كن خائنا تكن اجمل

By HaboOoshy

65.5K 2.1K 150

بقلم عبدالرحمن مروان حمدان More

١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١

١٢

1.9K 67 2
By HaboOoshy

عبدلله جالس حزيناً على ناصية السرير يفكر ما العمل..
جاءته روان بابتسامة خبيثة قائلة له : " شو مالك ليش زعلان"

فأجابها بـ: " لا شيء".

دخلت روان الحمام لدقائق ثم خرجت مع قطعة منديل عليها نقطة زهرية صغيرة جداً قائلة له:
" اهو الدم ، شوف عشان ما تحكي ما نزل دم
مش إنت زعلان عشان ما نزل دم ؟! "

فنظر إليها متعجباًو هو يرى وجهاً ممثلاً مفضوحاًغير وجه
محبوبته الذي اعتاده ..

يرى الكذب في عينيها و في ابتسامتها المصطنعة..
و الصدمة ما زالت تشله عن الحركة و الكلام في آن معا..

استيقظ عبدالله صباحاً عن و اتجه فوراًإلى حاسوبه الشخصي باحثاًعن حل ؟!
ما الواجب عمله في مثل هذه الحالات !!
هل يعيدها لأهلها بعد أن رسبت في أهم اختبار في حياتها ؟!
أم يستر عليها و يعطيها فرصة لأنه لم يرى منها إلا كل خير و دين و عفة ؟!!

أبحر كالمجنون في عالم الانترنت و مواقعه باحثاً عن إجابة تنقذه مما هو فيه ،
وبالفعل وجد ما يبحث عنه بسهولة حيث أجمعت الفتاوى على الأسئلة المشابهة لسؤاله بأن عليه حتى أن لا يسألها عن دم شرفها و سبب عدم نزوله..
بل عليه أن يفكر في دينها فإن كان ما رآه منها هو الالتزام
و الصلاح و الصلاة و الصيام فعليه أن يبقيها و يستر عليها
و ينسى كل ما حصل..
و إن كان غير ذلك فعليه أن يطلقها بعد فترة قصيرة
بعد أن يجد أي عذر آخر غير السبب الحقيقي و هو أنها لم تكن عذراء..
بل إن بعض المواقع كانت تفتي بتحريم فضحهاتحريماً مغلظاًو أن ما يجب عليه فعله هو الستر ثم الستر ثم الستر..

فقرر عبدالله رغم الألم و الخيبة و القهر الذي ألم به
أن يعطيها فرصة و يرى إن كانت تستحق ذلك
أو أن يطلقها لاحقاً لأي سبب كان..

استيقظت روانفلبست و تأنقت و ذهبت إلى غرفة المعيشة لترى عبدالله في انتظارها..
" صباح الخير يا بيضة " وقبّلت خديه ثم قبلت بعدها يديه .

"صباح الخير يا سمرتي ، نوم العوافي ان شاء الله "

" شو تشربي يا بيضتي ؟! أعملك قهوة "

فأجابها مبتسماً " بس أنا ما بشرب قهوة يا سمرة و انتي بتعرفي هالشي "

فردت بدلع " من اليوم لازم تصيري تشربي يا بيضة عشان
اتصيري سمرة زييولا بدك أضل أنا سمرة و انتي بيضة لحالك "

فضحك عبدالله من دعابتها تلك كما ضحكت هي ،
وذهبت متمايلة أمامه إلى المطبخ لتعد القهوة مع قطع من ما لذ و طاب من الحلويات لمحبوبها..

سرح عبدالله قليلاً ، فيما حدثوفكر مستطرداً :
كيف لأنثى تحبه كل هذا الحب أن يخذلها و يتخلى عنها ؟!
كيف يفضحها بعد أن تمسكت به و تعلقت به حد الجنون !؟
كيف يمكن أن يغلق بابامن السعادة قد فتح له ، بالرغم من أن دينه يأمره بأن لا يفعل ذلك ،مستندا فيما كان سيفعله من تخليه عنها إلى دم الشرف و بعض الظنون..

تبعها عبدالله إلى المطبخ و جاء حتى وقف خلفها و حضنها
و هو يتحسس شعرها الأسود الناعم بوجهه و يقبلها على عنقها ،و يستنشق أجمل روائح العطور الفرنسية التي تناثر عبيرها على تلك الزهرة السمراء..
ولم يقل سوى كلمة واحدة فقط " بحبك يا سمرتي "

فأجابته بوجه يملأه الحب و السعادة " و أنا والله والله والله بموت فيكي و بعبدك عباده يا بيضتي".
"ندمانة يا بيضه انك اتزوجتيني "

فأجابها بعد أن ضمها بشدة قائلاً " مجنونة انتي وله يا سمره
ليش في حدا بندم انو دخل الجنة و عايش مع الحور العين" ..

فدمعت عينيها قائلةً له بعد أن قبلت يديه التي تحتضنها
" الله يخليلي اياكي يا بيضه و ما يحرمني منك أبدا "..

********

تمر الأيام و يكبر الناس و يمل الأزواج من بعضهم.
إلا حب عبدالله لروان كان يكبر و يزيد،
لم يتأثر بعوامل الزمان و لم تصبه طلقات الملل..

أنجبت روان طفلها الأول و أسماه عبدالله " خالد ".
ثم طلب من روان أن تستخدم موانع الحمل حتى يكبر خالد قليلاً وأن تسيطر على الموضوع.

ولكن روان ما لبثت أن وضعت حملها حتى حملت بعدها بأربعة أشهر فقط..
فاستغرب عبدالله و عاتبها فأجابته بأنها كانت تستخدم حبوب منع الحمل و لكن يبدو بأن الحبوب فقدت فاعليتها معها،
و أن مثل هذه الحالات تحدث،و أن هذه هي مشيئة الله التي لا يجوز لنا نحن البشر الاعتراض عليها..

أنجبت روان طفلها الثاني و أسموه راشد ..
ثم أخذها عبدالله بنفسه للعيادة ليتأكد من استخدامها لوسيلة دائمة لمنع الحمل لمدة خمس سنوات حتى يتسنى لهم تربية و تنشئة شبليهم بما يليق بهم..
و حتى يتحسن وضعهم العام قليلاً..

عاش العاشقين و بينهم كبُر خالد و راشد الذين تربيا كالتوأمين بسبب تقاربهما بالعمر.

تعلم الطفلين كل شيء سويا بل أنهما تعلما من والديهما حتى الغزل..فمن ينشأ في بيت الحب لا بد أن يصبح نزاري الكلمات كاظمي الألحان و الاحساس..

ففي يوم من الأيام أراد خالد ذو الثلاثة أعوام أن يطلب من أمه اعطاءه الحلوى أو بعض رقائق البطاطس المقرمشة..
فذهب إليها و استخدم بعض السحر الذي رأى والده يمارسه و قاللها :
" ممكن يا ثمرة تعطيني ثبث و أنا بوعدك إني ما رح أوثخ لإني بحبك كتير والله"

دمعت عيني والدته من كلماته فحملته و حضنته و ابتسمت له و قبلته..و أعطته ما طلب له و لأخيه راشد.
فركض مسرعاً عائداً إلى أخيه ليخبره ما حصل قائلاً له:
"رثود رثود : ثوف الثمرة ثو أعطتني والله إلي واحد و إلك واحد ،عثان حكتلها إنو ما رح انوثخ.
يلا تعال نقعد بمكان واحد و نفتحهم مع بعض و نعمل عذومه أنا و اياك و ناكلهم كلهم"

تعزز عند خالد مبدأ أن والدته قد أعجبت بكلماته الغزلية تلك ،فأصبح يكررها دوما و يجدد فيها ..
أصبح يعرف فن الكلام و الغزل و خاصةً عندما يريد طلب شيئامنها..

عاد عبدالله من عمله في ذلك اليوم فركضت روان مسرعةً تحتضنه و تقبله و تقبل يديه قائلةً له:
" الله يعطيكي العافيه يا بيضه"

فجاء خالد و راشد راكضين أيضاًليتنافسا على من سيقبل يديوالده أولاً..
و كررا ما قالته والدتهم بالحرف الواحد " يعتيكي العافيه
يا بيده"

ففرح والدهم بهم و حضنهم جميعاًو هو الذي رزق حبهم من حيثلا يدري ولا يحتسب..

أخبرته روان بما فعله خالد و كيف طلب منها الحلوى مستخدماًأسلوب والده وكلمات غزله قائلةً " هيك يا بيضه علمت الولد الغزل و قلة الأدب "

فأجابها مبتسماً و مقبلاً خديها:
" ليش يا سمرتي في حد بقدر بشوف حلوتك و جمالك
و ما يصير قليل أدب "

فخجلت من كلماته التي تذيبها كلما رماها بها دون مقدمات..

و أثناء تناولهم لطعام الغداء سألت روان عبدالله سؤالها الذي لا تمله كل يوم "ان شاء الله عجبك الأكل يا بيضه"

فيجيبها الإجابةالتي لا يملها هو أيضا ،
بقبلة من القلب على خدها الجميل قائلاًلها: "يسلم ايديكي يا 
سمرتي "

هي تعلم الإجابة و تتوقعها ولكنها تسأله يومياً لأنها تريد منه أن يقبلها فقط ..

وهو يعلم أنها تنتظر قُبلته يومياًعند الغداء و لكنه لا يقبلها حتىتسأل ..
يريدها أن تبقى مشغولةً به و بقبلته عن العالم أجمع
و يريد أن يتأكد كل يوم بأن قبلته ما زالت تسعدها ولذلك تطلبها مجدداً كل يوم دون كلل أو ملل..

أحبت روان يومها أن ترى إن كان طفليها سيقلدون والدهم في هذا أيضا ،
فسألتهم على الفور بعد والدهم :
" شو رأيك بالأكل يا خللود..

فقام خالد مسرعاًو قد انسكب ما في ملعقته من أرز على الأرضأثناء سيره باتجاهها و قبلها كما فعل والده تماما قائلاً:
" يثلم ايديكي يا ثمرة ، اه ذاكي ذاكي "

فكررت السؤال " وانت يا رششود شو رأيك بالأكل "
فقام رشود بتقليد أخيه و والده و قبلها مكرراً:
" يثلم ايديكي يا ثمرة ذاكي "

عبدالله لم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك على منظر أصغر و أجمل عاشقين في العالم..
و روان احتضنتهم بحب و سعادة لم تكن يوماًتتخيل بأنها موجودةعلى كوكب الأرض ،
سعادة كانت تظنها في الجنة و لأهل الجنة فقط..

الجميع يحسدهم..
فأخوات روان جميعهن يتمنين ربع الدلال الذي تعيشه و تنعم به..
تتمنى إحداهن كلمة جميلة من زوجها ولو مرة في الأسبوع.
ولكنها لا تجد إلا الأوامر و المناوشات و الانتقادات فقط..

و إخوان عبدالله أيضايحسدونه على حبها و دلالها له
و استماتتها في خدمته و إسعاده..

بل حتى والد عبدالله الذي غضب عليه لأنه تزوجها
قد عفى عنه بعد أن اعتذر عبدالله له مئات المرات
و تعرف على زوجته التي كرهها لأن ابنه فضلها عليه
ولكنه عندما رأى حسنها التمس له العذر و عندما رأى أخلاقها و أدبها و خفة ظلها أحبها هو أيضاو صار يحن عليها و على
صغارها و ينتظر قدومهم بفارغ الصبر..

––––•)-•♥ ♥ ♥•-(•––––

يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

9K 291 3
في ديسمبر تنتهي كل الاحلام تاركة خانة المستحيلات والامنيات لتصبح واقع جميل وحياة جديدة مليئة بالسعادة التي حلمنا بها طوال تلك الايام .
731 74 9
ان تُحب فلسطينية يعني انك وقعت في نوع خاص من الحب الفريد الذي ارتضيت فيه، أن تكون وطنًا لقلب اختار إغترابه وأعلن انه سيستوطن قلبك أنت... وعليك أن تت...
2.2K 140 10
كل إنسان في الدنيا أهم حاجه عنده نفسه بس إللي المفروض يحصل اننا نفكر في الناس إللي بتتظلم وإللي مش عارفه تعيش كتبت الروايه عشان نحس بأهلنا الفلسطينين...
409 71 124
مسلمة في الاردن تروي نطفات من حياتها الاجتماعية والدينية.