ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﺎﻱ .. ﻗﻠﺒﻲ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﻘﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻛﺪﺕ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻪ ﻛﺴﺮ ﻗﻔﺼﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭﻱ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ .. ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺇﻧﺤﺒﺲ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺋﺘﺎﻱ ﻭ ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ .. ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺭﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻭ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻨﻬﺎ ﻟﻲ ﺑﺄﺭﻭﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﺃﺭﻗﻬﺎ .. ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺒﻪ .. ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﺪﻗﻪ .. ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺇﺟﺘﺎﺣﺘﻨﻲ .. ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﺤﺰﻥ .. ﺍﻷﻟﻢ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ
ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻟﻪ؟ ﻛﻴﻒ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺮﺍﻓﻪ؟ ﺻﻮﺗﺎﻥ ﻳﺘﻌﺎﺭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ .. ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ ﻭ ﺃﺻﺮﺥ ﺏ " ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺣﺒﻚ " ﻭ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻮﻗﻔﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻱ ﺑﻞ ﻭ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﺨﺘﺮﻋﺎ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻧﻨﻲ؟ ﺃﻟﻴﺲ هو من ﺷﻜﻚ ﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻲ؟ ﺃﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻻﻱ ! ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﻗﺔ ﺇﻛﺴﻮ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﺃﺯﻳﺎﺀ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺒﺘﺪﺋﺔ؟ ﺇﻧﻪ ﺻﻴﻨﻲ !!! ﺑﻞ ﻣﺴﻴﺤﻲ !!!
ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ .. ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺢ ﻓﻤﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺳﻮﻫﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ .. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻘﻄﺒﺎ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ ﻫﻨﺎ ؟
ﺇﺭﺗﺒﻜﺖ ﻭ ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻟﻪ ﻟﻜﻦ ﻻﻱ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻀﻴﻖ : ﻻ ﺷﻲﺀ .. ﻫﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺟﺎﻫﺰ؟
ﻗﻠﺐ ﺳﻮﻫﻮ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﺟﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺟﺎﻫﺰﺓ؟ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺠﻬﺰ
ﻧﻀﻔﺖ ﺣﻠﻘﻲ ﻭ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﻷﺣﻀﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺯﻳﻪ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻧﻄﻖ ﺑﺄﻱ ﺣﺮﻑ .. ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺑﻘﻰ ﻷﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭ ﻭﺿﻊ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﺃﻓﻌﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻋﻤﻠﻲ
.
ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺷﺎﻫﺪ ﺃﺩﺍﺀﻫﻢ .. ﺑﻞ ﺃﺩﺍﺅﻩ ! ﻣﻦ ﺑﻴﻦ 9 ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍلمسرﺡ .. ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻭ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ .. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻏﻴﺮﻩ ..! ﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﺠﻴﺞ .. ﻻ ﺃﺳﻤﻊ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺗﻪ !
ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﺭﺷﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﺤﺒﺲ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ .. ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺯﻳﺢ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻛﻞ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ ﺗﺴﺮﻕ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭ ﻋﻘﻠﻲ .. ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﻤﺒﻠﻠﺔ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﺑﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ .. ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻳﻘﺬﻓﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﺘﺄﺧﺬ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ .. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻗﺪﺓ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ .. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺳﻮﺍﻩ .. ﺃﻥ ﺃﺣﺘﻀﻨﻪ .. ﺃﻥ ﺃﻗﺒﻠﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺃﺣﺒﻪ
ﺻﻔﻌﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﻷﻭﻗﺾ ﻧﻔﺴﻲ .. ﻫﺬﺍ ﺧﺎﻃﺊ !
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻃﺎﺋﺶ ﻭ ﻳﻔﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻱ .. ﺭﺣﺖ ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻟﻬﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻛﻲ ﻻ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﻪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﻨﻔﻊ .. ﺇﺫﻥ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺸﻘﺖ ﺭﺟﻼ ﺻﻴﻨﻴﺎ !! ﻋﺪﺍ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﻟﻮﻥ ﺑﺸﺮﺗﻪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .. ﺃﻧﻪ ﺻﻴﻨﻲ .. ﻛﺎﻥ ﺣﻠﻤﻲ ﺭﺟﻼ ﻋﺮﺑﻴﺎ، ﻣﻐﺮﺑﻴﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ .. ﺷﻬﻢ، ﻏﻴﻮﺭ، ﻗﺎﺱ ﻭ ﺣﻨﻮﻥ ....
ﻗﺎﻃﻊ ﺷﺮﻭﺩﻱ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ .. ﺇﻧﻪ ﺃﺑﻲ ! ﺗﺒﺎ ﻟﻘﺪ ﻛﺪﺕ ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻨﺎ .. ﺃﺟﺒﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﻡ ﻟﻨﺘﻌﺸﻰ ﻣﻌﺎ .. ﺇﻧﺘﻈﺮﺕ ﻗﺪﻭﻣﻪ ﻭ ﺇﺧﺘﺮﻧﺎ ﻣﻄﻌﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻭﻻﺩﺗﻲ ﺣﺘﻰ .. ﺑﺪﺃﻧﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺳﻂ ﻣﺰﺣﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﻭ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺃﻣﺮ ﻻﻱ .. ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ
ﻓﺠﺄﻩ ﺇﺭﺗﺴﻤﺖ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻟﻘﺪ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺃﻣﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭ ﻗﻠﺖ : ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ
ﺗﻨﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﻨﻮﻥ : ﻟﻢ ﺃﻋﻬﺪﻙ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﺳﻨﺎﺀ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺭﺅﻳﺘﻚ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﺤﺴﺐ
ﺃﺷﺤﺖ ﺑﺒﺼﺮﻱ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻗﻠﺖ : ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﺃﻱ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ .. ﺃﺑﻲ ﻻ ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﻚ ﺳﺎﻣﺤﺘﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ؟
نفى برأسه بخفة و ﻗﺎﻝ : ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻣﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
أزحت نظري عنه و قلت برفض قاطع : ﻟﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ .. ﺗﻨﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﺈﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭ ﻭﻗﻒ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺪ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .. ﻫﻮ ﺳﻴﻐﺎﺩﺭ ﻏﺪﺍ ﻭ ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ .. ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺸﺄﻥ ﻻﻱ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺃﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺷﻲﺀ
ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻟﻠﻔﻨﺪﻕ ﻭ ﺇﻗﺘﺮﺡ ﺃﺑﻲ ﺃﻥ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻓﻠﻤﺎ ( ﻛﺮﺗﻮﻧﻴﺎ ) ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺫﻟﻚ .. ﺃﺑﻲ ﺷﻌﺮ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺴﻠﻴﺎ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻱ .. ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻞ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﺳﻌﺎﺩﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺟﻨﻲ .. ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺗﻤﻨﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﺭﺟﻼ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﺑﻲ .. ﻳﻔﻬﻤﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻠﻢ .. ﻭ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻻﻱ ! ﻟﺪﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻴﺰﺓ ﺃﻳﻀﺎ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻣﺮ ﺃﻣﻲ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﺟﻌﻠﻲ ﺳﻌﻴﺪﺓ .. ﺗﺒﺎ ﻟﻪ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻲ ﻣﻄﻠﻘﺎ .. ﺻﺎﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﻪ .. ﺃﻛﺮﻩ ﺫﻟﻚ
.
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻭﺻﻠﺖ ﺃﺑﻲ ﻟﻠﻤﻄﺎﺭ ﻭ ﻭﺩﻋﺘﻪ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻭ ﻗﻠﺐ ﻣﻜﺴﻮﺭ .. ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺭﻛﻮﺏ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺯﻣﻴﺮ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺧﻠﻔﻲ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺳﻴﻬﻮﻥ .. ﺇﻋﺘﺬﺭﺕ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﻖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﻭ ﺭﻛﺒﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ .. ﻣﺪ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﻳﺪﻩ ﻟﻴﻤﺴﺢ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ ؟
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﻟﻪ ﺑﺄﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ : ﻟﻤﺎ ﻻ ﺗﺠﻴﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻗﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻘﺪ ﺇﺧﺘﻔﻴﺘﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻔﻠﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ
أخفضت رأسي و ﻗﻠﺖ : ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻔﺮﺍﺩ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ
أومأ بتفهم و ﻗﺎﻝ : ﺣﺴﻨﺎ ﺩﻋﻴﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺎ
"ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟"
أجابني دون أن ينظر نحوي : ﺳﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺼﻞ
ﺇﺗﻜﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻨﺎ .. ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻷﺟﺪ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺖ ﺿﺨﻢ ﻣﺤﺎﻁ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺇﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻥ ﺃﺗﻜﻬﻦ ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ .. ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻏﺎﺩﺭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻭ ﻗﺎﻝ : ﻟﻨﺪﺧﻞ .. ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ
ﺃﻓﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﻭ ﻗﻠﺖ ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ : ﻻ ﺃﺭﻳﺪ .. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻓﻬﻤﻲ
ﺿﺮﺏ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ : ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺨﺴﺮﻳﻨﻪ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﻭ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻮﻟﻪ؟ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻣﺤﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﻲ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﺇﺳﻤﻌﻴﻬﺎ .. ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮ .. ﺳﻨﺎﺀ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻣﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ .. ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺳﻨﺎﺀ .. ﺩﻋﻴﻨﺎ ﻧﺪﺧﻞ .. ﻷﺟﻠﻲ
ﻋﻀﻀﺖ ﻋﻠﻰ شفتي السفلى ﻭ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺭﻓﺾ ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﺘﺮﺟﻴﺎﻧﻨﻲ .. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺭﻓﺾ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﻛﻢ ﻳﺤﺐ ﺃﻣﻪ .. ﺑﻞ ﺃﻣﻨﺎ
ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﻌﻤﻖ ﻭ ﺃﺷﺮﺕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻭﻩ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭﻱ .. ﺭﺳﻤﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ .. ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﻓﺸﺮﺑﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺄﺳﻲ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﺣﻠﻘﻲ ﺟﺎﻑ
ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﻪ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﻗﺎﺋﻼ : ﺣﺴﻨﺎ .. ﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﺗﻬﺎ .. ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ
ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻭ ﻗﺪ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﻣﻪ ﺃﻥ ﻧﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﺎ ﻛﻲ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻭﻩ ﺑﺤﺰﻥ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ : ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻟﺴﻤﺎﻋﻲ ﺳﻨﺎﺀ؟
ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻗﻮﻝ " ﻻ .. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺷﻲﺀ " ﻟﻜﻦ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﺣﺜﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﻓﻘﻬﺎ .. ﺗﻨﻬﺪﺕ بعمق و أومأت لها بأجل ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻘﺺ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻗﺒﻞ 24 ﺳﻨﺔ
.
.
رأيكم ؟