اهرب منك الليك

By nanono3726

374K 6.1K 145

للكاتبه / قيتارة عشتار More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الحادي والعشرون
الخاتمة

الفصل الثاني والعشرون

13.6K 233 1
By nanono3726


دقت الساعه الجداريه القديمه المعلقه على الحائط المتآكل لتشير الى الساعه الثانيه بعد منتصف الليل ..كان يجلس امامها على الكرسي المقابل للاريكه الصغيره التي حشرت نفسها فيها منكبه على نفسها تحاول تحاشيه بشتى الطرق..لم يجرؤ على التقدم نحوها بعد ان ابعدته بعنف مفرط عنها بعد ان احتظنها وهمس بشوق في اذنيها انه عاد من آجلها ومن اجل ابنهم القادم

على مدار ساعه كامله كان يجلس امامها يراقبها ..لا هو تحرك ولا هي ايضا ..هادئه وشاحبه منطويه ..نحيله مع بطن منفتخ وبارز كان نشازا مع شحوبها ونحولها

كلما اراد التكلم كانت الكلمات تموت على شفتيه ..لا يعلم من اين يبدآ وكيف يعتذر عمّا اقترفت يداه ..عن اتهامه لها بآنها بلا اخلاق وانها خانته في بيته ..عن ضربه لها وتعديه على جسدها بتلك الطريقه البشعه ..احس بالغثيان وهو يتذكر تلك الكلمات الحقيره التي كان يرددها على مسامعها وهو يقوم بقتلها وقتل روحها ..

حاول استجماع قواه للنطق بتلك الكلمات التي قام بالتحضير لها طوال الطريق من العاصمه الى المدينه الساحليه . بعد مكالمه شهد السريعه واغلاقه للهاتف قامت والدتها بالآتصال به لتسآله عن موعد رجوعه هو وناز من السفر ..نعم فهو اخبرها بعد ان عادت من بيت اخيها من الشمال انه مسافر مع ناز رحله استجمام حتى لا تسآله عن مكان ابنتها ناز التي تسبب بهروبها هو بطيشه وتهوره ..

تحركت شفاهه اخيرا لينطق ولو بكلمه تقطع هذا الصمت ليكمل بعدها سيول الافكار التي تجول في خاطره لكن رنين الهاتف قطع ذلك الصمت المريب ..مد يده بسرعه واخرج الهاتف من جيبه ليرى رقما غريبا يتصل به ..مالذي يدفع شخصا للآتصال في هذا الوقت المتآخر من الليل ان لم يكن الآمر مهما !

تلقى الكلمات الموجزه التي جاءته بوجه جامد لم يخلو من الشحوب والاصفرار ..كلمات مختصره لكنها تنذر بعاصفه قادمه ..

ـتبا

شتم بضيق وهو يغلق الهاتف ويقوم بسرعه للخروج من الشقه ..اوقفه صوتها الناعم الذي جاءه وهو يهم بفتح الباب لتقول له

ـ لا تعد بعدها ..لن تجد ما ينتظرك هنا

وقف لعده دقائق يحاول ان يرد عليها لكن الكلام كان كثيرا جدا ولن يستطيع ايجازه بتلك الدقائق القليله ..قال لها بآختصار وهو يفتح الباب

ـبل لي الكثير هنا لي زوجتي وابني وسوف اعود وسوف اجدك هنا وسوف افسر لك كل شيء ! انا مضطر للذهاب الآن لان احد مهندسي الشركه تعرض للقتل على يد عمي المجرم ..علي ان اسوي الآمور قبل ان تصل يده المجرمه الينا ..التزمي البيت ولا تخرجي ارجوك انا اترجاك لا تقومي بآي عمل احمق وسوف اعود اعدك وسوف تنتهي جميع المصائب هذه !

خرج بسرعه واغلق الباب بقوه ..تحرك وجهها الجامد بتعبير غريب وهي تتخيل ان عمه المجرم قام فعلا بقتل شخص ما بهذه السهوله ..شعرت بالدموع الساخنه تجري سريعا على وجهها وهي تتخيل ان شخصا ما قتل في هذه اللحظه وان ذويه يبكون عليه الآن ..مدت يدها لتمسح الدموع عن وجهها وهي لا تعرف اذ كانت تبكي فعلا على الشخص الذي قتل ام على ضرغام ام على وضعها المزري ام على مصير ابنها المجهول 

كانت سجى تجري بسرعه بكل ما استطاعت من قوه لكن هنالك ثقلا كبير في بطنها وآلما حادا في ظهرها يمنعها من مواصله الجري

عندما تلقت تلك المكالمه من والدها الذي اخبرها انه قتل غيث ..غيث الذي كان يستلقي بجانبها قبل ساعات وكان يخبرها انه يحبها ولن يتركها ابد ليثبت حبه بطريقته الخاصه لها لتغرق بعدها في النوم العميق ولا تستيقظ الا بفراش فارغ وصاحبه غير موجود ولا يترك اثرا وراءه سوى مخده مرميه على طرف الفراش باهمال ..كانت الخرانه مفتوحه على مصراعيها مما يدل على انه اخذ شيئا ما قبل ان يذهب الى وجهته ..لم يكن عقل سجى يعمل في تلك اللحظات الوجيزه التي تبعت اخذها لعده قطع ملابس من الخزانه وخروجها نحو بيت اهل غيث ..ما حدث بعدها كان كارثه لا تعقل كانت تود ان تذهب مع احدهم الى المستشفى لانها لا تمتلك سياره ولان سيارات الاجره شبه متوقفه في هذا الوقت من الليل لكن الرد المجحف والقاسي الذي جاءها من شقيق غيث كان كافيا بجعلها تخرج من البيت ركضا بخفيها وملابسها البيتيه الغير مهندمه

قال لها بكل قساوه وصوت عالي وهو يصرخ في وجهها المغطى بالدموع

ـلقد قتله والدك فماذا تريدين الآن ! اخرجي من هنا ايتها القاتله ، تبا لك انت ووالدك المجرم تبا

خرجت بسرعه تجري وتركض دون توقف لعلها تصل الي المستشفى الرئيسي في المدينه ..لكن الطريق بات اطول مما تتخيل وكان الآلم يعصف بها عصفا يوقفها كل دقيقه لتستجمع انفاسها التي بدات تشعر انها تتقطع ..آلم ثقيل وموجع في اسفل ظهرها وفي بطنها جعلها توقن انها على وشك الموت ربما

لابد ان الشخص الذي اتصل بها اتصل بشقيق غيث ايضا ليخبره بالخبر الفاجع ولذلك هاجمها بتلك الضراوه امام الحشد الباكي الذي رآته في بيتهم

وصلت الى المستشفى اخيرا ودلفت الى داخل المبني الكبير الذي يعتبر اكبر المستشفيات في المدينه ..توجهت نحو الحشد الذي يتألف من عائله غيث الكبيره الذين كانو يبكون بحرقه على الفقيد الراحل وينتظرون ان يخرج الطبيب من الغرفه ليقول لهم الخبر المحتوم الا وهو وفاه غيث لا محال .

احست بصداع يفتك برأسها وبضربات ألم متتاليه في ظهرها ..تقدمت منهم وهي فارغه الفاه وعلى يقين ان غيث قد توفي فلا مجال للنجاه من ضربه عيار ناري في الرآس ابدا

لم تلاحظ ابدا وجود ضرغام بالقرب من العائله وبالقرب من شقيق غيث تقدمت من غرفه العمليات لتحاول فتح الباب لكن شقيق غيث ابعدها بقوه الى الخلف لتآتي والدته التي كانت تبكي وتولول بصوت عالي لتلطمها على خدها بشده جعلت سجى تدور حول نفسها لترتطم بالحائط الموجود ورآئها

ـتبا لك ولعائلتك ..غيث بين الحياه والموت الآن واذا حصل له شيئ سوف اقتلك ..هل تفهمين سوف اقتلك !!

كان ألم الارتطام بالحائط اكبر من ان تتحمله بجسدها الهزيل ..ابتسمت بسعاده رغم الآلم الذي كان يعصف بها وقالت بصوت ضعيف

ـمازال حيا ..

بدآ السائل الاحمر الدافئ يتدفق من بين ساقيها وبدأت قواها تخور ..آخر ما رآته هو رجل يقترب منها وهي تنزف بغزاره ..كان وجهه مآلوفا جدا وليس غريبا عليها ..بالرغم من السحابه الضبابيه التي حطت على عينيها لكنها استطاعت ان تميز شكله بسهوله فنطقت بآخر كلمات لها قبل ان تخور قواها نهائيا

ـضرغام

استلمت بعدها لعالم اللا وعي ومازال ذلك الشيء الدافئ يتدفق منها بغزاره ..

-غيث ..

اول ما نطقت به هو غيث وهي تحاول النهوض لكن الخدر الذي كان يسيطر على جسدها منعها من القيام بذلك ..كان الآلم فظيعا واقوى من ان تتحمله ..وضعت يدها على جبينها وتآوهت وهي تفرك جبينها علها تتذكر ما حصل ..آخر ما تتذكره هو اغمائها ووجود ضرغام ابن عمها في المكان

تقدمت منها زوجه شقيق غيث بسرعه واعادتها الى مكانها قائله

-لا تتحركي عليك الاستلقاء على ظهرك فانت بآمس الحاجه لهذا ..

بدآت الدموع تجري بلا شعور على خدها وهي تجاهد لأبعادها والخروج بحثا عن غيث .. هل من المعقول انه مات بهذه البساطه وبهذه الطريقه !

ـ غيث .. غيث

همست باسمه بصوتها الأبح الذي جاهدت لجعله اقوى لكن حلقها الجاف حال دونما نطق الأسم ..فاستلقت باستسلام على السرير الآبيض في الغرفه الكئيبه

حاولت الاستفهام عن غيث بالاشارات وهي تبكي فبكاؤها جعلها شبه خرساء لا تستطيع النطق بآي شي

-لا تقلقي هو لم يمت ..لكن وضعه مازال حرجا وانت كذلك فالجنين مهدد بالسقوط وعليك بالراحه

** *** ****

كانت ناز تهم بفتح باب البيت وهي على يقين ان الطارق هو ضرغام الذي وعد بالعوده لتسويه الامور والتحدث بالمشاكل التي تواجههما ، كانت تقنع نفسها انها لا تريده ولم تعد تحبه لكن في قلبها ايضا هي شبه موقنه انه باعتذار واحد وسوف ترمي بنفسها بين احضانه ..دآئما ما نقنع نفسنا بآننا ما عدنا مهتمين ببعض الآشخاص لكن بمجرد رؤيتهم فكل خططنا ووعودنا التي قطعناها على نفس تتبخر وتذهب ادراج الريح

فتحت الباب بهدوء ولا مبالاه لتبين لضرغام انها ليست مهتمه بعودته ابدا

لكن الواقف عند الباب لم يكن ضرغام ..لقد كان زوج ريم ..كان غاضبا وكأن شيئا ما قد حدث واغضبه

دفع الباب بقوه واطاح بها على الارض بسبب ارتطامها بالباب القوي

اطلق ضحكه شريره وهو يراها تنكمش على نفسها وتبعتد عنه وتحمي نفسها بيدها

-تبا لك كم انت بارعه في تمثيل الرقه والبراءه ..تحرضين زوجتي علي لتتركني وتمثلين انك عفيفه والرجال يخرجون بعد منتصف الليل من بيتك

الشتيمه التي خرجت من فمه بعد ذلك كانت اقوى من ان تتحملها ..ابعدت جسدها الى الخلف وهي ترتجف وتفكر في الزحف نحو الغرفه لكي تحمي نفسها من بطشه ومن طيشه ..بالرغم من نظره الغضب التي كانت مرتسمه على وجهه لكن ملامحه الكريهه كانت تنبأ بشيء كريه

كان يراقب جسدها وهو يهز برأسه وابتسامته الصفراء تفضح نواياه الشريره

اغلق الباب وتقدم منها فما كان منها الى النهوض والركض نحو الباب لكنها كان اسرع منها فأمسك بها من شعرها و اوقعها على الارض وهو يشتم

ـلماذا الهروب ايتها الحقيره هل تفتحين بيتك للرجال الآخرين وتتمنعين عن البقية..كم اعطاك ذلك الرجل صاحب السياره الفارهه الذي خرج من عندك عند الفجر

كان عقل ناز يعمل بسرعه وهي لا تفكر في شي غير الهروب من هذ ا الوحش البشري وحمايه طفلها م ن خطره ..

مد يده ليمسك بها قبل ان تتحرك لكنها تحركت بسرعه ورفعت رآسها وعضته من يده فما كان منه الا ان اطلق صرخه قويه وهو يركلها لتقع تلك الركله في بطنها

ـضرغاااام

صرخه واحده قويه خرجت من فمها بآسمه فهو الوحيد الذي يمكن ان تستنجد به في هذا الوقت وهي تعلم انه ليس موجودا ابدا

ليعقب صرختها بكاء مرير وهي تلف يدها حول بطنها وتتلوى من الآلم

فجآه احست بزوج ريم يرمى فوق الارض بجانبها وشخص آخر ينهال عليه بالضرب ..كان ضرغام يمسك به ويضربه والدماء لطخت وجهه بالكامل

كان يتلقي الضربات القويه والشتائم من ضرغام دون ان يتحرك او يرد عليها

-يكفي ...

همست بضعف وهي تقترب من ضرغام الذي ترك الرجل الذي آدماه بالكامل

-يا الهي مالذي حصل لك ومن هذا

بدأت بالبكاء وهي تلف يديها حول بطنها وتزحف تجاهه

مد يده بسرعه واحتضنها وهو يهدئ من روعها وانطلق نحو سيارته بسرعه كبيره وتأوهاتها بسبب وجعها كانت السبب الوحيد الذي جعله لا يقتل الرجل الذي شاهده بعين امه يضربها

لولا انه كان خائفا على ناز من عمه الذي بدأ يقتل الجميع دون خوف او رحمه لما عاد الى البيت ولما أنقذ ناز من ذلك الذي كان يحاول الاعتداء عليها

كانت سجى تمشي ببطئ وهي تحمل بيدها كيس المغذي بحذر ..حذرها الطبيب من مغبة النهوض في هذا الوقت والتحرك لكنها أبت ان تجلس في الفراش ولو دقيقة وأحدة ..عندما وصلت عند غرفة غيث كان الجميع ينظرون إليها بندم ،.بالطبع بعد ان عرفوا بأمر حملها فهم نادمون على التصرف معها بتلك الفضاضة وكأنها هي من قام بمحاولة قتل غيث ..

كانت زوجة شقيق غيث تسندها برفق وهي تتقدم نحو الغرفة

تزامن وصولها مع خروج الطبيب من غرفة العمليات ،.سرعت خطواتها نحو الطبيب وهي تترجاه بنظراتها ان لا يخبرها شيئا يفجع قلبها ويقتل الحياة فيها

تجمهر الجميع حول الطبيب وهم على أمل ان يخبرهم الطبيب ان غيث بخير

أخذ الطبيب نفسا عميقا وقال بكل صراحة

-وضع الرصاصة كان حرجا لكنا بذلنا كل جهدنا ..حالته غير مستقرة ومن الممكن ان يموت لا يسعني ان أقول غير انه الآن تحت رحمة الله!

-دكتور اود ان ..اود ان أراه

قالت سجى بصوت مرتعش وهي تحدث الطبيب وتستند بجسدها المتعب على احد الكراسي

-شخص واحد يحق له زياراته

-إذا هو أنا الشخص ..فانا زوجته !

قالت سجى بحزم وهي تتحدى الجميع بنظراتها ان يخالفوها الرأي بعدما فعلوه معها ..

-حسنا أرتدي الملابس المطلوبة للدخول إلى غرفة الإنعاش واتبعي الممرضة ...

** ** **

-هل انت بخير ؟

مسح ضرغام على شعرها وهو يبعده عن عينها وعن وجهها الشاحب الذي استعاد قليلا من حيويته بعد تلك الحادثة التي حدثت قبل قليل وعندما أنقذها من براثن ذلك الوغد الذي اقسم انه سوف يعود ليحطم وجهه بكلتيّ يديه على ما اقترفه بحق ناز

لم تجبه على سؤاله حينها قرر ان يسألها مجددا علها تجيب هذه المرة

-هل انت بخير ؟ من كان هذا الرجل

أمسك بذقنها بحنو وهو يسألها ..كانت جالسة على كرسي السيارة وقد تدلت ساقيها خارج السيارة وأمامها ضرغام يركع على ركبتيه ويسألها برقة واضحة وخالية من الزيف ..تحركت فكرة ما في بالها والتمعت عيناها الخضروان بخطر واضح وبعنف لا مبرر له

.فأبعدت يده عنها بعنف وصرخت بوجهه

-انه احد عشاقي ..لقد اختلفنا على بعض الأموال مما أدى إلى عراكنا

في ظل ثانيتين فقط كان يمسك بها من كلتي كتفيها ويسحبها خارج السيارة ويهزها بعنف وهو يقول

-إياك وقول هذه التفاهات مجددا !! إياك !!

أبعدت يده عنها وقالت له بثبات

-الم تتهمني قبل بهذه التفاهات ؟ الم تحاول قتلي ؟ الم تسلب روحي بكلتيّ يديك هاتين ؟؟

أمسكت يده وضعتها أمام عينيه

-أليست هاتين اليدين من قامتا بأيذائي آلاف المرات ؟ الم تضربي ؟ الم تقم باهانتي ؟ الم تتهمني بأبشع التهم ! الآن تقول لي فقط تفاهات ! !؟ أي تفاهات هذه بربك ،،مالذي عدت من اجله ؟ الطفل ..لن تحصل عليه ...انا ؟؟ ماعدت أريدك

عد من حيث أتيت ولا تفكر بالبحث عني أو عن ابني مجددا فنحن لا نريدك

كانت تستجمع أنفاسها بسبب استمرارها في الحديث لوقت طويل دونما توقف ،،كان صدرها يعلو ويهبط وهي تنظر اليه بثبات ولا تعرف ان الدموع قد غطت وجهها دون ان تشعر ..

مسحت بكف يدها وجهها وكرهت نفسها آلاف المرات بسبب هذا الضعف الذي تشعر به امامه !

قال لها هو الآخر

-هذا ليس وقتا مناسبا للحديث ،علينا التحرك الأن من هذا المكان فحياتنا في خطر ..لكني اقسم لك اني نادم واني اعتذر وآسف لكل ما فعلت ..لقد آذيتك بغبائي وأبعدتك عني ..لكني نادم اشد الندم

كيف كان لعقلي الغبي ان يصور لي تلك الأوهام البشعة..انت أطهر من ان تكونين لي فانا إنسان غبي لا استحق جوهرة مثلك ..لا استحق إنسانه طيبة القلب ومعطاءة مثلك ..لكن انا استحق آخر فرصة منك يا ناز من اجل طفلنا ومن اجل حياتنا معا ...أرجوك يا ناز استمعي لي وعودي لحياتي ..لا اصدق اني أقول هذه الكلمات واعبر عن عواطفي بهذا الشكل وهذه اول مره أقوم بهذا الأمر لكنك تستحقين ان اترجاك تستحقين ان أضحي بحياتي لأجلك فانت اصدق من عرفت في حياتي

ارجوك يا ناز لا تجعلينا نضيع سنينا من حياتنا في وهم وفي حزن

دعي هذه البداية تكون بدايتنا في حياة سعيدة ولننسى الماضي

كانت نبرة صوته تبين انه صادق لكن شيئا من الكبرياء منع ناز من الانجراف معه والارتماء في أحضانه ..كانت على وشك الرفض لكن يده امتدت إلى فمها مانعا أيها من الكلام فقال لها

-لا تقرري الآن أرجوك ..فلنتحرك من هنا فالمكان خطر

في غضون دقيقة واحده كان كلاهما في السيارة متجهين نحو جهة لا تعرفها ناز ...

المحتوى الان غير مخفي

لم تصدق عينيها ابدا ..هل من المعقول ان يكون هذا هو غيث مستلقي على السرير الابيض وجسده الشاحب موصول بالعديد من الوصلات والآجهزه لكي تبقيه على قيد الحياه ...من حسن الحظ ان الرصاصه لم تصبه في رآسه بل في كتفه الآيسر بالقرب من قلبه ..

-يارب

همست سجى بضعف وهي تبكي وتحاول ان لا تصدر صوتا من نحيبها ..من غير المعقول ان تفقد الآنسان الوحيد الذي جعلها تشعر انها انسانه حقيقيه ولديها مشاعر واحاسيس ...الوحيد الذي قدرها واحترمها والذي جعلها تشعر بثقه بنفسها

-لا يمكنك ان ترحل بهذ ا الشكل يا غيث ..لا يمكنك ان تتركني بعد ان جعلت مني انسانه مختلفه ..لا يمكنك

اخذت نفسا عميقا وامسك بيده وقالت له

ـسوف تعود اليس كذلك ؟ سوف تعود من اجلي وسوف تسخر مني وسوف نعيش في سعاده بعيدا عن ابي وبعيدا عن كل العالم ..سوف نعود للعيش في كوخنا الصغير حيث بدآت احبك واعشقك ...سوف ..سوف ..اختنقت الكلمات في فمها فقامت بالتراجع قليلا الى الوراء

فلم تعد تتحمل الجو الخانق فخرجت بسرعه وابعدت الكمامه عن فمها وهي تبكي بحرقه وسط تساؤلات الجميع ..

لمحت شخصا قادما من البعيد ميزت وجهه بسرعه ..ضرغام الذي كان موجودا في المستشفى ..ابتسمت بوهن وقامت من مكانها وتوجهت نحو ضرغام بسرعه

-ضرغام هل رآيت ما فعله ... انه لا يكف عن تدمير حياتي

رمت بنفسها على ضرغام الذي احتضنها بعطف اخوي بحت وهو يحاول تهدأتها وهي تبكي بحرقه

بينما الجميع قد ظهرت على وجوههم علامات الحنق والانزعاج ..واولهم ناز ...

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 133K 38
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
702K 14.9K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
11.4K 469 33
صراع بين حياة وموت صراع قلب بين عاشقين صراع انتقام وبقاء صراع من اجل دم ازرق ملكى انه صراع سحر عشق فى محرقة وياله من صراع الرواية منقولة
824 105 33
"حبيبي لا يباح لغيري..خلق لي♡⁩" "كل شئ معك مختلف حتي ضحكتي " "واشتهي التعطر بك عنقاً"