|•اليوم العالمي للقراءة والكتابة•|

174 25 21
                                    

عاشقو القراءة والكتابة من كل بُقعةٍ في العالم!
تسلّحوا بالكُتب، الدفاتر والأقلام؛ فالقادم يستلزِم هذا، معي أنا «أفروديت دو ريتشي» سأُبحِر وإياكُم في عالم الحروف والكلمات، سآخذكم لأكثر الفعاليات تمجيدًا للقراءة والقُرّاء، للكتابة والكُتّاب، ولطالبي العلم والمثقفين من كل حدبٍ وصوبٍ.

لا شكّ أن القراءة فعل حضاريّ راقٍ، والكتابة قيمة ثقافية كبيرة، لكن الفعل والقيمة لا يكونان فاعلين ولهما قيمة كبيرة ما لم يؤسَس الجيل الذي يقرأ ويكتب ويحتفي بالكتاب والكلمة المقروءة.

وهذا أمر لا نشعر بمدى أهميته في معظم بلدان العالم؛ لأن القراءة والكتابة صارت من أبجديات الحياة ومسلّماتها، لكن تظهر الحاجة إلى تتبعه في مجتمعات ما زال أطفالها يشبّون بلا تعليم، وما زال شبابها يهرمون دون أن يُبحروا في السطور.

ومِن هذا المُنطلق كان اليوم العالمي للقراءة والكتابة، وإذا ألقيتُم نظرةً عن قربٍ لهذا اليوم المُميز، ستجدون أنه:
أحد مشاريع مجموعة «تعليمٍ بلا حدود»،  يهدف إلى إعاده تشجيع القراءة وسط الشباب، وجعلها قيمة متجذّرة في المجتمع، و جعل القراءة في الأماكن العامة عادةً طبيعيةً وليس شيئًا مستهجنًا، وتحفيز كافة الشرائح الإجتماعية على القراءة، وتعزيز روح المشاركة الفعالة لدى القراء.

حيث كانت الانطلاقة الأولى لهذا اليوم الحماسيّ ضمن أول وأكبر فعاليةٍ للقراءة في «السودان»،  شارك فيها أكثر من خمسة آلاف شابٍ وشابةٍ في ثلاث فعاليات سابقة، حيث كانت بداية الفعالية من خلال شبكة التواصل الإجتماعي (الفيسبوك)  من خلال نقاش تم ابتداره في (مجموعة تعليم بلا حدود)، لكنه سرعان ما تحمس الشباب للفكرة، وعملوا على إنجاحها، وتحقق اليوم على أرض الواقع، كل شخصٍ أتى بكتابه، جلسوا في حلقات دائريةٍ، البعض الآخر فضّل الاستلقاء على العشب، كتبٌ ومطبوعاتٌ كثيرة حملتها الأيدي، كانت القراءة حرّة وصامتة، عكست الاختلاف الصحي والتنوع الثقافي والأيديولوچي للشباب، إذ كانت الفعالية الأولى في السادس من أكتوبر عام ٢٠١٢ـم،  جاء عدد كبير من الشباب من أجل إحياء قيمة القراءة تحت شعار ( نقرأ لنرتقي ).

«ولأن القراءة والكتابة من أحب الأمور لقلوب المُعظم منا، وبعد نجاح الفعالية الأولى؛ انطلقت الثانية بتاريخ الثالث والعشرين من أبريل عام ٢٠١٣ـم، وأتت هذه المرة متزامنةً مع «اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف»، إذ يُصادِف الثالث والعشرين من أبريل من كل عامٍ، وهو اليوم الذي يُصادف رحيل الشاعر «وليام شكسبير» والشاعر الإسباني «ميغل سيرفنتس»، وغيرهم من الأدباء.

وجاءت هذه الاحتفالية بمبادرةٍ أطلقتها منظمة اليونيسكو عام ١٩٩٥؛ حيث خصّصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يوم الثالث والعشرين من أبريل يومًا عالميًا للكِتاب وحقوق المؤلف، ولأن ملايين الناس يحتفلون بهذا اليوم في أكثر من مائة بلدٍ حول العالم في إطار الجمعيات والمدارس والهيئات العامة والتجمعات المهنية والمؤسسات الخاصة، لذا نجح اليوم العالمي للكِتاب وحقوق المؤلف خلال هذه الفترة الطويلة في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافية، لصالح قضية الكِتاب وحقوق المؤلف، فقد أتاحت لهم هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكِتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه، وأعني بذلك: الكِتاب بوصفه وسيلة للتعبير عن القيم وواسطة لنقل المعارف، ومستودعًا للتراث غير المادي، ونافذة يستشرفون منها على التنوع الثقافي، ووسيلة للحوار، وثمرة لجهود مبدعين يكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم.

صِحَاف وزمر Where stories live. Discover now