ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻭﻩ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﺒﻂﺀ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺢ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺧﺎﺻﺘﻪ ﻭ ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺈﺳﻤﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﺷﺒﻪ ﻟﻠﻬﻤﺲ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ : " أحمد"!!
ﺃﺧﻔﺾ ﺃﺑﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ : ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻚ؟ ﻟﻘﺪ ﻣﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ
ﻧﺎﻭﺑﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻭﻩ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻨﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﺪﻣﺔ : ﻫﻞ .. ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﺑﻨﺘﻚ؟
ﺃﻭﻣﺄ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﺄﺟﻞ ﻓﺄﺿﺎﻓﺖ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺩﺍﻣﻌﺔ : ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺳﻮﻧﻲ؟
ﺳﻮﻧﻲ؟؟ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﺇﺳﻤﻲ ﺍﻟﻜﻮﺭﻱ .. ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺇﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﺩﻟﻊ ﻹﺳﻢ ﺳﻨﺎﺀ !
ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺳﻴﺠﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺠﻴﺒﻬﺎ ﺑﻨﻌﻢ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﺎﻃﻌﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺳﻴﺪﺓ ﺃﻭﻩ .. ﺇﺳﻤﻲ ﻫﻮ ﺳﻨﺎﺀ .. ﺩﻋﻴﻨﻲ ﺃﻋﺮﻓﻚ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻱ .. ﺇﻧﻪ ﺃﺑﻲ ﻭ ﺃﻣﻲ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻟﻘﺪ ﺇﻋﺘﻨﻰ ﺑﻲ ﻭ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻣﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﻻﺩﺗﻲ ..
ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻭﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﺒﺮ ﻛﻼﻣﻲ مفادها ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻴﺘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ .. ﻧﺰﻟﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭ ﺇﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻧﺤﻮﻱ .. ﻻ ﺑﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .. ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﺷﺘﺪﺕ ﺣﺪﺓ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻗﺎﺩﺭﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺳﻴﻬﻮﻥ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻤﺴﻜﻬﺎ .. ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﻑ ﻟﻲ ﺟﻔﻦ .. ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ .. ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻪ ..
ﺃﺷﺤﺖ ﺑﺼﺮﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﻷﻭﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﺍ ﺷﻲﺀ .. ﻧﻈﺮﺕ ﻟﺴﻮﻫﻮ ﻭ ﻗﻠﺖ : ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ ﺳﻮﻫﻮ .. ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﺣﻔﻠﺘﻚ .. ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻚ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﻳﺪ ﺃﺑﻲ ﻭ ﺳﺤﺒﺘﻪ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ .. ﺭﻛﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻲ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ .. ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﺃﺑﺪﺃ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ..
ﺳﺮﻧﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻳﺠﺮ ﺣﻘﻴﺒﺘﻪ ﻭ ﻳﻨﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ ﻟﻠﻤﺒﺎﻧﻲ ... ﺗﻨﻬﺪ ﺑﻌﻤﻖ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺍﺍﻩ ﻛﻢ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﻭ ﻗﻠﺖ : ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﺻﺤﻴﺢ
