** لا تعرف كم احبك **
قررت سارة ان تعود الى كوفنترى فى الصباح التالى . فةى الواقع تستحق عطلة طويلة ، وقررت ان تاخذها . كان اليوم الجمعة ، وكانت تشك كثيرا فى ان يعود مارك قبل الاسبوع القادم . وخاصة ان السيد هارغريفز ناجح بعمله . ولن يكون امامها كثيرا لتفعله لذا ستتصل بجون وتخبره ما تنوى ان تفعله . ولن تتصل بمارك اذ سيبدو الامر وكانها تستاذنه . وهذا ما ترفضه 0
وبما انها كانت وضبت ثيابها فى الليلة السابقة لم يكن امامها كثيرا ما تفعل . والاشياء القليلة التى بقى لها ان تضعها فى الحقيبة دفعتها دفعا دون ترتيب ، وهى تعلم انها ستندم على هذا عندما تجد مكانا تقيم فيه . لم يعد يهمها شئ بعد الان ، ولكنها تامل هذه المرة ان تكون قد تعلمت دروسها ، وان تكون قادرة على نسيان مارك 0
فى الطابق السفلى وجدت الفطور جاهزا ورائحة القهوة تعبق فى الهواء . وترددت سارة ، فقد كانت متشوقة للذهاب قبل ان يصل احد لياخذها ، ولكنها لا ترغب فى اغضاب السيدة اوليفر التى كانت لطيفة جدا معها . وجلست الى المائدة على مضض ، واخذت تحتسى كوب من عصير الليمون . وحاولت تناول بعض الطعام الا انها لم تستطع ابتلاع اكثر من لقمة واحدة ، والتفتت الى السيدة اوليفر قائلة ، وهى تضغط يداها بشدة على فنجان القهوة 0
-شكرا سيدة اوليفر ، ارجو ان تبلغى الرجل الذى سياتى لاصطحابى اننى لن احتاج اليه . لقد قررت عدم العودة الى كوفنترى اليوم 0
-ولكن السيد فينويك لم يذكر هذا !
-لم اشاهده هذا الصباح لاقول له 0
-لو انك استيقظت ابكر بخمس دقائق لشاهدتيه 0
-لقد توقعت ان يكون تعبا بعد قضائه السهرة مع الانسة جوريز . هل تقيم هنا ؟
-لا انها لا تقيم هنا ، ولكنها ذكرت قبل ان تخرج امس مع مارك انها قد تفعل 0
ابتلعت سارة ما تبقى من قهوتها ووقفت ، وهزت يد السيدة اوليفر ، مودعة شاكرة لها لطفها معها 0
واستدعت سارة سيارة تاكسى ، اقلتها الى مسافة بعيدة عن المنزل ، ثم اتصلت بصديقتها غوين . وارتاحت عندما ردت غوين وبدت مغتبطة لان سارة هى التى اتصلت ، وبعد التحيات والسؤالات المعهودة ، ذكرت لها سارة انها ستقضى عطلة نهاية الاسبوع فى لندتن ، وسارعت غوين تعرض عليها ان تستضيفها ، ويبدو انها بعد ذهاب سارة تزوجت من ضابط بحرى ، وانه الان فى الخدمة 0
-لقد استطعنا لتونا الحصول على شقة فخمة يا حبيبتى ، ولكنها تحتاج لبعض الترتيب ، وسابدا هذا الاسبوع ، وهكذا تستطيعين مساعدتى
شقة غوين كانت اساسا فى حالة جيدة .وموقعها جميل ولكن من الواضح ان هناك الكثير من الديكورات الداخلية بحاجة للاصلاح . صباح السبت اختارتا ورق الجدران والدهانات ، وعملتا معا طوال نهاية الاسبوع ، وشعرت سارة انها غير قادرة على ترك غوين لوحدها وامامها الكثير لاتمامه . واستمرت سارة بالدهان بينما ذهبت غوين الى المكتب فى بداية الاسبوع . يوم الاربعاء قالت لها سارة انها يجب ان تعود الى كوفنترى صباح اليوم التالى 0
-لم الاحظ ان الكثير من الاسبوع قد مضى . واذا لم اذهب الان لن يكون لدى وظيفة اعود اليها 0
-وهل يهمك هذا كثيرا ؟
-ربما لا 0
-لانزال لا نفهم لماذا ذهب م . ف الى كوفنترى ، لا يزال الامر غامضا 0
-ما عدا انه سيتزوج 0
-يتزوج ؟ اوه .... حسنا اعتقد انك على صواب ، فالانسة غريغ مقتنعة ان هناك امرا . ولكن ان كان يلاحق الليدى غوديفا فهو لم يلتقطها بعد . من تعمل سكرتيرة له فى كوفنترى ؟
-انا 0
-انت ! لم اكن لاحزر هذا بنفسى ! انتظرى حتى اعود الى المكتب !
-ارجوك غوين . افضل ان لا تقولى شيئا . اتعلمين ، كنت سكرتيرة الرجل الذى يملك المؤسسة قبل شركة استرو ، وانا باقية هناك لاسابيع قليلة فقط حتى يركز السيد فينويك عمله هناك 0
-آه فهمت ....
وتمكنت سارة من ادارة دفة الحديث بسؤالها عن زوجها ، ولحسن الحظ استحوذ الحديث عنه كل وقت غوين قبل اى شئ اخر !
فى الصباح التالى وصلت سارة الى كونفنترى وذهبت راسا الى المكتب اذ انها لم تجد الوقت الكافى للعودة الى الفندق وتغيير ملابسها . الرسائل على مكتبها لم تتجاوز بريد يوم واحد وهذا يعنى ان سكرتيرة السيد هارغريفز كانت مشغولة جدا . كانت الساعة التاسعة ، وكان كل شئ منظما وما خلا بعض التحيات من بعض الموظفين بدا وكان احدا لم يلاحظ ان سارة كانت غائبة ، ولا انها عادت 0
مكتبها كان مهجورا ، كذلك مكتب مارك ، وذهبت الى غرفة ايداع المعاطف واستردت معطفها لتلبسه ، وعندما عادت الى المكتب وقفت امام طاولتها وتثاءبت ، ولكن لم يكن ذلك فى وقته ! فقد فتح باب المكتب الداخلى ليكشف عن مارك . كيف دخل الى هنا ؟ وعندما استطاعت التقاط انفاسها تمتمت : كيف .... اعنى متى اتيت ؟
-حوالى الوقت العادىة . هل اتجرا واسال اذا كنت قد اتيت لتبقى ام فى زيارة ؟
الامر اذا اسوا مما توقعت ! وسحبت سارة نفسا طويلا . لن تعتذر ليس له ! لم تستطع ان تفهم تماما كيف ترتجف وتفقد النطق تحت وطأة نظراته القاسية . وبسرعة حاولت ان تتماسك
-لا حاجة لان تتذمر هكذا ، اننى استحق تماما الايام التى تغيبت فيها . انا ....
وتقدم نحوها وكانما فجاة قد فقد اعصابه ، وامسكها بخشونة ، واسودت عيناه بغضب حتى انها انكمشت بفزع ، وهى متاكدة انه سيصفعها . واشتدت قبضته عليها تؤلمها 0
-للمرة الاولى فى حياتى ، يغرينى ان اسبب لامرأة ضررا جسديا ! ولكن هذا لن يكون الرد 0
وازاح يديه عن كتفيها وابتعد ، وكانما شعر بضرورة ان يكون هناك مسافة بينهما . وعندما استدار كان قد سيطر على نفسه ثانية ، ولكن غضبه لم يزل تماما 0
-لم تتساءلى ابدا كيف لى ان اتدبر امرى دون سكرتيرة بينما انت تتجولين فى لندن ؟ ورجعت وكانك تنامين فى الحديقة . مما يبدو عليك من ارهاق اقول بانك كنت تنامين فعلا فى الحدائق العامة ومع رفقة 0
كانت سارة ترتجف كثيرا حتى انها لم تقدر ان تتوقف 0
-ما من شك انك والانسة جوريز تعرفان طرقا متمدنة اخرى تلتقيان بها . اوه .... اعلم ذلك . انا لا اريد ان اذكرها ، ولكن هل هناك سبب يمنعنى من التمتع ؟ ها انت بالتاكيد تمتع نفسك كثيرا ؟
-لقد كنت قلقا عليك لا على الانسة جوريز . لم اكن اعرف اين انت ، وما كنت تفعلين 0
وتطلعت به سارة بذهول . بالتاكيد ، ليس بحاجة لان يدعى بانه كان قلقا عليها . او ربما لانه يعتبر نفسه ببساطة مسؤولا عن موظفيه ، وخاصة عندما يؤثر الامر على راحته الخاصة ، ووجدت نفسها تعترف : كنت اساعد غوين .... تعرلفها ، من المحاسبة ، كانت صديقتى ، لقد تزوجت وكنت اساعدها على ترتيب شقتها . زوجها فى البحرية ، وترغب فى تحضير الشقة قبل ان يعود 0
-فهمت .... لو انك بقيت هناك لوقت اطول لعدت منهوكة ، لا اريدك ان تفعلى مثل هذا الشئ مرة ثانية . متى وصلت ؟
-هذا الصباح 0
-حسنا انسة شاو ، يحسن بك ان تبدئى عملك فورا ، فامامنا ما يكفى من العمل 0
خلال النهار وجدت من الصعوبة ان تركز على اى شئ ، لم تكن مندهشة عندما تذمر مارك عدة مرات من بعض الاخطاء ، وقال معلقا : الامر واضح .... فعطلتك لم تفدك بشئ . وبما ان الساعة اصبحت اكثر من الخامسة اقترح ان تذهبى باكرا وتحاولى استرداد عافيتك على كل الاحوال لم اعد احتمل رؤيتك بهذه البلوزة المجعدة . ولمرة واحدة حاولى ان تفعلى ما اقوله لك . انسة شاو ، دون جدال !
وابتهجت سارة كثيرا عندما عادت الى الفندق لتجد ان عمها وزوجته قد عادا من عطلتهما القصيرة ، وامضت نصف ساعة تتحدث معهما . ثم صعدت الى غرفتها . وهناك كانت سعيدة لانها تتخلص من ثيابها المتجعدة ، وان تلتف بدثار خفيف ، قبل الحمام . ومن سوء الحظ انها عندما حاولت ان ترتاح قليلا على فراشها غطت فى النوم . كانت الساعة قد بلغت السابعة تقريبا عندما استفاقت لسماعها كلود يدق بابها 0
-هل انت هنا يا سارة ؟ هل هناك شئ ؟
وقفزت سارة عن السرير باضطراب وهى لا تزال تقف نائمة ، واسرعت الى الباب لتفتحه ، ووجدت كلود يتطلع اليها بانزعاج 0
-اوه .... يا الهى ! كم الساعة الان ؟
-قريب السابعة ، حبى . لقد اكتشفت لتوى انك لم تظهرى وهذا ليس من عادتك فاعتقدت انك مريضة ، او ربما اصبت بحادث ؟ باب ارسلنى هنا باقصى سرعة 0
-اوه .... انا اسفة كلود ، لم اقصد ان اغط فى النوم ، ولكننى امضيت اسبوعا مزعجا جدا 0
ولم تشعر بنفسها الا وقد انفجرت بالبكاء . واسرع كلود الى قربها فورا وهو يمسكها بين ذراعيه 0
-سارة ! ما الامر ؟ ليس هذا من عادتك ، يا صغيرتى ! هيا اخبرى صديقك القديم كلود 0
كلود كان عزيزا عليها ومعتادة عليه ، وتعلقت به سارة ببؤس . وهى تعلم انها لا تقدر ان تقول له كل شئ عما يسبب لها القلق ، ولكن ثقل همومها بدت وكأن من المستحيل ان تبقيها صامتة 0
وبعد فترة قصيرة جدلا لم يستطع كلود الا ان يدرك انها تحب ، على الرغم من انها لم تقل ذلك ، وان حبها من جانب واحد 0
-كفى يا عزيزتى . نادرا ما تكون الامر بالسوء الذى نظنه . اعدك بانك ستكونين سعيدة . لو انك فقط ....
-عذرا ! لا اريد مقاطعتكم 0
واجفلهما صوت مارك فينويك وهو يقف بالباب ، وافلتت سارة من بين ذراعى كلود ، غير ملاحظة الدموع التى لا زالت على وجنتيها البيضاوين . مارك هنا ، وينظر اليها وكأنها غريبة ! وجففت دموعها ، وتملكتها رغبة فى الانفجار بقهقهة هستيرية .
اذا كان راى مارك بها انها وضيعة سيصبح الان رايه اشد . وجالت نظرة كلود من واحد منهما الى الاخر وقال : انا من يجب ان تعذرانى . امامى عمل ، للاسف ، ساراك فيما بعد يا حبيبتى !
وخرج كلود ، وتطلع اليها مارك بقسوة . كلمة حبيبتى التى قالها كلود كانت تقف كالشعلة بينهما . وقال ببرود : لم يكن بحاجة الى الذهاب ، ما ساقوله لن يستغرق سوى دقيقة . لقد اتيت فقط لابلغك قرارا اتخذته بعد مغادرتك المكتب . فانا اعفيك من مركزك كسكرتيرة لى ابتداءا من نهاية هذا الاسبوع . هذا ما كنت ترغبين فيه ، كما اعتقد . لقد تدبرت شخصا اخر ليحل مكانك 0
-مارك ....
وتابع مارك وكانه لم يسمعها تتكلم 0
-يبدو ان الامر لم يتم حسب ما خططت . ولكنك ع8لى الاقل ستكونين سعيدة ، وتستطيعين التركيز على مصالحك هنا . واتوقع ان اراك صباحا كالعادة 0
فى الصباح ، شعرت بارتياح لان مارك وصل قبلها ، ولكنه خرج ثانية . ولن يعود الا فى وقت متاخر وترك لها رسالة يطلب منها ان تكون جاهزة لمرافقته فى امر له اهمية . حوالى الثالثة كانت مستعدة كما طلب ، واسرعت بالنزول الى حيث كان مارك ينتظرها فى سيارته . وعندما صعدت السيارة اندهشت لان مارك لم يكن يرافقه سائقه 0
غادرا كوفنترى ، وكالعادة لم تكن سارة متاكدة الى اين يذهبان ولم تحب ان تسال لان مارك بدا بعيدا بافكاره عنها ، بعد عدة اميال ، ولانها لازالت متعبة ، سمحت لافكارها بالاسترسال نحو الماضى ، وفى النهاية استسلمت للنوم . وعندما فتحت عينيها ثانية كانت السيارة تتارجح بهما فى الطريق الوعرة التى تقود الى بيت مارك الريفى . واستوت جالسة ، وحاولت التحدث بطريقة عادية ولكن صوتها خرج وكانه الهمس : لم نحن هنا ؟
-انتظرى وستعرفين !
وسحبت سارة نفسا عميقا ، دون ان تنظر اليه . لالزوم لان تتخذ موقفا حول شئ مضى مع الزمن . فقد يكون مارك سيتوقف فقط ليتفحص شيئا او ليحضر شيئا نسيه ، ولن يكون ذلك بالطبع بسبب الذكرى 0
وتوقفت السيارة امام البيت ، وتحرك مستديرا الى الناحية الاخرى وفتح لها الباب الى ان نزلت من السيارة 0
-من الافضل ان تدخلى ، فقد اتاخر 0
واخذ ذراعها دون مبالاة وقادها الى الممر القصير ، وعندما دخلا تركها فجاة واقفل الباب ، وتركها واقفة متوترة فى الردهة واختفى فى غرفة الجلوس 0
كانت الردهة دافئة بسبب شمس الربيع ، وبينما هى تنتظر بصمت ، تنامى اليها دون اى خطا ، صوت فرقعة الخطب ، هل كان مارك يشعل النار ؟ كم ينوى ان يبقى هنا ؟
وبدات رائحة الخشب المحترق تتسرب من الباب المفتوح ، ولكن بعد بضع دقائق عاد مارك ، ولم تكن سارة قد تحركت 0
-الن تتقدمى اكثر ؟
-افضل ان لا ادخل يا مارك !
وقبل ان تستطيع ايقاف الذعر الذى حاولت ان تسيطر عليه كان قد تغلب عليها . ولم تقدر ان تفعل شيئا ازاء هذا وتصاعد صوتها محموما وعيناها اسودتا بالم ظاهر 0
-ارجوك مارك ! لا اريد ان ابقى هنا ، ارجوك لا تجبرنى !
ولفترة طويلة لم يقل شيئا ، وبقيا يحدقان ببعضهما البعض ، وقد شحن الجو بالتوتر بينهما . ثم تقدم نحوها بخطوة واحدة وجذبها بقوة الى ما بين ذراعيه 0
-سارة .... سارة .... يا حبيبتى ، الا تعرفين كم اريدك ؟
وضمها الى صدره وهو يحدق بها 0
-هل تحبينى ؟
-نعم ! نعم يا مارك احبك . انت لا تدرى كم احبك !
وبدات تنشج متنقلة من السعادة الى الدموع 0
-سارة !
وحملها بين ذراعيه الى غرفة الجلوس ، واستمر فى ضمها اليه ، وكانما هى لا تقدر بثمن ليتركها ولو للحظة . وقال لها متمتما : انا اسف لو اننى كنت فظا معك . قد لا تفهمين ، ولكننى لم اكن اعرف ما افعل ، حاولت ان اكون منصفا معك ، لقد كنت صغيرة جدا ، يا حبى 0
-لم اشعر باننى صغيرة هكذا منذ وقت طويل 0
ودفنت راسها فى صدره الدافئ . لم يقل لها بعد انه يحبها ، ولكن بطريقة ما كانت تميل الى الامل ، والانتظار . القوة المنبعثة من ذراعيه كفيلة باقناعها ، ولكن اولا يجب ان تقنعه انها اصبحت كبيرة كفاية لتعرف ما تقرره بنفسها . ففى عينيه لا يزال هناك درجة من الشك 0
-مارك ، حبيبى لم اتيت بى الى هنا اليوم؟
-لاننى مؤمن انه المكان الوحيد حيث لايقاطعنا فيه احد . منذ ان اتيت الى كوفنترى ، بدا من المستحيل ان احصل عليك لنفسى بشكل تام ، دون ان يقف بيننا شئ او شخص ما . لذا قررت ان هذا البيت هو الجواب الوحيد 0
-ولكنك فى الليلة الماضية كنت .... كريها جدا !
-الليلة الماضية شعرت اننى كريه ، يا عزيزتى ، الى ان تحدثت مع عمك رينيه 0
-عمى رينيه ؟
-اجل ، العم رينيه ! ولكن قبل ان نبحث هذا ، اظن اننا يجب ان نعود الى البداية 0
كم كان رائعا العودة الى هنا ، الى ذراعى مارك ، ستقبل بهذا دون اى كلام اخر . ولكنها شعرت ان الامر مهم له ، ومجرد التفكير بالبداية جعل وجهها يشحب ، وجسدها يرتجف 0
-سارة ، تعلمين ان هذه هى الطريقة الوحيدة ، والا لما اقترحتها ، انا ايضا قد افكر باشياء اخرى ارغب فى فعلها بعد ان نحل كل مشاكلنا ، انوى ان اضمك واعانقك الى ان تتوسلى الى مطالبة الرحمة 0
-مارك فينويك ! ....
-اذكر .... كيف شعرت عندما رايتك اول مرة . منذ ذلك الوقت لم يعد قلبى كما كان 0
-ظننت اننى اثرت غضبك اكثر من اى شئ ؟
-لقد فعلت ذلك يا حبيبتى . اى اننى حاولت الاعتقاد هكذا . ولكننى حتى فى ذلك الوقت كنت غير مستعد ان اتخلى عنك . اتظنين اننى كنت ساسمح لمثل ذلك الوضع ان يتازم من اجل حقيبة صغيرة لو اننى ما كنت منجذبا لك ؟ حاولت اقناع نفسى بانها قضية جرّت الى قضية اخرى ، ولكننى كنت اعى تماما ان هذا غير صحيح 0
-عندما اتيت بى الى هنا ، اول مرة 0
-سارة ، لا تعرفين كم عانيت تلك الليلة ، لم اكن اؤمن ان شخصا ما يتمكن ان يكون بهذه البراءة ، لم اكن متحضرا للمشاعر القوية التى اثرتها فى كيانى ، لم اكن مستعدا للاعتراف . تركت نفسى اعتقد انك خدعتينى . ولكنك عندما تركتك امام النزل ، تملكتنى رغبة مجنونة بالعودة اليك واختطافك الى اقرب مكتب زواج مطالبا ان نتنزوج فورا 0
-ولكنك لم تفعل 0
-لا ، وبدلا عن ذلك ، امضيت اسبوعا كالجحيم ، فى الخارج ، واعنى ذلك حقيقة ، وعندما عدت كنت انوى التحدث عن المستقبل بجدية . لقد كنت صغيرة جدا وكنت مليئا بالشكوك ، ولكن فى الوقت نفسه لم استطع التخلى عنك . والحادثة التى وجدتك فيها مع ريتشارد كانت صدمة لى . كنت كشابة ميالة للتنقل من رجل الى رجل 0
-مارك ، انك لم تفكر بى هكذا ، صحيح ؟
-اظن اننى فعلت يومها . ولكن فيما بعد ، عندما انتزعت الحقيقة من ريتشارد ، ادركت مدى خطئى . لقد كان يعلم ان زوجته ستاتى تلك الليلة . وكانا على خلاف منذ مدة ، ولكن سيدته الجديدة لم ترغب فى التورط فى قضية الطلاق ووجد انه من الاسهل ان تقوم فتاة اخرى باثارة شقيقتى ، ولسوء الحظ كنت انت . الافضل ان تنسى الامر يا حبيبتى . لقد بدا لى الامر افضل فى ان اتركك تكبرين وتقابلين رجلا اخر 0
-وهكذا قررت التخلى عنى ؟
-اجل ، توصلت الى الاستنتاج بان ليس لدى بديل اخر . فالاستمرار بلقائك دون زواج منك ، سيقود الى شئ واحد ، ولم ارغب فى هذا لك 0
-ولكن بعد ثلاث سنوات يا مارك لماذا تركت الامر يطول ؟ الم يفت الاوان ؟
-ارجو ان لا يكون يا حبيبتى ، اعلم ان الوقت قد طال ، ولكننى كنت اعرف اين انت ، ولو لم اعرف تماما ماذا تفعلين . لقد تعمدت الانتظار لاترك لك فرصة تكوين حياة خاصة بك . وكنت لازلت صغيرة جدا اضافة الى انك لم تحاولى الاتصال بى ؟
-وكيف اتصل بك يا مارك ؟
-كل النساء اللواتى عرفتهن كن يتصلن بى بسهولة 0
-ولكنك عدت اخيرا 0
-اجل ، لم اجرؤ على ان امل ان تكونى انت من ذكرها جورج دنت لى . وعندما اكتشفت ذلك ، ظننت ان معظم مشاكلى قد انتهت ، ولكن لم يكن الامر بهذه السهولة 0
-كنت خائفة ان اتالم ثانية . كما اننى اعتقدت انك متورط مع الانسة جوريز . عندما لحقت بك الى لندن بناء لطلبك اعتقدت اننى من الافضل ان اموت 0
-سارة يا طفلتى ، اذن هذا ما كان يقلقك ؟ كان على ان اجاريها لان رئيس الشركة كان يفاوض اباها حول بعض الاسهم ، وطلب منى ان لا افعل شيئا يغضب دولريس . فى الواقع لم احبها ابدا ، وهى تعرف هذا
-لم تكن ابدا مهتما بى ، كان بامكانك اظهار اهتمام اكثر 0
-ربما كنت خائفا ، ولكننى سافعل فى المستقبل . ساكون زوجا غيورا ، يا حبيبتى ، لذا احذرى عندما نتزوج ....
-مارك ، لكنك لم تطلب منى الزواج بعد !
برقت عيناه وهو ينظر الى الذهول فى تعبيرها . ولكن روح المرح غادرت وجهه وتقدم ليضمها الى صدره وقال بصعوبة : لقد احببتك اكثر من الحياة نفسها يا سارة ،ولست وحدك من يشعر بالدوران فى راسه . لقد قلت لعمك اننى اريد الزواج منك ، واتمنى ان توافقين ؟
-اوه ، نعم يا مارك 0
وضمها بقوة اكثر ، وكانه سيحطم جسدها الرقيق ، وهمس : هل اؤلمك ؟
وهزت راسها بالنفى ، ولم تحاول تخليص نفسها ، وشد ذراعاه عليها بقوة اكبر ، حتى سعر انها تستسلم 0
-مارك ، احبك !
-حبيبتى تاخر الوقت بنا كم احب قضاء الليل كله هنا ، ولكنى وقد انتظرت كل تلك السنوات ، اظن اننى قادر على الانتظار بضع ايام اخرى 0
-لو طلبت منى البقاء ، لا اعتقد اننى قادرة على الرفض 0
-اعرف ذلك يا حبيبتى ، ولكننى لا اريدك ان تندمى ، ساصنع بعض القهوة ، وسنشربها امام النار قبل ذهابنا 0
-كما تريد 0
-ليس كما اريد يا سارة . ما رايك لو نقضى جزءا من شهر العسل هنا ، اول جزء منه ؟
شعرت ان اى مكان مع مارك سيكون الجنة ، ولكن فى البيت الريفى ستكون جنة خاصة ! ووافقت بفرحة 0
-بعدها ساخذك الى جزيرة اعرفها على شؤاطى اليونان ، حيث الشمس والبحر فقط ، وهذا يكفى ، لاننى لااريدك ان تهتمى باى شئ او باى احد سواى ، ليس قبل شهر او اثنين على الاقل
-انت رجل انانى بطبعك
-وانوى ان ابقى هكذا ، فيما يتعلق بك ، يا سارتى الجميلة
ورنت سارة اليه ، وقد اصبح قلبها فى عينيها ، غير قادرة على مقاومة الاغراء ، وجذبها اليه اكثر . لم تعد تهتم ماذا تفعل او اين تذهب طالما هى بقربه
-احبك يا مارك ! لقد احببتك منذ بداية البداية
وبتنهيدة صغيرة تعلقت به واغمضت عيناها واستسلمت للعناق
النــــــــــهـــــــــــــايــــــــة