١٤

1.7K 66 2
                                    

الواتس اب..
أمسك عبدالله هاتف روان ذات ليلة بعد أن ذهبت لتستحم
و بدأيتفحص تطبيق الواتس اب و يقرأ المحادثات واحدة تلو الأخرى ..
يبحث عن أي طرف خيط يدله على رفيقة السوء التي كانت تعبث في تفكير زوجته و تُعلمها التحايل عليه..

و بينما هو يتنقل من محادثة إلى أخرى سريعاًوجد رقماً غريباً لم يُخزن اسم مالكه على هاتفها مكتوب عنده ..
"ليش بطلتي تردي ؟!"
ففتح عبدالله المحادثة ليتفحصها لعل مرسلتها هي الشخص
المطلوب القبض عليه..

فتح تلك المحادثة و يا ليته لم يفتحها ..
فقد فتح أبواب جهنم دون أن يقصد ..
فتح قبره بيديه و شهدت على ذلك عينيه ..
حيث كانت تنتظره جمل عاشق ملهوف كتب إليها :
"وينك روان ؟!
حبيبتي وينك ؟!
ليش بطلتي تردي علي ؟!
اشتقتلك أنا
ليش بطلتي تردي ؟! "

كانت كل جملة منها مرسلة إلى الهاتف في يوم مختلف
و كانت آخر رسالة منذ أسبوعين..

لم يصدق عبدالله عينيه..
فعاود قراءة تلك السطور أكثر من عشرين مره..
ولكن لم يتغيرشيئاً !!

واضح أنها من عاشق ملهوف و ليست من صديقة..
تمنى أن يكون هنالك لبس في الموضوع ..
لابد أن هنالك تفسير لهذه الرسائل أو أنها وصلت هاتفها بالخطأ !!
ولكن إحدى تلك الجمل ذكر اسمها فيها و بالتالي هي ليست رسائل خاطئة.. بل هي رسائل الخطيئة..

ترك عبدالله الهاتف و أعاده مكانه و كأن شيئاًلم يكن..
و خرج فوراً من المنزل يقود سيارته كالمجنونهارب من الموت إلى الموت ،يفكر و يفكر و يفكر و يبحث عن تفسير
أو عذر أو مخرج منطقي لمحبوبته السمراء..
الا أنه لم يجد أي مخرج نظيف لها..

ضل يقود سيارته إلى حيث لا يعلم لأكثر من ساعتين،
حتى وجد نفسه في مدينة أخرى لا يعلم ما هي ..
فاستعان بخدمة الخرائط في هاتفه حتى يستطيع العودة لمنزله ..
لم يكن قد قرر ماذا سيفعل و كيف سيتصرف !!
ولكن ما قرر فعله مبدئياً هو أن يصور ما رآه و يحتفظ به في هاتفه حتى لا تحذفه من هاتفها و تنكر كل شيء فيما بعد..
و بالفعل عند عودته إلى المنزل كانت روان تغط في نوم عميق..فقد كان الوقت حينها قد قارب الفجر..

فأخذ هاتفها دون أن تشعر و فتحه و صور تلك الرسائل الغرامية و رقم مرسلها و احتفظ بهم في هاتفه ، ثم أعاد هاتفها إلى مكانه ..

و ذهب إلى سريره محاولاًالنوم في يوم لن تعود بعده الحياة كما كانت قبله..

مر يوم و يومين و ثلاثة و عبدالله يتجنب الجلوس في المنزل،فما يلبث يعود إليه ليتناول مع أطفاله و زوجته طعام الغداء حتى يرتدي ثيابه معلناً اضطراره إلى الخروج لإصلاح شيء تعطل في محرك سيارته ، فتودعه روان دون أن تعلم بأن ما تعطل فعلياهو محرك نبضات قلبه ..
محرك الدم في شرايينه و روحه و حبه ..
ما تعطل هو الثقة التي يراها أمامه تختنق و تموت برصاصات الغدر و الخيانة دون أن يجد لتلك الرصاصات
أي سبب أو عذر أو تفسير..

كن خائنا تكن اجملWhere stories live. Discover now