فيرخويانسك
روسيا
درجة الحرارة؛
55 درجة تحت الصفر
٥ ديسمبر ٢٠١٧
~ ~ ~
أجلس على الكنبه في الصالة وأبثُ في نفسي الإطمئنان ولكن في الأعماق ينمو القلق من جديد لأقذفه بآخر الزاوية وأضع قدميّ على الكنبه وأستمِر بمُشاهدة التِلفاز وأنا اتجاهل الشخصان اللذان يجلسان جانبي.
" ألن تتحركي حقاً؟"
قالت يوليا بصدمه
لأتجاهلها ليقف يوكا ويسحبها معه
" لتُفكري جيداً فلا وقت لهذا"
لأتذكر ما حدث منذ أيام؛
كنت اسير ذهاباً وإياباً في الغرفة أحاول استجماع نفسي
قلت بعصبية" أين نحن؟"
أجابني يوكا
" روسيا بالتحديد فيرخويانسك"
لأنظر له بغضب لهذا أشعر بذئبتي هي إستجمعت قوتها
"كيف! لماذا؟ لا يمكنكم احضاري هنا بتلك الطريقة!"
" إنه أمر ونحن نُنفذ "
وقفت عند الباب وحذّرت
" حسناً سأذهب لكندا حالاً لا اريد أن اراكم"
صرخت يوليا وهي تتمسك بي
" أيتها المجنونه كيف ستذهبين نحن بالكاد هنا "
قال يوكا وهو ينظر بإتجاهي
"إن ذهبتِ لن يتنسى لكِ رؤية الملك"
لأتذكر ما حدّث في فرنسا.
" أيُمكن لأحد حراس التوازن إخباري ما حدث؟ أين هم ذئابي وكيف هناك ملك على المُستذئبين وكيف!"
نظرت يوليا ليوكا بخوف ليتنهّد هو الاخر ويقول
" ألفا نيڤ أيُمكنك أن تهدأي؟"
"هه ألفا؟ لقد أصبح هُنالك ملك هل بقي ألفا؟"
" في البداية عند رحيلك تشتّت الليلاف وآمنوا بعودتك بقيت هايزل معهم لسنوات حتى بدأوا بالضعف من دون قدراتهم قلقو من أن يصبحوا 'اوميغا' لذا إستأذنوا من هايزل أن ينضمو لقطيع الملك لم تُعارضهم لذا ..
[ اوميغا ؛ أضعف من في المجموعه إما يكونوا هاربين إما أسرى حرب.]
قاطعته لأسأل وأنا أنظر للأرض
"ماذا حصل لهايزل؟ هل هي بخير؟"
ربتّ يوكا على كتفي
"للأسف منذ أن ذهب الليلاف إختبأت في مكان وإحتضرت بشدة لا أحد يعلم أين هي وما أصبحت لكنها كأقوى مصاصي الدماء هي صديقة وفية.."
ضرب المطر النوافذ بقوة إرتابت يوليا لتهم بإحتضاني
" إهدأي لم تمت وإلا قد إختل التوازن!"
تجاهل يوكا ما حدث ليستمر
" في أوجِ عظمتِك خرجت النبوءة "
تفاجأت لأستفسر
" نبوءة الجنه؟ ألتي صدقتموها؟"
اومئ
"لقد كانت حقيقة انتِ لم تؤمني بها "
"أرى أن الآلهة قد عبثت بعقولكم"
لتُسرع يوليا بخوف وتُغلق فمي
" أُصمتي ارجوكِ!"
ليستحوذ كافة إنتباهي يوكا حين قال
"- يوم ستُصبح الوجوه مُتشابهة
فالحربُ لن تنتهي ببساطة
الحرب تولد حربا أكبر منها
تلِد وحوشا وبشراً
ولا تبقي لديهم خيارات
ليتساقط الثلج وحده فتُولد حربٌ أكبر ليجتمع معها نورُ العالم
ليعُم الحب."
كانت كلماته في الصميم لامستني!
"وُلدتما في ذات اليوم المُبارك كان قوة الثلج أليفة بجانب قوة النار، هيفيستوس لم يكن عطوفاً مثل نيوبي لقد جعل صاحب النبوءة يغفو لألفي سنة حين إستيقظ كنتِ قد ذهبتِ."
[ هيفيستوس - آلهة النار ]
لأجلس وأقول بإستنكار
"لما لم أسمع عنهُ شيء؟"
"أخفاهُ احد الألفا لم يُرد أن يعلم الأعداء فيحدُث له مكروه"
"اذاً هل هو الملك؟"
أمسك بيداي وفي عينيه شفقه
" أعتذر هذه هي حدودي نيڤ ، يجب عليكي الإكتشاف وحدك كي يُسمى هذا بالقدر."
الخُرافات والتُراهات هذا ما يطلقون البشر عليه هذه الأمور وهذا ما أطلقته حين سمعت بنبوءة الجنة لم اُصدق أن هناك نورٌ للعالم وقد صدّق الجميع أنني الثلج ، لكن حُب الأنا أعماني فإن كانت نبوءة حقاً أردتها لي وحدي!
دوماً ما بحثت عن مكان ، شيء او شخص يُشبه الجنة ولم أجِد قط..
تنهدّتُ لأخرج وأرى المكان ناصِع البياض إنه يُثلج قلبي بطريقة مثالية ويجعلني أشعر بالحياة جميعهُم يختبئون وينامون ووحدي أبقى بين ثلجي ، في الحقيقة أنا لا أتأثر ببرودته فأنا وهو واحِد هو دوائي وقت الصِعاب وأنا حُزنه الذي لم يُشفى.
~~~~~~
أردت الركض إلى ' أويمياكون ' والإطمئنان على الذئاب إن كانو حقاً بيد ملكٍ عادل.
أويمياكون حيث وُلدا خُلفاء الآلهة باركت الآلهة هذه المنطقة لعدة أسباب ، ألفا جوهنسون وألفا كارلوس حكّموا المنطقة إلا أن كارلوس كانت حصته اكبر فكان رجلاً حكيماً وهكذا أصبح رئيس الالفا..
تجولت قليلاً مشياً على قدمي لا يمكنني أن اُخرج ذئبتي فالمستئذبين في كلِ مكان لذا لا يُمكنني المُخاطرة
إستنشقتُ رائحة عطِرة تفوح من مكانٍ بالقرب من هنا
'نيڤ انه هنا'
'من هو'
لأقطع إتصالي بها وأستمع لأصوات الذئاب تملئ المنطقة هناك هالة قوية تقترب مني مسرعة لألتف مستعدة لأي حدث لأرى من يُخضعني أمامي ، ذئباً أكبر من ذئبتي يُنير لونه بالأحمر المخلوط مع الأبيض لم أرى لوناً كهذا من قبل هو 'نادِر' أكثر مني '
لم اُمثل التفاجئ قط وما زالت رائحتي كبشرية مسكينة وهذا ما فاجئهُ لأعود بقدماي للمنزل ليستوقفني مُزمجراً لأرى أنني محاطة من قبل ذئابه وهذا يُثبت أنه الالفا! هل بقي ألفا حقاً؟
لأقلب عيناي على المشهد قائلةً
"لتعودوا لهيئاتكم البشرية وكفاكُم التصرف بهمجية!"
ليتجمدوا قليلاً واراهُم يقومون بالتخاطر ويومئوا ويذهبوا بين الأشجار لأجلس قليلاً أنتظرهم.
كنت في قمة غضبي ايضاً لأرى من يفوقني قوة ليظهر شابٌ وسيم عريض المنكبين ذو شعرٍ 'أبيض' وعيون صفراء ذو فك حاد تنبعث منه هالة القوة يضع قميصه الأبيض بدون أن يغلق ازراره ويُظهر عضلات بطنه
'هل يتعمد إغرائي؟'
' يا غبية لما لا تتحدثي؟'
شهقت بخفه 'هل مُتِ الآن؟'
ليُحمحم أحدهُم لأنظر بغير فهم
تقدّم الألفا مِني ونظر لعيناي ألقى نظره من أعلى رأسي للأسفل لأتذكر أنني لم أضع العدسات لأُغطيهم بيداي مُسرعة.
"عيناكِ هل هي صفراء؟"
هو لاحظ! إنكمشتُ على نفسي واومئت
" نعم وما الغريب؟ فأنت تملكهما"
إقترب البيتا مني ليشهق وهو يُمثل البكاء
" هل أنتِ ساحره؟ "
لأنظر له بإنزعاج
ليقترب آخر وهو الجاما ليقول
"فابيو انتَ تُزعجها"
"لتُغلق فمك ولا تتدّخل"
"انت أغلق فمك ايُها الجرو!"
ببساطة نحن نُتابعهما لأفقد أعصابي
" ليُغلق كلاكما فمه "
لينظرا لي بِذهول لأُضيف وانا على وشك الرحيل
"هل إنتهيتُم؟ حسناً سأذهب"
جذبتني يد الألفا لتسري كهرباء في جسدي وأنتفض وهذا غريب إن ألاسكا ما زالت لم تتكلم ولم تُعطي تحذيرات!
[ ألاسكا : ثلجُ الجِبال - اسم ذئبة نيڤ ]
لأنظر ليده وعيناه لأتمسك بيده الاُخرى وأضغط عليها لأشعر بتلك الكهرباء مُجدداً لينظرا الآخران لنا بِحيرة لأبتعد قليلاً وأفلت يداه
وأقول بإستغراب
" من أنت؟ "
ليبتعد ويمُر أمامي
" هيا ستأتين معنا "
لتتوسع عيناي وأصرخ
" هل انت بكامل قواك العقلية؟ "
"للأسف كلامي لا يُعاد مرتين! "
لألتفت لأنظر للبقية ليومئوا لي
لأتأفف وأسير معهم ما يجول في ذهني الآن هو فقط الرحيل وبالأخص الهرب إن بقيت هُنا ستبدأ المشاكل او يُمكنني القول أنها بدأت حينها رأيت ارض الفردوس التي لم أرها مِن قبل مليئة بالأخضر والأبيض والاحمر جميعهم مُستذئبين من مجموعات مُختلفة ذو عروقٍ واصول مختلفة من كافةِ انحاء العالم مهلاً! هل هذه هي الأرض الملكية؟
لاُطفئ فضولي وأنتظر بعض الإجابات.
يمكنني رؤية كيف أصبح جميع المستذئبين تحت يد ملك واحد استطيع أن اُخبركم أنه قوي قويٌ جداً! فلا أحد يستطيع أن يجعل جميع الذئاب مُخلصين له للأسف..
إقتربنا من أحد ساحات التدريب لتقترب مني عجوز 'من الليلاف' لِتضع يداها على وجنتاي لم اُرد أن اكون محط إنتباه لذا إبتعدت
إلا أنها إستوقفتني وبدون مُقدِمات قالت
" انتِ تُشبهينها جداً "
لأنظر مُسرعة أتفقد إن شاهدّنا أحد ، في الحقيقة جميعهم ينظرون لي وبإحتقار! أحدهم شتمني وهناك من تجاهلني ورحل وآخر ينظر لي بِسُخرية ، هل تلك النظرات ما إستحقيتُ بعد تلك السنين؟ إنني حقا رائعة منذُ الدقائق الاولى هنا كسبت كراهية أبدية.
إن عقلي لا يستوعب تلك الاُمور أُريد الهرب بعيداً إن تلك الذئاب التي فنيتُ عمري من أجلها لم يعودو مخلصين إنهم يكرهون البشر وقد أعماهم التكبُر وما سيقتلني هو ذئبتي إنها لا تتواصل معي منذُ رؤيتي لذلك الألفا
انا حالياً في وكرهم اُريد شتم يوليا ويوكا وضربهم حتى الموت انهم السبب!
~~~~
❤️