ملكة

By khadoOj_

47.5K 2.8K 987

ايرينيا كانت مجرد أميرة في مملكتها تم اعدادها منذ الصغر للزواج من ملك و تصبح ملكة، و لكن كل المخططات للزواج م... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن

الفصل الاول

13K 560 183
By khadoOj_




مملكة الفضة


" تفضلي مولاتي "

نظرت ايرينيا الي الرجل الذي كان راكعا بركبة واحدة علي الارض , كفيه كانت ممدودة الي الاعلي , و رأسه كان منحني علي الاسفل, ضيقت عينيها علي القلادة التي كان يحملها , كان ذات لون داكن و يتدلي منها حجر بلون اخضر خافت بحواف ذات تشكيلات داكنة

عندما التقطتها و ابتعدت عن الرجل نظرت الي والدها الذي كان يجلس علي الكرسي خلفها ذقته كان يستريح علي كفه , و عينيه لم تحد عنها و هو يؤمي لها

فاخذتها علي انها اذن لارتداء القلادة التي رفعتها تربطها حول عنقها , عندما استقر المعدن البارد لحواف القلادة علي اعلي صدرها , امسكتها تلقي نظرة اوضح علي الجوهرة التي بدت قديمة بشكلها الخافت , لم تعطي بالا كبيرا لذلك , و خطواتها تتراجع الي الخلف تجلس علي احد المقاعد , ظهرها مستقيم , رأسها مرفوع و عينيها جامدة بلا تعبير كعيني والدها و هي تنظر الي الرجل الذي استقام , يضم كفيه امامه دون ان يرفع رأسه

قبل سنتين كان قد حضر وفد من مصاصي الدماء الي مملكتهم , طلبو الاذن من والدها الملك لاخذ عينات صغيرة من الدم من بعض فتيات شعبه , اللواتي كان لهن صفات مميزة

والدها لم يرفض بل رحب بالفكرة و إنما كان متحمسا بداخله دون أن يظهر ذلك و لكن هي عرفت، و برر تصرفه انذاك انه بادرة لتكوين علاقات جيدة مع مملكة كاتربوس , كان له نوايا أخرى و لم تستطع اكتشافها

و بعد بحث وجدو قلة من الفتيات و بعد بعض البحوث بدمائهم و إرسالها لعدة مرات الي مملكتهم  كن جميعهم قد فشلو في اختبار الدم

انذاك كان مصاصي الدم قد استسلمو و سيعودون الي مملكتهم , و لكن والدها في اللحظة الاخيرة , طلب منهم فحص دمائها ايضا , المحاولة الاولي كانت فاشلة و لكن بعد فحص اخر , ظهرت النتيجة التي كانو ينتظرونها منذ سنين , و ارسلو الاخبار السعيدة الي مملكتهم , التي حضر منها وفود جدد

كل ذلك البجث كان من اجل ملك مملكة كاتربوس و زعيم مصاصي الدماء العظيم , لايجاد نصفه الروحي و الملكة المستقبلية , و اهم شئ كان ايجاد معالجته

" هذه هدية الملك "

الرجل بدا حديثه بصوت خانع ليصمت قليلا يجعل الكلام يتوغل الي داخل اذني ايرينيا الصامتة قبل ان يتابع

" الملك يقول ان القلادة ارث تاريخي , و ستحميكي من كل مصاصي الدماء و كل خطر "

بعد بعض التعليمات و المعلومات الاخري خرج الرجل بهدوء من الغرفة و عندها التفت الملك الي ايرينيا يقول :

" لا يبدو ان الحياة هناك ستكون سهلة "

نبرته الهادئة جعلت جفن ايرينيا يرتعش , حديثه و ان بدا تافها حمل مشاعر غير مفهومة اليها , الجدية و القسوة كانت دائما شعاره , و ربما , لنقل ربما هو الان يتحدث بحنو و يحمل الاهتمام بين حديثه و هذا كان شيئا نادر

اومأت ايرينيا برأسها دون اظهار افكارها الداخلية و خرجت منها كلمة واحدة هادئة تماما ,كأغلب حديثها دائما :

" اجل "

عندها نهض الملك دون حديث من مكانه و بخطوات هادئة خرج من الغرفة , و عند تأكدها تماما من ابتعاده , تنفست بارتعاش قبل ان تنهض سريعا من مكانها تعدل اطراف ثوبها بتوتر قبل ان تخرج هي ايضا

في احد الاروقة و اثناء اتجاهها الي غرفتها , توقفت عندما لمحت شقيقها ايان الذي توقف ينظر اليها بجمود , هما لم يكن بينهما اي شبه , من ينظر لا يظن حتي انهم اقرباء , هي كانت بشعر اسود و عينين سوداء واسعة , علي عكسه الذي كان ذو شعر بني بدرجة فاتحة و اعين رمادية مميزة كخاصة والدهم , ملامحهما التي اصبحت جامدة هو ما كان مشتركين بينهما

" اذا سترحلين غدا "

اومأت بصمت تنظر له و هي تضيق عينيها بعد أن ضمت يديها الي صدرها , هما كانا دائما مقربين منذ الصغر , و لكن منذ بضع سنين تغيير ذلك دون سببا مفهوم بالنسبة لها

" حظا طيبا في ذلك "

و فقط كان ذلك وداعه قبل ان يتحرك مبتعدا عنها بصمت , و لم تبدي ايرينيا اي رد فعل و هي تستمع الي خطواته الراحلة , في يوم من الايام لم يكونا يفترقان عن بعض و البرود و القسوة لم يكن شيئا حاضرا بينهما , الابتسامة و الضحكة في ذلك الوقت كان شيئا تود استعادته , و لكن علاقتهما التي تدمرت فجاءة لم تساعد في عودة المحبة القديمة بينهما

ايرينيا لم تعترض عند فحص الدم منذ سنتين , في ذلك الوقت فكرت انها فكرة جيدة للابتعاد من هنا , الوفود التي تم احضارها لتدريبها علي طريقة و اساليب عيش مصاصي الدماء هي كانت قد تعاملت معهم باخلاص و جدية

رغم ان فكرة العيش وسط كائنات متعطشة للدم , لم يكن خيارا قد يختاره اي شخص بكامل وعيه و قواه العقلية , الا انها كانت تود المخاطرة بذلك , و فضولها كان حافزها الدائم في كل ذلك

عندما اخيرا استقرت داخل غرفتها , جلست علي سريرها تنظر الي كل الصناديق التي كانت مكدسة علي الارض , و التي كانت تضم اغراضها , في الغد ستبدأ رحلة اللاعودة بالنسبة لها 







قريبا من حدود مملكة كاتربوس


الطريق أمامنا كان مستوي و أمن ، تحيط به الأعشاب الصغيرة علي جانبيه و بعيداً عنه تقبع الغابة ، الشمس كانت مشرقة و صافية تعطي جواً من الدفئ و الحنين ، و نوعاً ما كنت قد بدأت اشتاق لهذه الأشعة ، التي لن احظي بها عندما نصل الي وجهتنا ، و لذلك فضلت الجلوس اقرب الي نافذة العربة مع فتح الستائر الحريرية الصغيرة بتوسع

هذا كان اليوم الثالث منذ ان انطلقنا من المملكة ، و لم نتوقف في طريقنا سوي عدة مرات قليلة عندما اطلب منهم ذلك فقط ، و في الليل لساعات قليلة لتناول العشاء قبل المواصلة ، باقي الوجبات يتم إعطائي لها داخل العربة ، و لا اعرف متي قامو بتحضيرها و نحن نسير

اخذتُ نفس طويل من رائحة الأزهار المنعشة التي بدأت تظهر مصطفي في جانبي الطريق ، زقزقة العصافير كانت لطيفة ، و ذات نغمة عذبة و رائعة داخل أذني ، مددتُ رأسي قليلاً و نظرت الي الخلف ثلاثة عربات كانت تسير خلفي محملة بحاجياتي ، و الحراس علي أحصنتهم كانو يحيطون بالعربات من الخلف و الجوانب ، خادماتي الكثيرات كن يسيرن علي ارجلهن طوال الرحلة ، اعلم انه ستتم إعادتهن جميعاً الي المملكة فور استقراري في مكاني الجديد ، و يتم تنصيبي بملكة مملكة كاتربوس العظيمة ، مملكة مصاصي الدماء ، عوضاً عن أميرة عادية لمملكة البشر

امام عربتي أيضاً كان يوجد عربتين تحوي علي اثنان من اصحاب المراتب العالية في مملكة كاتربوس الموثوقين ، يتأكدون من سلامتي ، و توصيلي الي حيث ملكهم العظيم

التفت الي الحارس الذي يسير بمحاذاة نافذتي و لكن الي الخلف قليلاً و سألته بعد ان جلست باعتدال :

كم تبقي الان لنصل ""

و اجاب هو دون ان يرفع رأسه و ينظر الي :

" سنصل قبل غروب الشمس ، أميرتي "

كان هذا احد حراس والدي الموثوقين و قائد الحراس ، حرص والدي تحديداً علي مرافقته لي ، و أكد علي عدم عودته الا بعد انتهاء مراسم زفافي

عُدت الي الخلف و اغلقت النافذة بالستائر ، و أسترخي رأسي علي المسند المريح خلفي ، العربة من الداخل كانت واسعة ، المقعد الذي اجلس عليه كان كبير ، و يكفي لأنام عليه بارتياح ، و مقابلاً له كان يوجد مقعد مشابه له ، مغطي بقماش احمر مخملي ، مثل باقي العربة المبطنة جميعها بنفس القماش المخملي ، اغلقتُ جفناي و قررت أخذ غفوة صغيرة قبل ان نصل ، و في وقت شعرت به قصير اثناء نومي ، استمعت الي صوت الحارس الذي نبهني بأننا قد وصلنا الي مشارف المملكة

أمامنا بدأت تظهر البلدة ذات المنازل العتيقة و الكبيرة ، الطريق الذي كان مستوي من التراب ، اصبح مهتز الان بسبب شوارع البلدة الاسمنتية الغير متساوية بفضل بعض النتوءات التي تخرج منها ، و التي صُممت بطريقة جمالية رائعة ، تجعلك تستمع الي صوت عجلات العربة و حوافر الأحصنة التي تضرب عليها بقوة و هي تسرع

الكثير من المنازل و المحلات كانت تغطي كل إنش من البلدة ، الروائح المنعشة كانت تُعطي انطباعاً جميلاً مع كل الناس الذين كانو يقفون بفضول علي جانب الشارع ليسمحوا للعربات التي يقودها الحراس بالمرور ، و قبل ان تتوغل اكثر في داخل البلدة ، اخذتُ العربة طريقاً جانبياً ، ليظهر بعد بعض الوقت طريق اخر مصقول بعناية و علي جانبيه بعض الأشجار الباثقة ، الطريق كان طويلاً هو الاخر ، و في منتصفه ظهراً لنا القصر الضخم شامخاً مهيباً و رائعاً

صهلت الأحصنة بقوة عند توقفها اخيراً و بدأ الحراس بتشكيل صف امام العربة ، احد المرافقين لي من مصاصي الدماء في العربات امامي مد لي يده بلباقة لأنزل عندما قام احد الحراس بفتح الباب ، تمسكت بيده بلطف و نزلت ببطء الي ان استقررت علي الارض ، قبل ان افرد ظهري و ارفع رأسي باستقامة ، بطريقة كنت قد حفظتها عن ظهر قلب من دروس اللياقة التي كانت السيدة مارثا شديدة بها

لم يفلت يدي الي ان وصلنا الي امام درجات السلم امام باب القصر الخشبي الكبير ، ثم انحني لي الرجل بتهذيب قبل ان يفلت يدي و يلتفت محدثاً الرجل الكبير في السن و الذي كان يرتدي ملابس رئيس الخدم الأنيقة ، خلفه عدد من الخادمات في زي طويل ينحنين باحترام ، استمعت الي رئيس الخادم و الذي أشار لي بيده و هو يقول :

" هيا سيدتي ، من هنا ستدلك الخادمات الي حيث غرفتك لترتاحي "

اومئت له عندما اقتربت خادمتان مني ليشيرو لي مجدداً لاتحرك ، مصاص الدماء الذي كان يقف بجانبي كان قد ابتعد الان عندما انضم له الشخص الاخر ، و آخذا يتحدثان و هما يبتعدان ببطء

امام الباب مباشرة عند دخولي كانت هناك مساحة واسعة بأرضية لامعة تكفي لمئات الأشخاص ، و في الوسط كان هنالك باب كبير خمنت انه يؤدي الي قاعة العرش ,و السلم الكبير كان يقبع علي الجانب , عدة ابواب اخري مغلقة كانت تتوزع في المكان

تبعت الخادمات و انا أتأمل المكان حولي بطرف عيني ، في مملكتي لم يكن قصرنا بمثل جمال هذا القصر ، صحيح انه كان كبير ، و لكن هذا القصر يفوقه ، انه عملاق في مواجهة قصرنا الذي كان نملة بالنسبة له ، التماثيل المنحوتة لشخصيات لم استطع التعرف عليهم كانت منحوتة علي طول أسوار السلم الكبير ، الكثير من التماثيل المصغرة لشخصيات تقف بأوضاع كل منها مختلفة عن الآخري

وصلنا اخيراً الي الغرفة التي يفترض ان أقيم بها قبل الزفاف ، كانت الغرفة الكبيرة ذات جدران بيضاء عالية مع بعض الزخارف الذهبية اللامعة تتوزع بجمالية عليها ، الحراس خلفنا كان يحملون أمتعتي و قامو بوضعها علي جانب الغرفة ، خادمتان أخريتان ، انضمتا لتقوما بالمساعدة في ترتيب الأمتعة بسرعة ، تحركت نحو السرير الضخم و الذي يحتل مكاناً في منتصف الغرفة مباشرة امام النافذة ، أرحت يدي لأمسح علي الحرير الناعم تحتي ، و راقبت الخادمات الي ان رتبو كل شئ ، قبل ان تتجه إحداهن نحوي محنية رأسها تقول بأدب و اختصار :

" سيجهز الحمام خلال دقيقة ، سيدتي "

و بالفعل خلال دقيقة كانت قد عادت و اشارت لي نحو الحمام ، اثنتان قمن بالدخول معي و مساعدتي في الاستحمام ، قبل ان يقمن باختيار الثوب الذي أرتديه ، في مملكتي جميع النساء كن يرتدين ملابس محتشمة حيث كانت ذات عنق طويل للثوب و أكمام اما طويلة او اقصر من المعصمين بقليل ، و كنت قد تعودت علي ملابسنا تلك و تشعرني بالكثير من الراحة ، علي عكس ما رأيته هنا في الشارع قبل قليل ، أثوابهن كانت بعنق منخفض و أكمام قصيرة بعضها عادي و الاخر منتفخ ، و اتمني ان لا اجبر علي ارتدائها

الخادمات قمن باختيار احد أثوابي و الذي كان ذو لون بني فاتح ، يضيق من منطقة الخصر حيث يربط شريط بني ذو لون داكن مناقض للون شعري الاسود ، و يتسع الثوب من الأسفل ليجعلني أتحرك بحرية ، قمن فقط بتجفيف شعري و الذي لم يكن يحتاج الي الكثير من العناية ، و إنما فضلت تركه مفتوحاً دون اضافة اَي زينة عليه ، الخادمات بعد ان انتهيت انحنين مرة اخري قبل ان يخرجن و يتركنني وحدي في الغرفة

جالت نظراتي مرة اخري علي الغرفة اتفقدها و تحركت بسرعة نحو الشرفة التي كانت اول شئ وقع عيني عليه ، فتحت الباب الزجاجي و تحركت بهدوء ، الي ان وضعت يدي علي السور الرخامي السميك ، المنظر كان يطل علي حديقة خضراء مرتب بعناية و خالية تماماً من اَي نوع من الورود !

منذ صغري تم إعدادي و تعليمي بعناية من اجل الزواج بملك ، و لكن ما لم يتوقعه احد ان الملك الذي كان مقدراً لي ، كان ملك مملكة " كاتربوس " مصاص دماء و ملك عظيم عاش لفترة طويلة الي ان أسس مملكته التي كانت اعظم الممالك في جميع بقاع الارض ، ملك لم اره من قبل في حياتي ابداً ، كل ما قد أعطاني له ، هو هذا القلادة الغريبة الملفوفة حول عنقي ، و الذي كان اول شئ قد سلم لي من قبله ، و التي طلب مني ارتدأها و عدم خلعها ابداً ، هي بالطبع لم تكن قلادة طبيعية ، بل كانت شئ نادر ، تستطيع اخفاء رائحة دمائي البشرية و تثبت أني ملك لملكهم ، كي لا يفكر اَي شخص او يتهور بالاقتراب مني ، علي عكس ما توقع الجميع لي انه لابد ان ارتعب و اشعر بالخوف عندما أكون في وسط مكان ملئ بمصاصي الدماء المحبين للدم ، و لكن الي الان لم يصل قلبي اَي ذرة من الخوف او عدم الاطمئنان ، فقط متشوقة و متحمسة لرؤية جلالة الملك الذي لم يظهر الي الان




--------------------


يتبع





Continue Reading

You'll Also Like

18.4K 769 8
What if Elijah Mikaelson had a soulmate? What if his soulmate was Peter Hale daughter? What if she was adopted by Noah Stilinski? And what if after h...
179K 7K 57
What if the Sirius Black had a daughter? What if the day James and Lily Potter died, Alexia Black disappeared? What if she was now living in Mystic...
53.1M 2.1M 88
The world had gone to hell long ago, taken over by the vampire race. In order to keep some sort of peace in our land, the Vampire Lords made a consec...
2.1K 689 8
بەڕێـز ئـاڵـپـەر لە گرەوێـکدا لەگەڵ خێزانی کڵاوسنە خوێنمژەکان دۆڕاندوویەتی لەبەرامبەردا پێویستە کچەکەی ببەخشێـت .... کچێکی بێتاوان و بەدبەخت دەبەخشر...