عصفورة النار _ آن ميثر

By Moony_Ali

125K 2.4K 82

الملخص ذعرت سارة عندما علمت ان رئيسها الجديد هو مارك فينويك ، الرجل الذى وقعت فى حبه منذ ثلاث سنوات .... الرج... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر والأخير

الفصل الأول

24.8K 316 4
By Moony_Ali

** نافذة على الماضى **

احتقن وجه سارة شاو ، هذا شئ لا يذكر انه حدث لها منذ زمن بعيد ، واكمدت عيناها وهى تقول : كنت اتمنى لو انك اعلمتنى مسبقا بالامر يا سيد دنت ، فليس من الانصاف ان ترمى الانباء فى وجه الاخرين !
وتطلع جورج دنت بدهشة ، فقد تم كل شئ فى المرحلة الاخيرة من التسلم والتسليم بسهولة . والسير دايفد ومجلس ادارته لم يناقشوا التفاصيل كثيرا . وذلك عائد دون شك الى واقع ان المدير الادارى لدى السير دايفد ، مارك فينويك ، هو رجل قدير ذو ذكاء لامع ، وعلى المام بادق الشؤون التى تخص شركة جورج دنت
وتنهد جورج وهو يتامل وجه سكرتيرته الشابة سارة المضطرب بشكل غير عادي
بسبب جهد مارك فينويك تم استلام شركة جورج بسهولة رائعة . صحيح ان الطريقة التى سينهى بها حياته العملية ، بان تستولى شركة ضخمة مثل شركة " استرو كاميكالز " على شركته ، هى طريقة غير مرضية ، على الرغم من ان المبلغ المدفوع كان يفوق ما تخيله . ولا يستطيع الانكار انه كان يفضل ان يبقى مرفوع الراية حتى النهاية . على كل الاحوال ، ولانه لا عائلة له يتركها لهم ، ومنفصل عن ابنه السئ السمعة الذى نادرا ما تلتقيه ، فان الامر هكذا افضل له
وخاطب سارة بلهجة مرحة لطيفة : اسف يا سارة لانك تشعرين ان من اللازم ان استشيرك . ولكنها ليست غلطتى لوحدى . فقد اصرت شركة استرو على السرية المطلقة حتى يتم كل شئ . ولم اكن فى وضع استطيع معارضتهم .
وعضت سارة شفتها اذ لازالت متوترة ، وجورج كان دائما لطيفا معها . وهزت راسها قائلة : يصعب على كبريائى قبول الامر . كما يصعب على اننى لم اكن اعلم بما يجرى . ولكن من المفترض بالسكرتيرة الجيدة ان تعلم حتى بما يفكر به رئيسها ! ولست متاكدة من اننى ارغب فى البقاء مع رئيس جديد يا سيد دنت
-سارة ! كلنا لا نحب التغيير . انت سعيدة معى لانك تعرفين طريقة عملى . ولقد علمتك الكثير ، كما انك تعرفين كل شئ عن الشركة مثلى تماما . ولهذا السبب بالذات ترغب بك شركة " استرو كاميكالز "
وابتسم جورج لها ابتسامة من لا يوافق على رايها وتابع : من الصعب استبدالك فورا . ولو اننى قبلت بالبقاء فى مركزى لما تغير شئ . ولكننى قررت التقاعد . وشركة استرو ترغب فى ان يسير كل شئ
بسهولة قدر المستطاع . ومارك فينويك يعجبنى ، فقد امضى فترة طويلة فى الخارج ، وهو لا يحب ان يبدد الوقت سدى على شئ جديد عليه
-مديرهم الادارى هذا .....
وترددت وقد تعرقت يداها وشعرت انها غير قادرة على لفظ اسمه
-اليس من الافضل لشركة مثل " استرو كاميكالز " ان ترسل شخصا اقل منه رتبة ؟
فور تفوهها بهذا القول شعرت انها اخطات فلجورج دنت كبرياؤه ، هو حساس جدا فى هذه الايام . ولكنه قال لها بهدوء : بالطبع ، ولكنه لا ينوى البقاء بصورة دائمة . ومؤسسته كبيرة على الرغم من سجلها السئ الحظ خلال الستين الماضيتين ، والامر يبدو وكانه تحد لرجل مثل فينويك ، والشخص الذى سيثق به سيكون اهلا لهذه الثقة . وستكونين مساعدة عظيمة له . فهو بحاجة الى شخص مثلك ليعمل كنوع من مخفف الصدمات عنه ، ويتعامل مع المتطلبات الكبيرة التى سيواجهها على الاقل فى الستة اشهر الاولى
ومرة اخرى شعرت سارة بصعوبة فى تنفسها وهى تقول : هل .... هل سال عن اسمى ؟
-لا ، وكان من الافضل لى ان اذكره عندما كنت اصف له مقدرتك ، امل ان لا تجدى صعوبة معه يا سارة !
-ولكن ستة اشهر ؟
وبدا كلامها يائسا حتى فى اذنيها ، ولم يلاحظ ذلك ، ولم يكن حتى يستطيع ان يخمن لماذا ! وقطب حاجبيه فى اول اشارة لنفاذ صبره
-انها ليست فترة طويلة يا فتاتى . واكد لى مارك فينويك انه سيعتنى بك جيدا ، وانت تعرفين ماذا يعنى لى ذلك التجول اضافة الى ذلك سيكون وضعك افضل
وهزت سارة راسها يائسة ، وهى تشعر ان التيار قد جرفها نحو رجل لم تكن تريد ابدا ان تراه مرة اخرى
-انا فقط . لا احب فكرة العمل مع غريب . ليس مع رجل من هذا النوع على كل الاحوال
-اظن انك ستفعلين ، فلديك عقل ممتاز ، وسيدفعك هذا الى الامام اذا استفدت من الفرصة . هل تعرفين الرجل ؟
وازدادت حدة نظرته ، وكانما ظهر له شئ ما فى وجه سارة الممتقع ، وانعم التفكير ورجع بذاكراته الى الوراء
-لقد عملت سابقا فى مؤسسة ما فى لندن اليس كذلك يا سارة قبل ان تاتى الى هنا ؟
-فى الحقيقة كانت شركة " استرو كاميكالز " التى عملت فيها
-يا الهى ، اظن انك اخبرتنى من قبل وقد نسيت
-لا تهتم بالامر ، على الاقل تركتهم بمحض ارادتى
وبد عليه الارتياح ، دون ان يلاحظ اضطرابها
-اظن ان مركزك كان صغيرا ، كما اظن انك لم تقتربى ابدا من الادارة العليا ، انا افهم الان ماذا يقلقك . ولكن لا اظن انك يجب ان تذكرى هذا للسيد فيونيك الا ااذ كنت راغبة فى ذلك.
وتهدج صوتها ، وشعرت بالالم مرة اخرى . فالشقاء القديم الذى املت بانها نسيته ، عاد الى البروز بسرعة فى حياتها
-انا ..... انا فى الواقع قابلت بعض من فى القمة . لقد تبادلت بعضا من الحديث مع مارك فيونيك ، واظن اننى لم اعجبه ، لذا لا اعتقد انها فكرة جيدة ان ابقى هنا واعمل معه .
-الفتيان عادة شديدو التاثر يا سارة .... ولا اظن ان رجلا مثل فينويك ما زال يذكرك ، واظن انه نسى كل شئ عنك بعد خمس دقائق . وبماذا تحدثتم ؟ لم اكن اظن ان رجلا فى مركزه يتصل بالموظفين الادنى رتبة
-معك حق
وبذلت سارة جهدا كبيرا لتتظاهر انها لم تلاحظ سؤاله الاخير . وترددت برهة ، وعندما بدا ان جورج سيعيد السؤال سارعت للقول : ايامى فى لندن كانت قصيرة ، واصبحت الان من الماضى . وانا قادرة على فصل الاشياء عن بعضها . ساحاول البقاء الى ان يستطيع السير فينويك الاستقرار هنا ، ولكننى لا اضمن قبوله بي.
-هذا امر منصف ، بعض الاحيان من المفيد مواجة الاحداث الماضية ، فقد تجدين انها غير ذات تاثير ، وتستطيعين نسيانها . وانا متاكد ان مارك فينويك يفضل العمل مع التحدى ، هذا اذا استطعت المحافظة على نفسك

واطلقت سارة ضحكة بدت رقيقة ومرحة ، عكس ما كانت تشعر به

-اقدر لك اهتمامك بى سيد دنت ، ولكن لا تقلق ، فانا اذكر القليل عن سمعة السيد فينويك . على كل قد يكون الان متزوجا ومستقرا

واخذت سارة تفكر وهى فى طريقها ذلك المساء الى منزلها . لقد كانت صدمة كبيرة لها عندما علمت ، بعد عودتها من الاجازة ، ان جورج قد باع الشركة وسيتقاعد . اضافة الى صدمة اخرى بان الشركة قد اصبحت ملكا " لاسترو كاميكاليز " وادركت انها لا تستطيع عمل شئ بهذا الخصوص كما لا تستطيع تغيير الماضى

للسنتين او الثلاث الماضية كانت تعيش مع عمها وزوجته فى فندقهما على مشارف المدينة . وهى تحب ان تقول ان هذا المكان فى الضواحى ، ولكنه فى الحقيقة قريب كفاية من مكان عملها . وحاولت ان تقنع نفسها بانها تتمتع بالعيش فى الفندق ، حيث هناك تسهيلات اكثر مما تستطيع ان تجده فى المساكن الاخرى . ولكنها كانت تعلم احيانا انها تشتهى ان يكون لها منزل عادى . جدها ، هو الذى اسس هذا الفندق ، بعد ان رجع من فرنسا وتزوج فتاة فرنسية . ابنه الاكبر ، عم سارة ، رينيه ، هو المسؤول عن الفندق الان ، وقد وسع اجنحته حتى اصبح يحتوى على مئة غرفة ، ولم تكن سارة تعيش في شقة العائلة لانها كانت مزدحمة بعمها وزوجته وولديهما . بل كانت تعيش فى غرفة صغيرة على سطح الفندق ، حيث تصر على دفع مبلغ صغير كل اسبوع ، وتعوض عن هذا المبلغ الصغير بالمساعدة ليلا عندما يكون الموظفون قلة . وقطبت سارة ، وتذكرت كم كانت تواقة منذ ثلاث سنوات لتغادر هذا المكان وتجرب حظها فى لندن ، وكيف انها انسلت خفية ، تقريبا ، بعد ذلك عائدة اليه لتخفى قلبها المحطم . ولم تعد الان صغيرة ، كما كانت الفتاة ذات الثمانية عشر
بعد ان التقت سارة بعمها وزوجته خاجين الى حفلة زفاف ، ووعدتهما بالانتباة لاعمال الفندق فى غيابهما ، صعدت الى غرفتها . كانت الغرفة هادئة ، ودخلتها وادارت المفتاح لتقفلها جيدا خلفها ، هاهى اخيرا قد حصلت على خلوة ، الفرصة التى سعت اليها لتلعق جرحا اعتبرت لمدة طويلة انه التأم . وكان من الممكن ان يبقى هكذا لو ان المقابلة الاخيرة مع جورج لم تعد نكته
لم تلاحظ سارة تماما نصف التنهيدة التى صعدت الى حلقها ، بينما كانت تخلع ثيابها لتغتسل ، وتتركها مكومة دون ترتيب تحت قدميها ، وهذا الشئ لا تفعله عادة . والقت بعض الصابون فى الماء الساخن وهى ترتجف ، قبل ان تكمل خلع ما تبقى من ملابسها . ولكنها تذكرت يدا اخرى الى جانب يدها كانت تقوم بالشئ نفسه .... ولكن هذه اليد لم تكن يدا رقيقة
يده .... وبتنهيدة خافتة ، انزلقت تحت الماء الدافئ ، غير قادرة على عمل اى شئ سوى ان تترك افكارها الغريزية تحملها الى الماضى !

يومها ، قال عمها رينيه بقلق : لا اعتقد انها فكرة جيدة ان تذهبى الى لندن ، كان من المقرر ان تعملى هنا ، لا ارى سببا لتغيير فكرك ، اعلم انك فقدت والديك لتوك سارة ، وهذا ما يزعجك دون شك ، ولكن الن تكونا سعيدين لمعرفتهما انك هنا معنا بامان ؟

كم هو محبب العم رينيه بايمانه بالحياة الاخرى !
وشعرت سارة فى تلك اللحظة بدموع التاثر تلسع عيناها ، كان يشبه والدها باشياء كثيرة ، وزوجته لوريتا لطيفة ايضا ، ولم تكن تتمنى ان يكون لها اقارب الطف منهما ، ولكنهما لم يفهما لماذا شعرت بانها يجب عليها ان تذهب . فكلما نظرت الى عمها رينيه تذكرت والدها ، وعندما يكون مع زوجته تتذكر والديها . وكان الامر يتكرر ، بحيث ان الالم لم يخف حتى بعد مرور عدة اسابيع . بعض الاحيان كانت تشعر بحاجتها لان تكون على مقربة من شخص ما يحتضنها ويخفف الامها ، مع انها كانت تشعر بالخجل من الفكرة ، ولكن لا عمها ولا زوجته كانا من النوع العاطفى تماما مثل والديها . وقد يحرجهما ، كما كانت تعتقد ، ان تسعى الى الدفء برمى ذراعيها والتعلق بهما . وكان من الافضل للجميع ان تذهب بعيدا ، ولو حتى الى حين تستطيع تجميع قواها . فى لندن الكبيرة الصاخبة المزدحمة قد تجد النسيان

وتنهدت السيدة لوريتا ، وعيناها تتفحصان سارة

-لو انك اكثر وضوحا يا صغيرتى .... ساسمح لك بالذهاب يا طفلتى اذا وعدتنى بان تاخذى معك ثيابا مناسبة ، فقد يكون من الصعب عليك ان تتعودى على الحياة فى مدينة كبيرة دون الاضطرار لتجنب قطعان من الشباب الطامعين !

وبدا هذا الكلام من سيدة حادة الذكاء سخيفا ، وتفهمت سارة مخاوف قريبتها ، ولكنها شعرت انها لا تستطيع الموافقة معها . فهى كانت حتى الان تتهرب من اى علاقة رومنسية ، ربما ذلك عائد الى شدة صرامة والدها النصف فرنسى . وسبب لها تصور ملاحقة الشباب لها ابتسامة خفيفة ، وفكرة ان تكون التنورة الصوفية الطويلة التى سترتديها هى الرادع لهؤلاء الشباب عن ملاحقتها . وانقلبت الابتسامة الى ضحكة خافتة !
وسرعان ما انتبهت لنفسها ، وفرض شعور الادب نفسه عليها
-لا استطيع التفكير باى شئ فى مثل هذه الاوقات انه بالنسبة لى وقت للحزن . انا اشعر بكل بساطة اننى يجب ان اذهب هذا كل ما فى الامر

-حسنا ، ربما تكونين على صواب .

وذكرت اسم رجل اعمال اعتاد النزول فى فندقهم منذ عدة سنوات .
-جون مايلز .... هل انت متاكدة انه قادر على تدبير وظيفة لك ؟
-نعم ، له ابن عم يعمل رئيس حسابات فى مؤسسة كبيرة ، وقد وعدنى بالوظيفة اذا نجحت فى الاختبار ، وجون لا يرى سببا لفشلي
ولم يبد ان العم رينيه قد تاثر
-يعطيك الوظيفة دون خبرة ؟
واجابته سارة بابتسامة :
_ساحصل على الخبرة ! ساكون مبتدئة فى مركز صغير ، ولو عدت الى هنا ساكون مفيدة لكم
-انت كذلك فعلا ، فقد نجحت فى كلية التجارة يا سارة ، ولا ارض ان احدا يستطيع ايجاد عيب فيك
-شكرا لك ايها الحبيب ....
وابتسمت سارة وقد جعلها تقدير عمها لها تشعر بالخجل من شكها السابق بمشاعره .
-اننى فقط ارغب فى رؤية القليل من العالم .
وغلب على عمها رينيه لكنته الفرنسية من شدة التاثير وقال لها : افردى جناحيك الصغيرين يا مدموازيل مثل الفراشة ، ولكن كونى حذرة شيرى فالفراشات سريعات العطب
-ولكننى لست فراشة يا عمى ، كنت اتمنى ان اكون !
وحزمت حقائبها وغادرت من لندن الى المنزل الذى ستمكث فيه الى ان تجد غرفة تسكنها . وهذا ما لم تتمكن من تدبيره حتى النهاية ، ليس لان الغرف صعبة الوجود ، بل لان بقاءها فى لندن كان اقصر مما توقعت
" استروكاميكالز " او " المشاريع " كما كانت تدعى غالبا ، نسبة لتورطها فى " المشاريع " كبيرة ، تحتل بناء ضخما ، يتكون من الكثير من الطوابق والعديد من المكاتب
عندما التقى بها ديكى غوردن يوما وهى تقف فى منتصف نوع من مفارق الطرق بين الممرات ، كانت فى الواقع ضائعة ، لا تعرف اى اتجاه تذهب وسالها بلهجة كسولة : اتحتاجين لمساعدة ؟
واستدارت فزعة من سماع صوته ، فالسجاد السميك اخفى صوت قدميه صوت قدميه ، ورات رجلا طويلا اشقر الشعر ، ربما فى اواسط العشرين من عمره ، وقد كسى الاهتمام وجهه الوسيم لدى لقاؤه عينا سارة الزرقاويتين
-هل انت ضائعة ؟
واجابت بنفس مقطوع : نعم .... وانت ؟
-لا .... فى الحقيقة ....
-اوه .... اعنى اننى لم اقابلك من قبل !
-انا هنا فى الاعالى بين الكبار ... احاول ان اتعلم ان اكون واحدا منهم
-اوه .... يا مسكين
وعادت الى الابتسام . وهى تفكر بانه اول شخص لم تشعر بالارتباك معه منذ ان وصلت هنا . ليس لانها صدقت انه ينتمى الى الطابق العلوى من المنفذين ، فقد بدا غير مبال كثيرا بهذا الامر . قليل الاهتمام ، اذا صح التعبير ، بمشاكل العالم . وضحكت ضحكة قصيرة ، على الرغم من انها ليس فتاة تستلم للعبث مع الغرباء ، وخاصة الشبان ذوى الجاذبية . تذكر انها كانت تضحك للريح ، للغيوم المتسابقة ، لاشياء كثيرة مثل الخيول وهى تقفز ببحرية فى الحقول ، واذنابها تتطاير ، ولكن . لم تضحك من قبل هكذا . ومع ذلك لم يكن هناك شئ مثير فى حديثهما المتبادل ، وكانا وكانهما طفلان يلعبان ، متغيبان بضع دقائق عن المدرسة . ولم تلاحظ سارة كيف برقت عيناه بالاهتما ، وهو يقول : اخبرينى عن اسمك
-هل هو امر ؟ .... وابتسمت " امر صادر من الكبار " ؟وتجهم وجهه متوعدا لدرجة اضحكتها من جديد
-تستطيعين اعتباره هكذا ....
-اذا يبدو اننى مضطرة للخضوع .... سارة شاو .... وما اسمك ؟
-الرعايا الاقل شانا ليس من المفروض ان يسالوا !
ولانه بدا كطفل لطيف قالت : ارجوك ....
-وهل استطيع رفض اى طلب منك .... ريتشارد غوردن ، واصدقائى يدعوننى ديكى
وتمتمت محاولة جاهدة ان تبدو رسمية : كيف حالك ....
-اسمعى .... هل عندك ما يشغلك هذا المساء ؟
منتديات ليلاس
تاثيره الفورى عليها كان وكانه اخ . وبدا لها فجاة انه قد يكون يكون مهتما بها اكثر من اخت ! فى الواقع كان ينظر الى وراء بلوزتها البيضاء وتنورتها الكحلية ! وبدا الامر وكانها قصة رومنسية قصيرة . وقرصت سارة نفسها خلسة لتتاكد من انها لا تتخيل الاشياء . ولم تكن متاكدة انها تريد ان تخرج مع ديكى غوردن .ودفعها هذا الى بعض الغرور ، واعطاها شعورا برفعة الشان ، لكونها تتحدث معه دون كلفة ، ولكنها شعرت بشئ من الحذر منعها من المضى اكثر ، ليس لانه يبدو جذابا ببذلته الانيقة ، فهو يملك ايضا وجها جميلا ودودا . ومع ذلك بقيت مترددة
-لقد سالتك سؤالا يا سارة الصغيرة ....
وابتسم ليضفى على نفسه نظرة جليلة اخرى ، فاجابت بسرعة : اسفة .... اعنى .... لا ، ليس لدى شئ يشغلنى
-سارة ، هل تخرجين معى ؟ لا شئ خاص ، ولا لزوم للملابس الفاخرة ، يجب ان نعرف بعضنا اكثر
وبدا هذا معقولا ولطيفا ، فهو يعمل حيث تعمل الامر الذى قد يعنى لها شيئا ، على الاقل قد يساعدها فى التغلب على مخاوفها ، كل القصص التى سمعتها عما حدث للفتيات غير الحذرات فى المدن الكبيرة الفاسدة ، ذهبت ادراج الريح .... ووافقت قائلة " نعم "
-عظيم ، سامر لاصطحبك عند نهاية الشارع ... اين يكون هذا ؟
واخبرته اين تسكن وزادت كلمة شكر
-اراك فيما بعد يا فتاتى .... ولكن هناك شئ ....
-ما هو ؟
-ستبقين هذا الامر سرا ، اليس كذلك يا سارة ؟ لا استطيع تحمل وشوشات المكاتب فقد تصبح بعيدة عن الحقيقة ، كما تعلمين ، ولا اريد توريطك!
ولاحقته سارة بنظراتها وهو يبتعد ، وهى تحس ببعض الدوار ، وغيرمتاكدة ، قلبيا ، من ان يكون تصرفها صائبا . هل كانت متهورة لقبول الدعوة من غريب ؟ حتى ولو كان يعمل فى المؤسسة نفسها ؟ وهل من المعقول السماح لنفسها بعقد صداقة ونسيان كل الاعراف والتقاليد التى تربت عليها ؟ ريتشارد غوردون يبدو لطيفا ، ولديها رغبة فجائية لان تشارك شخصا ما الضحك ، فهل هذا خطا ؟
وتساءلت فيما بعد اذا كان سيتراجع ، فالمواعيد العرضية ، تسقط فى الغالب عرضيا . وقد يغير رايه بسهولة . ووجدت نفسها مندهشة عندما شاهدته ينتظر عند نهاية الشارع
-انا سعيد لقدومك
اجابته وهى تنزلق الى جانبه فى سيارته المكشوفة : وانا كذلك
اجفلتها هذه الفخامة ، فمهما يكن ، من المؤكد ان وظيفته افضل بكثير ليتمكن من تحمل اعباء هذا المستوى الواضح !

على الاجمال ، وعلى الرغم من تحفظه ، بدا ماخوذا بها . ولم تنوى سارة ان تستعجل الامور او ان تترك بعض الاطراء يوثر على راسها ، لقد اعجبها بالقدر نفسه الذى كان بعد ظهر هذا اليوم ،ولكن هذا الاعجاب لم يكن بالقدر نفسه عندما فاجاها بعناق وهو يتمنى لها ليلة سعيدة ، فقد احست بالارتعاد ، ولكنها ابتسمت ببساطة وتمنت له ليلة سعيدة
خلال الاسابيع التى تلت ، خرجت معه مرة بعد مرة ، ولكن لم يجعلها ذلك تعرفه اكثر . ولكن ، ولو ان علاقتهما محكوم عليها ان لا تتطور نحو شئ مميز ، الا انها كانت تشعر بالارتياح . وفى بعض الاوقات كانت تنظر اليه بامعان
وكمعظم الشباب فى مركزها ، كان اكثر عملها منصبا على البحث عن اوراق وحملها من مكان الى مكان ، وكانت تعمل بجد حتى وقت متاخر حتى انها كانت تعتبر نفسها محظوظة عندما تحصل على فرصة للغذاء !
ويوم الاربعاء لم يكن استثناءا .... وقبل بضع دقائق من الساعة الواحدة وصلت رسالة عاجلة من الادارة
وصرخت الين غريغ ، رئيسة السكرتاريا فى القسم
-انه عمل لك يا سارة . بعض المعلومات مطلوبة للمحاسبة . ويجب ان تاخذيها الى فوق فورا
-عندما ينتهى السيد تريفور من تجميعها
-ولكن غذائى ؟
-العمل بالنسبة لعمرك امتياز يا عزيزتى . فلا تفسديه ، هذه المرة لم تكن مستاءة من نوعية عملها ، فربما تجد فرصة فى الطابق العلوى تلقى بها نظرة على ريتشارد ، ويجب ان تتذكر انه يدعى اختصارا " ديكى " ! لم يكن قد افصح لها عن القسم الذى يعمل فيه . وملاها الفضول بشكل لم يكن ليتملكها لو انه لم يبق الامر سرا . وكانت متاكدة ان مراوغته هذه سببها احراج سابق ، ولكنها لم تستطع الا ان تشعر بالاستياء قليلا لانه لم يثق بها
واخيرا انتهى السيد تريفور من تجميع المعلوملت المطلوبة ، وسلمها لسارة ، مع تعليمات لتحملها الى فوق فورا
-احمليها الى مكتب السيد فينويك ، لو سمحت ، لا الى مكان اخر
هل يظن الجميع ان من الطبيعى لفتاة فى مثل سنها ان تكون غبية ؟
وهزت راسها بنكد ، بينما كانت تستقل المصعد الى الطابق العلوى . السيد تريفور كان لطيفا تماما كما قال عنه جون مايلز ، ولكنها كانت تشك بان لا هو ولا الانسة غريغ ، ينظران اليها كشخص حقيقى ، وكانهما لم يفهما ان المرء كى يقدر على ترك عائلته ، وان يعمل بعيدا عن منزله ، يجب ان يكون راشدا بما فيه الكفاية
لم تشعر من الثقة بالنفس بينما هى تترك المصعد ، وتمضى فى طريقها الى حيث تقصد ، هنا الصمت مطبق ولا اثر لديكى بالتاكيد . ودقت على الباب الخارجى الذى كتب عليه " المدير الادارى " كانت تعرف ان سكرتيرة السيد فينويك تدعى الانسة درو ، ولكنها لم تجد لها اثرا فافترضت انها ذهبت الى الغذاء . اذا ماذا ستفعل الان ؟ وكانت على وشك ان تضع الملف على طاولة الانسة درو ، عندما سمعت حركة تصدر عن المكتب الداخلى مما انبأها ان هناك شخص ما فى الداخل . ربما السيد فينويك نفسه ، وقطبت سارة ، هل تترك الملف على طاولة الانسة درو على امل ان يراه ، ام هل يجب ان تدخله بنفسها ؟ وبينما هى تفكر ما العمل ، فتح الباب الذى كانت تحدق اليه ، وخرج منه رجل
-اه ، واخيرا ! لماذا لم تدخليه فورا يا فتاة ، بدلا من التردد هنا ؟
وشعرت سارة بيديها حارتين ، وارتجفت بينما كانت تمرر له الملف وارتبكت ثانية عندما استدار فجاة ودخل عائدا الى مكتبه . هل يتوقع منها ان تتبعه ؟ وشعرت بانها ساذجة اكثر من اى وقت مضى ، ولم تعرف ماذا تفعل . القليل جدا من الفتيات فى مثل عمرها يعرفن تماما ماذا يفعلن اذا واجهن رجل مثل هذا ، لم تتذكر سوى عينيه ، فقد بدتا وكانهما تنظران الى اعماقها . ولم ترتح لافكارها ، وتبعته الى الداخل ، بحذر . وبعد ان جلس فى مقعده واخذ يراقبها ، سارت نحوه ووضعت الملف امامه
وقالت له بعد ان خطت خطوة الى الوراء : اسفة ياسيد فينويك . لقد طلب منى السيد تريفور ان اتاكد من وصول هذا الملف الى جهته الصحيحة . وعندما لم اجد الانسة درو لم اكن واثقة مما يجب ان افعل
-حقا يا انسة ....مهما كان اسمك . هل يفترض ان يؤثر على اعتذار لا قيمة له كهذا ؟
كانت عيناه تهزان بها ، وشعرت بنفسها ترتعش وهى تحدق فى عمقهما الملتهب . ورمشت عيناها بسرعة ، وقد ادركت انه يشعر بانزعاج قد لا يكون له اى علاقة شخصية بتصرفها . ومع ذلك لم يمنعها هذا من الرد سريعا دون تعقل فقالت بحرارة : لم يكن هذا الاعتذار سيد فينويك ، بل توضيح بسيط . فانا لم اصعد الى هنا من قبل لذلك لم اكن اعرف انك ستكون هنا . ولكنك لا تستطيع لومى على هذا !

نهايه الفصل

Continue Reading

You'll Also Like

48K 1.2K 9
كانت ميغان تملك كل شيء تريده, عملا جيدا تمتعت بالقيام به وعائلة رائعة وخطيبا,اخبرها الجميع بأنه سيكون زوجا صالحا ومهتما. لكن فجأة انهار عالمها هذا, و...
43.3K 2.3K 38
ويلعب القدر لعبه اخرى لتبتعد الخلود عن رضوانها.. وتبدأ معاناه باسم عذاب الزين .. وتبدا قصه اخرى بعنوان حياه النهى .. وتنقطع أوصال علاقه لتبدأ علاقه ج...
758K 22.3K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
343K 16.7K 30
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...