كانت تجلس علي شاطئ البحر في مدينة الغردقة و الهواء يعبث بشعرها الأصهب الغجري الطويل و كانت تنظر إلي السماء المعبأة بسحب شهر ديسمبر ثم أغمضت عينيها و اعتصرتهما بقوة قائلة:كان لازم دة اللي يحصل..حياتنا مكانتش هتكمل بالطريقة دي...
ثم أخذت تتذكر كيف كانت حياتها قبل أربعة أشهر و كيف أصبحت الآن........
..................................
-صباح الخير يا ماميي....
قالتها "غدير"و هي تنزل مسرعة علي سلم الفيلا التي تعيش بها مع أبيها و أمها في محافظة القاهرة ...
صافي بابتسامة:صباح النور يا قلبي...يلا عشان تفطري..
غدير و هي تقبل والدها:حاضر....صباح الخير يا بابي..
رأفت:صباح النور يا حبيبتي..
غدير و هي تجلس:أنا رايحة الشغل و بعدها هطلع علي النادي و بعدها هرجع...
صافي:ماشي يا ديدا.
رأفت:بس ترجعي بدري عشان في ناس جايين بالليل..
غدير بضحكة:اممم...البداية دي أنا عارفها كويس..
رأفت:بداية إيه يا بنتي...في واحد صاحبي هييجي بالليل مع مراته و ابنه...عشان بقالنا كتير متقابلناش أنا و هو..
غدير:حاضر يا بابي...ربنا يسهل...أنا همشي بئة عشان متأخرش....باااي...ثم خرجت راكضة و ركبت سيارتها و انطلقت إلي عملها......
...................
"غدير رأفت الحسيني":فتاة في منتصف العشرينيات تعمل طبيبة أطفال....تتميز غدير بطولها المتوسط و جسدها الممشوق..شعرها باللون الاصهب و غجري و عيناها باللون العسلي و بشرتها بيضاء اللون و يتميز وجهها بالنمش الذي يخطف أنظار من يراها..و تمارس رياضة الجري و هي شخصية محبوبة من الناس....
..................
في فيلا أخري في أحد أحياء القاهرة،،،
فاضل و هو يجلس علي طاولة الطعام:أومال فين شريف يا أمينة؟؟
أمينة:لسه نايم تقريبا لأني مشوفتوش نزل..
حمزة بمرح:صباح الخير يا أهل البيت
فاضل/ أمينة:صباح النور يا حمزة..
فاضل:شريف لسه نايم؟؟
حمزة:اه أعتقد..
أمينة:طب اطلع صحيه يا حمزة لوسمحت..
حمزة:عيوني يا قمر...و قام متوجهًا لغرفة أخيه الأكبر....
......................
قرع حمزة باب الغرفة ثم دلف إليها ليري أخيه مازال نائمًا...
حمزة:شيفو....شريف....يا شريييف.
شريف بنعاس:ايه يا حمزة..عايز ايه؟؟
حمزة:صباح الخير..
شريف:صباح النور...عايز إيه بردو؟؟
حمزة:يلا يا بشهمندس عشان تفطر و تروح شغلك..
شريف:اه طيب ماشي...اطلع طيب و أنا هقوم
حمزة:اوعي تنام تاني عشان بابا ميطلعش يتخانق...ثم خرج من غرفته...
أمسك شريف بهاتفه و أخد يعبث به ثم اتصل بأحد...
شريف:صباح الخير يا حبيبتي..
سلمي:صباح النور يا حبيبي..عامل ايه؟؟
شريف:كويس لسه صاحي م النوم و هنزل الشركة مع بابا..
سلمي:اوكي....و أنا رايحة اعمل شوبينج مع صحابي....هشوفك بالليل ف النادي؟؟
شريف:اه يا روحي أكيد.....
سلمي:تمام بااي...
شريف:باي....اقوم ألبس بئة بدل م بابا يطلع يزعق....
......................
شريف:صباح الخير يا جماعة..
الجميع:صباح النور..
فاضل:إعملوا حسابكوا هنروح بالليل نزور واحد صاحبي.
أمينة:رأفت مش كدة؟؟
فاضل:اه هو..
شريف:بس يا بابا أنا قلت لسلمي اني هقابلها بالليل...
فاضل:و انا حددت مع الراجل معاد و كمان بقالي كتير مشوفتوش..
شريف:حاضر يا بابا...هقولها بلاش انهاردة..
فاضل:تمام..
حمزة:أنا جاي معاكوا..
فاضل:تعالي يا حمزة حد قالك حاجة!!
حمزة بثقة:أنا مش محتاج حد يقوللي حاجة..
شريف بمزاح:قنبلة ثقة..
حمزة بضحك:اه يا بني..اومال انت فاكر ايه..
شريف:مصطفي وحشني اوي تصدق..
حمزة:اه و وحشني انا كمان بردو..
أمينة:هو قال انهم هييجوا بكرة..و قاللي ان التصليحات في الشاليه خلصت..
فاضل:تمام كويس اوي...انا وحشني ياسين و نوران جدا..
حمزة:انا كدة هتأخر علي الكلية...سلام يا جماعة...و ذهب سريعًا....
شريف:يلا احنا كمان يا بابا...
فاضل:اه يلا...و قال و هو يقبل رأس أمينة: سلام يا أمينة..
أمينة:سلام يا فاضل...
شريف بمزاح:ياااه علي الرومانسية....يلا يا بابا..و رحلا.....
.....................
"شريف فاضل الجندي":شاب في أواخر العشرينيات يعمل مهندس في شركة الإنشاءات الخاصة بوالده...يتميز بجسده الرياضي الطويل و وسيم المظهر مما يجعله فتي أحلام أي فتاة..شعره أسود ناعم و عيناه تنافسان لون الليل في سواده"،أما "حمزة" فهو الابن الأصغر لعائلة الجندي و هو بكلية الهندسة قسم العمارة و يتميز بشخصيته المرحة و هو في أوائل العشرينيات..."
......................
في إحدي مستشفيات الأطفال،،،
جلست "غدير" في مكتبها و كانت تتحدث مع صديقتها المقربة "أميرة"..
غدير:المهم بئة يا ميرو ان أنا شاكة في الحوار بتاع انهاردة دة..
أميرة:ليه يعني يا بنتي..صاحب باباكي و هييجي يزوركوا...ايه الغريب في كدة؟؟؟
غدير:لا عندك حق مش غريب...أنا اللي بالغت في رد فعلي أنتي مش بتكدبي...
أميرة بضحك:دة العادي بتاعك يا بنتي..
غدير بضحك:ماشي يا أميرة شكرا..
أميرة:هنروح النادي بعد الشغل مش كدة؟؟
غدير:اه أكيد بس مش هنتأخر عشان صاحب بابا اللي هييجي..
أميرة:تمام اشطا..
الممرضة:دكتورة غدير...يوسف جه..
غدير:تمام يا مروة دخليه.
أميرة:أنا هطلع بئة...ثم خرجت و دلف طفل صغير في الرابعة من عمره مع والدته..
غدير بابتسامة:حبيب قلبي الصغير..عامل ايه؟؟
يوسف:كويس يا غديل...انتي عاملة ايه؟؟
غدير:غديل كويسة الحمدلله..ازيك يا رانيا..
رانيا:تمام الحمدلله.
غدير:يلا اطلع علي سرير الكشف يا أستاذ... بتاخد الدوا و لا مغلب ماما..
يوسف بابتسامة:لا طبعا يا دكتولة...باخده كله.
غدير بضحك:شطور يا چو...عارف انا بحب اوي حرف الراء بتاعك اللي رايح ف داهية دة.
رانيا:بنحاول معاه ف البيت انه ينطقه كويس و الله بس هو مش عارف..
غدير:عادي يا رانيا...و بعدين يعني دة لسه اربع سنين مش مشكلة يعني..المهم بس ينتظم علي الدوا دة عشان الحساسية تروح..
رانيا:تمام يا غدير...احنا هنمشي بئة..باي
غدير:باي...باي يا يوسف..
......................
في شركة الجندي للإنشاءات،،
فاضل:انت ايه رأيك يا شريف في المشروع دة؟؟
شريف:و الله انا شايف ان المشروع دة كويس جدا..
سامي(صديق شريف):و انا كمان رأيي كدة بردو يا بشهمندس..
فاضل:تمام...احنا ننفذ المشروع دة..
شريف:اوكي نكلم العمال عشان نبدأ فيه..
سامي:تمام..عن اذنكوا.....ثم خرج تاركًا فاضل و شريف...
فاضل:كلمت سلمي و قلتلها انك مش هتقابلها انهاردة؟؟
شريف:لا يا بابا لسه..هكلمها لما أطلع..و صمت قليلًا ثم قال:بابا هو أنت ليه مش بتحب سلمي؟؟
فاضل:ليه بتقول كدة...بص يا بني هو انا مش بكرهها بس بصراحة مش شايفها مناسبة لك بس مش أكتر..
شريف:ليه كدة بئة...أنا بحبها يا بابا..
فاضل:و أنا مش بحبها يا شريف و مامتك بردو لما قابلتها محبتهاش..
شريف:ماشي يا بابا...عن إذنك بئة...و خرج متوجهًا إلي مكتبه...
شريف:أيوة يا سلمي..إزيك..
سلمي:تمام يا شريف...في إيه؟؟
شريف:أصل بصراحة مش هينفع نتقابل بالليل...
سلمي:إييه..لييه؟؟
شريف:رايحين مشوار معلش..
سلمي بضيق و عصبية طفيفة:بس أنت قلتلي الصبح إن إحنا هنتقابل بالليل..
شريف:و بعدها لقيت إنه مش هينفع...بابا قاللي علي المشوار دة بعد ما كلمتك...أعمل إيه يعني!!!!
سلمي:اه قول بئة إن باباك هو اللي مش عايزك تقابلني عشان هو بيكرهني..
شريف بعصبية:سلمي في إيه؟؟...إتكلمي كويس دة أبويا مالك..
سلمي:مفيش يا شريف...سلام..
شريف:سلام...دة إنتِ مجنونة و الله..كل دة عشان قلت مش هينفع نتقابل انهاردة...
.......................
في المساء،،
في فيلا رأفت الحسيني،،،
رأفت بفرحة:أهلا أهلا...إتفضل يا فاضل دة البيت نوّر والله..
فاضل:دة نورك يا رأفت..
صافي:منورين يا جماعة إتفضلوا...و دلف الجميع إلي غرفة الجلوس..
رأفت بهمس:هي غدير فين..؟؟
صافي بهمس:كلمتني من شوية و قالتلي إن و هما بيجروا في التراك أميرة أغمي عليها..
رأفت:يا ساتر ليه كدة؟؟
صافي:لما تيجي هتقول أكيد..
أمينة:وحشتيني جدا يا صافي..
صافي:و إنتي كمان يا حبيبتي..كان نفسي أشوفك و الله..
فاضل:أومال فين غدير بقالي كتير أوي مشوفتهاش..
صافي:اه من وقت فرح مصطفي..من ست سنين تقريبا..
ثم سمعوا صوت فتح الباب و دلفت غدير و قالت بابتسامة:
مساء الخير عليكم...اسفة جدا إني اتأخرت و الله حصلتلي ظروف معلش يا جماعة...............
...........................