية عام ٢٠١٨ فاز بجائزة نوبل سبعٌ وعشرون مؤسسةً، وثمانمئة وأربعة وأربعون رجلًا، وتسع وأربعون امرأةً.

- جائزة نوبل في الأدب:
هي جائزةٌ سنويةٌ تُمنح منذ سنة ١٩٠١ م لكاتبٍ قدّم خدمةً كبيرةً للإنسانية من خلال عملٍ أدبيّ وأظهر مثاليةً قويةً -حسب وصف (ألفريد نوبل) في وصية المؤسسة لهذه الجائزة-.

تفتح الجائزة الأعرق والأكثر إعلاميةً وشهرةً في العالم، للفائز بها أبواب العالم وتسَلِط الضوء على المؤلف وعمله، ما يتيح له ترويجًا على نطاقٍ عالميّ واعترافًا دوليًا ومبلغًا ماليًا وافرًا.

تكرم الجائزة أساسًا الروائيين والشعراء والكُتاب المسرحيين، غير أن قائمة الفائزين تشمل أيضا ثلاث فلاسفةٍ (رودلف أوكن، هنري برجسون وبيرتراند راسل)، ومؤرخ ورجل دولةٍ لخطاباته السياسية، وفي عام ٢٠١٣ أصبح (آليس مونرو) أول كاتبٍ شبه متخصصٍ في القصص.

وتأخذ الجائزة في بعض الأحيان أبعادًا سياسيةً، كالوقوف في وجه الدول الشمولية؛ فقد فاز بالجائزة عدة كتابٍ منفيين أو معارضين ممنوعين من النشر في بلدانهم. 

واعتبارًا من عام ٢٠١٧ تم منح جائزة نوبل في الأدب إلى مائةٍ وأربعة عشر شخصًا. في جائزة عام ١٩٥٨م، أُجبر (بوريس باسترناك) المولود في روسيا على رفض الجائزة علانيةً تحت ضغطٍ من حكومة الاتحاد السوفييتي، وفي عام ١٩٦٤م عُرف (چان بول سارتر) أنه الشخص الوحيد الذي رفض جائزة نوبل في الأدب؛ لأنه رفض باستمرار جميع الألقاب الرسمية والجوائز في الماضي، ومع ذلك، لا تعترف لجنة نوبل بالرفض، وتشمل باسترناك وسارتر في قائمة الحائزين على جائزة نوبل.

حصلت أربع عشرة امرأةً على جائزة نوبل في الأدب، أكثر من أي جائزة نوبل أخرى باستثناء جائزة نوبل للسلام، فكانت هناك أربع حالاتٍ تم فيها منح الجائزة لشخصين، وكانت هناك ثماني سنواتٍ لم تُمنح فيها جائزة نوبل في الأدب، وتعتبر فرنسا أكبر حائزٍ على جائزة نوبل في الأدب حيث حصلت على أكثر من ست عشرة جائزة، تليها الولايات المتحدة باثنتي عشرة جائزة، ثم المملكة المتحدة بأحد عشرة جائزة.

جائزة عام ٢٠١٨ تم تأجيلها إلى عام ٢٠١٩ م بعد فضيحة مزاعم سوء سلوك جنسي أدّت لاستقالة عدد من أعضاء مجلس الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة، وقالت أنها تسعى لمنح جائزة هذا العام خلال حفل عام ٢٠١٩.

• • •

كتبه العضو: أفروديت.