Agnes|| أغّنِيس

By moon_light_46

28.8K 1.8K 2K

تقول الخرافة 'أن كانون الثاني -يناير- شهر السعادة ' ' وأن نِيسان -أبريل- شهر التفتُح ! ' . لكن مالذي قال... More

بداية...
I
II
III
V
VI.I
هدية .
VI.II
VII
فصل خاص .
سؤال
07 : 07 🌨

IV

2.2K 153 128
By moon_light_46

" مابك ؟ "

لم ترد ، اكتفت بالصمت لتلعب بكفيها ، دون أن ترد على المُصرة بجانبها .

نادتها للمرة العاشرة ربما ، لكن أغنيس إما تعض شفتيها أو تلعب بالوسادة ذاك إن اختارت أن ترحم كفيها.

تنهدت لتكشف ورقها ، هي أرادت أن تخبرها أغنيس بما حدث لكن الاخيرة اكتفت بالصمت كعادتها الكتوم .

" والدك إتصل بك ؟ أخبرك بموعد السفر "

أومئت بينما تحدق بالفراغ ، هي ما زالت تسمع في أذنها نبرة والدها المُتحمسة للقائها .

وبسبب ذلك تشعر بالذنب لأنها وببساطة ليست سعيدة إطلاقا .
لا تريد العودة للوس انجلوس ، على الأقل ليس الآن .

" أغنيس "
التفتت على صاحبة الصوت أخيرا لترد " مينا أنا لا أريد العودة "
المذكورة لم تتفاجأ لكنها استغربت إفصاح صديقتها عما بقلبها بسرعه .

ابتسامه ارتسمت على شفتيها إلا أن نبرتها كانت ثابته " لِم ؟ كنتِ أول المعارضين حين قُرر بقائنا لإسبوعين كاملين"

تعلم السبب رغم ذلك أرادت سماعه من أغنيس .

" فقط هكذا ، لا أريد العودة أ يمكننا تأجيلها قليلا ؟ همممم ؟ " التفتت لمكان تكهنت وجود مينا به ، حدقت بالفراغ مطولاً تستمع لهمهات مينا الخافته التي أكدت وجودها معها في الغرفة ، ولسبب ما إفتقدت أنامل بيكيهون حين يخبرها بوجوده .

" لا أعلم ، إلى متى تريدين تأجيل الأمر ؟"

هي لم تترد في الإجابة " الخامس والعشرين من يناير "
في ليله الرابع والعشرين عليها البقاء في كوريا ، حتى تلك الليلة عليها البقاء .

" بسبب بيكهيون؟!"
رغم أنه السبب الرئيسي لبقائها ، الوحيد لبقائها إن صح القول ، لكنها لا تريد الإفصاح لنفسها اولا .

" ليس كذلك مينا "

قاطعتها الأخرى " لا تحاولي إنكار الأمر ، حفل بيكهيون في الرابع والعشرين ، لم اخترتِ اليوم الذي يليه ، بل كيف عرفتِ بموعد الحفل !!!"

وللحقيقة هي لم تخبرها بموعد الحفل ، تنتظرها لتسأل الى أن فاجأتها بإختيار اليوم الذي يليه ! .

هل أخبرها بيكيهون بنفسه ؟ وإن فعل هذا أمر جيد لتطور العلاقات لديها .

بحثت عن الغطاء بكفيها ، لتستلقي على سريرها همهمات بسيطة خرجت منها لتدرك مينا أن أغنيس تحاول النوم .

" أغنيس انتِ تتجاهليني ؟!" تحدثت بدرامية مُفرطة ، مُنتظرة إعتذار الأخرى .

لتجيبها أغنيس بـ " أجل أفعل "

الدرامية المُفرطة تحولت لصدمة ، وقبل أن تتحدث قاطعتها أغنيس " أريد النوم مينا ، أيقظيني صباحًا كي أتصل بوالدي ! "

صباحا ؟
أغنيس ؟
هي حتى لم تتمنى لها ليله سعيدة
لم تجد ردا منها لتستقيم من سريرها ، ولتطفئ إضاءة غرفتها .

**
الساعة احتضنت منتصف الليل .
أدخل رمز شقته ليلقي جاكيته على الاريكة بعبث بينما يهمهم لحن أغنية إسبانية هو لن يعرف الكلمات على اي حال فاختار الهمهمة .

إن كنت لا تعرف الكلمات ليس بسبب يمنعك أن تغني !

" بيكهيون ألقِ ثيابك في الخزانة " سمع تذمر صديقه من الخلف ليلتفت له كليّا .

" إن نسيت كيونغسو هذا منزلي ، يمكنني طردك منه إن أردت "

الأخير لم يتردد في قول " جرب فعل ذلك بيون "

وهو بالفعل لم يتجرأ على قول ذلك ، بل أخذ جاكيته بأدب مُفرط.

فتح باب غرفته ليلقي بجسده على السرير ، أخرج هاتفه ليبدأ بالعبث به .

طرقات خفيفة على الباب متبوعه برأس كيونغسو المتمرد ، مازال بثياب العمل 'بنطال اسود رسمي وقميص أبيض ، ترك أطرافه تعانق مرفقه بدون ربطة عنق '

" إغتسل لتأكل "

جلس على السرير ليحدق بصديقه " كيونغ لما تتصرف كـ جدتي ؟" .

هو كان جاداً في سؤاله ، إلا أن الاخير حدق به بعدم فهم .

ما أن أدرك معنى حديثه أجاب بـ " حرك جسدك قبل أن أتصرف كـ والدك وأضربك " .

لم ينتظره لـ يكرر حديثه مرتين لـ يجد نفسه في الخزانة يبحث عن ملابس منزلية .

اختار مياه باردة كي لايفكر بها ، إلا أن برودة المياه جذبتها لعقله اكثر فـ اكثر .

طريقة حديثها ، تحسسها للكوب ، وضياعها .
هو ا٦حب ضياعها بشده ، ليس بأناني إلا أنه أحب كونه منتشلها من ذلك الضياع .

أحب وجود عالم خاص بها معه ، عالم لهما دون غيرهما .

أنهى حمامه بسرعه قبل أن يُسرف اكثر مما هو فيه ، وضع منشفه حول رقبته يمنع الماء منال تسرب لكنزته ، لـ يجد كيونغ بانتظاره في المطبخ .

أتخذ له مقعدا لـ يبدأ بالأكل دون انتظار صديقه .
" إن كنت لا تعلم بيك ، عليك انتظاري !"

" أنت ستأتي علي اي حال كيونغ وأنا جائع "

لم يجادله حين رأى طريقة أكله ، ويبدو أن الاخير مُتعب بحق ، ليجلس مقابلا له محاولاً الحديث معه .

" بيكهيون"
همهم فقط

" اليوم كنت جادًا في التحضيرات مالأمر ؟ أنت بخير "

هو أدرك مُسبقا أن صديقه صعب الإرضاء ، إن تكاسل سيغضب ، وإن أصبح نشيطا سيتساءل لِم .

اختار الرد بـ " لتتغير الساعتين فتصبح ثلاث "
وكيونغسو كان على علم بذلك مسبقا ، هو اختار الصمت إلا أن صديقه لم يفعل ولو للحظة واحدة .
بيكهيون يظل بيكيهون.

**

بين الحب والكراهية خط رفيع ، ربما كرهت شيئا حد الموت وبلحظة يتغير كل شئ .

رغم كرهها للصباح ، لكنها استيقظت مُبتسمه حين تذكرت ما قاله .

مدت يديها لتصطدم بوجه مينا النصف نائمة " ابعدي يدك عن وجهي "

" لِم انتِ نائمة في سريري مينا ؟ " رسمت تساؤلها على وجهها ، لتشعر بتحرك مينا ، والذي تكهنت تقلبها للجهة الاخرى ، أدركت أنها محقة حين أتاها صوتها المكتُوم "كنت أشاهد فيلما وسقطت نائمة والآن عودي للنوم "
لم ترد عليها ، لتبحث عن هاتفها .

وجدته بطرف الطاولة لتبدأ بتحسس الأثاث حتى خرجت لغرفة المعيشة ، اصطدمت بالأريكة وبسبب اعتيادها لم تفعل شيئا حيال ذلك .

الألم كان خفيفا ، أو ربما حماسها جعلها لم تشعر به .

فتحت هاتفها لتنطق اسم والدها ، وضعت الهاتف على أذنها ليتم الإتصال تلقائياً ، لحظات لتسمع صوت الرنين .

" صغيرتي تشتاق لأبيها ؟!" والدها كان ذلك النوع اللطيف من الاباء وربما كان ذلك سبب اختيار والدتها له وترك كوريا بأكملها والسكن معه .

جديّها لم يمانعا ارتباطها مع إيطالي الجنسية ، لكن مجتمعهم فعل ووالدتها ببساطة لم تكترث لهم .
ووالدها كان يستحق تلك التضحية .

" أغنيس تريد طلباً من والدها " همسها خرج خافتا ، محتاجا ووالدها كان مُلبيا .
ربما ؟

**
هو لم يُكن متحمسا للمساء هكذا من قبل ، هو حتى طلب من الجدة الإتصال به إن أتت أغنيس مُبكرًا .
لعب بأصابعه ، عد خطواته في المسرح طولا وعرضا .

" بيون توقف عما تفعله حالا " سمع تذمر صديقه من أسفل المسرح ليصرخ " دو كيونغسو يالعين قاطعت أفكاري "

افكاره كـ كيف سيصورها دون أن تنبه ؟ وهل يطلب لها مشروبا في كوب كبير كي لاينتهي بسرعه ؟ .
وقبل أن يخطط جيدا كيونغسو قاطعه .

" أغرب عن وجهي بيكيهون " تهديد صديقه كان كتوعد بالنعيم ؟
كطالب قد تم طرده من محاضرة عجوز مملة .
أخذ مفتاح سيارته ، ولم يتردد في الهرب لانه وربما كيونغسو قد يغير رأيه .

هو لم يهتم بنظرات العاملين المستغربة ناحيته ، هو من المفترض أن يكون مسؤولاً أكثر ؟ هو بحق الإله صاحب الحفل كله ورغم ذلك يتصرف كطفل .
لم يكترث لأن نعيمه بانتظاره .

وصل للمقهى ليدفع الباب بسرعه ، كان متحمسًا لرؤيتها ليملأ عينيه بها ، لحفظ تفاصيلها بداخله .
إلا أنها لم تأتي.

ولتوه أدرك أن الوقت لم يتأخر بعد ، إلا أنه يصعب الخروج به .
كذلك ادرك أن الجدة لم تتصل به ، وذلك يعني أنها لم تأتي من الاساس !

قاد خطواته لطاولته ليضع رأسه على الطاوله .

هو قد أسرف في التفائل ونسيّ انها قد لا تأتي ! وربما أسرف بملامساته لها فظنته مُريبا ! .
من يلومها !

احمق منحرف يستغل كونها لا تراه ذلك يبدو منطقيا لتهرب كذلك كلماته لها هو شبعه اعترف بمشاعره ! .

رفع رأسه ليلقيه على الطاوله مجددا ،
" لِم لَم تأتي أغنيس! " همس لنفسه عدة مرات .

أغمض عينيه يحاول التفكير بطريقة ما ليعتذر منها ، أن اتصل بها ستخاف أكثر ، وإن ذهب لمنزلها سيزيد الأمر سوءاً .

سمع خطواتٍ خفيفة ظنها للجده لذلك لم يرفع رأسه لكن الجدة لم تلمس شعره هذه المرة بل سحبت الكُرسي المقابل له .
فتح عينيه ليجد اغنيس أمامه .

" أغنيس " همس باسمها لتحمر خجلا ، لـ يتسائل عن السبب ، أليس من المفترض أن ترتعب ؟.
ترك سؤاله في قاع عقله .

ليجلس بإعتدال " أين كنتِ ؟ ".

هو متأكد من أن جرس الباب لم يرن فكيف دخلت !
ذلك يعني بأنها هنا مُسبقا ! لكن كيف ؟

الجدة لم تخبره ، رغم انها رأت عبوسه حين دخل لكنها لم تخبره بأنها أتت ! بل أين كانت ؟

" ذهبت لدورة المياه بيكهيون ! " همهمت بخفوت .

لم تخبره بأنها طلبت من الجدة مراقبة النافذة من أجلها في حال إن أتى لتهرب لدورة المياه لـ تعدل شكلها .

هي لم تنتظر مينا لتقلها بل هربت منها ومتأكده أن شكلها كان كـ الفوضى رغم إخبار سِيرا لها بأنها العكس تماما إلا أنها لسبب ما لم تقتنع .

وحين سألها عن مكانها إحمرت بسبب فعلتها .

" انتظريني هنا إياك والذهاب أنا سأعود " وبحركة لا ارداية ضغط على كفيها مؤكدًا كلامه ، وهي لم تمانع تأكيده اطلاقا .

ولكونه زبون مفضل ، دخل للمطبخ بسرعه ، فتح الباب ليجد الجدة تخرج بعض الكوكيز من الفرن .

" جدتييي " تذمر بصوت عالٍ
لتلتفت الجدة له " رأيتها ؟! "

" انتِ كنتِ تعلمين بوجودها ؟" تذمر مجددًا .
هو قام بركل الهواء حتى .

وضعت الكوكيز على الطاولة لتبدأ بصفهم على الطبق ، ابتسامة خفيفة ارتسمت على ثغرها .

" لِم لَم تتصلي بي جدتي !"

وضعت الكوكيز برفق لينساب حديثها الهادئ ، تبدو وكأنها تخاف على الكوكيز من ان تتفتت إن علت نبرة صوتها " أفضل العلاقات حين لايتدخل الأخرين "

" أنا فقط لا أريد تركها تنتظرني جدتي " اكتفى ببقية حديثه لنفسه - لا اريد تركها وحيدة -

التفتت له لتكمل حديثها " دعها تنتظرك مرة لتأتي غدًا مُسرعا لتنتظرها بدورك ، يجب على أحدكما انتظار الآخر "

" لِم؟ " هو لم يفهم حديثها المليء بالألغاز .

التفتت للكوكيز مجددا لتجيبه " الانتظار يولد الإشتياق بُني ، حين تنتظر أحدهم ستبدأ بسؤال نفسك عما ستفعله حين تراه ؟ مالذي ستقوله ؟ كيف ستتصرف ؟ ستسترجع ذكرياتك معه ، كلها المحببة لديك أولا ، ثم ما بغضته لتمحيه حين إلتقائك به "
مع كل عبارة نطقتها تزامنت مع صف الكوكيز .

أسند جسده على الخزانة بجانبه يستمع لحديث الجدة جيدا " كذلك الانتظار لا يعني الوحدة ، بالنسبه لك سيجعلك ترى ما بداخلها ، اللهفة في عينيها ، أما لها سيجعلها تأتي لتلتقي بك لتشعر بالأمان في وجودك بيكيهوني " .

قد تكون كبيرة في السن إلا أنها انتبهت لحركات أغنيس في وجود بيكهيون وعدمه .

حين وجودها وحيدة تحدق بالفراغ تلفت حين يصدح صوت الجرس وكأنها ستراه ، تعبث بالطاولة وتصنع ضوضاء خافته .

أما في وجود بيكهيون ، إما أن تحاول إخفاء ضحكتها ، وفي كل مرة كأنها ك أول مرة إلتقيا به ، ترمش بكثرة وتترك كفيها تحتضن من قبله على أن تصنع ضوضاءها الخافته .

الأمان في وجوده ؟!

مالذي تعنيه الجدة ؟ وقبل أن يُكثر الاسئلة أعطته طبقاً من الكوكيز .

" لقد طلبتها قبل قليل قم بإيصالها لها " أومئ بسرعه ليتحرك ناحيتها .

وجدها تلعب بكفيها ، ليضع طبق الكوكيز أمامها .

" طبقك جاهز " قال بمرح لتسأله

" ماهذا ؟ "

" ألم تطلبي كوكيز ؟ "

نفت برأسها لتتحدث دفعه واحدة " ربما الجدة اخطئت في الطلب أعده لها بسرعه "

رفع رأسه ناحية الجدة لتلوح له ، حادثته بمزامنه الشفاة - بعض المساعدات لن تضر -

انزل راسه ليبتسم بخجل لا يعلم لم ، لكن الجدة فتحت بابا أراد إغلاقه منذ زمن .
وأغنيس من اعطتها المفتاح .

أخذ كفها اليُسرى ليمسكها بكفه " لا بأس أنا طلبته ونسيت "

لم ترد وقبل أن تسحب يدها هو امسكها بقوة
" دعينا هكذا اغنيس ، أيمكنك ؟"

لتسأله " أيوجد أحد في المقهى ؟ "

نفى لها " لا أحد سوانا ، المقهى فارغ ! "

والمقهى كان به البعض ، ولكونهم في نهاية المقهى لم تسمع همهاتهم بسبب طبيعة المقهى الهادئة ، بالإضافه للموسيقى التي طغت على أصواتهم كذلك .

"لكن جرس الباب يستمر بالرنين بيكهيون "

كذبة اخرى لا تحتسب " فقط يأخذون ما يطلبون ".

أومئت مجددا ليضغط على كفها " يمكنني فعل ذلك ؟!" .

ان صمتت يعني الموافقة ! وان نفت سيترك كفيها .

لا تمانع بأن يمسك كفيها أو أن يضغط عليها ، هي أحبت ذلك الشعور ، أحبت نبضات قلبها المؤلمة حين يمسك كفيها ، وفي ذات الوقت تريد إبعاده .

ولا تريد لبيكهيون ان يفهمها على نحو خاطئ !
لا تريد ان يفهمها على أنها خائفه منه ، هي العكس تماما .

إلا أنها لا تريده أن يتعلق بها كما هي فعلت ! لا تريد ان تترك بصمة في حياته كما فعل بحياتها .
لا تريد لاسمها مكانة في دفتر حياته .

ضغطة اخرى انتشلتها من أفكارها لتنفي برأسها ، وما تخشاه قد حدث .

راقب شرودها ، عبوسها ، ليفعل فعلته المحببة له ، ضغط مجددًا لتنفي براسها ، وحين نفت ، ندم .

الندم أكله ليسحب يده وقبل أن يفارق كفها هي أمسكت به

" انا لا أعني ذلك.. أنا فقط ... " صمت ليكمل عنها
" إبعاد بعض الافكار " اومئت بينما تحدق بالفراغ ناحية حجرها .

" بماذا تفكرين ؟ "

شردت مجددا في حديث مينا هذا الصباح لتسترجع ما قالته .

' فلاش باك '

"أغنيس "

" هممم ؟!"

" ستخبرين بيكهيون ؟ "

" اخبره بماذا ؟!"
تنهدت مينا لتجلس بجانبها

" اياك والتفكير بالهروب منه ، إن رفضتي الإعتراف به لنفسك ، اعتذري عن دعوته فقط "

' اند '

" بيكهيون "
لم يرد عليها ، لتعلم بإهتمامه بطريقته هو .

"انا سأعود للوس انجلوس " همست بتردد لتشعر بكفيه ترتخي عن كفيها ولم تحب ذلك الشعور إطلاقا .

تعود ؟
كيونغسو كان محقًا حين سأله عن عائلتها .

" لِم ؟ "

احبت كُل نبرات صوته ، العابثة ، أو حين يتغزل بنفسه ، حين يخبرها بأن تترك ضحكتها وشأنها و حين يتذمر ، حين يهمس لها ، احبت كُل نبراته ما عدا الإنكسار .

نبرته كانت منكسره ، وهو مدرك لها ، لم يكن خجلا من إخراج الضعف في صوته .
لانها وبعد كل شئ أغنيس .

ويعلم بداخل نفسه أنها تعيش ما يعيش به ، ذات الاضطراب ، ذات الإنكسار .

عينيها تحوم في الأرجاء مابين وجهه وما بخلفه وكأنها تحاول تثبيتها في وجهه ، جسده أو اي شئ يعود إليه .
لكنها لا تستطيع .

" لَـ أرى بيكهيون سأعود لِأرى " .

" ماذا ؟!" همس مجددا
لتبرر وهذه المرة هي من ضغطت على كفه

" أخبرتك بأني لم أولد هكذا صحيح ؟"

أومئ لها ، ليتحدث بعد أن أدرك غلطته " نـ نعم "
صوته كان مهزوزا .

" أنا أتيت لكوريا ليعاينني الطبيب هوانغ ، هو لن يأتي للوس انجلوس حتى نهاية الشهر فأبي أرسلنا إليه "

أردفت

" أتيت ليعاين حالتي ، وهل سيشارك في إجراء العمليه أم لا "

" عملية ؟"
أومئت له
ذلك سبب قدومها الأساسي ، ما أن وافق الطبيب هوانغ تم إدراج اسمها في قائمة العمليات التى سيشارك بها في لوس انجلوس عند وصوله .

وذلك سبب رفض والدها للتأجيل ، حتى وإن كانت ابنه والدها المُدللله هو لن يستطيع تأخير طاقم كامل بسببها .

" سأُجري عمليه لكي أرى مجددًا ، ربما سيقومون بفتح رأسي او الاكتفاء بعيني أما لا أعلم تفاصيلها بعد ، لذا على الطبيب هوانغ الإنضمام للطاقم وهو قد وافق "

ضغط على كفيها بقوة هذه المرة ليرد " لكن أغنيس هذا خطر "

أومئت لتنزلق الدموع من عينيها وذلك ما كرهته

" أعلم ، لكن علي فعل ذلك ، أنا لا أريد العيش هكذا لا أحب ان يهتم بيّ الغير أو يُجبر علي احد "

" أغنيس "

" لا تحاول بيكهيون ، لا تحاول إقناعي بشيء لا لن أتحمله " سحبت كفها الأيمن لتمسح دموعها .

أردفت

" أنا فقط أريد الرؤية مجددًا قد تُخطئ العمليه ، قد تُفلح لكنني لن اخسر شيء بل سأكسب ربما ؟" آخر كلمة خرجت تساؤلا هامسا .

والدها كذلك رفض إجراءها للعمليه رغم أن نسبة نجاحها جيده ،لكنها اصرت عليه .
والدتها كذلك وقفت بصفها .

وبعد ان إقننع وحُدد الموعد فاجأته بتأجيلها قليلا .

" ماذا تريدين أغنيس " همس لها لتجيبه " أريد أن أرى بيكهيون هل هذا كثير ؟" .

جلس بجانبها ليحتضن وجهها بكفيه " لا تبكِ ، تُصبحين بشعه ان بكيت ِ"

ابتسمت رغم دموعها ليمسحها بإبهاميه " انتِ جميلة في كل الأحوال لكن لاتبك ارجوك" .

حاولت ان تسكت نفسها ليكمل حديثه
" متى ستذهبين ؟ " وكأنه طلب منها البكاء مجددا .
موعد ذهابها يحتاج لنحيب آخر .

" الواحد والعشرون من يناير " والدها وافق على تاجيل سفرها لهذا اليوم فقط .

غصه اعتلت حنجرته ليصمت مطولًا ، ولولا كفيه المحيطة لوجهه لظنته قد ذهب .

" بـ بـ بيكهيون أنا حاولت تأجيله اكثر لكـ "

ليقاطعها بكونه مميز مجددا " تأجيل سفرك من اجلي ؟ " وسع عينيه لتومئ بخجل .

" لن أستطيع حضور حفلك "

أسند جبينه على جبنيها " أيمكنني فعل هذا ؟!"

هذه المرة لم تتردد في الإيماء لتهمس " أخبرني أين أحدق " .

وجهها كان ملفُوتا للجانب قليلا ، عدل وضعية رأسها ليسند جبينه بجبينها .

" أنا أقيم حفلاً كل عام أغنيس ، حفلي ليس بالأمر الكبير " .

كاذب .

" أنت تكذب بيكهيون " ولا تعلم لم فعل ذلك .

تنهد ليرد " أجل أنا اكذب "

" لم ؟!"

" لا أريد أن أضغط عليك إلا أني وددت حضورك ، وجودك بين الجميع يعني لي ! "

لم ترد فقط اكتفت بالصمت .

هل تعني له كما يعني لها ؟ لكن كيف وهي لا تراه !

شعرت بحركة الكُرسي المألوفة لها " في العشرين من يناير سيكون هناك تجارب نهائية يمكنك الحضور صحيح ؟!"

اومئت بغير فهم وهو لم يبرر لها ، لأنه افتعل الحماس ، حركة الحرسي وتربيته خدها بكفيه كانت مُفتعله . كل شئ كان مفتعل .
ولسبب ما هي ميزتها .

بيكهيون سيء في إخفاء حزنه .

" الآن لأعيدك " .

أرادت النفي لكنها تراجعت ، تريد قضاء وقت معه ، وقتا قبل الذهاب .

أخذ طبق الكوكيز المنسي ليشير لسِيرا بأن تأخذه ، والاخيرة فهمت حديثه خطئاً ، قامت بترتيبها في كيسين ورقين واحد له والاخر لأغنيس .

لم يسأل سِيرا عما فعلته فاكتفى بأخذ كيسه .

تقدمها ليزيح الكرسي من خلفها ، كُرسي الطاوله المجاورة كذلك ..

خطواته كانت غاضبة ، لم ينتبه لعرجتها الخفيفة حتى وصلت الباب الزجاجي ، كان ستصدم به لكنه كان اسرع منها .

فتح الباب وانتبه لعرجتها .

" مالذي حدث لقدمك اغنيس !" صوته كان عاليا ، أرعبها بحق .

عض شفتيه بندم حين رأى الخوف بعينيها " إصطدمت بالطاولة او الاريكة في المنزل ، لا أعرف حقا "

" أنت "
أراد توبيخها كي تهتم بنفسها أكثر إلا أنه ترجع في آخر لحظة .

حدق بها امام باب المقهى ، هو يرتدي كنزة بيضاء بنطال جينز كذلك هي بنطال جينز اسود و قميص أبيض .
أحب تطابق الالوان بشدة .

أخذ شهيقا ليزفره بينما يتحدث " أيمكنني امساك يدك ؟".

احبت كونه يأخذ اذنها في كل شئ يفعله لها ، إلا أن فكرة أنه يريد امساك يدها كي لا تتعثر باغتتها .

" يمكنني الذهاب وحدي بيكهيون "

شابك كفيه معها ليهمس أمام وجهها تماما " أريد امساك يدك لأني أريد أغنيس ".

لم ينتظر ردها ليسحبها ناحية السيارة ، تأكد من دخولها ليجلس في مقعد الراكب .

الجو كان خانقا بشده ، بيكيهون كان هادئا على غير العادة ، كذلك لم يمسك بكفيها كما فعل آخر مرة .
قيادته كانت سريعه ، اخافتها بشدة .

" بيكهيون أبطئ قليلا "

همهمت لنفسها ليضغط على الفرامل بقسوه ولولا حزام الأمان لما كان عنقها في مكانه !
لم توقف بتلك الطريقة ؟
وأين هم .

احتضن وجهها بكفيه بسرعه ليقربها منه
همس لها " أغنيس "

لتجيب " بيكهيون.. ماذا هناك.. أين نحن ؟ "

" هل لدي مسمى في حياتك ؟" احتفظت بالجواب لنفسها ، لأنها وإن فعلت ستكون أنانية .

لم يكترث لعدم جوابها ليكمل " الواحد والعشرين ، يعني بعد تسعه ايام ؟ "
همهمت له

" لدينا ثمان مواعيد " .

وسعت عينيها بتفاجأ ليبتسم لها " لنخرج في ثمانية مواعيد أغنيس "

ردت بسرعت " لم ستخرج معي ان كنتُ سأغادر بيكهيون ، لم ستخرج معي إن كنت لا أراك !"

كفيها تلعب بخدها ليهمس " سأجيب على السؤال الثاني ، سأخرج معك لأني أريد أن تشعري بي كما أفعل الان " .

حمرة اعتلت خدها لتسمع ضحكته الخافته " لِم تضحك ؟ " عبست له .

هو لم يهتم لكونهم أمام منزلها تماما ، قيادته كانت سريعه لتدرك أنهم قد وصلو بالفعل .

وهو لم يهتم لمينا التي خرجت من المنزل حين رأتهم في الخارج .

هو لم يهتم لشيء سوى من أمامه " أردت أن تشعري بروعتي في الحفل إلا أن القدر كان أقوى مني "

" بيك ! "

" لكني سأكون رائعا في الثمان مواعيد سنيوريتا تأكدِ من ذلك " .

همسه كان خافتا ، يزداد خفوتا كلما اقترب من وجهها .

توقف تنفسها لتغمض عينيها حين لاحظت تنفسه فوق شفتيها .

أمالت رأسها للجانب ليطبع قبلة خفيفة بجانب شفتها ، في المنطقة بين نهاية شفتها وخدها تحديدا .

نبضاتها تسابقت لتطرق بعنف ضد قفصها الصدري ، رئتيها احتاجت للهواء رغم ذلك لم تنتبه لها .

كل شيء توقف عندما لامست شفاهه خدها ، طرف شفتيه سرق تلامسا خفيفا من طرف شفتيها لتمسك بالكيس الورقي بقوة .

" لم أخذ إذن تقبيلك بعد " همس لشفتيها ليمرر ابهامه أسفلها .

راقب مينا المُتصنمة في الخارج ليهمس لأغنيس مغمضة العينين .

" أغنيس " لم تفتح عينيها.

" إفتحِ عينيك! " رغم أنه لا فرق بالنسبة لها لكن الأمر مُحرج .

" إن لم تفتحِ عينيك سأقبلك ومينا في الخارج تُحدق " لم يكمل حديثه لتفتح الباب بتخبط ، هو كان شاكرا لمينا التي أتت بسرعه لها .

فتحت الباب وقبل أن تنزل شعرت بكفي مينا تحيط معصمها استطاعت تمييزها برائحة عطرها " إياكِ والبدء مينا " حادثتها بالإيطاليه كي لايفهم بيكهيون .

رغم ذلك تكهن ماقالته ، وجهها المحرج كان أكبر دليل .

" مينا لا تغيظيها كثيرًا "
وقبل أن ترد هو قد هرب .

***

وصل لشقته ليلقي كل شيء على الأريكة ، كيس الكوكيز ، هاتفه ، مفتاح سيارته وجاكيته .

تجاهل عيني كيونغسو المتسآئله ليدخل لغرفته صافعًا الباب خلفه .

صفعه بقوة أخبرت كيونغسو أن لايأتي ناحيته لأنه وإن فعل سينفجر .

حدق بوجهه في المرآة ليسأل نفسه لم الحياة دوما ضده ؟
مالذي فعله لها ؟
هو أدرك مشاعره ناحيه أغنيس وقبل ان ينطقها علانيه فاجأته هي برحيلها !

هو لم يكتفي منها لتتركه ! ولِم يشتاق لها الآن وهي لم تذهب بعد ! كيف اذا غادرت ؟

أعاد شعره للخلف بقوة محدقا بوجهه المنعكس على المرآة مجددا .

ليسأل نفسه إن ذهبت هل سيلتقيا مجددا ؟

لِم يشعر وكأنهما انفصلا قبل أن يبدأ حبهما حتى ؟

إغتسل ليغير ثيابه ولم تغادر فكره إطلاقا ، عاد لغرفة المعيشة ليأخذ هاتفه ، بحث عن اسمها ليتصل بها وقبل أن ينتهي الرنين اجابت ..

**
هي قد هربت من مينا بعد أن أخبرتها مختصر ما حدث ، أن بيكهيون طلب الخروج معها ، سألها عن مسماه في حياتها ، ومينا لم تتوقف عن الأسئله لتتركها حين إتصل بها حبيبها .

اتصاله كان كـ رحمة ، كحياة بالنسبة لأغنيس .

بدلت ثيابها لكنزة طويلة وشورت اسود لتسمع صوت هاتفها يصدح برقم غير معروف ..

ترددت في الإجابة بسبب أن الرقم غير مضافٍ لجهات الإتصال لكنها أجابت حين استمر الرنين .

" سنيوريتا " تعرفت على لقبها المحبب لها ، لتبتسم بقوة ، استلقت على السرير ، جاذبة الغطاء لها .

الوقت كان متأخرا قليلا ، وبيكهيون على الهاتف .

" من أين أتيت برقمي بيكهيون ؟" همست له

" أنا كنت رئيس عصابة في المدرسة أغنيس ، رقم هاتفك لن يكون صعبا " .

قهقهت لتضع يدها على ثغرها وكأنه يراها ليهمس " أبعدِ يدك أغنيس ".

أبعدت يدها بسرعه لتسأله عن سبب اتصاله .

تنهيدة خرجت منه لتسمع حركة شيء ما ويبدو أنه استلقى كذلك .

" أغنيس ؟"

همهمة خرجت منها

" أنا خائف "

" مما بيك؟" تنهد ، لـ يكمل حديثه

" أنتِ تعلمين بأن الكثير في قلبي لك لا أريد لأعترافي أن يكون عبر الهاتف ، لكنني خائف ، خائف من أن تتعلقي بي وتفرقنا الحياة ، خائف من أن أرمي نفسي عليك ، خائف من أجبرك علي أغنيس "

تحدث دفعة واحدة .
لم ترد عليه ، حتى صوت تنفسها لا يسمعه .
أبعد الهاتف عن أذنه ليرى عداد المكالمة لم يتوقف بعد .

" أغنـ"

قاطعته " أريد أن أراك بيكهيون "

- قد لا تكفي الكلمات للبوح عما بداخلنا لـ نلجأ لطرق أخرى ، غصة في منتصف الحديث يكمل تواصل الاعين ما تبقى ، ضغطات الكفين تكمل بدلا عن الكلمات المحجوبة بسبب الخجل -
- انا ..

' انتهي '

(4)

Continue Reading

You'll Also Like

48.9K 212 48
خواطر شاعرها بكلماته يخاطر ويرتقي بحساسه النادر وستعيش في قرائتك لذه المشاعر مرحبا بك بعالمك ايها الطائر المهاجر
75.3K 5.1K 35
و لو أن القلوب تفقه لغةً أخرى سوى العاطفة لما فتئت تجرح تاركةً ندوباً فيها .. ندوباً لا تخفى و لو مر عليها ألف حولٍ و حول .. ليت للمرئ أن يدخل لقلب...
35.1K 2.1K 13
"حِينَ يَلتَقي الأَلفَا جِيُون جُونغكُوك المُدمِن عَلَى الحَلِيب بِـ الأُومِيغَا بَارك جِيمِين الذِي قَد وَلَد جَروَه حَدِيثًا" جِيُون جُونغكُوك -32...
1.2M 81.6K 70
يقال ان التمرد هو أسمى مراحل الشجاعة والتملك هو اسمى واعلى مراحل الغيرة وهنا سطور روايتي وكلماتي ستتراقص بين ثنايا جموحها وتمردها و كبريائه وتملكه و...