ﻟﻢ ﺃﺫﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﻛﻼﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻭ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻲ .. ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺒﻲ؟
ﺇﺳﺘﻴﻘﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻧﻤﺖ ﺳﺎﻋﺔ ﻷﻣﺪ ﻳﺪﻱ ﻭ ﺃﻓﺘﺢ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ .. ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻻﻱ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ .. ﺍﺍﺍﻩ ﻳﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺰﻋﺞ .. ﻏﻴﺮﺕ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﺍﻹﺣﺮﺍﺝ ﻳﺘﻤﻠﻜﻨﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺣﻘﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻗﻢ ﺑﺨﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻀﺤﻨﻲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺳﺄﺗﻨﺎﺯﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻷﺟﻞ ﻭظيفتي ﻭ ﻟﻴﺲ ﻷﻱ ﺳﺒﺐ ﺁﺧﺮ
ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻠﺴﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻷﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﺃﺑﺎﺩﺭ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﺇﻟﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﻟﻲ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻤﻪ ﻣﻤﻠﻮﺀ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻣﻀﺤﻜﻮﻥ
ﺇﺑﺘﻠﻊ ﺳﻮﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﻠﻄﻒ : ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺳﻨﺎﺀ ﻫﻴﺎ ﺍﺟﻠﺴﻲ .. ﺃﻋﺪ ﺩﻱ ﺃﻭ ﻓﻄﻮﺭﺍ ﻟﺬﻳﺬﺍ
ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ .. ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻓﻌﻼ؟
ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺨﺠﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻧﻈﺮ ﻟﻼﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﻓﻤﻲ ﻭ ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ .. ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ؟ ﺃﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺟﺎﺋﻌﺔ
ﺃﻭﻭﻭﻑ ﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ؟ ﻗﻠﺒﺖ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺑﻤﻠﻞ ﻷﻧﻀﻒ ﺣﻠﻘﻲ ﻭ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ : ﺑﺸﺄﻥ ﺃﻣﺲ ! ﺃﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﺁﺳﻔﺔ
ابتلع ﺑﻴﻜﻬﻴﻮﻥ ما في فمه و قال: ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺗﻜﻠﻤﺘﻲ؟
"ﻫﺎﻩ؟"
نظرت إليه بتعجب ليقول: ﺃﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﺈﻋﺘﺬﺍﺭ ﻓﻌﻼ
أخفضت رأسي و قلت: ﺃﺟﻞ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻥ ﺃﺧﻔﻲ ﻛﻮﻧﻲ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺍﻟﻜﻮﺭﻳﺔ .. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﻌﻤﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﻓﺤﺴﺐ
وضع تشانيول الفنجان الذي كان يشرب منه على الطاولة و قال: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺐ ﺣﻘﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻚ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، ﺃﻧﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ
كنت سأتكلم لكن سبقني سيهون الذي تكلم دون أن ينظر لي : ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﺗﻌﻤﺪﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﻤﻌﻲ ﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻨﺎ؟ ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻣﺎﻣﻚ
