كن خائنا تكن اجمل

By HaboOoshy

65.5K 2.1K 150

بقلم عبدالرحمن مروان حمدان More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١

١٤

1.7K 66 2
By HaboOoshy

الواتس اب..
أمسك عبدالله هاتف روان ذات ليلة بعد أن ذهبت لتستحم
و بدأيتفحص تطبيق الواتس اب و يقرأ المحادثات واحدة تلو الأخرى ..
يبحث عن أي طرف خيط يدله على رفيقة السوء التي كانت تعبث في تفكير زوجته و تُعلمها التحايل عليه..

و بينما هو يتنقل من محادثة إلى أخرى سريعاًوجد رقماً غريباً لم يُخزن اسم مالكه على هاتفها مكتوب عنده ..
"ليش بطلتي تردي ؟!"
ففتح عبدالله المحادثة ليتفحصها لعل مرسلتها هي الشخص
المطلوب القبض عليه..

فتح تلك المحادثة و يا ليته لم يفتحها ..
فقد فتح أبواب جهنم دون أن يقصد ..
فتح قبره بيديه و شهدت على ذلك عينيه ..
حيث كانت تنتظره جمل عاشق ملهوف كتب إليها :
"وينك روان ؟!
حبيبتي وينك ؟!
ليش بطلتي تردي علي ؟!
اشتقتلك أنا
ليش بطلتي تردي ؟! "

كانت كل جملة منها مرسلة إلى الهاتف في يوم مختلف
و كانت آخر رسالة منذ أسبوعين..

لم يصدق عبدالله عينيه..
فعاود قراءة تلك السطور أكثر من عشرين مره..
ولكن لم يتغيرشيئاً !!

واضح أنها من عاشق ملهوف و ليست من صديقة..
تمنى أن يكون هنالك لبس في الموضوع ..
لابد أن هنالك تفسير لهذه الرسائل أو أنها وصلت هاتفها بالخطأ !!
ولكن إحدى تلك الجمل ذكر اسمها فيها و بالتالي هي ليست رسائل خاطئة.. بل هي رسائل الخطيئة..

ترك عبدالله الهاتف و أعاده مكانه و كأن شيئاًلم يكن..
و خرج فوراً من المنزل يقود سيارته كالمجنونهارب من الموت إلى الموت ،يفكر و يفكر و يفكر و يبحث عن تفسير
أو عذر أو مخرج منطقي لمحبوبته السمراء..
الا أنه لم يجد أي مخرج نظيف لها..

ضل يقود سيارته إلى حيث لا يعلم لأكثر من ساعتين،
حتى وجد نفسه في مدينة أخرى لا يعلم ما هي ..
فاستعان بخدمة الخرائط في هاتفه حتى يستطيع العودة لمنزله ..
لم يكن قد قرر ماذا سيفعل و كيف سيتصرف !!
ولكن ما قرر فعله مبدئياً هو أن يصور ما رآه و يحتفظ به في هاتفه حتى لا تحذفه من هاتفها و تنكر كل شيء فيما بعد..
و بالفعل عند عودته إلى المنزل كانت روان تغط في نوم عميق..فقد كان الوقت حينها قد قارب الفجر..

فأخذ هاتفها دون أن تشعر و فتحه و صور تلك الرسائل الغرامية و رقم مرسلها و احتفظ بهم في هاتفه ، ثم أعاد هاتفها إلى مكانه ..

و ذهب إلى سريره محاولاًالنوم في يوم لن تعود بعده الحياة كما كانت قبله..

مر يوم و يومين و ثلاثة و عبدالله يتجنب الجلوس في المنزل،فما يلبث يعود إليه ليتناول مع أطفاله و زوجته طعام الغداء حتى يرتدي ثيابه معلناً اضطراره إلى الخروج لإصلاح شيء تعطل في محرك سيارته ، فتودعه روان دون أن تعلم بأن ما تعطل فعلياهو محرك نبضات قلبه ..
محرك الدم في شرايينه و روحه و حبه ..
ما تعطل هو الثقة التي يراها أمامه تختنق و تموت برصاصات الغدر و الخيانة دون أن يجد لتلك الرصاصات
أي سبب أو عذر أو تفسير..

وبعد أيام و تفكير قارب الأسبوع ..
قرر ذلك المسكين ذو القلب المفجوع أن يتصرف بأخلاقه
و أصله مع من لا أخلاق لها ولا أصل..
فقد قرر أن يحجز لها و لطفليها تذاكر سفر للعودة إلى الأردن ،ليعود معها هناك و يطلقها دون أن يبدي الأسباب
و أن يستر ما رآه منها و أن يتحمل هو اللوم و القيل و القال التي ستتبع طلقهما على أن لا يفضح زوجته و معشوقته و أم أطفاله..

وبعد أن حجز تذاكر السفر و عاد لمنزله ..
فاجأها بطلبه منها بأن تعد حقائب السفر ليوم الجمعة القادم
فهم ذاهبون للأردن في إجازة ..

فسألته ببراءة " ليش يا بيضتي مسافرين هيك فجأه ؟!
في اشي خوفتني ؟!!"

فأجابها بأنهم ذاهبين لقضاء إجازة بسيطة ..

فسألته كم مدتها حتى تعلم كم من الثياب يجب عليها أن تضع في الحقائب ؟!!

فرد عبدالله بوجه لم يستطع أن يخفي حزنه و انكساره:
" كل اشي بتقدري تاخدي معك خديه لانو يمكن اطولوا كتير هناك " ..

هنا أيقنت روان بأن هنالك خطب ما ..
هنالك شيء غير مفهوم و سبب خفي مقلق لهذه السفرة المفاجئة ؟!!
فذهبت إلى عبدالله وبدأت تُلح عليه بالأسئلة مصممةً على أن تعلم السبب الحقيقي لتلك الرحلة المفاجئة ؟!
و تحت شدة إصرارها و شدة وقاحتها و تظاهرها بالبراءة
و الحب ..استسلم عبدالله قائلاً لها :
" دقيقه بس ، بدك تعرفي ليش بدنا انسافر ؟!
اعطيني تلفونك أفرجيكي "

و فتح هاتفها على تلك الرسائل و أعطاه لها قائلاً :
"عشان خاطره حرام إلو زمان ما سمع صوتك و اشتاق إلك كتير يا حبيبته !!
أنا مش من عوايدي أحرم العشاق من بعض،
عشان هيك بدنا نرجع عالأردن عشان ترجعيلو ،
حرام الزلمه عم يتعذب..
اقرأي قديش بحبك و قديش اشتقلك "

هنا رفعت روان حاجبيها بدهشةو لم تستطع أن تنطق بأي حرف و لم تتوقع أن يحدث هذا أبدا..
توسعت حدقات عينيها كمن يشارف على الموت ..
كمن تخرج منه روحه للقاء خالقها و يصرخ متألماًو لكن دون
صوت..
أدارت روان وجهها بسرعة و صارت تحذف بتلك الرسائل في هلع شديد..

فسألها عبدالله بصوت مرعب وهو يستشيط غضبا :
" ومين هو حبيب القلب ؟!
ما بدك اتعرفينا عليه ؟!
مين هو هاد العاشق الولهان !!"

إلا أن روان ردت بصوت خافت لا يكاد يسمع ..
يملأه الخوف و الهلع الشديد..
"ما بعرف ، هاد رقم غريب ما بعرفه ؟!"

فرد قائلاً:" ولكنه ذكر اسمك و بهذا فهو يعرف اسمك جيداً
و يحبكجيداً أيضاً..

تركها عبدالله في خوفها و خزيها و عارها
و خرج من المنزل خشية أن يفقد أعصابه ،
وليتجنب أشياء أخطر قد تحصل في مثل تلك المواقف،
ولم يعد حتى منتصف الليل بعد أن نام الجميع..

و في اليوم التالي بعد عودته من عمله استقبلته روان كما تفعل عادةًمدعيةً البراءة و الحب..
ولكنه لم يرد ولو بكلمة واحدة على أي من أسئلتها
و عباراتها..

فجاءته بعد الغداء بصيغة المعاتبة و بقالب المرأة الواثقة من نفسها قائلة له :
كيف حكمت بأن صاحب الرقم هو شاب ؟!

فأجابها بأن ذلك واضح من صيغة الكلمات..
فقالت له ذلك ليس صحيحاً..
لقد ظلمتني و كأنك متأكد فكيف تشك بي إلى هذا الحد
و تكون متأكداً إلى تلك الدرجة ؟!

فقال لها لا داعي للكذب ، لقد اتصلت بالرقم و قد أجابني شاب..

هنا أجابته بثقة مطلقة :
" لا يا عبدالله لم تفعل ذلك ، لا تكذب علي ، أنت لم تتصل
بصاحب الرقم و لم تتأكد هي مجرد شكوك فقط. "

فنظر لها بتعجب شديد من أين لها كل تلك الثقة و مالذي غير حالها و قلبها رأساً على عقب..

ترى ما الحيلة الجديدة التي ستحاول إقناعه بها هذه المرة لتنقذ نفسها من هذا الموقف؟!!

قال لها و بصوت ساخر : إذا من يكون صاحب الرقم السيد العاشق الولهان ؟!!

فأجابته بابتسامه خائفة تحاول أن تبدو واثقة و لكنها مفضوحة : هي أختي نهاية. "
كانت تحاول معاكستي من رقم غريب لتمازحني فقط..

فنظر لها عبدالله بغيظ و قهر شديدين من مستوى جرأتها في الكذب و وقاحتها و قال :
" إذاً أعطني الهاتف لأرى الرقم و أهاتفه و أتأكد بأنه أختك
نهاية"

فردت بأنها لا تملك الرقم فقد حذفته و حذفت كل الرسائل
و انتهى الموضوع..

لكن تلك الأكاذيب لم تدخل عقل عبدالله و لم يقتنع بكلمة منها و لم يفكر بها أيضاً..
بل ضل على موقفه و هو طلاقها و الابتعاد عنها و لكن دون
فضحها..

مرت أيام الأسبوع يومابعد يوم و روان تحاول كل يوم تلطيفالأجواء و استعادة عبدالله.. 
ولكن من يستطيع تجميع لوح من الزجاج إذا كسر ،
هو فقط من يستطيع استعادة ثقة إنسان لم يذنب بشيء
و مع ذلك خسر..

و قبل السفر بثلاثة أيام فوجئ عبدالله بزيارة من أخيها إليهم قادماًمن عمان..فاستضافه و رحب به...

سألها عبدهللا كيف طلبت من أخاك أن يأتي دون أن تستأذني مني..
ولكنها أنكرت بأنها قد كلمته أو رتبت معه أي شيء
و أن قدومه هو محض صدفة..

و بعد أن استضافه و تناولوا طعام الغداء سوياً
فوجئ عبدالله مرةً أخرىبها و قد أعدت حقيبة كبيرة من الأمتعة و هي تناولها لأخيها علاء ليحملها نيابة عنها لتعود معه إلى الأردن !!

فخاطبها عبدالله متعجباً سائلاً إياها : "و ماذا عن أطفالك؟ "  حجزنا بعد ثلاثة أيام لنذهب بعدها معاًإلى الأردن ،
فلما رتبت كل هذه الترتيبات دون علمي..

فأجابته باستهزاء لأول مرة في حياتها :
" سأتغدى بك قبل أن تتعشى بي"
ألست تريد طلاقي و لم تعد تريدني ؟!
إذا هؤلاء هم أبنائك فتصرف معهم كما تشاء
أما أنا فقد قررت العودة مع أخي اليوم..

وجد عبدالله نفسه في صدمة و مأزق كبيرين..
سقط القناع أخيراً .. تحدث الشيطان في داخلها،
ولم يعد الشيطان يخشى أن يظهر على حقيقته بعد اليوم.

فها هي تتخلى حتى عن أطفالها و تستخدمهم كورقة للضغط على عبدالله للعدول عن رأيه..
فما الذي يستطيع فعله عبدالله في هذا الموقف المفاجئ ؟!
ما الذي يستطيع فعله ذلك المسكين الذي لم يتبقى في ظهره مكان لطعنة أخرى من طعنات غدر تلك المرأة !!

فما يلبث أن يعاملها بحسن نية و بمعروف و ما تلبث هي أن تكيد له و تخطط للقضاء عليه..

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

550K 14.9K 49
المُنتصف المُميت!! أن تفقد القدرة على الأبتسامة من القلب، فلا تملك سوى أبتسامة المهرج " الأبتسامة الضاحكة الباكية " المُنتصف المُميت!! أن تُجبرك الظر...
514K 28.6K 68
إن كنت صديقي.. ساعدني كي أرحل عنك.. أو كنت حبيبي.. ساعدني كي أشفى منك لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً ما أحببت لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ...
541K 27.7K 53
فتاة بسيطه الحال شاء القدر ليغير حالها وتهب الرياح بما لاتشتهي السفن.. وينتهي بها في مطبات ضيقه ويصعب الخروج منهاا... فتعاني وتعاني لتخرج ع واقع...
731 74 9
ان تُحب فلسطينية يعني انك وقعت في نوع خاص من الحب الفريد الذي ارتضيت فيه، أن تكون وطنًا لقلب اختار إغترابه وأعلن انه سيستوطن قلبك أنت... وعليك أن تت...