عبدلله جالس حزيناً على ناصية السرير يفكر ما العمل..
جاءته روان بابتسامة خبيثة قائلة له : " شو مالك ليش زعلان"فأجابها بـ: " لا شيء".
دخلت روان الحمام لدقائق ثم خرجت مع قطعة منديل عليها نقطة زهرية صغيرة جداً قائلة له:
" اهو الدم ، شوف عشان ما تحكي ما نزل دم
مش إنت زعلان عشان ما نزل دم ؟! "فنظر إليها متعجباًو هو يرى وجهاً ممثلاً مفضوحاًغير وجه
محبوبته الذي اعتاده ..يرى الكذب في عينيها و في ابتسامتها المصطنعة..
و الصدمة ما زالت تشله عن الحركة و الكلام في آن معا..استيقظ عبدالله صباحاً عن و اتجه فوراًإلى حاسوبه الشخصي باحثاًعن حل ؟!
ما الواجب عمله في مثل هذه الحالات !!
هل يعيدها لأهلها بعد أن رسبت في أهم اختبار في حياتها ؟!
أم يستر عليها و يعطيها فرصة لأنه لم يرى منها إلا كل خير و دين و عفة ؟!!أبحر كالمجنون في عالم الانترنت و مواقعه باحثاً عن إجابة تنقذه مما هو فيه ،
وبالفعل وجد ما يبحث عنه بسهولة حيث أجمعت الفتاوى على الأسئلة المشابهة لسؤاله بأن عليه حتى أن لا يسألها عن دم شرفها و سبب عدم نزوله..
بل عليه أن يفكر في دينها فإن كان ما رآه منها هو الالتزام
و الصلاح و الصلاة و الصيام فعليه أن يبقيها و يستر عليها
و ينسى كل ما حصل..
و إن كان غير ذلك فعليه أن يطلقها بعد فترة قصيرة
بعد أن يجد أي عذر آخر غير السبب الحقيقي و هو أنها لم تكن عذراء..
بل إن بعض المواقع كانت تفتي بتحريم فضحهاتحريماً مغلظاًو أن ما يجب عليه فعله هو الستر ثم الستر ثم الستر..فقرر عبدالله رغم الألم و الخيبة و القهر الذي ألم به
أن يعطيها فرصة و يرى إن كانت تستحق ذلك
أو أن يطلقها لاحقاً لأي سبب كان..استيقظت روانفلبست و تأنقت و ذهبت إلى غرفة المعيشة لترى عبدالله في انتظارها..
" صباح الخير يا بيضة " وقبّلت خديه ثم قبلت بعدها يديه ."صباح الخير يا سمرتي ، نوم العوافي ان شاء الله "
" شو تشربي يا بيضتي ؟! أعملك قهوة "
فأجابها مبتسماً " بس أنا ما بشرب قهوة يا سمرة و انتي بتعرفي هالشي "
فردت بدلع " من اليوم لازم تصيري تشربي يا بيضة عشان
اتصيري سمرة زييولا بدك أضل أنا سمرة و انتي بيضة لحالك "فضحك عبدالله من دعابتها تلك كما ضحكت هي ،
وذهبت متمايلة أمامه إلى المطبخ لتعد القهوة مع قطع من ما لذ و طاب من الحلويات لمحبوبها..سرح عبدالله قليلاً ، فيما حدثوفكر مستطرداً :
كيف لأنثى تحبه كل هذا الحب أن يخذلها و يتخلى عنها ؟!
كيف يفضحها بعد أن تمسكت به و تعلقت به حد الجنون !؟
كيف يمكن أن يغلق بابامن السعادة قد فتح له ، بالرغم من أن دينه يأمره بأن لا يفعل ذلك ،مستندا فيما كان سيفعله من تخليه عنها إلى دم الشرف و بعض الظنون..