ROCKIA

By Sweet-R-

166K 10.4K 4.3K

♥وصف محدّث يقولون ... إذا ماتمّ رفضك من قبل توأمك الروحي , فإن الحزن والكآبة هو كلّ ماسيقابلك لآخر حياتك, ال... More

ROCKIA
_1_
-2-
-3-
- 4 -
- 5 -
-6-
-7-
- 8 -
* 9 *
RAVENS -1-
- 10 -
- 11 -
-12- ψإمّا الآن .. او ابداً ψ
-14-
- 15 -
للتذكير فقط وخبر سعيد شوي 😅
- 16-
-17 -
18.1

- 13 -

6.6K 524 303
By Sweet-R-

هوران ☝ ❤❤
▁▁▁▁▁

ENJOY

▁▁▁▁▁

تحبه؟

بالطبع تفعل!

متى و اين بالتحديد؟  ليس لديها اي فكرة ..

بجلوسهِ امامها محدقاً بها بهدوء,   أناملها كانت متشابكة مع خاصته و مستندةٍ على وجهه الخالي من التعابير,  و بأصابع مرتعشة و نفسٍٍ منقطع .. بدأت بإزاحةِ خصلات شعرها عن الجانب المحروق  ..

إلهي اتوسل اليك فليحفظ بوعده,  ليس لأنها خائفة من الموت .. بل لأنها خائفة من ألم ماقبل الموت ..
آلاف الأبر المشتعلة و هي تُغرس في صدرها ... هذا فقط ... لا يُحتَمل ..

لم يكن ستيفن قبلاً سوى ذئبٌٍ عادي لا يزيد شأنه عن الآخرين .. ورغم ذلك قد رفضها!
فكيف بـ ألفا نصف شيطان  يحمل مسؤولية قطيع يضم آلاف الذئاب فوق كتفيه بالاضافة الى قوة قادرة على مسح جيش بأكمله ..
حتى و ان رغب ببقائها .. فهو مجبر على اختيار الافضل له دائماً , ليس قطيعه او اي احدٍ آخر قادرٍ على اجباره,  لكن نفسه... هي ما تفرض عليه ذلك,  لاجل قطيع والده ... هذا ما فهمته من نبرةِ صوته و نظرات عينيه عند حديثه عن وصيةِ ابيه.

إن رفضها ... هي لن تلومه .. هي حقاً .. لن تلومه .. ولا اي احد .. سوى نفسها.

الارتباط بذئبةٍ أخرى اصبح مستحيلاً بالنسبة له بعد ان لمسها,  لن يمكنه انجاب وريثه اللاحق من اخرى  مهما فعل طالما هي تتنفس.. طالما هي حيّة و الرابطة قائمة بينهما .. فليس لديه سوى خيارٌ وحيد ..

بعينين مغمضتين , ازاحت ً شعرها بالكامل ليشرق ضوء القمر من خلف الغيمة الصغيرة و يسقط ضوءه على الجلد الخشن المحمر مظهراً كل تفصيلةٍ صغيرةٍ به .
بشرة متقشِّرة كما لو كانت اشواكٍٍ صغيرة تنفر من وجهها و بعض القطع التصقت بالفعل بشعرها اثناء إزاحته ,  خطوطٍ سوداء متقطِّعة محفورة بعمق بين طبقات القشور .. و أهم شيء .... القيح الصديدي الذي لا تكف تلك الخطوط  عن افرازه ..
كانت تعلم ان وجهها يبدو الآن كجلد السمك .. رطب .. لزج .. و مقزز,  انها تدرك تماماً ما لديها,  هي فقط تدعو ان يكتفي بالنظرة المشمئزة و الملامح المتقززة,  اعني ... حتى هي تتقزز من تلك المادة اللزجة التي ترشح من قشورها أحياناً ... فكيف بالآخرين ..

الثانية تلي الأخرى و هي لاتزال مغمضة عينيها لاتجرؤ على فتحمها ,  قلبها الآن كان يخفق بسرعة ألف في الدقيقة و مازاد من سرعته هو اصابعه التي تنقبض بقوة على خاصتها, شعرت به .. شعرت بجسده يتصلّب تماماً و حرارته ترتفع بشكلٍ سريع ..

اذا هكذا الامر,  كان محقاً فيما قاله من قبل .. لا وجود للسعادة الابدية .. لكن يوجد ظلام ..  ظلام قد يدوم الى الابد
وهي الآن على وشك دخول ظلامها, 

لكن قبل ذلك,  لتبصر النور للمرة الاخيرة.

ببطء .. رفعت رأسها فاتحةً عينيها لتقابل خاصتيه تماماً... ليس لديها شيء الآن سوى بضع كلمات تريده ان يسمعها, ليسمعها فقط .. ثم ستسمع منه مايريد. 

" انا...... "

ما ان فتحت فمها حتى ابتلعت كلماتها دون حرف.

عينيه .....  لم تكن حتى موجهتان نحوها ..بل مقلوبتان الى الأعلى لتظهر بيضاوتان تقريباً, شفتيه كانتا مطبقتين بإحكام و الشعر خلف اذنيه كان منتصباً ..

تواصلٌ عقلي؟

كان يتحدث مع أحدهم .. و  هذا يعني ... انه لم يرى وجهها بعد,  لا .. هو لم يلمحها حتى .. ليس بعد ..

لم تحرّك ساكناً ابداً .. بل لم تفكر حتى بالتحرك,  لم تتراجع عن قرارها في كشف الفتاة المشوهة التي ستكون عليه لآخر حياتها .. ستنتظر فحسب,  ستبقى هكذا على وضعها حتى ينتهي من اتصاله,  ثم بعد ذلك ... بعد ذلك .. لاتعلم حقاً ماسيحصل بعد ذلك .. لكن في اسوأ الاحتمالات قد يرفضها,  وان كان هذا ماسيحدث عاجلاً او آجلاً .. اذاً فليفعل الآن و يريحها اخيراً.

حدقت به بجمود و هو يلهث البخار الساخن من بين اسنانه , يده الحارقة كانت تكوي بشرتها ببطء و هي لم تكن تبالي,  ملامحه كانت في غاية الجدية, جسده كان يرتجف ويكاد ينتفض لسببٍ ما بين لحظةٍ و اخرى.

في تلك اللحظة,   نسمةً باردة في غاية النعومة مرّت من خلالها بشكلٍ يعجز عن تصديقه احدهم,  عندما طار شعرها الى الاعلى ثم عاد ببطء  امام وجهها كما كان في السابق تماماً, الخصلة بجانب الاخرى .. كما لو كانت يداً خفيفة سرّحته على جانب وجهها الايسر.

شيئاً فشيئاً,  عاد اللون الاسود ليغزو عينيه اخيراً , حرارته قد انخفضت بضع درجات,  لكن  جسده لم يكف عن التشنج قط,  انما ارخى يده عن خاصتها فحسب تاركاً اياها تسقط بحجرها  ليقف بهدوء دون ان ينبس بحرف لعدة دقائق.

"  ليلتنا قد انتهت .. سنعود الآن "

انتهت؟  .. هناك الكثير من المعاني خلف تلك الكلمة,  العديد منها خاطى و البعض قد يكون التفسير الصحيح لها,  لكن المشكلة هنا انها لا تستطيع التمييز بين ايٍّ منهما بشكلٍ صحيح.

" امم .. انا سـ ... سأبقى هنا لبعض الوقت "

بعينين هادئتين,  نظر الى هيئتها الجالسة و هي تضم ساقيها الى حجرها.
لم يتحرك بوصةٍ واحدة,  لكنه لم ينطق بحرفٍ ايضاَ ,  كانت رسالة واضحة منه انه يرفض الرحيل دونها.

وهي فهمت ذلك بوضوح,  إلا انها لم تعرف ان كان ذلك بسبب حرصه عليها او .. عدم ثقته بها.
لذلك طمئنته بابتسامة صغيرة ناظرةً لعينيه المختفيتين خلف ظل شعره :

" لا تقلق,  انا فقط اشعر بالضيق بعض الشيء,  و ارغب باستنشاق القليل من نسيم البحيرة لا اكثر,  سأعود الى غرفتي .. اعني غرفتك ... حالما اشعر بالارتياح .. سأعود .... اعدك بهذا "

لبضعِ ثوانٍ أخرى بقي واقفاً بنفس هيئته تلك, و لسببٍ غريب .. كانت عاجزة عن رؤية  عينيه خلف ظلال شعره,  لكنه اخيراً اومئ بحركةٍ لا تكاد تُذكر ليعطيها بضع كلماتٍ مقتضبة قبل ان يرحل على مضض.

" ثلاثون دقيقة فقط, في ذلك الوقت  احرصي على العودة .. الى غرفتنا "

و بهذا استدار منقلباً الى هيئته السوداء الضخمة ليجري بسرعةٍ احرقت العشب تحت قوائمه ..

ماالذي ستفعله بحظها اللعين!

كاد ان يعرف .. كادت ان تنهي كل شيء و ترتاح اخيراً .. لكن عند تلك اللحظة بالذات قد أُفسِد كل شيء , حسناً .. هذا ليس بالامر الجديد عليها,   ينتهي كل شيء عند لحظة إتمامه,  دائماً مايحصل هذا معها ... 

لكن المشكلة الآن .. كيف لها ان تستجمع شجاعتها مجدداً لتخبره؟,  في تلك اللحظة التي ظنت بها انه قد رآها اخيراً عندما اشتدت قبضته على يدها .

الخوف ... كان لايوصف,  نعم ... و لسببٍ لعين لم يكن بوسعها سوى الشعور بالخوف,  ليته كان الغضب او القلق او حتى اليأس,  لكن اللعنة كانت خائفة,  كل تلك الافكار السوداء التي ملأت رأسها بالكامل غير قادرةٍ على نفضها ,  كيف لها ان تكون جبانة الى ذلك الحد,  ماذا لو كانت تلك آخر لحظات حياتها؟, تباً لها كانت لتموت خائفة! ..

زفرت روكيا باكتئاب دافنةً رأسها بين ذراعيها,  لِمَ يحصل هذا لها؟ .. بحق السماء من بين كل الاشياء اللعينة لماذا كان عليها ان تقع في حب احدهم بهذه الطريقة؟ .
أضف الى فكرة خوفها من الألم عند تمزّق السلسلة بينهما, الآن .. اصبح عليها ان تتعامل مع فكرة عدم تقبّله لحبها على الاقل,  هذا لايزيد الامور سوى سوءاً و تعقيداً ..

اندفاع الرفاق الروحيين نحو بعضهم و الرغبة في احتواء احدهم لرفيقه ليس حباً كما يظن البعض,  لا .. على الاطلاق,  انه فقط انجذابٍ غريزي سببه تطابق هالة الذئب بنصفه الحيواني مع قرينه الآخر بحالةٍ تشبه كما يحصل في الحب,   ولاعلاقة للنصف البشري بهذا التطابق اطلاقاً , لكن و لأن اغلب مشاعره مختلطة مع ذئبه فسيبدو كما لو ان الجانب الانساني قد وقع بحب رفيقه بالفعل .

الامر برمته مجرد وهم,  هذا صحيح .. تصور لو ان جسدك معافى تماماً و بأفضل مما يكون,  لكن طبيبٌ ما تثق به ثقة عمياء قد اخبرك بأنك مريض بداء خطير لا دواء له,  و ستموت في فترةٍ وجيزة,  هنا ... انت ستصدق الطبيب بحكم ثقتك به,  و سيصدق دماغك الفكرة بدوره,  سيبدأ جسدك بالذبول تدريجياً  و لأنك تؤمن ان لادواء سيشفيك فلن ينفعك شيء بالفعل,  و شيءٍ فشيء سيستمر عقلك بتصديق الامر ,  ستظهر اعراض المرض و ستشتد مع كل ساعةٍ تمر,  جسدك سيحتضر ببطء, في بالنهاية .... ستموت .
لكن في الواقع,  أن جسدك بأفضل صحة و عافية,   الحقيقة .... انه مامن مرضٍ في الاساس ,  لكن كل مافي الامر انه كان وهماً قبلت ان تصدقه , مالم تدرك الحقيقة منذ البداية ,  فإن الوهم .. كالسكين عندما تطعن,  كالسيف عندما يقطع,  كالرصاصة عندما تخترق ..

بإمكانه ان يقتلك..

و كذلك فكرة الحب الفطري بين الرفيقين هو مجرد وهم يقبل الجميع بتصديقه,  لكن بالنسبة لشيمر فهي تدرك تماماً انه لايقبل بالاوهام .. ليس هو من يفعل. 

رعشةٌ باردة وخزت مابين كتفيها جعلت جسدها بأكمله يرتجف , احكمت امساك السترة حولها متنهدةً بقلة حيلة, هذه هي حالها .. جميع الطرق امامها تؤدي الى ذات النهاية ..

إن هربت ستموت ..  ان بقيت ستموت,  حتى لو رغب بها فهو مجبرٌ على تركها تموت,  مجرد التفكير بهذا يجعلها تشعر بأطرافها تتجمد لتحكم اغلاق السترة حول جسدها اكثر .

" تباً ..  لو علمت انه سيذهب, لأحضرت سترةً اكثر دفئاً "

ارتعشت ثانيةً إثر نسمة هواءٍ باردة مرت خلالها سريعاً, تحسست يدها ببطء دون شعورٍ منها,  لا تذكر انها شعرت بهذا البرد و هي بقربه,  في الواقع .. لاتزال تشعر بدفء لمساته بين اصابعها ..

تنهدت متحسرةً على رحيله عندما اشتد الهواء اكثر دافعاً شعرها ليطير امام وجهها,  ارادت ان تبقى لعدة دقائق بعد قبل ان تعود,  لكنها علمت ان المدة المحددة قد انتهت لذا هي قررت العودة حالاً دافعةً كل تفكيرها لمؤخرة رأسها.

و هذا ما كادت تفعله قبل ان يتغير اتجاه الهواء فجأة الى الاتجاه المعاكس جاعلاً من شعرها بأكمله يطير الى الخلف.

" مالذي .... "

شهقت بعينين متسعتين من الهالة القوية التي اصتدمت بها فجأة مسببةً لها رعشةً قارصة صعقت كل خليةٍ حية موجودة في جسدها,  و بحركة تلقائية رفعت نفسها لتثب الى الخلفة بتأهُّب,  لكن ما إن كادت تفعل حتى صُدِمت بالجليد الازرق الذي جمّد جذعها السفلي كاملاَ جاعلاً منها عاجزةً عن الحراك.

تغير سطح البحيرة الراكد ليصبح متموجاً وفق دوائر متحدة المركز,  وببطء, خَفَتَ ضوء القمر مع اعتراض غيمةٍ له لتبرز هيئةٌ مظلمة من منتصف البحيرة على سطح المياه .
مع كل ثانيةٍ تمر .. كان البرد يشتد اكثر و الصقيع يزحف مرتفعاً اكثر حتى غطى ذراعيها تاركاً اياها مشلولة تماماً عن الحركة تحدق بأنفاسٍ منقطعة نحو الرجل المجهول الذي يقف على بعد عدة امتارٍ عنها.

انه يقف. ... يقف على سطح الماء!

خطوة خلف خطوة,  تقدم ببطء و هدوء شديدين,  و الجليد كان يزحف على الماء تحت خطواته ليعطي إبراً زرقاء متجمدة ينعكس ضوءها على البحيرة.

هذا سيء .. لا .. بل خطير .. خطيرٌ جداً! ,  لايجب عليها البقاء في المكان,  عليها ان ترحل حالاً,  لكن مهما حاولت .. لم تستطع حتى خدش الجليد الذي يغطيها .. هذا يذكرها بذلك اليوم .. عند هجوم الروج عليها .. ذات الجليد الذي غطى ذلك الذئب و ذات الصقيع الذي شعرت به,  هل يعقل انه.......

كان يستمر في التقدم بخطواتٍ ثابتة حتى وقف امامها مباشرةً لايفصله عنها سوى بوصاتٍ قليلة,  الهواء كان يلتف من حولها كما لو كانت في قلب عاصفة,  شعرها كان يتبعثر في كل مكان لكنها لم تطرف للحظة عن هيئته التي تقف امامها .
عينيها في عينيه,  و ابتسامته كانت بيضاء على وجهه المظلم.

ثم ... حصل مالم تتوقعه ابداً, بحركةٍ سريعة وانسيابية,  انحنى نحوها ممسكاً فكها بأصابعه الباردة حتى شعرت ان معدن الخاتم الذهبي كان ساخناً مقارنةً ببرود بشرته ,  وهنا .. سكن الهواء تماماً و اشرق القمر من خلف الغيمة ليسقط ضوءه الشاحب على عينيه الزرقاء .. ثم و بصوتٍ هادى :

" اوه كم افتقدت هذا الوجه الجميل .... اذاً .. كيف حال الملكة الصغيرة؟  "

هذا فقط ما قاله قبل ان يقبض على رمحٍ جليدي في الهواء و يوجهه بسرعةٍ خاطفة نحو رأسها.

---------------

" عشرة اميالٍ شرقاً,  سبع درجاتٍ ونصف باتجاه خط السرطان,
في منطقة كهوف الغوبلين و بعد ثلاثةٌ و تسعون يوماً .. سوف تظهر هناك "

بدبوسٍ احمر صغير,  ثبت هوران الموقع على خريطة المنطقة بعناية شديدة,  على الجانب المقابل له كان هناك خريطة اخرى اكبر حجماً تصف مسار الابراج و النجوم المعروفة بالاضافة الى عُدّةِ قياس تستخدم لرصد الكواكب, هو كان على هذه الحال لعدة ساعاتٍ قبل مجيء شيمر,   منحنياً على الطاولة الكبيرة يدرس الخرائط المطلوبة ليطابقها مع المعلومات المؤكدة التي وصلته,  اخيراً .. بعد جهدٍ مكثّف,  قد استطاع ان يكشف مكانها الذي ستظهر به بعد ثلاثٌ و تسعون يوماً بدءاً من يوم الغد,   عندما فعل لم يصدق انهم وجدوا الخيط الذي سيدلهم لاسترجاعه اخيراً,  عند تلك النقطة .. لم يهدر ثانية اخرى للاتصال بـ شيمر و ابلاغه,  و كما توقع تماماً .. خلال اثني عشر دقيقة كان قد وصل اليه و الدخان ينبعث من اطرافه.

'ارني اين هي ' هذا اول ما قاله لحظة دخوله المكتب متوجهاً نحو الخرائط محدقاً بها بإمعان,  لم يجرؤ على لمسها خشية احراقها دون قصد و في نفس الوقت لم يستطع تهدئة نفسه لخفض حرارته و لو لبضع درجات .
لم يستطع هوران لومه,  ففي النهاية إن حصل و أمسك بها حقاً....  فـستكون كلها مسألة وقتٍ قبل ان يعثر على ابيه ...

" منطقة كهوف الغوبلين ... هل انت واثقٌ انها ستكون هناك؟,  اعني .. تلك المنطقة في غاية الخطورة بسبب عدد الغيلان التي تتجول في المكان , هناك عدة مناطق اكثر امناً من هذه,   لذا  مالذي يؤكد انها ستظهر عند الكهوف تحديداً؟ "

بذراعين متشنجين,  امسك شيمر بحواف الطاولة مطبقاً فكّه بتوتر,  هذا يحصل اخيراً .. لا احد يعلم كم امضى من الوقت و الجهد بحثاً عن اي امل لإيجاد دونادان ,  لم يكف عن البحث للحظة رغم ان نسبة ايجاده كانت شبه معدومة,  و رغم هذا كان مُصرّاً على المواصلة لدرجة ان هوران لم يجرؤ على محاولة ايقافه ,  اما الآن فهم وجدوا الشخص الذي سيدلهم على طريقة استرجاعه.

إنان تومارينهي ساحرة تُعرف بارتباطاتها الوثيقة مع ملوك شياطين العالم السفلي,  ليس هناك ماتعجز عن فعله لايمكن لأي ساحرةٍ مجاراتها في عملها و في نفس الوقت,  لا يمكن لاي احدٍ التعامل معها .. باختصار لان اجور عملها باهظة جداً هذا عدا ان ايجادها يعد بمثابة عدِّ الـشعيرات الموجودة في رأس احدهم .

وبالرغم من وثوقه بأنها لن تطلعهم على اي معلوماتٍ عند امساكها,  إلا ان شيمر سيكون مصراً على إجبارها لتتكلم حتى لو كان ذلك يعني احراق المنطقة بأكملها.

دونادان ابراكسيس,  سيسترجعه يعني سيسترجعه ..

توجه هوران ناحية مكيف الهواء مبتعداً عن الحرارة اللاهبة عندما بدأت الطاولة بالتفحم تحت يدي شيمر ليرد بينما يزيد من قوة التبريد :

" ليس لدي ادنى شك في هذا,  إن إنان في غاية الحذر كما تعلم,  تغيّر مكانها كل ثلاثة عشر يوماً وفق مسارٍ محدد حسب حالة النجوم,  في نفس الوقت تختار اماكنها حسب معيارها الخاص, كهوف الغوبلين في غاية الخطورة عندما يتعلق الامر بقطعان الذئاب و الكائنات الاخرى,  بينما بالنسبة لها ستكون الكهوف مثالية تماماُ بحكم ان لا احد يجرؤ على الاقتراب,  أما الغيلان فـبإمكانها تدبر امر مخلوقاتٍ حمقاء كتلك بسهولة "

توقف للحظات بينما يلتقط زجاجة ماء  ليـشرب نصفها ثم تابع :

" كان من شبه المستحيل تتبعها,  لكن على مدى العشر سنوات الماضية استمر فريق الاستكشاف برصدها خطوة بخطوة,  استطاعوا كشف الكثير من المعلومات في الآونة الاخير و احدهم اوصلني بكل التقارير هذا الصباح عندما كنت برفقةِ ... آ .. اعني عندما كنت مشغولاً, على كل حال,  انها مسألة وقتٍ فقط .. و سيعود السيد الألفا إلينا "

بعد هذا لم ينطق احدهما بحرف,  كلاهما كان مشغولاً بأفكاره الخاصة,  بالنسبة لهوران فإن عودة دونادان الى القطيع  يمثل وحده دعماً اقوى بمئات المرات,  ليس فقط بالنسبة لشيمر,  بل للقطيع بأكمله.
و بمناسبة الدعم,  لايعلم كيف خطر على باله وتجرأ على سؤاله,  لكنه فعل على كل حال و وجد الكلمات تخرج من حنجرته دون ان يشعر :

" بالمناسبة .. آاا .. ماهي أخبار اللونا معك؟,  آخر مرة رأيتها عندما احرق احدهم لسانها بورقة خس, اعني هل لسانها بخير,  ما اقصده هو انها بدت غاضبة جداً عندما خرجت,  هل قمت بمصالحتها؟ "

تباً تباً تباً, فليحترق كلاهما بالجحيم و ما شأني انا بمشاكلهم العاطفية,  هذا مابقي يردده هوران طوال اللحظات التي حدّق به شيمر بنظراته المميتة و لم يسع الآخر سوى الابتسام ببلاهة محاولاً تخفيف حماقة الموقف .

" لاتقلق على لسانها انه بخير و يعمل بكفاءة عالية ,  لكن على ذلك المخنث ان يقلق على نفسه من ألّا احرقه عن دون قصد في المرة المقبلة "

"أتقصد مارك؟ "

تنهد سرّاً بارتياح عندما انخفضت حرارة الغرفة بشكلٍ ملحوظ,  و هذا يعني ان الالفا قد هدأ أخيراً .

" و هل هناك غيره؟  "

ابتسم هوران بسخرية بينما يرمي زجاجة الماء نصف الفارغة الى يد شيمر ليلتقطها ببساطة و يحطمها بدوره على الحائط ..

" بربك,  تعلم ان وغداًٍ كـ مارك يكره النساء حتى اكثر من كرهك لـ كريست, إنه فقط يتظاهر باللطف كي لايرى الآخرين اي شيطانٍ يمكن ان يكونه,  أُشفق على من ستكون رفيقته منذ الآن,  لذا  مالذي يجعل رفيقتك استثناءاً هذه المرة "

" ربما لانها رفيقتي و حسب؟ "

اجاب شيمر ببساطة بينما يكتف يديه ضد صدره مما جعل الآخر عاجزاً عن الرد,  فتح فمه و اطبقه عدة مرات لايدري بما سيجيب .

للوهلة الاولى بدا رد شيمر في غاية الطفولية و اللامنطقية,  لكن بصراحة وبعد التفكير بالامر,  من لحظة وصول روكيا الى القطيع و هي بين ذراعي رفيقها بهيئة ذئبتها,  ابدى مارك اهتماماً زائداً بها لدرجة جعل شيمر يكاد يشتعل!

حقاً .. مالذي يجعل مارك مهتماً بفتاةٍ ما منذ لحظة رؤيتها على غير عادته؟
حسناً .. في حال تفرّغه للأمر,  فلابد و ان يجري تحقيقاً في الموضوع ..

" بالمناسبة .."

تكلم شيمر بهدوء مخرجاً الآخر من شروده ..

" قبل ان تتصل بي ... كانت على وشك اخباري بشيءٍ ما "

رفع رأسه محدّقاً بعقارب الساعة الفضية على الجدار,  كانت تشير الى الثانية و النصف تقريباً,  ثم تحرّك ماشياً نحو الباب.

" مالذي أرادت إخبارك به "

في لحظة فتحه للباب,  توقف شيمر اثر سؤال هوران المباغت,  حسناً.. كان سؤالاً عادياً صحيح؟ ,  لذا لما لايجيبه بكل بساطة ..

" ربما .... * سكت لبرهة صغيرة قبل ان يتابع مطبقاً الباب خلفه بهدوء * ... لا شيء "

--------------

عميقاً تحت الارض,  بالتحديد في غرفة مظلمة ذات جدران عالية مرصوصة برفوفٍ ممتلئة بكتب قديمة منذ اجيالٍ عدة,  كانت هناك شمعة صغيرة تكاد تنطفئ لتندمج مع كتلة الشمع الذائبة على الطاولة,  لم يكن هناك اي نورٍ يؤنس الممرات المهجورة لتلك المكتبة سوى ذلك البصيص المحتضر,  كان بالكاد يضيء طرف هيئةٍ مظلمة تقف بجانبه .
بعينين ذهبيتين كان يطالع ما امامه باهتمامٍ كبير.,  لم يبدو اي شيءٍ قادرٌ على افساد تركيزه في هذه اللحظة, منذ دقيقة .. دقيقتان .. نصف ساعة ثم عدة ساعات, قدميه لم تتحرك بوصةً عن المكان .. ثم و اخيراً :

"ليس هنا أيضاً "

اطبق مارك الكتاب بقوة زافراً بخيبة امل ليلقيه على كومة الكتب بجانبه ثم التقط واحداً آخر متصفحاً إياه .... مجدداً.

الصفحة تلي الأخرى و لم يعثر على مايبحث عنه بعد,  هو على هذه الحالة منذ الصباح,  تحديداً منذ ان جُرَّت روكيا من قبل شيمر الى داخل الغابة, تمنى لها قضاء وقتٍ ممتع و بعدها ... تلاشت ملامحه تماماً ليضع يديه بجيبي معطفه ثم التفت ماشياً الى وجهةٍ محددة,   لكن هنا لم يكن يلبس معطفه الطبي كما ان تلك الابتسامة التي تشعرك بأن كل شيءٍ بخير في هذا العالم لم يكن لها أثرٌ ايضاً .
في هذه الغرفة كان يوجد مارك مختلفٌ تماماً, العينين الحادتين و الملامح الجامدة ...  لا احد سيصدق انه نفس الطبيب المرح المحب للنساء,  سواء صدق او لم يصدق أحدهم فهذا لا يهم  أساساً ,  على اي حال والده قد اعترف له بنفسه .

" بلا شك انت قد ورثت فن التمثيل عن امك الغالية "

نعم ليس فقط فن التمثيل,  بل الكثير من الأشياء هو وحده من ورثها عن امه *الغالية*

اطبق مارك الغلاف بقوة آخذاً نَفَساً عميقاً لتهدئة اعصابه و عندما لم يجدي هذا نفعاً,  رمى الكتاب جانبه بعنف ليرتطم بأحد الرفوف و يتساقط محتواه على الارض محدثاً ضوضاء صاخبة اثناء سقوطه.

لم لايستطيع إيجاد اي معلومةٍ عمّا يريد,يفترض بأن هذا المكان يحوي على كل مايتعلق بأجساد البشر والذئاب بالإضافة الى تشريح الغيلان ومخلوقات يعدها البعض اساطير او هراء لاقيمة له,جميع الامراض و العلل و الإصابات,  كل مايخطر و مالا يخطر على بال احدهم,  في النهاية هذه المكتبة هي إحدى كنوز أوبرليني التي لاتقدر بثمن لما فيها من أسرار يعجز العقل عن استيعابها .

" مكان قذر لا فائدة منه "

التقط الشمعة الميتة بين اصابعه ليخطو فوق الكتب المرمية على الارض غير مبالياً إذا ماكان يخطو بقدمه على كنزٍ يقدر بمئات السنوات او لا,  كان لا يزال يخطط لعودته في اليوم التالي لاستكمال بحثه عندما توقف فجأة دون حراك,  أزاح حذاؤه عن احد الكتب المفتوحة ببطء لينحني محدقاً بالصفحة الصفراء بابتسامة ساخرة ..

" تباً .. أهذه صدفة أم حظٍ ٍّ لعين؟ "

تلمس الغلاف الخشن بأصابعه الطويلة متحسساً كل نتوءٍ بسيطٍ فيه ثم قلَبه ليجد عنوانه مكتوباً بلغته الاصلية :

*دواء القدر لغير البشر *
بقلم : ليليث اوبرليني

عام : 879 م

اتسعت ابتسامته اكثر و هو يلتقط الكتاب لينفض عنه الغبار العالق بأطرافه ثم اكمل خارجاً من المكان بأكمله,  حسناً .. هذا بالتحديد ماكان يبحث عنه, و هكذا يستطيع بدء عمله اخيراً ..

---------------


نبذة من المستقبل...( بعد الرفض) ...

كان جالساً على الكرسي بسكون و الضمادات البيضاء تلفه بالكامل ولا تظهر سوى عينيه الفارغتين,  بينما راسبوتين يقف خلفه واضعاً يديه على كتفي شيمر محاولاً حسر الالم لساعات .
وقف هوران محدقاً بهيئة شيمر الساكنة دون ان يطرف رمشه,  القلق كان يأكله من الداخل عليه,  في حياته كلها لم يسبق و ان رآه بهذه الحالة,  لطالما كان الالفا خاصتهم صلباً قوياً مهما كان الالم الذي يعانيه,  حتى عندما يتمزق جسده بالكامل,  كان يتابع بلا اكتراث كما لو كان جلموداً لاشيء يخدشه,  أما الآن ...
الجسد الهامد .. العينين الخاويتين و ضمادات اوبرليني التي تبقي جسده واعياً, تلك الضمادات هي الشيء الوحيد الذي يبقي جسده متماسكاً حتى و ان كانت جميع اعضائه مبتورة .
لكن ليست المشكلة هنا,  المشكلة انه عندما يراه احدهم الالفا خاصته ملفوفاً بهذه الضمادات و راسبوتين يحاول جاهداً إبقاؤه تحت السيطرة كي لا يتحرر شيطانه و يحول المنطقة بأكملها الى جحيم,  هذا فقط ... سيحطمهم جميعاً,  لذلك حتى الآن لا احد يعلم بحالته تلك سوى أشخاصٍ محددين يعدون على الاصابع ..

" كيف حالته الآن,  سيد راسبوتين "

تكلم هوران ملتفاً حوله في محاولة خرقاء لتفقد حالته,  في نفس الوقت رد عليه صوت العجوز العميق دون ان يطرف بانتباهه عن شيمر.

" حتى الآن لا يزال مستقراً,  لكن لا اعلم الى متى سيبقى كذلك,  إن مزاجه و مشاعره هي مايحدد حالته ولا احد يمكنه التنبؤ بما يخالج قلب الالفا "

أومأ هوران بقليلٍ من الارتياح ناقلاً بصره إلى هيئة العجوز المتعبة,  كان بعينين غائرتين و جفنين متدليين بعض الشيء تحت حاجبيه الكثيفين ,  اللون الابيض غلب على شعره و لحيته الطويلة,  الارهاق كان واضحاً تماماً على ملامح وجهه و رغم ذلك لا يزال وقفاً دون حراك يعمل على تخفيف ألم شيمر,  في النهاية .. العمل لأربع عشر ساعةٍ متواصلة لابد و ان يؤتي تأثيره على عجوزٍ حطم حدود عقده الستين,  لكن ما من خيار في هذا .. راسبوتين و خبرته هما الوحيدان القادران على مساعدة الالفا في هذه اللحظة.

انحنى هوران أمام شيمر مباشرةً محاولاً رؤية اي شيء في عينيه الخاويتين,  لكن لا شيء,  لولا صدره الذي يرتفع و ينخفض ببطءٍ لقال انه ميتٌ الآن,  رؤيته بهذه الحالة تمزقه من الداخل,  لكن ليس بيده فعل شيء سوى الانتظار و الامل بأن يتعافى قريباً.

"امم .. هل تشعر بالتحسّن الفا؟  "

لاصوت .. لارد .. ولا حتى استجابة.,  لنصف ساعة كاملة لم يتلقى اي شيء يدل على انه فهم او حتى سمع ماقاله,  و بعد ان يأس من رده,  حصل ماجعل كلاهما متفاجأً,  حيث تكلم شيمر أخيراً و للمرة الاولى من بعد ذلك اليوم.

" تحسّن؟  .. هل تعني بالتحسّن .. هو المُهل الذي يذيب عظامي في هذه اللحظة؟  .. أم الثقل الذي يكاد يقتلع رقبتي من جذورها .. الألم هو هو ذاته .. و العذاب ... هو هو ذاته,  لم يخف و لو مقدار شعرة,  لذا لا هوران .. اجابتك هي لا .. لم اتحسن على الاطلاق,  في حياتي بأكملها لم اشعر بهذا الالم الحارق كما اشعر به الآن,  إنه يتلف عقلي في كل ثانية,  و يكوي قلبي في كل لحظة تمر,  لكن ........ لكنني سعيد .. لا بل انا في غاية السعادة .. أتعلم لما انا في غابة السعادة هوران؟  "

لم يتكلم .. لم ينبس بحرف,  فقط تركه يتحدث هكذا بصوته المرهق,  و خمّن انه يعرف السبب,  لكن صوت شيمر عاد مكتوماً من خلف الضمادات ليؤكد له تخمينه .

" لأن هذا الالم. .. هذا الحريق.. هو مايطمئن قلبي بأنها .. لاتزال حية,  اشعر بقلبها يخفق بضعفٍ شديد,  إنها لاتزال تتنفس .. مسببةً لي ألمٌ ينهش جسدي بنهم مع كل شهيقٍ تسحبه .. إنها تتنفس .. و انا اتألم .. لكن .. لكنني استحق هذا .. وغدٌ لعين مثلي يستحق هذا و بكل جدارة هوران. .. و ان كان الالم هو مايضمن لي بقائها حية .. إذاً .. فليستمر الالم ينسف بروحي الى الأبد ...

▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁✍
3/8/2019

هاي ....

انزلوا اسلحتكم اولاً ...

ثانياً : من اعجبه البارت يرفع يده هنا

من لم يعجبه البارت يرفع يده هنا

اذاً :

افضل جزء احببتموه؟

رأيكم بالحياة السرية لمارك b: ؟

رأيكم بالنبذة الأخيرة اللي اضفتها؟
(نعم للأسف روكيا ستُرفض ☹ )

اغنيتكم المفضلة في هذه الفترة؟  انا :
Baby don't cry for me
By: 2Pac ft Eminem
ا

عشقهااا /°o°\

اي اقتراحات؟


دمتم سالمين ,باي ♥♥

Continue Reading

You'll Also Like

668K 38.8K 44
تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان بها هل ستوافق البشرية على قبوله كرفيق ؟...
845K 38.7K 28
قد اكون من طبقة فقيرة و ضعيفة لكن هذه بلا شك مدرسة أحلامي تحركت قدماي دون ارادة مني.... رائحته كانت تغريني و تدفعني اليه........... "إياكي واخبار...
6.8M 439K 69
هي ليست نادرة، ولا آخر فرد من فصيلتها. بل هي لا تملك فصيلة، ولا مجموعة، ولا قطيع. لا تنتمي لأحد. فريدة من نوعها، لم يوجد مثلها من قبل. هي بلا مثيل...
3.1M 150K 40
دفعه باتجاهها حتى اصطدم بجسدها الرقيق، قائلاً "شمية مرة ثانية ، لابد من ان يكون رفيقكِ" لتزفر بغيض وهي تبعده عنها "أبي ،قلت لك لا اشعر بأي شيء ، هذا...