عصفورة النار _ آن ميثر

By Moony_Ali

126K 2.4K 82

الملخص ذعرت سارة عندما علمت ان رئيسها الجديد هو مارك فينويك ، الرجل الذى وقعت فى حبه منذ ثلاث سنوات .... الرج... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع

الفصل العاشر والأخير

13.6K 337 45
By Moony_Ali

** لا تعرف كم احبك **

قررت سارة ان تعود الى كوفنترى فى الصباح التالى . فةى الواقع تستحق عطلة طويلة ، وقررت ان تاخذها . كان اليوم الجمعة ، وكانت تشك كثيرا فى ان يعود مارك قبل الاسبوع القادم . وخاصة ان السيد هارغريفز ناجح بعمله . ولن يكون امامها كثيرا لتفعله لذا ستتصل بجون وتخبره ما تنوى ان تفعله . ولن تتصل بمارك اذ سيبدو الامر وكانها تستاذنه . وهذا ما ترفضه 0

وبما انها كانت وضبت ثيابها فى الليلة السابقة لم يكن امامها كثيرا ما تفعل . والاشياء القليلة التى بقى لها ان تضعها فى الحقيبة دفعتها دفعا دون ترتيب ، وهى تعلم انها ستندم على هذا عندما تجد مكانا تقيم فيه . لم يعد يهمها شئ بعد الان ، ولكنها تامل هذه المرة ان تكون قد تعلمت دروسها ، وان تكون قادرة على نسيان مارك 0


فى الطابق السفلى وجدت الفطور جاهزا ورائحة القهوة تعبق فى الهواء . وترددت سارة ، فقد كانت متشوقة للذهاب قبل ان يصل احد لياخذها ، ولكنها لا ترغب فى اغضاب السيدة اوليفر التى كانت لطيفة جدا معها . وجلست الى المائدة على مضض ، واخذت تحتسى كوب من عصير الليمون . وحاولت تناول بعض الطعام الا انها لم تستطع ابتلاع اكثر من لقمة واحدة ، والتفتت الى السيدة اوليفر قائلة ، وهى تضغط يداها بشدة على فنجان القهوة 0

-شكرا سيدة اوليفر ، ارجو ان تبلغى الرجل الذى سياتى لاصطحابى اننى لن احتاج اليه . لقد قررت عدم العودة الى كوفنترى اليوم 0

-ولكن السيد فينويك لم يذكر هذا !

-لم اشاهده هذا الصباح لاقول له 0

-لو انك استيقظت ابكر بخمس دقائق لشاهدتيه 0

-لقد توقعت ان يكون تعبا بعد قضائه السهرة مع الانسة جوريز . هل تقيم هنا ؟

-لا انها لا تقيم هنا ، ولكنها ذكرت قبل ان تخرج امس مع مارك انها قد تفعل 0

ابتلعت سارة ما تبقى من قهوتها ووقفت ، وهزت يد السيدة اوليفر ، مودعة شاكرة لها لطفها معها 0


واستدعت سارة سيارة تاكسى ، اقلتها الى مسافة بعيدة عن المنزل ، ثم اتصلت بصديقتها غوين . وارتاحت عندما ردت غوين وبدت مغتبطة لان سارة هى التى اتصلت ، وبعد التحيات والسؤالات المعهودة ، ذكرت لها سارة انها ستقضى عطلة نهاية الاسبوع فى لندتن ، وسارعت غوين تعرض عليها ان تستضيفها ، ويبدو انها بعد ذهاب سارة تزوجت من ضابط بحرى ، وانه الان فى الخدمة 0

-لقد استطعنا لتونا الحصول على شقة فخمة يا حبيبتى ، ولكنها تحتاج لبعض الترتيب ، وسابدا هذا الاسبوع ، وهكذا تستطيعين مساعدتى
شقة غوين كانت اساسا فى حالة جيدة .وموقعها جميل ولكن من الواضح ان هناك الكثير من الديكورات الداخلية بحاجة للاصلاح . صباح السبت اختارتا ورق الجدران والدهانات ، وعملتا معا طوال نهاية الاسبوع ، وشعرت سارة انها غير قادرة على ترك غوين لوحدها وامامها الكثير لاتمامه . واستمرت سارة بالدهان بينما ذهبت غوين الى المكتب فى بداية الاسبوع . يوم الاربعاء قالت لها سارة انها يجب ان تعود الى كوفنترى صباح اليوم التالى 0


-لم الاحظ ان الكثير من الاسبوع قد مضى . واذا لم اذهب الان لن يكون لدى وظيفة اعود اليها 0

-وهل يهمك هذا كثيرا ؟

-ربما لا 0

-لانزال لا نفهم لماذا ذهب م . ف الى كوفنترى ، لا يزال الامر غامضا 0

-ما عدا انه سيتزوج 0

-يتزوج ؟ اوه .... حسنا اعتقد انك على صواب ، فالانسة غريغ مقتنعة ان هناك امرا . ولكن ان كان يلاحق الليدى غوديفا فهو لم يلتقطها بعد . من تعمل سكرتيرة له فى كوفنترى ؟

-انا 0

-انت ! لم اكن لاحزر هذا بنفسى ! انتظرى حتى اعود الى المكتب !

-ارجوك غوين . افضل ان لا تقولى شيئا . اتعلمين ، كنت سكرتيرة الرجل الذى يملك المؤسسة قبل شركة استرو ، وانا باقية هناك لاسابيع قليلة فقط حتى يركز السيد فينويك عمله هناك 0

-آه فهمت ....

وتمكنت سارة من ادارة دفة الحديث بسؤالها عن زوجها ، ولحسن الحظ استحوذ الحديث عنه كل وقت غوين قبل اى شئ اخر !

فى الصباح التالى وصلت سارة الى كونفنترى وذهبت راسا الى المكتب اذ انها لم تجد الوقت الكافى للعودة الى الفندق وتغيير ملابسها . الرسائل على مكتبها لم تتجاوز بريد يوم واحد وهذا يعنى ان سكرتيرة السيد هارغريفز كانت مشغولة جدا . كانت الساعة التاسعة ، وكان كل شئ منظما وما خلا بعض التحيات من بعض الموظفين بدا وكان احدا لم يلاحظ ان سارة كانت غائبة ، ولا انها عادت 0

مكتبها كان مهجورا ، كذلك مكتب مارك ، وذهبت الى غرفة ايداع المعاطف واستردت معطفها لتلبسه ، وعندما عادت الى المكتب وقفت امام طاولتها وتثاءبت ، ولكن لم يكن ذلك فى وقته ! فقد فتح باب المكتب الداخلى ليكشف عن مارك . كيف دخل الى هنا ؟ وعندما استطاعت التقاط انفاسها تمتمت : كيف .... اعنى متى اتيت ؟


-حوالى الوقت العادىة . هل اتجرا واسال اذا كنت قد اتيت لتبقى ام فى زيارة ؟

الامر اذا اسوا مما توقعت ! وسحبت سارة نفسا طويلا . لن تعتذر ليس له ! لم تستطع ان تفهم تماما كيف ترتجف وتفقد النطق تحت وطأة نظراته القاسية . وبسرعة حاولت ان تتماسك
-لا حاجة لان تتذمر هكذا ، اننى استحق تماما الايام التى تغيبت فيها . انا ....


وتقدم نحوها وكانما فجاة قد فقد اعصابه ، وامسكها بخشونة ، واسودت عيناه بغضب حتى انها انكمشت بفزع ، وهى متاكدة انه سيصفعها . واشتدت قبضته عليها تؤلمها 0

-للمرة الاولى فى حياتى ، يغرينى ان اسبب لامرأة ضررا جسديا ! ولكن هذا لن يكون الرد 0

وازاح يديه عن كتفيها وابتعد ، وكانما شعر بضرورة ان يكون هناك مسافة بينهما . وعندما استدار كان قد سيطر على نفسه ثانية ، ولكن غضبه لم يزل تماما 0

-لم تتساءلى ابدا كيف لى ان اتدبر امرى دون سكرتيرة بينما انت تتجولين فى لندن ؟ ورجعت وكانك تنامين فى الحديقة . مما يبدو عليك من ارهاق اقول بانك كنت تنامين فعلا فى الحدائق العامة ومع رفقة 0

كانت سارة ترتجف كثيرا حتى انها لم تقدر ان تتوقف 0

-ما من شك انك والانسة جوريز تعرفان طرقا متمدنة اخرى تلتقيان بها . اوه .... اعلم ذلك . انا لا اريد ان اذكرها ، ولكن هل هناك سبب يمنعنى من التمتع ؟ ها انت بالتاكيد تمتع نفسك كثيرا ؟

-لقد كنت قلقا عليك لا على الانسة جوريز . لم اكن اعرف اين انت ، وما كنت تفعلين 0

وتطلعت به سارة بذهول . بالتاكيد ، ليس بحاجة لان يدعى بانه كان قلقا عليها . او ربما لانه يعتبر نفسه ببساطة مسؤولا عن موظفيه ، وخاصة عندما يؤثر الامر على راحته الخاصة ، ووجدت نفسها تعترف : كنت اساعد غوين .... تعرلفها ، من المحاسبة ، كانت صديقتى ، لقد تزوجت وكنت اساعدها على ترتيب شقتها . زوجها فى البحرية ، وترغب فى تحضير الشقة قبل ان يعود 0

-فهمت .... لو انك بقيت هناك لوقت اطول لعدت منهوكة ، لا اريدك ان تفعلى مثل هذا الشئ مرة ثانية . متى وصلت ؟

-هذا الصباح 0

-حسنا انسة شاو ، يحسن بك ان تبدئى عملك فورا ، فامامنا ما يكفى من العمل 0

خلال النهار وجدت من الصعوبة ان تركز على اى شئ ، لم تكن مندهشة عندما تذمر مارك عدة مرات من بعض الاخطاء ، وقال معلقا : الامر واضح .... فعطلتك لم تفدك بشئ . وبما ان الساعة اصبحت اكثر من الخامسة اقترح ان تذهبى باكرا وتحاولى استرداد عافيتك على كل الاحوال لم اعد احتمل رؤيتك بهذه البلوزة المجعدة . ولمرة واحدة حاولى ان تفعلى ما اقوله لك . انسة شاو ، دون جدال !

وابتهجت سارة كثيرا عندما عادت الى الفندق لتجد ان عمها وزوجته قد عادا من عطلتهما القصيرة ، وامضت نصف ساعة تتحدث معهما . ثم صعدت الى غرفتها . وهناك كانت سعيدة لانها تتخلص من ثيابها المتجعدة ، وان تلتف بدثار خفيف ، قبل الحمام . ومن سوء الحظ انها عندما حاولت ان ترتاح قليلا على فراشها غطت فى النوم . كانت الساعة قد بلغت السابعة تقريبا عندما استفاقت لسماعها كلود يدق بابها 0

-هل انت هنا يا سارة ؟ هل هناك شئ ؟


وقفزت سارة عن السرير باضطراب وهى لا تزال تقف نائمة ، واسرعت الى الباب لتفتحه ، ووجدت كلود يتطلع اليها بانزعاج 0

-اوه .... يا الهى ! كم الساعة الان ؟

-قريب السابعة ، حبى . لقد اكتشفت لتوى انك لم تظهرى وهذا ليس من عادتك فاعتقدت انك مريضة ، او ربما اصبت بحادث ؟ باب ارسلنى هنا باقصى سرعة 0

-اوه .... انا اسفة كلود ، لم اقصد ان اغط فى النوم ، ولكننى امضيت اسبوعا مزعجا جدا 0

ولم تشعر بنفسها الا وقد انفجرت بالبكاء . واسرع كلود الى قربها فورا وهو يمسكها بين ذراعيه 0

-سارة ! ما الامر ؟ ليس هذا من عادتك ، يا صغيرتى ! هيا اخبرى صديقك القديم كلود 0


كلود كان عزيزا عليها ومعتادة عليه ، وتعلقت به سارة ببؤس . وهى تعلم انها لا تقدر ان تقول له كل شئ عما يسبب لها القلق ، ولكن ثقل همومها بدت وكأن من المستحيل ان تبقيها صامتة 0

وبعد فترة قصيرة جدلا لم يستطع كلود الا ان يدرك انها تحب ، على الرغم من انها لم تقل ذلك ، وان حبها من جانب واحد 0

-كفى يا عزيزتى . نادرا ما تكون الامر بالسوء الذى نظنه . اعدك بانك ستكونين سعيدة . لو انك فقط ....

-عذرا ! لا اريد مقاطعتكم 0

واجفلهما صوت مارك فينويك وهو يقف بالباب ، وافلتت سارة من بين ذراعى كلود ، غير ملاحظة الدموع التى لا زالت على وجنتيها البيضاوين . مارك هنا ، وينظر اليها وكأنها غريبة ! وجففت دموعها ، وتملكتها رغبة فى الانفجار بقهقهة هستيرية .

اذا كان راى مارك بها انها وضيعة سيصبح الان رايه اشد . وجالت نظرة كلود من واحد منهما الى الاخر وقال : انا من يجب ان تعذرانى . امامى عمل ، للاسف ، ساراك فيما بعد يا حبيبتى !

وخرج كلود ، وتطلع اليها مارك بقسوة . كلمة حبيبتى التى قالها كلود كانت تقف كالشعلة بينهما . وقال ببرود : لم يكن بحاجة الى الذهاب ، ما ساقوله لن يستغرق سوى دقيقة . لقد اتيت فقط لابلغك قرارا اتخذته بعد مغادرتك المكتب . فانا اعفيك من مركزك كسكرتيرة لى ابتداءا من نهاية هذا الاسبوع . هذا ما كنت ترغبين فيه ، كما اعتقد . لقد تدبرت شخصا اخر ليحل مكانك 0

-مارك ....

وتابع مارك وكانه لم يسمعها تتكلم 0

-يبدو ان الامر لم يتم حسب ما خططت . ولكنك ع8لى الاقل ستكونين سعيدة ، وتستطيعين التركيز على مصالحك هنا . واتوقع ان اراك صباحا كالعادة 0

فى الصباح ، شعرت بارتياح لان مارك وصل قبلها ، ولكنه خرج ثانية . ولن يعود الا فى وقت متاخر وترك لها رسالة يطلب منها ان تكون جاهزة لمرافقته فى امر له اهمية . حوالى الثالثة كانت مستعدة كما طلب ، واسرعت بالنزول الى حيث كان مارك ينتظرها فى سيارته . وعندما صعدت السيارة اندهشت لان مارك لم يكن يرافقه سائقه 0

غادرا كوفنترى ، وكالعادة لم تكن سارة متاكدة الى اين يذهبان ولم تحب ان تسال لان مارك بدا بعيدا بافكاره عنها ، بعد عدة اميال ، ولانها لازالت متعبة ، سمحت لافكارها بالاسترسال نحو الماضى ، وفى النهاية استسلمت للنوم . وعندما فتحت عينيها ثانية كانت السيارة تتارجح بهما فى الطريق الوعرة التى تقود الى بيت مارك الريفى . واستوت جالسة ، وحاولت التحدث بطريقة عادية ولكن صوتها خرج وكانه الهمس : لم نحن هنا ؟

-انتظرى وستعرفين !
وسحبت سارة نفسا عميقا ، دون ان تنظر اليه . لالزوم لان تتخذ موقفا حول شئ مضى مع الزمن . فقد يكون مارك سيتوقف فقط ليتفحص شيئا او ليحضر شيئا نسيه ، ولن يكون ذلك بالطبع بسبب الذكرى 0

وتوقفت السيارة امام البيت ، وتحرك مستديرا الى الناحية الاخرى وفتح لها الباب الى ان نزلت من السيارة 0

-من الافضل ان تدخلى ، فقد اتاخر 0

واخذ ذراعها دون مبالاة وقادها الى الممر القصير ، وعندما دخلا تركها فجاة واقفل الباب ، وتركها واقفة متوترة فى الردهة واختفى فى غرفة الجلوس 0


كانت الردهة دافئة بسبب شمس الربيع ، وبينما هى تنتظر بصمت ، تنامى اليها دون اى خطا ، صوت فرقعة الخطب ، هل كان مارك يشعل النار ؟ كم ينوى ان يبقى هنا ؟

وبدات رائحة الخشب المحترق تتسرب من الباب المفتوح ، ولكن بعد بضع دقائق عاد مارك ، ولم تكن سارة قد تحركت 0

-الن تتقدمى اكثر ؟

-افضل ان لا ادخل يا مارك !

وقبل ان تستطيع ايقاف الذعر الذى حاولت ان تسيطر عليه كان قد تغلب عليها . ولم تقدر ان تفعل شيئا ازاء هذا وتصاعد صوتها محموما وعيناها اسودتا بالم ظاهر 0

-ارجوك مارك ! لا اريد ان ابقى هنا ، ارجوك لا تجبرنى !

ولفترة طويلة لم يقل شيئا ، وبقيا يحدقان ببعضهما البعض ، وقد شحن الجو بالتوتر بينهما . ثم تقدم نحوها بخطوة واحدة وجذبها بقوة الى ما بين ذراعيه 0

-سارة .... سارة .... يا حبيبتى ، الا تعرفين كم اريدك ؟

وضمها الى صدره وهو يحدق بها 0

-هل تحبينى ؟

-نعم ! نعم يا مارك احبك . انت لا تدرى كم احبك !

وبدات تنشج متنقلة من السعادة الى الدموع 0


-سارة !

وحملها بين ذراعيه الى غرفة الجلوس ، واستمر فى ضمها اليه ، وكانما هى لا تقدر بثمن ليتركها ولو للحظة . وقال لها متمتما : انا اسف لو اننى كنت فظا معك . قد لا تفهمين ، ولكننى لم اكن اعرف ما افعل ، حاولت ان اكون منصفا معك ، لقد كنت صغيرة جدا ، يا حبى 0

-لم اشعر باننى صغيرة هكذا منذ وقت طويل 0

ودفنت راسها فى صدره الدافئ . لم يقل لها بعد انه يحبها ، ولكن بطريقة ما كانت تميل الى الامل ، والانتظار . القوة المنبعثة من ذراعيه كفيلة باقناعها ، ولكن اولا يجب ان تقنعه انها اصبحت كبيرة كفاية لتعرف ما تقرره بنفسها . ففى عينيه لا يزال هناك درجة من الشك 0

-مارك ، حبيبى لم اتيت بى الى هنا اليوم؟

-لاننى مؤمن انه المكان الوحيد حيث لايقاطعنا فيه احد . منذ ان اتيت الى كوفنترى ، بدا من المستحيل ان احصل عليك لنفسى بشكل تام ، دون ان يقف بيننا شئ او شخص ما . لذا قررت ان هذا البيت هو الجواب الوحيد 0

-ولكنك فى الليلة الماضية كنت .... كريها جدا !


-الليلة الماضية شعرت اننى كريه ، يا عزيزتى ، الى ان تحدثت مع عمك رينيه 0

-عمى رينيه ؟

-اجل ، العم رينيه ! ولكن قبل ان نبحث هذا ، اظن اننا يجب ان نعود الى البداية 0

كم كان رائعا العودة الى هنا ، الى ذراعى مارك ، ستقبل بهذا دون اى كلام اخر . ولكنها شعرت ان الامر مهم له ، ومجرد التفكير بالبداية جعل وجهها يشحب ، وجسدها يرتجف 0

-سارة ، تعلمين ان هذه هى الطريقة الوحيدة ، والا لما اقترحتها ، انا ايضا قد افكر باشياء اخرى ارغب فى فعلها بعد ان نحل كل مشاكلنا ، انوى ان اضمك واعانقك الى ان تتوسلى الى مطالبة الرحمة 0

-مارك فينويك ! ....

-اذكر .... كيف شعرت عندما رايتك اول مرة . منذ ذلك الوقت لم يعد قلبى كما كان 0

-ظننت اننى اثرت غضبك اكثر من اى شئ ؟

-لقد فعلت ذلك يا حبيبتى . اى اننى حاولت الاعتقاد هكذا . ولكننى حتى فى ذلك الوقت كنت غير مستعد ان اتخلى عنك . اتظنين اننى كنت ساسمح لمثل ذلك الوضع ان يتازم من اجل حقيبة صغيرة لو اننى ما كنت منجذبا لك ؟ حاولت اقناع نفسى بانها قضية جرّت الى قضية اخرى ، ولكننى كنت اعى تماما ان هذا غير صحيح 0

-عندما اتيت بى الى هنا ، اول مرة 0


-سارة ، لا تعرفين كم عانيت تلك الليلة ، لم اكن اؤمن ان شخصا ما يتمكن ان يكون بهذه البراءة ، لم اكن متحضرا للمشاعر القوية التى اثرتها فى كيانى ، لم اكن مستعدا للاعتراف . تركت نفسى اعتقد انك خدعتينى . ولكنك عندما تركتك امام النزل ، تملكتنى رغبة مجنونة بالعودة اليك واختطافك الى اقرب مكتب زواج مطالبا ان نتنزوج فورا 0

-ولكنك لم تفعل 0

-لا ، وبدلا عن ذلك ، امضيت اسبوعا كالجحيم ، فى الخارج ، واعنى ذلك حقيقة ، وعندما عدت كنت انوى التحدث عن المستقبل بجدية . لقد كنت صغيرة جدا وكنت مليئا بالشكوك ، ولكن فى الوقت نفسه لم استطع التخلى عنك . والحادثة التى وجدتك فيها مع ريتشارد كانت صدمة لى . كنت كشابة ميالة للتنقل من رجل الى رجل 0

-مارك ، انك لم تفكر بى هكذا ، صحيح ؟

-اظن اننى فعلت يومها . ولكن فيما بعد ، عندما انتزعت الحقيقة من ريتشارد ، ادركت مدى خطئى . لقد كان يعلم ان زوجته ستاتى تلك الليلة . وكانا على خلاف منذ مدة ، ولكن سيدته الجديدة لم ترغب فى التورط فى قضية الطلاق ووجد انه من الاسهل ان تقوم فتاة اخرى باثارة شقيقتى ، ولسوء الحظ كنت انت . الافضل ان تنسى الامر يا حبيبتى . لقد بدا لى الامر افضل فى ان اتركك تكبرين وتقابلين رجلا اخر 0
-وهكذا قررت التخلى عنى ؟

-اجل ، توصلت الى الاستنتاج بان ليس لدى بديل اخر . فالاستمرار بلقائك دون زواج منك ، سيقود الى شئ واحد ، ولم ارغب فى هذا لك 0

-ولكن بعد ثلاث سنوات يا مارك لماذا تركت الامر يطول ؟ الم يفت الاوان ؟

-ارجو ان لا يكون يا حبيبتى ، اعلم ان الوقت قد طال ، ولكننى كنت اعرف اين انت ، ولو لم اعرف تماما ماذا تفعلين . لقد تعمدت الانتظار لاترك لك فرصة تكوين حياة خاصة بك . وكنت لازلت صغيرة جدا اضافة الى انك لم تحاولى الاتصال بى ؟


-وكيف اتصل بك يا مارك ؟

-كل النساء اللواتى عرفتهن كن يتصلن بى بسهولة 0

-ولكنك عدت اخيرا 0

-اجل ، لم اجرؤ على ان امل ان تكونى انت من ذكرها جورج دنت لى . وعندما اكتشفت ذلك ، ظننت ان معظم مشاكلى قد انتهت ، ولكن لم يكن الامر بهذه السهولة 0

-كنت خائفة ان اتالم ثانية . كما اننى اعتقدت انك متورط مع الانسة جوريز . عندما لحقت بك الى لندن بناء لطلبك اعتقدت اننى من الافضل ان اموت 0

-سارة يا طفلتى ، اذن هذا ما كان يقلقك ؟ كان على ان اجاريها لان رئيس الشركة كان يفاوض اباها حول بعض الاسهم ، وطلب منى ان لا افعل شيئا يغضب دولريس . فى الواقع لم احبها ابدا ، وهى تعرف هذا
-لم تكن ابدا مهتما بى ، كان بامكانك اظهار اهتمام اكثر 0

-ربما كنت خائفا ، ولكننى سافعل فى المستقبل . ساكون زوجا غيورا ، يا حبيبتى ، لذا احذرى عندما نتزوج ....

-مارك ، لكنك لم تطلب منى الزواج بعد !

برقت عيناه وهو ينظر الى الذهول فى تعبيرها . ولكن روح المرح غادرت وجهه وتقدم ليضمها الى صدره وقال بصعوبة : لقد احببتك اكثر من الحياة نفسها يا سارة ،ولست وحدك من يشعر بالدوران فى راسه . لقد قلت لعمك اننى اريد الزواج منك ، واتمنى ان توافقين ؟


-اوه ، نعم يا مارك 0

وضمها بقوة اكثر ، وكانه سيحطم جسدها الرقيق ، وهمس : هل اؤلمك ؟

وهزت راسها بالنفى ، ولم تحاول تخليص نفسها ، وشد ذراعاه عليها بقوة اكبر ، حتى سعر انها تستسلم 0

-مارك ، احبك !

-حبيبتى تاخر الوقت بنا كم احب قضاء الليل كله هنا ، ولكنى وقد انتظرت كل تلك السنوات ، اظن اننى قادر على الانتظار بضع ايام اخرى 0

-لو طلبت منى البقاء ، لا اعتقد اننى قادرة على الرفض 0

-اعرف ذلك يا حبيبتى ، ولكننى لا اريدك ان تندمى ، ساصنع بعض القهوة ، وسنشربها امام النار قبل ذهابنا 0

-كما تريد 0

-ليس كما اريد يا سارة . ما رايك لو نقضى جزءا من شهر العسل هنا ، اول جزء منه ؟

شعرت ان اى مكان مع مارك سيكون الجنة ، ولكن فى البيت الريفى ستكون جنة خاصة ! ووافقت بفرحة 0

-بعدها ساخذك الى جزيرة اعرفها على شؤاطى اليونان ، حيث الشمس والبحر فقط ، وهذا يكفى ، لاننى لااريدك ان تهتمى باى شئ او باى احد سواى ، ليس قبل شهر او اثنين على الاقل
-انت رجل انانى بطبعك
-وانوى ان ابقى هكذا ، فيما يتعلق بك ، يا سارتى الجميلة
ورنت سارة اليه ، وقد اصبح قلبها فى عينيها ، غير قادرة على مقاومة الاغراء ، وجذبها اليه اكثر . لم تعد تهتم ماذا تفعل او اين تذهب طالما هى بقربه
-احبك يا مارك ! لقد احببتك منذ بداية البداية
وبتنهيدة صغيرة تعلقت به واغمضت عيناها واستسلمت للعناق


النــــــــــهـــــــــــــايــــــــة

Continue Reading

You'll Also Like

48.2K 1.2K 9
كانت ميغان تملك كل شيء تريده, عملا جيدا تمتعت بالقيام به وعائلة رائعة وخطيبا,اخبرها الجميع بأنه سيكون زوجا صالحا ومهتما. لكن فجأة انهار عالمها هذا, و...
26.6K 1K 30
أنت فتاة: ك رياح الشتاء: باردة ،مؤلمة ،قوية ك أزهار الربيع: جميلة، دافئة، تبعث ألامل ك أوراق الخريف: متساقطة، خفيفة ، ضعيفة ك ألشمس والقمر في الصيف:...
95.1K 1.9K 10
القصةلايفهم الوردة إلا وردة..لهذاعملت إيبرل ساوندز بستانية تزرع الورد و تعطيها حبها و حنانها،لكن غرايغ بكوستر سيد المزرعة يريدها وردةأخرى في مجموعته...
667K 22.8K 36
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...