١٢

1.9K 67 2
                                    

عبدلله جالس حزيناً على ناصية السرير يفكر ما العمل..
جاءته روان بابتسامة خبيثة قائلة له : " شو مالك ليش زعلان"

فأجابها بـ: " لا شيء".

دخلت روان الحمام لدقائق ثم خرجت مع قطعة منديل عليها نقطة زهرية صغيرة جداً قائلة له:
" اهو الدم ، شوف عشان ما تحكي ما نزل دم
مش إنت زعلان عشان ما نزل دم ؟! "

فنظر إليها متعجباًو هو يرى وجهاً ممثلاً مفضوحاًغير وجه
محبوبته الذي اعتاده ..

يرى الكذب في عينيها و في ابتسامتها المصطنعة..
و الصدمة ما زالت تشله عن الحركة و الكلام في آن معا..

استيقظ عبدالله صباحاً عن و اتجه فوراًإلى حاسوبه الشخصي باحثاًعن حل ؟!
ما الواجب عمله في مثل هذه الحالات !!
هل يعيدها لأهلها بعد أن رسبت في أهم اختبار في حياتها ؟!
أم يستر عليها و يعطيها فرصة لأنه لم يرى منها إلا كل خير و دين و عفة ؟!!

أبحر كالمجنون في عالم الانترنت و مواقعه باحثاً عن إجابة تنقذه مما هو فيه ،
وبالفعل وجد ما يبحث عنه بسهولة حيث أجمعت الفتاوى على الأسئلة المشابهة لسؤاله بأن عليه حتى أن لا يسألها عن دم شرفها و سبب عدم نزوله..
بل عليه أن يفكر في دينها فإن كان ما رآه منها هو الالتزام
و الصلاح و الصلاة و الصيام فعليه أن يبقيها و يستر عليها
و ينسى كل ما حصل..
و إن كان غير ذلك فعليه أن يطلقها بعد فترة قصيرة
بعد أن يجد أي عذر آخر غير السبب الحقيقي و هو أنها لم تكن عذراء..
بل إن بعض المواقع كانت تفتي بتحريم فضحهاتحريماً مغلظاًو أن ما يجب عليه فعله هو الستر ثم الستر ثم الستر..

فقرر عبدالله رغم الألم و الخيبة و القهر الذي ألم به
أن يعطيها فرصة و يرى إن كانت تستحق ذلك
أو أن يطلقها لاحقاً لأي سبب كان..

استيقظت روانفلبست و تأنقت و ذهبت إلى غرفة المعيشة لترى عبدالله في انتظارها..
" صباح الخير يا بيضة " وقبّلت خديه ثم قبلت بعدها يديه .

"صباح الخير يا سمرتي ، نوم العوافي ان شاء الله "

" شو تشربي يا بيضتي ؟! أعملك قهوة "

فأجابها مبتسماً " بس أنا ما بشرب قهوة يا سمرة و انتي بتعرفي هالشي "

فردت بدلع " من اليوم لازم تصيري تشربي يا بيضة عشان
اتصيري سمرة زييولا بدك أضل أنا سمرة و انتي بيضة لحالك "

فضحك عبدالله من دعابتها تلك كما ضحكت هي ،
وذهبت متمايلة أمامه إلى المطبخ لتعد القهوة مع قطع من ما لذ و طاب من الحلويات لمحبوبها..

سرح عبدالله قليلاً ، فيما حدثوفكر مستطرداً :
كيف لأنثى تحبه كل هذا الحب أن يخذلها و يتخلى عنها ؟!
كيف يفضحها بعد أن تمسكت به و تعلقت به حد الجنون !؟
كيف يمكن أن يغلق بابامن السعادة قد فتح له ، بالرغم من أن دينه يأمره بأن لا يفعل ذلك ،مستندا فيما كان سيفعله من تخليه عنها إلى دم الشرف و بعض الظنون..

كن خائنا تكن اجملWhere stories live. Discover now