"لما بحق الجحيم احضرتموني الى هذا المكان الرث ! "
"اعتذر يا سيد ليوناردو ولكنني سأخبرك بكل شيء بعد قليل ، انتظر قليلاً" قال جيمس بهدوء ليقلب الرجل عينيه بملل.
"هناك شيء غريب في المكان..." قال اليكس بتفكير ليحدق ليوناردو بـ تابعه ببرود
"اليس من الغريب أن مطعماً كبيراً كهذا لا يملك سوى نادلة واحده فقط..؟" قال اليكس ليحدق ليناردو بالمكان بصمت لتقع اعينه على النادله الصغيره وهي تركض في ارجاء المكان
"اوي لولا..! " التفت الرجال نحو ذلك صوت الحاد ليجدوا امرأه بمنتصف عقدها الثالث متكئه على طاولة الحساب بملل بثيابها التي بالكاد كانت تغطي جسدها
"اسمي هو ليليان.." قالت ليليان بغضب لتقلب رينا عينيها بملل
"بوب يريدك حالاً في مكتبه " قالت بابتسامه خبيثه لتتسع اعين ليلي بتفاجىء
"ولكن... لدي زبائن بالفعل لا استطيع تركهم هكذا " قالت ليلي بهدوء
"لا يهمني فهذه هي مشكلتك " قالت رينا وهي تمضغ العلك بفم مفتوح ليصدر منه صوت مزعج ومقزز
"اخبريه بأنني ساتي اليه بعد ان انتهي فوراً " قالت ليليان ببرود لتتأفف رينا بغضب
"همم لن يكون بوب سعيداً بهذا ، لقد حذرتك " قالت رينا لتحرك ليليان رأسها يميناً ويساراً لتسارع بالعوده الى الطاوله التي كانت تقع في نهايه المطعم وهي تحاول بجهدٍ ابقاء الابتسامه المزيفه على شفتيها
"لم يتبقى لك سوى هذه الطاوله ، تمالكِ نفسك قليلاً " همست ليليان لنفسها لتحاول تحفيز نفسها المرهقه بيأس
"اعتذر على التأخير ، هل تريدون الطلب الان..؟ " قالت ليليان بهدوء ورغم قدرتها الرائعه على اخفاء مشاعرها بابتسامه هادئه إلا أن ليوناردو تمكن من رؤيه تعابير الغضب واضحةٌ على وجهه النادله المسكينه
"نعم نريد فقط القهوه ؛ اثنان بدون سكر و واحد مع الحليب " قال جيمس بهدوء وهو يراقب تحركات النادله التي بدأت فوراً بكتابه طلباتهم
"حاضر ، خمس دقائق فقط وسأعو..—"
"ليليان داڤان..! "
فزت ليليان لتسقط مفكرتها الصغيره فور سماع صوت صفع الباب لتلفت الى مديرها الغاضب وهو يقف امام باب مكتبه والشرار يتطاير من عينيه
"اين كنتِ ايتها النادله الغبيه! الم اخبرك بالقدوم الى مكتبي! الم يكن كلامي واضحاً ! كيف تجرؤين على تجاهل مديرك أيتها الوقحه..! " صرخ المدير بغضب لإعتقاده بأن المكان اصبح خالياً من جميع الزبائن لتسرع ليليان بالذهاب نحوهه بسرعه
"لقد اخبرت رينا بان تخبرك بأن علي اخذ طلبات الزبائن ، لا يمكنني تركهم هكذا! "
"استمعي اليّ ايتها الشقيه، انا هو المدير! انا مالك المكان هنا ! أنا اهم من اي زبون هنا ! " صرخ بوب بغضب لتغلق ليليان عينها لتحاول جمع رباطه جئشها بينما كان الرجال يشاهدون الموقف بصمت تام
"اهذا..." قال ليوناردو بهدوء ليوميء له جيمس
"ذلك الرجل هناك هو بوب ، الرجل اخبرتك عنه بالامس ، الذي لم يقم برد الدين منذ 3 سنين ، ظننت انك ستريد رؤيه المطعم الذي قام ببنائه من مالك " قال جيمس بخبث الا ان اعين ليناردو لم تكن موجهه سوى نحو تلك الامرأه ذات الشعر الاسود كظلمات الليل الدامس.
شاهدها وهي تقبض يدها بمئزها بقوه
لقد كانت تحاول تمالك نفسها بيأس
"ما خطبك! ها..؟ ، لما انتِ صامته هاه! افتحي فمك الوقح هذا واخبريني ! لما تجرأت على تجاهلي! كان من المتفرض علي ان اطردك منذ زمن طويل ، الا رجل رحيم جداً! ولكن...يبدوا انك لست سوى ناكره للجميل! " صرخ بغضب وهو يلوح باصبعه نحوها بينما كانت رينا تحدق بها بسخريه ومتعه
ولسبب ما...
كانت كلمته الاخيره كفيله باستنفاذ ما تبقى لها من صبرها لتحدق به بحده
"ناكره للجميل..؟ " قالت ليليان لتميل رأسها بغضب لتتقدم نحوه ببطىء
"سيد بوب انا لم احصل على مرتبي لعده اشهر وها انا هنا اعمل يومياً بمفردي اركض بالارجاء كالحمقاء لخدمه الجميع ، اوصل الطلبات و اخذ الاطباق واقوم بغسلها جميعاً..بينما رينا في الجهه الاخرى لم تقم حتى بحمل ملعقه صغيره لمساعدتي والان اصبحت انا لست سوى ناكره للجميل..؟" قالت ليليان بصوت هادىء وفي طياته جمرات الغضب
ليليان POV
اهدئي يا ليليان
عليك كبح غضبك هذه المره
فلا استطيع خسر هذه الوظيفه الان
هيا اهدئي قليلاً وفكري بصغيرك
جونثن
صغيري جون...
"ما خطبك! لما انتِ صامته هاه! "
صوته المزعج يهدد صبري
امسكت مئزي بقبضه محكمه
تجاهليه...
لقد اعتدتي على ثرثرته المزعجه
تجاهليه كما تفعلين دائماً
حدقت برينا اللعينه لاجدها تبتسم بخبث
انا متأكده بانها لم تخبره بما قلته تماماً
بل هي من جعلت الوضع اشد سوءاً
وها هي تشاهد الحدث بإستمتاع شديد...
"افتحي فمك الوقح هذا واخبريني ! لما تجرأت على تجاهلي! كان من المتفرض علي ان اطردك زمن طويل ، الا رجل رحيم جداً! ولكن...يبدوا انك لست سوى ناكره للجميل! "
ناكره...للجميل ؟
اهو مختل عقلياً ؟
لا اصدق هذا..!
"سيد بوب انا لم احصل على مرتبي لعده اشهر وها انا هنا اعمل يومياً بمفردي اركض بالارجاء لخدمه الجميع ، اوصل الطلبات و اخذ الاطباق واقوم بغسلها جميعاً..بينما رينا في الجهه الاخرى لم تقم حتى بحمل كوب صغير لمساعدتي والان اصبحت ناكره للجميل..؟"
"سيد بوب انت تعلم جيداً ان لولاي لما بقي مطعمك على قيد الوجود و قادراً على استقبال الزبائن" قلت بابتسامه خبيثه لتتسع عينه بدهشه
اممم...حاولت فعلاً التحكم بنبره صوتي وانتقاء كلماتي بافضل طريقه ممكنه...
واكن يبدوا انني فشلت بذلك...
فشلت فشلاً ذريعاً
فـ فور انتهاء جملتي وجدت وجهه بوب يكاد ينفجر غضباً ويده أصبحت معلقه بالهواء
سيصفعني...!
"ايتها الساقطة ! كيف تجرئين على إهانتي ! " صرخ بوب ويده تنخفض نحوي
SMACK!
التفت وجهي للجهه الاخرى بقوه لاشعر بحراره في وجنتي ليسود العالم في وجهي
هذا الشعور اللعين...
مر زمن طويل منذ ان شعرت بالم جسدي كهذا
~ ~ ~
اتسعت ابتسامة رينا بخبث بينما كان بوب يتنفس بغضب
وفجأه
قامت ليليان بسحبه من ربطه عنقه نحوها بقوه
ليتفاجىء كل من بوب ورينا من رده فعل ليليان الخاطفه الا انه لم يتمكن من التحدث من شده دهشته!
ماخطب هذه الاستجابه السريعه؟
شحب وجهه بوب فور ان حدق بأعين ليليان الحاده
ليحاول ابعاد قبضتها الا ان يدها كانت محكمه
لقد تغيرت ملامحها تماماً...!
لم يستطع بوب التعرف على تلك المرأه الضعيفه التي اعتاد على توبيخها دوما دون ان تتجرأ بفتح فمها
" أياك ان تجرأ على لمسي مره اخرى، اياك حتى ان تفكر بذلك ، لا اهتم ولو للحظه بكونك مديري اللعين ، إن قمت بتلويح يدك امام وجهي مرة اخرى لن أتردد بكسرها لك " قالت ليليان بجديه لتدفع المدير بقوه ليسقط على الارض بقوه لتستقيم رينا بوقفتها بدهشه ليقشعر بدنها فور ان سقطت اعين ليليان بها
لقد كانت تحدق بها بنظرات قاتله...
وكانها تشاهد جنازتها بمخليتها
كيف انقلبت الأمور فجأه...!
فـ لم ترى رينا ذلك الجانب المخيف من ليليان منذ ان بدأت بالعمل في هذا المكان النتن
لطالما رأتها كطفله صغيره و ضعيفه
لا تستطيع حتى أذية نمله
"أُوي...." اتى صوت في نهايه المطعم
" الن تحضروا قهوتي أم ماذا ، لقد مللت من الانتظار " قال اليكس ببرود لتسرع ليليان بالتوجهه نحو الجهه الخلفيه من المطعم بعد ان سقطت اعينها بتلك الاعين الرماديه البارده
وكأنها عاصفه تكاد تبتلعها
لقد شاهد كل شيء...
ولسبب ما شعرت ليليان بالاهانة والخزي...
"اخر...—!! آه..س س سيد اليكساندر! "
شحب وجهه بوب فور ان تعرف على تلك الوجوه المعروفه ليسرع بالنهوض من مكانه بينما كانت رينا تحدق بهم بدهشه لتسرع بتعديل ثيابها و شعرها لتبتسم ببرائه
وكأن شيئاً لم يكن...
"اء..اعتذر بشده يا سيدي سأقوم باحضار طلبكم بنفسي " قالت رينا صوت ناعم وخافت لتتوجه نحو المطبخ و خصرها بتمايل وعلى شفتيها إبتسامة خبيثه
"اعتذر بشده بالنيابه عن نادلتي ، ت تلك الآنسة الوقحه مثيره حقاً للمتاعب ، تفضلوا ي يمكنكم طلب ما شئتم " قال بوب و التوتر يتملك جسده وذلك يعود لـ اعين ليوناردو التي كانت تحدق به ببرود وحده
لقد كان يراقب جميع تحركاته بدقه
وكأنه وحش على وشك التهامه
"أنا اهم من اي زبون هنا... " قال ليوناردو بصوت هادىء ليقشعر بدن بوب بخوف
"اخبرني يا سيد كولن " ، "هل تظن بأنك اهم مني ؟ " قال ليوناردو بابتسامه بارده لتتسع اعينه بذعر
" كـ كلا يا سيدي ! ل لم اكن اعني ذلك حقاً ، بالطبع لست مهماً بقدرك سيدي..—ر رينا! " قال بوب بخوف وهو يفرك يديه ببعضها البعض ليحاول التهدئه من روعه لتسرع رينا بالقدوم بيدها القهوه ليلحظ ليوناردو بعض التغيرات التي حدث لثياب تلك المرأه
تنورتها اصبحت اقصر
المزيد من ازرار قميصها الضيق مفتوحه لتظهر مفاتنها بوضوح ليبتسم اليكس بخبث
"اعتذر على التأخير " قالت رينا بصوت ناعم لتمد القهوه نحوهم لتتعمد الانحناء قليلاً لتظهره المزيد من جسدها بابتسامه خبيثه
"هممم اين ذهبت تلك الانسه " قال اليكس بفضول لتعقد رينا حاجبيها بغيض الا انها اسرعت بأخفاء غضبها بابتسامه مزيفه
"لقد قررت الرحيل ، آآه لا اصدق انها قررت التخلي عنّا وتركنا هكذا" قالت رينا لتمد شفتيها بحزن
"اعتبرناها كعائله ، وساعدناها بتخطي الكثير من الصعاب...ولكن يبدوا انها قررت تركنا والرحيل ببساطه" قالت رينا بحزن ليحاول بوب اخفاء ابتسامته ورضاه من رينا و كلامها المقنع ظناً بانهم وقعوا بالفخ
"لنذهب.." قال ليوناردو ببرود متجاهلاً ما قالته رينا دون ادنى اهتمام بيحمر وجهها بخجل
سارع كل من جيمس و اليكس بالنهوض خلف رئيسهم ليغمز اليكس لرينا ليتوجهوا جميعاً نحو الباب ليسرع جيمس بفتحه لرئيسه ليتنهد بوب براحه
الا انه استبق الاحداث....
وقبل ان يخرج ليوناردو من هذا المكان حدق بـ بوب بطرف عينيه ليبتسم بشر
"إياك ان تظن بأنني نسيت أمر الدين ، لديك اسبوع واحد لتسديده " قال ليفتح بوب عينيه بذعر حتى كادت ان تخرج من مقلتيها
"س س سيدي ارجوك اعطني المزيد من الوقت! ل لا استطيع تسديد الدين في اسبوع! " قال بوب بترجي لتتسع ابتسامه ليوناردو
"....حسناً..." قال ليتنهد بوب براحه الا انه استبق الاحداث مرة اخرى
"ثلاث ايام " قال ليوناردو ببرود
"سأعود بعد ثلاثه ايام من أجل مالي ، انصحك بالاسراع وإلا سأكون اخر ما تراه " قال ببساطه ليخرج من المكان بثقه
"ل لحظه انتظر ارجوك!" صرخ بوب بيأس فور سماعه لمحرك السياره ليصفع الطاوله بغضب
"بوب.." همست رينا ليصرخ بوب بوجهها
" اخرسي! اغربي عن وجهي حالاً " صفع بوب الطاوله بغضب مره اخرى لتسرع رينا بالابتعاد عن مديرها قدر الامكان لتحمي نفسها من أن صب غضبه عليها ويفعل بها كما فعل بليليان لتتوجه نحو غرفه الاستراحه
وبعد ان ارتدت رينا معطفها توجهت نحو الباب الخلفي لتمتم بأنزعاج
"عجوز وغد "
ليليان POV
بينما كنت اسير في الشوارع المكتضه ،
و بالرغم من اننا في ساعه متأخره من الليل الا ان نيويورك معروفه بإزدحامها
فلم تسمى بـ"المدينه التي لا تنام" عبثاً
ظللت افكر بما فعله قبل قليل في مكان الذي لم يعد مكان عملي بعد الان...
مالذي فعلته بحق الجحيم..!
لقد خسرت وظيفتي الوحيده..!
كيف لي ان اوفر احتياجات جونثن..!
في الواقع..
بعد التفكير بالامر قليلاً ، لا جدوى من العمل هناك
فلم احصل على مرتباتي لعده اشهر حتى...
ولا أشعر بأنني سأحصل عليه قريباً
اللعنه على لساني هذا...
اتمنى بعض الاحيان أن انتزعه واشعل به النار لما يوقعني به من مشاكل
الاهم من هذا ، علي البحث عن عمل حتى اتمكن من البقاء واقفه على قدميّ
لما يحدث هذا لي دائما..؟
هل حكم علي الشقاء مدى الحياة...؟
ماذا ان علمت الجهات المختصه بمكاني و بشأن عملي !
لقد وعدتهم بأنني سأوفر لجونثن جميع احتياجاته
أن علموا انني لا املك حتى ١٠ دولارات لن يرحمونني
لا استطيع خساره جونثن!
فهو اخر ما تبقى لي في هذا العالم
لن احتمل البقاء بعيده عنه...
فهو الجزء الحي الوحيد في قلبي..
ان رحل...
لن يكون هناك معنى لحياتي بعد الان
لا استطيع خذلها
لقد وعدتها بأنني سأعتني به جيداً
وضعت يدي بجيبي لاشعر بشيء غريب
لا يبدوا هذا كقماش بنطالي..؟
اخرجت ما كان بيدي لاشعر بأن القدر يبتسم لي
انه بخشيش السيد شون !
كيف لي أن انسى!
بحوزتي الان 50 دولاراً..!
بإمكاني شراء حليب و حفاضات وطعام جونثن !
وسأشتري بعض الرامن والطعام المعلب من أجلي حتى اجد وظيفه جديده
شكراً لك سيد شون...