العشق الممنوع "فانتازيا روما...

Por MonaLotfy

249K 8.2K 283

العشق الممنوع بقلمي / احكي ياشهرزاد الملخص هي ملاك ولكن تعيش فوق الأرض سواء شكلا أو مضمونا لذلك أسمتها أمها م... Mais

العشق الممنوع 1 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 2 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 3 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 4 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 5 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 6 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 7 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 8 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 9 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 10 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 11 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 12 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 13 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 14 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 15 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 16 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 17 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 18 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 20 بقلمي منى لطفي

العشق الممنوع 19 بقلمي منى لطفي

8.4K 313 13
Por MonaLotfy

الفصل التاسع عشرة:

- أكرم... أخبرتك مراراً ألاّ تذهب للعب بالقرب من هذه المنطقة!! سأخبر والدك أنك لم تلتزم بكلامه من منعه إياك بالذهاب إلى هناك!!.

قال الولد ذو التسعة أعوام وهو ينظر إلى الأرض خوفاً من غضب والدته:

- ولكنني لم أكن أريد الذهاب إلى هناك صدقاً أمي! إنه عليّ الدّين من أخبرني أن هذه المنطقة مسحورة وألح عليّ بالذهاب إلى هناك، وعندما رفضت عايرني أني جبان وأني قد توجست خيفةً عندما قال لي أنها مسحورة، فـ...

قاطعته والدته وهي تضع يدها في منتصف خصرها:

- فأردت أن تثبت له أنك قوي وشجاع، وضربت بأوامر والدك عرض الحائط وسمعت حديث زميلك المشاغب هذا، وكانت النتيجة أنك خنت ثقتنا بك!!.

علا صوت لدى باب المنزل يقول بحزم:

- على مهلك عليه يا أم أكرم... يكفي أن أكرم قد شعر بخطئه وأتى بنفسه معترفاً ومقراً بذنبه!!.

دخل والد أكرم بعد أن أغلق الباب خلفه وتقدم إلى أكرم الذي ظهر خوفه وحبه الشديد لوالده في عينيه وهو يقول باندفاع وتوسل:

- نعم والدي... لقد شعرت بخطئي لأنني عصيت أوامرك فجئت مقراً بذنبي.

جلس والد أكرم على الأريكة الصوفية وقال وهو يحيط كتفي صغيره بحنو:

- ولأنك كنت صادقاً معي واعترفت بخطأك وقد كنت تستطيع عدم الإفصاح مطلقاً عنه سأكافئك بإخبارك عن سبب منعي إياك من الذهاب للعب في تلك المنطقة ولما أخبرك صديقك أن هذه المنطقة مسحورة!!.

شهقت زوجته ونظرت إلى زوجها في دهشة فأومأ الأخير برأسه قائلاً:

- لابد من إخباره يا أم أكرم، فصغيرنا قد غدا رجلاً...

التفت والد أكرم إلى ابنه وقال:

- استمع إليّ جيداً يا صغيري، فما سأرويه لك قد حدث منذ سنوات عديدة لا أعلم عددها ولكنه لا يزال تتداوله الألسن حتى الآن...

أومأ أكرم إيجاباً وقد جلس بجوار والده بينما شغلت والدته المقعد الآخر.. قال الوالد:

- يحكي أنه في سالف الزمان عاشت فتاة جميلة كالملاك اسمها... ملك وأنه عشقها فارس من عالم آخر واسمه... أمير.. و...

وروى والد أكرم لصغيره حكاية ملك التي عشقها أمير من عالم آخر، وكيف انتهت قصة عشقهما الذي أُطلق عليه "العشق الممنوع" والتي أصبحت حديث القاصي والداني في هذه البلدة، وأن منزل ملك كان يقع في هذه المنطقة التي يلعب بجوارها هو ورفاقه حتى وصل إلى سبب تسمية هذه المنطقة بالمسحورة!!..

قال الوالد:

- في كل عام صغيري وفي يوم محدد من هذا العام تنتشر الأزهار والورود فوق هذه المنطقة لتفوح رائحتها العطرة في الهواء، وتظل هذه الرائحة أمداً طويلاً لا تخبو، كما أن الأزهار والورود لا تذبل!! بل إن المثير للدهشة أن هذه الورود والأزهار تظل من السنة إلى السنة كما هي، وكأنها وضعت للتو، فحالتها النضرة لا تتغير إلا بالقدر اليسير لتُستبدل بأخرى جديدة في نفس الوقت من كل عام.. والغريب في الأمر أنه إلى وقتنا هذا لا أحد يعلم من الذي يقوم بوضع تلك الورود والأزهار الفواحة في هذا المكان! بل كيف أنها لا تذبل وتظل رائحتها تفوح في الأرجاء كما لو أن أحدهم يرعاها باستمرار!!...

صمت أكرم قليلاً ثم قال بذكاء طفولي:

- ألم تخبرني أبي أن حبيب ملك كان من عالم غير عالمنا؟.

لم ينتظر إجابة والده الذي نظر إليه باندهاش وابتسامة صغيرة تزين فمه بينما تابع صغيره:

- إذاً لابد أن من يضع هذه الورود والأزهار هو من العالم الآخر ذاك و....

بتر عبارته عند سماعه لطرقات متتالية على باب المنزل وصوتاً لصبي ينادي أكرم الذي اعتذر من والديه وانطلق يفتح الباب لصديقه بينما نظرت والدته إلى زوجها وهي تقول عاتبة:

- أكرم لا يزال صغيراً يا أبا أكرم!.

نفى أبوه برأسه قائلاً:

- كان لابد من إخباره الرواية كاملة يا أم أكرم، فقد يدفعه فضوله يوماً ما إلى فعل أخرق، أو قد يستمع إلى فكرة مجنونة لصديق له ليحاولا فك لغز هذا المكان، وحينها قد يحدث ما لا يحمد عقباه.. ولكنه أصبح الآن يعلم حقيقة هذه الـ... مقبرة!! وبالتالي انتفى الحافز الذي كان يثيره دوماً للذهاب للعب بالقرب منها بالرغم من تشديدنا عليه فالممنوع مرغوب يا أم أكرم.

هزت زوجته برأسها قائلة:

- صدقت يا أبا أكرم صدقت و...

بترت عبارتها وهي تتشمم في الهواء قائلة:

- الله... إنها رائحة الورورد والأزهار يا أبا أكرم، أتشمها؟ لقد فاحت بشدة..

ثم صمتت قليلاً لتتابع وهي تنظر إلى زوجها:

- فعلاً لقد نسيت!! أن اليوم يصادف ذكراها أليس كذلك؟.

ليومئ زوجها برأسه بينما تتنفس زوجته الرائحة العطرة عميقاً وهي تقول:

- ما أجمل رائحتها! هل تصدق أنني سعيدة لأننا نسكن بالقرب منها؟! أنا أتذكر أنه لدى انتقالنا إلى هذه البلدة الجميع قد حذرنا من السكن في هذا المنزل قائلين أنه منزل مسكون كانت تعيش فيه سيدة طيبة مع ابنتها الوحيدة التي رحلت في ظروف غامضة وهي لا تزال في ريعان شبابها، وكيف أصبح حال والدتها بعد ذلك وقصة شائكة حول أحوال والدتها والتي شاع عنها أنها قد فقدت عقلها بفقدانها ابنتها... ولكن يكفينا ما نراه من حديقة غناء تحيط بمدفنها ورائحة الورود والأزهار لا تنقطع على مدار العام وإن كنا لا نعلم كيف أو مَنْ؟!!... حقاً من الواضح أنها كانت كالملاك... اسم على مسمىّ!!...

*************************

هناك على مشارف التلة التي تحيط بتلك المنطقة السحورة.. كما يُطلق عليها أهالي البلدة... وقف محيطاً كتفي حبيبته الدامعة بذراعه القوي قائلاً بصوته الرخيم الذي طالما عشقته:

- ادعي لها بالرحمة ملاكي، فستظل ذكراها حية في أذهاننا وأذهان الجميع، فيكفي سيرتها العطرة التي لم تمحى على مر السنين.

تكلمت بصوتٍ خفيض حزين كعادتها في كل ذكرى لوفاة أغلى الناس إلى قلبها:

- نعم أمير... لقد عاشت أمي رحمها الله طوال حياتها لم تنحن لمخلوق سوى الله ولم يقدر أي أمر مهما كان صعباً أن يفقدها إيمانها بالله، حتى عندما أوشكت على فقدي!!...

رحلا في لحظات بذاكرتهما إلى ذاك اليوم المشهود، يوم امتزجت دمائهما ببعضها البعض وقد احتضنها وهو يعلم أنها مقامرة إما النجاة سوية أو أن يرحل معها!!..

كانت ملك لا تمل من ذات السؤال يومياً:

- كيف شعرت أمير حين اختلطت دمائنا؟ حتى امتزجت ببعضها البعض؟.

ليبتسم أمير مجيباً أنها أجمل لحظة عاشها وقت أن شعر بدمها يجري مختلطاً بدمه ليصبح الدم الذي يسري في عروقهما واحد محملُ بعشقهما الخالد! ثم يعيد على أسماعها سرد ما حدث.....

كان العراف قد أخبره أن الحل لفك سحر التعويذة أن يختلط دمها بدمٍ آخر فيبطل السحر، لأن السحر معقود على دمها هي فإن امتزج دمها بآخر تغيرت صفات دمها وفقدت التعويذة مفعولها.. وعندما استفسر عن ماهية الدم المطلوب أخبره العراف أنه دم آخر ليس بدم إنسي.. وفي ذات الوقت صاحبه إنسي!!.

عندما استفسر منه أكثر من ذلك واجهه العراف بأن الحل بيده وحده، ووقتها كاد والده الملك أن يفتك بالعراف الذي شرح كلامه بأن أمير ليس بإنسي فيقدر على الإقدام بمزج دمائهما سوية.. وعندما استفسر منه عن كيفية نجاحه وهو ليس بإنسي كان الجواب الذي كان كالصاعقة التي ضربت والده وجعلته ينتفض لاعناً العراف طارداً إياة وبقوة من مجلسه مهدداً له ألا يعيد هذا الكلام ثانية....

فالحل كان بأن يتحول أمير إلى إنسي وبذلك يستطيع إنقاذ ملاكه!!...

تذكر أمير كيف عانى كثيراً في سبيل إقناع والده، خاصة عندما ذهب للقاء ملاكه ناظراً إليها من بعيد ليفاجئ بحالتها ويسمع كلام الطبيب الذي يخبر والدتها قائلاً بأن النهاية ستكون قريبة!!..

أُسقط في يد الملك خاصة عندما واجهه أمير بأن ذنب ملك في رقبتهما، هو لأنه يستطيع إنقاذها ولم يقدم على ذلك، وفي رقبة والده لأنه من منعه عن أن يكون السبيل لنجاتها!!...

تم الاتفاق مع العراف على أن ينتقل أمير إلى عالم الإنس ولكن مع تعديل بسيط طلبه أمير من الملك بحرارة.. هو لا يريد الانتقال إلى عالم الإنس حتى إذا تعدت ملك مرحلة الخطر يتركها ليعود لعالمه مرة أخرى.. كلا.. إنه يريد أن يصبح من عالم الإنس كلية دون العودة إلى عالمه ثانية!!...

خاصمه الملك فترة من الوقت ليرضخ بعد ذلك عندما أخبره أمير بهدوء أنه لن يرجع عما قرره وأنه ليس معنى إنه سيصبح من عالم آخر أن صلته بهم ستنقطع، فقبيلتهم تعيش بين بني البشر ويستطيعون الاتصال به بل ورؤيته بسهولة....

**هناك قبيلة بالفعل تعيش بين بني البشر يطلق عليها قبيلة بني عامر ويستطيع من يريد الإلمام أكثر بهذا الموضوع البحث على "جوجل" فستجدون حقائق أنا متأكدة أنها لن تجعلكم تنامون لا ليلاً ولا... نهاراً**

وافق الملك وسط بكاء سيرين وحزن عامر ووردسين والتي علمت بما كان من كاندسين وقد احتوى الملك غضب راكان, ورحل أمير عن عالمه وقد اختار البقاء بجانب حبيبته في عالمها، فهي وحدها تكفيه عن أي شيء آخر...

تذكر أمير ذلك اليوم الذي مزج دمه بدم ملك وكيف كان بين الصحو والهذيان عندما سمع صرخة الممرضة التي ما أن شاهدت المشهد الدامي أمامها وكأنها قد أصيبت بهستيرية شديدة.. فقد اندفعت راكضة تبحث عن الطبيب الذي كان يقف مع إجلال تستفسر منه عن حالة ابنتها، وعن رأي الطبيب العالمي في احتمال شفائها عندما التفتا على صوت الممرضة وهي تقول بانهيار تام:

- النجدة سيدي الطبيب....

اقترب منها الطبيب قاطباً جبينه متسائلاً:

- ماذا هناك؟.

بينما الأخرى تسعل وتلهث من شدة ركضها لتجيب بأنفاس متقطعة وهي تشير بسبابة ترتجف إلى باب غرفة ملك:

- هـُ... هناك... قـ..... قتيـ... قتيـل!..

لتنفي بعدها بهزة قوية من رأسها وهي ترفع إصبعيها السبابة والوسطى مصححة:

- بل... بل قتيـ... قتيليْن!!.

الطبيب بذهول:

- ماذا؟!!.

اتجه سريعاً حيث أشارت عاملة التمريض تلحقه إجلال التي قد شحب وجهها وتعالت خفقات قلبها قلقاً و... ذُعراً!!..

اندفع الطبيب إلى الداخل ليتسمر على عتبة الباب بينما شهقت إجلال بفزع مشيحة بوجهها بعيداً مغمضة عينيها بقوة من قسوة المشهد الذي جعل الطبيب يقف عاجزاً مشلولاً، لا يستطيع التحرك خطوة واحده سواءً إلى الأمام أو.. إلى الخلف!.

ما رآه أمامه يعجز أي محلل أو طبيب أو ما شابه عن وصفه! فهناك فوق الفراش الأبيض الخاص بالمشفى يقبع أمامه منظر غاية في الغرابة بين مريضته ملك وذلك الطبيب... أمير!..

ملك ترقد بين ذراعيه باستكانة كالرضيع بين أحضان أمه بينما يحتضنها أمير متشبثاً بها بقوة كالغريق الذي يتشبث بقارب النجاة!!..

بعد أن انتبه الطبيب من ذهوله صرخ في الموجودين اللذين تجمعوا على صوت صراخ الممرضة قائلاً:

- أبلغوا الشرطة حالاً... واستدعوا طاقم الطوارئ على الفور!.

أسرع الجميع بتنفيذ أوامر الطبيب بينما تقدمت إجلال إلى الداخل بخطى مهزوزة حتى وقفت بجوار الفراش تطالع بعينين لا تريان من شدة الدموع التي تسبح في مقلتيها, حاولت التماسك وتنفست عالياً ثم مالت برأسها قليلاً تطالع ابنتها و.... أمير!.

نعم.. هو أمير.. كانت ترتاب بأمره منذ أن وقع ناظريها عليه لأول مرة وقت أن شاهدته بصحبة الطبيب، وتأكدت ما أن نظرت إلى عينيه التي مررت لها الرسالة!.. كان وكأنه يخبرها ألاّ تقلق فهو لن يدع صغيرتها.. وكما كان السبب قبلاً في إنقاذها فسيعمل المستحيل لنجاتها اليوم!..

لابد من وجود سر وراء ما فعله.. لا يمكن أن يضحي أمير بحياة ابنتها فهو يحبها بل... يعشقها!...

أفاقت من شرودها على صوت الطبيب الذي يأمر بسرعة إبلاغ الشرطة، وكأن شيئاً هزّها وبقوة إذ قاطعته بصوتٍ مرتفع وبحزم:

- لا... لا تبلغوا الشرطة!.

اقترب منها الطبيب مندهشاً يسألها باستهجان وعدم تصديق:

- ماذا سيدتي؟ لا نبلغ الشرطة؟ هل تعين ما تقولين؟ لابد أن الفاجعة قد أثرت على حسن إدراككِ للأمور، فنحن أمام واقعة شروع في قتل مكتملة الأركان، هذا إن لم يكن قتلاً بالفعل! فنحن لا نعلم إلى الآن مدى سوء حالة ابنتكِ وأنتِ تقفين هنا بمنتهى الثبات تطلبين منا عدم الإبلاغ؟!!... ألا ترين كم نزفت من دماء؟!...

أجابت إجلال بنظرات واثقة:

- أجبني أيها الطبيب.. أترون هذا الشخص الذي يحتضن ابنتي بين ذراعيه؟.

قطب الطبيب مجيباً باستغراب ودهشة لا يعلم ماذا تريد من وراء سؤالها هذا:

- نعم سيدتي بالطبع نراه! أنتِ تعلمين من هو منذ أن صحبته لرؤيتكِ وإطلاعه على حالة ابنتكِ ملك، فهذه ليست المرة الأولى التي أراه فيها!.

حدثت إجلال نفسها بخفوت قائلة:

- كيف لم أنتبه إلى الأمر منذ البداية؟ أمير بحالته الطبيعية لا يستطيع أيّاً كان رؤيته أو سماعه إلا من أراد هو الظهور له, لابد أن فرحتى بظهوره أخيراً وتفاؤلي بقرب انتهاء محنة ملك قد جعلتني أغفل عن ذلك فهو كان يروح ويجيء بالمكان والجميع يراه ويسمعه بل ويتعامل معه بمنتهى الأريحية!.

سمعت همس الطبيب لها إن كانت تشعر أنها بخير, انتبهت من شرودها ونظرت إليه مجيبة بهدوء:

- هو لن يؤذيها سيدي الطبيب! أبداً لن يكون سبباً في ضرر يلحق بابنتي وإن اقتضى به الأمر أن يضحي بنفسه في سبيل شفائها سيفعلها وبكل رحابة صدر!.

عقد الطبيب بين حاجبيه مستفسراً بذهول:

- وكيف ذلك؟ هل أنتِ على معرفة شخصية به؟ هل هو قريب لعائلتكم؟ وإن كان هذا صحيح لما لم يخبرني أياً منكما بهذا؟.. فأنتما لم يظهر عليكما أي علامات تدل على معرفة سابقة أو أي علاقة تربط بينكما؟.

أجابت إجلال بصوتٍ بدأ يفقد قوته ليحل خوفها على ابنتها السابحة في دمها وترقد أمامها فوق سرير المشفى، لا تعلم هل نجح أمير في إنقاذها أم أنها فقدتها ليرحل هو الآخر معها إلى غير رجعة؟!.

قالت إجلال:

- أرجوك سيدي الطبيب، قبل أي شيء أنقذهما كي لا يداهمنا الوقت فيضيع ما فعله سدى!..

قطب الطبيب وقال بريبة:

- حسناً سيدتي لن أبلغ الشرطة الآن، ولكن لو تأكد لي أنه كان ينوي قتلها بل والانتحار أيضاً لسببٍ أجهله, سيكون بلاغي ليس ضده وحده بل ضدكِ أنتِ أيضاً، وسأتهمكِ بالتواطؤ معه!.. اتفقنا؟.

أومأت إجلال برأسها باستسلام ولسانها يلهج بالدعاء لله سراً ليُنجي ابنتها و... أمير!.

قام الطبيب وفريقه بالإسعافات اللازمة، ولدهشتهم لم تؤثر كمية الدماء المفقودة منهما الاثنين بأيٍّ في وظائفهما الحيوية المختلفة!.

خرج الطبيب لتسرع إليه إجلال على قدر ما تسمح به حالتها الجسدية والصحية سائلة إياه بلهفة:

- طمئنني، ما الأخبار سيدي الطبيب؟ هل نجيا؟.

نظر إليها الطبيب بغموض مجيباً:

- حمداً لله... فكلاهما بحالٍ جيد وإن كان هذا أمراً يدعو للدهشة والتساؤل، فمع كمية الدماء التي نزفوها كان من المفترض أن نستعين بدمٍ خارجي لهما كتعويض عن كمية الدم المفقودة، ولكن وكأن كمية الدم التي شاهدناها كأنها نتيجة خدش بسيط في إصبع!.

أخفت إجلال ابتسامتها بصعوبة فهي تعلم أن الطبيب يتحرق شوقاً لمعرفة السبب ولكنها لم تكن أبداً لتجيبه ولم يكن هو ليسألها فقد شعر بحدسه الخاص أن هناك سراً تعلمه هذه السيدة الواقفة أمامه ولكنه على يقين من أنها لن تفصح عنه مهما كان!.

سألت إجلال بلفهة واضحة:

- هل استفاقت صغيرتي سيدي الطبيب؟.

زفر الطبيب عميقاً ثم حدجها بنظرة آسفة:

- كلا!.. للأسف سيدتي... فبعد أن كانت ابنتكِ تشكو من غيبوبة ذهنية أصبحت غيبوبتها الآن... كاملة!.

شهقت إجلال ملتاعة قائلة:

- ما.. ماذا؟ كيف سيدي الطبيب؟ ماذا تعني بغيبوبة كاملة؟.

الطبيب محاولاً تهدئتها والشرح لها:

- اهدئي يا أم ملك.... فالأمر غامض بالنسبة لي أنا أيضاً! فبعد النزيف الذي تعرضت له ابنتكِ كان من الوارد تعرضها للإغماء نظراً لكمية الدماء المفقودة ولكن مؤشراتها الحيوية لم تعلن عن أي خطأ أصابها كما سبق وأوضحت لكِ... وما كان منا إلا أن قمنا بإعطائهما هى وذلك المدعو أمير بعض المحاليل الوريدية التي استفاق على إثرها أمير بينما لا تزال ابنتكِ تسبح في غيبوبتها التي لا أعلم حقيقة ما سببها؟!.

وجهت إجلال سؤالها إليه ودموعها توشك على النزول خوفاً وهلعاً:

- هل.... هل ستدوم غيبوبتها هذه طويلاً؟ أصدقني القول سيدي الطبيب فطالما كنت مؤمنة بقضاء الله وقدره.. هل سـ.. سأفقد ابنتي؟.

أشفق الطبيب على حالها وقال:

- لا تقنطي من رحمة الله يا أم ملك فكما كتب لها النجاة مما حدث سيكتب لها الشفاء بإذنه تعالى، فقط لا تملي من كثرة الدعاء ليعيد الله لكِ ابنتكِ سالمة..

قالت إجلال ونظراتها زائغة بينما قلبها يرتعد بين جنبات صدرها خوفاً على صغيرتها الوحيدة:

- ونعم بالله.. صدقت سيدي..

انصرف الطبيب بعد أن سألته إجلال إمكانية رؤية ابنتها فأخبرها بعد قليل سيتم إخراجهما من الإفاقة وستنقل إلى غرفة الرعاية المركزة لحين استيقاظها من غيبوبتها المجهولة!.

************************

Continuar a ler

Também vai Gostar

14.2K 666 32
عائلتي هي الافضل الجميع متماسك ويحبون بعضهم البعض. سوف اريك او اتحدث معكم بفقط عن اهم شيء بالنسبه لي وهو الحب الذي حصل عليه اطفالنا. عائلتنا كبرت ل...
36.3K 1K 45
الجميع تركوها.. تركوها للوحده تنهش بها،والخوف يفتك بها..والظلمه تحيطها من كل جانب.. افلتوا يدها غير عابئين لما اخلفوه ورائهم من حطام قلب متألم..في حي...
60.2K 1.1K 15
إن كانت حياتى للإيجار وأنا لا استطيع بيع نفسى . دائما يخطر ببالى أن اعيش بالقرب من البحر لكى اطوف العالم لوحدى واجعله بسيطا كماىهو لا اعلم ماىالذى ح...
363K 8.2K 33
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...