العشق الممنوع "فانتازيا روما...

Af MonaLotfy

250K 8.2K 284

العشق الممنوع بقلمي / احكي ياشهرزاد الملخص هي ملاك ولكن تعيش فوق الأرض سواء شكلا أو مضمونا لذلك أسمتها أمها م... Mere

العشق الممنوع 1 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 2 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 3 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 4 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 5 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 6 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 7 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 8 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 10 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 11 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 12 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 13 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 14 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 15 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 16 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 17 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 18 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 19 بقلمي منى لطفي
العشق الممنوع 20 بقلمي منى لطفي

العشق الممنوع 9 بقلمي منى لطفي

11.4K 386 5
Af MonaLotfy

الفصل التاسع:

" سيد احسان هناك سيدة تطلب مقابلتك لأمر ضروري "..

رفع احسان رأسه من فوق الأوراق التى كان يراجعها ونظر الى الساعي الذي يقف امام مكتبه بينما انشغل الموظفون الثلاث الآخرون بعملهم وقطب متسائلا :

- سيدة ؟ من تكون ؟ ألديها معاملة هنا تريد انهائها ؟

هز دسوقي الساعي برأسه علامة الجهل واجابه :

- لا اعلم سيد احسان فهي صادفتني امام الباب وسألتني ان كنت تعمل في هذا القسم وعندما اجبتها بالايجاب طلبت مني ان اخبرك انها تريدك بأمر هام مستفسرة ان كنت تستطيع الذهاب اليها !!

حرّك احسان كتفيه علامة التعجب ثم قام متجها حيث تلك السيدة ليجدها واقفة بانتظاره، تقدم منها وتحدث بصوته الرخيم بينما ينظر بعيدا عنها :

- نعم سيدتي اخبرني الساعي برغبتك في رؤيتي ..بما أستطيع خدمتك؟

أجابته السيدة بصوتها الهاديء الوقور :

- أولا كيف حالك سيد احسان أحب أن اعرفك بنفسي فأنا أجلال والدة ملك!

لم يستطع احسان منع نفسه من النظر اليها بدهشة بينما لم يرى من وجهها سوى عينيها المغضنتين من وراء نقابها الابيض ولم يلبث ان تمالك نفسه قائلا :

- اهلا سيدة اجلال تفضلي بالدخول..

اضطربت اجلال قليلا وقالت برجاء متردد :

- عذرا سيد احسان قد تندهش لطلبي ولكنى اريد التحدث اليك في مكان بعيد عن هنا لاني اريد كامل انتباهك وانت تصغي اليّ!

نظر احسان اليها متعجبا للحظات ولم يلبث ان أومأ برأسه ايجابا متمتما :

- حسنا سيدة اجلال انتظريني قليلا.

ثم دخل الى مكتبه وما هي الا دقائق قليلة وظهر ثانية وهو يشير الى اجلال لتتقدمه..

***********************

نظر احسان الى اجلال الجالسة امامه على المقعد الخشبي في الحديقة الصغيرة المجاورة لمقر عمله ومكث صامتا لبرهة طويلة حتى تململت اجلال في جلستها ولكنها لم تشأ قطع افكاره تاركة اياه كي يستعيب جيدا ما صارحته به .....

تكلم احسان بعد صمت دام برهة ليست بالقصيرة متسائلا بدهشة ممزوجة بعدم تصديق لما سمعه :

- أتريدين القول ان ما حدث لي وظن الجميع انها تهيؤات من قبلي حتى ان بعضهم قد نصحني باللجوء الى طبيب نفسي اعتقادا منهم انى قد شارفت على الجنون كل هذا لم يكن وهم وانما كان حقيقة بفعل فاعل يريد الانتقام مني لخطبتي لإبنتك وان هذا الفاعل ما هو الاّ....جان ؟!!

نظرت اليه اجلال بصرامة وقالت بجدية مخيفة :

- اياك والاستهانة بهم ! ما اقوله حقيقة واقعه ...لقد أبلغني الشيخ تهامي بما آل اليه حالك واشفقت عليك فكان لزاما عليّ مصارحتك كي تعلم أنك لم تفقد عقلك أو أصابتك لوثة من الجنون بل انت ما زلت بكامل قواك العقلية وان السبب يكمن في رغبتك بالارتباط بابنتي في ذات الوقت الذي تقدم فيه اميرهم للارتباط بها وقد هددني عندما وجد انى موافقة على طلبك الاقتران بابنتي اننى لو ضغطت عليها ولم ارفضك فستدفع أنت الثمن وسيحمل ضميري وزر ما يحدث لك !!

نظر احسان اليها مليّا ثم قال بجدية بينما لمعت عيناه العسليتين المحاطة باطار من الذهب اللامع :

- وانا لا أكذّبك سيدة اجلال فهم فعلا مخلوقات لله عز وجل وأشكرك كثيرا على تفسيرك لما مررت به وأرجوكِ أن تسمحي لي بتكرار رغبتي في الاقتران بكريمتك ... ملك !! ..

ارتسمت ابتسامة نصر صغيرة على شفتي اجلال خبأها النقاب السميك ولكن ظهرت لمعتها في عينيها المغضنتين ولم ينتبه احسان اليها فجل اهتمامه انصب على رأي اجلال على عرضه ولم يتأخر الرد كثيرا اذ أجابته بهدوء :

- سيد احسان أنا لا أريد ان أكون أنا أو ابنتي سببا في أي ضرر قد يلحق بك فرجاءا أعد التفكير في طلبك مرة أخرى..

قال احسان بعزم شديد :

- سيدة اجلال أؤكد لك أني الآن متمسك برغبتي في الارتباط بملك أكثر من ذي قبل وانا متأكد من استطاعتي بالفوز بقلبها.. مما سمعته منك فملك كطفلة بريئة انبهرت بالفارس الشجاع الذي أنقذها من الأشرار ليس إلاّ لكني على يقين من مقدرتي باقناعها بقبول طلبي وما اريده منك أن تسمحي لي بزيارتكما والجلوس معها كي تعتاد عليّ واستطيع كسر حاجز الخوف والخجل من ناحيتها..

قالت اجلال وقد لاح الفرح في نبراتها :

- وانا موافقة على طلبك سيد احسان ...لقد توسمت فيك منذ البدء الحزم والقوة وأثق انك بإذن الله ستستطيع أقناع ابنتي بذاتك فلتتفضل بزيارتنا في أي وقت فبابي مفتوح لك طوال الوقت!!

ارتسمت ابتسامة ظفر على شفتي احسان الرفيعتين دليل الحزم والقوة بينما لمعت عيناه ببريق التحد وفي مكان آخر غير بعيد عنهما اشتعل فحم اسود قابع في ليل بهيم أسود بعينين برقتا بشراسة بينما صاحبهما يتوعد في سره بقسم غليظ :

- اذن فقد لجأت لغريمي سيدة اجلال ظنًّا منك أنه سيقدر على الفوز بملاكي ...ولكن أقسم أنها لن تكون إلاّ لي أنا بينما أنت يا شبه الرجال ستعود مجرجرا أذيال الخيبة والهزيمة والأيام بيننا !!

*************************

وقف احسان امام المرآة مصففا لشعره ثم وضع الفرشاة جانبا وقال مبتسما محدثا صورته التي تطالعه :

- سأفوز بها ! انا على يقين من ذلك ....وسأقدر على اقناعها باعطائي فرصة للتقرب منها وأمها ستساعدني في ذلك فهي مقتنعة بصحة ارتباطي بابنتها قلبا وقالبا واولى خطوات هذا الارتباط أن اجعلها تقنع ابنتها بتسريع عقد القرآن لأستطيع زيارتهما والجلوس معها بحريّة ..

ثم زفر عميقا مغمضا عينيه ليعاود فتح عينيه البندقيتين ناظرا الى صورته المنعكسة امامه في المرآة وهو يقول بابتسامة سعيدة :

- سأجعلها توافق اليوم على الارتباط بي وان لزم الأمر سأعقد قراني عليها اليوم ما ان توافق قبل ان تعيد التفكير ثانية وتتراجع عن موافقتها !!

ثم حانت منه التفاتة للساعة الدائرية الصغيرة المتدلية من سلسال فضي معلق بحزام بنطاله ليمسك بها ويشهق عاليا مرددا :

- تأخرت لقد اقترب الموعد آن لي الذهاب ظلستطيع اللحاق بموعدي معها كي لا أتأخر فقد تأخذ عني السيدة اجلال انطباعا خاطئا وانا أريد مساندتها التامة فأنا بحاجة شديدة اليها ..

استدار احسان ليتجه الى الخارج ولكنه توقف في مكانه ما ان استدار ليطالعه ما جعله توقف عن التنفس لثوان ... فقد شاهد شخصا جالسا بكل أريحية على الاريكة الخشبية المقابلة له واضعا ساق فوق ساق يناظره بكل ثقة وغرور و ..... سخرية!

قطب احسان وتقدم منه وقال بريبة وهو ينظر باتجاه باب غرفته المغلق جيدا :

- من أنت ؟ وكيف دخلت غرفتي بدون إستئذان ؟ بل وكيف تركتك والدتي تدخل الى هنا بدون اخباري اولا ؟

نظر اليه الآخر نظرات غامضة ثم تكلم بهدوء ولكن بلهجة آمرة :

- هوِّن عليك ....لم ترَني والدتك ولا أحد يعلم بوجودي هنا معك الا أنت !!..

عقد احسان حاجبيه متفكرا في كلامه قليلا قبل ان يستوعب كلامه جيدا ليجيبه بفهم :

- إذن ....أنت ..أمير !!..

أومأ أمير برأسه ايجابا وقال بابتسامة باردة :

- أحسنت يا ..إحسان !!... من الواضح أنك ذكي وسرعان ما ستفهم ما سأقوله لك !! ..

طالعه احسان بثبات ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وقال ببرود :

- ولكنى أعتذر لن أستطيع الاستماع الى ما ستقوله – وشدد على كلمته الاخيرة – او فهمه الآن فأنا على عجلة من أمري و ....

قاطعه صوت آمر وبقوة :

- أنصحك ألا تذهب الى موعدك ذاك !!

ثم وقف أمير واتجه اليه بخطوات بطيئة ليقف أمامه متابعا بلهجة آمرة لا تقبل النقاش بينما عيناه تنظر اليه بغضب اسود جعل فحم عينيه يشتعل حتى أن من يدقق يكاد يقسم انه يرى شرارات لهب تتصاعد من شدة الاشتعال، تابع أمير بقوة :

- فلتنس هذا الموعد بل هذه العائلة تماما ان كنت حريصا على سلامتك وسلامة.....

سكت قليلا ليتابع ساخرا :

- قواك العقلية !! ..

نظر اليه احسان لبرهة قبل ان يجيبه ببرود تام :

- إذن فأنت بالفعل وراء ما حدث لي من امور جعلتني أشك في صحة عقلي وجعلت من حولي يظنون انى شارفت على الجنون !!

ضحك امير عاليا بسخرية شديدة ثم نظر اليه قائلا ولا تزال آثار ضحكته في صوته وعلى وجهه القوي :

- ما رأيك ؟ لقد نجحت تماما في ذلك ألا ترى ؟

ثم غابت ضحكته ليكتسي صوته بنبرة جليدية ولكنها تخفي غضبا مستعرا وهو يتابع :

- ولكن ما حدث لك كان محض مزاح ! لم ترى غضبي بعد ! وانصحك ألا تحاول تجربته ! فقد يكون الثمن ليس فقدانك عقلك بل ....خسارة حياتك !! ..

جاء وقت احسان ليبتسم ساخرا وهو يقول :

- أتهددني يا.. أمير؟

قال امير ببرود بينما عيناه لا تحيد عن عيني احسان وهو يهز كتفيه بلامبالاة :

- لا ...أنا لا أهدد !! انا فقط أحذرك لما يمكن أن يحدث إن لم تنصاع لكلامي !!.

ثبت احسان نظره جيدا في عيني أمير وقال بقوة وهو يضغط على حروفه بشدة :

- أنا لا أخاف منك ! أمري كله بيد خالقي ! لن تستطيع أن تصيبني بشيء ما لم يكتبه الله لي ...ولهذا أخبرك وبكل ثقة أننى لن أتنازل عن ...ملك !!

تابع احسان غافلا عن شرارت الغضب التي بدأت تندلع في عيني امير كما النار يسري في الهشيم وقد ارتفعت حرارة جسده حتى شعر بقلبه أوشك على الانفجار كالبركان الثائر وهو يسمعه يتلفظ بإسم ملاكه بكل وقاحة بينما الآخر تابع غافلا عن التنين الذي أمسك بذيله بلامبالاة والذي يوشك على احراقه حيَّا بنيرانه التي تجيش في جوفه بين لحظة وأخرى !!.. تابع احسان ببرود ثلجي :

- لن أتراجع عن ارتباطي بها .... وقريبا قريبا جدا سترى أنني لا أطلق كلماتي جزافا!

لم يستطع أمير تمالك نفسه وصرخ غاضبا حتى أن الستائر المسدلة على نافذة الغرفة الخشبية قد تحركت بقوة وكأن ريحا قوية قد هبّت بالمكان بينما فُتحت النافذة بقوة الريح الثائرة لتتخبط بقوة وكأن هناك من يتصارع معها ! ولوهلة فغر احسان فاه دهشة مما يحدث أمامه بينما لم يمنحه أمير الفرصة ليفيق من شروده وعاجله قائلا وهو يشير اليه بسبابته مانعا نفسه وبقوة من الامساك بتلابيبه واحراقه حيّا ! خاطبه أمير آمرا :

- لآخر مرة ...ابتعد تماما ونهائيا عن ملك ....ولا تدعني اسمعك تتمتم بأسمها ولو بينك وبين نفسك ! ملك خط أحمر لا تجتازه بغباء وانت لست بقادر على تحمل نتيجة غبائك ذاك!

تمالك احسان نفسه وواجهه بقوة قائلا :

- مما تخاف أيها الـ...أمير ؟

لم يترك فرصة لأمير لمقاطعته وبدلا عن ذلك تابع بقوة :

- انا متيقن أنك أنت من تخشى فقدها ؟

التمعت عيني أمير بشرارة مرعبة تجاهلها احسان وهو يقول وكأنه يملي على الواقف امامه بعض الحقائق الغافل عنها :

- أنت تعلم جيدا أن فرصتي للفوز بها أقوى بمراحل كثيرة من فرصتك مع كل جبروتك وقدراتك الخارقة واستطاعتك بفعل أي شيء لتفوز بها ولكن شيء واحد لن تقدر على صنعه مهما بلغت قدرتك ...أتعلم ما هو ؟

سكت قليلا ليتأكد من انصات أمير التام له ثم تابع بثبات :

- أنا وهي نشترك في شيء واحد أنا وهي من نفس الجنس ! خُلقنا من نفس المصدر! أنا وهي أصلنا واحد! أنا وهي خلقنا من الطين .... دَمُنا واحد وطبيعتنا واحده ! وهذا الشيء لن تستطع مهما بلغت قوتك ومقدرتك أن تصل اليه أبدا .... فأنا وملك.. من ذات العالم.. عالم لا وجود لك أو لقبيلك فيه !! ....

لم يعلم ان احسان قد فتح أتون الشر بالقائه لقنبلته الاخيرة في وجه أمير بجمع نفسه وملك في عالم واحد واقصاء امير عن دنيا ملاكه ! ليقترب امير بوجهه من احسان حتى كدا الأخير ان يقسم أنه شعر بالسنة نيران لاهبة تكاد تحرق بشرته من شدة سخونتها بينما خاطبه امير بغضب مستطير بصوت خرج كالفحيح من بين اسنانه :

- إسمعني جيدا ...أنا لن اعيد كلامي مرة ثانية ...انت لن تستطع وان جمعت معك بني جنسك جميعهم على حرماني من ملاكي أو سلبها مني ....فهي أمرأتي منذ الأزل ....ولتتذكر جيدا اننى قد حذرتك بالابتعاد عنها فملاكي منطقة محرّمة ....ولكنك لم تصغ ! إذن لتتحمل عواقب غضبي جيّدا ....ولتعلم أنك ومنذ اللحظة أصبحت في مواجهة مباشرة معي وأنت ...لا قِبل لك بها !!

و.....اختفى في لمح البصر بأقل من غمضة عين حتى أن احسان قد فغر فاهه دهشة وطرف بعينيه عدة مرات ليتأكد أن ما حدث أمامه لم يكن حلما بل أنه واقع وان كان .......غير قابل للتصديق!!

***********************

" هيا ملك بنيتي فالسيد احسان على وشك الوصول "

تأففت ملك قائلة وهى تنظر الى والدتها برجاء :

- ولكن أمى انا لا اريد مقابلته لقد أخبرتك أن تتركيني لأتخذ قراري بدون أي ضغوطات منك أو من أمير.

اقتربت منها أمها وقالت بابتسامة حانية وهى تربت على كتفها :

- ملك حبيبتي لن يضيرك أن تقابليه بل أنا على يقين من أن هذا اللقاء سيجلي أشياء كثيرة لك وسيجعلك قادرة على التفكير جيدا واتخاذ القرار الصائب!

زفرت ملك بضيق مغمضة عينيها وقالت :

- حسنا أمي ..سأنفذ ما ترغبين واقابله ولكن ارجوك دعيني بمفردي قليلا..

أومأت اجلال برأسها ايجابا وانصرفت وابتسامة فرح تشق شفتيها بينما قلبها يلهث بالدعاء لاحسان ليستطيع اقناع ابنتها بالقبول به لينزاح هذا الثقل عن قلبها وكتفيها على حد سواء !!

تنهدت ملك عميقا و همست لنفسها بخفوت :

- وبعد يا ملك ؟ الى اين تسير بك قدماكِ ؟ لقد تعبت ...تعبت ولا اعلم ما الطريق الصحيح الذي يجب علي اختياره ؟! ...

" أي طريق تختارينه ملاكي اعلمي أنني انا وحدي من ينتظرك في نهايته"!

شهقت ملك عاليا لتلتفت خلفها فاتحه عينيها على وسعيهما وهى تطالع من يقف امامها بكل ثبات قائلة بذهول :

- أمـ ...أمير ! متى ...كيف ...ما ...

ثم ابتلعت ريقها بصعوبة محاولة اخراج جملة مفيدة :

- ما الذي جاء بك وكيف تقتحم علي غرفتي بهذا الشكل ؟ ألن تكف عن مثل هذه الافعال التي تخيفني منك ؟ أنك .....

وبترت عبارتها وهى تدفن اصابعها البيضاء بين سنابلها الشقراء جاذبة خصلات شعرها بقوة وهى تزفر بيأس مغمضة عينيها ، انتبهت على همس أمير وهو يميل بوجهه على بعد انشات قليلة من وجهها الفاتن حتى أن أنفاسه الساخنة قد ضربت صفحة وجهها الحليبية وهو يقول بصوت عاشق متهدج :

- لِما ملاكي ؟ لِم تحاربيني بهذه القوة وتعاندين قدرنا بهذا القدر ؟ لن تنجحي ! لن تستطيعي الفرار من شيء كُتب علينا قبل ان نُخلق !

فتحت عينيها ليتيه في بركتي الزمرد خاصتها مجيبة اياه بصوت خافت كهمس العصافير :

- لقد تعبت أمير ! لا أعلم ماذا يفترض بي أن أفعل أو أن أقرر ؟!

ابتعدت عنه بضعة خطوات واستدارت مولية اياه ظهرها وهي تتابع بيأس :

- أخاف الرفض وأخشى القبول ! أصبحت مذبذبة في حين انه طوال حياتي لم أكن أتردد في أمر ما ...كنت دائمة أعلم ماذا أريد واتجه اليه بمنتهى القوة ولكن الآن أنا أقف في منتصف الطرق ..عقلي يملي عليَ ان أرفض ارتباطي الغامض بك الذي تعرضه علي في حين قلبي ...

وسكتت قاضمة شفتيها بأسنانها اللؤلؤية ناظرة الى اسفل ، شعرت بمن يرفع ذقنها بطرف سبابته ليطالعها بشغف شديد لترد اليه نظراته بأخرى تشوبها الحيرة الشديدة بينما يسألها بلهفة عاشق حتى النخاع :

- ماذا به قلبك يا ملاكي الفاتن ؟ هل هو ايضا يرفض هذا الارتباط أم أنه يخالف ما يمليه عليك عقلك المُتعب هذا وبشدة ؟!

حاولت الهرب بعينيها بعيدا فشدد من امساكه لها آمرا اياها وان كان بلهجة حانية : جاوبيني ملاكي ...ما به قلبك ؟

أزاحت يده جانبا بلمسة خفيفة من يدها ولكنها كانت كالتيار الكهربائي الذي سار بقوة في جسد امير ليشعر بدفء وسخونة شديدة تجري في دمائه ويصرخ جسده طالبا بأن يلقي به بين أحضانها لكي يطفيء نار شوقه والتي إندلعت بين أوردته !!..

همست ملك وهى تبتعد عنه الى الخلف قليلا :

- نعم أمير ..قلبي يرفض الابتعاد عنك وبقوة .. ولا بد لي من التفكير جيدا كي أصل الى القرار الصائب ...فرجاءا أمير لا تدفعني الى ما تريد ...أرجوك أمير دعني اقرر ما اريده بدون أي ضغوطات منك..

اقترب منها بضع خطوات واجها اياها بغضب اندلع عنيفا بين جوانحه و أشار بيده الضخمة حيث تنتظرها والدتها خارجا قائلا بحدة :

- وهل تركتك أمك لتتخذي قرارك بمفردك دون أي تدخل منها ؟ أم أنها قد رتبت لك موعدا مع ذاك الاحمق ليحاول اقناعك بالقبول به وطبعا بمباركة والدتك ! لما لم ترفضي الخروج اليه ؟

واخرج ضحكة ساخرة طفيفة مكملا :

- بل انني أراك وقد استعددت للقائه كـ .....

وجد صعوبة في النطق بالكلمة ولكنه نطقها كمن يلفظ شيئا مرًّا من حلقه :

- كعروسة تتزين لخاطبها !!

بُهتت ملك وصمتت أمام ثورته وهي تعلم يقينا أنه لن يقتنع اذا أخبرته انها لم توافق على مقابلة احسان الا لتجعل امها تطمئن قليلا وتهدأ من ناحيتها فتترك لها الحرية اللازمة للتفكير جيدا ، من الظاهر امامها أن أمير في أوج غضبه وهي لا تعلم كيف السبيل لتهدئته ، حاولت مخاطبته بهدوء قائلة :

- أمير اسمعني..

ليقطع حديثها بقوة وعنف قائلا بغضب شديد :

- لا ....بل اسمعيني أنتِ .. أنت لن تقابلي ذاك الـ ..احسان ....ولن تستطيعي الفكاك مني ..وان استمريت على عنادك ملاكي فلن أتوانى عن اتخاذ هذا القرار اللعين بدلا منك !

وقفت أمامه ولم تستسغ تهديده لها فرفعت رأسها عاليا مكتفة ساعديها سائلة اياه بلهجة تحد ساخر :

- وأي قرار ذلك وكيف ستجبرني على تنفيذه ؟

اقترب منها ومال عليها مجيبا وابتسامة سخرية طفيفة ترتسم على فمه القاسي :

- القرار الصحيح الوحيد ملاكي وهو إرتباطنا والذي تأخر كثيرا ! أما كيف سألزمك بتنفيذه فلا تخافي لدي من الطرق ما تجعلك تقومين بتنفيذه وبمنتهى السهولة أول هذه الطرق ادخالك عالمي ....هذا العالم الذي تتخوفين منه لغموضه كما تقولين ولكنك عندما تطئينه بقدمك لتتعرفي على عوالمه لن يعود غامضا وأعتقد أنه من الجهل أن ترفضي شيئا لم تختبريه بعد !!

فتحت عينيها على وسعهما شاهقة بذهول وعدم تصديق مرددة وهى تغطي فمها بيدها البيضاء الرشيقة :

- ماذا ...ماذا تقول ؟ الدخول الى عالمك ؟ وكيف ؟

حرّك كتفيه بلامبالاة وهو يقول بخفة :

- ببساطة شديدة ما ان تطرف عينك حتى تجدي نفسك وقد انتقلت الى عالمي ! كان من السهل بالنسبة لي القيام بهذا الأمر منذ زمن بعيد كنت على الأقل تجنبت مهاترات أمك ورفضها التام لارتباطنا ولكني لم أرد فرض وجودك معي بدون مباركة والدتك والتي تهمك كثيرا وهذا لأجلك أنت وليس لأجلي أنا وبدلا من ذلك آثرت خوض هذه الحرب مع والدتك لاقناعها بدلاً من خطفك ووضعها أمام الأمر الواقع ولم تكن تستطيع فعل شيء حتى والدي والذي يرفض أمر ارتباطنا لم يكن ليساندها فأنا أولا وأخيرا إبنه الوحيد وأمير قبيله ...قد يكون متحفظا لموضوعنا ولكنه في نفس الوقت سيساندني وبقوة ان لزِم الأمر !!...

صمت قليلا ليزفر بصبر مغمضا عينيه ثم فتحهما لتطالعه بنظراتها التائهة التي أخذت بشغاف قلبه فقد جعلتها أشبه بطفلة حائرة ، تحدث محاولا الهدوء :

- ملاكي أنا لا اريد اجبارك على شيء ولكن لا تختبري صبري كثيرا فأنا قاب قوسين أو أدنى من رمي هذا الصبر بعرض الحائط لآخذك بين أحضاني فلا أفلتك أبدا !! ..

تحدثت ملك وهى تحاول ايجاد صوتها الذي انحبس من هول ما سمعته منه وانها في لحظة قد تجد نفسها وقد انتقلت الى عالم آخر ودنيا ثانية ، خرج صوتها مبحوحا وهي تقول بكل ما تستطيع من رباطة جأش :

- أمير أنا لا أصدق أنك قد تختطفني كما تقول ! ولآخر مرة أخبرك أني لم أوافق على رؤية ذاك الخاطب الا ارضاءا لوالدتي اولا وثانيا كي يرتاح بالها من ناحيتي فلا تعود للضغط عليّ في هذا الموضوع ما ان أوضح لها رفضي التام والذي لن استطيع اقناعها به من دون الموافقة على الجلوس مع الشخص المعني بالرفض !!...

زفر أمير بنفاذ صبر واضح سائلاً بنزق :

- إذن أن تريدين مقابلة هذا الشخص للتنصل من ضغط امك فيما بعد ؟ ،

أومأت برأسها ايجابا بينما التمعت عيناها ببارقة أمل ، ابتسم امير لرؤية ملاكه وقد اعتلى وجهها الملائكي تعبير اللهفة فأجاب تساؤلها الصامت الواضح بين نظرات عينيها الفيروزية :

- حسنا ملاكي ...لك ذلك !! ، لم تستوعب ملك جيدا في البداية وسكتت قليلا قبل ان تردد بذهول وعدم تصديق :

- أنت ..أنت موافق أمير ؟ ألست غاضبا مني؟

ارتسمت ابتسامة خفيفة فوق شفتيه الرفيعتين مجيبا بهدوء نسبي :

- نعم ملك ...أنا موافق ولست غاضبا منك طالما ان هذا هو الحل الوحيد الذي سيجعل امك تتخلّى نهائيا عن الضغط الذي تمارسها عليك وعليّ في ذات الوقت !! ..

صفقت ملك بيديها وهى تقفز فرحا فهي تعلم انها تستطيع مقابلة احسان من دون رضاء امير ولكنها لا تريد اغضابه ....فهي تكره رؤية هذا العرق النافر غضبا في رقبته العريضة !! ، بينما لاحت نظرة غامضة في فحم اسود مشتعل لرؤيتها وهى تتقافز كما العصفور امامه لو كانت رأتها كان القلق ليتآكلها مما تشي به هذه النظرات!!..

***************************

" تفضل يا سيد احسان اجلس بني ".

اشارت اجلال بيدها بالجلوس لاحسان والذي وقف ما ان دخلت ملك تتهادى بخطواتها الرشيقة الهادئة ترفل في عباءتها السمراء بينما يغطي رأسها خمارا أبيضا زادها بياضا حتى أضحت كأميرة الثلج من شدة تألق بشرتها الحليبية البيضاء !!....

جلس احسان على الاريكة الخشبية المكسوة بقماش مطبوع عليه وردات كبيرة في غرفة الضيوف وجلست ملك على الكرسي الخشبي الواسع المكسو بنفس القماش المقابل له ، ابتسمت اجلال وهى تقول بينما ملك تنظر بعيدا عن عيني احسان المتلهفتين اللتان لم تبتعدا عنها منذ ان دخلت :

- أستمحيك عذرا سيد احسان سأدعك وملك للحظات فقط ريثما آتيك بواجب الضيافة فإعتماد مريضة ولا تستطع القيام من فراشها..

شهقت ملك فزعه وهى تنظر الى امها باستجداء لم يغب عن عيني احسان الذي ابتسم بهدوء قائلا :

- لا داعي لذلك سيدة اجلال فكرمكم واضح وانا ان سمحت لي لا أعتبرني ضيفا..

اجابت اجلال بلهفة :

- لا بني انه بيتك .. ولكنه واجبك عندي وانا لم يحدث سابقا ان دخل بيتي ضيفا وخرج دون ان يأخذ واجبه لم أفعلها سابقا ولن أبدأ الآن ..

ثم نظرت بهدوء الى ملك قائلة بجدية :

- ملك ...رحبي بالضيف الى أن آتي ....

وانصرفت تاركة ملك وهى تهرب بنظراتها ممن يجلس امامها باعثا فيها اضطرابا ملحوظا ولكن لم يكن اضطرابها وحده السبب في الخوف الذي تشعر به بل خوفها من ردة فعل ان علم بأنها قد جلست بمفردها مع .....عريس الغفلة على حد قوله !!...

تحدث احسان بصوته الرخيم :

- كيف حالك آنسة ملك ؟

اجابته بصوت بالكاد خرج مسموعا وهى تطأطأ برأسها الى أسفل غير قادرة على النظر اليه مع العلم ان غرفة الضيوف التي يجلسان بها مشرعة بابها كما انها تعلم ان امها قريبة منها ولكنه الخجل والخوف اللذان يكبلانها ، تحدثت بهمس العصافير :

- بخير الحمد لله..

ابتسم احسان ابتسامة سعيدة وقد شعر بنشوة غريبة لسماعه صوتها الشبيه بالكروان المغرد، ما ان هم بمتابعة حديثه حتى انتفضت ملك واقفة وهى تقول بينما لا يزال نظرها مثبتا الى اسفل :

- أستأذنك سأذهب لأرى ان كانت والدتي بحاجتي و ......

وقف مندفعا ما ان شعر بمحاولة هروبها وهو يقول بلهفة لم يستطع مداراتها :

- و لكنى أريد التحدث معك قليلا ولقد سبق لي وأن أخذت الإذن من السيدة اجلال ولهذا أنا هنا اليوم..

ارتبكت ملك ثم قالت بهمس ولم ترفع رأسها بعد :

- تفضل فأنا أسمعك !

ابتسم احسان وقال :

- لا يصح ان نتحدث ونحن نقف هكذا ....اجلسي أرجوك ، ثم تابع بمرح خفيف : لا تخجلي فالبيت بيتك !!

قطبت ملك ورفعت رأسها لا اراديا لتطالعها عيناه وقد غشيتهما نظرة عطوفة تشي بحنان هذا الواقف امامها بينما ابتسامته زادته وسامة مما جعل الدماء تخضب وجنتيها حتى غدا كثمرة الفراولة الناضجة واشاحت بعينيها بعيدا عنه ، أشار لها بالجلوس ليعاود جلوسه ثانية ولكن ما ان جلست ملك على ذات كرسيها السابق حتى اندفعت واقفة وهى تشهق بعمق وكأنها جلست على شوك !!.. فما كان من احسان الا ان نظر لها من مكانه فوق الاريكة الخشبية بدهشة وهو يقول بتساؤل :

- ماذا حدث آنسة ملك ؟ هل هناك خطب ما بالكرسيّ ؟

لم تنطق ملك بحرف واحد وهى تهز رأسها بعنف يمينا ويسارا بينما عينيها مفتوحتان على وسعهما دهشة و .....عدم تصديق !!..

عاود احسان الوقوف مجددا ظنًّا منه انها قد تراجعت وتريد الانصراف فألح برجاء وهو يشير الى الكرسي خلفها :

- آنسة ملك لا تخشي شيئا أنا لا أريد سوى بضع دقائق أتحدث فيها اليك لا أكثر ولا أقل ...أرجوك !!

نظرت ملك بتردد وهيبة حيث يشير اليها لتجلس ثم بتردد خائف جلست على الكرسي وكأنها تجلس على شيء غريب وما ان استوت جالسة حتى تصلب جسدها بينما صوت ساخر يهمس في أذنها من الخلف :

- استرخي ملاكي ....فلا أحب ألي من أن أحتويكِ بين ذراعي مجلسا إياكِ فوق ركبتيّ!! ...

Fortsæt med at læse

You'll Also Like

347K 15.9K 43
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
2.8K 87 13
أيمكن أن يطعني القريب فيصدها عني الغريب! أيمكن لعدوي أن يصبح منقذي وصديقي هو المبيد! أسالك يا ذابحي أن تجيب سؤالي واضح سؤالي بسيط! هائمة على وجهي اسأ...
3.8M 96.1K 43
هو قاسي نجم يمتلك كل شئ الوسامة والغنى وجسد رياضي تتمناه الفتيات وبالرغم من مميزاته فهو يمتلك قلب قاسي أسود لا يلين، لا يطلب شئ يريده، لكن يأخذه مباش...
19.7K 482 15
حين نتوه في دوامة العادات .. نضيع ولا نعرف طريقا للرجوع .. حين يصدق عقلنا ما سمعه ورآه .. لننسى ان الحقائق حقا .. حتى لو رأيناها قد تكوت كاذبة ..