كُنا نسير جميعاً في حقل كبير من القمح، الجو لطيف و الشمس مُشرقة للغاية.
كان الجميع مُبتسم لسببِ أجهله و لكني إبتسمت معهم بفرحة.
هاري و توم و ماكس يضحكون بصخب و أنَا و جورجيا نتهامس في أشياءٍ عشوائية.
لوهلةٍ يُمكنني القَول أنني مُطمئنة، سَعيدة و أتمنى ألا تَنتهي هذه اللحظات معهم.
ضربَ البرقُ فجأة و ظهرَ في السماء مع صوت الرعد الذي ظهرَ سريعًا.
صوتُ صُراخ عالي جعلني أضع يدي بألمٍ على أذناي و أصرخ معهُ مُغمضة عيناي.
عندما فتحت عيني كنتُ في مكان مظلم.. بدى كحقل دماء صافية و سوادٌ غَريب.
نظرت للجميع و كانوا خائفين مثلي لكن توم..عادت عيناهُ إلى الأحمرِ الدَامي.
وجهه تشقق بطريقة أرعبتني و عروقه برزت، كان بشع. بشعٌ للغاية.
تركهم جميعًا و إقتربَ مني ثمّ أمسك بي بقوة و كنتُ عاجزةً تمامًا عن الحركة.
همسَ بصوتٍ مخيف بجانب أذني قائلاً: "أنتِ الهيموجل."
صرخت بقوة فورَ أن قامَ بغرز أنيابهُ في رقبتي و إستيقظت منتفضة.
كنتُ نائمة على قدم هاري. جسدي إرتعشَ بخفة و رأيت جسدي المتعرق.
"هِيي.. لا بَأس." عدل هاري من وضعية نومي و حاول أن يسندني لأجلسَ بإعتدَال.
نظرت حولي و كُنا في الكَهف و الجميعُ نائم في هدوء.
"إشربي.." قربَ هاري زُجاجة سوداء من المياهِ نحوي لأرتشفَ منها ببطئ و بكمياتٍ كَبيرة.
"كيفَ تشعرين الآن؟" تسَائل لأحرك رأسي قائلة:"أفضل.شُكراً لكَ."
إبتسم و نظرَ لخارج الكَهف فورَ أن بدأت العصفير تُصدر أصواتاً مُزعجة غريبة ليست كأصواتِ العصافيرِ أبداً.
"لنخرج قَليلاً لاستنشاق بعضَ الهواءِ" سحبني هاري لأقفَ ثمّ إتجهنا خارجاً و نظرنا لأحدِ الطيورِ غريبةِ الشكل و قد إقتربَ منا.
أخرجَ من فمهِ أنبوبٌ صَغير و ورقة مكتوب فيها جُملتين.
تناولي هذا الدواء. ستكونينَ بخيرٍ.
نظرَ هاري نحوي و مدَ الأنبوبَ لي، "رُبما قد يكونَ سُمًا؟"تسَائلت.
ضحكَ بخفة ليقشعر بدني من هذا الصوت النعيمي و سمعتهُ يقول: "لا تَقلقي، هيّا تناوليه."
أمسكتُ بالانبوبِ و فتحته ثمّ تناولتُ السَائل الابيضَ الموجود بداخله و إبتلعته.
"هذا جيد. أحسنتي." قال و كأنني طفلةٌ صَغيرة يُلاعبها.
"لنمشي الآن قليلاً في الأرجاء." قال.
"ماذا لو أضعنا الطَريق؟." أخبرته لينظر نَحوي مُداعباً:"هِيي! لا تَقلقي أنتِ برفقة هاري ستايلز عزيزتي."
"آوه، فِعلاً؟ و من هوَ هاري ستايلز؟" سخرتُ.
"أنَا أقوى قُرصان في بحرِ الشمال و أستطيع حفظَ أي مكان بسهولة." تفاخر بنفسهِ.
"همم، جميل." تمتمت و أنَا أسيرُ برفقتهِ.
"أيمكنني سؤالكَ عن أمرٍ مَا؟."قلت.
"أجل."
"لمَا جئتَ إلى هُنا؟." سألتهُ و راقبت تعبير وجهه.
"ماذا تعنين؟."قال، "لما أشتركتَ في اللعبة في المقامِ الأول.هاري؟."
"لأنـ.." كان يتحدث و لكن صوت حركةٍ قريب جعلنا نجفل.
"إهدأي." طلبَ هاري مني لأومأ ببطئ.
تسحبنا لنختبئ خلفَ شجرةٍ كبيرة و عالية.
"لا أثر لأي متسابق أخر.. لقد إختفى الجميع! كيفَ سننتهي من قتلهم بهذا الشَكل؟" صرخَ صوت لم أستطع رؤية صاحبه. و لكنه مألوف.
أستطيع معرفة أنني سمعتهُ قبلاً.
"عزيزي. إهدأ لا تكن غاضِبًا طوال الوقت." تحدثَ صوتٌ أنثويٌّ.
"لا لن أهدأ أبداً حتى نستطيعُ الخروجَ من هُنا بسلام. أريدُ الفوز." قال الرجُل و بينما هما يتحدثان و نحنُ نستمع.
رأيتُ ثُعباناً يتقدم نحونَا..كوبرا طويلة و تبدو غاضبة أكثر من الرجل الذي يتحدثُ الآن.
-
- مساحة الدعاء.
- مساحة للإستغفار💕
رأيكم فِي التشابتر؟.