خريف || autumn 🍂 [مكتملة]

By uTMi73

99.1K 5.7K 1.7K

"كان خريفها بدايةً ونهايةً في الآن ذاته ، هي الّتي تتفتح بتلاتها في وسط الخريف ، هي برؤيتها تُحلُّ في صحراء ق... More

1 : سايكو زَوجتي !
2 : شون ؟
3 : الابنةُ المثاليّة عاقّة !
4 : رأس النَّعناع
5 : قلوبٌ ورقيّة
6 : أدريناين ..
7 : جيجو
8 : حفلُ مبيت
10 : صدفةٌ سعيدة
11 : سأخبرك قصّة
12 : ستُهلَك
13 : ليست قصّة حب
14 : ما بين فراقنا ولقاؤنا
15 : استعدتُ فخسرت
16 : إليكَ أنتمي
17 : أرضنا
18 : تبادل قلوب
19 : خسرتِ يا ملاكي
الأخير : جيونسان 🖤

9 : أمنية زينيث ..

4.2K 301 68
By uTMi73

_______

مسح جبينه محاولاً التّذكر ، من كاليسي هته ..
زفر ما اختزنته رئتيه ليردف بعدها : "حسناً أدخليها"
لا ضير من استكشاف الأمر ..

عقدَ حاجبيه فور أن دلفت تلكَ الفتاة الصّهباء إلى مكتبه ، رفعَ حاجبيه للحظة بتفاجؤ ليردف : "آه ، صديقةُ زوجتي إذاً ، ما سرُّ هذه الزِّيارة الغريبة ؟"

تقدّمت الصهباء بهدوء لتجلس دون انتظار إذن منه ، وضعت قدماً فوق الأخرى لتردف : "المساعدة.."

_________

مضت أربعةُ أشهرٍ من زواجهما ، كانت حياتهما تنعمُ بالهدوء في آخر شهرين ، لا احتكاك بأحد سوى أصدقائها القلّة الّذين يعرفهم جونقكوك ، عائلتها ، وهو طبعاً كان له النّصيب الأكبر ..

كانت قد قررت بما أنّ حياتهما قد هدأت والنّاس في الوقت الرّاهن مشغولون بالأحداث الأخير الّتي حدثت بين الثنائيّ يونقي وليسا اللَّذان ألغيا خطوبتهما في أخر لحظة ليستبدلاها بزواجٍ في عطلةِ الشِّتاء بسبب غيرةِ يونقي الّتي أصبحت مفرطة منذ مصادقته لجونقكوك ومشاهدته لليسا وصديقها بام بام المزعج في الجّامعة جعلَ كيلهُ يطفح ليقرر الزّواج بها بأقرب وقت ممكن أو فلتودّع الجامعة ..

" ألن تفاتحيه في موضوعِ الطّلاقِ إذاً ؟" ، سألت سيدرا الّتي استطاعت ايقاع جين في حبِّها بسبب رهانٍ مع اينجي دون ادراكها أنّها هي من وقعت له قبلاً ..

ارتشفت قليلاً من كوب قهوتها الباردة لتردف ببرود مومئة ايجاباً : "سأعلمه اليوم ، هو ساعدني كثيراً ولا أستطيعُ ربطه بي أكثر ، كما أنّني الاحظ تواصله الزّائد مع حبيبته هذه الأيام أمامي كما لو أنّه يريد ايصال الفكرة لي ، ربما هو قلقٌ من ايذائي.."

هي لن تنكر ، جونقكوك ساعدها وكثيراً ، زواجها منه كان بمثابة التّحرر من منزل والدها ، هي الان لو انفصلت عنه ستستطيع الاستقرار وحدها او مع شون ربّما ، لكن المهم أنّها ستستقل ، كما أنّها تريد هذا في أسرع وقت ، هي تلاحظ أنّ جونقكوك يزداد وسامةً مع الأيّام ، كما أنَّ تصرفاته في بعض الأحيان تسبب لها أزمةً قلبية ، وهي تريد أن تخرج من هذا الزّواج بأقلِّ ضرر ممكن لمشاعرها ..

_______

انهت محاضراتها الطَّويلة لتوشكَ على الخروج من الجّامعة باشتياقٍ لسريرها .. أو سريرهما ، إلّا أنّ رنين هاتفها قد قاطع ذلك لتجيب ، والمتصل كان جونقكوك الَّذي أردف بصوتٍ قد شعرت بغرابته : "زينيث ، لا تغادري الجامعة ، سأرسل ليون ليأخذك ، ننتظركِ في منزل والدك.."

لم ينتظر اجابتها لأنه قد أغلق الهاتف بالفعل ، لم يرغب في سماعِ صوتها المرهق لأنَّ قلبه لن يطاوعه أن يزيدها إرهاقاً وحزناً ولم يرغب في سماع صوتها الفرح لأنَّ قلبه لن يطاوعه بأن يحوِّل فرحها لحزن ، لذا اكتفى باغلاقه فوراً ..

خرجت من الجامعة لتستند على البوابة الرَّئيسة منتظرةً ليون رجلُ زوجها المفضل لديه والأوفى ..

دقائق مرّت حتّى تجد سيارة سوداء تقف أمامها وليون يترجل منها ليهرول فاتحاً لها الباب الخلفيّ باحترام .

لم تنبس ببنت شفة إلى أن وصلت لمنزل والدها ، تمتمت له بشكراً بعد أن فتح لها الباب لترتجل من السّيارة ..

دلفت لمنزلِ والدها لتعقد حاجبيها فور رؤيتها لجونقكوك الجالس بتعابيرٍ مريبة ، ووالدتها الّتي قد زَيَّنت وجهها بعض الدموع ووالدها الَّذي يجلس ببرود ..

التفت الجميعُ لها ما أن وصلت بملامح مستغربة .
"أمي .. ما خطبكِ ؟ لم تبكين ؟" ، سألت بشيءٍ من الحدّة ، أقسمت بنفسها السَّبب في هذه الدموع سيدفع الثمن غالياً ..

لم تستطع والدتها الإجابة لتنزلَ رأسها مغطيّةً وجهها بكفيّها ..

نظرَ لها والدها لتردف هي بشيءٍ من الحدّة : "أبي مالّذي حدث لأمّي ؟ لم تبكي؟"

أزاح والدها يده عن وجنته ليردف بذات البرود : "في الواقع يا ابنتي ال.." 

"سيِّد لي.." ، أردف جونقكوك بحدّة مقاطعاً إيّاه ، حتماً والدها ليس الأنسب لإخبارها بمثل هذا الخبر وفي هذا البرود ، هو فقط سيزيد الأمر سوءاً عليها ..

تنهد ليقفَ ويتقدّم نحوها بهدوء بينما هيَ تحدِّق به بترقُّب ..

وصلَ أمامها ليضعَ كلتا يديه على كتفيها ، حدَّق في عينيها لدقيقة محارباً قلبه الّذي أبى إحزانها ولو قليلاً ، تنهدَ ولم يقطع التّواصل البصريَّ بينهما متجاهلاً قلبه الّذي ضَعُفَ لدى رؤيته لغشاوةٍ رقيقة من الدموع في عينيها بسبب شعورها بمدى سوء الخبر الّذي سيقوله .

"زينيث .. صغيرتي ، اسمعي .. آسفٌ لما فقدتي ولكن .. السَّيِّدة كايا قد وافتها المنية .." ، قال بهدوء ليمنعَ انهيارها محاوطاً إياها بين يديه فور انهائه لكلامه ..

"كـ..كايا .. كيف؟" ، هي للتو علمت بخسارةِ مربِّيتها وصديقة والدتها في الولايات المتّحدة والّتي أصبحت مساعدةَ والدتها الشّخصية عندما أتت معها إلى كوريا ، المرأة الّتي وقفت بجانبها في أسوأ لحظاتها حين كانت تتعالج من الإدمان في الحين الّذي تركتها والدتها فيه قسراً بسبب الأعمال في كوريا .. مربيتها الّتي كانت تقصُّ كلَّ يومٍ لها حكايةٌ تخلد في قلبها قبل عقلها ، الّتي كانت كأمٍّ لها ولشون بمساعدةِ جدّتها والتي فقدتها أيضاً منذ ثلاث سنواتٍ تقريباً ..

"لقد أصيبت بنوبةٍ قلبية ، تعلمين كانت لديها العديدُ من المشاكل الصِّحيّة .." ، أردف بهدوء شادّاً على عناقِ من احتضنت الأرض ليحتضنها هو معها ..

أمسكت بقميصه مخفيةً وجهها في صدره ، تحاول أن تحاوط نفسها بالظّلام حتى تصدِّق أنّه حلم ، لم تبكِ ، هي في تلك اللّحظات أرادت التّصديقَ بأنّه حلم .

"عائلتها ستأتي لاستلام الجثّة بعد قليل .." ، صوت والدها الّذي أنهى مكالمته لتوِّه أيقظها من شرودها الّْذي دام طويلاً بينما تجلسُ على الأريكة ترخي رأسها على صدر الّذي تقطّع قلبه لحالها ..

رمشت للحظات لتردفَ بحدّة بعد أن وقفت وتمالكت نفسها : "لا، سيقامُ لها عزاءٌ هنا ، وستدفنُ في مقبرة عائلتنا .."

"زينيث ابنتي ، أتفهَّمُ موقفكِ ، لكن منذ متى ونحنُ نفعلُ هذا لمن يعملون لدينا ؟" ، أردف والدها بشيءٍ من الضّيق ، ليتلقى الإجابةَ الوقحة بجزءٍ من الثانية بنبرتها الحادّة : "منذ أن كنتُ أنا سيِّدتها لا أنت !"

تقدَّم أمامها سريعاً بنيّة صفعها ليتراجع ما أن رأى جونقكوك يقفُ أمامها موجهاً له نظرات تحذيريّة بينما يرفع أحد حاجبيه .
"تريدُ شيئاً من زوجتي سيِّد لي؟" ، أردف مشدِّداً على كلِّ حرفٍ يتفوّه به ..

مسحَ على وجهه بانزعاج ليقفَ أمام النافذة منسحباً بهدوء .

"جهِّزوا لمراسم الجنازة والدّفن ، وأخبروا عائلتها بأنَّها ستدفن لدينا .." ، أمرت الخدمَ في منزل والدها ليتحرّكوا سريعاً منفذين ..

ابتسمت والدتها برضىً وسط تلك الدُّموع ، مريحٌ جداً رؤيتها لابنتها الّتي لا تضيعُ حقَّ أحدٍ أحبّها في يومٍ ما .. أن آدم أفسد جزءاً كبيراً من عقلها لكنَّه لم يمسَّ شيئاً من قلبها .. مريحٌ جداً ..

________

"إن أردتِ نستطيعُ المبيت هنا .." ، أردف بنبرةٍ حنونة بينما يربِّتُ على ظهرها .

"لا بأس .. لنغادر ، ليس وكأنّنا نمتلك تلك الذِّكريات الرائعة في هذا المنزل .." ، قالت خارجةً من منزل والدها بعد انتهاء الجنازة ، تقدّمت بهدوء لتركبَ سيارة زوجها ..

لحقها ليتوجّهان للمنزل ، تنهدت براحه لدى تذكُّرها أنَّ شون لا يذكرُ كايا جيِّداً فقد كان صغيراً حين غادرته ..

فور أن وصلت المنزل صعدت لغرفتها سريعاً ، تحديداً للحمام هناك ..

صعدَ خلفها بقلق بسبب سرعتها وكأنّها ستقدمُ على شيءٍ ما جنونيّ ..

"زينيث ، زينيث افتحي الباب .." ، قال يطرقُ على باب الحمّام بقوّة ليتنهد براحة عند سماعه لصوت الماء يتدفق ، فهم أنّها تريد الاسترخاء قليلاً ونسيان ما حدث ..

مضت ثلاثُ ساعاتٍ وهي لم تخرج من الحمام بعد ، ظلَّ ينتظر وينتظر إلى أن خرجت ..

نظرَ لها تسيرُ كجثّة هامدة ، بينما عيناها حمراوان ، تقدَّم نحوها ليعانقها بهدوء : "لا بأس.. كلُّ شيء سيكون بخير ، انظري لمن بقي لأجلك لا لمن رحل .. كما أنّها تشاهدكِ من السّماء ، الن يؤلمها كونكِ حزينة همم؟ ربما هي في مكانٍ أفضل حيثُ تستحقُّ أن تكون .. وبالنِّهاية جميع البشر فانون لذا فلتحرصي على سعادتك مع من تبقوا .."

"لا .." ، قالت بهدوء وبرود لتسترسل بشهقاتٍ عالية بعد أن صمتت لثوانٍ : " لا تتركني جونقكوك.."

شدّت على عناقه لتبكي أكثر ، حملها ليضعها على السرير ويجلسَ بجانبها معانقاً إياها مجدداً ..

"أنا هنا .. لن أتركك ، لن أتركَ روحي .." ، قال بهدوء مانعاً نفسه عن البكاء رفقتها متماسكاً لأجلها هي ..

_______

استيقظت صباحاً بسبب شعورها بنقراتٍ على وجهها ، فركت عينيها تحاول استيعاب ما يحدث لتتثاءب .

"صباح الخير .." ، أردف بابتسامةٍ بينما يحملُ صينيّةً بها طعام الفطور ..

اعتدلت بجلستها لتحدِّق به دون إجابةٍ تذكر ..

"وقتُ الفطور لزوجتي الجميلة .." ، أردف واضعاً تلك الصِّينيّة هلى حضنها ليسترسل : "هيّا كلي أو سأطعمكِ بيديّ.."

"جونقكوك لا نفسَ لي حقاً .. أرجوك .." ، أردفت مشيحةً ببصرها عن صينيّة الطعام بنبرةٍ جافة .

زفرَ الآخر بهدوء ليحمل الشوكة مقرباً إياها إلى فمها : "هيّا من أجلي .. لم تأكلي شيئاً البارحة ، لا أريدكِ أن تمرضي ."

ظلّت تحاول وتحاول رفضاً إلى أن انتهى بها الأمر تأكل من يديه كالطِّفلة ، ظلَّ يزعجها ويزعجها طوال اليومِ حتّى لمحَ شبح ابتسامة على وجهها ، استطاعَ تحويلها في اليومِ الّذي يليهِ إلى ابتسامة وفي الّذي يليه إلى ضحكة ، حتى استطاع جعلها تتناسى ما يحزنها ..

ظلَّ شاعراً بشجونها في تلك الفترة وهذا اعتصر قلبه ألماً ، لذا قرر أن يعيد البهجة إلى قلبها لتمدّه بالسَّعادة المطلقة ..
امنية زينيث .. القفزُ المظليّ ؟ تمّت ، يريد شيئاً يحمِّسها أكثر ، يجعلها تنتشي من جديد ..

كان يجلس في مكتبه يفكِّر ويفكِّر ، عانى طويلاً حتّى جاءت له تلكَ الفكرة ، أشرقت ابتسامة على وجهه ليحملَ هاتفه شارعاً بتنفيذها ..

"لنذهب للموت ونتخطاه ويا أهلاً بالسعادة .. "
هذه وببساطة كانت خطّته وما يدور في عقله ..

_______

دلفَ إلى المنزل ليجدها جالسة تحملُ جهازها اللّوحيّ وتقومُ بشيءٍ للجامعة على ما يبدو .

"جون زينيث ، زوجكِ قد أتى .." ، أردف بهدوء مكتِّفاً يديه ، لم تتكلف عناء الالتفات حتّى لتردف بهدوء مكملةً ما تفعل : "يا أهلاً ، أتريد شيئاً ؟"

نزعَ معطفه ليستلقي على الأريكة بإرهاق ، نظر لها للحظاتٍ ليردف : "نصفُ ساعة ، لديكِ نصفُ ساعةٍ من الآن لتجهِّزي نفسكِ ، إن تأخرتِ فودِّعي مفاجأتك .."

رغبت بالرَّفض لوهلة لولا أنّها تذكّرت مفاجأته الاولى لتقفز عن الأريكة صاعدةً لغرفتهما بحماس ، قهقه هو لتصرفها الطفوليّ وأخذ يعبثُ بهاتفه عند ملاحظته وصول رسالةٍ ما ..

Kalesey : زينيث تخطط للانفصال عنك .

عقدَ حاجبيه بشيءٍ من الانزعاج ، هذا آلم قلبه ..

سَجّل بضع كلماتٍ ليرسل : وكيفَ علمتِ ؟

Kalesey : أنسيتَ أنَّني صديقتها أم ماذا ؟ أخبرتنا في يوم وفاةِ مربيتها بأنّها ستخبرك بهذا في ذلك اليوم إلّا أنَّ الحادثة منعتها ، وبما أنّها قد تحسّنت فأعتقد أنّها ستخبرك قريباً .. لذا فلتنفذ الخطة عندما تفعل ..

لاحظَ نزولها بابتسامةٍ واسعة ليقفل الهاتف واضعاً إيّاه في جيبه ، الضِّيق الذي شعر به تلاشى حين أبصر ابتسامتها الّتي أنبتت زهوراً في قلبه .

"هيّا .." ، قفزت تحيطُ برقبته في يمناها بحركةٍ صبيانيّة .

_________

"الغوص في الغواصة ؟ " ، أردفت تعقد حاجبيها ، لا تذكرُ أنّ إحدى أمنيّاتها كانت الغوص في غواصة ، تمنّت أن تكون حورية بحر ، لا غوّاصة ..

"من قال ذلك ؟ الغواصةُ ستنزلنا للعمق ثمَّ سنغوص وحدنا .." ، أردف دافناً يديه في جيوب بنطاله بينما يتقدّم نحو الطّاقم الّذي ينتظرهم ..

صفّقت بحماس إلّا أنّها تذكرت ليتلاشى حماسها : " لا أجيد السِّباحة !"

نظرَ لها الطاقمُ وزوجها الّذي جاهد ليكتم ضحكته باستغراب ، أردف بعدها ساخراً : "وهل الغوصَ يحتاجُ إلى تعلُّم السِّباحة ؟ عزيزتي كونكِ لا تجيدين السُّباحة يعني أنّك لا تستطيعين التّحكم في نفسكِ وإخراجها من الماء ، وعدم استطاعتك للحصول على الهواء بسهولة أثناء السِّباحة ، الغوص شيء مختلف!"

تقدّمت بحماس : "حسناً إذاً هيّا .."

علّمهم الطاقمُ بعضَ الإشارات ، كانوا هم الوحيدين الموجودين بالمركز بسبب تأخُّر الوقت ، ومن ذا الذي سيغوصُ في الثّامنة مساءً ؟!

نزلت في الغوّاصة ، لتتشبث بجونقكوك ، شيء من الخوف الممتزج مع حماسها المفرط جعلها تفعل ذلك ..

وصلوا للعمق المناسب ، أعادَ لهم أحد رجال الطّاقم الاشارات سريعاً ليخرجوا من تلك الغوّاصة كلٌّ منهم يحملُ ضوءاً ..

كانت هي تلتزم بالتّعليماتِ الّتي أخبروها بها ، ألّا تذهبَ لعمقٍ معيَّن وإن كانت هناكَ مشكلة فلتشِر لمن سيرافقها من الطّاقم ..

كانت مشغولةً برؤية الاسماك تسبح من حولها ، أحبّت كونها بذلك القُرب ، ظلَّت تغوص وتغوص إلى أن لاحظت اختفاء الجميع من حولها ..

ارتعد قلبها لتبدأ بالبحث عن الطاقم ، ظنّت أنّهم قد ابتعدوا عن العمق المحدد بسبب مشكلة حدثت ، لربما جونقكوك فعل وهم تبعوه لمساعدته ، شعرت بالخوف أكثر بسبب هذه الفكرة لتقرر النزول للعمق متجاهلةً الوميض الأحمر لمستشعر العمق الّذي تلفه حول يدها والّذي بدأ يرسل إشارت للطاقم بما فعلت ..

الضّوء الَّذي كانت تحملهُ قد انطفأ فجأة ، لسوء حظِّها هو يُشحن ومدّتهُ القصوى هي سويعات قليلة ويبدو أنّها استهلكت مسبقاً بالفعل .

"اللّعنة.." ، كلمة تكررت في عقلها كثيراً ، الآن ما بيدها حيلة ، ستنتظر ، إما أن يأتي جونقكوك لإنقاذها بسبب غبائها أو تأتي سمكةُ قرش جائعة لتبتلعها أو تنتهي حياتها عندما ينفذ الاوكسجين الّذي قد قارب على النفاذ بالفعل من أنبوبتها..

أرخت جسدها لينساب بالماء ، تحاول المقاومة ورفعه لكنّها شعرت بالغثيان فخارت قواها وبدا لها كما لو أنَّ شيئاً يسحبها للأسفل ..

استكانت للموت .. ظنَّت أنَّ هذه نهايتها .. وميضٌ ذو ألوانَ مختلفة أخذ يومض بسرعة ، الأكسجين على وشكِ النّفاذ ..

تحاولُ تهدئة نفسها وتنظيم أنفاسها ، لم ترغب بالموت وهي لم تضمن حقوق شون بعد ، لم تحرِّر جونقكوك منها ، ولم تحقِّق بقيّة أحلامها .. ليسَ هذا الوقت المناسب لموتها ..

قلبها ينبضُ بخوف ، تحصي دقائقها الأخيرة .. مضى وقتٌ طويلٌ على تواجدها تحت المياه بالفعل ..

أغلقت عيناها ورمشت بضعُ مرات ..
في الرّابعة وجدت ضوءاً ، بل عدّةُ أضواء ازداد وضوحها ، أشخاصٌ يتقدّمون نحوها سريعاً .. ابتسمت بهدوء لتفكِّر : "جونقكوك أتى.."

هي ودون أن تدرك سلّمت بكون جونقكوك هو منقذها دائماً ، لأنّ هذا الواقع ، وهذا ما دفعها للتفكير به وحده في أشدِّ لحظاتها خطراً ..

شعرت بيدٍ تنتشلها ساحبةً إيّاها ، نظرت لوجه صاحبها لتبتسمَ بهدوء حالما رأت عيناه القلقة .. علمت أنّه هو .. جونقكوك ..

________

"زينيث .. استفيقي.." ، قال بعد أن قامَ بتنفسٍ اصطناعيِّ لها في أرضيةِ تلك الغوّاصة ، أكسجينها قد نفذ بالفعل قبل وصولهم لذا أغمي عليها وكادت أن تختنق لولا أنّه لم يعطها قبلة الحياة خاصّته ..

أخذت شهيقاً بهدوء ، تلته أنفاسها المتسارعة ، دقائق مضت حتّى هدأت وذاك أخذ يربِّت على ظهرها بينما هو من يحتاج للتربيت على ظهره وتهدئته ..

"أنا آسف .. زينيث.." ، تمتم بصوتٍ ضعيف دافناً وجهه في رقبتها .

"علامَ ؟ أنت أنقذتني جون جونقكوك !" ، أردفت عاقدةً حاجبيها بعد أن أبعدت وجهه عن رقبتها لتنظر في عينيه مباشرة ..

"في الواقع ، أنا من خططتُ لإضاعتك .. أنا من أمرتُ الطّاقم بالابتعاد عنكِ مسبقاً .. " ، أردفَ موشكاً على البكاء ، روّعته فكرة أن يفقدها .. بل روّعه فقدانها في تلك السُّويعات ..

"لم نكن نظنُّ أنّك ستنزلين للعمق .. كنّا سنعود إليكِ بعد وقت قصير كمقلب لإخافتك ، إلّا أنّنا فوجئنا حينَ أرسل لنا التّنبيه بكونكِ تغوصين في العمق .. السَّيد جونقكوك كاد أن يجن .. لم يخطر لأحدٍ فينا بأن هذه المزحة ستؤول لهذا .." ، أردفت فتاةٌ من الطاقم بينما تربت على كتفيها ..

نظرت زينيث لجونقكوك الّذي بدا مستعدّاً لسماع توبيخها مهما كان وطال ..

ثوانٍ مضت لتعانقه بكلِّ ما أوتيت من قوّة مردفةً بابتسامة أشرقت وسط دموعها : " أتعلم .. لربما لم أكن لأشعر بهذه السّعادة لو بقي المقلب كما خطّطت له .. الآن أنا واثقة بكونك ستنقذني دائماً ... وأيضاً .. أنت جعلتني أدرك رغبتي بالعيش .. لربما ما كنت أفكِّر بتلك الطريقة لو بقي المقلب كما هو .. ما كنت لأدرك أشياء كثيرة ، أهمها كوني ممتنةٌ لتواجدكَ في حياتي .. أنا حقاً محظوظة!"

نظرَ لهم الطّاقم بتأثر ، ما حدث الآن يفوز في ألطفِ موقفٍ قد مرَّ عليهم ، حتّى أنّهم صوّروه !

________

"إنّها تحبُّك!" ، أردفت والدتها الّتي أتت لزيارته في مكتبه ليريها هو المقطع الّذي صوره الغواصين مخبراً إيّاها بما يحدثُ معهم في الفترة الأخيرة .

اومئ لها نفياً ليردف بحزن : "اخشى أن لا .. هي تخطط للانفصال عني .. أخبرت صديقاتها بذلك .."

"ماذا ؟ كيف ؟ متى ؟ لم ؟" ، سألت والدتها بتفاجؤ ليخبرها بكلِّ ما أخبرته به كاليسي ، استغربت الأمر كون زينيث تكره الكذب ولن تكذب على صديقاتها وبما أنّ كاليسي أخبرته أن زينيث قالت أنّها لا تحبُّه فهذا صحيح ..

"اسمع بني .. لربما اختلطت عليها مشاعرها .. ابنتي لن تتركَ رجلاً تحبُّه لفتاةٍ أخرى .. لذا استفزّها ، اجعلها تعترف بنفسها وإن وصلَ بكَ الحد لأن تطلقها فاجعلها تظنُّ أنّك فعلت .. ستستلم لكَ طالما أنّ شيئاً ما بها يؤمن بأنّك تحبُّها .."

__________

"العاهرةُ ذاتها ! ألا تخجلين أنتِ ؟!" ، أردفت بحدّة عندما نزلت للعشاء ووجدت الفتاة الّتي طردتها من منزلها منذ مدة تجلسُ في حضنِ زوجها ..

أمسكت بقطعة أثاث لتلقيها بجانب كرسيِّ جونقكوك حتى تسقط زجاجاً مهشَّماً ، كانت لتلقيها في منتصف رأسها لولا خوفها من أن تصيب جونقكوك ..

أطلقَ صفيراً من فمه ناظراً لقطعة الأثاث الّتي لا ذنب لها سوى أنّها كانت بجانب تلك المختلّة ، ليردف بعدها بنبرة مستفزّة :

"كانت المفضلة عندي .. لا بأس.."

أمسكت قطعة أثاثٍ أخرى لترفعها مردفة بصراخ : " أقسم إن لم تخرج هذه العاهرة من منزلي حالاً فسأهشِّمها على رأسك ورأسها جون جونقكوك!"

شعرت الفتاةُ بفزع بسبب تلك المجنونة لتخرجَ من المنزل كالجرو الخائف ..

وسّع عيناه بتفاجؤ يناظرها : "على رسلكِ يا فتاة !! مالّذي حدث فجأة ؟! أتحبينني ؟"

نظرت له بحدّة لتردف ساخرة : "أحبُّ مؤخرتي ! كفَّ عن احضار عاهرةٍ إلى منزلي !! هذه إهانة لا تقبل !!" ، انهت كلامها بصراخ .

"لكنّني أحبُّها .." ، قال مخرجاً شفته السفلى بطريقة استفزّتها لتردف ببرود : "قلبكَ سبيلٌ تَبقى به أيُّ امرأةٍ تشاء متى ما تشاء .. كيفَ لك أن تحب ثلاثةً في الآن ذاته ؟"

همهم لها ليجيب مسنداً وجهه على كفِّ يده بعقدةٍ استوطنت ما بين حاجبيه : " أيّةُ ثلاثة ؟"

"تلك العاهرة ، حبيبتك المغفلة ، وأنا .. لا تنكر أنتَ واضحٌ جدّاً .. كما أنّ والدتي طبيبةٌ نفسيّة قادرة على تحليل المشاعر وفق التَّصرفات كما تعلم .. وقد تعلّمت منها القليل .."
أردفت بثقة وشيءٍ من السُّخرية .

قلّب عينيه بملل ليتمتم : "ليتكِ تحللين مشاعرك أولاً .."

عقدت حاجبيها بسبب عدم سماعها لما قال لتسأل : "عذراً ؟"

هزَّ رأسه نافياً ليردف ببرود : " لا ، لا شيء .. وأيضاً لا تفرحي كثيراً ، أنا لا أحبُّكِ ، أنتِ بالنِّسبة لي صفقة جيّدة فقط لا غير ، لذا اهتم بكِ كثيراً .."

قلَّبت عيناها لتقول بملل : " طلِّقني إذاً .. شراكتنا بالفعلِ تمّت والصّحافة تركتنا وشأننا .. أثبت أنّك لا تحبُّني وطلقني ."

مسحَ فمه ليردفَ وهو يستقيم مرتدياً معطفه : " في الواقع هذا إثباتُ للحبِّ لا عدمه بما أنّك تريدين الطّلاق ، لكن .. لا بأس ، لكِ ما تشائين .. أوراقُ الطَّلاقِ ستكون عندكِ بالغد ، وقعيها وضعيها في مكتبي لتصبحي حرّةً مني .. سأوقعها عند عودتي من سفري .. والآن وداعاً .. قد لا نلتقي مجدداً .."

انهى ارتداء معطفه ليطبعَ قبلةً على وجنة المصدومة ..

"إ..إلى أين ولم ستسافر ؟" ، سألت بصدمة ، ليردف وهو يشير لها بِـ 'وداعاً' : "لا شأنَ لكِ .. أوه ، سأتأخر عن طائرتي ، وداعاً.."

..

هي كانت معضلة للجميع ، لكنّهم ظنُّوها سهلة ، ظنّوا أنّهم فهموها ، وللعجب أنَّ لا أحداً منهم كان يفهمها بقدره هو ، كان مغفلاً ليستمع لهم متجاهلاً ذاته ..

__________
يتبع ..

_________

نستاهل كف ..

جونقكوك ؟

زينيث ؟

كاليسي ؟

ام زينيث ؟ - رونزا -

توقعات ؟

ليسا ويونقي ؟

اقتراحات ؟

سيدرا وجين ؟

صوفيا وتاي ؟

وووووووو بس والله .. بايات

Continue Reading

You'll Also Like

14.2K 1.4K 40
نحن فقط لم نكن مقدرين لبعضنا البعض . لكن لربما القدر سيقف بصفنا هذه المرة . ••• 𝐬𝐞𝐚𝐬𝐨𝐧1 : Started on 24/09/2020 . Finished on 10/08/2021 𝐬𝐞𝐚...
15K 1.4K 10
" رأيـتُ فـي عينـيكِ مـوجًـا لا يُـقاوم فأبـحرت.." "I saw an irresistible wave in your eyes, so I set sail" - القُـرصان الأسـود، جيُـون جُـونغـكوك ...
214K 5.2K 31
❝ إذا زوَجـتُك لا تُمـتِعُك يا اخَـي ، انا سـأفَعل ❞ بـارك بيـكهيون. أحـببُت اخـي حُـباً مُـحرم قـذراً بِـه مـن الدنـاسَه والنجـاسه والقـذاره كـماً...