وُلِدْتُ لِأَكُونَ مِلْكُهْ |...

By J7kimi

418K 26.2K 12.3K

ROMANTIC NOVEL [ WAS BORN TO BE HIS OWN ] +17 . ها هُنا سأخبَرك " لآ تَرى العينُ عيْباً، إذ أحبَّ القلبُ قلبـ... More

" مـِن انتَِ؟! "
" صَدِيقَة أَمْ خَائِنَة؟ "
" لُعْبَهْ "
" خُدْعَة بِطَعْمِ عَذَابْ "
" قَاتِلْ "
"مَلْجِئُكِـ دَاخِلَـ أَسْقُفْـ أَضْلُعِـ "
" تَـفَـكُّــكْـ هَـوِيّــة "
" لَـمْسِتْ تَـشَتُّــتْـ "
" إِنْـبِثَآقُـكِ يـُرْوِيـنِي "
" سُـلِبَتْ حُـرِّيـةُ تـُفْكِـيٓرِي "
" صَخـبُ الوُجُـوٓد "
" خِـشْيَــةُ الْــمآضِـي "
" رُبّـمـآ ، حَـفْلَهْ ! "
" عَـزفُ الآصـْداءْ "
" نَــوآيـَـا نُــوفَـمـبِر "
" لَم يَكُن حُـب ، ‏كآنَ لَـعْنـهْ"
" فِـيلُو-فـُوبْيـآ "
" حـَقِـيقَـة ، إسـوِدادْ ، نـصْ! "
" تَـرآتـِيـلٌ لـِ مِـثالِـيّةٍ مُـفرَطـَۿ "
" إنــْتِصـآفُ الـقمـَر ْ "
" و مـٰاَ بيـْنَ النـُّـقَـطْ "
" إِخـْـتِزالٌ مُـبـْـطِلْ "
" قَـضـآيـاَ "
" عـلَى رمـْـلِ الضـُّـلوعْ "
" ءَ كَـأْسِ الخَـطَايـاَ يُـشرَبُ!؟ "
" الـآرواحْ تتَــأرجَـجْ "
" أنـتِ لِــي : PART ¹ "
" أَنــتَ لِــي : PART ² "
" لـِ كُــلِّ نِــهايَــهـْ بِـدايــهـ "
" مُـتـلآحِمــانْ | 1 chapter "
" مُـتـلآحِمــانْ | chapter 2 "

" إِسـتـِنفــآز ٌ سَـرْمـَدِيْ "

10.6K 621 178
By J7kimi

قِرائـة مُمتِعة 

_

ضعْ لمساتُك عزيزي القارِئ
بـ كبسُ زر النجمة 🌟🌬️

_

كـُلٍ مِنا خـُلِقَ وحـيداً!
مِـن
دمٍ و لـحمٍ و عـظمٍ ..
فـي غِلآفٍ مـِن رحـمٍ أنبتـْنا ..
رضيـعٍ فـ طِـفلٍ أنـتَ ،
لـذا أخطائـُكَ بريـئه ْ..
وَلـدًا ثـُمّ شاباً  ،
لـتغدُو رجُـلاً ..
حتـى المـَشيبَ ،
حينـَها أخطائـُكْ مـُبرئـهْ!

فـِي عالمٍ كـ الذِي بِـهِ نحـْن!
نوعآنِ مِن البشر يحكِـمُه
الخـيْر  و  الشـّر 
هـُما ..
شخصاً يرى الحياةَ جنـّة!
آخـِرٌ يراها جحيمًا سعيراً ..
الآبيضـْ و الآسوَد
كـَ خَيـار ؟؟
أنت تدرُك الوسيطَ بيـنهُما..!
أُكرِّر !
بريـئـْ و مـُبرِء ْ !!

إذاً ماذاَ عنِ الوسيطِ مِنهُم؟
أهـوَ الـضلآم
أم هـوَا النـّور 
الرّمـادِي ْ !؟

أُبشِرُكَ بـِ الجامِـعُ بينِهِما ،
رمادِيٌ هـوَا أناَ !
الآبيضـْ و الأسود
الخيـْرِ و الشـّر
الضـّلآم و النـّور 
  الجحـيمْ و النـّعيمْ ،

ثـمّ فـ إذ ْ بِهـا
جيـمُ الجحيم هي أنآ..
رمادِيْ أنآ 
مـيمُ كِـلآهُمـا هو آنا
رمادِيٌ أنـآ !

و أنـتِ مِمـّا خـُلِقتِ يا نـَفسـِي
أنا كُـلُّ هؤُولآء
و أنـتِ لا شيـْئ مِن ذآكـْ
و لكِـن الإبلِيسُ الرّاقِد إفتُتـِن!
أيـُعقَلْ خلـيطِ الحياتـَيْنِ إفتـُتِن بـ ماليـسَ
حيآتَ بِهـا ،
لـمْ أخلـُق مِن تـُرابٍ مُثلُكِ
فقطْ قيـْل أنهُ الصميمَ لا أكثـَر
أما أنتِ فـهوَ مِنكِ و بِكِ ..

وردَتِي!
لـم أقعْ لـ ملآكٍ
لـم أقعْ لـ إبليسٍ
أو حتى بشـرٍ ..
بـل وردة لا تـُفقِه
أنبضتْ لها أورِدتِي الوآهية ْ
بـ سرماديـّةُ حـُمرتهآ

ليسَ أبيـَضْـ و ليـْس أسـْود
رمـادِيّ أنآ خليطٌ بينَ الفنىَ
أُغرِمتُ بـ وردةٍ دامِيـَة لآ حياةَ لهـاَ
.

_____________________________

الـأفكارُ باتت تغزوها
التقـدم نحو الجحيمُ
أم الفِرارُ مِنهُ
و مِنَ السعيرُ ،
مِقلتاها فاِضحة تُبعِثُ الرهبة
أطرافِها البارِدة فقدت حواسُها بِها
لـ ينطُق بـ هذوءٍ مُريع
مُزامِناً لـ إنسحابِها خُطوة
نحوَ الخلـف

" المكانُ مُحاصر فِعلاً..
لـذا لا أظـُن أنكِ تنوينَ رؤيةَ
سكانِ الحيْ يغرِقانِ بـ دمائِهنْ!
فـلنتحدّث كـ بالـِغين  ،
فـلـيسَ لبِقاً فِرارُكِ مِني ثانياً
كـ أولُ لقائٍ لنا إيريس !.."

هبطَ و أرتفع قلبِها
مُعلناً قفصِها هياجانِها
إلاّ أنها ثابِتة تُحاولُ التمسُّك
نفثتْ هواءُ رِئتاها بـ تذبذُب
لـ تخطو هتِهِ المرة نحو الأمام
تتجاوزُ مِن أرتفع ثِغرِه بـ جانبية لآذِعة
مُمرِّراً حدقتيه على الرِّجالِ
المِلثـِّمينَ مِن حولِه ،
الأشجارِ و بيوتِ الأشخاصِ هُـناك كانَ
مخبئاً لهُم .

--

يتوسطُ الكنبة البُنية بـ وسطِ
غُرفةَ الإستقبال
بينما كُرسيانِ على الجانِب
و مِنطة تتواجدُ أمامِها
لـ تصبحْ مضجعَ حِذاءِ القابِع
على تِلك الكنبة فارِداً يداه عليها ،
و الآخرى و بعد دخولهما
وقفت أمامِه تُزوِّرُه دون النبسِ بـ كلمة
تنتظِر حديثِه المُريب ذاك .

" تتسائلين عن طريقةُ إيجادِك؟!  "

" همم ، حسناً!
بـ إنتقالُكِ إلى هُنا سهّلتي الآمر عليْ
كونُ سيؤول كبيرة كفاية
أماً تواجدكِ بـ مدينة تقرِبُ منها
جعل الأمر أكثر سهولة
في إيجادُ الشقيقتان!.."

" إياك و الإقترابُ مِن شقيقتي!
ليس لها علاقةً بـ الأمر
إن أتيت لـ إثباتَ كونك وجدتني
ها أنت فعلت ،
ماذا تريد الأن؟  "

أنفعلت بـ حديثِها لـ ذِكرِه شقيقتهاَ
تُطالبُ بـ معرفةَ غايتِه ،
حينَها نُقِلت مِقلتاه نحو
صحنٍ من التـّفاح
على المكتبِ يسارِه
بينماَ سكينٍ يتموضعُ قُربِه
و هذا ما لفتها بـ تحديقِه هُناك .

لـن تقِف دون فِعلِ شيئ
تزامُنا مع حركتِه هي ركضت نحو
السـِّكينِ بـ غايةَ آخذِه
إلاً أنهُ سبقها بـ إمساكِه
بعد قفزِه من أعلى الآريكة
لـ تُصبِح حينها محصورةً بينِه
و بينَ المكتبِ خلفها ،

هو لم يبتعد بل أمتدت يدُه
خلفها يسندُ جسدِه بِها
حتى يُصبِح أقرب ،
مُقلتاه ظلت ثابته على السـِّكينُ ذاك
يُميلُه نحو الإتجاهين..يلهو بِه!
لـ يتسائل بـ خفة لـ القابعة
بين يداه مع إضطرابِ تنفُّسِها

" ما الذي عليْ فِعلهُ بِكِ يا تُرى
همم ! "

أقترب بـ وجهه أكثر لـ تُفصِلهُم
إنشاتٍ فقط ، بينما يدِه
أمتدت نحو عُنقها
يُسمِحُ ظاهِرَ السِّكينِ عليه!
أبعدهُ قليلاً يضعهُ أمامَ حدقتاها
لـ ينطق بـ نفسُ نبرتِه
مما يزيدُها فزعٍ و رهبٍ

" رؤيةَ السكينةُ خآلية مُضجِر..
لونُ دمائكِ عليها بـ التأكيد
سـ يُرضي!! "

هي لم تستطِع كبح دموعِها أكثر
فقط أنبثقت عيناها بـ سيالآنٍ حارِق ،
  ألتفت إليها لـ تقابِلُه حدقتاها
تمثلَ الحزن نافياً بـ رأسِهِ لهآ
تسللت أنامِلُه تمسحُ إندثارها
بينماَ السكين لا زالاَ بِها !

" لا تـبكي فـ البُكاء ضـُعف ،
و أنا أريدكِ قويـّة إيريس!
فـ أنا أتطلعُ لـ رؤيةَ دِماءُ
شخصٍ آخرٍ بها ، بـ يداكِ أنتِ! "

" مـ..ماذا تـُريدُ مِنـّي "

" القـتـْل! "

تدحرجَت نبرتُها متسائلة
لـ ينطُق ذالِك بـ بطئٍ يُلحِنُه
توسّعت عيناها فزعاً تُضيقُ المسافة
بينَ حاجِبيها ،

" سـ تقتُلين أو تـُقتلِي..
و ليسَت بـ تلك السرعة إيريس
فـ شقيقتكِ و الآن بـ إتصالٍ مني
سـ تكونُ بـ عدادِ الموت !
و غيرُها الكثيرِ أيضاً!
هل سـ تتحملين تسببُكِ بـ مقتلِ
هؤلاء الأشخاص؟  "

" جيون جونكوك!
أريدُ رؤية دماء موتِه عليها "

نطق بـ ذالكَ بينما ظلـّت تُناظِرُه
و قد أزداد سيلآنِها أكثر
إلا أنها و بعد نُطقِه بـ ذالِك
قربَ أذنها هامِساً ،
أصبحت تُنفي بـ رأسِها تطلقُ شهقاتها

" لا، لالالالا لـ.لن أ..أفعل هذا
أ..أنا أنا!!  "

أمتدت يدُه خلفَ رأسِها بـ عنف جاذِباً لها
غارزاً أنامِلِه بـ خصلاتُ شعرِها
لـ تُصبِح جبهتهُما في تلاحُمٍ
لـ ينطق بعدما برزت أوداجـُه
راصاً على أسنانِه بـ كلُّ كلمة

" أنتِ سـ تقتُليه ، أختاري الآن
هو أم ماريز!
هو أم ماريز!
هو أم ماريز!..
أم تاي؟..يوري؟..إيلار؟ .."

" أ..أرجـــوك!!.. "

" هو أم ماريز؟! ..
حسناً إذاً "

نطقَ نهايةَ حديثِه بـ ذالِك مهسهساً
جاذباً لها من شعرِها لـ تإن بـِ ألمٍ ،
أخرجَ هاتِفه مُعلناً إتصالِه
نقر على مكبرِ الصوت لـ ينطُق
بعد رفعِ الطرفِ الآخر للهاتِف

" كيم ماريز!
أبخِـهاها.. "

" لالالا أرجـــوك لا
حسنا حسنا!
سـ أفعل فقط لا تقتربا منها
أرجــــوك سـ أفعل!! "

" تراجعا..

فتاةٍ مُطيعَة..! "

فورَ سماعِها لذالِك

صرخت ترجوهُ تحت قبضتِه نافية
لـ تنطُق بـ ذالِك مع تزامُنِ ذرفِها
دماً لا دمعاً!

اقفل الخطُّ نابساً بـ تزامناً
تركِه لـ شعرُها ،
وهت أسفلاً غيرُ قادرة علي الصمودِ أكثر
خذلها جسدها مُرتعِشاً ،
انخفض جاثياً علي ركبتيهِ أمامِها
لـ يضع السكين أرضاً امام محورُ ناضريها
نظرت لهُ حينها و قد أحمرّت عيـْناها
كـ ارنبةُ أنفِها ، لـ ينطُق هو حينها

" و الآن أستمعي جيداً يا قطة..!
إذا حدثَ يوماً ما و علِمتُ
بـِ إعلامكِ شخصٍ بـما حدث الآن
سـ يكونُ آخرَ يومٍ لـ ماريز همم..
وأنا لن أمرر فرصة تعذيبهاَ أمامِك!

السكين بـ جُعبتِك و جيون عاد!
أريدُ رؤية دمائِه عليها كيفَ و أين
لا يهُمني..تذكري
لا دِماء جِرحٍ بل دِماءُ موتِه..
و الآن ،
أحلاماً سعيدة "

وقف مع تزامُنِ إنهائه لـ حديثه
بينما الآخرى ظلّت هاذئة
فقط الحربُ بـ جوفِها
تتربصُ بـ مِقلتاها ،
خطى نحو الباب لـ ينطُق
مع إلتفافِه لها

" تذكـّري! من الآن وصاعِداً
أنا و عيـْناي عليكِ و ورائـُكِ دوماً .. "

نطق بذالِك لـ يسحبَ البـابَ خارِجاً
تارِكا الآخرى بـ ثقبٍ لا مفرّ مِنه ،

لم تنهِض بل جعلت من الآرضِ
البارِدة مضجعٍ لها،
تكوّرت على نفسِها تكتـُمُ شهقاتِها
بـ يدِها تخافُ من أن ينبثُق صوتهاَ
لا تعلم كيفَ حدث هذا
هو حدثْ و أنتهى ،
كيفَ سـ تتمكنُ الآن الفرارُ منه!
ماريز هي كلَّ ما تملُك..
أمتدت يدِها دافِعتاً لـ ذاك السكين
بعيداً عن مرئاها ، لـ يتدحرجُ ..

انقطعَ التيارُ الكهربائِي
كـ كلّ ليلةٍ بـ ذاكَ الحيْ! يزيدها رهبة
ظلـّت على تلكَ الحالة لـ ساعاتٍ
تنتحِبُ حسرتاً و خوفاً
لـ ينتهي المطافُ بها
نائمتاً و إندثارِها تركَ
بصمتِه على أهدابِها .

_____________________________

جـالِسـاً بـ مقعدٍ خشبيٍ
كـ المقاعِدِ المُجاورة قُربِه
حادتاه تغوصانِ بـ النضرِ نحو
نهرِ الهآن أمامِه ،
و النجومُ لامِعة كـ سطوعِ القمرِ فوقُه
و عقلِه يغوصُ بـ التفكير!
هو توصّل لـ عدة أمورٍ
و صباحُ الغد سـ يبدأ بـ أوّلِه .

جلسَ لـ ساعاتٍ هُناك يُحاولُ
تصفيةُ عقلِه إلا أن التفكيرُ
أصبح جزءاً مِنه و بِه
كما لو أنهُ أدمنُه ،
أنكمشت قبضتاه بـ جيبِ معطِفِه
لـ برودةُ الجوِّ الجآمِدة
الثـّلوجُ بـ تلكَ اللّيلـة أعلنت سقوطَها
كـ حباتُ القطنِ هي..

نهض حينها يخطو نحو سيارتِه
بينما قِطعُ الثلجِ تمكنَت
مِن شعرِه تِزينُه ،
تنفس الصُّعداء يقودُ نحو منزِلِه
دقائِق و مسافةُ الطريق
لـ يصبِح أمامِه ،
ركنَ سيارتِه هاماً على النزول

والدتُه كانت بـ إنتضارِهِ فِعلاً
رغمَ تأخيرِ الوقت
و هاذة ما أقلَـقهاَ
دلف يهمُّ علي نزعِ معطِفِه
تسائلت والدته لـ مجيئه متأخراً
أو إن كانَ جائعاً!
هو لم يلفُظ بـ شيئٍ
فقط أحتضنها لـ مُهلة مُقِّبلاً جبينِها
تحت حيرتها ،

" أنا متعبٌ سـ أنامُ الآن..
عمتِ مسائاً أمي! "

هاذة ما نطق بهِ فقط يخطو نحو الأعلى
مع تزامُنِ إيمائِها لهُ بـ رأسِها ،

دلفَ غرفتِه لـ تكونُ هي شاهِدةُ ضِعفِه
أستند بـ جِذعِه على البابِ خلفِه
لـ يهوى أسفلاً مستنِداً عليه ،
ما بـ كُربِه أنعكسَ دمعاً حاراً
يُلطخُ وجنتُه ..
بكـَى ندماً ، قلـقاً ، حـُزناً
لـما آلات الأُمورِ إليه ،
دقائق لـ ينهِض بـ وهنٍ خاطاً
نحو سريرِه متضجِعاً هُناك
دون تبديلِ ثيابِه حتى
لـ يسقُط نائماً
كـ تساقُطِ ثلوجِ تلك الليلَة
مُبلِّلتاً كُلَّ ما هو تحتَ تصرُّفِها
كـ إندثارُ حادتاهُ تمـاماً  .

تِلكَ اللّـيلة أستنزفَت كِـلآهُمـا
كانتْ آلِـمة!
لـهُ و لـِ مَن أستوطَنت باطِنـُه
ماذاَ لو كانآ معاً
أ كـانَ سـ يجري ما جرى؟
أم هي خُطةُ القدر! .

____________________________

" حسنـاً..لا اظُن أنهُ كـ قصرِك!
و لـكِنهُ سـ يفي بـ الغرض
بـ النسبةُ لِي .."

" قصرُنا لا قصري هتِـهْ أولاً!
ما يُفي بـ الغرضُ معكِ
يفي بـ الغرضُ معي و هتِـهْ ثالِـثاً!
أما ما هو بـ النسبةُ لكِ ،
هو يُنسَب لِي إيلاري!.."

تفـوّهت إيلار بـ ذالِك
بعد فتحِها لـ بابِ شِقتها
و الآخر تسلسل يخطو خلفَها ،
نطقت بـ ذالِك تزامناً مع وضعِها
لـ مفاتيحِها فوق المِنطة قُربِها..

إلاّ أن من خلفِها لم ينل إعجابِه
ما تفوهت بِه معشوقتـَه!
فارِداً يدِه يُغلِفها حولَ خصرها
منتشِلاً لها لـ تتصادم بِه في حينِ غفلة..

سودويّتاه عانقت بُنيتاها
بـ عذبِ صوتِه الحازِم نطق بـ ذالِك
بينما يدِه المُجبرة أحاطَب من قبلُ كفِّها ،
أومئت تُوافقُ حديثِه بـ إحمرارٍ
أنكسَ خدّها ناضرتاً للأسفل ..

أقترب في حينها
مُطلقاً قهقهاتِه تنسابُ لها ،
أسنانِه عضت بـِ خِفة وجنتها
سبب في إصدارها لـ صوتُ إزعاجِها ضاحِكة!
صِفةِ الخجلُ بِها لازالـَت قائمة
بل و أصبحتْ بـ سببِه
ضِعفُ ماكانـت عليهِ معُه .

أبعدتهُ عنها بـ رِفـقٍ
تنزعُ قبضتِه عليهاَ ، تسللت يدُها
تُبعـِدُ معطِفه فـ معطِفها بعدَه
تُعلِّقهُـما ..

في حينِ الآخر دلف يقِف بـ نصف الغرفة
ناظراً حول أرجائِها ذاتَ
الطابِع البسيطِ .

صوتُ إحتكاكِ شيئٍ حاد
أيقضَه من غفلتِه
لـ يلتفِت لـ من ظهرت بـ شكلٍ لطيفٍ
تألّم لهُ قلبِه..

بـ تلك الثوانِي التي أستغرقها مستكشفاً
بدّلت ثيابِها من بنطالٍ بُني
و قميصٍ بيج إلى بنطالٍ صوفي أسود
كـ الكنزة التي تعتليها تماماً
على شكلُ ارنبٍ كانت..
جعلت من شعرِها ذيلُ فرسٍ
لـ تتمكنُ من الحركة بـ إنسيابية .

بينما الصوت الذي ولج مسامِعِه 
كان صوتُ إحتكاكِ المِقصُ بـ بعضِه
من قِـبلِها تتمسكُ بِه بـ كفٍ
و الآخرى تتمسكُ بـ مِشطٍ ،
سببت في حيرتهْ رافِعا لـ حاجِبه
أبتسمت هي لـ تنطُق بـ حماسٍ مُفرِط

" خصلآتـُك تحتاجُ لـ بعضٍ
مِن التعديل كوكي!.. "

أبتسم حينِها بعدما وصلت
الفِكرةَ لهُ ، ألتفتَ لها
فارِداً لـ يداهُ جانِبياً 
ناطِقاً بـ دراميـّة
قهقهت لهاَ هي .

" كـُلُّني مِلكـُكِ.. "

--

بُنّيتاها أرتكزت على خصلاتِ
القابِع بـ كُرسي المطبخ أمامَها
عاضتاً لـ شِفتها بـ إرتِكازٍ تامٌ 
تتمسكُ بـ المقصِ بـ يدها
بينما الآخرى تُساعِدُها ،
بينما الآخر أستغلّ تركيزِها ذاك
بـِ غرقِ سودويّتاهُ بِها
غيرُ عالِمة بـِ ما تخلِقُه من نبضاتٍ
مُتضاعِفة بـ فـُؤادِه بـ الثانية الواحـِدة

لـ ينطُق بـ هدوءٍ بعد مُدةِ سكونٍ طفيفة
طغت علي محورِهِما

" لـما لم تفعلي هاذة
بـ دورةُ المِياه؟! "

" لـن آخذ راحتي بِها
فـ هي ضيقة نسبياً
كـ هذِهِ الشـِّقة..! "

" و لكنها تتسِع لنا معاً!
أليـْسَ كـذالِك؟.."

نطقت بـ ذالِك غارِقة
بـ تقليصِ خصلاتِه تِلك
لـ يتفوه بـ ذالِك يتصنعُ البرائة
بـ نهايةُ حديثِه
لـ تُزجِرُه بـ نضراتِها آمِرة

" أصـْمـُت!  "

قهقه بـ خفة لـ ترجعُ هي بـ نضراتِها
ترتكِز بـ عملِها ذاك
لـ يُعاود النطق إلاّ أن هذِهِ المرة
نبرتِه كانتْ أحـَنُّ لها
مُتمسكاً بـ يدِها بـ رِفقٍ
يستوقِفها عن ما تفعلُه

" أنا أريدُ طِفلاً..! "

هاهو يـُخلِقُ سبباً لـ إحمرارُ وجنتها
بحلقت بـهِ بـ بلاهةٍ رمشت
بـ عيناها ،
أبتلعت ريقِها غيرُ عالمة بـ ما
يجبُ عليها قولِه فقط
أنعدِمت الكـلِماتُ بِها!

ولـج لحظتها صوتُ رنينِ الهاتِف المنزِلي
مسامِع الإثنان ، لـ تبتعد عنهُ
شاكِرتاً لهُ!
بينما الآخر تذمر بـ طفولةٍ عالياً

" إلآهـي لِما هذا بـ كـُِّل مرّة؟
ألا يِمكِنني الإختِلاءَ
بـِ زوجَـتي!! "

قهقهت بـ خفة دون علمه
تتمسكُ بـ سماعةُ الهاتِف
التي لم يحدُث و إن أستعملتها قبلاً

" أجل؟ "

إننيِ أعتذر، ، إنه مِقفل..
ليلةُ البارحة لم أقصد بـ
إقلاقكُما!

هلْ حدثَ أمرٍ ما؟

حـ...حسناً
سـ أعاودَ الإتصالَ بِكِ!  "

هاذة فقط ما أستطاعَ جونكوك
إلتقاطِه مِن حديثِها
غيرُ عالمٍ بـ ما يحدُث
فقط يُناظِرها من المطبخ الذي
يُواجِهُ غُرفةَ الجلوسِ تُفتـحْ عليها ،

ألتفتت حينها تخطو بـ إتجاهِه
ألتقطت المِقصّ بـ أنامِلها
بعدما وضعتهُ على المنطة
مصمِّمةً على إنهاءُ ما بدت بِهِ

" مـَن المُتصلِ إيلار؟ "

تسائل يُناظِرُ من بدت حائرة
من معالِمِ وجِهها ،
هي كِتابٍ مفتوحٌ بـ النسبةِ لهُ!

تحمحمت مُبتعدة عنهُ مع تلاحُمِ أنامِلها
بين خصلاتِه الفِحمية تِلك
نظراتُ إعجابٍ أبدتها
لـ ما صنعتهُ أنامِلها ،
بدت و كأنها تتهربُ من سؤالِه
إلا أن حقيقتاً هي تفكر في كيفيةِ
قولُ ذالِك..!

شهقت بـ خفة لـ ما أفتعلهُ فجأة
فقط بـ لمحةٍ اصبحت تتوسطُ فخذِه
بعدما سحبها من خصرِها نحوِه ،
أصبحت تُقابِلُه..إنشاتٍ تَفصِلَهم!

" مـ..ماذا تفعل!؟ "

تسللت يدِه من خصرِها تُلاعبُ خصلاتُها
كـ عادةً يحبِذُ القيامُ بِها دومـاً
ناطقاً مع تلاحُمِ حِبقتيْهِما بـ جديّة

" أنتي لم تُجاوِبيِني!
من المُتصل؟
هل جرى شيئٍ سيِّـئ؟!.."

" أ..ألأمرُ هو أن يوري طلبت رؤيتي
بـ أمرٍ ضروري ، وقد بدى التوترُ
بـ صوتِها! لا سيمىَ كونَهُ كذالِك..
ولٓـكِن!! "

" ماذا؟ "

" أنت ْ..
لقد أتيتَ لـ التو ، و لن أسمح بـ ذهابِك!
و أنا.."

نطقت بـ ذالِك بعدَ إبتلاعِها لـ ما بجوفِها
تُلاعِبُ اطرافَ أنامِلها بـ بعضِها ،
تسائل هو لـ تجيبَ بـ ذالِك هي
إلا أنها لم تُكمِل حديثُها
لـ مقاطعتِهِ لها!

" إيلار حييبَتـِي!
أنا لن أمنعُكِ من الذهابَ بتاتاً..
و لن أعيقَ الأمر ، يوري قد
تكونُ بـ حاجتُككِ فِعلاً!
و أنا لن اترِككِ أبداً بعد الآن..
سـ أنتضِرُكِ هُنا ، كما أن آليكس
و رِجالِي يُحيطانِ المِنطقة
لا تقلقي علـيْ صغيرتي همم.."

زفرت مُحررتاً ما مِن هواءٍ بـ ئتيـْها
مُبتسِمةٍ بـ هذوءٍ لهُ
كانت سـ تنهض إلا أن قبضتِه أشتدت
كـ إقترابِها منهُ أكثر
مُتلاحِماً معهاَ بـ لثمةٍ سارِقة
أنعدمت لها أنفاسهآ ..

أبتعدت عنه لآهِثة
كـ عِشقِه المجنونِ لها كانت قُبلِتِه العاصِفة!
لـ ينطُق بـ وهنٍ بينما عِطرُها لازالَ مُسكِراً
يـدفعهُ ثامِلا ً..

" ثِغرُكِ الدّامي
يدفعُني لـ إرتِكابُ الجرائِمَ..
كما أنهُ لـ كُّل شيئٍ ثمن!
و لـ بُعـدُكِ الثمنُ يُدفعُ لاثِماً..! "

قبضتِه قد أرتخت قبلاً
مُعلناً فكـِّه لـ أسرِها ،
أمـّا هي لآ زالت تحتَ تأثيرِ لثمتِه السـّارِقة!
دونَ إذنٍ يُذكر هي أحتضنتهُ خاطِفة
لـ منكبيهِ داخِلُ قفصـَها
كـ سرِقتِه ،
هي لم تسمحُ بـ نطقِه بـ شيئٍ أكثر
فارّتاً مِنه راكضةً نحو غرفتها تُقفِلها !

بينما هو علت قهقهاتِه لـ خجلِها
أستطاعت الفِرارَ مِنه دون
إحراجِها أكثر ،

" و هاذا الشعرُ هُنا!
هل تركتني لـ تنشيفِه وحدي؟
إيلآررري.."

أزدادت إبتسامتهُ أكثر
بعد ممزاحتِه لها و لم ترُدُّ هي..
أحراجـِها و خلقُ الفراشاتِ
بـ جوفِها وضيفتُه مؤخراً! .

--

" أنا لن اتأخر حسناً..
هُناكَ بعضُ الـوجباتِ الخفيفة
بـ رفوفِ المطبخ!
إن شعرتَ بـ الجوع حسناً؟  "

" حسناً حسناً ،
فقط أنتبهي على نفسُكِ همم "

أومئت لهُ تُعدِلُ ياقةُ قميصِها النيلي
و المُصاحِب لـ بِنطالٍ أسود
تُنهي طلّتها مع معطِفٍ أسود ،
أبتسم هو لها مع نُطقِه بـ ذالِك
لـ تفعلُ المثلُ معِه ملوحتاً لـ
من يبعدُ عنها بضعةِ خطواتٍ!

فتحت البابُ لـ تنفزِع حينِها
فقط وجدت السّيدة وونهي تقِفُ
أمامِها!
كانت سـ تهُمُّ على دقِّ البابُ حينِها..

" أوه!..أمي "

" أعتذِر لـعدمُ إعلامِك بـ مجيئي،
فقط حاولتُ الإتصالَ بِكِ
إلاّ أن هاتِفكِ مُقفل!
هل أنتِ خارِجة؟ "

" أمم أجل ، و آسفة لقد نسيتُه مُقفلاً ..
تفضـّلي! "

أنزاحت إيلار لـ دخولِ الآخرى
و قد فعلت إلا أنها لم تُكمِل دلوفِها
لـ من قابلها واقِفا أمامِها
واضِعاً لـ يدِه بـ جُعبتِه يُناضِرُها .

" جـ..جونكوك!!  "

" أهلاً  ، يا خالَـتِي!.."

____________________________

دلفتْ سيارةُ آليكس
كما طلب جونكوك بـ دافِع توصيلـِها
لـ ينصاعُ لهُ حينها ،

دلـفت و تفكيرِها مُعلّقاً بـ ما
قد يجري بين والدتها و جونكوك
في حينِ غيابها!
فقط تركها تذهب قائلاً
كونهُ سـ يحادثُ خالتِه بـ موضوعٍ ما .

آليكس أيقضَ غفلتها تُناظرُ الطريقِ
عبرَ النـّافذة بـ ما تفوّه بِـهِ

" آنِستي!
لقد فعلتُ ما طلبتيه بـ ذاك اليوم..
هاذة الملف يحتوي على كل ما
قد تحتاجينـَه ،
و كما طلبتي الأمر في سريةٍ تامـّة! "

" شـُكرا لكَ آليكس!
ولا أقصِدُ شكري لك عن هذا الأمر فقط
بل أيضاً أنا ممتنةٌ لك في
إنقاذِكَ لـ جونكوك!.."

أمتدت يدُه حامِلاً بِها ظرفٍ
ذاتَ لونٍ أحمر تزامُناً مع نُطقِه بـ ذالِك

تفوّهت بـ ذالِك بـ نبرةٍ ممتنةٍ
و قد زينَت مِحياها باسمةٍ لهُ
لـ ينطُق هو مع هقهقةٍ صغيرة
فرّت مِن ثِغرِه غصباً..

" لا تشكُريني آنسة إيلآر..
كما قلتُ سابِقا السيد جونكوك ليسَ
رئيسي فقط بل إنني أعتبِرهُ شقيقيَ
لأكبر! ، هاذة كانَ مِن واجِبي
و مِن مكانتِه عِندي.."

" حسناً..!
و لكن ما المُضحِك؟ 
أقصِد أنت تقهقه و لو انني
أسردتُ دُعابةٍ عليـْك "

" أعذُرِيني ،
فقط ذِكري يومُ مقابلتُكِ الأول
لازالتْ بـ بالي..!
كُنتِ تقسُمين بـ قتلِه ،
و الان تتشكرينني لـ إنقاذِه! "

بعد و ما تفوه بِهِ نهايةُ حديثِه
سبب في إشراقِ إبتسامتها
قهقهت لـما خالجتها من ذِكرةُ ذاك اليوم..
فِعلاً ما قالَه! ، ما كانت عليهِ
و ما هي بهِ الأن مُناقِضاً و بـ جدارة .

أنتهى حديثِهما حينها
لـ يعُم المكانَ هدوئاً ،
مسافةُ الطريق و ها هو
يـُركِنُ سيـّارتِه أمامِ فُندُقِ أترنتِكـاَ
ترجـّلت حينِها بعد شكرِ آليكس 
تخطو نحو الداخِل بـ فتحِ
لـِ بوابِ الفندق بابِ المدخلِ لها
مطئطِئاً بـ رأسِه ،
همست شاكِرة ، ثم بِضعةُ خطواتٍ
لـ تقِف أمامَ عميلةُ الإستقبال
تَطلُبُ مكانَ الغرفة 604
لـ تطلب العامِلة من زميلِها توصِيلُ إيلار
لـ يفعل هو يوجهها نحو الطابِع السابع .

--

شكرت العميلُ ذاك
لـ ينحني بـ خفةٍ هو هاماً على الذهاب
بعد تركِها أمامَ الجناحِ المطلوب ،
أمتدت يدُها تطرِقُ الباب
ثلاثُ طرقاتٍ
لـ يعلِن البابُ إفتِتاحِه .

" ها أنتِ ذا..
كنتُ بـ إنتضارِك ، أدخلي "

" هل جرى شيئٍ ما؟
لقد أقلقتِني..

ما هذا؟؟!  "

تفوهت يوري بـ ذالِك تزامُنـاً
لـ دخولِ الأخرى
لـ تنطُق إيلار بـ ذالِك ،
إلا أن نبرتها بدت متسائلة فـ حائرة
بـ نهايةُ ما نطقت بِه
قاطبتاً لـ حاجِبيـْها ..

ما لفظت بِه كان سببُه ما رأتهُ عيناهاَ
مِن حقائِبَ سفرٍ تسطفُّ
بـ مُحاذاتِ الباب ،

" مرحباً أوني!
   تفضلـِي "

تقدّم جيمين حينها مرحباً بِها
إلا أنها لم تخطو أكثر
فقط ضلت واقِفة بـ غرفة الإستقبال
جيمين أمامِها بينما يوري
على جانِبها الأيمن ،
لـ تنطُق بعدما رمقت كلاهُما بـ فضولْ

" هل هُناك ما يجبُ عليْكُما
إعلامي بِه؟! "

" فـ الحقيقة.. "

كانت يوري من سـ تُجيبـَها
إلا أن حديثُ جيمين بترها

" إيلار!
رئيس المستشفى الذي أنا أعملُ بِها
أتصلَ بِي صباحَ اليوم
طالباً رجوعي لـ كورياَ
بـ أمرٍ هام لم يُعلمني بِه
قائلاِ كونـَهُ يخُصُّني!

يوري و بعد إعلامِها بـ الأمر
طلبت المجيئُ معي
كونُها قلقة عليْ و قد رفضت!
هي مصرّة إلاّ أنها بـ الوقتِ ذاتِه لا تريدُ
تركُكِ بل البقاء معُكِ ،
و هاذة ما طلبتهُ منها أنا
أرجو منكِ تغييرِ رأيِها  "

" ولكن جيمين أنت لا تستطيعُ
إرغامِها!..كما أنني أظُن أن
رجوعكُما قد حانَ فِعلاً ،
لا تفهمانِي خطأ أنا فقط أقصِد
أنني و بعد إنتهائي من القضية
سـ أرجعُ كوريا أنا و جونكوك!
أي جميعُنا سـ نعودُ
لـ موطِننا.. "

" و لكن أنتي بـ حاجةٍ لـ دعمنا كذالِك
انا لا استطيعُ تركُكِ..!  "

" أطمئني عزيزتي!
جونكوك معي الآن و تاي و إيريس
كذالِك ، كما أن القضية
على خيرِ وجهٍ..
فقط بعضُ الدلائل و سـ تُحل
جميعُنا سـ نرجع على كُلِّ لذالِك..
أنت سـ ترافقي جيمين
و أيضاً كونا حذِريـْن
فـ جميعُنا لازًلنا تحت الخطر
كونُ سيهون لازالَ طليقاً..! "

نطقت يوري بـ ذالِك
لـ تنفي لها الآخري تزامُنا لـ إمساكِها
منكبيْ التي أمامِها
ناطِقتاً بـ ذالِك
تُناظِرُ كِـلآهُمـا ،

أقتربت يوري تحتظِن من تعتبِرها
شـقيقةٍ لها لـ تبادلها الأخرى
رابِتتاً أعلى جِذعِها باسمةً ،

تنهّد جيمين حينها مقترباً نحوهُما
لـ ينطق بـ خفة

" لا تقلقي يوري سـ تكونُ بـ حمايتي!
كما أن تاي هُناك..
أتسائلُ إن استطاع إقناعُ إيرس
بـ أمرُ القضيّة! "

" لا أظن أنها سـ ترفض مساعدتي ،
و لكن بـ نفسِ الوقت
هي مُحقة!
لقد تسببتُ بـ الكثيرُ لها..!"

" العكسُ تماماً أخي
هو من تسبب بـ كل ذالِك..
لذا سـ أكون ممتنة إن رفضت
بـ بدايةُ الأمر!
لـ يسعى إلى مايِريدُه قليلاً..!

نطقت يوري بـ ذالِك تُشارِكهُما الحديث
بينما أومئ جيمين لها
موافقاً حديثِها ، لـ تقهقه إيلار بـ خفة
على تعبيرِ صديقتِها

تسائلت إيلار وقتُ سفرِهِما
لـ ينطُق جيمين حينَها
مع دلكِه لـ جبينِه بـ أنامِله مُتذكِّراً .

" حسناً إذاً ماذا ننتظِر؟!
لديناً طائرة تنتظِرُنا "

_____________________________

غرفةٍ مُعتمة
بـ جِدارٍ رمادي
بـ سريرٍ أبيض يتخبطُ
العرقُ أخذَ يتصببُ
بينما أنفاسِه تتصادمُ عالياً

أرتفعَ جِذعِه عن مستوى سريرِه
موسِعاً حدقتاهُ الاّمِعة و الراجِفة
ثوانٍ أخذها مُستوعِباً مكانِه
لـ يتسللُ كفِّه ماسِحاً بِها
ما لوّث جبينِهْ من عرقٍ 
أنفثَ أنفاسِه مُرهقاً
نازِعاً المِلائةُ عنه ،

خطى نحو دورةُ المِياه مقرراً
الإستِحمام لعلّـهُ ينزع عنه
ما أخلفهُ الكابوسِ له
جسدياً و نفسياً ،
و لم ينسى إيقاعِ بصرِه
على الساعة قُرب مِنطـّتِه 
لـ يجِدها السـّادِسة فما رُبع .

صوتُ خطواتِه ينزِلُ السلالِم
أصدرَ صريرٍ طفيفٍ
بينما جِذعِه أُغلِف بـ
قميصٍ أزرق سميكٍ و داكِن كـ بِنطالِه
لـ يغلفه معطِفٍ أسود ،
المنزِل كانَ يُنيرُ من خِلال ضوء
النهار المُتسلل من النافذة منذُ قليل
والدته لا زالت نائمة
هاذة ما أستنبطُه 
و قد كان لصالِحِه !

خرج بعد إرتداءُ حذائه
لـ تضرِبَ النسمةُ البارِدة بشرتِه الشاحِبة
أغلق عينيهِ كـ ردةُ فِعلاٍ
ساحباً لـ بابُ سيّارتِه دالِفاً بِها
هاماً نحو وجهتِه الاولى
بعد قرارِه البارِحة .

--

ركنَ سيارتِه بعدُ ربعُ ساعة
لـ خلُو الطريقِ من السياراتِ
بـ إستثناءِ البعضُ منها ،
أمامَ ابوابُ ثانويةٍ توقف مُترجِّلاً
يخطو نحو الساحة داخِلها
بينما الطُّلابُ اعلناَ بدايةِ
وصولِِهما واحِداً تلوَى الآخر .

تخطى نظراتُ الاساتِذةِ المُبهمة نحوِه هُناك
باحِثاً عن غرفةِ مديرِ الثانويـّة
أستوقف طالِباً يسألُه 
لـ يُشيرَ لهُ بـ مكتبٍ
يقبعُ آخِر الممر ،

تخطاه يسري نحو وجهتِه
بعد شُكرِه ..
ارتفعت يدُه تطرقَ بابِ المكتب
لـ يَسمع صوتُ موافقةُ الطرفِ الآخر
على دخولِ الطارِق  
لـ يدفعُ البابُ بـ خفّة دالِفاً .

" صباح الخير سيد..جانغ!
أنا كيم تايهيونغ
اتيتُ هنا في طلبٍ بـ محادثتِك"

" تفظـّل بـ الدخول "

نطق تاي بـ ذالِك بعد إنحنائِه إحتراماً
لـ الأكبرُ سِناً أمامِه
بعد لمحِه لـ لآفتةٍ كُتبَ عليها إسمه  ،
لـ يومِئ لهُ الآخرى يحِثهُ على الدخول
لـ يجلِس هو علي كرسٍ يقبعُ
أمامَ المدير بينما طاوِلةٍ
خشبية كانت الفاصِل بينِهمْ .

" تفضّل كيم تايهيونغ
هل أنت هنا لـ السؤالِ عن طالِبٍ ما؟ "

" أجل سيدي
فلحقيقة أنا أقربُ إحدى الطلابِ
هنا و أريدُ مقابلتها إن سمحت 
فلم أجِدها من ظمنِ الطلاب "

" بـ التأكيد لعلها لم تصِل!
ما إسمُ الطالب؟ "

" هي طالِبة حقيقتاً..تُدعى جون ماريز! "

" و لكننا لا نملُك طالبة تدعى ماريز
تحمل كنيةُ جون!
فقط واحدة و هي تُدعى كيم ماريز "

أستقطب تاي حاجبيهِ بـ حيرة
فـ حسب علمه إيرس تحملُ كنيةُ جون
فـ لِما تحمل ماريز كنيةُ كيمْ!
حينها استذكر رسالتها
المتروكةُ لهُ و ما كُتب كان
كيم إيريس!
لم ينتبِه للأمر إلاّ أن بعضُ الفضولِ
حيال الأمرِ أنتابُه الآن
لـ ينطق حينها

" اوه أعتذِر!
هي هاذِه كيم ماريز  "

" كيم ماريز مِن أفضلُ الطلابِ لدينا
كما أنها مثابرة مجتهدة و خلوقة..
إلا أنها أنتقلت مِن ثانويتنا
من بضعةُ أيامٍ.."

" حقاً.. ؟
و لكن! لما ؟ "

" شقيقتها نقلتها فكما علمت أنها
أنتقلت لـ ثانوية دونغ سون
الداخلية
لم تقل لي ماذا تقربُها أنت؟  "

" أنا؟ .. انا إبنُ خالتها كنتُ خارجَ البلاد
لـ ذالك جهلتُ عن الامر ،
شكراً لكَ سيدي.. "

" العفو بُني  "

شكرهُ لـ يخطو نحو الخارج
بعد إنحائةٍ طفيفةٍ مِنه  .

--

يقودُ سيارتِه بـ طريقٍ طويل
التفكيرُ و التفكير هو ما صاحبُه
يُخالُ دِماغِه أن يُنزع منهُ فاراً ،

سببُ إنتقالِها فـ كنيتـُها المُختلِفة!
هناك الكثير الذي لازالَ
جاهِلاً لهُ!

الطريقُ رُغمَ خلوِّه إلا أنه
أخذ منهُ نـُصفِ ساعةٍ حتى وصولِه 
فـ عنوانِ تلك الثانوية يقبعُ
بـ جزءِ سيول الآخر
بـ جانِب إحدى المُدُنِ هناك ،
و هاذة قد زاد شكِّه بـ مكانُ المُعنية
لـ عِلها تجِدُ الهذوءَ هُناك
مبتعِدتاً عما يُسببُ الألٓمِ لها .

وصل مكانُ العِنوانِ المطلوب
ثانوية دونغ سون الدّاخِلية

ركن سيارتِه على جانِبِ الطريقِ هناك
بينما مبنى الدراسة و مبنى السكن
يُفصِلُ بينهُما جُدرانٍ عالٍ ،

تقدم يخطو نحو مبنى السكن هُناك
حيثُ الساعة كانت تُشيرُ لـ السـابِعة
أستوقفهُ البواب لـ يعلِمه
كونُ الزيارات بـ أيامِ الدراسةُ
علي الغُرباءِ تُمنع!

تخطاه حانِقاً ملتفتاً دالفاً لـ مبنى الثانوية
بينما الطلابُ يصطفون
بـ طوابيرٍ هُناك
أستاذةٍ أقتربت تتسائلُ وجودِه
لـ يعلِمها كونهُ هنا بـ عملٍ يخص الإدارة
هو علم كونها سـ ترفِضُ وجودِه
لـ منعِ الزياراتِ هُنا .

التفت بـ دافِع البحثِ عن مكتبِ المديرِ
إلا أن ما ألتقطتهُ مسامِعِه من إسمٍ
أستوقفُه مُلتفتاً نحو تلك الأستاذة
حيثُ قامت بـ نهدِه بـ إسم
من يبحثُ عنها!
كيم ماريز

ألتفت يُناظرُ من تقدمت نحو ألأستاذة تلك
فتاةٍ بـ هيئةٍ صغيرة
ذاتَ شعرٍ بُني يصِلُ نصف جذعها
و عينانٍ بُنية كذالِك
بـ بشرةٍ بيضاءٍ ترتدي زيها المدرسيْ
بدت تـُشبِه شقيقتِها كثيرا
بـ النسبةَ لهُ..إختلافٍ في الشعرِ فقط! .

تلك الفتاة ناظرتهُ لثانية تقتربُ
منهُ بينما حدقتاه ترتكِزُ عليها

" أنتظر قليلا حتى تنتهي التمريناتُ
الصباحية يا سيد ،
و سـ أُريكَ مكتبُ المدير
كما أمرَتني الأُستاذة  "

أنحنئت تلك الفتاةُ بـ خـِفة
لـ من يفوقها عمراً إحتراماً لهُ
بـ صوتٍ رقيقٍ حدّثته
لـ يومِئ بـ خفةٍ لها
بعد تحكمه بـ عدمُ إفتعالِ
ضجةٍ هُنا .

--

الطلابِ بدئو يصطفونَ
يخطوانِ نحو فصولِهِن
حتى خـُلت الساحة بـ إستثنائِهم،

" تفضل معي سيدي.. "

تفوهت بـ ذالك لهُ
لـ تسيرُ نحو وجهتهما المطلوبة
بينما هو لحق بِها يلوجُ بـ أنظارِه
هنا و هُناك ،
بعد دخولِهم المبنى سحبها من الخلفِ
فجأة مما سبب في صرختِها
إلا انها كُتمت بـ قبضتِه
حول فاهِها .

أخرسها بـ وضعِه لـ سبابتِه امامَ فاهِه
مدلِفاً إحدى الفصولِ الفارِغة
مغلقاً الباب ورائِه بعد ركلِه ،
تركها حتى لا تُفزع منهُ أكثر
تنفست الصعداء حينها
بينما أرتعش قلبها خوفاً

" م..ما الذي تريدُه مِني؟! "

" أنا أسِفٌ علي هاذة ،
انا هنا لـ مُحادثتُكِ أنتِ
وكانت هاذِه الطريقة الوحيدة! "

" تحادِثـُني أنا؟
هل تعرِفُني  "

تسائلت بـ حيرةٍ تقطُبُ حاجِبيها
تشيرُ إلى نفسها
لـ ينطُق هو بـ هذوءٍ حينها

" أدعى تايهيونغ ،
انا و .. إن إيريس كانت تشتغِلُ معي
كما ان سفرةُ عملها كانت معي أيضاً
هي عادت و لم أستطِع إيجادها
كان طريقُ الوصولُ إليها
هو من خلالِك فقط  "

إذاً!  ، أنت تبحثُ عن شقيقتي..
و لكن هي لم تِحادثني عنك قبلاِ
كيف أعلم أنك لا تخدِعُني
يا سيد؟ "

أنفث ما بـ رئتيهِ من هواءٍ خانِق
لـ يستقطِبَ حاجِبيهِ
بينما يدُه تسللت نحو جيبِه
اخرج هاتِفه تحت نطراتُ
ماريز التائِهة حولُه ،
ثوانٍ لـ يرفعُ شاشةَ هاتِفِه نحوها
لـ ترفعُ حاجبيها تناظِرُ
ما يُريها إياه

كانت صورتاً جمعتهُ مع كلٍّ من
إيريس و إيلار ، يوري و جيمين
في فترة وجودهم معاً ،
تلك الصغيرة رات صورةُ شقيقتها
لـ ينطُق هو بعد إبعادُ هاتِفه
عن ناظِريهاَ

" و الآن..هل صدّقتِني؟ "

" أجل ، أعذرني فـ كما قلت
انا لا أعرفك! 
كيف تريد مساعدتي؟ "

" عُنوانِ منزِلَـكُما! "

" لقد.."

بُتِرَ ما كانت سـ تنطُق بِه لـ سماعِها
صوتُ أحدٍ يُندِهُ بـ إسمِها
حينَها أفتُتِحَ بابُ الفصلِ فجأة
لـ ينطُق ذاك الأستاذ كما
ظهرَ شكلُه

" كيم ماريز!
ما الذي تفعلينهُ هنا لوحدك
ألا تعلمين أنه يجدرُ عليكِ
التواجُدِ في صفِّك؟..
على كُلٍّ شقيقتِك هُنا لـ رؤيتِك
تفظلي يا آنسة.. "

تفوه ذاك الأستاذُ موبِّخاً لها
بعد رؤيتها واقفة بـ ذاك الفصلُ لوحدِها
غيرُ عالِمٍ بـ طرفٍ ثالِث يستمِع
من خلفَ البابِ مُختبِئاً ،

حينها أدلفت إيريس تناظرُ شقيقتها
التي أقتربت سريعاً تحظِنُها
لـ تُبادلها الآخرى

" يمكنكُما التحدُثِ هُنا ،
كيم ماريز أريد مقابلتُكِ
بعد نهايةُ الفصل! "

تفوه ذاك الأستاذُ بـ ذالك قبل
سيرِه نحو الخارِجِ مُبتعِداً

" ماريز ، لِما أنتِ هنا؟
تعلمين هاذة سـ يُؤثر عليكِ
كوني حذرةً أكثر ارجوكِ صغيرتي "

" هي هُنا لأنني أنا
أردتُ هاذة!  "

صوتِه أخترقَ مسامِعُها
مسبباً إتساعِ حِدقتاها
قاطِبتاً لـ حاجِباها ،
ألتفتت نحو الخلف كـ الآلة
غيرُ مستوعبة ما أستمعت إليهِ آذانِها
آخرُ من تتوقعُ وجودِه يقِفُ
هُنا أمام شقيقتها .

" أُختي! هو قد كانَ.. "

" اترُكينا لـ دقيقتين بـ
مُفردِنا ماريز!  "

بترت إيرس حديثُ شقيقتها
تطالِبُ بـ ذالِك
لـ تنصاعُ الأخرةُ لها تسيرُ خارِج الفصل ،
تقدّم هو خطوة
و لكنها أستوقفتهُ ناطقة بـ حدة

" توقـّف و لا تُفكر الإقترابَ أكثر!
ماذا تـُخالُ نفسِكَ فاعِلاً بـ
تواجُدكَ هُنا ها؟  "

" إيريس أنا.. "

" لا تلفُظ إسمي علي لسانِك يا هذا ،
هل تعرِفُني حتىّ؟!
أتذكرُ كونِك أنكرت وجودي على
هذا الكون يا سيد ، لـ تاتي الآن..
لا تُحاول الإقترابُ مني
أو من ماريز ، أبقى بعيداً
و لا تريني وجهُكَ ثانياً "

زمجرت بـ ذالِك تٌهُمُّ على الذهاب
و لكن قبضتِه حول معصمِها
أستوقفت سيـْرِها ،
قطب حاجِبيهِ غاضِباً
يُحاولُ التمسكَ بـ أعصابِه
ناطقاً بـ هذوء بعد إقترابِه منها
 

" هُناك ما أحادِثُكِ بِه ضرورياً  "

ليس هناك ما تتحدثُ بهِ معي ،
أنا أحذرُكَ للمرة الثانية
لا تحاولَ الإقترابَ أكثر..
أذهب من هُنا و لا تعود
كلِّه بـ سببِك بـ الفِعل!  "

أنتشلت يدُها من قبضتِه دافِعتا لها
حذرتهُ تُشير بـ سبابتِها نحوِه
لـ تنفعِل نهايةُ حديثِها
و قد كانت نبرتُها أكثرُ
ألماً و ضِعفاً و تأنيباً  لآقاه .

سحبت البابُ تخطو نحو الخارِج
بعد تمسُّكِها بـ يدُ شقيقتِها
عيناها أغرورقت دمعاً بـ الفعل
تسيرُ مبتعِدتاً قدرُ الإمكان .

--

أخفضَ رأسِه بعد إزدراقُ ريقِه
لم يتوقعُ ردِّها هاذة
هي لم تمهلهُ فرصةُ الشرحِ حتى!
تنفس الصعداء مقرراً تتبعُها
لـ يسري نحوَ الخارِج راكِضاً
يتبعُ خطاها المُبتعِدة ،

كانت تقِف بـ إحدى أركانِ ساحةُ المدرسة
تُحادِثُ شقيقتَها بينما تتمسكُ
بـ كِلتا يداها ،
رئى هو ذالِك بعد إتباعِها من
خلفَ الحائِط مُختبِئاً!

دقائق لـ تخطو ماريز نحو فصلها
مبتعدتاً بعد إحتظانِ
شقيقتها لهاَ بـ قوةْ! 
لم تلاحِظ إندِثارُ مِقلتانِ من تركتها
في الساحة وحيدة ..
ألتفتت تُناظِرُ ذاك الفصل
تُخالُ كونهُ ذهب!
لـ تُطأطِئ رأسَها تضعُ كفّيها
بـ جُعبةُ معطِفِها الأزرق الداكِن
بينما نسماتُ الثلجِ الباردة
تطايرت لـ تأخذ مطرحها على
خصلاتِها الشقراء تُزينهاَ
إلا أن ما بـ حدقتاها من حُزنٍ
تضاربتْ السماءُ لها
لم يُلاحِظهُ سوى المُختبِئ خلفها! . 


--


تخطت أسوارُ المدرسة
تسيرُ بـ مُحاذاةِ الرصيف
بينما الثلـجُ أمتلئ الطريقُ بـ بياضِه ،
أستوقفت سيارةُ أجرى
لـ تصعِد بِها 
بينما تاي أتبع طريقِها بـ سيارتِه ،
شيئٍ ما أصابهُ الشك و الذعر حيالها
هُناكَ مِن يتتبعُها!
و لن يتأكد إلا بـ إتباعِهِم ..

ركنت سيارةُ الأجرى بعد ربعُ ساعة
أمامَ إحدى المشافي بـ هتِه المنطقة
لـ تترجل هي تخطو نحو الداخِل ،
بينما سيارةٍ سوداء آخرى
ركنت بـ الوقتِ نفسـُه
تحمِلُ ثلاثُ أشخاصٍ ..
ترجـّلا إثنانِ مِنها ذو بُنية ضخمة
يغلِفُهُما السّوادُ كامِلاً ،
يسيرانِ نحو الداخِل يتتبعان
خطى الآخرى ..

حدث جميعُ هاذة أمام تاي
الذي ركن سيارتِه بعيداً نسبياً ،
بينما نضراتِه القلقة ضلت تُتابع الأمر
و قلبِه النابِض أخذت دقاتُه تنبُضُ ضِعفًا ،
قطب حاجِبيهِ أثناء خروجِ
هؤلاء الرجال لوحدِهِم بعد نصفِ ساعة!
كانَ سـ يترجل لـ يدلُف المكان
و لكن ما أستوقفهُ خروجُ إيريس حينَها ،

أستوقفت سيارةُ أجرى لـ توصلها وجهتها
تحركت لـ يتحرك هؤلاء الرجال أيضاً
لـ يتأكد هو كونَهُا يتتبعانِها
لـ يزداد قلقاً أكثر 
يقودُ خلفهُما ،

توقفت سيارةُ الأجرى بعد مُدة
أمام عِمارةٍ أستقطبَ تاي لهاَ
عِنوانُ منزِلها الأول!
ترجلت هي دالِفة نحو الداخِل
لـ يتحرك هو حينَها..

تلك السيارة السوداء كانت سـ تركِنُ
إلا أن سيارةُ تاي أستوقفت مسيرهُم
يقِفُ أمامِهِم ،
تمسكَ بـ شالٍ يقبعُ بـ الكرسي بـ جانِبه
لـ يُغلف نصفَ وجهه بِه
لـ تكونُ حادتاه هي مرآى الجميعِ فقط
ترجل مِمسِكاً بـ عصاً تزامُناً
مع نزولِ الآخران ،
أحدَهُما رفع قبضتِه نحوِه
لـ يضرِبه بـ تلك العصى على رأسِه
مما سبب في سقوطِه مُدمى
حينها قبضةٍ زعزعت عضمةُ فكِّه لاكِمة
لـ يرفعُ عصاهُ نحوِه ضارِباً لهُ 

إثنان سقطا و واحًد ترجلاَ راكِضاً
نحوِه تمكن من تلفِ العصى من يدِه
لـ يصبِح دونَ سلاحٍ الآن غيرُ يدِه ،
ضربهُ الرجل لاكِماً مسبباً في نزفِ
طرفِ شِفتِه
لـ يرجعُها له بـ معدتِه ،
تمسك بـ عصاهُ ثانياً هاماً على ضربِه
إلا أن ما قالهُ ذاك أستوقفُه

" توقف توقف ..
من أنت ، ماذا تريد؟ "

تفوه ذاك طريحُ الأرضِ بـ ذالِك
أمام تاي ألواقِف فوقِه ،
أنخفض بـ جِزعِه ناحيتِه متمسكاً
بـ تلابيبُ سترتِه صارخاً بِه

" من أنت ها ، من أرسلُك
لـ إتباعِها هاا ، تحدث "

" عمّ تتحدث يا هذا أنا.."

بتر حديثِه لكمِ تاي لهُ
لـ تدمى عينِ الطريح
بينما صرخ الأخر بهِ

" من أرسلك تحدث
و لا تكذِب .."

" حسـ..حسنا إننا لا نعلم من هو .."

" كااذِب "

لكمةٍ فـ أخرى صاحبتها
ادمت عينَهُ لها لـ ينطُق
بعد صراخِ الأخر عليه

" أ..أوه ، أوه سيهون  "

إسمُ من دلف مسامِعَه
سبب له في قطبِه لـ حاجبيهِ
بينما الغضبُ أعمى بصيرتِه
لـ ترتدُ يدُه لاكِماً لهُ لكماتٍ متتالية
أنهاهاَ بـ ركلةٍ في معدةُ الطريح ،

أتجه نحو سيارتِه دالفاً بها
مقترباً من مسافةُ العماراتِ هناك  ،
أستغرق وجودِها بـ الداخِل
حوالي ساعة لـ يراها
تسيرُ خارِجة من هُناك ،

تزامُناً مع خروجِها تخطو بـ محاداةِ
الرصيفِ هُناك اصدر صوتُ
رنينُ هاتِفِه ،
التقطهُ فوراً بعد رؤيتِه لـ إسم المتصل

اجل هوسوك ، ماذا هُناك؟!

فيما تحدثتُما؟
هل جرى شيئٍ لها؟ 

ألم تُحاكيكَ عن سببُ
إنتقالِها؟

حسناً ، أنا شاكرٌ لكْ
وداعاً  "

تسائلَ بـِ ذالِك بينما يتبعُ
خطى الأخرى دون علمِها ،
أستوقفت سيارةُ أجري
للمرة الثالثة حينَها تدلفُ بها ،
لـ يتتبعُ سيرِها ..


--


مسافةُ الطريقِ كانت طويلة نسبياً
ساعةٍ فما الرِّبع
حتي استوقفت سيارةُ السائق
قرب إحدي الغاباتِ هناك
بـ نهايةُ سيؤول!

قطب حاجبيهِ يركنُ سيارتِه
بـ مسافةٍ بعيدةٍ
حتى لا تسِنُّ لها رؤيتُه ،
خطت بـ داخلَ الغابة تلك
المُغطاةِ بـ الثلوجِ الباردة..

كان يسيرُ خلفها
بينما عشرةُ خطواتٍ تفصلُ بينِهم
و بـ كل مرة يدنو للأسفل بـ جذعه
ملتقطاً ما تقومُ بـ نثرِه أسفلاً!

تركت حقيبتها  ، شالِها ، فـ معطِفِها
تخطو و الرياحُ تلفِحُ بشرتها
ما ترتديهُ من سترةٍ بيضاء خفيفةٍ
لا تغطى أي جزءٍ من عنقها او يدِها
تتطايرُ مع سيرِها ،
بينما الأخر أخذ قلبهُ مُرتجِفاً
يُناظِرُ ما تُحاولُ الوصولُ إليه!

دقائق بعد ركضِها
بينَ الاشجارِ الشـّاهقة
و إتباعِه لها دون علمِها!  

كانت تدرُك عن تتبُعِ شخصٍ لها
ظناً منها كونِهِم رِجالُ من آتى إليها
ليلةُ البارِحة ...

داق الأمرُ بها ذرعاً
تقِفُ بـ نهايةُ منحدِرْ الجبل
شاهق الإرتفاع بـ نهايةُ الغابة ،
الرياحُ شديدة و الجوُّ عاصِفٌ
سـ تطيرُ معها لـ وهلة ،

وقفت نهايةَ المنحدر تطلقُ شهقاتِها الراجِفة
تتخابطُ ما نفسِها الضائِعة
تضرُبُ صدرِها لاكِمتاً لهُ
لعلها تخترقُ قلبها
بينما نحيبها أرتفع يُنافسُ
صوتَ صريرِ الرياح البارِدة  ،

ترك هو ما بـ يدِه مقرراً التقدم نحوها
و قد أغرورقت عينيهِ خوفاً و ألماً
ما رآهُ الان مزق أنياطِ قلبِه الواهية ..

إلا أن تقدمها خطوة سبب في تقدُّمِه
خطواتٍ نحوِها صارِخاً بـ إسمها ،
ألتفتت بـ جزئها العلوي نحوِه
بينما ثلاثُ خطواتٍ تفصلُ
بينِه و بينها ،
و خطوةٍ واحدة فقط
تفصلُ الموتُ عنها
لـ تنطق حينها صارخةً عليه
مع حدرجةُ صوتِها ،

" تاي ، لا تقترِب أكثر..!
أنا قد ذُقتُ دِرعاً بـ الفِعل "

________________________

ركنت سيارةُ الأجرى أمامَ شقتها
أعطت السائق أجرتُه
تخطو نحو الداخل
بينما نهايةُ اليوم أعلنت الشمسُ مغرِبِها ،
بعد توديعِها كلٍّ من جيمين و يوري
بـ المطار طالبتاً من آليكس الرجوع
كونها سـ تذهبُ معِهِم
لـ ينصاعُ هو حينِها لها  .

سارت بـ جوفِ العمارة
اتخذت المصعد لـ تصل شقتها حينِها ،
اخذت تخطو لـ تدق جرس الباب
إلا أن لم يـُفتح البابُ لها
من قبلِ من تتوقعُه!

أخرجت مفاتيحُها تفتحُ البابَ بنفسِها 
دلفت شقتها و قد كان الظلامُ يغلفهاَ ،

" جونكوك! "

نزعت خذائها فـ معطِفها
تزامُناً مع ندهِها بـ إسمِ معشوقِها
إلاّ أنها لم تُلقى منهُ رداً ..

تقدمت دالفة لـ تراهُ مُنتصِباً
أمام النافِذة المفتوحة
بينما الرياحُ تُلفِحُه 
و قميصِه ليس بـ ذاك السُّمكِ كانَ ،
أشعةُ الشمسِ السرمديّة المودِّعة
زينت نُصفَ وجهِه بـ مثالـِية
بينما فِحميةُ خصلاتِه تنافست
مع موجةُ الرياحِ الضارِبة ..

كانَ مُعطياً بـ ظهرِه سارِحاً
بـ افكارِه بعيداَ ،
دنت منهُ تندهُ إسمِه بـ هذوءِ نبرتها
لـ يلتفت هو إليها
لـ تتلاحمُ سودويتاه الحادة و الغامضة
بـ بنيتاها الحائرة !

أرتفت كفُّ يدِه حامِلاً بها ظرفٍ أحمرٍ ،
ذات الظرف الذي نستهُ
بـ سيارةُ آليكس!

رمقت ذاك الظرفُ بينما
أزدرقت ريقِها لـ شعورِها بـ جفافِه
لـ ينطُق هو بـ بحةُ صوتِه الجهوري هاذِئاً
أرتعش نبضُ قلبِها لها خِلستاً تُقابِلُه ..

" أريدُ أن أعلم بـ كُلِّ ما جري
خلال الشهرانِ الماضِيان .."

____________________________
_

يُتبع

الرواية شارفت على الأنتهاء بالفعل ..

- للإستفسار عن أي نقطة؟.

____________________________

دُمتم في آمان لله .

Continue Reading

You'll Also Like

498K 40.3K 43
قصة مقتبسه من الواقع تكتب بنسيج وخيال الكاتب تروي تفاصيل غامضة تحدث في بلاد النهرين
661K 39.9K 25
ينتابني في أول الخريف إحساس غريب بالأمان والخطر أخاف أن تقتربي أخاف أن تبتعدي أخشى على حضارة الرخام من أظافري أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري...
4.8M 521K 77
في عُزلتي مَعهم غاية والغاية تُبررُ الوَسيلة كُـنتُ أنويّ مُداوتَهم فَـ إذا بي أكتشفُ أنَّ خلفَ أمراضهم شِفائي وفي بُعدِهم سُقمٌ لا شِفاءَ بَعدهُ أبد...
85.6K 1.5K 65
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة الابوين التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها...